#1  
قديم 11-30-2017, 07:48 AM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره


✔الركن السادس من أركان الإيمان
✔هو الإيمان بالقضاء والقدر،* ‬ولا* ‬يصح الإيمان إلاّ* ‬بالاعتقاد الجازم به،* ‬فمن أنكر هذا الركن فإنه* ‬يكفر ويخرج من الدين*.‬
*‬والإيمان بالقدر* ‬يعني* ‬الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة سبحانه،* ‬والأصل أن* ‬يؤمن المرء بقضاء الله وقدره، وأن* ‬يمسك لسانه عن الخوض في دقائق القدر لعدم جدوى الخوض فيها،* ‬والأجدى من ذلك التوجه إلى أداء الأفعال المرضية لله تعالى وترك ما لا* ‬يرضيه*. ‬
*‬والإيمان بالقدر ثابت بالقرآن الكريم والسنة النبوية،
☀* ‬ففي* ‬القرآن الكريم،
قال تعالى* «‬مَا كَانَ* ‬عَلَى النّبِيِ* ‬مِنْ* ‬حَرَجٍ* ‬فِيمَا فَرَضَ* ‬ اللّهُ* ‬لَهُ* ‬سُنَةَ* ‬اللّهِ* ‬فِي* ‬الَذِينَ* ‬خَلَوْا مِن قَبْلُ* ‬وَكَانَ* ‬أَمْرُ* ‬اللَهِ* ‬قَدَراً مَقْدُوراً*»، (‬الأحزاب *٨٣‬).
☀وفي* ‬السنة النبوية
قال صلى الله عليه وسلم*: «‬المؤمن القوي* ‬خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي* ‬كل خير،* ‬احرص على ما* ‬ينفعك واستعن بالله ولا تعجز،* ‬فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني* ‬فعلت كذا وكذا،* ‬ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإنَ* ‬لو تفتح عمل الشيطان*» ‬رواه مسلم*.
*‬ويمكن تعريف القدر بأنه ما قدره الله تعالى للمخلوقات قبل خلقها بناء على علمه وإرادته ومشيئته،* ‬ثم كتابته سبحانه كل ما قدره لها في* ‬اللوح المحفوظ لعلمه سبحانه بأنها ستقع في* ‬أوقات معلومة عنده وعلى صفات مخصوصة،* ‬ثم قضى بجريانها في* ‬الواقع حسب ما قدرها بناء على ربط الأسباب بالمسببات،* ‬قال تعالى*: «‬مَا أَصَابَ* ‬مِنْ* ‬مُصِيبَةٍ* ‬فِي* ‬الأَرْضِ* ‬وَلا فِي* ‬أَنْفُسِكُمْ* ‬إِلاَ* ‬فِي* ‬كِتَاب ‬مِنْ* ‬قَبْلِ* ‬أَنْ* ‬نَبْرَأَهَا إِنَ* ‬ذَلِكَ* ‬عَلَى اللَهِ* ‬يَسِير»، (الحديد*: ٢٢). ‬
*‬والإيمان بالقدر هو ثمرة إيمان العبد بوجود الله سبحانه وتعالى وبأنه* ‬يتصف في* ‬أسمائه وصفاته وأفعاله بالجلال والكمال الذي* ‬لا* ‬يعتريه أي* ‬نقصٍ* ‬ بتاتاً*: ‬
☀ ‬الإيمان بعلم الله عز وجل، العلم الأزلي* ‬القديم المحيط بكل شيء؛ وبأنه لا* ‬يعزب عنه مثقال ذرة في* ‬السموات ولا في* ‬الأرض،* ‬قال تعالى*: «‬قُلْ* ‬إِنْ* ‬تُخْفُوا مَا فِي* ‬صُدُورِكُمْ* ‬أَوْ* ‬تُبْدُوهُ* ‬يَعْلَمْهُ* ‬اللَهُ* ‬وَيَعْلَمُ* ‬مَا فِي* ‬السَمَاوَاتِ* ‬وَمَا فِي* ‬الأرْضِ* ‬وَاللَهُ* ‬عَلَى كُلِ* ‬شَيْءٍ* ‬قَدِيرٌ»، (‬آل عمران*: ٩٢‬).
☀الإيمان بأنه سبحانه وتعالى سميع* ‬يحيط سمعه بكل شيء من المسموعات،* ‬وبصير* ‬يحيط بصره بكل شيء من المرئيات،* ‬قال تعالى*: «سُبْحَانَ* ‬الَذِي* ‬أَسْرَى بِعَبْدِهِ* ‬لَيْلاً* ‬مِنَ* ‬الْمَسْجِدِ* ‬الْحَرَامِ* ‬إِلَى الْمَسْجِدِ* ‬الأَقْصَى الَذِي* ‬بَارَكْنَا حَوْلَهُ* ‬لِنُرِيَهُ* ‬مِنْ* ‬آَيَاتِنَا إِنّهُ* ‬هُوَ* ‬السَمِيعُ* ‬الْبَصِيرُ*»، (الإسراء*: ١‬). ‬
*☀ ‬الإيمان بقدرة الله ومشيئته وأنه عز وجل* ‬يفعل ما* ‬يختار وما* ‬يريد،* ‬وبأن كل ما* ‬يجري* ‬في* ‬هذا الكون ‬يجري* ‬بمشيئته سبحانه وتعالى: «‬وَمَا تَشَاءُونَ* ‬إِلا أَنْ* ‬يَشَاءَ* ‬اللّهُ* ‬رَبّ* ‬الْعَالَمِينَ*»، ‬(التكوير*: ٩٢‬).
