#1  
قديم 06-08-2018, 01:35 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي د. عبد الحي زلوم .. رسالة الى الدكتور الرزاز رئيس وزراء الاردن الجديد





Yesterday 11:37 (26 comments)
رسالة الى الدكتور الرزاز رئيس وزراء الاردن الجديد: هل يمكن تغيير النهج الاقتصادي دون تغيير النهج السياسي وهل الهيمنة الامريكية قضاءاً وقدراً؟.. والجواب لا في الحالتين

June 7, 2018

الدكتور zaloum-last-1-397x320.jpg




د. عبد الحي زلوم





عزيزي الدكتور عمر الرزاز :

اعانك الله في الخروح من الطريق المسدود الذي اوصلنا اليه حلفاء الامس . وكما قال راس الدولة فنحن فعلاً على مفترق طرق وهذه وجهة نظر من رجل قد بلغ من العمر عتيا . وأكثر الشعب يأملون بما تتمتع به من سمعة طيبة وخلفية عملية و اكاديمية أن تأخذ البلد الى الطريق الذي يخرجه من ازمته اليوم :

السياسة والاقتصاد هما وجهان لعملة واحدة يصعب فصل احداهما عن الاخرى. كانت السياسة والاقتصاد تدرسان في كلية واحدة في الجامعات ذلك لان السياسة الغربية واستعمارها وادوات عولمتها الحالية هي لتطويع ونهب اقتصادات الدول . و اصبحت مصائد ديون الدول لسلبها سيادتها الاقتصادية وبالتالي سيادتها السياسية و هو اهم وظائف ثالوث ادوات العولمة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة الحرة حيث انه بعد فك الارتباط بنظام اسعار صرف العملات الثابت كما في اتفاقية بريتن وودز انطلق النظام المالي الامتصاصي الجديد واصبح عموده الفقري هو سلب الثروات عن طريق المضاربة في العملات والسلع كالنفط وغيره واصبحت مصائد الديون على الدول هي وسيلة الاستعمار الجديد . اصبحت اسعار النفط مثلاً تقررها وزارات المالية في الولايات المتحدة عبر وكلائها في اوبك وكذلك في سوق السلع في وول ستريت فتم اختراع البترول الورقي وتم اختراع المشتقات فاصبح الاقتصاد العالمي كازينو اصحابه شركات وول ستريت . قصارى القول ان الاستعمار قديمه وحديثه ربط السياسة لتحقيق سرقة مقدرات الشعوب معززاً ذلك بأساطيله في البحار وقواعده العسكرية الى ان وصل الامر الى بداية هذا القرن حيث قررت الولايات المتحدة اعلان مبدأ بوش بأحادية الهيمنة الامريكية الاحادية على العالم بالتلازم مع الاستيلاء على النفط العالمي وخصوصاً الاسلامي ومحاربة كافة اي مناهج منافسة وحددت ما اسمته كذباً بالحرب على الارهاب والذي كانت حرباً اقتصادية وايدولوجيةً بإعتبار ان الايدولوجية الاسلامية تقف عائقاً في طريق العولمة والهيمنة الامريكية الكاملة بإعتبار أن للحضارة الاسلامية نهجٌ اقتصاديٌ يختلف تماماً عن نهج الاستعمار الرأسمالي .

الا أن هذا المشروع الامريكي للاحادية قد ولد ميتاً. وأول من تنبأ بذلك بول كنيدي في كتابه The Rise and Fall of the Great Powers

والذي قال إن انهيار الامبراطوريات يكون ملازماً لتوسعها بأكثر مما تسمح له امكانياتها الاقتصادية والعسكرية . ثمّ جاء إريك هوبساوم وقال في مطلع القرن أن الولايات المتحدة لم تتعلم من تجارب التاريخ وان مشروعها بإمبراطورية عالمية احادية سيفشل حتماً بعد اشاعتها للحروب والبربرية في العالم. فشلت الولايات المتحدة في حربها في العراق وكادت تلك الحرب ان تطيح بإقتصادها وكلفتها اكثر من تريليون دولار. وفشلت في اولى حروبها هذا القرن في افغانستان حيث هُزمت من قائد طالبان محمد عمر الذي ادار حربه ضد الولايات المتحدة من على درجاته النارية واصبحت تلك الحرب اطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة . وفشلت ايضاً في حربها على سوريا بعد 7 سنوات هي وحلفاءها المطبعين العرب الجدد . وفشلها الاكبر كان في تدجين روسيا لتصبح احدى توابعها فجاء بوتين وبدأ تكوين الدول الرافضة للهيمنة الامريكية وهي دول البريكس .

تصدّع الامبراطورية الامريكية هو اليوم واضحٌ للعيان . وصل هذا التصدع الى الداخل الامريكي. انتخاب ترامب كان من نصف مجتمع امريكي ثائر على المؤسسة الحاكمة الدائمة التي تسوقه كالنعاج .

كتب الدكتور ديل أركر Dale Archer في مجلة فوربس Forbes الامريكية بعنوان :” فروقات الثروة: هل ستقود الى ثورة ؟” بتاريخ 4/9/2013 :” كل الكلام عن تفاوت الثروة في السنتين الاخيرتين يستحضر السؤال : هل ستقود فروقات الثروة هذه الى ثورة ؟… ان اغنى واحد بالمئة يمتلكون 40 بالمئة من ثروة الامة المقدرة بـ 54 تريليون دولار. هذا يترك فقط 7 بالمئة لثمانين بالمئة من المواطنين . ولنضعها بشكل آخر فإن اغنى 400 امريكي يمتلكون أكثر من ما يمتلكه 150 مليون امريكي أي أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة …”

والتصدع ايضاً اصبح غير مسبوق في علاقة الولايات المتحدة مع العالم بما في ذلك حلفائها في حلف الاطلسي .

