#1  
قديم 11-15-2012, 07:07 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي المخدرات والمجتمع تحديات متبادلة










م.م . وسن عبد الحسين شربجي









2010 م










مشكلة البحث
ــــــــــــــــــــــــــــ
تعد ظاهرة انتشار المخدرات من الظواهر الأكثر تعقيداً وخطورة على الإنسان والمجتمع , وتعتبر هذه الظاهرة إحدى مشكلات العصر , ومما لاشك فيه أن ظاهرة إدمان المخدرات بدأت تحتل مكاناً بارزاً في اهتمامات الرأي العام المحلي والعالمي , وتكمن خطورة هذه الظاهرة في كونها تصيب الطاقة البشرية الموجودة في أي مجتمع بصورة مباشرة وغير مباشرة , وبصفة خاصة الشباب من الجنسين , وهي بذلك تصيب جزءاً غالباً من تلك الطاقة البشرية الموجودة في أي مجتمع مهما اختلفت درجة تحضره , وهي بهذا تصيب حاضر هذه المجتمعات وتخيم الظلام على مستقبلها , وتؤثر على موارد الثروة الطبيعية والبشرية مما يعرقل أي جهود خاصة بالتنمية الشاملة في المجتمع . (1)
وعلية أن مشكلة تعاطي المخدرات إدمانها من أكثر المشاكل الاجتماعية خطورة ولها تأثير قوي على تقدم أي مجتمع كماً وكيفاً , وتستنفذ معظم طاقات الفرد والمجتمع وإمكانياتها , وتعتبر من أعقد المشاكل التي تواجه المجتمع الدولي .
في الوقت الحاضر , ولايكاد يتخلص منها مجتمع سواء كان متقدما أو نامياً .
ووجد في السنوات الأخيرة أن تعاطي المخدرات والإدمان عليها خاصة بين فئة الشباب في تزايد مستمر في جميع أنحاء العالم , فقد وصل عدد المتعاطين وفق احدث تقارير للأمم المتحدة لعام 2004 إلى (185) مليون متعاط أي بزيادة قدرها (5) ملايين عن التقرير السابق لعام 2003 وهذه النسبة تمثل (3%) من أجمالي سكان العالم . (2)
ويعتبر تقدير الآثار السلبية لاستخدام المواد المخدرة على الأفراد وانعكاس ذلك على مجتمعنا العراقي مهمة صعبة , وتكمن الصعوبة في السرية التامة التي تحيط بعملية تداول هذه المواد وتناولها , فضلا عن قصور الإحصاء والمتابعة في مجتمعنا العراقي .
وبذلك تتجلى مشكلة البحث في ازدياد ظاهرة تعاطي المخدرات في ظل ازدياد الضغوط النفسية والاجتماعية التي يعاني منها أفراد المجتمع مع تزايد الحروب والأزمات التي شهدها المجتمع العراقي , وقد أكدت الدراسات والبحوث الاجتماعية والعلمية أن مجتمعنا العراقي في منتصف العقد الماضي كان من أنظف المجتمعات التي تعد خالية من ظاهرة الإدمان على المخدرات , ولكن مع ارتفاع مستوى الأحداث الحروب والأزمات الاقتصادية وتردي الوضع الأمني وعدم السيطرة على الحدود مع دول الجوار , فقد أصبح ارض خصبة ومحط أنظار عصابات تهريب المخدرات . وكل ذلك أدى إلى انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات لاسيما عند فئة الشباب .
ومما لاشك فيه أن خطورة تعاطي المخدرات تمتد أثارها السلبية إلى المجتمع , فالمتعاطي للمخدرات يصبح عضواً غير منتج وغير قادر على كسب معيشته بمستوى مقبول كما قد يهدد المجتمع بالفساد والجريمة , وبالمثل فان المجتمع الذي يكثر فيه المتعاطون للمخدرات يهبط مستوى أنتاجه ويضعف اقتصاده وقد يعتريه التفكك ويصبح مسرحاً للمشاكل والصعوبات التي يولدها الأشخاص المتعاطون للمخدرات .
وبذلك فان تعاطي المواد المخدرة أيا كان نوعها هي مواد ذات خطورة كبيرة وإضرارها المباشرة وغير المباشرة تشمل المجتمع الإنساني وتضر بأخلاقه واستقراره ومصادر عيشه .
من هذا يمكن القول أن هناك مشكلة تستوجب الدراسة والتشخيص وإيجاد الحلول لها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
1- د.حاتم خزعلي , تفعيل الأدوار التعليمية والبحثية والمجتمعية للجامعات العربية في حماية الشباب الجامعي من أخطار المخدرات , بحث في ملخصات أبحاث مؤتمر الشباب الجامعي وآفة المخدرات , الأردن , جامعه الزرقاء الأهلية،ص6.
2- د . سيروان كامل علي , د . أنوار جميل بني , المخدرات وتأثيرها على المجتمع , بغداد , الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات , ط1 , 2004 , ص9.








أهمية البحث :-
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تأتي أهمية هذا البحث من الخطورة التي تنطوي عليها تعاطي المخدرات والتي تشكل تهديداً حقيقياً لمجتمعنا العراقي نظراً لاستهدافها لأهم عنصر فيه وهم الشباب الذين يمثلون الدعامة الأساسية التي يقوم ويرتكز عليها مجتمعنا . مما ينعكس سلباً على كافة النواحي المختلفة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية التي ينشدها المجتمع العراقي وخصوصا وان مجتمعنا العراقي بات بسبب الحروب والحصار الاقتصادي والانفلات الأمني وعدم السيطرة على الحدود مع دول الجوار مرتعا لعصابات تهريب المخدرات في ترويج مخدراتهم وإيصال أنواع عديدة منها وبيعها على الشباب والمراهقين , ومن هنا لابد أن تتضافر الجهود للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة والدخيلة على المجتمع العراقي .

أهداف البحث :-
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- التعرف على العوامل الاجتماعية الخاصة بالمجتمع والتي تؤدي إلى تعاطي المخدرات .
2- التعرف على أثار تعاطي المخدرات على المجتمع .
3- التعرف على الأسباب التي أدت إلى زيادة استعمال المواد المخدرة والمسببة للإدمان في المجتمع العراقي .
4- التعرف على دور الأسرة في وقاية الأبناء من تعاطي المخدرات .
5- التعرف على دور وسائل الإعلام في الوقاية من ظاهرة تعاطي المخدرات .
6- التعرف على دور وسائل الأعلام في الوقاية من ظاهرة تعاطي المخدرات .
7- التعرف على موقف الإسلام من المخدرات .
8- ومن خلال التعرف على الأهداف المذكورة أنفا . قامت الباحثة بإعطاء بعض بعض التوصيات المناسبة والتي من شأنها أن تسهم في علاج هذه المشكلة في المجتمع العراقي .

مفاهيم البحث :-
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- المخدر (Narcotic)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقصد بكلمة مخدر من الناحية اللغوية (خدر) العضو (خدراً) من باب تعب واسترخى فلا يطيق الحركة ويعني أيضا الضعف والفتور والكسل (1).
ومن الناحية الدوائية يقصد بكلمة مخدر (أية مادة كيمائية تؤثر في حياة الخلايا الأساسية للإنسان وتسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم (2).
وفي الموسوعة الطبية يعرف( المخدر ) بأنه ((مادة معينة تسبب في الإنسان فقدان الوعي بدرجات متفاوتة وقد ينتهي إلى غيبوبة تعقبها الوفاة , ومع أن المخدرات تستعمل في الطب لإزالة الآلام كالمسكنات أو لأحداث النوم كالمنومات , ومع أن جميع المواد المستعملة للبنج يجوز عدها من المخدرات , فان المفهوم نفسه قد خصص ألان للدلالة على مواد معينة ، تثبط الجهاز العصبي تثبطاً عاما (1) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
1- د . سيروان كامل علي , الاعتماد على المخدرات والأضرار النفسية والجسدية والبيئية الناجمة عنها , محاضرة ألقيت في دورة أعداد في مجال الصحة والوقاية من تعاطي المخدرات , الأردن , 2004, ص1.
2- عادل الدمراش , الإدمان ( مظاهرة وعلاجه ) الكويت , عالم المعرفة , 1982 , ص9-10
3- أفراح جاسم محمد ، تعاطي الحبوب المخدرة وعقاقير الهلوسة عواملها وأثارها ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة بغداد ، كلية الآداب










أما المخدر من الناحية النفسية فيقصد به (( أي مادة تؤدي إلى الاعتماد العضوي أو النفسي والتي تساعد المتعاطي على تنمية الاستعداد لديه للإصابة بالاضطرابات والإمراض النفسية والعقلية . (2)
ومن الناحية القانونية يقصد بالمخدر مجموعه من المواد التي تسمم الجهاز العصبي يحظر على أي شخص تداولها وزراعتها أو بيعها أو صنعها ألا للأغراض التي يحددها القانون ولاتستعمل الأبواسطة من يرخص له بذلك .
والمواد المخدرة التي حرمها القانون نوعان , ماتنبت على الأرض ومنها نبات القنب ونبات الخشخاش والقات والمخدرات التصنيعية (التركيبية) التي يصنعها ويحضرها الإنسان ويحرم صنعها ألا للمجازين (3).
أما لجنة المخدرات في الأمم المتحدة فقد عرفت المواد المخدرة :- هي كل مادة خام أو مستحضرة منبهة أو مسكنة أو مهلوسة أذا استخدمت في غير الأغراض الطبية أو الصناعية الموجهة تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها مما يضر بالفرد والمجتمع (4).

