العودة   > > >

البيئة والتنمية المستدامة أخبار ومواضيع ترصد وتوضح أهمية التركيز على البيئة والتنمية وتأثير التغيرات البيئية على الإنسان ومحيطة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 02-28-2018, 03:10 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي السلامة الكيميائية من أجل التنمية المستدامة


السلامة الكيميائية من أجل التنمية المستدامة


المحفل الحكومي الدولي المعني بالسلامة الكيميائية
29-25 أيلول/سبتمبر 2006







ملخصات
الصحة والمشاغل البيئية المرتبطة بالمعادن الثقيلة؛ هل هناك
حاجة إلى اتخاذ تدابير جديدة على الصعيد العالمي؟

اجتماع حول المعادن الثقيلة على هامش المؤتمر
23 أيلول/ سبتمبر 2006

من إعداد سويسرا






وثيقة تستخدم في قاعة الاجتماع

ستتاح الوثيقة بالعربية والصينية والإنكليزية والفرنسية والروسية والأسبانية



Abstracts: Side-event on heavy ****ls 23 September 2006
Health and environmental concerns associated with heavy ****ls; global needs for further action?



















ستنظم سويسرا تظاهرة على هامش المؤتمر تستغرق يوماً واحداً حول المعادن الثقيلة في 23 أيلول/ سبتمبر 2006.
وستعرض حصيلة هذا الحدث على المحفل الخامس بكامل هيئته (البند 8 من جدول الأعمال). وستتيح المناقشة، التي ستدور في الجلسة العامة للمحفل الخامس، فرصة هامة جديدة لبحث القضايا والمشكلات المطروحة باستفاضة. وقد يؤدي ذلك إلى تجميع البنود التي يجري تحديدها والتي يرغب المحفل الخامس في تقديم توجهاته حولها وبشأن ما يجب فعله في الميدان في المستقبل القريب بشأن المعادن الثقيلة، ومن شأن ذلك أن يساعد على دعم البلدان التي تحرص على البدء في تنفيذ النُهج الاستراتيجي للإدارة الدولية للمواد الكيميائية ومتابعة الأولويات المتعلقة بالمعادن الثقيلة.


















ملخصات
قائمة المحتويات

• عرض عام: إعداد مسرح الأحداث
القضايا المتعلقة بجانب العرض وجانب الطلب؛ انبعاثات النواتج
السيد رافي أغاروال (الصلة بالمواد السمية)

• جهود الاتحاد الأوروبي بشأن التشريعات الخاصة بالزئبق
السيدة ستينا آندرسن (اللجنة الأوروبية)

الجوانب التي طرحتها هنغاريا بشأن فرض قيود على استخدام الزئبق في المنتجات
السيد كريستوف كوزاك (هنغاريا)

• تدارك الآثار الصحية والبيئية لتعدين الذهب حرفياً من منظور أحد البلدان النامية
جولز دوكوم (سورينام)

• تقييم المخاطر الصحية والبيئية فيما بين الأمهات والأطفال الساكنين بالقرب من مناجم الزئبق المهجورة: ميراث سام
السيدة إثيلين بي. نييتو (الفلبين)

• دراسات حالة: حالات التعرض المهني والحلول المطروحة
بيورن إريكسون (الاتحاد الدولي لنقابات العمال الحرة)

• التلوث بالمعادن الثقيلة في أوساط بيئية مختلفة بأفريقيا: المشاكل والتوقعات (مع دراسات حالة من نيجيريا)
السيد آبيولا أولانيبيكون والسيد باباجيدي آي. آلو (نيجيريا)

• عرض للتقدم الذي أحرزته الشراكات العالمية في تخفيض مستوى الزئبق
السيدان تشارلي أوير وجون شواف (وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة الأمريكية)

• توقعات بشأن إدارة المواد الكيميائية المتمثلة في الكادميوم والرصاص والزئبق إدارة سليمة من منظور الصناعة
الدكتور جون آثرتن (المجلس الدولي للتعدين والمعادن)

• الأنشطة البرمجية المتعلقة بالزئبق وسائر المعادن
ماجد يونس (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)

• برامج منظمة الصحة العالمية وأنشطتها بشأن الزئبق والرصاص والكادميوم
الدكتورة ج. برونكزوك (منظمة الصحة العالمية)

• أنشطة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية
السيد بابلو هويدوبرو (اليونيدو)

• اتفاقية التلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود (اتفاقية LRTAP):
الأعمال الجارية بشأن المعادن الثقيلة في اللجنة الاقتصادية لأوروبا في الأمم المتحدة (UNECE)
السيدة بريندا فاخس (اللجنة الاقتصادية لأوروبا التابعة للأمم المتحدة)
الشواغل الصحية والبيئية المقترنة بالمعادن الثقيلة؛
الاحتياجات العالمية اللازمة لاتخاذ المزيد من الإجراءات؟

الأحداث الجانبية للمحفل الخامس بشأن المعادن الثقيلة
23 أيلول/ سبتمبر 2006

عرض عام: إعداد مسرح الأحداث
القضايا المتعلقة بجانب العرض وجانب الطلب؛ انبعاثات النواتج.
السيد رافي أغاروال، الصلة بالمواد السمية، الهند

ملخص:
يلخص هذا العرض العام المعلومات والقضايا المتصلة باتجاهات الطلب (بما فيها الاستخدامات الأساسية) واتجاهات العرض المتعلقة بثلاثة معادن ثقيلة، هي: الرصاص والكادميوم والزئبق، كما يسلط العرض الضوء على الانبعاثات وحالات التحرير الناشئة عن نواتج أوعمليات تحتوي على هذه المعادن أو تستخدمها. وأخيرا، يطرح العرض وجهة نظر المجتمع المدني بصورة موجزة للغاية إزاء المضي قدما في هذا الصدد.
ولا تزال هذه المعادن الثلاثة الثقيلة وسبائكها ومركباتها، تُستخدم في مجموعة من النواتج والعمليات منذ فترة، بوصفها جزءا من الاقتصاد الصناعي العالمي. وما فتأ الاتجار بهذه المعادن على الصعيد الدولي قائما، وتعكس أسعارها وجود علاقة بين جانبي طلبها وعرضها. ومع ذلك، فقد تزايد الانشغال في الآونة الأخيرة حيال الآثار التي تخلفها المعادن المذكورة على صحة الإنسان وعلى البيئة.
والمصادر الرئيسية لهذه المعادن الثقيلة الثلاثة هي مصادر طبيعية، يُحصل عليها بواسطة التعدين، حيث تُوجد في شكل أملاح أو مواد معدنية في الصخور والتربة. وهناك الكثير من هذه المناجم العاملة في عدة أصقاع مختلفة من العالم. ومصادر التجهيز بالزئبق مستقلة، بيد أن مصادر التجهيز بالرصاص والكادميوم يمكن أن تكون مشتركة. وثمة مصادر ثانوية للتجهيز بهذه المعادن تتمثل في إعادة تدويرها والمخزونات الاحتياطية منها، وهي تسهم بشكل كبير في التجهيز على النطاق العالمي.
ويوجد طائفة واسعة للغاية من النواتج التي تحتوي على معدن أو أكثر من هذه المعادن الثقيلة والمستخدمة حاليا في قطاعات مثل الطاقة، والرعاية الصحية، والإلكترونيات، والألعاب، والمواد الكيميائية، وما إلى ذلك. وتتوفر اليوم بدائل قابلة للاستخدام على الصعيد التجاري لمعظم هذه النواتج التي يُتاجر بها عالميا. ومع ذلك، تتباين البنى التحتية وأطر السياسة العامة القائمة للتطرق إلى الآثار الصحية والبيئية لهذه النواتج تباينا واسع النطاق في مختلف البلدان.
وثمة عمليات صناعية عديدة، من قبيل عملية إنتاج الكلور- ألكالي (التي تستعمل الزئبق)، وتوليد الطاقة الحرارية، وغير ذلك، تستخدم أو تحرر هذه المعادن الثقيلة في الهواء أو الماء كانبعاثات نواتج جانبية، وتثير العمليات المذكورة انشغالا كبيرا.
وجرى في الماضي القريب، وخصوصا خلال العقد المنصرم، تقليص استخدام هذه المعادن الثقيلة، فضلا عن انبعاثاتها تقليصا كبيرا، أو تخفيض معدلات استخدامها بإطراد في البلدان المتقدمة، غير أن هناك اتجاهات آخذة في الزيادة لاستخدامها بالبلدان المتسارعة الخطى في مجال التصنيع مثل الهند والصين. وتسهم قطاعات مثل قطاع توليد الطاقة باستخدام الفحم وقطاع النقل في المناطق الحضرية والتخلص من النفايات في نشوء انبعاثات جديدة لهذه المعادن.
ويثير انتقال هذه المعادن بالهواء في العالم انشغالا آخر. ومع أنه ثبت أن الزئبق قابل للنقل بالهواء عبر العالم، فقد اتضح أن الرصاص والكادميوم قابلان للنقل كذلك بنفس الطريقة، حسبما كشفت النقاب عن ذلك دراسة عينات الثلج التي أجريت في غرين لاند.
معادن ثقيلة معينة:
الرصاص:
الطلب: ازداد استخدام الرصاص المنقى في العالم بنسبة 2.8 ٪ حيث بلغ 6.98 أطنان مترية في عام 2004 واستمر بالزيادة إلى 7.13 أطنان مترية في سنة 2005. والولايات المتحدة أكبر مستهلك للرصاص، غير أن طلبها عليه ثابت. وازداد استخدام الصين للرصاص بنسبة فاقت 8 ٪ خلال عامي 2004-2005، وتضاعف استخدامها له منذ عام 2000، بسبب استعماله في البطاريات. ويُتوقع أن يزداد الطلب على الرصاص في ألمانيا والجمهورية التشيكية والهند كذلك، غير أن الطلب عليه آخذ في الانخفاض في المملكة المتحدة وفرنسا.
المصادر والتجهيز: تتركز مصادر الرصاص الرئيسية في آلاسكا بالولايات المتحدة واستراليا وكندا والصين وأيرلندا والمكسيك وبيرو والبرتغال، حيث يبلغ مجموع هذه المصادر 1.5 مليار طن.
استخدامات الرصاص: يتمثل الطلب على الرصاص في استخدامه في المقام الأول في بطاريات السيارات وبطاريات الطاقة المستعملة للدعم (71٪). وتشمل استخداماته الأخرى الرقائق المعزولة والملفوفة المستعملة في البناء (7٪)؛ والأنابيب المستخدمة لأغراض خاصة من قبيل نقل المواد الكيميائية وتغليف الكبلات (3٪)، والنوافذ الزجاجية الملونة، واستخدامه كأوزان، والفولاذ المكسو بالرصاص، ومسحوق يُستخدم في صناعة اللدائن، والأصباغ والذخائر المصنعة خصيصا لمقاومة التآكل (6٪).
وتشتمل سبائك الرصاص على البطاريات (المصنوعة من مادتي الرصاص والأنتيمون) وسبيكة اللحام الرابط (المصنعة من الرصاص والقصدير) والدروع المضادة للإشعاع. وتضم مركبات الرصاص المواد المضافة إلى وقود البنزين لمنع احتراقه قبل أوانه، والمواد المثبتة للمواد التركيبية المصنعة من الكلوريد المتعدد الفينايل (PVC)، والزجاج البلوري، والخزف المصقول، والأصباغ المخضبة (12٪)، وتشمل الأحمر والأصفر (كرومات الرصاص)، والبرتقالي (مولبيدات الرصاص). وقد توقف إلى حد كبير استخدام الرصاص في البنزين، ويُعكف على ايقاف استخدامه تدريجيا في المواضع التي لا زال يُستعمل فيها.

