#1  
قديم 02-03-2013, 08:47 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي طاغية العصر المغولى الثانى تيمورلنك


ط§ظ„ط³ظ„ط·ط§ظ†-طھظٹظ…ظˆط±.jpg

طاغية العصر المغولى الثانى
تيمورلنك


تيمور لنك قائد اوزبكى من القرن الرابع عشر ومؤسس السلالة التيمورية ((1370-1405))فى وسط اسيا واول الحكام فى العائلة التيمورية الحاكمة التى استمرت حتى عام 1506
وتعنى كلمة لنك ((الاعرج)) اما كلمة تيمور فتعنى بالازوبكية “الحديد”
كان تيمورلنك قائد عسكرى بحت تتسم توسعاته بالشراسة و التدمير واراقة الدماء واغتنام مجتمعات باكملهاط§ظ„ط³ظ„ط·ط§ظ†-طھظٹظ…ظˆط±ظ„ظ†ظƒ-200x300.jpg
مولد ونشأه تيمورلنك

ولد تيمورلنك فى عام 8 ابريل 1336م فى احدى قرى مدينة “كش”وهى الان مدينة “شهر سبزاى ” المدينة الخضراء بالفارسية وتقع جنوبى سمرقند فى اوزبكستان
وقد اورد المؤرخ المعاصر له بن عربشاه
انه فى ليلة مولده رؤى كأن شيئا شبيه الخوذة طائراً فى عنان السماء ثم سقط فى الارض فأنبث على الارض وتطاير منه مثل الجمر و الشرر , وتراكم حتى ملأ البدو و الحضر , وقيل لما سقط على الارض كان مملؤاً بالدم الغزير فسألوا عن أحواله الزواجر و القافة المتنبئ و تفحصوا عن تأويل ذلك من الكهنة و أهل العيافة {المتنبئين} فقال بعضهم يكون شرطيا وقال البعض لصاً , وقال الاخر ان يكون قصاباً سفاكاً
أورد المؤرخ بن تغريدي عن تيمورلنك
انه لما خرج من بطن امه وجدت كفاه مملوءتين دماً ,فزجروا أنه يسفك الدماء

و عاش تيمورلنك ايام صباه فى قبيلة “البرلاس”ويقال انه ينتسب الى جنكيز خان من امه فأتقن فنون الحرب الشائعة فى الصحراء من الصيد و الفروسية ورمى السهام حتى غدا فارساَ ماهراَ واعتنق المذهب الشيعى على يد “السيد بركة” و الذى كانت توجهاته لها ابلغ الاثر فى تحركاته فيما بعد
وكان اول ما عرف عن تيمورلنك انه كان لصا ماهرا فقد سرق فى احدى الليالى غنمة وحملها ليهرب فانتبه الراعى وأصابه بسهم فى كتفه ,ثم بأخر فأصاب فخذه وعمل فيه جرح غائر كان السبب في عرجه بعد ذلك واستمر فى السلب و النهب وقطع الطرق وكان قائد مجموعة لصوص مكونة من 40 شخصا . كذلك فقد فى احدى المغامرات إصبعيه السبابة و الوسطى من يده اليمنى .
ولقد وجد تيمور لنفسه وقت لتلقى قليل من التعليم .وقراءة الشعر ,وعندما بلغ تيمور لينك سن السادسة عشر تولى رعاية القبيلة ولقد قام تيمورلنك رداَ لجميل الاب بوضعه فى احد الاديرة ليرعاه المسيحين فى شيخوخته.
وهذا ما أكده الفريق الروسى بقيادة عالم الاثار (( ميخائيل جيرازيموف))فى عام 1941فى انهم وجدوا أدلة على وجود أثنين من الجروح الغائرة فى ساقه اليمنى كذلك إصبع السبابة والوسطى فى عداد المفقودين..كما بعد فحص الهيكل العظمى ككل وجد ان طوله لم يتجاوز 5 أقدام و 8 بوصات كما كان له رأس كبير و جبهة عريضة ..
ومن طرائف الامور ان اثناء قيام الفريق الروسى بفتح مقبرة تيمورلنك وجدوا تهديد منقوش على القبر يحذر كل من تثول له نفسه بفتح القبر
فقد كتب تيمورلينك انه من فتح لى قبرى , سيطلق العنان لقوة غاشمة أكثر فظاعة منى تجتاح أرضه وهذا تهديد لعاجز من عالم الموتى لمن فى عالم الاحياء فحدث بعد يومان فقط أن أجتاح هتلر أرض الاتحاد السوفيتى فى الحرب العالمية الثانية.
وعندما انتهى عالم الاثار جيرازيموف من فحص الجثة ودراستها ودراسة الجمجمة لمعرفة بيانات دقيقة عنه تم دفنها بعد ممارسة كافة الطقوس الاسلامية مرة اخرى فى مقبرته كور الامير عام 1942 وفى اليوم التالى انتصر الاتحاد السوفيتى على جيوش هتلر
طھظ…ط«ط§ظ„-طھظٹظ…ظˆط±ظ„ظ†ظƒ-181x300.jpg
ما قيل فى وصفه تيمور لنك