2- تعاطي المواد النفسية :- (Drug abuse )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يشيع بين الكتاب العرب أن يستخدموا في هذا الصدد تعبير (( سوء استعمال المخدرات )) وهذه العبارة ترجمة حرفيه للكلمة الانكليزية (abuse) مع ذلك فاللغة العربية تقينا عن ذلك . فقد ورد في ((لسان العرب)) لابن منظور مانصه )) والتعاطي تناول لايحق ولا يجوز تناوله )) . وبناء على ذلك نقول تناول فلان الدواء ، ولكنه تعاطي المخدر.
ويشار بالمصطلح إلى التناول المتكرر لمادة نفسية بحيث تؤدي أثارها إلى الأضرار بمتعاطيها , أو ينجم الضرر عن النتائج الاجتماعية أو الاقتصادية المترتبة على التعاطي (5).





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ


1-د. سيروان كامل علي ، الاعتماد على المخدرات والأضرار النفسية والجسدية والبيئية والناجمة عنها ، مصدر سابق ، ص3 .
2-المصدر نفسه ، ص3.
3- د,عبد الكريم شاكر الخفاجي ، المخدرات وانعكاساتها على الأسرة والمجتمع ، بحث في محاضرات الموسم الثقافي الأول لمركز أبحاث الطفولة والأمومة ، بغداد ، جامعة ديالى ، مركز أبحاث الطفولة والأمومة ، 2006، ص52.
4- مصطفى سويف ، المخدرات والمجتمع نظرة تكاملية ، الكويت المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، 1996، ص19.













3-ألاعتماد :-Dependence
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
حالة نفسية وعضوية تنتج عن التفاعل بين كائن حي ومادة نفسية وتتميز هذه الحالة بصدور واستجابات سلوكية وفيزولوجيه تنطوي دائماً على قهر للكائن أن يتعاطى هذه المادة (1) .

4- الاعتماد النفسي :- psychology Dependence
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو حالة نفسية نلاحظ فيها أن مادة نفسية معينة تحدث قدراً من الرضا ويترتب عليها ظهور دافع يدفع الشخص إلى التعاطي إلى أساس متقطع أو مستمر ، وذلك طلباً للمتعة أو تحاشيا للمتاعب (2) .

5-الاعتماد العضوي :- physical Dependence
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حالة تكيفيه عضوية تكشف عن نفسها بظهور اضطرابات عضوية شديدة في حالة انقطاع وجود مادة نفسية معينة
(3).
6- الإدمان :- Addiction
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو اعتماد الشخص على وجود مادة مخدرة في جسمه لايستطيع العيش من دونها بصورة طبيعية (4).
وقد عرفت لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية الإدمان على انه ( حالة تسمم دورية أو مزمنة ، مضرة بالفرد والمجتمع ، وهذه الحالة تكون نتيجة الاستخدام المتكرر لعقار (طبيعي أو صناعي) ، وتتضمن هذه الحالة الخصائص الآتية ):
1- رغبة قهرية أو حاجة ((اضطرارية )) للاستمرار في تعاطي العقار والحصول علية بأية وسيلة .
2- ميل إلى زيادة الجرعة المعطاه من العقار .
3- اعتماد نفسي وجسمي بوجه عام على أثار العقار .
4- تأثير ضار بالفرد والمجتمع (5).









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1- منهج تدريب الاخصائين الاجتماعين على الصحة النفسية في طب الأسرة ، مصر ، وزارة الصحة والإسكان، الأمانة العامة للصحة النفسية ، 2005،ص93.
2-المصدر نفسه ، ص94 .
3- مصطفى سويف ، المخدرات والمجتمع نظرة تكاملية ، مصدر سابق ، ص14.
4- د. سيروان كامل علي ، أنوار جميل بني ، المخدرات وتأثيرها على المجتمع ، مصدر سابق ، ص19.
5- أحمد مجذوب ، المخدرات ، بحث منشور على الانترنت ، ص21.
htt : arbooks . tk.










دراسات سابقة

دراسة عراقية :-
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- دراسة أفراح جاسم محمد الموسومة (تعاطي الحبوب المخدرة وعقاقير الهلوسة وعواملها وأثارها ) *
استهدفت هذه الدراسة إلى تحقيق عده أهداف من أهمها .
1- محاولة توفير قاعدة معلومات تصف مشكلة تعاطي الحبوب المخدرة وعقاقير الهلوسة في سياقها الاجتماعي من أجل الإضافة العلمية في هذا المجال .
2- الكشف عن العوامل الاجتماعية المساعدة بشكل أو غير مباشر في دفع الشخص إلى تعاطي هذه الحبوب والعقاقير المخدرة .
وعقاقير الهلوسة في كل من الفرد وأسرته وفي المجتمع وأمنه واستندت هذه الدراسة إلى منهج المسح بالعينة لجمع المعلومات ، كما استعانت الباحثة بالمقابلة والملاحظة البسيطة ، وقد استخدمت الباحثة عينة قصديه ، وتتألف من (200) متعاطي للحبوب المخدرة ، والذين تبلغ أعمارهم من (18) سنة فما فوق في دائرة أصلاح الكبار في أبي غريب .
أما أهم الاستنتاجات التي خرجت بها الباحثة من الدراسة فهي :-
1- أتضح أن (72،5%) من المبحوثين قد تعاط الحبوب لأول مرة بتشجيع من احد الأصدقاء وبذلك يعد أصدقاء السوء من العوامل الاجتماعية المؤدية إلى التعاطي .
2-أتضح أن التعاطي يؤدي إلى دفع الأشخاص نحو السلوك الإجرامي وهذا ماأكده (87,3%) من المبحوثين .
3- تبين أن (72%) من المبحوثين قد أكدوا أن ضعف الوازع الديني من العوامل الاجتماعية المؤدية إلى تعاطي المخدرات .
4- تبين أن انعدام القدوة الحسنة داخل الأسرة من العوامل الاجتماعية المؤدية الى التعاطي . وهذا ماأكده (37,5%) من المبحوثين .
5- تبين أن (61,5%) من المبحوثين يرون أن لمشاهدة الأفلام في التلفزيون والسينما تأثيرا في تشجيعهم على تعاطي الحبوب .
6- أتضح أن (80,5%) من المبحوثين يرون ان سهولة توافر المخدر كانت سببا في انتشار مشكلة التعاطي .
7- تبين أن (93,5%) من المبحوثين يرون لتقلبات الأوضاع التي يمر بها المجتمع تأثيرا في نمط معيشتهم ومعيشة أسرهم .
8- تبين أن التعاطي يؤدي إلى وجود أفرادا غير قادرين على العمل في المجتمع وهذا ماأكده (93%) من المبحوثين .
9- أتضح أن التعاطي يؤدي إلى خلق نظرة سلبية تجاه أسرة المتعاطي ، وهذا ماأكده (88،5%) من المبحوثين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

* أفراح جاسم محمد , تعاطي الحبوب المخدرة وعقاقير الهلوسة عواملها وأثارها ، مصدر سابق .













دراسة عربية
ـــــــــــــــــــــــــــ
دراسة سليمان الدرايسة الموسومة ((ظاهرة تعاطي المخدرات في الأردن ))
هدفت هذه الدراسة الاجتماعية إلى تحليل ظاهرة تعاطي المخدرات في الأردن بجمع المعلومات عن الظاهرة ,والتعرف على خصائص المتعاطين ، وأسباب التعاطي ، والظروف المحيطة بالمتعاطي حين بدأ تعاطي المخدرات .
وأستخدم الباحث في هذه الدراسة عينة تتألف من (97) مبحوثاً واختيرت وحدات العينة بصورة غير عشوائية من المتعاطين الموجودين في مصحة مديرية الأمن العام لعلاج الإدمان على المخدرات ، ومستشفى الرشيد للصحة النفسية وقد أعتمد الباحث على منهج المسح بالعينة لغرض جمع المعلومات عن الظاهرة ، كما أعتمد على منهج دراسة الحالة ، إذ قام الباحث بإجراء دراسة الحالة لخمس حالات من العينة .
أما أهم الأدوات المستعملة لجمع المعلومات فقد أستخدم الباحث في هذه الدراسة استمارة الاستبانة ، والمقابلة , أما أهم الاستنتاجات التي خرج بها الباحث من الدراسة فهي :-
1-أن الشباب أكثر تعاطيا للمخدرات ، إذ كانت الفئة العمرية (20-29) سنة أكثر من مثيلاتها في تعاطي المخدرات.
2- أتضح غالبية أفراد العينة يعانون من مشاكل نفسية عند بداية التعاطي .
3- تبين أن غالبية أفراد العينة كان لهم أصدقاء يتعاطون المخدرات .
4- تبين ان غالبية أفراد العينة يحصلون على المخدرات بسهولة ، أما مصادر الحصول على المادة المخدرة فكانوا الأصدقاء هم تجار المخدرات أو المروجين للمخدرات .
5-تبين أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى التعاطي من وجهة المبحوثين كانت نسيان الهموم والمشاكل , وتأثير رفقة السوء ، ووقت الفراغ ، ودافع الفضول ، وضعف الوازع الديني .
6- تبين أن نسبة عالية من أفراد العينة كانوا بلا سابقيه إجرامية عند بداية التعاطي ، لهذا فأن التعاطي قد يؤدي إلى دفع الشخص نحو السلوك الإجرامي .

أنواع المخدرات
ـــــــــــــــــــــــــــ
1- مخدرات طبيعية :- لقد عرف الإنسان المواد المخدرة ذات الأصل النباتي منذ أمد بعيد ، الدراسات العلمية أثبتت أن المواد الفعالة تتركز في جزء أو أجزاء من النبات المخدر فمثلا .

أ- نبات خشخاش الأفيون تتركز المواد الفعالة في الثمر غير الناضجة .
ب- نبات القنب تتركز المواد الفعالة في الأوراق وفي القمم الزهرية .
ث- نبات القات تتركز المواد الفعالة في الأوراق .
ج- البانجو يحصل عليها من نبات القنب الهندي حيث يجفف النبات على حالته وتباع أجزاؤه .
د- التبغ تستخدم أوراقة بعدة طرق .
ويمكن استخلاص المواد الفعالة من الأجزاء النباتية الخاصة بكل مخدر بمذيبات عضوية وبعد تركيز المواد المستخلصة يمكن تصنيع المواد المخدرة مثل زيت الحشيش ، وخام الأفيون ، الكوكايين ، والمورفين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
* سليمان الدرايسة ، ظاهرة تعاطي المخدرات في الأردن ، رسالة ماجستير غير منشورة ، الجامعة الأردنية ، كلية الدراسات العليا ، قسم الاجتماع ، 1997.