الكادميوم:
جوانب الطلب والاستخدام: يُستخدم الكادميوم بنسبة 77٪ في العالم لصناعة بطاريات النيكل- الكادميوم، بينما لا تُستخدم سوى نسبة 11٪ منه في الأصباغ المخضبة و8٪ في مواد الطلاء، وتُخصص النسبة المتبقية منه وهي 4٪ لاستخدامات متنوعة. واستخدام هذا المعدن آخذ في الانخفاض بالبلدان المتقدمة أو مناطق كتلك الموجودة في الاتحاد الأوروبي، غير أن طلب الصين والهند عليه قد يرتفع.

التجهيز: آسيا (41٪) والأمريكتان (16٪) وأوروبا (15٪) واستراليا (3٪) هي المصادر الرئيسية للتجهيز بالكادميوم في العالم. أما النسبة المتبقية منه وهي 25 ٪ فيُحصل عليها من عمليات إعادة التدوير ومن المخزونات الاحتياطية.

انبعاثات الكادميوم وتحرره: لا يتوزع الكادميوم ولا الرصاص على النطاق العالمي بوصفهما ملوثين غازيين للغلاف الجوي، ولكنهما يعلقان بجسيمات معينة، ويتوزعان بالتالي أساسا على الصعيدين المحلي والإقليمي. ومع ذلك، لم تعكس عينات الثلج الرئيسية التي أخذت من غرين لاند لدراستها عملية نقل الكادميوم والرصاص بالهواء إلى مديات بعيدة.


والكادميوم ليس من العناصر القابلة للتدرك، وحالما يُحرر في البيئة، فإنه يستمر في الدوران. وتُضاف الانبعاثات الجديدة منه إلى رواسبه الموجودة بالفعل في البيئة. والكادميوم ومركباته مواد قابلة للذوبان في الماء نسبيا، ولذلك، فهي أكثرانتقالا أيضا في أوساط من قبيل التربة، وهي عموما فعالة من حيث تأثيرها على الأجسام الحية وتميل إلى أن تتركز فيها.

الزئبق:
الطلب والاستخدامات: استهلاك الزئبق على الصعيد العالمي هو كالآت: البطاريات، والكلور ألكالي، وتعدين الذهب حرفيا وعلى نطاق ضيق، والملغمات السنية، وأدوات القياس والسيطرة على الدوائر الكهربائية وتشغيلها، والإنارة، وغير ذلك من الاستخدامات.

مصادر التجهيز: إسبانيا وقيرغيزستان المصدران الرئيسيان للتجهيز بالزئبق، بينما كانت الجزائر مصدرا مجهزا به قبل زمن ليس ببعيد. والوضع في الصين أقل وضوحا، وتبين التقارير المقدمة مؤخرا تزايد استخدام الزئبق في إنتاج موحودات كلوريد الفاينل (VCM) وفي صناعة البطاريات. ويُحصل على الزئبق من مصادر ثانوية هي فنلندا وبيرو إلى جانب بلدان أخرى. ويمكن أن يتراوح استخدام الزئبق في عموم أرجاء العالم بين 24000 و30000 طن متري في مرافق الكلور ألكالي حصرا، ويستأثر الاتحاد الأوروبي بنصف هذه الكمية. وقد تتجاوز كمية الزئبق الذي يمكن استرداده من النفايات والنواتج قيمة تتراوح بين 20000 و30000 طن متري. والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من الجهات المصدرة الصافية لمادة الزئبق، بينما يستأثر التعدين على نطاق ضيق بما مقداره 650 إلى 1000 طن من الزئبق المستهلك سنويا.

الانبعاثات: المصادر الثابتة. يعتبر احتراق الفحم اليوم المصدر العالمي الوحيد والأكبر لانبعاثات الزئبق في الغلاف الجوي، كما يُحرر الزئبق في الهواء من مصانع إنتاج المعادن ومحارق الجثث ومحطات الكلور- ألكالي لصناعة الخلايا الزئبقية ومحارق النفايات وغيرها من مصادر الانبعاث الثابتة.





















جهود الاتحاد الأوروبي بشأن التشريعات الخاصة بالزئبق
السيدة ستينا آندرسن، (اللجنة الأوروبية)

يتخذ الاتحاد الأوروبي بموجب الاستراتيجية التي يتبعها بشأن الزئبق إجراءات رامية إلى مواصلة تقليل انبعاثات الزئبق واستخداماته. ويتمثل هدف الاستراتيجية الرئيسي في تخفيض مستويات الزئبق في البيئة وتقليل تعرض الإنسان لهذا العنصر، ولاسيما مثيل الزئبق الموجود في الأسماك. وهذه الاستراتيجية شاملة الطابع وتتضمن عشرين إجراءا، سبعة منها تؤيد الإجراءات الدولية وتعززها.
وثمة عنصر أساسي لهذه الاستراتيجية يتمثل في حظر تصدير الزئبق من الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2011، حيث إن بلدان الاتحاد من البلدان الرئيسية المصدرة للزئبق، ويمثل الاستمرار في التجهيز بهذه المادة دون قيود حافزا كبيرا لاستخدامها وعائقا يقف في طريق الابتكار في مجال تصنيع نواتج وتطبيق عمليات خالية من الزئبق.
ومن الضروري إيجاد حل لتوخي الأمان في خزن الزئبق الفائض الذي إن لم يتم التعامل معه بطريقة مأمونة ومستدامة، فإنه يلحق بالبيئة أضرارا بالغة. وسيخلف الوقف التدريجي لإنتاج الخلايا الزئبقية في صناعة الكلور- ألكالي 12000 طن تقريبا من الزئبق الفائض، ويُعكف على دراسة إمكانيات مختلفة لخزن هذا الفائض من أجل إيجاد حل مأمون.
وثمة اقتراح بشأن فرض المزيد من القيود على استخدام الزئبق في النواتج، وهناك مجموعة نواتج تحتوي على الزئبق غير مشمولة بالتشريعات هي معدات القياس والسيطرة، مثل مقاييس الحرارة ومقاييس الضغط الجوي. وتتوفر بكثرة بدائل لهذه المعدات، واقترحت اللجنة الأوروبية مؤخرا فرض قيود على تسويقها، كما ستُجرى دراسة تنظر في جميع استخدامات الزئبق المتبقية للكشف عن المواضع التي يُرى أن من الملائم اتخاذ المزيد من الإجراءات بشأنها.
واحتراق الفحم أكبر مصدر للزئبق في الاتحاد الأوروبي (وعلى الصعيد العالمي)، إذ يستأثر بنسبة 50٪ تقريبا من انبعاثات الزئبق المتبقية في الاتحاد الأوروبي اليوم. وينبغي أن تؤدي التشريعات القائمة حاليا والتغييرات المدخلة على استخدام الفحم إلى تخفيض انبعاثاته، غير أن من الضروري اتخاذ المزيد من التدابير، أي، لا يوجد لحد الآن تشريع موضوع موضع التنفيذ فيما يخص منشآت حرق الفحم على نطاق ضيق، والتي تمثل أيضا مصادر كبيرة للزئبق. وما انفكت اللجنة الأوروبية تتقصى إيجاد خيارات رامية إلى تقليل انبعاثات الزئبق من احتراق الفحم على نطاق ضيق.
وثمة حاجة إلى اتخاذ إجراءات على الصعيد العالمي لحل مشكلة الزئبق. ومن الضروري اتخاذ تدابير رامية إلى الوقف التدريجي لإنتاج زئبق جديد على المستوى العالمي من كبريتيد الزئبقيك، ومنع طرح كميات الزئبق الفائضة في الأسواق ثانية. وتتجه النية إلى التعاون مع البلدان النامية، ويواصل الاتحاد الأوروبي أيضا تقديم دعمه للمبادرات الدولية، من قبيل البرنامج العالمي للزئبق التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.




الجوانب التي طرحتها هنغاريا بشأن فرض قيود على استخدام الزئبق في المنتجات

السيد كريستوف كوزاك (هنغاريا)

تشاطر هنغاريا الآخرين الشواغل المتعلقة بآثار الزئبق الضارة بالإنسان والبيئة وتؤيد إجراءات السياسة العامة المبينة في استراتيجية الجماعة الأوروبية . ومن جهة أخرى، يراعي الرأي الوطني المتعلق بالتدابير التقييدية المُزمعة تشكيلة المنتجات الحاوية على مادة الزئبق التي تُنتج حاليا في هنغاريا وتُسوق وتُستخدم فيها. ويهدف هذا العرض إلى إعطاء أمثلة على هذه المنتجات بالتلازم مع آثار الأحكام التقييدية عليها.

تُنتج هنغاريا مصابيح الفلورسنت وأنابيب الإنارة الحاوية على الزئبق لأغراض استخدامها في المنازل وتصديرها على حد سواء. وتندرج هذه الأنواع من المنتجات ضمن نطاق أحكام الأمر التوجيهي المتعلق بتقييد استعمال مواد خطرة معينة في المعدات الكهربائية والإلكترونية الذي رُحل بالفعل بموجب القانون الهنغاري . والجهات المصنعة ملزمة باستيفاء شروط صارمة للتقيد بالحدود الزمنية للموعد النهائي، الأمر الذي يستدعي تطوير النواتج. ويناقش العرض تحقيق هذه الجوانب.

المقاييس الحرارية لقياس درجة حرارة الجسم عند الإصابة بالحمى الحاوية على مادة الزئبق، هي مقاييس تستخدمها الأسر على نطاق واسع في المنازل، فضلا عن استعمالها في المستشفيات وفي سائر المرافق الطبية. وبرغم توفر أجهزة رقمية لهذا الغرض على الصعيد التجاري، لا تزال الأجهزة التقليدية مفضلة بسبب تكلفتها المنخفضة ودقتها العالية. ويسلط العرض الضوء على النتائج التي يُتوقع أن تحققها التشريعات المُزمع سنها.

مقاييس ضغط الدم شائعة الاستعمال في قطاع الرعاية الصحية. وتُفضل الأجهزة الحاوية على الزئبق بالمقارنة مع بدائلها الخالية منه. ويفسح مشروع القواعد المتعلقة بالموضوع المجال أمام المهنيين العاملين في مجال الرعاية الصحية لاستخدام أجهزة حاوية على الزئبق، ويستغرق التحول إلى استخدام منتجات بديلة وقتا معينا. ويتناول العرض محاسن ومساوئ مقاييس ضغط الدم الحاوية على الزئبق والنظر في استبدالها.