قد كان تيمورلنك طويل القامة , عظيم الهامة , كبير الجبهة,شديد القوة , ابيض اللون مشربا بحمرة , عريض الاكتاف. غليظ الاصابع ,مستكمل البنية , مسترسل اللحية, أشل اليد , أعرج اليمنى, تتوقد عيناه, جهورى الصوت, لا يهاب الموت.
وكان له عزم ثابت , وفهم دقيق محجاجا جدلا , سريع الادراك, يدرك اللمحة, لا يخفى عنه شيئا, واذا عزم على شيء لا يرد عنه, لئلا ينسب الى قلة الثبات,
وكان يقال لتيمورلنك صاحب قرن الاقليم السبعة , وقهرمان الاء والطين , قاهر الملوك و السلاطين…..
وكان مغرما بسماع التاريخ وقصص الانبياء , وكان يحب اهل العلم و العلماء و يقرب السادة والاشراف ويدنى منه ارباب
الفضائل فى الفنون و الصنائع فى العلوم و الصنائع , ويقدمهم على كل أحد , وكان انبساطه بهيبة ووقار , وكان يباحث أهل العلم وينصف فى بحثه , ويبغض الشعراء و المضحكين , ويعتمد على الاطباء و المنجمين حتى قيل انه كان لا يتحرك الا بأختيار فلكى.
ولقد كان أميا لا يعرف القراءة و لا الكتابة ولا يعرف من اللغة العربية شيء . وانما ملم بالغة الفارسية والتركية و المغلية.
لقد اتصف تيمور لينك بالشجاعة والعبقرية الحربية وكان قبل ان يقرر امر يقوم بجمع المعلومات و ارسال الجواسيس
وكانت من أقواله أن للكون إله واحد فيجب ان يحكم الارض حاكم واحد
طھظٹظ…ظˆط±-ط§ظ„ط§ط¹ط±ط¬-216x300.jpg


المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-03-2013, 08:48 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي

