#1
|
|||
|
|||
على رصيف المحطة
على رصيف المحطة على أرصفة الزمن الباردة يقف جاثما منذ سنين كتمثال حجري قديم .وعلى رصيف المحطة لا يملّ الانتظار يشد أنفاسه ويلملم شتات ذاكرته من جديد ينتظرقدوم عزيز عليه مرّ ذات يوم من هنا حاملا معه نسائم الفرح والبشائر ثم رحل دون وداع آخذا معه كل شيئ جميل . طال الانتظار سنوات مرّت وتمّروهو لا يزال آملا أن يمر القطار بمحطته الباردة من جديد حتى يذيب عنه هذا الجليد المتراكم من سنين . صمت مطبق وسكون غير عادي خيّم على المكان كل المارّين من هنا غادروا إلى وجهاتهم .إلا هو لا يزال جاثما على الرّصيف برد قارس وظلام يلف المكان وأنوار ضئيلة تنبعث من إحدى الأعمدة المشنوقة على الرّصيف تلفظ ما تبقى لها من أنوار كحاله تشكو قساوة الزمان والمكان. فجأة علا صفيره من بعيد قادما يتلوى كثعبان عظيم يشق طريقه وسط الظلام إلى المحطة وأخيرا........... وصلت أيها المارد .أتراك جئت حاملا معك ما انتظره منذ أمد بعيد ؟؟ توقف القطار زافرا آخر آهاته معبرا عن النصب الذي عاناه بعد سير طويل. اخذ النازلون يشقون طريقهم إلى المحطة بينما هو يترقب عن كثب وبشوق عارم حتى نزل كل من على القطار. لا ..لا.. لا يعقل أبدا أبعد كل هذا الانتظار وهذا العناء ولم تأت ؟؟؟؟ سأل أحد العاملين على القطار أرجوك سيدي هل نزل كل المسافرين ألم يتبق أحد على القطار؟؟ أجابه العامل .لا أظن ذلك سيدي بدأ اليأس يتسلل إليه ,تجمد ما تبقى في عروقه من دماء تيبست قدماه وعلا وجهه الحزن من جديد .رمى بجسده الواهن على أحد المقاعد الحجرية ممسكا برأسه الذي دارت فيه أفكار وأفكار سقطت دمعة من مقلتيه أيعقل أن تفعلها بي ؟ أعرفها جيدا ,هي أصلب مني وأكثر عنادا إنها لا تستسلم بسهولة . مالذي أخرها عني .لقد وعدتني وعدتني بالمجيء .ما إن أكمل كلماته حتى لمح شبحا قادما نحوه يمشي الهوينى بدأ يستوضح ملامحه شيئا فشيئا تحت ضوء الإنارة الخافت .لا يعقل لقد فعلتها فعلتها وأخذ ينط فرحا هنا وهناك ودبّت الحياة فيه من جديد وسرى الدم يتدفق الى جسده. وأسرع إليها مادا ذراعاه لعناق طويل يذيب عنه الجليد المتراكم منذ سنين ويدفئ جسده البارد بدفء حنانها الفياض. بقلم ربيعة الابراهيمي المصدر: ملتقى شذرات
__________________
عاشقة الأدب |
#2
|
||||
|
||||
السلام عليكم
أختي الكريمة ربيعة ما أجمل اللقاء بعد طول انتظار قصة رائعة أشكركِ عليها تقبلي مروري دمتِ بخير
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
[frame="7 10"]
ليت الفراق بذي روح فأقتله = حتى تبيت على الوصال قلوبُ [/frame] جميله وواسعه الخيال عميقة المشاعر راقت لي تحيتي وتقديري دمت كما تحبين
__________________
[frame="7 98"] إحرص على صون القلوب من الأذى = فوصالها بعد التنافر يَعْسُرُ إن القلوبَ إذا تنافرَ وُدُّها .... = ... مثل الزجاجةِ كسرُها لا يُجبَرُ [/frame] |
#4
|
||||
|
||||
اهلاً بالأخت ربيعة شكراً لحضوركِ الكريم بيننا نورت شذرات بقصصك الهادفة كل التقدير لكِ |
#5
|
||||
|
||||
هكذَا هِي الحياةُ
منْ رصيفٍ لآخرٍ منها الجديدُ منها المهترئ ونحنُ كما عهدنا الآخرونَ .. نَفْسُنَا ..نُحبُهم ونحتاجهمْ عاشقة الأدب [ ربيعة ] أهلاً بكِ كبيرة ولا تنتهي احييك وقلمك
__________________
عِشْ كَمَا تُحِبُ وَلَيْسَ كَمَا يُجِبُ الآخَرُونَ ..!! |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
على.رصيف.المحطة |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع على رصيف المحطة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ارتطام كرة قدم بنافذة المحطة الفضائية الدولية بعد 30 عاماً من فقدانها | Eng.Jordan | أخبار منوعة | 1 | 02-12-2017 03:31 PM |
الحكومة تشكل مجلسا لإدارة المحطة النووية برئاسة الفايز | Eng.Jordan | الأردن اليوم | 0 | 11-05-2015 09:38 AM |
مدينة سكنية بدل المحطة النووية | عبدالناصر محمود | شذرات مصرية | 0 | 08-30-2014 07:00 AM |
صورة غزة من المحطة الفضائية الدولية | Eng.Jordan | أخبار منوعة | 0 | 07-27-2014 10:33 AM |
المحطة الفضائية الدولية تنجو من إنفجار كوني! | Eng.Jordan | علوم وتكنولوجيا | 0 | 03-25-2012 11:08 AM |