تدارك الآثار الصحية والبيئية لتعدين الذهب حرفيا
من منظور أحد البلدان النامية

جولز دو كوم (سورينام)

مركز الاتصال المعني بالسموميات، وزارة الصحة العامة، باراماريبو، سورينام

ملخص

انتعشت أثناء التسعينات أنشطة تعدين الذهب حرفيا بسورينام، وهو ثاني ازدهار تشهده هذه الأنشطة بعد ارتكاسها في بداية القرن العشرين. ويُضطلع بهذه الأنشطة في الغابات المطيرة المدارية، ويُستخدم الزئبق أساسا لاستخلاص الذهب. ويعرقل الطابع غير الرسمي وغير القانوني الذي تتسم به هذه الأنشطة في أغلب الأحيان إجراء تقدير موثوق لعدد عمال مناجم الذهب الضالعين في التعدين وعدد النواتج المتأتية منه. ويُقدر حاليا عدد العمال الناشطين في قطاع تعدين الذهب بحوالي 12000 عامل على الأقل بالتلازم مع عدد العمال البرازيليين الذي يفوق عدد العمال المحليين. ويُقدر إجمالي إنتاج الذهب بما يتراوح بين 10000 و20000 كيلو غرام سنويا. ويتركز الاضطلاع بأنشطة التعدين بالقرب من جماعات المارون (السكان الحمر) وجماعات الهنود الأميريكان، وتؤثر الأنشطة على البيئة وعلى الصحة المهنية لعمال مناجم الذهب وعلى صحة المجتمعات المحلية. ومع أن هذه المخاطر الواسعة النطاق المقترنة بهذا النوع من تعدين الذهب هي مخاطر معترف بها عموما، فإن المعلومات الشاملة والموثوقة متوفرة بشكل محدود عن الوضع الحقيقي الذي يتعين الاستناد إليه في تقديم تدخلات رامية إلى تصحيح المشاكل المُشخصة. ويُستثنى من ذلك أنشطة المشاريع المُضطلع بها في السنوات الأخيرة والتي تركز على تحسين تقنيات التعدين وتخفيض استخدام الزئبق فيها أو إعادة تدويره.

ويستند العرض إلى منظور أحد البلدان النامية في تشخيص العقبات والأساليب المحتمل اتباعها في إدارة الجوانب الصحية والبيئية وما يتصل بها من مشاكل. وسيحظى التعاون الإقليمي والدولي بالاهتمام في مناقشة الأساليب المتبعة.



















تقييم المخاطر الصحية والبيئية فيما بين الأمهات والأطفال
الساكنين بالقرب من مناجم الزئبق المهجورة: ميراث سام

السيدة إثيلين بي. نييتو، (الفلبين)

**** وزارة الصحة في وزارة الصحة بالفلبين
نائب رئيس المحفل الحكومي الدولي المعني بالسلامة الكيميائية في آسيا والمحيط الهادئ
والعرض مقدم بالنيابة عن فريق البحث المؤلف من الأعضاء الواردة أسماءهم أدناه
السيدة نيليا بي. سي. مارامبا1 والسيد خوسيه باثيانو رييس1 والسيدة آنا ترينيداد فرانسيسكو- ريفيرا2 والسيدة لين كريستانا آر. بانغانيبان1 والسيدة كاريسا ديوكوينو1 والسيدة نيريسا داندو1 والسيد رينيه تيمبانغ2 والسيد هيروكاتسو أكاغي3 والسيد ما تيريسا كاستيللو4 والسيدة كاراميلا كويتوريانو4 والسيدة ماريديث آفوانغ4 والسيد أكيتو ماتسوياما3 والسيد تومومي إغوتشي3 والسيد يوكو فوتشيغامي3

1 المرفق الوطني للرقابة على السموم ومعلوماتها، جامعة الفلبين- مانيلا، عنوان البريد الإلكتروني: npcis@pacific.net.ph
2 مكتب الصحة البيئية والمهنية، المركز الوطني لتوقي الأمراض ومكافحتها، وزارة الصحة بمانيلا، الفلبين، عنوان البريد الإلكتروني: rivera_attf@yahoo.com
3 المعهد الوطني لمكافحة مرض ميناماتا باليابان، عنوان البريد الإلكتروني: hiroakagi@nimd.go.jp
4 مركز التطوير الصحي في ميماروبا، وزارة الصحة
5 مستشفى باتانغاس الإقليمي- وزارة الصحة

ملخص:
تثير المناجم المهجورة انشغالا كبيرا على صعيد العالم وهي لا تزال تشكل تهديدا حقيقيا أو محتملا لسلامة الإنسان وصحته، بما في ذلك الضرر/ الأضرار التي تلحقها بالبيئة، وعموما، فإن المناجم المهجورة أو غير المستخدمة عبارة عن مواقع توقفت فيها العمليات المتقدمة في مجال الاستكشاف أو التعدين أو عمليات الإنتاج في المنجم من دون إصلاحها. وفي الماضي، كانت الأراضي المستخدمة في التعدين تُترك بدون بذل أي جهد لمعالجتها حالما يُفرغ من أنشطة استخلاص المعادن فيها، ومن دون فهم كامل لما يخلفه ذلك على البيئة وقبل سن التشريعات المتعلقة بالبيئة. ولم يكن هناك سوى عدد ضئيل للغاية من البلدان التي لديها تشريعات حكومية وسياسات استصلاح بشأن التعدين، حتى حلول الفترة الأخيرة من القرن الماضي حيث استلزم الأمر تطبيق إجراءات قانونية ومالية وتقنية من أجل الاضطلاع بعمليات التعدين القائمة.
وتشكل أطوار الزئبق الثانوية عند تعدينه تراكمات تتكدس في نفايات المنجم. وهذه الأطوار قابلة للذوبان بشكل أكثر في كبريتيد الزئبقكيك وهو المعدن الخام الأولي. ويُحرر الزئبق ويُنقل من نفايات المنجم في شكل جزيئات ومحاليل غروية تحديدا غنية بمادة الزئبق. ويمثل تحويل مركبات الزئبق غير العضوية والمستقرة نسبيا إلى مركبات زئبق عضوية تؤثر في أجسام الكائنات الحية، من قبيل مثيل الزئبق، خطرا محدقا يحوم حول مناجم الزئبق هذه. وتُشخص مناجم الزئبق المهجورة على أنها مصدر انشغال كبير بسبب ما يترتب عليها من مشاكل بيئية طويلة الأجل.
ولدى اعتراف مجلس البحوث الوطني ووكالة حماية البيئة بسرعة تأثر الجهاز العصبي في طور النمو تأثرا استثنائيا بالتبعات التي يخلفها التعرض لمثيل الزئبق، ولاسيما تأثر الأجنة والولدان بوصفهم السكان الفرعيين الأكثر حساسية لذلك، فقد أوصى المجلس والوكالة في الآونة الأخيرة باتباع مبادئ توجيهية بشأن أخذ جرعة مرجعية (RfD) قدرها 0.1 ug/kgbw / في اليوم للأمهات والأجنة كأزواج. وتهدف هذه المبادئ إلى حماية الأطفال من حالات التأخير والعجز التي تصيب جهازهم العصبي في مراحل النمو الثانوية نتيجة التعرض لمثيل الزئبق عند تكوينهم في أرحام أمهاتهم. وما انفكت الآثار التي يخلفها حاليا استهلاك مركبات الزئبق الرباعية المتحدة بمثيل الزئبق تمثل مسألة مهمة، ولاسيما بالنسبة للذين يأخذون جرعا منخفضة ويتعرضون للمواد المذكورة باستمرار. ومع ذلك، لا تزال المعلومات المتعلقة بآثار تعرض النسل بشكل منخفض وطويل الأمد لمركبات الزئبق الرباعية ومثيل الزئبق خلال الفترتين السابقة للولادة والتالية لها، معلومات محدودة. وتقارن هذه الدراسة المخاطر الصحية المحتملة ذات المستوى المنخفض الناجمة عن التعرض بشكل مزمن لمركبات الزئبق الرباعية ومثيل الزئبق لدى جماعات تسكن بالقرب من منجم زئبق كان يُستخدم سابقا وفريق تجريبي يتعرض للزئبق بأدنى حد أو بمستوى محدود.
كان منجم الزئبق المهجور الواقع جنوب غرب العاصمة مانيلا يعمل في الفترة من عام 1955 وحتى عام 1976، وكان ينتج حوالي 140000 كيلوغرام من الزئبق سنويا. ونتج خلال فترة التعدين 2000000 طن تقريبا من مادة الكلس التي هي فضلات المنجم (خامات تقطير بالمعوجات) وألقِي حوالي 1000000 طن من كلس النفايات بالقرب من خليج هوندا لتشييد مرفأ يسهل عمليات التعدين حيث يسكن 2000 شخص تقريبا بالجوار في ثلاث مستوطنات (بارنغاي). وألقيت معظم مخلفات المنجم في البحر المجاور حتى تكونت بفعلها شبه جزيرة اصطناعية طولها 600 متر وعرضها 50 مترا. ويُوجد حاليا بحسب التقديرات 300 إلى 400 شخص يسكنون في خليج سيتيو هوندا الذي يبرز كنتوء في الجزء الشرقي من منطقة بالاوان. والسبل المحتملة للتعرض للزئبق التي يمكن أن تؤثر في جماعات السكان داخل هذه المجتمعات هي سبل يمكن أن تنجم عن الاستنشاق المباشر للجسيمات/ الغبار الحاوي على الزئبق وابتلاع الزئبق بواسطة وضع اليد في الفم ،وهي حركة منتشرة فيما بين الأطفال واستهلاك الأغذية الملوثة بالزئبق مثل الأسماك التي يستهلكها السكان الذين يعتمدون على منتوجات النهر من أجل الحصول على مصادر الغذاء والنواتج الزراعية. وهكذا، فإن معظم الجماعات الساكنة بالقرب من مناجم مهجورة، ولربما معظم السكان بشكل عام، هم من المعرضين لخطر التسمم بالزئبق، وخصوصا السكان الذين ينطوي نظامهم الغذائي على استهلاك المنتجات البحرية/ المائية.
وأثبتت النتائج التي حُصل عليها في هذه الدراسة أن هناك أربعة (4) أنواع من الأسماك، هي إبيس وتاباس ولابو لابو وتورسيلو، قد تجاوزت المستويات الإجمالية الموصى بها من حيث وجود الزئبق ومثيل الزئبق في لحومها (والمستويات هي NV>0.5 ug/g fw, NV>0.3 ug/g fw، على التوالي)، كما تجاوزت الأسماك من نوعي ساغينغ وكانوبينغ المستويات المسموح بها من مثيل الزئبق. أما إجمالي كمية الزئبق ومثيل الزئبق الموجودة في الأسماك المعلبة وإجمالي الزئبق في الرز والهواء الموجود في المحيط ومياه الشرب، فقد كانت ضمن المستويات الموصى بها، غير أن أعباء الزئبق الإضافية لهذه المصادر يمكن أن تسهم في العبء الكلي للزئبق الذي تتحمله أجسام الساكنين في المنطقة. وتجاوزت جودة المياه السطحية في منطقة التعدين، وهي خليج هوندا وأثناء بعض فترات المراقبة التي أجريت في خليج بالاوان، مستوى المعايير الكلية للزئبق (NV>0.002 ng/ml). وتجاوز إجمالي مادة الزئبق الموجودة في عينات أخذت من التربة بموقعين هما تاغبوروس وخليج هوندا تحديدا، القيم التي توصي بها وكالة حماية البيئة بشأن بلوغ الهدف الأولي لمعالجة المنطقة 9 من أجل استخدامها في أغراض السكن. (NV>23 mg/kg). وتمثل حركة وضع اليد في الفم فيما بين الرضع والأطفال سبيلا مهما آخر للتعرض للزئبق. وتم الحصول من الناحية الإحصائية على نتائج خطيرة بشأن الرضع عند مقارنة مستوى مثيل الزئبق الموجود في شعر الذين تعرضوا للزئبق والمجموعات الفرعية المُراقبة على حد سواء. وأظهرت أيضا مقارنة المستويات الأولية والنهائية لمثيل الزئبق في شعر الحوامل/ الأمهات المنتميات إلى المجموعة التي تعرضت للزئبق نتائج مهمة إحصائيا(p<0.05)، كما أظهرت مقارنة مستويات الزئبق في شعر الذين تعرضوا له والمجموعات الفرعية المُراقبة كل واحدة منها على حدة نتائج مهمة من الناحية الإحصائية فيما بين ما يلي؛ (أ) مستويات الزئبق الأولية والنهائية ككل في شعر الأطفال، (ب) ومستويات مثيل الزئبق الأولية والنهائية في شعر الأطفال، (ج) والمستويات النهائية لإجمالي مادة الزئبق في شعر الحوامل، (د) والمستويات الأولية والنهائية لإجمالي مادة الزئبق في شعر الأمهات، (ه) ومستويات المثيل الأولية والنهائية في شعر الأمهات.
وأوصي بضرورة إعطاء أولوية لتدابير التطهير والعلاج لأن منجم الزئبق المهجور سيستمر في التأثير على الصحة والبيئة على حد سواء لأجل طويل، ما لم تُنفذ ممارسات جيدة لغلقه. وأوصي باتخاذ تدابير أخرى ترد أدناه:
1- تقديم توصية إلى الحكومة بشأن وضع سياسات تتعلق بمسألة المناجم المهجورة.
2- تنفيذ أنشطة رصد وترصد بانتظام للبيئة وصحة المجتمعات.
3- شن حملات إعلامية وتعليمية مكثفة لرفع مستوى الوعي من خلال إصدار تقارير إعلامية بصورة منتظمة عن الأسماك توجه خصوصا إلى الحوامل والمرضعات واللاتي في سن الإنجاب وإلى الأطفال.
4- توفير بيانات تقنية لوحدات الحكومة المحلية لاستخدامها في أغراض وضع السياسات والتخطيط والتنمية.
5- توفير تدخلات طبية للسكان المتأثرين حسبما يرى ذلك ضروريا اختصاصيي السموميات عند إجراء الفحص السريري.
6- زراعة كمية كافية من أشجار المنغروف لتكون بمثابة مرشح طبيعي للملوثات الجزيئية في المنطقة.