وصول تيمور لنك للحكم

عندما توفى اخر إيلخانات تركستان 1357م قام صاحب مدينة”قشعر” بغزو بلاد ما وراء النهر وجعل ابنه “اياس خواجة قائدا للحملة وارسل معه تيمور وزيرا : ثم حدث خلاف بينهما ففر تيمور وأنضم الى الامير حسين اَخر ايلخانات تاكستان فتقرب إليه ونال عنده منزلة كبيرة حتى صار من الامراء وتزوج من اخت السلطان
ونجحا الاثنان معا فى جمع جيش لمحاربة “اياس” وتمكنا من السيطرة على بلاده كلها ثم ما لبثت ان دب الخلاف بينهما .فقتل زوجته ((اخت السلطان))وانتصر على السلطان بالحيلة والدهاء فى معركة “ضاغلفا”فقد كان طاغلفا موقع ضيق يسير فيه الراكب ساعة ومحاط بجبال وعرة وظنت قوات حسين انهم حاصروا تيمورلنك فيه ولكنه تركهم وسلك طريق اخر فسار فى طريق أكثر وعورة لم يظن احد انه سيسلكه فظنوا انه انسحب لذلك شرعوا فى تحميل اثقالهم على ان تيمور قد انهزم وماكان من تيمور الا ان ترك خيوله ترعى فى مروج قريبة من معسكر السلطان حسين وتظاهرأنهم جنود السلطان وناموا فى معسكر السلطان وعندما تكامل اعداد عسكر تيمور قام و امتطى خيولهم وأخذ يعمل السيف فى رقابهم فأنهزم السلطان بمن معه ولقد هرب الى بلخ والتى حاصره فيها تيمور حتى استسلمت لهوما كان من تيمور الا ان قتله 771هجريا….
ودخل سمرقند فى 14 ابريل 1370م واعلن نفسه حاكما عليها وزعم انه من نسل جغتاى بن جنكيز خان وحاز على لقب “جوركان”او “كوركان” بمعنى صهر الملوك وانه يريد إعادة مجد دولة المغول وكون مجلس شورى من كبار الامراء و العلماء


توسعات تيمور لنك

بد أ تيمورلنك بوضع استيراتيجية تهدف الى انشاء امبراطورية مغولية كبرى على غرار جنكيز خان ولم يتورع عن سفك الدماء.ومن اجل تحقيق ذلك امتد نشاطه كما سنرى من نهر الفولجا فى روسيا حتى دمشق فى الشام ومن ازمير فى اسيا الصغرى حتى نهر الجانج فى الهند.
فقد نظم تيمور لنك جيشا ضخما معظمه من المغول وبدأ يتطلع الى بسط نفوذه فأتـجه الى خوارزم وغزاها ابع مرات بين عامى((1372-1379))ونجح فى المرة الاخيرة من الاستيلاء عليها وضمها الى بلاده بعد ان اصابها الخراب و التدمير من جراء الهجوم ثم امتد للاستيلاء على صحراء القفجاق كذلك نجح ابنه البالغ من عمره اربعة عشرة عاما من فتح اقليم خراسان أناب ابنه”ميرنشاه” كله ومن ثم استمر سيل جيوش تيمورلنك العارمة تجرف كل الامارات التى تقف امامها حتى اخضع كل ما وراء النهر
ولا توجد مدينة على ظهر البرية وطئتها جيوش تيمورلنك والا وسفكت فيها دماء أهلها لتروى أرضها ومن جرائمه التى لا تغتفر له…
ومن الادلة على جرائمه تلك ما حدث فى أقليم خراسان عندما هاجم تيمور لنك مدينة سبزوار في خراسان و قد استمات اهلها في الدفاع عن مدينتهم و لكن في نهاية الامر استولى تيمور على المدينة و امر برفع الراية السوداء و معناها الامر بالقتل العام الذي استمر حتى الغروب ثم امر بعد القتلى من اهل المدينة فكانوا 90 الف قتيل عندئذ اجبر تيمور الباقين على قيد الحياة من اهالي المدينة بفصل روؤس القتلى عن اجسادهم و امر المعمارين و المهندسين في جيشه بأن يبنوا برجين من هذه