فالنظام الامريكي نفسه هذه الايام مهزوز وتائه ودول العالم تحاول الخروج من عباءته الدولة بعد الاخرى لذلك فليست التبعية للولايات المتحدة هي قضاء وقدر.

إن النهج الاقتصادي والسياسي الامريكي المتعولم ومن يتبعه قد وصل الى طريق مسدود ومازوم حتى في عُقر داره.

الدول السبعة الكبار (G7) في اجتماعها في كندا هذا الاسبوع انذرت الولايات المتحدة ان عقوباتها الجمركية لفرض رسوم على الحديد والالومنيوم هو غير قانوني وسيتم الرد على ذلك بالمثل اذا لم تغيره الولايات المتحدة . ميركل وماكرون وماي قالوا جميعاً ان تصرفات الولايات المتحدة هي غير قانونية وشكى الاتحاد الاوروبي الولايات المتحدة لمنظمة التجارة الدولية . الغريب ان الاحادية الامريكية عبر عولمتها تعتمد على التجارة الحرة كعمودها الفقري ومنظمة التجارة العالمية هي احدى ادواتها مما يدل على ان السياسة الامريكية الراهنة تتخبط ليس فقط مع حلفاءها ووكلاءها بل ضد مصالحها المعلنة .

نقل السفارة الامريكية الى القدس مخالفٌ لكافة القرارات الدولية وكان حلفاء الولايات المتحدة الكبار اول من اعلن عدم قانونيته . الا أنه تم بالتشاور مع المطبعين العرب الجدد الذين يفتحون ملاعبهم في عواصمهم للمحتلين لفلسطين في الوقت الذي ترفض الارجنتين أن تلعب مع فريق المحتلين في القدس التي وافق صهاينة العرب على بيعها ضمن صفقة خاسرة اسموها صفقة القرن .

أما الفساد والإفساد فهو جزءٌ لا يتجزء من المنظومة الرأسمالية الامريكية . حتى الجريمة تعتبر عملية سوق . انا لا أقول هذا لكن هذا ما كتبه البروفيسور ثورو Lester C. Thurowاستاذ الاقتصاد في جامعة MIT العريقة كما جاء في كتابه ‘مستقبل الرأسمالية’ :”وفي ادق التعبيرات عن المبادئ والاخلاقيات الرأسمالية ، تعتبر الجريمة نشاطاً اقتصادياً آخر يمكن مقارفته لقاء ثمن باهظ ، اذا ما وقع صاحبه في قبضة رجال الامن . وليس هناك من شيء يمتنع القيام به ، ولا وجود للواجبات والالتزامات. “

والخلاصة ان المشكلة هي ان الاردن ونظامه مستهدفان وأن عمليات (الترقيع ) لن تكون مجدية فالمطلوب اعادة تقييم تحالفاتنا . تحالفت قطر تجارياً مع ايران للخروج من حصار الاشقاء الالداء فلماذا لا نتعاون مع سوريا والعراق وايران . تعاون المرحوم الملك حسين مع صدام حسين حتى اثناء حصار العالم الظالم على العراق فلما لا نتعامل مع هؤلاء ما دام هناك تقاطع للمصالح ؟ ولما لا نستعمل ميزاتنا الجغرافية لتحقيق اهدافنا الجيوسياسية والاقتصادية ؟ الاجوبة صعبة لكن البقاء ضمن المنظومة السياسية والاقتصادية والتي اوصلتنا الى طريق مسدود لا ينفع (الترقيع) للخروج منه. يجب العمل في المنظور القريب والمتوسط ضمن استراتيجية واضحة للخروج من التبعية الاقتصادية والسياسية الامريكية والغربية . واليوم حيث يساند الشعب نظامه المستهدف لمواقفه المناهضة لبيع القدس او تصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن هو خير الاوقات لبداية جديدة ورحلة الالف ميل تبدأ بخطوة .

ولك تمنياتي بالتوفيق.

مستشار ومؤلف وباحث

a







المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الاردن, الحي, الجديد, الدكتور, الرصاص, رسالة, رئيس, سموم, وزراء


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع د. عبد الحي زلوم .. رسالة الى الدكتور الرزاز رئيس وزراء الاردن الجديد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رئيس وزراء الأردن الجديد يرد على شاب أردني ويقول " شيل الهجرة من رأسك" Eng.Jordan الأردن اليوم 0 06-08-2018 11:14 AM
رسالة الوزير الرزاز إلى طلبة الأردن Eng.Jordan الأردن اليوم 0 03-03-2018 08:30 PM
د. عبد الحي زلوم .. الدول العربية بلا وزن تتلاعب بها الأمم ! كيف ولماذا ؟ Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 03-02-2018 08:20 PM
د. عبد الحي زلوم ... يكتب ليست القدس وحدها Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 12-11-2017 08:12 PM
هل نهاية إسرائيل كنهاية الصليبين؟ ..د. عبد الحي زلوم Eng.Jordan مقالات أردنية 0 04-05-2017 11:12 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:09 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59