كلمات مفتاحية: زئبق، مثيل الزئبق، تعدين الزئبق، آثار صحية





























دراسات حالة: حالات التعرض المهني والحلول المطروحة
بيورن إريكسون (الاتحاد الدولي لنقابات العمال الحرة)


الزئبق:
• استُعمل الزئبق من قِبَل صانعي القبعات وتسبب في حالات تسمم شديد. الحل: تغيير الصيحات (لم تعد القبعات العالية شائعة جداً الآن) وتغيير التقنيات حلاّ المشكلة.
• استُعمل الزئبق في مصانع الكلور والقلويات في إنتاج الكلور لأغراض التبييض، ولأغراض أخرى منها صناعة الورق ولُب الورق. الحل: التحول إلى تقنيات تبييض أخرى، مثل استعمال الأوزون.
• كُشف مؤخراً في التقارير عن تسمم مساعدي أطباء الأسنان بالزئبق نتيجة استعمال الملغم النحاسي. الحل: التحول إلى مواد أخرى لحشو الأسنان. العقبات: قلة الاستدامة وزيادة التكلفة وتطُّلب تكنولوجيا أكثر تعقيداً.
• كان الزئبق من أكبر ملوث أماكن العمل في محارق جثث الموتى. الحل: تحسين تقنيات الترميد مع تحسين التهوية.
• يتسبب الزئبق الموجود في الأدوات الطبية والتقنية في مشاكل لبيئة العمل ومشاكل بيئية عامة، ويعزى ذلك أساساً إلى تناثره وتحوله إلى نفايات. الحل: تغيير التكنولوجيا.

الرصاص:
• تسبب إنتاج البطاريات في عيوب خلقية وفي التسمم بالرصاص. الحل: أمكن في بعض الحالات تجنب حدوث العيوب الخلقية من خلال اشتراط تعقيم العاملات أو من خلال عقود العمل التي تمنع العاملين من إنجاب أطفال. وتغيير التكنولوجيا للتحول إلى أنواع أخرى من البطاريات التي تصنع للمستهلكين. العقبة: مازالت بطاريات السيارات والغواصات بطاريات يُستعمل الرصاص في صنعها غالباً/ عادةً، لذا ينبغي إعادة تدويرها.
• أُصيب السباكون بالتسمم بالرصاص المعدني أثناء تركيب الأنابيب (التربة)، وغير ذلك. الحل: التحول إلى تقنيات ومواد أخرى.
• تسببت الطلاءات البيضاء المحتوية على مركبات الرصاص كمواد صبغية في تسمم الدهانين. الحل: تحظر اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 13 (1921) استعمال هذه الطلاءات. العقبة: لا توفر الاتفاقية الحماية للعاملين إلى أن يصدق البلد المعني عليها.

الكادميوم:
• يُطبع الكادميوم كصبغة حمراء على الأكياس البلاستيكية. الحل: فرض حظر وطني على هذا الاستعمال.
• يتسبب الكادميوم المستعمل في مصانع البطاريات في الإصابة بأمراض مهنية خطيرة، على سبيل المثال في الصين. ولا يُعرف ما إذا كان يتسبب أيضاً في أضرار بيئية في المناطق المحيطة بالمصانع أم لا، ولكن البطاريات المستعملة يمكن أن تتسبب في أضرار بيئية في مناطق أخرى. الحل: الضغط على المُنتج، وهو شركة جولد بيك إندصترز Gold Peak Industries من قِبَل الاتحاد الدولي لنقابات العمال الحرة من أجل تحسين بيئة العمل والتدابير الوقائية الخاصة بحماية العاملين. وماذا عن البيئة في الصين؟ إن البطاريات المستعملة في مناطق أخرى ينبغي أن تتم إعادة تدويرها. العقبة: لم تُبدِ الشركة أية استجابة حتى الآن.
الأسبستوس:
• قمنا في النرويج أولاً بفرض حظر على استعمال الأسبستوس في أماكن العمل. ولم يكن هذا الحظر فعالاً لأن التسويق سمح بالاستعمال الخاص، وبسبب الاستيراد غير المشروع أيضاً. الحل: فرض حظر وطني على التسويق والاستيراد. العقبة: يزعم كل من الاتحاد الأوروبي ودوائر الصناعة أن هذا الحظر يشكل حاجزاً تجارياً وأنه كان غير قانوني لدى فرض الحظر، ولكنه لم يعد كذلك الآن.
• تبذل الحركة النقابية جهوداً على الصعيد الدولي من أجل فرض حظر عالمي. الحل: فرض حظر وطني، واتخاذ منظمة العمل الدولية قراراً يحظر الأسبستوس، واتخاذ منظمة الصحة العالمية موقفاً واضحاً فيما يتعلق بفرض الحظر. العقبة: سيؤثر ذلك على الوظائف، وخصوصاً تعدين الأسبستوس، وهناك أجزاء من دوائر الصناعة تعارض فرض الحظر. وتزعم بعض البلدان وأجزاء من دوائر الصناعة أن مادة الأسبستوس التي تستعملها (الكريسوتايل) غير ضارة.

خاتمة:
• ثمة مواد كان يعتبر عادة أنها تسبب مشكلة خاصة، ولكن تبين في وقت لاحق أنها تسبب عدة مشاكل. لذا فإن معالجة المشكلة الأولى لا تحل المشكلة بالفعل.
• كثير من المواد التي تتسبب في مشاكل في بيئة العمل تتسبب أيضاً في مشاكل بيئية عامة.
• ينبغي إجراء تقييم أشمل لما يسمى "المادة المشتبه فيها" عندما يُكتشف أنها تتسبب في مشكلة محددة للبيئة بوجه عام أو لبيئة العمل.
• يبدو أن هناك أساساً مشتركاً للمدافعين عن البيئة والنقابيين المعنيين بالمواد الكيميائية الخطرة، أو ماذا؟؟؟





التلوث بالمعادن الثقيلة في أوساط بيئية مختلفة بأفريقيا:

المشاكل والتوقعات (مع دراسات حالة من نيجيريا)


السيد آلو باباجيدي، حاصل على شهادة دكتوراه، FCSN, FIPAN, FNES والسيد آبيولا أولانيبيكون، حاصل على شهادتي بكالوريوس وماجستير في العلوم
الوزارة الاتحادية للبيئة/ مركز تنمية الموارد البشرية لأغراض البيئة في جامعة لاغوس
قسم الكيمياء، جامعة لاغوس، أكوكا، لاغوس، نيجيريا وقسم مكافحة التلوث، الوزارة الاتحادية للبيئة، أبوجا، نيجيريا

ملخص

بخلاف الملوثات الأخرى مثل هيدروكربونات البترول واستخدامها بوحدة اللتر في الأغراض المنزلية والمحلية والتي يمكن رؤيتها وهي تتكدس في البيئة، فإن أنقاض المعادن قد تتراكم في البيئة من دون ملاحظتها وتصل إلى مستويات سامة. وعموما، فإن المؤلفات والكتب تسلط الضوء بشكل جيد على المشاكل الصحية التي يعاني منها الإنسان والمقترنة بالتلوث بأنقاض المعادن.

وبرغم الانخفاض النسبي في مستوى النشاط الصناعي بالمناطق الأقل تطورا كأفريقيا، فإن هناك احتمال كبير كذلك في حصول تلوث بالمعادن الثقيلة السامة. وخلال العقد الأخير، أدت الزيادات الحاصلة في كل من الأنشطة الصناعية وجوانب التحضر بأفريقيا إلى حصول زيادة كبيرة في كمية النفايات على اختلافها (الصلبة منها والسائلة والغازية الناجمة عن الأبخرة) بما في ذلك زيادة مستويات المعادن الثقيلة في البيئة التي عمت أرجاء القارة ككل، مما أدى إلى احتمال زيادة تركز المعادن التالية: الزئبق والكادميوم والرصاص.