الروؤس و قد قام هؤلاء بتنفيذ امره بحيث كانوا يستعملون الروؤس كالآجر مستعملين الملاط في ذلك و تكون سيماء كل وجه الى الخارج بحيث ان الناظر يرى برجين من الوجوه و جعلوا في كل برج درجاً لكي يضيئوا مصباحاً عليه ليلا و عندما اكملوا البناء وضع تيمور لوحة امام كل برج كتب عليها بآمر تيمور بني هذا البرج من روؤس اهالي سبزوار ولم يكتفي تيمور بهذا فأمر بدفن 2000 رجل من الاسرى و هم احياء ثم امر بتسوية المدينة بالأرض لكي لا تتجرأ المدن الاخرى على مقاومته و قد توغل تيمور بعد ذلك في ايران حتى وصل الى اصفهان و قد قام اهلها بمقاومته ببسالة ذكرها المؤرخون في كتبهم و استعصت المدينة على تيمور لنك لعدة اشهر لضخامة اسوارها و لكنه تمكن في النهاية من الدخول اليها و قد قاومه اهلها من شارع الى شارع و من منزل الى منزل و قتلوا عدداً كبيراً من جنوده فامر تيمور لنك بتهديم المنازل و ان يقتلوا كل موجود حي في المدينه و ان لا يرحموا أحدا فى طريقهم ولقد ضرب تيمور بأفعاله تلك مثلا الأكبر الجرائم الانسانية و يروي المؤرخون ان جنوده كانوا يبقرون بطون الناس و يستخرجون احشائهم فلا يجدون فيها الا القليل من الاعشاب و ورق الاشجار الذي اصبح قوت الناس بعد ان اكلوا كل شئ من الخيول و البغال و القطط و الفئران و قام تيمور بهدم مسجد المدينة و قتل من فيه و يروى ان احد الشيوخ قام بجمع الاطفال و جعلهم على طريقتيمور لكي يستميل قلبه و يرحم بالبقية الباقية من اهالي المدينة و لكن المجرم بدلا من ان يفعل ذلك قام هو و جنوده بدهس هؤلاء الاطفال الابرياء تحت حوافر خيولهم و قتلهم جميعاً ثم امر تيمور جنوده بأن لا يتوقفوا عن القتل حتى يجمعوا 70000 رأس فاخذ الجنود يقطعون روؤس الرجال حتى لم يبق رجل في المدينة ليقطعوا رأسه فأخذوا يقطعون روؤس النساء و الاطفال حتى جمعوا العدد المطلوب فأمر تيمور ببناء 24 منارة من هذه الروؤس تركها خلفه لكي تكون عبرة لكل من يجرأ على مقاومته ؛ في طريقه الى الهند وحين استسلمت له (أصفهان) فى 1387 ارتضت بقاء حامية من التتار بها، فلما غادر “تيمورلنك” المدينة قام السكان بالثورة على الحامية وذبحوا رجالها حيث نجح الثوار فى الفتك بـ 3000 مقاتل من رجاله. وما أسرع ما جاء رد تيمورلنك العنيف حيث عاد “تيمورلنك” بجيشه وإنقض على المدينة وأمر كل فرد فى جيشه أن يأتيه برأس واحد من الفرس. وقيل أنه قد بلغ مجموع من بطش بهم من الثوار سبعين ألفاً (70000) من رءوس الأصفهانيين علقت على أسوار المدينة أو أقيمت منها أبراج تزين الشوارع . فلما سكن روع “تيمورلنك” وهدأت نفسه خفض الضرائب التى كانت المدينة تدفعها لحاكمها، بعد ان قل سكانها وساءت احوالها ولم تعد قادرة على دفع المبالغ القديمة، ودفعت سائر مدن (فارس) الفدية وهم صاغرين…..
تيمور لنك و غزو موسكو