*‬ولكن، لا* ‬يجوز لأحد أن* ‬يتذرع بقدر الله ومشيئته لتبرير اختياره الكفر على الإيمان أو ارتكابه المعاصي* ‬وتركه الفرائض والطاعات،* ‬قال تعالى*: «‬سَيَقُولُ* ‬الَذِينَ* ‬أَشْرَكُوا لَوْ* ‬شَاءَ* ‬اللّهُ* ‬مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ* ‬شَيْءٍ* ‬كَذَلِكَ* ‬كَذّبَ* ‬الَذِينَ* ‬مِنْ* ‬قَبْلِهِمْ* ‬حَتَى ذَاقُوا بَأسَنَا قُلْ* ‬هَلْ* ‬عِنْدَكُمْ* ‬مِنْ* ‬عِلْمٍ* ‬فَتُخْرِجُوهُ* ‬لَنَا إِنْ* ‬تَتَّبِعُونَ* ‬إِلاَ* ‬الظّنَ* ‬وَإِنْ* ‬أَنْتُمْ* ‬إِلاَ* ‬تَخْرُصُونَ*»، (‬الأنعام: *٨٤١‬).
✔والقدر ثلاثة أنواع*:
☀النوع الاول
لا قدرة للإنسان على رده،* ‬ويدخل في* ‬ذلك نواميس الكون وقوانينه وما* ‬يجري* ‬على العبد من مصائب وابتلاءات، وما* ‬يتعلق بالرزق والأجل والصورة التي* ‬عليها والنسب الذي* ‬ينتمي* ‬إليه والبيئة التي* ‬يعيش فيها،
* ‬قال تعالى*: «‬وَلِكُلِّ* ‬أمَةٍ* ‬أَجَلٌ* ‬فَإِذَا جَاءَ* ‬أَجَلُهُمْ* ‬لا* ‬يَسْتَأخِرُونَ* ‬سَاعَةً* ‬وَلا* ‬يَسْتَقْدِمُونَ*»، (الأعراف: *٤٣‬)،
* ‬وهذا النوع من الأقدار لا حساب عليه، لأنه خارج عن إرادة العبد وقدرته في* ‬دفعه عن نفسه*.‬
☀*‬والنوع الثاني*
‬من القدر لا قدرة للإنسان على إلغائه، ولكن* ‬يمكنه تخفيف حدته وتوجيهه مثل الغريزة والصحبة والبيئة والوراثة:
* ‬فالغريزة مثلاً* ‬لا* ‬يمكن للمرء كبتها أو إلغاؤها من كيانه، ولم* ‬يؤمر بذلك، وإنما أمر بتوجيهها إلى الحلال الذي* ‬أذن الشرع به وحث عليه وكتب عليه الأجر.
‬والبيئة التي* ‬يولد فيها الإنسان وينشأ ويعيش لا* ‬يمكنه اعتزالها بسهولة ولم* ‬يؤمر بذلك،* ‬وإنما أمر بتغييرها والانتقال منها إلى بيئة أكرم وأطهر عند الضرورة،*
‬قال تعالى*: «إِنَ* ‬الَذِينَ* ‬تَوَفّاهُمُ* ‬الْمَلائِكَةُ* ‬ظَالِمِي* ‬أَنفُسِهِمْ* ‬قَالُوا فِيمَ* ‬كُنتُمْ* ‬قَالُوا كُنَا مُسْتَضْعَفِينَ* ‬فِي* ‬الأرْضِ* ‬قَالُوا أَلَمْ* ‬تَكُنْ* ‬أَرْضُ* ‬اللَهِ* ‬وَاسِعَةً* ‬فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأوْلَئِكَ* ‬مَأوَاهُمْ* ‬جَهَنّمُ* ‬وَسَاءَتْ* ‬مَصِيراً»،
(النساء*:٧٩‬).
☀*‬والنوع الثالث
من أنواع القدر فللعبد القدرة على دفعه ورده،* ‬فهي* ‬أقدار متصلة بأعماله الاختيارية التي* ‬يترتب عليها الثواب والعقاب،* ‬لأن العبد هنا* ‬يستطيع أن* ‬يفعلها أو* ‬يتركها،* ‬‬كالصوم والصلاة والبر بالوالدين والجهاد وعصيان أوامر الله وفعل المنكرات وترك الفرائض والعدوان على الحقوق،* ‬ويدخل في* ‬ذلك رد الأقدار بالأقدار،* ‬فالمرض مثلاً* ‬قدر، لكن* ‬يمكننا أن ندفعه عن أنفسنا بقدر التداوي.

منقول
1.gif

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان, بالقضاء, خيره, والقدر, نشره


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرضا بالقضاء والقدر . صابرة الملتقى العام 0 06-05-2015 10:51 AM
مراتب الإيمان بالقضاء والقدر عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 11-17-2014 08:48 AM
هل الدعاء والصدقة ترد القضاء والقدر؟ ذكريات شذرات إسلامية 0 01-21-2014 09:20 PM
آخر ما نشره الشهيد الطيار نائل الخشمان على صفحتى على الفيس بوك Eng.Jordan الأردن اليوم 0 05-16-2013 01:42 PM
حمل بحث حول مسألة القضاء والقدر والفرق مهند دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 01-11-2012 04:35 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59