وتمثل أنشطة التعدين في معظم بلدان أفريقيا مصادر مهمة لزيادة مستويات المعادن الثقيلة في البيئة، مثل الزئبق في الجزائر والزرنيخ في ناميبيا وجنوب أفريقيا والقصدير في نيجيريا وزائير والنحاس في زامبيا. وتؤدي هذه الأنشطة إلى ترسيب لا داعي له لفضلات المناجم الغنية بالمعادن، وإلى صهر المعادن، وما إلى ذلك. وتشتمل المصادر الأخرى الموجودة في المنطقة والتي تلوث البيئة بكميات كبيرة من المعادن السامة على أنشطة مثل دباغة الجلود، والتلبيس الكهربي، وتحررالغازات السامة من عوادم المركبات أثناء حركتها، وإنتاج الطاقة والوقود، و انجراف تيار الهواء إلى الأسفل بفعل ضوضاء أسلاك الطاقة الكهربائية، والزراعة المكثفة وتكديس الأوحال. وتعتبر الانبعاثات التي يسببها الإنسان والناجمة عن معظم أنقاض المعادن، ولاسيما تركز المعادن الثلاثة، وهي: الزئبق والكادميوم والرصاص، أكثر أو تساوي انبعاثاتها الطبيعية. ويعد مثلا احتراق البنزين الحاوي على الرصاص في محركات السيارات مسؤولا عن استمرار توزيع الرصاص على نطاق واسع في بيئة القارة الأفريقية، غير أنه لا تزال هناك فجوة واسعة فيما يتعلق بحالة الزئبق. وسيسترعي هذا العرض جل الانتباه إلى مصادر التعرض المعروفة لحد الآن. وتعتبر التبعات التي يخلفها التلوث بالمعادن الثقيلة على صحة الإنسان كبيرة في الكثير من البلدان الأفريقية.

دراسات حالة من نيجيريا

أجريت في نيجيريا دراسات عن مدى حدوث التلوث وعن مصادر التعرض وتوزيع المعادن في جميع المصفوفات البيئية (من مياه وثفالات وحيوانات المنطقة ونباتاتها والهواء المحيط بها)، ولكن بمزيد من التركيز على المياه والثفالات. وسيُطرح عرض (آلو وآخرين، 2004، 2005، 2006) من أجل تقديم حلول ومقترحات عن كيفية مكافحة التعرض.

وستُقدم تقارير عن دراسات تتعلق بالتلوث بالمعادن الثقيلة من كل وسط من الأوساط البيئية. وستُناقش أمثلة عن النتائج المتعلقة بالرصاص وغيره من المعادن الموجودة في الغلاف الجوي والتجمعات المائية وأنواع التربة والحياة النباتية. ولا تزال هناك شحة في الدراسات المتصلة بالكادميوم والزئبق والكروم. وستُعرض بعض البيانات التي حُصل عليها مؤخرا بخصوص التركيزات العالية للكادميوم في عينات أخذت من الغبار المنتشر في شوارع المناطق المكتظة بالسكان والمتواصلة الحركة، إلى جانب بيانات تخص معادن ثقيلة موجودة في أنواع بيولوجية من النباتات والأسماك وغير ذلك. وسيشمل العرض الأعمال التي أنجزت والأعمال التي لم تتكلل بالنجاح والعبر المستخلصة من ذلك.

العقبات والتحديات التي تقف في طريق الدراسات المتعلقة بالتلوث بالمعادن الثقيلة في أفريقيا

أ- من المؤسف أن الدراسات المتعلقة عموما بمستويات وحالات توزيع الملوثات في أفريقيا، وخصوصا المعادن الثقيلة منها، هي دراسات تركز فقط على الأوساط البيئية في المناطق الحضرية والصناعية، على أن هناك نسبا كبيرة من عامة الجماهير تسكن في المناطق الريفية حيث تعاني أيضا من تلوث أراضيها والهواء الذي تتنفسه ومسالك المياه التي تستخدمها تلوثا خطيرا بسبب الصبوب والانبعاثات الناجمة عن البنية التحتية الصناعية الحضرية. وثمة حاجة إلى توسيع نطاق الدراسات لتشمل مسألة البت في حالة التلوث بالمعادن الثقيلة في المناطق الريفية.

كما أن المعادن الثقيلة، وهي: الزئبق والكادميوم والرصاص، لم تول ما تستحقه من اهتمام في هذه الدراسات، على الرغم من آثارها السلبية المعروفة جيدا على الإنسان.
وحتى في الحالات التي تُجرى فيها دراسات، فإن بعض البيانات المتأتية منها تتسم بعدم الرصانة وانعدام الموثوقية بسبب تدني مستوى تطور المعدات والتقنيات المستخدمة في تحليلها.

ب- أثبتت الدراسات الأولية أن المياه والثفالات الداخلية والساحلية ملوثة بفعل تحميلها باستمرار بأعباء معادن ثقيلة من مصادر برية، كما أن تركيزات التلوث في هذه الثفالات أعلى بكثير من قيمها في الثفالات غير الملوثة المتأتية من بلدان نامية، وهكذا، فإن ذلك يشير على ما يبدو إلى أن التلوث سببه الإنسان.

وهذه التحديات من بين التحديات الأخرى التي تمثلها المعادن الثقيلة على صحة الإنسان بأفريقيا هي مسائل تستدعي إجراء دراسات رصينة بحقها واستجابات مناسبة فيما يخص السياسة العامة.

الاستنتاجات

في ضوء الزيادات الحاصلة في الأنشطة المتعلقة بالتمدن والأنشطة الاجتماعية والاقتصادية في أفريقيا، تتجه نية هذا العرض إلى الحث على إجراء مناقشات والحصول على استجابات محتملة على الصعيد العالمي فيما يتعلق ببذل جهود عالمية منسقة ترمي إلى مساعدة أفريقيا في وضع برنامج عمل رائد معني بالمعادن الثقيلة في البيئة بقصد تقليل إسهام أفريقيا في زيادة مستويات التلوث في العالم بالمعادن الثقيلة الضارة. وينبغي أن تركز هذه المساعدة مبدئيا على تشخيص مصادر المعادن الثقيلة وتقدير كمية تحرر المعادن الثقيلة في الأوساط البيئية الرئيسية الثلاثة ومعالجة الآثار السلبية التي تلحق بالإنسان والبيئة بسبب التعرض لهذه المعادن في مواقع معينة.

ولم يُجر سوى عدد قليل جدا من الدراسات عن الزئبق والكادميوم في أفريقيا حسبما أكدت ذلك وثيقة تقييم مستويات الزئبق في العالم الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة. ولا تزال هذه الفجوة الاخذة في الاتساع بحاجة إلى سدها.

ويتعين أن يشتمل البرنامج المُقترح المتعلق بأفريقيا على وحدات قياس أو استراتيجيات من أجل صياغة تدابير عملية لمكافحة التلوث في البلدان، والتي ينبغي أن تشمل مجالات كل من وضع التشريعات والمقاييس والمعايير وتقليل النفايات إلى أدنى حد ومعالجة الصبوب وتوفير التدريب والتعليم ورفع مستوى وعي الجمهور.
عرض للتقدم الذي أحرزته الشراكات العالمية في تخفيض مستوى الزئبق

السيدان تشارلي أوير وجون شواف (وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة الأمريكية)

أصبح الزئبق بسبب قدرته البالغة على التحرك والتنقل الذي يتسم به، أكثر من مسألة محلية أو وطنية أو حتى إقليمية. فهو يمثل مسألة متعددة الأوساط البيئية وعابرة للقارات. وقد يسقط عنصر الزئبق المنطلق في الهواء على اليابسة أو في الماء بالقرب من مصادر الانبعاث أو بعيداً عن هذه المصادر نتيجة لانتقاله أو دورانه في الغلاف الجوي العالمي.

ويسهم عدد من مصادر الانبعاث الدولية في دوران الزئبق وترسيبه في العالم بواسطة مسالك جوية، تشمل ما يلي: مصادر الاحتراق الناجم عن استخدام مواقد الفحم؛ والتعدين وإنتاج المعادن، مثل صهر المعادن؛ ومرافق الكلور- القلوي لتصنيع الخلايا الزئبقية؛ وحرق أو ترميد المنتجات التالفة الحاوية على مادة الزئبق. ويقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة إجمالي انبعاثات مادة الزئبق في العالم (الناشئة عن نشاط الإنسان والطبيعية منها المنطلقة في الغلاف الجوي) بأنها تتراوح بين 4400 و7500 طن متري سنوياً.

وفي عام 2005، اتفق مجلس إدارة برنامج الأمم المتحدة للبيئة على إقامة وتنفيذ شراكات بشأن الزئبق بوصفها نهجاً يُتبع في تقليل مخاطر انطلاق الزئبق ومركباته في البيئة على صحة الإنسان وعلى البيئة. وحث مجلس الإدارة كل من الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص على اتباع سبيل واضح وشفاف ومسؤول في إقامة هذه الشراكات وتنفيذها. ويفسح النهج المتعلق بالشراكات المجال أمام البدء فوراً ببذل جهود دولية للشروع في تخفيض مستويات التعرض للزئبق والتلوث الناجم عنه. ويتمثل هدف هذه الشراكات التعاونية المتعلقة بالزئبق والتي تضم العديد من أصحاب الشأن، في التأثير بشكل تراكمي على تخفيض مستويات الزئبق، الأمر الذي سينتقل ببرنامج الزئبق الخاص ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى مستوى يتسم بالمزيد من الدينامية.

ويوجد حالياً خمس شراكات عالمية في مرحلة التنفيذ معنية بتخفيض مستوى الزئبق، وهي تواصل الاستفادة من الموارد، والخبرات التقنية، ونقل التكنولوجيا، وعمليات تبادل المعلومات بغية اتخاذ إجراءات فورية وفعالة تفضي إلى تخفيضات ملموسة في مستويات استخدام الزئبق وانبعاثاته. وفيما يلي وصف موجز لهذه الشراكات:

• مصانع الكلور- القلوي: تُستخدم تكنولوجيات الخلايا الزئبقية في بعض مصانع الكلور- القلوي القديمة، التي تنتج مادة الكلور والصودا الكاوية. ويمكن تخفيض مستويات استخدام الزئبق والانبعاثات الناجمة عنه تخفيضاً كبيراً من خلال تقاسم أفضل الممارسات المتبعة في إدارة هذه المرافق، في حين أن بإمكان التكنولوجيات التي لا تستعمل الزئبق أن تلغي حاجة هذا القطاع إلى الزئبق مع مرور الزمن.
• إحراق الفحم: إذا ما تشاركت البلدان في المعلومات وأوضحت مختلف الأساليب المتبعة في تخفيض مستوى انبعاثات مادة الزئبق من المرافق العامة والمراجل الصناعية، فإنها ستتمكن من إعداد نهج عالية المردودية تلبي احتياجاتها الوطنية الخاصة بها على وجه أفضل.
• استخراج الذهب لأغراض حرفيّة وعلى نطاق ضيق: يؤدي استخراج الذهب على نطاق ضيق إلى حالات تعرض مباشر لمادة الزئبق على الصعيد المهني وإلى انطلاقه بكميات كبيرة في البيئة. ويمكن أن تقلل الممارسات التنظيمية البسيطة من حالات التعرض والانطلاق هذه.
• المنتجات: يُستخدم الزئبق في منتجات كثيرة، تشمل الأدوات المنزلية، والمفاتيح الكهربائية، والبطاريات، ومقاييس الحرارة، ومبيدات الفطريات، والدهانات. ومع أن هناك بدائل فعالة وعالية المردودية لمكونات الزئبق، فإن تخفيض مستويات استخدام الزئبق سيعود بمنافع كبيرة على وقف انطلاق الزئبق الناجم عن التصنيع وحرق النفايات.
• شراكة البحوث الدولية المتعلقة بمصير الزئبق ونقله: لقد تعلم المجتمع العالمي خلال السنوات القلائل المنصرمة الكثير عن كيفية دوران الزئبق وترسبه في أنحاء العالم. وثمة حاجة إلى الاستزادة من فهم ديناميات دوران مادة الزئبق على الصعيد العالمي بغية توجيه الجهود بشكل أفضل للحد من آثار الزئبق على الصحة والبيئة.

