#1  
قديم 10-19-2012, 11:51 AM
الصورة الرمزية جاسم داود
جاسم داود غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: سوريا
المشاركات: 1,456
سؤال مصارحـة الأذكياء وقبول الأقوياء !



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مصارحـة الأذكياء وقبول الأقوياء !

جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ فقالا له: يا خليفة رسول الله، إن عندنا أرضاً سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة فإن رأيت أن تعطيناها لعلنا نحرثها أو نزرعها ولعل الله أن ينفع بها بعد اليوم.
فقال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ لمن حوله: ما ترون فيما قالا؟
قالوا: إن كانت أرضاً سبخة لا ينتفع بها فنرى أن تقطعها لهما لعل الله أن ينفع بها بعد اليوم، فأقطعها إياهما، وكتب لهما كتاباً وأشهد ـ وعمر بن الخطاب ليس في القوم ـ فانطلقا إلى عمر ـ رضي الله عنه ـ يشهدانه، فوجداه يهيئ بعيراً له، فقالا: "إن أبا بكر يشهدك على ما في هذا الكتاب فنقرأه عليك أو تقرأ؟ قال: أنا على الحال الذي ترياني فإن شئتما فاقرآه أو إن شئتما فانتظرا حتى أفرغ فأقرأ عليكما.
قالا: بل نقرأ، فقرآه فلما سمع ما في الكتاب تناوله من أيديهما ثم تفل فيه فمحاه!
فتذمرا وقالا له مقالة، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألفكما والإسلام يومئذ ذليل، وإن الله ـ عزَّ وجلَّ ـ قد أعز الإسلام، اذهبا فاجهدا جهدكما لا رعى الله عليكما إن رعيتما، قال وأقبلا إلى أبي بكر وهما يتذمران فقالا: والله ما ندري من الخليفة!! أنت أم عمر؟ قال: بل هو لو كان شاء، قال: فجاء عمر وهو مغضب حتى وقف على باب أبي بكر، فقال: أخبرني عن هذه الأرض التي أقطعتها هذين الرجلين أهي لك خاصة أم للمسلمين عامة؟ قال: بل هي للمسلمين عامة، قال: فما حملك على أن تخص بها هذين الرجلين دون جماعة المسلمين؟ قال: استشرت هؤلاء الذين حولي فأشاروا عليَّ بذلك، قال: فإذا استشرت الذي حولك هؤلاء، أفكل المسلمين أوسعتهم مشورة ورضى؟
قال أبو بكر: "قد كنت قلت لك إنك أقوى على هذا مني لكنك غلبتني".

والآن: لنربط هذه القصة لهذين الرجلين العظيمين بقصة أخرى تجمع بينهما أيضاً.

قصة موقف أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وموقفه في بعث أسامة حين أرسلت الأنصار عمر ـ رضي الله عنه ـ إلى أبي بكر ليحبس الجيش أو ليولي عليهم رجلاً أقدم سناً من أسامة، فقال أبو بكر: والله لو علمت أن السباع تجر برجلي إن لم أرده ما رددته، ولا حللت لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال عمر: إن الأنصار أمروني أن أبلغك، وهم يطلبون إليك أن تولّي أمرهم رجلاً أقدم سناً من أسامة، فوثب أبو بكر وكان جالساً وأخذ بلحية عمر، فقال: ثكلتك أمك وعدمتك يا بن الخطاب، استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وتريدني أن أنزعه!
فخرج عمر إلى الناس، فقالوا له: ما صنعت؟ فقال: امضوا ثكلتكم أمهاتكم حسبي ما لقيت بسببكم من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم موقفه في حرب الردة حين جاءه عمر يقول: تألف الناس وارفق بهم فقال أبو بكر: رجوت نصرتك، وجئتني بخذلانك!! أجبار في الجاهلية خوَّار في الإسلام؟ إنه قد انقطع الوحي وتم الدين، أويُنقص وأنا حي!!".
قال عمر ـ رضي الله عنه ـ فما هو والله إلا أن رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال حتى عرفت أنه الحق.


نعم إنها مصارحة الأذكياء.. وقبول الأقوياء.. جعلوا هدفهم الحق والحقيقة فذهبت عنهم حظوظ النفس، ونزعات الهوى، واستعلاء الكبر إلا على الباطل.

فهل نصارح بالحقيقة إذا عرفناها؟ وهل نقبلها إذا كانت مع غيرنا؟
ندعو الله أن نكون كذلك.



دمتم برعاية الرحمن وحفظه

المصدر: ملتقى شذرات

__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مصارحـة, الأذكياء, الأقوياء, وقبول


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع مصارحـة الأذكياء وقبول الأقوياء !
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعاقب الضعفاء وتمتنع عن الأقوياء عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 08-24-2014 07:20 AM
اليهود وعبادة القوة والتحالف مع الأقوياء Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 05-24-2012 08:13 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:09 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59