حكومات أردنية.. توريث من دون نص دستوري بقلم // أيمن فضيلات

أدمن , أردنية , ثورية , بقلم , دستوري , يئن , حكومات , or or , فضيلات

السبيل– بقلم أيمن فضيلات

منذ تأسيس الدولة الأردنية، والأردنيون يشهدون نفس الأسلوب في تشكيل الحكومات المتتابعة التي تَدير وتُسيّر كافة شؤون حياتهم اليومية وترعى مصالحهم الداخلية والخارجية. إلا أن العقد الأخير من تاريخ المملكة شهد عملية تجميل لأسلوب تشكيل الحكومة في الأردن، حيث بات رئيس الوزراء المكلف يبدأ بتشكيل الحكومة بمشاورات أقرب ما تكون صورية أمام الرأي العام، مبتدأً بممثلي الشعب الأردني (مجلس النواب)، والقوى السياسية التي ما زالت تمثل أفكاراً شخصية نخبوية، ويجري مشاوراته معهم حول برنامج الحكومة وفريقه الذي سوف يتعامل معه.


ويلحظ المراقب السياسي لكيفية تشكيل الحكومات في الأردن وخصوصا في العقد الأخير من تاريخ المملكة، أن للسلف من رؤساء وزراء سابقين تأثير ضغط فكري على رؤساء الحكومات التي تم تشكيلها على مدار العشر سنوات الماضية، يجعلهم يعيدون ما قاله سلفهم عن الإصلاح والبناء دون أن يكون هناك اختلاف.


واعتمد نظام الحكم بشكل اساسي على عشائر اردنية في تشكيل الحكومات المتعاقبة، حيث حظيت بنصيب الاسد في هذا الموضوع مدينة الكرك، والتي كان من نصيبها اكثر من خمس رؤساء وزارات في خلال اقل من قرن من الزمن ونالت عائلة المجالي النصيب الاكبر من هذه الحكومات اذ شكلت ٤ من ٥ حكومات.


وتبوأ بعض الشخصيات وترؤسهم الحكومة لاكثر من مرة على سبيل المثال لا الحصر الاستاذ ابراهيم هاشم خمس مرات، توفيق ابو الهدى، اربع مرات، سمير الرفاعي "الجد" ثلاث مرات، وصفي التل ثلاث مرات، زيد الرفاعي وشكل ست حكومات، معروف البخيت حكومتين، وفايز الطراونة حكومتين وغيرهم.


ويتمتع رؤساء الحكومات بامتيازات كبيرة ضمنتها الدولة والنظام الاردني لهم كالامتيازات (سيارات ومرافقين) وراتب تقاعدي كبير ساهم في خلق طبقة من المستفيدين والمتنفذين.


واللافت في الامر ان كل رؤساء الحكومات لم يكن لديهم انتماء حزبي عدا حكومة الاستاذ سليمان النابلسي الذي ينتمي للحزب الوطني الاشتراكي، والتي تعتبر افضل الحكومات الاردنية واكثرها قربا من الشارع والمواطن.


ومنذ تشكيل المملكة الاردنية الهاشمية ليومنا هذا جرى تشكيل واحد وستين حكومة بدأها الاستاذ ابراهيم هاشم حيث شكل اول حكومة اردنية في عهد المملكة حتى حكومة الدكتور عبدالله النسور، وتخللها تشكيل حكومة عسكرية لم تدم سوى بضعة اسابيع برئاسة الجنرال محمد داوود.


ومن الملفت للنظر ان غالبية رؤساء الحكومات في زمن الامارة هم من اصول شامية سواء سورية، او فلسطينية، او لبنانية او اردنية، مما يعني عمق العلاقات التاريخية في بلاد الشام وعدم انفصامها، رغم ما فعلته اتفاقية سايكس بيكو من تقسيم وتجزئة للوطن العربي وبلاد الشام خدمة للمشروع الصهيوني.


وغلب على الحكومات الاردنية الطابع المدني حيث كان غالبية رؤسائها من المدنيين باستثناءات قليلة حيث تم تعيين عدد من العسكريين ٤ على رأس الحكومات الاردنية وهم الجنرال محمد داوود والشريف ناصر بن جميل وحكومة الدكتور معروف البخيت واحمد عبيدات.

المصدر: ملتقى شذرات

التوزير لمن لا يستحق وتوريث المناصب سبب رئيسي لترهل البلاد ،