ولاتزال الشراكات تحرز تقدماً ممتازاً في فترة زمنية قصيرة، وسيواصل هذا التقدم اكتساب المزيد من الزخم. وسوف يصف العرض التقدم المُحرز في تنفيذ هذه الشراكات، من مثل ما يلي:

• تزمع شراكة الكلور- القلوي أن تحقق تخفيضا بنسبة 10٪ على الأقل بحلول عام 2007 في الأطنان المستهلكة والمنطلقة سنوياً في كل مرفق تجريبي من مجموع ثلاثة مرافق على الأقل في البلدان النامية من مرافق الكلور- القلوي للخلايا الزئبقية؛
• تزمع شراكة استخراج الذهب أن تحقق بحلول عام 2007 زيادة في عدد المجموعات التي تعمل في التعدين على نطاق ضيق التي اعتمدت تكنولوجيات محسنة واتبعت ممارسات فضلى بشأن إدماج الزئبق، مما سيؤدي إلى تخفيض مستويات استخدام الزئبق وانطلاقه؛
• لاتزال شراكة المنتجات تركز على عدد من المجالات التي تشمل منتجات مستخدمة في المستشفيات وفي وضع قوائم جرد للمنتجات؛
• استضافت شراكة إحراق الفحم حلقة عملية عُقدت بالصين في كانون الأول/ ديسمبر 2005 شاركت فيها حكومات ومرافق عامة من جميع أنحاء آسيا للاطلاع على كيفية تحسين التكنولوجيات الحالية لمراقبة المرافق العامة التي تعتمد الفحم كوقود؛
• تواصل إيطاليا قيادتها شراكة البحوث الدولية المتعلقة بمصير الزئبق ونقله، وتعد الولايات المتحدة وكندا واليابان من بين الشركاء الناشطين في هذا المسعى. وتركز هذه الشراكة على نقل الزئبق في الصين.





توقعات بشأن إدارة المواد الكيميائية المتمثلة في الكادميوم
والرصاص والزئبق إدارة سليمة من منظور الصناعة

ملخص

الدكتور جون آثرتن
(المجلس الدولي للتعدين والمعادن)

الآثار الصحية والبيئية المقترنة بمعادن من قبيل الكادميوم والرصاص والزئبق هي آثار معروفة جيدا ويجري توثيقها بشكل مطرد فيما بين الأوساط العلمية. ولا يزال عدد التدابير الرامية إلى تخفيف حالات التعرض العكسية لهذه المعادن في بلدان العالم المتقدم آخذ في الزيادة منذ منتصف القرن التاسع عشر. وأدت أيضا عمليات المراقبة التقليدية الشاملة والسياسات التنظيمية المستندة إلى قاعدة عريضة إلى تخفيضات كبيرة في انبعاثات المعادن التي تثير قلقا بشأن البيئة وإلى تخفيضات مماثلة في التعرض للمعادن والآثار العكسية المترتبة عليها ضمن النظم الإيكولوجية المحيطة.

وتقرر من خلال الكشف عن الاختلافات الموجودة في مستوى التصنيع والعوامل الأخرى الاجتماعية والاقتصادية، أن حالات التعميم هذه لا تنطبق تماما على بلدان العالم النامي. ومع أن الكثير من المشاكل الناجمة عن المعادن التي تواجهها الدول قد تكون شائعة على صعيد العالم، فإن السبل والوسائل المتبعة في إيجاد حلول لها يمكن أن تختلف اختلافا كبيرا بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية، وغالبا ما تستدعي صدور استجابات محلية وإقليمية معدة لأغراض معينة وتتعلق بالسياسة العامة.

وبناء على المواضيع التي تناولها هذا الحدث الجانبي، يقيم هذا العرض التحديات والحلول المؤمل إيجادها بشأن إدارة المعادن التي تثير القلق إدارة سليمة. ويبدأ العرض بنظرة عامة على أنماط إنتاج المعادن واستخدامها على نطاق العالم والآثار المترتبة على المصادر الحالية والمقبلة لانبعاثات المعادن التي تثير القلق وحالات التعرض لها، ومن ثم ينظر بإيجاز في مسائل ذات صلة بالتجارة واحتمال إعادة تصنيع المعادن لتستخدمها الدول كمواد استراتيجية.

وينظر العرض بالاستناد إلى وجهة نظر الصناعة وآراء جهات معلقة أخرى، في التحدي المتمثل في التصدي للآثار الصحية والبيئية لانبعاثات المعادن من عمليات التعدين حرفيا وعلى نطاق ضيق ومن المناجم المهجورة وفي المزيد من حالات التعرض بشكل عام من الناحية المهنية. وتقترح الحجج المطروحة أن يكون نطاق الاستجابات اللازمة في مجال السياسة العامة أوسع بكثير من نطاق إدارة المواد الكيميائية وأن تنطوي على اتباع نهج متكامل بشأن السياسة العامة.

وتؤكد هذه الورقة أنه برغم أن إدارة المواد الكيميائية المتمثلة في الكادميوم والرصاص والزئبق إدارة سليمة يمكن أن تكون هدفا معترفا به عالميا، فإن تحقيقها على أحسن وجه هو بتطبيقها محليا. واختلاف الظروف من قبيل الموقع والمجتمعات والبيئة والسلع والأسواق والمقاييس هو اختلاف يُقصد به ضرورة إيجاد حلول محلية لضمان تحقيق نتائج صحيحة ومستدامة فيما يتعلق بالكثير من المسائل التي أثيرت في سياق هذا الحدث الجانبي.



برامج منظمة الصحة العالمية وأنشطتها بشأن الزئبق والرصاص والكادميوم

الدكتورة ج. برونكزوك
(منظمة الصحة العالمية)

إن التعرض للمعادن، عن طريق الهواء الملوث أو الغذاء الملوث أو شُرب المياه الملوثة أو المشروبات الملوثة أو التعرض للتربة الملوثة، يمكن أن يشكل تهديداً لصحة الإنسان ونموه. وعلى الرغم من معرفة ارتباط بعض الأخطار الصحية الرئيسية بمعادن مثل الزئبق والرصاص والكادميوم منذ قرون فإن هناك مجموعة متزايدة من البيّنات تربط اليوم هذه المعادن (وغيرها) بعدد من الآثار الصحية الضارة، ومشاكل النمو ومظاهر الشيخوخة. وخلال العقود الماضية تبين أن بعض المعادن عوامل قادرة على إحداث آثار ضارة غير ظاهرة ولكنها شديدة. وتُتيح منهجيات الدراسة الحديثة الآن تحديد ما لم يتم تمييزه في السابق من الآثار المناعية والآثار السامة للكلية والآثار الخاصة بالنمو العصبي والآثار السامة للجينات، وغيرها. وخلال العقد الماضي تزايد القلق من الحساسية الخاصة لدى الأجنة وصغار الأطفال للرصاص والزئبق والكادميوم أثناء "فترات الضعف الحرجة"، ونتيجة لسلوكياتهم الخاصة ووظائف أعضائهم الدينامية التي قد توجد لديهم استعداداً لزيادة التعرض البيئي والآثار الضارة.

ومنظمة الصحة العالمية هي الوكالة الدولية المندرجة ضمن منظومة الأمم المتحدة وتتولى المسؤولية عن الصحة. ويقوم خبراء المنظمة بإعداد دلائل إرشادية ومعايير، وبمساعدة البلدان على معالجة القضايا الصحية العمومية، وكذلك بدعم وتشجيع البحوث الصحية. ويعمل مهنيو الصحة العمومية ومجموعة متنوعة من المهنيين الآخرين لدى المنظمة في 147 مكتباً قطرياً وستة مكاتب إقليمية وفي المقر الرئيسي في جنيف بسويسرا. وتتناول مختلف برامج المنظمة التهديدات التي تشكلها الملوثات البيئية، بما فيها المعادن الثقيلة، وتقدم المساعدة التقنية وتوفر الدلائل الإرشادية والمعلومات اللازمة لتقدير المخاطر والتصدي لها، ولمنع تعرض الإنسان لها، وتحسين تشخيص الآثار الصحية وعلاجها وترصدها.

وتلتزم الإدارة المعنية بالصحة العمومية والبيئة بمساعدة الدول الأعضاء على تهيئة بيئات بشرية مأمونة ومستدامة ومعززة للصحة، كما تلتزم بتوفير الحماية من الأخطار البيولوجية والكيميائية والفيزيائية، والتأمين من الآثار الضارة المترتبة على الأخطار البيئية العالمية والمحلية. ويشير المنشور الصادر عنها مؤخراً والمعنون "الوقاية من الأمراض عن طريق تهيئة البيئات الصحية: نحو تقدير العبء البيئي للمرض" إلى عدد الأمراض التي يمكن الوقاية منها عن طريق تحسين إدارة بيئتنا، كما يسلط الضوء على أثر التعرض للرصاص لدى الأطفال: ففي عام 2000 تأثر نحو 000 800 طفل بالتعرض للرصاص، مما أدى إلى انخفاض معدل الذكاء واحتمال الإصابة بتخلف عقلي خفيف. ولهذه الاستنتاجات، وما شابهها، آثار هامة على صعيد السياسات، كما أنها تشكل جهداً موسعاً ومجدداً لإجراءات الوقاية.

ويرد وصف لبعض من أنشطة المنظمة العديدة الماضية والجارية فيما يتعلق بالرصاص والزئبق/ ميثيل الزئبق والكادميوم، مع التركيز الخاص على ما يلي:

• منشورات وأنشطة البرنامج الدولي للسلامة الكيميائية، بما في ذلك: الدراسات الخاصة بمعايير الصحة البيئية، والوثائق الدولية الموجزة لتقييم المواد الكيميائية، وبطاقات السلامة الكيميائية الدولية، ودراسات معلومات السموم، فضلاً عن مختلف الدلائل الإرشادية الخاصة بالوقاية من تعرض الإنسان لمواد محددة وتدبير ذلك.
• لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية والمعنية بالمواد المضافة إلى الأغذية، والتي تحدد المقدار الأسبوعي المؤقت المسموح به.
• إعداد الدلائل الإرشادية لجودة مياه الشرب، والدلائل الإرشادية لجودة الهواء، وصحيفة الوقائع الخاصة بالزئبق والرعاية الصحية.
• المنشور الخاص بالرصاص: تقدير العبء البيئي للمرض على الصعيدين الوطني والمحلي.
• الوحدات التدريبية الخاصة بتشخيص تعرض الأطفال للرصاص والزئبق وميثيل الزئبق والوقاية منه وتقديره وتدبيره العلاجي. بما في ذلك العمل التحضيري الخاص بالأصول الجنينية/ البيئية للمرض، وبتقدير مخاطر تعرض الأطفال للمواد الكيميائية مع التصدي للتعرض للرصاص والزئبق والكادميوم في أوائل العمر.
• إعداد منشورات إعلامية وتعليمية إقليمية محددة وتنظيم حلقات عمل تقنية من قِبَل المكاتب الإقليمية التابعة للمنظمة.
• دراسات الوكالة الدولية لبحوث السرطان التي تعدها الوكالة الدولية لتسجيل السرطان (وهي وكالة تابعة للمنظمة وقائمة في ليون بفرنسا) التي صنفت مركبات الرصاص غير العضوية والعضوية، وميثيل الزئبق، والزئبق المعدني والزئبق غير العضوي والكادميوم ومركبات الكادميوم، حسب البيّنات الخاصة بالسرطنة.
• تلبية طلبات محددة للدول الأعضاء من أجل الحصول على المساعدة التقنية بشأن كيفية التصدي لقضايا الصحة البشرية والبيئية المتعلقة بالتعرض للرصاص والزئبق والكادميوم.