2-مخدرات نصف تخلقيه :- وهي مخدرات حضرت من تفاعل كيميائي بسيط من مواد مستخلصة من النباتات المخدرة والتي تكون المادة المنتجة من التفاعل ذات تأثير أقوى فعالية من المادة الطبيعية ومثال ذلك
ا- المورفين يستخرج من الأفيون وتأثيره أقوى منه بعشرة أضعاف .
ب- الهيروين الذي ينتج من تفاعل مادة المورفين المستخلصة من نبات الأفيون مع مادة كيميائية (أستيل كلوريد)
وتأثيره أقوى منه بثلاثين ضعفاً.
3- مخدرات تخلقيه :- وهي مواد تنتج من تفاعلات كيميائية معقدة بين المركبات الكيميائية المختلفة وليست من أصل نباتي مثل مسكنات الألم مهدئات الأعصاب كالثديين والميثادون والمهدئات الكبرى والصغرى .
ومضاد السعال مثل كودائين(1).
4- مواد غير مخصصة للاستخدام البشري المذيبات الطيارة (كالبنزين ، الثنر، الاضماغ)
5- الإدمان على الكحول .
6- الإدمان على التدخين (2)

كما يتم تقسيم المخدرات من حيث تأثيرها على النشاط العقلي للشخص المتعاطي وحالته النفسية كالاتي .
1- مهبطات الجهاز العصبي المركزي وهي تبطئ من النشاط الذهني كالباريتيوات(3) والعقاقير المنومة والمهدئة والمسكنة للألم (4)
2- منشطات الجهاز العصبي المركزي كالامقيتامينات (5) وتنتشر هذه المنشطات في الوسط الرياضي وبين طلبة المدارس والجامعات وسائقي الشاحنات على الطرق الخارجية والدولية ، وذلك لأثارها المنشطة على الجهاز العصبي (6).
3- مهلوسات :- وقد سميت بهذا الاسم لأثار الهلوسة التي تحدثها على الشخص المتعاطي ، وهي في الغالب تخيلات عن أصوات وصور وهمية ، وأهم هذه المهلوسات عقار ((LSD وعقار (PCP). (5)

.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
1- سيروان كامل علي ، المخدرات وتأثيرها على المجتمع ، مصدر سابق ، ص20-21.
2- أحمد مجذوب ، المخدرات ، مصدر سابق ، ص40.
3- د. أكرم نشأت إبراهيم ، مشكلة المخدرات في الوطن العربي ، مجلة دراسات اجتماعية ، السنة الأولى ، العددان (3-4) ، بغداد ، بيت الحكمة ، 1999،ص5.
4- سيروان كامل علي ، المخدرات وتأثيرها على المجتمع ، مصدر سابق ،ص21.
5- د. أكرم نشأت إبراهيم ، مصدر سابق ، ص5.
6- أحمد مجذوب ، مصدر سابق ، ص15.
7-المصدر نفسه ،ص15.









الأسباب التي أدت إلى زيادة استعمال المواد المخدرة والمسببة للإدمان في العراق :-
1- الوضع الحالي للبلد من حيث التغير الحاصل من الناحية الاجتماعية والاقتصادية ، سهولة توفر المادة ، وضعف السيطرة على منافذ العرض والبيع ، كذلك الضعف في تطبيق القانون بحق المتجاوزين .
2- الظروف السياسية التي مرت بالبلد من حروب ودمار بشتى أنواعه والحصار الاقتصادي نتج عن ذلك الجوع والفقر والحرمان ، وكانت الآسرة تعيش حالة طوارئ من أجل مواجهة ظروف المعيشة مما أدى إلى ترك عدد كبير من الأطفال مقاعد الدراسة وأصبح قسم منهم متشرد في الشوارع ، مما أصبح هؤلاء الأطفال أرضاً خصبة وميدان مناسبا للجنح والجريمة وتعاطي الكحول والمخدرات .
3- حالة عدم الاستقرار الأمني وفقدان الأمان وما يترتب عليها من شعور بالخوف والقلق أحياناً واليأس والاكتئاب أحيانا أخرى ، مما يمهد لانتشار المخدرات وسوء استخدام المواد ذات التأثير النفسي .
4- الموقع الجغرافي للعراق يحيط بلدان تنتج ، تزرع وتعاني من مشاكل كبيرة في مجال انتشار المخدرات مثل أفغانستان وإيران والخليج مما يجعل البلد معرض لكثير من المسائل المتعلقة مثل العبور والاتجار غير المشروع بالمخدرات .
5- ضعف في البرامج الوقائية الفعالة في هذا المجال .
6- حالة البطالة وعدم توفر فرص العمل المناسبة لدى شريحة واسعة من المجتمع وخاصة جيل الشباب والمراهقين (1).

العوامل الاجتماعية الخاصة بالمجتمع التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
تمارس البيئة المحيطة بالفرد ممثلة بالمجتمع تأثيرا مهما في سلوك الأفراد والجماعات وبما يتلاءم مع طبيعة الظروف السائدة في المجتمع .
فتعاطي المخدرات لايعد مسؤولية فردية ( ذاتية ) أو أسرية بحتة ولكنة يحدث أيضاً بفعل ظروف اجتماعية تتعلق بالبناء الاجتماعي بأسرة وحينما يصاب هذا البناء بالاضطراب ينعكس ذلك سلبا على الأفراد فيتصدع تفاعلهم .
ومن أهم العوامل الاجتماعية الخاصة بالمجتمع والتي تؤدي الى تعاطي المخدرات هي على النحو التالي :-
1- وسائل الأعلام :-
أن لوسائل كالصحافة والإذاعة والسينما والقنوات الفضائية دوراً كبيرا في المجتمع. فمهمتا متعددة ومتشعبة الأهداف وهي من أساليب التثقيف ، ونقل الإخبار العالمية والمحلية ، كما تعد وسيلة من وسائل المتعة والترفية .
وعلى الرغم من وجود اختلاف في كثير من الدراسات والبحوث في مدى تأثير وسائل الأعلام في سلوك تعاطي المخدرات بشكل خاص والسلوك الإجرامي بشكل عام .
ألا أن الرأي الراجح والذي يكاد يتفق علية معظم الباحثين هو القائل ( أن وسائل الأعلام تساعد على استثارة الميول الإجرامية للأشخاص الذين لديهم استعدادا نفسيا لهذه الميول أو أذا كانت ظروفهم البيئية المحلية تشجع أو تبعث على مثل هذا السلوك )) (2) .
ولايخفى على أحد بأن وسائل الأعلام قد تسهم في عرض صورة مضللة فيما يتعلق بتعاطي المخدرات مما قد يساعد على بلبلة ذهن المشاهد وعدم وضوح الرؤية الحقيقية لدية ، فقد تكون الفكرة المعروضة في الأساس غير حقيقية كان يعرض الفيلم السينمائي أو المسلسل التلفزيوني أساليب تعاطي المخدرات وأدواتها والنشوة الايجابية التي تأتي من التعاطي والراحة التي يشعر بها المتعاطي وكان التعاطي هو وسيلة للشعور بالراحة والتخلص من الهموم والضغوط النفسية ، وقد تعرض الفكرة بشكل متناقض عن الواقع وكما يصور المسلسل أو الفيلم أو الكاتب أمرا مقبولا اجتماعيا (3).


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
1- د سيروان كامل علي . أنوار جميل بني ، المخدرات وتأثيرها على المجتمع ، مصدر سابق ص11.
2- أفراح جاسم محمد ، مصدر سابق ، ص77.
3- عبد الرحمن مصيقر ، الشباب والمخدرات في الوطن العربي ، الكويت ، الربيعان للنشر والتوزيع ط1، 1985.ص58-59.