بعد ان دانت كل تلك ل تيمور لنك البلاد قصد ايران فى اغسطس 1392م لإخماد الثورات بها ثم ارسل رسالة الى “”شاه شجاع بن محمد بن مظفر اليزدى”" وعراق العجم يدعوه للطاعة وان يحمل اليه المال , ومن جملة كتابه ))أن الله سلطنى على ظلمة الحكام وعلى الجائرين من من ملوك الانام ورفعنى على من ناوأنى , ونصرنى على من خالفنى ومن عادانى , وقد رأيت و سمعت , فإن أجبت و اطعت فبها و نعمت والا فاعلم أن فى قدومى ثلاثة أشياء: القتل و السبى و الخراب وأثم كل ذلك عليك)) وعندما كان “تيمورلنك” فى جنوبى (فارس) جاءته الأنباء بأن “طقطميش” خان القبيلة الذهبية التترية، إنتهز فرصة غيابه ليغزو بلاد ما وراء النهر الواقعة تحت سلطة تيمورلنك، بل وحتى تجرأ على سلب ونهب المدينة الجميلة (بخارى)، فسار “تيمورلنك” ألف ميل إلى الشمال، ورد “طقطميش” إلى (الفولجا). وسار جنوباً وغرباً وأغار على (العراق) و(جورجيا) و(أرمينية)، وهو يذبح فى طريقه كل السادة, واستولى فى 1393 على بغداد بناء على طلب سكانها الذين لم يعودوا يحتملون ظـُلم سلطانهم “أحمد بن أويس”. ولما رأى تدهور العاصمة أمر معاونيه بإعادة بنائها، وفى نفس الوقت أضاف إلى حريمه نخبة من البغداديات، وأضاف إلى حاشيته واحداً من أشهر الموسيقيين، ولجأ السلطان “أحمد” إلى “بايزيد الأول” سلطان العثمانيين فى بروسة. وطلب “تيمورلنك” تسليم السلطان “أحمد”، فرد “بايزيد” بأن هذا أمر يخدش تقاليد الضيافة عند الأتراك.
وكان من الممكن أن يتقدم تيمور لنك إلى بروسه ، لولا أن “طقطميش” عاود غزو بلاد ما وراء النهر، فاكتسح التترى المهتاج جنوبى (روسيا)، وبينما كان “طقطميش” مختبئاً فى البرية، اجتاح مدينتى القبيلة الذهبية: (سراى واستراخان. ولما لم يجد “تيمورلنك” أية مقاومة، تقدم بجيشه غرباً من (الفولجا) إلى ثم الدون، وربما كان من خطته أن يضم روسيا) كلها إلى مملكته وبدأها بإخضاع جرجان و”مازيدان”وخرب ديار بكر و ارمينية الكرج(جورجيا) . وأقام الروس فى البلاد الصلوات فى حرارة وحمية، وحملت “عذراء فلاديمير” إلى موسكو، بين صفوف الضارعين الراكعين وهم يصيحون: “يا أم الاله، خلصى (روسيا)”. وساعد فقر السهوب على إنقاذ الروس، إذ عندما وجد “تيمورلنك” أنه لا غنى فى هذه السهول والغابات ولا شئ فيها يمكن سلبه ويستحق الفتوحات والتضحيات بحياة جنوده، فأرتد إلى (الدون) وقاد جنوده المنهوكين الجياع إلى (سمرقند) وتسمى هذه الحروب ((حروب السنين الخمس)) وكان يريد مهاجمة بلاد الشام ولكنه سمع بخروج الملك المملوكى الظاهر برقوق بجيشاً ضخماً الى بلاد الشام
رسول احد الدول الاوربية لتيمور

علاقه تيمورلنك بالدولة المملوكية و الخلافة العباسية

لقد تعرضت بلاد الشام والعراق على يد المغول بقيادة هولاكو لابشع الحوادث من القتل و التنكيل واحراق المدن و سفك الدماء ولم تسلم من بطش تيمورلنك فقد ذاقت مرارة جيوشه الغادرة وضحت بأبنائها و شيوخها و علمائها ليقف سيل تلك الجيوش
فقد بدأ غزوات تيمور لنك على مشارف بلاد العراق بالهجوم على شيراز فلقيه شاه منصور في ألفي فارس لا غير ، وشاه منصور هذا هو أفرس من قاتل تيمور من الملوك بلا مدافعة ! فإنه برز إليه في ألفي فارس وعساكر تيمور نحو المائة ألف ! وعند ما برز له شاه منصور فرَّ من عسكره أمير يقال له محمد بن أمين الدين إلى تيمور بأكثر العساكر ، فبقي شاه منصور في أقل من ألف فارس فقاتل بهم تيمور يومه إلى الليل ، ثم مضى كل من الفريقين إلى معسكره ، فركب شاه منصور في الليل وبيت التمرية ، فقتل منهم نحو العشرة الآف فارس ، ثم انتخب شاه منصور من فرسانه خمسمائة فارس فأصبح وقاتل بهم من الغد وقصد بهم تيمور لنك حتى أزاله عن موقفه ، وهرب تيمور لينك واختفى بين حرمه فأحاط بهم التمرية مع كثرة عددهم وهو يقاتلهم حتى كلت يداه وقتلت أبطاله ، فانفرد عن أصحابه وألقى نفسه بين القتلى! فعرفه بعض التمرية فقتله وأتى برأسه إلى تيمور ، فقتل تيمور قاتله أسفاً عليه !