وتشكل البرامج والمنشورات المبينة أعلاه نماذج قليلة فحسب لمختلف الأنشطة التي تنفذها المنظمة وبعض وحداتها المتخصصة لحماية صحة الإنسان من التعرض الضار للمعادن في البيئة. وقد أسفر العمل الذي تقوم به مختلف قطاعات المنظمة في مجالات تقدير المخاطر ومنهجيات الدراسة وبناء القدرات والوقاية من التعرض والتصدي لمشاكل قطرية/ إقليمية محددة فيما يتعلق بالرصاص والزئبق والكادميوم، عن ذخيرة كبيرة من المعارف والخبرات وعن تكوين شبكة من الخبراء في هذا الميدان. وفي الواقع أن المجموعات المهنية المنشأة من أجل إعداد الدلائل الإرشادية أو المواد التدريبية واستعراضها جماعياً، أو تقدير المخاطر المحدقة بصحة الإنسان أو مواجهة حوادث محددة نتجت عن تلوث البيئة، توفر دعماً علمياً قوياً لعمل المنظمة وتوفر أيضاً شبكة تتمتع بإمكانيات كبيرة فيما يتعلق بالجهود الدولية.

والجهود البحثية التعاونية التي تبذلها المنظمة، والتي قد توجد فيها اهتمامات مشتركة للعلماء من البلدان النامية والبلدان الصناعية ويعملون في إطارها معاً وفقاً لبروتوكولات متفق عليها بينهم، تعزز فرص إيجاد حلول للمشاكل الصحية القائمة في بيئاتهم الوطنية والعالمية. وتفضي هذه الجهود وغيرها من الأنشطة التعاونية أيضاً إلى نقل التكنولوجيا وتحسين القدرات، وإنشاء شبكة من المتعاونين العلميين المدربين على نطاق العالم النامي.

وتترتب على وجود المنظمة في عدد كبير من البلدان، فضلاً عن اتصالاتها الوثيقة بالمراكز المتخصصة والهيئات العلمية (مثل الرابطات المهنية، والمنظمات غير الحكومية،...) إقامة شبكة قوية أو نظام قوي لنشر وجمع المعلومات المناسبة الخاصة بالصحة العمومية والبيئة لأغراض تنفيذ الأنشطة وتحسين الاستجابة لمقتضيات الاتفاقات والاتفاقيات الدولية.

وبالاستناد إلى العمل المضطلع به والخبرة المكتسبة تم تحديد عدد من القضايا التي ينبغي تناولها في العمل المستقبلي، وعلى سبيل المثال ما يلي:
(1) التحديث الدوري للوثائق الإرشادية بناءً على المعلومات الجديدة المتاحة،
(2) تعزيز الجهود التعاونية والجهود المشتركة بين القطاعات فيما يتعلق بالتدريب والمعلومات وبناء القدرات،
(3) تعزيز الجهود البحثية التعاونية (مثل الجهود الخاصة بالواصمات البيولوجية للتعرض لمواد الرصاص والزئبق والكادميوم وآثارها والحساسية لها).

ولدى تناول تلك القضايا يكون من المهم إلى أقصى حد تعزيز التعاون مع المنظمات والقطاعات الأخرى (مثل البيئة والتجارة والتعليم والصناعة وغيرها) بغية تسريع الإجراءات المتعلقة على سبيل المثال بتنفيذ السياسات والاتفاقات الدولية القائمة.

ومن شأن تلبية هذه الاحتياجات وغيرها من الاحتياجات أن تعزز إمكانية حماية صحة الإنسان، ولاسيما أسرع الفئات تأثراً، من آثار الرصاص والزئبق والكادميوم، وأن تُسهم في التنمية المستدامة من خلال تمتع الناس بالصحة في بيئات صحية.
أنشطة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية
السيد بابلو هويدوبرو (اليونيدو)

أولاً- المشروع العالمي المعني بالزئبق: حلول لعمال المناجم الحرفيين

عندما ننعم النظر في مصادر التلوث بالزئبق بسبب تعدين الذهب حرفيا، نرى أن هناك في الواقع مصدرين للتلوث، هما: المصدر الثابت حيث يُستخدم الزئبق لتكوين ملغم ويُوزع في البيئة على شكل مخلفات وعن طريق الأبخرة؛ وتتوفر في ذات الوقت جميع الظروف التي تحمل رجلا، أو أمرأة، وفي الكثير من الحالات، طفلا، على أن يجثو على ركبتيه في أحد الجداول وهو يلمس الزئبق بيديه أو يستنشقه أثناء عملية فصل الذهب عن الملغم (بالتسخين) داخل منزله أو مباشرة أثناء هبوب الرياح عليه في محل وقوفه.

ويحصل هذا النوع تحديدا من التلوث بالزئبق نتيجة التدهور الشديد الاجتماعي والاقتصادي، وبالنظر إلى أن أسباب ذلك الحقيقية تضرب بجذورها بعمق في القوى الاقتصادية العالمية، فإن حلوله تبدو ببساطه محدودة للغاية لكي يُنظر إليها على أنها فعالة من الناحية الشرعية.

غير أن سنوات العمل الثلاث الأخيرة بشأن المشروع العالمي المعني بالزئبق التابع لمرفق البيئة العالمية/ اليونيدو قد أكدت الآمال التي يصبو إلى تحقيقها جميع من يعملون من أجل حل مسائل التلوث العالمي بالزئبق، وهي إمكانية إزالة الحواجز التي تصعب للغاية أمر تقليل انبعاثات الزئبق من تعدين الذهب حرفيا وعلى نطاق ضيق.

والمشروع العالمي المعني بالزئبق هو أول جهد عالمي منسق يهدف تحديدا إلى إيجاد حلول للمشاكل الناجمة عن استخدام الزئبق في تعدين الذهب حرفيا وعلى نطاق ضيق. وقمنا خلال مدة عمر المشروع بتقييم التبعات البيئية والصحية المترتبة على استمرار عمال المناجم الحرفيين في استخدام الزئبق ومراقبة انتشار التسمم على نطاق واسع فيما بين السكان والنظم الإيكولوجية. وتثبتنا من خلال هذه العملية من أن بعض التجارب- من قبيل استنشاق أبخرة الزئبق من الملغم المحترق، والتلوث الشديد للممرات المائية عبر الحدود، وممارسات التعدين غير الكفوءة، وعمل الأطفال، والفقر المدقع- إنما هي تجارب متوطنة كتوطن المرض في المجتمعات التي تزاول تعدين الذهب حرفيا وعلى نطاق ضيق، بصرف النظر عن البلد أو القارة.

وعمل أيضا وجود المشروع العالمي المعني بالزئبق على رفع مستوى الوعي على الصعيد الدولي بشأن خطر التلوث بالزئبق بفعل تعدين الذهب حرفيا وعلى نطاق ضيق. ويُعترف حاليا بالتعدين المذكور في إطار المناقشات الدولية حول وضع السياسات العامة المتعلقة بالزئبق، على أنه ثاني أكبر مصدرثابت للتلوث بالزئبق في العالم، بعد انبعاثات النواتج الجانبية المتحررة من محطات توليد الطاقة بحرق الفحم. ولا يقتصر رفع مستوى الوعي هذا على صعيد السياسة العامة فحسب، بل يمتد داخل البلدان التي ينتشر فيها تعدين الذهب حرفيا وعلى نطاق ضيق. ونتيجة لتنفيذ مشاريع إيضاحية في إطار المشروع العالمي المعني بالزئبق، فإننا نشهد حصول تغيرات في الطرائق التي يتبعها عمال المناجم في استخلاص الذهب والتعامل مع الملغم، ونشهد عمل المجتمعات على حماية أنفسها، ومؤنها من الغذاء والماء، وأطفالها.

ولا يزال رفع مستوى الوعي يعمل على زيادة الاهتمام بالمشروع، وتثابر حكومات، وشركات، ومنظمات غير حكومية، ووكالات حكومية دولية أخرى ترغب في إقامة شراكات، في السعي إلى تنفيذ المشروع العالمي المعني بالزئبق. وبالإضافة إلى البلدان الستة التي بُدِأ فيها بالعمل بهذا المشروع في عام 2002- وهي إندونيسيا، وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، والسودان، وتنزانيا، وزيمبابوي، والبرازيل- فقد قمنا باستحداث برامج في موزامبيق وفنزويلا، ونحن عاكفون على تقييم تنفيذ مشاريع في عدة بلدان أخرى، كما أننا نحظى بدعم الولايات المتحدة وحكومات كل من كندا والبرازيل وهولندا وألمانيا من خلال تمويل مشاريع متماثلة، بغية توسيع نطاق التغطية بالمشروع العالمي المعني بالزئبق، ونواصل أيضا إشراك شركات تعدين معينة في ذلك من أجل استحداث طرائق تتمكن بموجبها هذه الشركات من توثيق عرى التعاون في العمل مع عمال مناجم الذهب االحرفيين وتلافي نشوب خلافات معهم. ونواصل الاضطلاع بعمل يُعتبر من أكثر أعمالنا فعالية إذ يتخذ شكل جوانب تعاون مع منظمات غير حكومية، بما فيها معهد الحدادين في نيويورك. ونعكف بإطراد على بناء علاقات مع منظمات غير حكومية تعمل جذورها المتأصلة في المجتمع المدني على توسيع نطاق قدرتنا على الوصول إلى المجتمعات. وأخيرا، فإننا نواصل مناقشة طرائق تقاسم الخبرات والشبكات مع وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة.

ثانيا- أكبر اندفاع لتعدين الذهب في تاريخ العالم

حتى عندما نلاحظ وجود بينات تدل على إحراز تقدم في الطريقة التي يعالج بها العالم التلوث بالزئبق الناجم عن تعدين الذهب حرفيا وعلى نطاق ضيق، يصح القول أيضا إن هذا التعدين هو من بين أسرع الصناعات نموا في العالم، وهو مصدر من المصادر الرئيسية للتلوث بالزئبق على صعيد العالم، حيث ينتج 1000 طن من الزئبق سنويا، أو 30 في المائة من انبعاثات الزئبق التي يتسبب فيها الإنسان بالعالم.

ويشير الإريتيريون إلى تعدين الذهب حرفيا على أنه "عمل سببه الجفاف". وينوه تقرير عام 2002 الصادر عن هيئة التعدين والمعادن والتنمية المستدامة(MMSD) بما يلي: "... سيتواصل الاضطلاع بأنشطة تعدين الذهب حرفيا وعلى نطاق ضيق طالما أن سببها الفقر على الأقل". ويحصل التلوث بالزئبق الناجم عن هذا التعدين في سياق ركود اقتصادي يعم العالم يعيش في ظله مليار نسمة بدخل يقل عن دولار يوميا، ما يعني أن الربح الذي يجنيه شخص يعيش في فقر مدقع من تعدين الذهب حرفيا يفوق في المعدل ما يجنيه من مزاولة أعمال أخرى بأكثر من ثلاث مرات. وفي الواقع يعتبر تعدين الذهب حرفيا في الكثير من البلدان تنويعا اقتصاديا.