وبذلك أن كثيرا ما نشاهد أبطال القصص السينمائية والتلفزيونية يحتسون الخمر ويدمنون على الحبوب المخدرة والكحول في مواجهتهم للمواقف الصعبة التي تمر بها أحداث القصة ، وعلية دلت أغلب نتائج الأبحاث الحديثة على أن الأطفال يقلدون ما يشاهدونه من عنف وعدوان وتعاطي الكحول والمخدرات في الافلام السينمائية والتلفزيونية مما يوثر بذلك على التنشئة الاجتماعية للأطفال ويؤدي إلى تشويه القيم التي تعتمد عليها في تربية جيل المستقبل .
2- سهولة توافر المخدر :-
أن توافر المخدر وسهولة الحصول علية يعد احد العوامل التي تسهم في تفشي ظاهرة التعاطي في المجتمع . حيث أن وفرة المادة في المجتمع يزداد الإقبال على تعاطيها ، ومع انكماش المتوافر منها يقلل الإقبال على تعاطيها (1) .
وبذلك تزداد نسبة تعاطي المخدرات في المجتمعات التي يسهل الحصول على المخدر فيها سواء بطرائق مشروعة كالمشروبات الكحولية حيث أن الكثير من الدول العربية والإسلامية تقوم بتصنيع الخمور في الوقت نفسه تمنع تعاطي المخدرات الأخرى على الرغم من تشابههما في الأثر مما يخلق جو من التناقض في المجتمع ، فضلا عن ذلك فأن البلدان التي تقوم بتصنيع الخمور والتي تسهل من توافرها للناس تساعد وبشكل غير مباشر في تفشي ظاهرة الإدمان على الخمور في مجتمعاتهم (2).
فالسلوك المنحرف الذي يتسامح المجتمع فيه مثل تناول الخمور قد لا يشكل في بدايته خطراً على الجماعة أو على الأنماط الاجتماعية المقررة ولكن الخيط الذي يفصل هذا السلوك عن السلوك الممنوع سهل جدا فقد يرتكب المخمور جريمة أو قد يتعاطى مخدرات أخرى ممنوعة (3).
أما عن المواد النفسية المشروعة ، مثل بعض الأدوية النفسية (البنزود بازيبينات مثلاً) فتتأثر درجة توافرها في المجتمع بالأسلوب الذي يتبعه الأطباء في كتابة وصفاتهم لمرضاهم ، فالتساهل الشديد في الأذن باستعمال هذه المواد يتيح مزيداً من الفرص لتسربها غير المأذون ، ومن ثم إلى وفرتها في السوق غير المشروعة (4) .
فضلاً عن ذلك أن الكثير من الحبوب والعقاقير تتميز بوزنها الخفيف ورخص ثمنها . كما أن أغلبها يستعمل لعلاج بعض الأمراض ، مما يدل على توافرها في المجتمع ، كما أن قلة الرقابة عليها يساعد على سهولة الحصول عليها .
3- الحروب وانعدام الأمن الاجتماعي :-
تعد الحروب احد اكبر الأخطار التي تهدد المجتمعات الإنسانية وتزعزع كيانها واستقرارها لما لها من نتائج سلبية وعميقة في حياة المجتمعات سواء كان ذلك في مدة الحرب ام فيما بعدها .
فالحرب تؤثر في أبناء المجتمع وفي انعكاساتهم حول قواعدهم القيمة وعاداتهم وتقاليدهم ، آذ قد تؤدي الحرب إلى عنف وعدوانية متفجرة أو ضروب من التحلل السلوكي والخلقي ، أي أنه يوجد حالة تشكل خطراً جدياً على التوازن النفسي والتكيف الاجتماعي وعلى التوجه نحو المستقبل (5).
وكما هو الحالة في مجتمعنا العراقي في ظل الحروب والحصار الاقتصادي , إذ أدت هذه الظاهرة دوراً كبيرا في زعزعة أمن واستقرار المجتمع ، فخطورة الحرب لاتكمن في الخسائر المادية التي تخلقها أو في خسائر الأرواح فقط بل هناك مسألة مهمة وهي فقدان الأمن الاجتماعي الذي الواجب على المجتمع توفيره لأفراده حيث ساعده هذه الظروف على ظهور سلوكيات سلبية وجرائم لم يألفها مجتمعنا من قبل .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1-مصطفى سويف ، المخدرات والمجتمع نظره تكاملية ، الكويت المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، 1996 ، ص70.
2- عبد الرحمن مصيقر ، ظاهرة تعاطي الخمور والمخدرات في البحرين ، المنامة ، جمعيه الاجتماعيين البحرينية ، 1981، ص23.
3-محمد عاطف غيث ، المشاكل الاجتماعية والسلوك ألانحرافي ، الإسكندرية ، دار المعرفة الجامعية ، 1989, ص204-205.
4- د. مصطفى سويف ، المخدرات والمجتمع نظرة تكاملية ، مصدر سابق ، ص70.
5- د. تماضر حسون , تقرير عن الندوة العلمية حول الآثار الاجتماعية والثقافية التي تخلقها الحروب والكوارث على أوضاع الأطفال في الوطن العربي ، المجلة العربية للدراسات الأمنية ، المجلد (2) ، العدد (4) ، الرياض ، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب ، 1987 , ص218.







أو لم تكن بهذه الحدية ، وكان من أبرزها السيارات ، تزيف العملة ، غش المواد الغذائية ، السلب ، النهب والسطو المسلح (1) .
كذلك ازدادت ظاهرة لم تكن مألوفة من قبل وهي ظاهرة تعاطي المخدرات بين الشباب . ويمكن القول أن زيادة الجريمة والسلوك المنحرف ذات علاقة وثيقة بالحروب وانعدام الأمن الاجتماعي في المجتمع .
وقد ساعدت هذه الظروف على حدوث ضغوطات اجتماعية ونفسية بين الشباب وبين بقية أفراد المجتمع وقد شجع ذلك في أن يقع بعض هؤلاء الشباب في السلوك المنحرف كتعاطي المخدرات وذلك للهروب من هذه الضغوطات لأنها تركت اثأر مدمرة في نفسيه الفرد العراقي ومن ثم فان هذا الوضع سيؤدي الى حالة من التفكك ألقيمي والأخلاقي والأسري ومن ثم التفكك الاجتماعي .

أثار تعاطي المخدرات على المجتمع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لاتقف أزمة المخدرات عند أثارها المباشرة على المدمنين وأسرهم ، وإنما تمتد تداعياتها إلى مختلف المجتمعات . وتكمن خطورة هذه الظاهرة في استهدافها للفئة الشابة مما ينعكس سلبا في كافة النواحي المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية .
مما يؤدي بذلك إلى تعويق برامج التنمية وتهديد كيان المجتمع وآمنة من خلال تأثير هذه السموم على عقول الشباب وتدمير طاقاتهم الإنتاجية ودعم حلقات التخلف والتبعية والفقر والمرض في المجتمع (2) .
وتعاطي المواد المخدرة يجعل المتعاطي غير متمالك لقواه العقلية والجسدية مما يؤدي إلى ارتكاب الجرائم للحصول على المال الذي يشتري به المادة المخدرة فهو يسرق المال حتى من اقرب الناس كما يقوم بالاختلاس والتزوير وبالتحايل على الآخرين للحصول على المال مما يشكل خطراً على أمن المجتمع وسلامته (3).
ومن وجهة اخرى نظر أخرى فان انتشار التعاطي في المجتمع فأنة لابد أن يؤدي إلى تضخم عدد أفراد الشرطة وموظفي الإصلاحيات والمستشفيات ، فإذا لم يكن تعاطي المواد المخدرة بهذه الدرجة في مجتمع ما لامكن أن يتجه هؤلاء الأفراد إلى أعمال إنتاجية أو صحية أو تعليمية (4) .
فضلا عن ذلك أن تعاطي المخدرات يمس بأمن المجتمع ، فما دام فعل التهريب أو الاتجار أو التعاطي مجرداً فارتكاب أي واحدة من هذه الأفعال يعتبر اعتداء على امن المجتمع ، ويأخذ هذا العدوان أحيانا إشكالا صارخة ،كما هو الحال عندما تضطر بعض القوات إلى مطاردة احد المهربين أو التجار ، أو عندما تضطر القوات الأمنية إلى الدخول في معارك لمقاومة الزراعات التي يقدم عليها البعض في أنحاء متفرقة من الوطن ، كذلك تمس مشكلة تعاطي المخدرات جانبا هاما جدا في حياة المجتمع وهو الجانب الاقتصادي ، بدء من تكلفة حملات المكافحة , إلى النفقات التي تتحملها الدولة من خلال أجراء المحاكم السجون (5).




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
1- فراس يوسف فنبر ، العنف ضد الأطفال الإناث ، رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم علم الاجتماع ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 2008، ص94-100.
2- د. عثمان فراج ، الشباب والتحولات الاجتماعية في الوطن العربي ، المجلة العربية للثقافة , السنة السادسة عشر ، العدد 31، 1996، ص163.
3- أفراح جاسم محمد ، مصدر سابق ، ص100 .
4- تماضر حسون ، المخدرات وأخطارها وطرق الوقاية منها ، تونس ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، 1993، ص47-48.
5- جمال الطحاوي ، إدمان الشباب على المخدرات الأسباب – الآثار ، بحث في ملخصات أبحاث مؤتمر الشباب الجامعيين وآفة المخدرات ، الأردن ، جامعة الزرقاء الأهلية ، 2006 ، ص11.








فضلا عن الخسائر المادية الأخرى التي تلحق بالدخل القومي والفردي الناشئة عن أنفاق الأموال الطائلة على شراء المخدرات ، والأموال التي تنفقها الدولة لمكافحة تهريبها وترويجها وتعاطيها فضلا عن تكاليف المصحات التي تنشئها لمعالجة المتعاطين والمدمنين (1).
كما نجد أن هناك خسارة مادية أخرى تلحق بالمجتمع ككل تتمثل بالمبالغ التي تتفق على المخدرات نفسها ، فإذا كانت هذه المخدرات تزرع في المجتمع الذي تستهلك فيه فأن معنى ذلك أضاعه جزء من الثروة القومية في الأرض فضلا عن ذلك أن الذين يعملون في هذه الحقول قد يكونون من المتعاطين أو المتاجرين بهذه المواد مما يسبب انتشارا واسعا لهذه المواد (2) .
وبذلك فان تعاطي المخدرات يلحق أضرارا بالغة باقتصاديات العديد من الدول مثل تخفيض الإنتاج ، وهدر أوقات العمل ، وخسارة في القوى العاملة سببها المدمنون أنفسهم والمشتغلون بتجارة المخدرات وإنتاجها ،فضلا عن انحسار الرقعة الزراعية المخصصة للغذاء وتراجع التنمية وتحقيق الاحتياجات الأساسية (3).

