العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 02-27-2018, 09:23 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة الخطيب الذي قتل أخاه نفاقاً


الخطيب الذي قتل أخاه نفاقاً
ــــــــــــــ

(أمير سعيد)
ــــــ

11 / 6 / 1438 هــ
27 / 2 / 2018 م
ــــــــــــ

cb8bdc4188588258ca82430a39195728_L.jpg?itok=lE3j46St




يتداول السوريون صورة معاذ رحمة الذي استشهد على إثر قصف طيران بشار الأسد لبلدته كفربطنا في الغوطة الشرقية، والتي رفض مغادرتها رغم الخطر، ورغم استشهاد نجله قبل أكثر من عامين إثر قصف وحشي آخر.



رباط أهل الغوطة مشهود، لكنه يتجلى أكثر حين تتاح للأحرار فرصاً للفرار، وحين يمكن لبعضهم "الارتكان" إلى الظالمين فتأبى نفوسهم العالية استغلال هذه الثغرة لنيل الأمان والنجاة الجسدية. إنها الصورة الوضيئة لمعاذ رحمة الذي اعتبر قبل عامين أن شقيقه الذي يعمل خادماً للترويكا الحاكمة في دمشق، النصيرية والصفوية بشقيها الإيراني والعربي، قاتلاً لابنه، ثم صار اليوم قاتلاً لمعاذ نفسه رحمهما الله.



قتل مأمون رحمة لشقيقه معاذ وابن شقيقه لم يتم بشكل مباشر، وإنما عبر نفاقه المستمر للنظام ولـ"حزب الله" ولروسيا وللميليشيات الطائفية بجميع تشكيلاتها التي تحتل سوريا المسلمة؛ فمن أشرف مكان، منبر الجمعة، شرعن خادم الاستبداد الفاشي، خطيب الجامع الأموي بدمشق مأمون رحمة للنظام تقتيله للشعب السوري وتهجيره والاستيلاء على أرضه وممتلكاته.



بلعام سوريا الذي تلاحقه لعنات جميع الأحرار في سوريا جسّد حالة متردية من النفاق الذي يمكن أن يبلغها دنواً رجل باع قيمه وهويته بعرض من الدنيا قليل على درج المنبر الذي اعتلاه كوكبة من علماء الإسلام وشيوخه ودرسوا العلم وقادوا الأمة في محنها على مر التاريخ كعز الدين بن عبدالسلام والذهبي والسبكي وابن عساكر والبيقوني وابن المفلح وابن الصلاح وغيرهم من أئمة العلم وقاماته؛ فلوث منبراً ومقاماً شريفاً بنفاق غير مسبوق تنامى حتى جعل بوتين حامياً لقلعة الإسلام!


حالة مأمون لا تحتاج حقيقة إلى دراسة؛ فهو لا يمثل فتنة عظيمة في دمشق؛ فحالة منفضح للجميع إلا من انطمست بصيرته، كما أنه لا يمثل حالة غريبة فيمن سلك طريق الضلال بعد علم؛ فآل إلى حمئة النفاق ومستنقعات الغي. غير أن ما يحتاج إلى دراسة حقيقية هو الآلة التي لابد أن يمتلكها من يسمع خطاباً دينياً ليميز بها بين طيب وخبيث، فلا تخيل عليه حيل *****ة واللاعبون. هي فعالية المستمع والمتلقي الذي يتعين عليه أن يفطن إلى نوع الخطاب الذي يلقى إليه، فيتبع أحسنه ويتجنب أسوأه.



إن واحدة من مزايا هذا الدين هي أنها ترفض الإمعية والتقليد الأعمى ولو كان لمن يتمظهرون بالكلام المعسول والصورة الخادعة، وتجعل لزاماً على المتلقي أن يكون فعالاً متحرياً لمن يصلح أن يكون موقعاً عن رب العالمين من العلماء والشيوخ وغيرهم. وهذا التحري يمر عبر تلمس التقوى والإخلاص، وهما مما يُقرأ من الوجه ويستشف من المواقف والأحداث وتكشفه الوقائع.



ــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مياه, الذي, الخطيب, نفاقاً


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الخطيب الذي قتل أخاه نفاقاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معاذ الخطيب..سكوته من ذهب عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 02-18-2016 08:28 AM
الخطيب يشكل تيار سياسي جديد عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 01-02-2015 08:00 AM
«النسور» مارس ضغوطا على «الخطيب» لتبيع اراضي الدوله بأقل من سعرها للنائب «السعودي» Eng.Jordan الأردن اليوم 0 02-25-2014 10:21 AM
مساهمة في اتخاذ قرار تخطيط الإنتاج الأمثل باستعمال البرمجة الخطية Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 03-23-2013 03:16 PM
المدخل إلى المحادثة الإنكليزية ...قحطـان فؤاد الخطيب Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 11-07-2012 08:44 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59