ويتراوح فعلا عدد عمال مناجم الذهب الحرفيين بين 10 إلى 15 مليون عامل، ويبلغ عدد السكان الذين يعتمدون على هذه الصناعة من الناحية الاقتصادية 100 مليون نسمة، ويوجد من الأسباب ما يدفع إلى الاعتقاد بأن الوضع الحالي مهيأ لتوسيع نطاق تعدين الذهب إلى حد بعيد للغاية، نتيجة عوامل تشمل ارتفاع أسعار الذهب، وتدهور الاقتصادات، وانعدام الأمن العالمي، وتفشي الظروف البيئية المتطرفة. وكل عامل من هذه العوامل السببية آخذ في الزيادة، بحيث يُتوقع أن تشهد زيمبابوي وأجزاء من أفريقيا الجنوبية أن يتضاعف عدد عمال المناجم فيها ثلاث مرات خلال السنوات العشر المقبلة (الصفحة 316 من تقريرهيئة MMSD). وتشير حسابات مستقاة مباشرة من منطقة واحدة في إندونيسيا إلى أن عدد جرافات التعدين قد تضاعف خلال العامين السابقين بمقدار أربع مرات من 2000 إلى 8000 جرافة.

ومع أن السنوات الخمس السابقة المستغرقة في رسم السياسات قد أسفرت عن إجماع على ضرورة إيجاد حلول للتعدين على الصعيد العالمي، لا يزال هناك أساسا رأيان متنافسان بشأن كيفية معالجة المسألة معالجة شاملة، فالمدرسة الأولى تدفع بالقول إن من الضروري أن يُنظر إلى التعدين الحرفي على أنه جزء لا يتجزأ من المشهد الاقتصادي؛ فمع أن عمال المناجم قد يُشجعون على اتباع ممارسات أسلم بشأن البيئة، فإن التسليم بأن الناس سيتركون التعدين هو تفاؤل مفرط. وفي الوقت نفسه، توجد مدرسة أخرى تزعم أنه ينبغي القيام على المدى الطويل بدمج عمال المناجم على نطاق ضيق في أشكال عمل بديلة تحقق المزيد من الاستدامة للبيئة والعاملين في مجال تعدين الذهب حرفيا.

وغالبا ما تندرج الأعمال الحالية للمشروع العالمي المعني بالزئبق ضمن نطاق رأي المدرسة الأولى: وتوفر التدخلات من الناحية الأساسية التدريب التقني من دون التطرق إلى الأسباب الاقتصادية الأعمق للمسألة والتي تسهم في الزيادة الكبيرة للغاية في عدد الذين يتحولون نحو تعدين الذهب حرفيا. والقيود المفروضة على هذه المنهجية جلية الوضوح من دون الانتقاص من أهمية مسألة إيجاد حلول تقنية لها: وكثيرا ما تصل الاستجابات المقصورة على الجوانب التقنية إلى الموقع بعد أن تكون البيئة قد تلوثت بالفعل وعانى الناس ما عانوه جراء التعرض للزئبق. ومن دون السعي فورا إلى بذل جهود رامية إلى التخفيف من وطأة ظروف الفقر المدقع التي يعيشها الناس، سيظل تعدين الذهب على نطاق ضيق خيارا اقتصاديا مرغوبا فيه، وستكون دوما التدخلات قليلة للغاية ومتأخرة على الدوام، ولن يُحرز أبدا تقدم مستدام. وفي الواقع، فإن تقرير هيئة التعدين والمعادن والتنمية المستدامة يذكرنا بأن من الضروري أن يُستكمل الاهتمام "بالمسائل التعريفية والقانونية والتقنية" بنهج سياسة عامة يُعامل فيها تعدين الذهب حرفيا على أنه جزء من "الاستراتيجيات الشاملة للتخفيف من وطأة الفقر وتوفير أسباب معيشة مستدامة".

وبمواصلة العمل من أجل تقليل انبعاثات الزئبق على الأمد القصير من خلال تشكيل وحدات إيضاح قابلة للنقل، وإضافة بعد ثان للتدخلات يتطرق إلى مسألة إيجاد حلول طويلة الأجل، فإن بإمكان المشروع العالمي المعني بالزئبق أن يخفف مباشرة من آثار تعدين الذهب حرفيا على البيئة وصحة الجمهور، ويعمل في نفس الوقت على وضع طائفة واسعة من الاستراتيجيات المتعلقة بالسياسة العامة تؤدي إلى تقليل حاجة العالم النامي ككل إلى تعدين الذهب حرفيا. وباختصار، فإن من الضروري أن تكون المدرستان المعنيتان بالتدخلات متبادلتين حصريا.





اتفاقية التلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود (اتفاقية LRTAP):

الأعمال الجارية بشأن المعادن الثقيلة
في اللجنة الاقتصادية لأوروبا في الأمم المتحدة (UNECE)

السيدة بريندا فاخس
موظفة معنية بشؤون البيئة
اللجنة الاقتصادية لأوروبا التابعة للأمم المتحدة)

أولا- مقدمة اتفاقية التلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود وبروتوكولها لعام 1998 المتعلق بالمعادن الثقيلة

إن اتفاقية عام 1979 المتعلقة بالتلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود:

● تضع مبادئ عامة للتعاون بشأن تخفيض تلوث الهواء
● تحدد إطار مؤسسيا للبحث التعاوني
● توفر سطحا بينيا للعلوم والسياسة العامة لمكافحة تلوث الهواء
● تعمل على أساس الإجماع فيما بين الأطراف في الاتفاقية وبروتوكولاتها الثمانية

إن بروتوكول الاتفاقية المتعلق بالمعادن الثقيلة والموقع في آرخوس عام 1998:

● يشمل المعادن الثلاثة التي تتسم بالأولوية بموجب الاتفاقية، وهي: الكادميوم والرصاص والزئبق.
● دخل حيز النفاذ في كانون الثاني/ ديسمبر 2003.
● صادقت عليه 28 دولة من الدول الأطراف في الاتفاقية.

ثانيا- غاية بروتوكول عام 1998 المتعلق بالمعادن الثقيلة وعملية الاستعراض

ألف- هدف البروتوكول

يتمثل هدف البروتوكول في مكافحة انبعاثات المعادن الثقيلة الناجمة عن أنشطة الإنسان والمعرضة لأن تُنقل بالغلاف الجوي إلى مديات بعيدة وعبر الحدود والتي يُحتمل أن تخلف آثارا عكسية كبيرة على صحة الإنسان أو البيئة. وتلتزم الدول الأطراف التي توقع البروتوكول المتعلق بالمعادن الثقيلة بتخفيض المستوى الكلي لانبعاثاتها التي يحررها الكادميوم والرصاص والزئبق سنويا إلى الغلاف الجوي خلال السنة الأساس التي تختارها الدولة عند التصديق على البروتوكول، وذلك باتخاذ تدابير فعالة، كما ينبغي أن تقوم هذه الدول وفقا لإطار زمني محدد، بتطبيق أفضل التقنيات المتاحة وقيم حدود الانبعاثات على المصادر الثابتة الجديدة والقائمة منها، وتطبيق تدابير لمراقبة النواتج وإدارته
ا
باء- الالتزامات الأساسية للدول الأطراف

يلزم البروتوكول أيضا الدول الأطراف بوضع سياسات وبرامج وتدابير وطنية رامية إلى الوفاء بهذه الالتزامات، وبرفع تقارير عنها إلى الأمانة على أساس نصف سنوي. وتُتاح المعلومات المتعلقة بالاستراتيجيات والسياسات التي تتبعها الدول الأطراف في تخفيض ومكافحة انبعاثات المعادن الثقيلة على الموقع الخاص بالاتفاقية على شبكة الويب كل سنتين وتُنشر في استعراض رئيسي كل أربع سنوات.



جيم- استعراض كفاية البروتوكول وفعاليته

يلزم البروتوكول الدول الأطراف بإجراء استعراض لمدى كفايته وفعاليته، وتضطلع فرقة العمل المعنية بالمعادن الثقيلة بهذا العمل الرئيسي. وهذه الفرقة التي أنشأتها الهيئة التنفيذية للاتفاقية، هي فرقة تعمل تحت قيادة ألمانيا، وهي مكلفة باستعراض البروتوكول بحلول نهاية عام 2007. وتقيم عملية الاستعراض التقدم المحرز من أجل بلوغ غايات البروتوكول وتقدر ما إذا كان تخفيض الانبعاثات قد تحقق وتراعي المدى الذي يتوفر فيه أساس مرض لتطبيق نهج قائم على تحقيق نتائج.

واستنادا إلى استنتاجات الاستعراض، ستقوم الدول الأطراف في البروتوكول بوضع المزيد من الخطوات الرامية إلى تخفيض انبعاثات الكادميوم والزئبق والرصاص في الغلاف الجوي.

ويُضطلع أيضا بالأعمال المتعلقة بالأعباء الكبيرة لآثار المعادن الثقيلة على الصحة والنظم الإيكولوجية في إطار برنامج الاتفاقية التعاوني الدولي المعني بصياغة النماذج ووضع الخرائط.

ومع أن البروتوكول يقدم إرشادات في حالة وجود تعديلات على الاتفاقية مستقبلا لإضافة معادن أخرى إليها، لا تحث الدول الأطراف حاليا على إضافة المزيد من المعادن إلى الاتفاقية أو تقدم الدعم لهذا الموضوع. ومع ذلك، فإن قاعدة بيانات الانبعاثات الخاصة بالاتفاقية تضم معلومات عن ستة معادن إضافية، هي: الزرنيخ والكروم والنحاس والنيكل والسيلينيوم والزنك.

ثالثا- العملية السياسية في إطار الاتفاقية والأعمال المقبلة بشأن المعادن الثقيلة

● الفريق العامل التابع للاتفاقية والمعني بالاستراتيجيات والاستعراض ودوره في عملية الاستعراض: تنقيح البروتوكول واحتمال التفاوض بشأنه مجددا

● التعاون الدولي (برنامج الأمم المتحدة للبيئة، واللجنة الأوروبية، وما إلى ذلك) وجوانب التآزر المحتمل إقامتها من أجل إبرام اتفاق عالمي بشأن الزئبق

● الجوانب الدولية الأخرى للاستراتيجيات والسياسات المتعلقة بتخفيض انبعاثات المعادن الثقيلة وتدابير مراقبة النواتج وإدارتها وقوائم جرد الانبعاثات والتوقعات في هذا الصدد
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المستدامة, التنمية, السلامة, الكيميائية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع السلامة الكيميائية من أجل التنمية المستدامة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإقتصاد الأخضر وأثره على التنمية المستدامة Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 3 09-27-2017 08:55 AM
نظريات التنمية المستدامة Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 10-13-2015 11:29 PM
مراجع وبحوث ودراسات حول التنمية المستدامة Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 3 02-11-2014 01:16 PM
عرض تقدمي حول التنمية المستدامة Eng.Jordan عروض تقدمية 0 03-12-2013 09:57 PM
أبعاد التنمية المستدامة Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 09-09-2012 01:15 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59