دور الأسرة في الوقاية من ظاهرة تعاطي المخدرات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تلعب الأسرة الدور الأهم في الحفاظ على أبناءها من السلوك المنحرف ومن تعاطي المخدرات فعليها تقع المسؤولية بالدرجة الأولى من توعية الأبناء وتوجههم وإرشادهم من خلال زرع بذور الثقة بالنفس واتخاذ القرار المبنية إلى حسن التقدير وعدم التأثر والانصياع للضغوط التي يمارسها أصدقاء السوء لغرض إخضاعهم إلى تعاطي المخدرات وكلما كان تأثير الأسرة قويا على الفرد قل تأثير أصدقاء السوء علية . لذا فعلى الأب وألام أن يكونوا قدوه صالحة لأبناهم من خلال التحلي بالأخلاق السليمة لان الأب والأم هما أول معلمين في حياة أبناءهم ويبقى تأثيرهما متر سخا في الأبناء مدى العمر . فإذا كان الأبوان قدوتين صالحتين كانا مثلا لابناءهم وان كانا مثالين سيئين فسيبنيان أسوء الخصال في ابناهم والتي تؤدي إلى أنحراهم (4) كما لايخفى على احد بأن كثرة المشكلات الأسرية تؤدي إلى ضعف الرقابة الأسرية على الأبناء وسلوكهم وتحرمهم من الحصول على توجهات اجتماعية سليمة نتيجة لانشغال الوالدين بالمشكلات وإهمال أبناءهم مما قد يؤدي إلى اتجاه الأبناء نحو التعاطي ، آذ قد لاتمارس الأسرة ضغوطا على أبنائها في اختيار أصدقائهم بأنفسهم وربما يقودهم هذا الاختيار عدد من أصدقاء السوء ممن لديهم أو يمارسون سلوكا منحرفا أو إجراميا كسلوك تعطي المخدرات ، فيقع هؤلاء الأبناء فريسة لأصدقاء السوء وذلك بتدريبهم على ممارسة السلوك المنحرف تحت إشرافهم (5).



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
1- د. أكرم نشأت إبراهيم ، مشكلة المخدرات في الوطن العربي ، مصدر سابق ، ص6 .
2- محمود الشديفات ، المخدرات (الخدر وفساد العقل ، دراسة في ظاهرة انتشار المخدرات في الوطن العربي وسبل الوقاية ، عمان ، دار الأفاق ، 1996 ، ص52.
3-د. حاتم خزعلي ، تفعيل الأدوار التعليمية والبحثية والمجتمعية للجامعات العربية في حماية الشباب الجامعي من أخطار المخدرات ، مصدر سابق ، ص6.
4- أسماء محمد عباس ، المجتمع والإدمان على المخدرات ، بحث غير منشور ، بغداد ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، دائرة الدراسات والتخطيط والمتابعة ، 2004 ، ص4 .
5- أفراح جاسم محمد ، مصدر سابق ، ص70.










لذا فأن جهل الأسرة بأساليب التربية السليمة وخلخلة القيم والمعايير السلوكية في نصحهم وتوجيههم كالقسوة والإهمال والنبذ والسخرية والحماية الزائدة والتدليل المفرط والاعتماد الدائم على الوالدين ، وعدم الاعتدال في التعامل مع الأبناء بين القسوة واللين وعدم اتخذها الأسلوب الملائم لكل ظرف اجتماعي تتعامل به مع أبناءها بما ينسجم وطبيعة الحالات الاجتماعية والسلوكية التي يمر بها الأبناء ، جميعها تولد عند بعض الأبناء شخصية محبطة تعجزعن التفاعل مع المجتمع أو التعامل مع ابسط قواعد الحياة اليومية (1) .
فضلال عن ذلك أن عدم وجود الرقابة الكافية من الوالدين على الأبناء وسلوكهم يعطي الأبناء حرية التصرف كما يحلو لهم دون رقابة من احد وقد توفر لهم فرص الاحتكاك برفقة السوء وممارسة سلوك غير سوي معهم كتعاطي المخدرات (2).
ويتجلى دور الأسرة في وقاية الأبناء من تعاطي المخدرات من خلال :-
1- القدوة الطيبة هي خير موعظة عن السلوك الجيد :- فمن ينشأ في أسرة بها مدمن يتعرض للخطر أن يصبح مدمن حيث أن العوامل الأسرية شديدة التأثير في مسالة الإدمان .
2- العلاقة الزوجية الطيبة هي خير ضمان :- أن العلاقة الزوجية الحسنة هي النماذج التي يلاحظها الأبناء ويقيمون علاقاتهم على أساسها مثل التعاون ، الاهتمام بالغير ، التسامح ، الأمانة ، معالجة الخلافات ، ارتياح كل طرف للأخر ، التفاهم السهل بين الأبوين ، قادرين للوصول إلى أتفاق في مواجهة وحل مشاكل الأبناء .
3- الأسرة القوية تعمل كفريق:- تقوم في الأسرة الصحيحة روح الفريق ويشعر كل فرد بالراحة في الحديث عن مشاعره ومشاكله مع أفراد الأسرة ويتلقى تغذية مرتدة ايجابية وتساعد مهارات الآباء في الاستماع الجيد في الحد من القرارات الانفعالية ويجب أن يحظى السلوك الطيب بتقدير أكبر مما يلقاه السلوك السيئ وينبغي أن يساعد كل فرد الأخر ويقضي الأفراد أفضل الأوقات معاً (3).
4- توزيع الحقوق والمسؤوليات داخل الأسرة :- يجب أن تكون الحقوق والمسؤوليات داخل الأسرة واضحة بالنسبة للآباء والأبناء فمن الأفضل أن يقوم الأب بدور الأب وإقرار القيم الأسرية ووضح القواعد والأشراف والمراقبة والرعاية ويتحمل كل فرد المسؤولية عن أعمالة وأداء واجباته المنزلية وتقدير الذات والاهتمام بالغير (4).
5- تربية الأبناء التربية الصالحة وتوضيح المبادئ الأساسية للاخلاق والآداب وزرع المبادئ السليمة من حب الله وحب الخير .
6- رفع معنويات الأبناء من خلال زرع الثقة المتبادلة بين أفراد الأسرة وتعليمهم أن يكونوا صادقين مع أنفسهم ومع الآخرين .
7- عدم تكليف الأبناء بالأعمال التي تفوق قدراتهم لئلا يواجه الأبناء الفشل المتكرر وبالتالي يفقدوا الثقة بأنفسهم .
8- منح الآباء أبنائهم الوقت الكافي والاهتمام الكافي .
9- اختيار الأوقات المناسبة للحديث عن خطورة المخدرات مع الأبناء وان انسب الأوقات هي أوقات الراحة وجعل الحديث أكثر تنوعا من خلال عرض قصة أو مشكلة مأساة عن شي معين والحديث بصورة منتظمة عن مخاطر المخدرات لمواجهة ضغوط أصدقاء السوء والمروجين للمخدرات والابتعاد عن الإكثار من أعطاء النصح وانتقاد الأبناء والسخرية وفرض رأي الكبار فهذا قد يؤدي إلى فقدان الثقة والحوار بين الآباء والأبناء (5).
10- تشجيع الأبناء على ممارسة الأنشطة الرياضية والهوايات لان في ذلك قضاء على أوقات الفراغ لديهم ويساعد على وقايتهم من السلوك المنحرف ومن تعاطي المخدرات .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
1- المصدر نفسه ، ص75.
2- محمود الشريفات، المخدرات ( خدر وفساد العقل ) ، مصدر سابق ص23-24.
3- منهج تدريب الأخصائيين الاجتماعيين على الصحة النفسية في طب الأسرة ، مصدر سابق ، ص98.
4- المصدر نفسه ، ص98.
5- أسماء محمد عباس ، المجتمع والإدمان على المخدرات ، مصدر سابق ، ص4-5.






ونظرا للدور الوقائي للأسرة في وقاية أبناءها من أضرار المخدرات وأثارها السلبية ، فأن الأسرة مدعوة لممارسة دورها الوقائي وذلك من خلال أدراك ومعرفة بعض المظاهر والعلاقات الدالة على المتعاطي ومن أبرزها مايلي:-
1- تغير في طبيعة الشخص كأن يبدو كالنائم أو يشعر بحالة زهو لاتفسير لها ويكون هناك سلوك شاذ صادر عنه
2- احمرار العينين (عيون متسعة – عيون منتفخة – جافه – حدقات جاحظة . (1)
3- التغير في القدرات العادية (العمل – الكفاءة – النوم ) .
4-إهمال المظهر العام وعدم الاهتمام بالنظافة .(2)
5- يفقد الشهية ويستحوذ علية التافه من الاغذيه والحلويات .
6- حلق ملتهب وسعال شعبي وانف مرتعش وألام بالصدر ويصعب عليه مقاومة الأمراض .
7- الكذب واختفاء النقود والأشياء الثمينة من المنزل .
8- اختلال الإحساس بالوقت ومخالطه المعروفين من تعاطي المخدرات .
9- اكتئاب وقلق حاد في بعض الأحيان مصحوب بأفكار موسوسة .
10- الحركة وسير الابن غالبا ماتكون غير طبيعية .
11- يتجنب أفراد الأسرة ويتجنب التقاء عينة بعين الوالدين .
12- يتمرد دائما ويجادل في كل شي .
13- يكثر النوم أو يبقى يقظا لساعات طويلة .
14- تعتريه فترات هبوط الروح المعنوية .
15- يتقلب في حالته المزاجية وقد يحاول الانتحار (3).
16- الانطواء والعزلة .
17- الضعف والخمول وشحوب الوجه .
18- التعب والإرهاق عند بذل اقل جهد .
19- العلاقات السيئة مع الأصدقاء .
20- السلوك العدواني (4).
21- تتناقص الدرجات التي يحصل عليها في المدرسة .
22- لايحترم السلطة المدرسية .
23- يصل متأخرا للمدرسة أو يغيب عن بعض الدروس .
24- يختلق المشاجرات مع أصدقاء في المدرسة (5).








ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
1- منهج تدريب الأخصائيين الاجتماعيين على الصحة النفسية في طب الأسرة ، مصدر سابق ، ص97.
2- د. صالح بن رميح ، الأسرة ودورها في الوقاية من المخدرات ، بحث منشور على الانترنت ، 2010.
Ae index .pnpoption= com . www.hemaya.
3- منهج تدريب الأخصائيين الاجتماعيين على الصحة النفسية في طب الأسرة ، مصدر سابق ، ص96-97.
4- أحمد مجذوب ، المخدرات ، مصدر سابق ، ص12.
5- منهج تدريب الاخصائين الاجتماعين على الصحة النفسية في طب الأسرة ، مصدر سابق ، ص97.










دور المدرسة والجامعة في الحد من ظاهرة تعاطي المخدرات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
يأتي دور المدرسة بعد الأسرة بالدرجة الثانية في توعية وتوجيه الناشئين من اجل خلق جيل واعي لمخاطر الانحراف والتسيب حيث يأتي المعلم كمربي ثاني بعد الأب وألام وربما يفوق تأثير المدرسة تأثير الأسرة بما يستحوذ المعلم من تأثير على القلوب طلبتهم فالمعلم بصحة عميقة ويد بيضاء في التربية وقد يمتد تأثيره في طلبته إلى المستقبل فالمدرسة تستطيع توجيه الطلبة بصدق وإخلاص من خلال تقديم المواعظ الأخلاقية الحسنة وتقديم خلاصة التجارب العلمية النافعة وللمعلم دور في تقديم النصح النابع من القلب والفائض حبا ورحمة وعطف.(1).
فالمدرسة هي مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع بهدف تعليم أبنائه وتربيتهم وتزويدهم بالثقافات والتراث الثقافي ، والتربية في المدرسة ليست من اجل منطلق حر لاضابط له ، ولكن من اجل دعم نظرية الحياة للأمة ، ذلك أن الأمة صاحبة الرسالة يجب أن تقوم على الصغار بالتربية والتعليم ليكونوا ورثة صالحين ، بهدف حياتها ولنظام مجتمعها وعليها من اجل أن تصوغهم في قوالب ومناهج حياتها . ومن وظائف المدرسة اليوم هي توسيع أفاق الناشئ وزيادة خبراته ، بنقل التراث الثقافي والتوجيه , وتنسيق الجهود التربوية المختلفة , وتكملة مهمة المدرسة التربوية . ويمكن للمدرسة أن تؤدي دورها في الوقاية ظاهرة تعاطي المخدرات من خلال الوظائف التي تقوم بها ، فمن خلال المناهج والمواد المقررة يمكن أن يدرس الطالب اثأر تعاطي المخدرات وانعكاساتها المختلفة على الحالة الصحية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية .
فكذلك يمكن للمدرسة عن طريق لجان مجالس الآباء والأمهات وغيرها تتم توعية أفراد المجتمع بأضرار المخدرات وكيفية مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تنتشر في المجتمع بصورة مخيفة (2).
وبعد ذلك يأتي دور الجامعة في الإرشاد والتعريف بمخاطر الإدمان والوقاية من خلال تعميم مقررات دراسية وبرامج هادفة للتأثير على دوافع الشباب ومواقفهم فيما يخص استعمال المؤثرات العقلية ويتطلب ذلك خبرات ومهارات تطوير الثقة بالنفس والتعلق بالقيم العليا وتوضح أهمية احترامهم لأجسامهم وأهمية الحياة الصحية السليمة وذلك بتطوير قدرات الشباب على المواجهة من خلال أدراج برامج تعليمية متكاملة عن المخدرات في المناهج الدراسية وإتباع نهج تعليمية مبرمجة وبرامج صحية ونفسية يكون هدفها الأساسي حماية الشباب وتقوية دفاعاتهم النفسية ودعم المبادئ السليمة التي تجعل فرصة إقبالهم على الإدمان أو الخوض في تحديه المخدرات شحيحة وشاقة (3).
وبذلك تختص الجامعة بكل مايتعلق بالتعليم الجامعي والبحث العلمي الذي تقوم به كلياتها ومعاهدها في سبيل خدمة المجتمع والارتقاء به حضاريا ، متوخيه في ذلك المساهمة في رقي الفكر وتقدم العلم وتنمية القيم الإسلامية ، وتزيد البلاد بالمختصين والفنيين والخبراء في مختلف المجالات، وأعداد الإنسان المزود بأصول المعرفة وطرائق البحث المتقدمة والقيم الرفيعة ، ليساهم في بناء وتدعيم المجتمع ، وضح مستقبل الوطن وخدمة الإنسانية ووظائف الجامعة حددها الباحثون طبقا لقانون الجامعات فيما يلي . التدريس ، والبحث العلمي ، خدمة المجتمع فمن خلال التدريس يتم دراسة مقررات ومناهج دراسة تعالج ظاهرة تعاطي المخدرات ، وتوضيح أثارها الصحية والاجتماعية وغيرها .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
1- أسماء محمد عباس ، مصدر سابق ، ص5-6.
2- وفقي حامد ، ظاهرة تعاطي المخدرات الأسباب. الآثار . العلاج ، بحث منشور على الانترنت ، الكويت ، 2003، ص214-215.
www. Islam. Gov . kw[books] druge doc .

3- أسماء محمد عباس ، مصدر سابق ، ص6.











وكذلك من خلال وظيفة البحث العلمي يتم عمل أبحاث علمية متخصصة حول تعاطي المخدرات فضلا عن عمل الندوات العلمية والمؤتمرات العلمية السنوية لدراسة هذه الظاهرة دراسة علمية مستفيضة من كافة الجوانب المتعلقة بها .
وكذلك تشجيع البحث العلمي عمل رسائل ماجستير ودكتوراه حول هذه الظاهرة . ومن خلال وظيفة خدمة المجتمع تقوم الجامعة بعمل مجموعات توعية من الاساتذه والمختصين تجوب النوادي الرياضية والمدارس والمؤسسات الاجتماعية الأخرى ، لتبين مخاطر هذه الظاهرة وكيفية التعرف على المتعاطي وكيف يمكن علاجه. (1).

دور وسائل الأعلام في الوقاية من ظاهرة تعاطي المخدرات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
أصبح الأعلام يمثل عنصرا جوهريا هاما من حياة الشعوب والمجتمعات لاتستطيع الاستغناء عنه ، بل أن الأعلام بات يمثل مصدرا أساسيا من مصادر المعلومات والثقافة والتعليم وتغيير الاتجاهات والسلوك في المجتمعات الحديثة .
وتتمثل خطورة الدور الذي يؤديه الأعلام في حياة الشعوب في كم التأثير الهائل الذي يحدثه في حياة الناس ، والثقة الكبيرة المتزايدة التي يؤليها الجمهور للأعلام ، ويمكننا القول ان خطورة تتمثل في اتجاهين متناقضين ، الأول هو الدور الذي يمكن ان يؤديه في أقناع الجمهور بتعديل سلوكه وتغيير اتجاهاته وأرائه لمصلحة المجتمع ، الأمر الذي ينعكس في استخدام الأعلام بفعالية في الحملات التنموية المختلفة التي تقوم بها الدولة مثل حملات مكافحة المخدرات وغيرها .
أما الاتجاه الثاني فيتمثل في القيم السلبية التي يتضمنها الأعلام وبالذات الدراما التلفزيونية والاذاعيه والسينمائية , سواء كانت مقصودة أم غير مقصودة ، وذلك ينعكس في التأثير الخطير الذي يحدثه في الجمهور وبالذات المراهقين وغير المثقفين الذين يندفعون إلى تقليد أبطال الدراما والتشبه بهم .(2).
وبذلك فان للأعلام دور هام في توعية الشباب بخطورة هذه المشكلة وضررها الهائل على المجتمع والأسرة والفرد ، كما يبرز دور الأعلام في الحد من النماذج السلبية التي تقوم بها الدراما والتي تسبب في انتشار هذه الظاهرة .(3)








ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
1- وفقي حامد ، مصدر سابق ، ص217-218
2- طلعت عبد الحميد عيسى ، دور الأعلام الفلسطيني في توعية الشباب الجامعي بآفة المخدرات ، بحث في ملخصات أبحاث مؤتمر الشباب الجامعي وآفة المخدرات ، الأردن ، جامعة الزرقاء الأهلية ، 2006،ص31.
3-المصدر نفسه ، ص31.








ووسائل الأعلام كمؤسسات تربوية تمتاز بان لديها قدرة عالية على جذب الناس من مختلف الأعمار ومن الجنسين ، وهي أداة هامه من أدوات النهوض بالمجتمعات ثقافياً .
وإذا سلمنا بدور وسائل الأعلام في صياغة شخصية الفرد وتوجيهه , وتأثيرها على صياغة تفكيره بما تملك هذه المؤسسات الإعلامية من وسائل مطبوعة مثل : الكتب والصحف والمجلات والنشرات والملصقات , أو بالوسائل السمعية والمرئية : كالإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح والمهرجانات والمعارض , فلا بد ان تسلم بدور هذه الوسائل والمؤسسات في الوقاية من ظاهرة تعاطي المخدرات . أن مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات عبر وسائل الأعلام تحتاج منا إلى خطة مدروسة تتوخى نشر المعلومات و الحقائق المتعلقة بظاهرة تعاطي المخدرات بموضوعية كاملة , دون تهويل آو تهوين , مما يتطلب ذلك توظيف كافة الطاقات والكفاءات المتميزة بالإبداع بالتصدي لهذه الظاهرة من خلال البرامج المختلفة ونشر الوعي العلمي فئات المجتمع المهنية والعمرية ( 2 )

موقف الإسلام من المخدرات
الدين الإسلامي وضح نظاماً أخلاقيا يسير عليه الأفراد هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد جاء في قوله تعالى (( ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون )) (3) فالشريعة الاسلا مية تحرم كل ضرر يصيب الإنسان في عقلة أو نفسه أو دينه أو ماله , ولذلك يكون تعاطي هذه المخدرات محرماً للضرر الناشئ عن تعاطيها . فالمقاصد الخمسة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية هي : حفظ الدين والنفس والعرض والعقل والمال , وهي من الضروريات الخمسة التي حرص الإسلام على المحافظة عليها وفي سبيل ذلك حرم الموبقات والمهلكات التي تحلق الضرر بأي من هذه الضروريات وبما أن تناول المخدرات فيه ضرر مبين بهذه الضروريات والمقاصد , فيكون تعاطي المخدرات وإدمانها حرام بلا جدال من وجهة النظر الإسلامية ( 4 )
وتعد اتخذت الشريعة الإسلامية الخمر كمثال للأفعال التي تؤدي إلى الأضرار بهذه الضروريات الخمسة وحرمته تحريماً قاطعاً لقولة تعالى (( يأيها الذين امنوا أنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون , أنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلؤة فهل انتم منتهون ))(5)
فالإدمان على المخدرات يفسد على الإنسان دينه لأنه يقود الفرد المدمن إلى المعصية وارتكاب ما نهى الله عنه ويفسد على الإنسان جسمه ونفسه بالإمراض المتعددة وتعطيل أجهزة الجسم وتفسد علية روحة وعقله بالتوتر والقلق النفسي وتعطيل فكرة عن أداء وظائفه وتفسد عليه عرضه ونفسه لأنها تقود الإنسان إلى ارتكاب المحرمات والزنا وثورت النسل الأمراض كما تعتبر المخدرات مصدر رئيسيا لإفساد المال وذلك باستخدامه في مضرة الإنسان وبذلك فأتباع التعاليم الدينية هي خير وسيلة لأبعاد البشر عن الرذائل وما يتبعها معاصي وأمراض جسمانية واجتماعية وروحية فهي لها الفضل الكبير في تنظيم أمور الحياة وبناء العلاقات الإنسانية ومما لاشك فيه أن كل الأديان السماوية حرمت ومنعت الممارسات السيئة واعتبرتها معاصي تستحق العقاب . وسعي القران الكريم إلى تزين الطاعة والابتعاد عن معصية الله (6) وقد جاء قوله تعالى (( وكره أليكم الكفر والفسوق والعصيان )) ( 7)
وبذلك يعتبر تعاطي المخدرات من الكبائر التي حرمها الله تعالى كما في قوله تعالى (( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث )) ((8)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
1-المصدر نفسه ، ص 31
2-نسرين محمد جميل ألخالدي , ظاهرة تعاطي المخدرات , بحث منشور على الانترنت , الجامعة اللبنانية , معهد العلوم الاجتماعية , 2005
Palest enian 4 ever 4 @ hot mail .com
3-سورة آل عمران , أية 104 ص 63
4-وفقي حامد ، مصدر سابق ص 182- 183
5-سورة المائدة أية 90 – 91 , ص 123
6-أسماء محمد عباس , مصدر سائق , ص 6- 7
7-سورة الجمرات , أية 7 ص 516
8-سورة العراف , أية 157 ص 170






النتائج المستخلصة من البحث :


1- تبين من نتائج البحث أن من الأسباب التي أدت إلى زيادة استعمال المواد المخدرة والمسببة للإدمان في العراق هي عدة أسباب منها الظروف السياسية التي مرت بالبلد من حروب وحصار اقتصادي وفقدان الوضع الأمني وعدم توفر فرص العمل لدى شريحة واسعة من الشباب , فضلاً عن سهولة توافر المخدر في المجتمع العراقي , وضعف السيطرة على منافذ العرض والبيع , وكذلك الضعف في بتطبيق القانون بحق المتجاوزين , والموقع الجغرافي للبلد الذي يحيط ببلدان تنتج وتزرع المخدرات . فهذه تعتبر أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار تعاطي المخدرات في العراق .
2. تبين من نتائج البحث أن تعاطي المخدرات لايعد مسؤولية فردية أو أسرية بحتة ولكنه يحدث بفعل ظروف اجتماعيه تتعلق بالبناء الاجتماعي بأسره .وان من أهم العوامل الاجتماعية الخاصة بالمجتمع والتي تودي إلى تعاطي المخدرات هي وسائل الأعلام فتلاحظ أن القيم السلبية التي يتضمنها الأعلام وبالذات الدراما التلفزيونية والاذاعيه والسينمائية سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة ، مما ينعكس هذا التأثير الخطير الذي يحدثه من الجمهور وبالذات بالمراهقين وغير المثقفين الذين يندفعون إلى أبطال الدراما والتشبه بهم ، وبذلك فان وسائل الأعلام تساعد على استثارة الميول الإجرامية للأشخاص الذين لديهم استعدادا نفسيا لهذه الميول أذا كانت ظروفهم البيئية المحيطة تشجع على سلوك تعاطي المخدرات .
وكذلك تبين من خلال النتائج البحث أن توافر المخدر وسهولة الحصول علية في المجتمع يعد أحد العوامل التي تسهم في تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع .
وتبين من نتائج البحث أيضا أن تعاطي المخدرات في المجتمع ذو علاقة وثيقة بالحروب وانعدام الأمن الاجتماعي في المجتمع . حيث ساعده هذه الظروف على حدوث ضغوطات اجتماعية ونفسية لدى الشباب وقد شجع ذلك أن يقع بعض هؤلاء الشباب في السلوك المنحرف كتعاطي المخدرات وذلك للهروب من هذه الضغوطات التي تركت اثأر مدمرة في نفسية الفرد العراقي .
3- تبين من نتائج البحث أن ازمه المخدرات لاتقف أثارها المباشرة على المدمنين وأسرهم . وإنما تمتد تداعياتها إلى المجتمع . وتكمن خطورة هذه الظاهرة في استهدافها للفئة الشابة مما ينعكس سلبا على كافة النواحي المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية مما يؤدي بذلك إلى تعويق برامج التنمية وتهديد كيان المجتمع وأمنه من خلال تأثير هذه السموم على عقول الشباب وتدمير طاقاتهم الانتاجيه ودعم حلقات التخلف والتبعية والفقر والمرض في المجتمع . فضلا عن ذلك ، اندفاع المدمن غالبا إلى ارتكاب جرائم مخلة بأم وسلامة المجتمع ، ولاسيما عندما لايتوفر لديه المال لشراء المخدرات . فضلا عن الخسائر التي تلحق بالدخل القومي والفردي الناتجة عن أنفاق الأموال الطائلة على شراء المخدرات ، والأموال التي تنفقها الدولة لمكافحة تهريبها وترويجها وتعاطيها.
4- تبين من نتائج البحث أن للأسرة دور في وقاية الأبناء من تعاطي المخدرة فالأب وألام هما أول معلمين في حياة أبناءهم ويبقى تأثيرهما مترسخا في الأبناء ومدى العمر وعليه فإذا كان الأبوان قدوتين صالحتين كانا مثلا أعلى لابناءهم وان كانا مثالين سيئين فسيصبحان اسواء الخصال في أبناءهم والتي سوف تؤدي إلى انصرافهم .
5- تبين من نتائج البحث أن للمدرسة والجامعة دور في الوقاية من ظاهرة تعاطي المخدرات . حيث يأتي دور المدرسة بعد الأسرة بالدرجة الثانية في توعية وتوجيه الناشئين من اجل خلق جيل واعي لمخاطر الانحراف . وعليه فالمدرسة يمكن أن تؤدي دورها في الوقاية من ظاهرة تعاطي المخدرات من خلال المناهج والمواد المقررة حيث يمكن للطالب أن يدرس أثار تعاطي المخدرات وانعكاساتها المختلفة على الحالة الصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية ، فضلا عن دور المعلم في تقديم النصح النابع من القلب والفائض حبا ورحمة وعطف وحنان .
وبعد ذلك ياتي دور الجامعة في الإرشاد والتعريف بمخاطر وتعاطي المخدرات والوقاية منها . وذلك من خلال ادراج برامج تعليمية متكاملة عن المخدرات في المناهج الدراسية وإتباع نهج تعليمية مبرمجة وبرامج صحية ونفسية واجتماعية يكون هدفها الأساسي حماية الشباب من تعاطي المخدرات .
6- تبين من نتائج البحث أن لوسائل الأعلام دور في الوقاية من ظاهرة تعاطي المخدرات .
وهذا يدل ان وسائل لها دور مؤثر وفعال من خلال الأعلام الهادف من صحف وإذاعات وقنوات تلفازيه تهدف إلى زيادة الوعي الاجتماعي والثقافة لأفراد المجتمع بخطورة ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع .
فضلا عن ذلك فأن للأعلام دور هام في توعية المراهقين والشباب بخطورة هذه المشكلة وضررها الهائل على المجتمع والأسرة والفرد . كما يبرز دور الأعلام في الحد من النماذج السلبية التي تقدم في الدراما والتي تسبب في انتشار هذه الظاهرة في المجتمع .
7- تبين من نتائج البحث أن أتباع التعاليم الدينية هي خير وسيلة لأبعاد الشر عن الرذائل وما يتبعها من مآسي وأمراض جسمانية واجتماعية وروحية فهي لها الفضل الكبير في تنظيم أمور الحياة وبناء العلاقات الإنسانية .



التوصيات
ــــــــــــــــ
1- تحديد حجم المشكلة في المجتمع من خلال الدراسات الميدانية على الفئات المستهدفة . لان من شأن هذه الدراسات الوقوف على أسباب الظاهرة ومدى انتشارها وبالتالي تزويد المؤسسات بقاعدة بيانات تسهل عليها اتخاذ الاجراءت اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة .
2- دعوة المؤسسات المعنية بالشباب والأطفال إلى تعزيز تفاعلها مع المجتمع وان لاتكتفي بالطروحات النظرية والقيام بدلا عنها بفعاليات ميدانية على مستوى الأسر والجماعات الاجتماعية الأخرى بغية زيادة بغية زيادة الوعي الجماهيري بالمخاطر الجسمية التي تشكلها ظاهرة تعاطي المخدرات .
3- حسن الاستماع للأبناء من قبل الإباء والرد على تساؤلاتهم وتجنب أن يكون الرد ساخراً منهم وكذلك عدم فرض الرأي عليهم . كما أن القرب من الأبناء والاستماع إلى مشاكلهم وملاحظاتهم المستمرة بالحب والعطف والقدوة الحسنة تساعدهم في بناء دفاعات النفسية السليمة التي تقف في محاولات تجربة أو تعاطي المخدرات .
4- مراقبة الإباء لأصدقاء أبنائهم وتجنبهم أصدقاء السوء . فضلاً عن ذلك تعليم الأبناء الفطنة والاعتماد على النفس واختيار الرفقة الصالحة وكيفية التعامل مع رفقاء السوء .
5- حث وسائل الأعلام المحلية المرئية منها والمسموعة والمقروءة على أيلاء هذه الظاهرة الاهتمام التي تستحق لما تمثله من مشكلة معقدة من شأنها تدمير بنية المجتمع فضلاً عما تشكله من تحد لحركة التنمية الوطنية ، ذلك أنها تستهدف شريحة الشباب التي تمثل عماد مستقبل الدولة والطاقة الأكثر فاعلية في العملية الإنتاجية .
6- التأكيد على الجهات المعنية بتشغيل الشباب بابتكار المنافذ المناسبة لإيجاد فرص عمل لهم لان اتساع البطالة من المجتمع تؤدي إلى لجوء بعض الشباب إلى تعاطي المخدرات .
7- دعوة المؤسسات التربوية والتعليمية إلى أعادة النظر بأساليبها التربوية وتكيفها بالشكل الذي يعزز من فاعلية تأثيرها لمجمل التحديات التي سيتعرض لها المجتمع بضمنها مشكلة تعاطي المخدرات . فضلاً عن ذلك العمل على أدراج المواضيع التي تتبنى الحد من انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المناهج الدراسية للمراحل المختلفة بطريقة علمية مدروسة .
8- دعوة الجهات الحكومية إلى توفير وسائل اللهو الايجابية كنوادي الانترنت والرياضة والنشاطات الفنية بهدف استقطاب اكبر عدد ممكن من الشباب.
9- دعوة منظمات المجتمع المدني المهتمة بالشباب إلى أعداد البرامج التي تنطوي على معالجات غير مباشرة لظاهرة تعاطي الشباب للمخدرات والعمل على توعيتهم بمخاطر هذه الظاهرة الوافدة , فضلاً عن تعزيز القيم الاجتماعية الرافضة لهذا السلوك المنحرف .
10- تفعيل دور المؤسسات الدينية في مكافحة المخدرات من خلال الخطب والوعظ و الإرشاد .
11- دور التخطيط والتنسيق بين الجهات المعنية ( وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وزارة التربية ، وزارة الصحة ، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، وزارة حقوق الإنسان ، وزارة العدل ...الخ )وأهمية النظرة الشمولية لمعالجة قضايا المخدرات في المجتمع .
12- التنسيق والتعاون مع الجامعات العراقية لاسيما علم الاجتماع وعلم النفس والإرشاد النفسي والتوجيه التربوي لإجراء البحوث المسحية لتحديد حجم ظاهرة الإدمان على المخدرات .
13- حث الجهات الأمنية على تفعيل دور مكاتب مكافحة المخدرات على المنافذ الحدودية من اجل الحد من دخول المواد المخدرة إلى العراق .
14- ضرورة قيام ومؤسسات الدولة المعنية بمكافحة المخدرات بأتباع طرق جديدة للتقصي عن حجم ظاهرة تعاطي الشباب للمخدرات ، وذلك أن البيانات المسجلة لديها لاتعكس واقع تفشيها ، الأمر الذي ينعكس سلبا على إجراءات المكافحة .
15- اعتماد البرامج الوقائية من خلال تفعيل دور الأجهزة الإعلامية المرئية والمسموعة والمؤسسات الدينية والاجتماعية وتعزيز دورها في تحصين المواطنين والشباب بشكل خاص ضد ثقافة المخدرات .










المصادر العلمية :-
1- القران الكريم .
2- أحمد مجذوب ، المخدرات ، بحث منشور على الانترنيت .
http:// arbooks . t.k.
3- أسماء محمد عباس ، المجتمع والإدمان على المخدرات ، بحث غير منشور , بغداد , وزارة التعليم العالي والبحث العلمي , دائرة الدراسات والتخطيط والمتابعة , 2004.
4- أفراح جاسم محمد ، تعاطي الحبوب المخدرات وعقاقير الهلوسة عواملها وأثارها ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعه بغداد ، كلية الآداب ، قسم الاجتماع ، 2001 .
5- د أكرم نشأت إبراهيم ، مشكلة المخدرات في الوطن العربي ، مجلة دراسات اجتماعية ، السنة الأولى ، العددان (3-4) ، بغداد ، بيت الحكمة ، 1999.
6- د. تماضر حسون ، تقرير عن الندوة العلمية حول الآثار الاجتماعية والثقافية التي تخلفها الحروب والكوارث على أوضاع الأطفال في الوطن العربي ، المجلة العربية للدراسات الأمنية ، المجلد (2) ، العدد (4) ، الرياض ، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب،1987.
7- د. تماضر حسون ، المخدرات وإخطارها وطرق الوقاية منها ، تونس ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، 1993.
8- د. جمال الطحاوي ، إدمان الشباب على المخدرات الأسباب ، الآثار ، بحث في ملخصات أبحاث مؤتمر الشباب الجامعي وآفة المخدرات , الأردن ، جامعة الزرقاء الأهلية ، 2006.
9- د. حاتم خزعلي ، تفعيل الأدوار التعليمية والبحثية والمجتمعية للجامعات العربية في حماية الشباب الجامعي من أخطار المخدرات ، بحث ملخصات أبحاث مؤتمر الشباب الجامعي وافه المخدرات ، الأردن ، جامعه الزرقاء الاهليه ، 2006.
10- سليمان الدرايسة ، ظاهرة تعاطي المخدرات في الأردن ، رسالة ماجستير غير منشورة ، الجامعة الأردنية ، كلية الدراسات العليا ، قسم علم الاجتماع ، 1997.
11- د. سيروان كامل علي , الاعتماد على المخدرات والأضرار النفسية والجسدية والبيئية الناجمة عنها ، محاضرة ألقيت في دورة أعداد مدربين في مجال الصحة النفسية والوقاية من تعاطي المخدرات ، الأردن ، 2004.
12- د. سيروان كامل علي ، د. أنوار جميل بني ، المخدرات وتأثيرها على المجتمع ، بغداد ، الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات ، ط1, 2004.
13- د. صالح بن رميح رميح ، الأسرة ودورها في الوقاية من المخدرات ، بحث منشور على الانترنيت ، 2010.
Htt: // www. Hemaya.ae in dex . phpoption= com.
14- طلعت عبد الحميد عيسى ، دور الأعلام الفلسطيني في توعية الشباب الجامعي بافه المخدرات ، بحث في ملخصات أبحاث مؤتمر الشباب الجامعي وافه المخدرات ، الأردن ، جامعة الزرقاء الأهلية ، 2006.
15- د. عادل الدمرداش ، الإدمان (مظاهرة وعلاجه ) ، الكويت ، عالم المعرفة ، 1982.
16- عبد الرحمن مصيقر ، ظاهرة تعاطي الخمور والمخدرات في البحرين ، المنامة ، جمعية الاجتماعيين البحرينية ، 1981 .
17- عبد الرحمن مصيقر ، الشباب والمخدرات في الوطن العربي ، الكويت ، الربيعان للنشر والتوزيع ، ط1، 1985.
18- د. عبد الكريم شاكر الخفاجي ، المخدرات وانعكاساتها على الأسرة والمجتمع ، بحث في محاضرات الموسم الثقافي الأول لمركز أبحاث الطفولة والأمومة ، بغداد ، جامعة ديالى , مركز أبحاث الطفولة والأمومة 2006.
19- د. عثمان فراج ، الشباب والتحولات الاجتماعية في الوطن العربي ، المجلة العربية للثقافة ، السنة السادسة عشر , العدد 31، 1996.
20 فراس يوسف قنبر ، العنف ضد الأطفال الإناث ، رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم علم الاجتماع ، كلية الآداب ، جامعه بغداد ، 2008.
21- محمد عاطف غيث ، المشاكل الاجتماعية والسلوك ألانحرافي ، الإسكندرية ، دار المعرفة الجامعة ، 1989.
22-محمد الشديفات ، المخدرات (الخدر وفساد العقل ) , دراسة في ظاهرة انتشار المخدرات في الوطن العربي وسبل الوقاية ، عمان ، دار الأفاق ، 1996.

23- مصطفى سويفه ، المخدرات والمجتمع نظرة تكاملية ،الكويت ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ،1996.
24- منهج تدريب الاخصائين الاجتماعيين على الصحة النفسية في طب الأسرة ، مصر , وزارة الصحة والإسكان ، الأمانة العامة للصحة النفسية ، 2005.
25- نسرين محمد جميل ، ظاهرة تعاطي المخدرات ، بحث منشور على الانترنيت ، الجامعة اللبنانية ، معهد العلوم الاجتماعية , 2005.
Palestenian 4evr4@hotmail.com .
26- وفقي حامد ، ظاهرة تعاطي المخدرات الأسباب ، الآثار ، العلاج ، بحث غير منشور على الإنترنت ، الكويت ، 2003.
Kw books druge doc . www.islam.gov...

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
متبادلة, المخدرات, تحديات, والمجتمع


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع المخدرات والمجتمع تحديات متبادلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحديات الزراعة العضوية Eng.Jordan الزراعة 0 02-04-2017 01:12 PM
توتر مفاجىء في العلاقة بين "الملقي و الطراونة" بعد إقرار الموازنة و اتهامات متبادلة Eng.Jordan الأردن اليوم 0 02-04-2017 01:05 PM
إتهامات متبادلة : نبش قبر الصحابي حجر بن عدي بسوريا Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 05-02-2013 08:30 PM
الإيدز والمجتمع Eng.Jordan الملتقى العام 0 04-12-2012 11:19 AM
تخطيط المدن العراقية والبناء الحضري وأثره على سيكولوجية الفرد والمجتمع Eng.Jordan المكتبة الهندسية 0 01-29-2012 07:25 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59