واستولى تيمور أيضاً على جميع ممالك العجم بأسرها.. ثم أخذ تيمور في الإستيلاء على مملكة بعد مملكة حتى ملك العراقين وهرب منه السلطان أحمد بن أويس ، وأخرب غالب العراق مثل بغداد والبصرة والكوفة وأعمالهم ، ثم ملك غالب أقاليم ديار بكر ، وأخرب بها أيضاً عدة بلاد خرجت جيوش تيمورلنك من خراسان فقصد تيمورلنك بغداد في جيش كثيف سنة791 ، فملكها ففي أعلام النبلاء قال ابن إياس في سنة795: حضر إلى حلب قاصد نائب الرحبة وأخبر بأن القان أحمد بن أويس صاحب بغداد قد وصل إلى الرحبة ، وهو هارب من تيمورلنك وقد احتاط على غالب بلاده وملكها ،
وكان سبب أخذ تيمورلنك بلاد القان أحمد بن أويس أن تيمورلنك أرسل إلى القان أحمد كتاباً يترفق له فيه ويقول له: أنا ما جئتك محارباً وإنما جئتك خاطباً ، أتزوج بأختك وأزوجك بنتي ففرح القان بذلك وظن أن هذا صحيح فكان كما قيل في المعنى:
لا تركننَّ إلى الخريف فماؤه * * * مُسْتَوْخمٌ وهواؤه خطاف
يمشي مع الأيام مشيَ صديقها * * * ومن الصديق على الصديق يُخاف

وكان القان أحمد استعد لقتال تيمورلنك وجمع له العساكر ، فلما أتى قاصد تيمورلنك بهذا الخبر ثنى عزمه عن القتال واستعاد من العسكر الذين قد جمعهم ما أعطاهم من آلة للقتال وصرف همته عن القتال ، فلم يشعر إلا وقد دهمته عساكر تيمورلنك من كل مكان فضاق بهم رحب الفضاء ، فخرج إليهم القان أحمد بمن بقي من العساكر فبينما القان يقع مع عسكر تيمورلنك ، إذ فتح أهل بغداد بقية أبواب المدينة وقد خافوا على أنفسهم مما جرى عليهم من هولاكو أيام الخليفة المستعصم بالله فلما رأى تيمورلنك أبواب المدينة مفتحة دخل إلى المدينة وملكها ، ولم يجد من يرده عنها ! فلما بلغ القان أحمد ذلك ما أمكنه إلا الهرب فأتى إلى جسر هناك فعدى من فوقه ثم قطعه ! فلما بلغ ذلك عسكر تيمورلنك تبعوا القان أحمد وخاضوا خلفه الماء فهرب منهم فتبعوه مسيرة ثلاثة أيام ، فلما حصلت له هذه الكسرة قصد التوجه إلى الديار المصرية ، ثم حضر قاصد نائب حلب وأخبر بأن القان أحمد بن أويس قد وصل إلى حلب ، فلما تحقق السلطان برقوق صحة هذا الخبر جمع الأمراء واستشارهم فيما يكون من أمر القان أحمد فوقع الاتفاق على أن السلطان يرسل إليه الإقامات ويلاقيه ، فعند ذلك عيَّن السلطان الأمير أزمرد الساقي وصحبته الإقامات وما يحتاج إليه القان أحمد من مال وقماش وغير ذلك ، فخرج الأمير أزمرد على جياد الخيل . ثم عقب ذلك حضر إلى الأبواب الشريفة قاصد بايزيد بن عثمان ملك الروم مراد بك على يده تقادم عظيمة للسلطان ، وكان سبب مجيء قاصد ابن عثمان بايزيد أنه أرسل يخبر السلطان بأمر تيمورلنك ويحذره الغفلة في أمره .
قال ابن خلدون في أوائل الجزء الخامس من تاريخه
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-03-2013, 08:49 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي

لما استولى تيمورلنك على بغداد وانهزم منه صاحبها القان أحمد بن أويس ، وصل أحمد إلى الرحبة من تخوم الشام فأراح بها وطالع نائبها السلطان بأمره ، فسرح بعض خواصه لتلقيه بالنفقات والأزواد ، وليستقدمه فقدم به إلى حلب وأراح بها ، وطرقه مرض أبطأ به عن مصر وجاءت الإخبار بأن تيمورلنك عاث في مخلفه واستصفى ذخائره ، ثم قدم أحمد بن أويس على السلطان بمصر في شهر ربيع سنة796 مستصرخاً به على طلب ملكه والإنتقام من عدوه ، .
ولقد سعى احمد بن اويس كسب رضاء تيمور بأرسال الهدايا الثمينة واعتذر عن عدم الحضور بنفسه ولكن هذا لم يصرف تيمور عنه فقد اصر على الدعاء له فى خطبة الجمعة و سك العملة باسمه وبالفعل استجاب احمد بن اويس له ولكن كل هذا لم يجدى معه فقد استغل تيمور كره الناس لأحمد ابن اويس “وهاجم ” واسط”و “البصرة”و بغداد”التى انزل بها اشد ويلات العذاب و”الكوفة” وقد ارسل تيمورلنك وفد مكون من تسعة مبعوثين محملين بالفرو و الصوف و المخمل و رسالة يطلب منه عقد معاهدة صداقة بين الجانبين و تسهيل التجارة وتسليم السلطان الجلائرى ,فماكان من السلطان المملوكى الا الرفض وانه لن يفرط فى السلطان الجلائرى او عن اقل مملوك من مماليك السلطان وأخذ يستعد للحرب كما تم قتل رسل تيمورلنك عند الرحبة ومما زاد من غضب تيمور قيام السلطان المملوكى بالقبض على سبعة جواسيس لتيمورلنك جاءوا فى هيئة تجار واعاجم فقد ارسل رسالة تهديد ووعيد للسلطان المملوكى فحواها ((قل اللهم فاطر السموات و الارض عالم الغيب و الشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون , إعلمو انا جند الله مخلوقون من سخطه , ومسلطون على من حل عليه غضبه , لا نرق لشاكى , ولا نرحم عبرة باكى, قد نزع الله الرحمة من قلوبنا , فالويل كل الويل لمن لم يمتثل لامرنا ولم يكن من حزبنا وجهتنا, قد خربنا البلاد , وايتمنا الاولاد , واظهرنا فى الارض الفساد, وأذلت لنا أعزتها , و ملكنا بالشوكة أزمتها , فأن خيل ذلك على السامع و استشكل , وقالإن عليه فيه مشكل , فقل له إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها ازلاء , وذلك لكثرة عددنا و شدة بأسنا , فخيولنا سوابق , ورماحنا خوارق , وأسنتنا بوارق, وسيوفنا صواعق وقلوبنا كالجبال و جيوشنا كعدد الرمال , ونحن أبطال و أقيال , وملكنا لا يرام , وجارنا لا يضام , وعدتنا ببذل السؤدد مقام, فمن سالمنا سلم , ومن حاربنا ندم , ومن تكلم فينا بما لا يعلم جهل ,,فأنتم فأن أطعتم أمرنا و قبلتم شرطنا فلكم ما لنا و عليكم ما علينا , وان أنتم خالفتم, وعلى بغيكم تماديتم , فلاتلوموا الا انفسكم ,الحصون منا مع تشييدها لا تنفع , ودعائكم علينا لا يستجاب و لا يسمع , وكيف يسمع الله دعاءكم وقد أكلتم الحرام , ورضعتم جميع الاثام , وأخذتم أموال الايتام , وقبلتم الرشوة من الحكام وأعددتم لدخول النار وبئس المصير,ولما فعلتم أوردتم أنفسكم موارد المهالك , وقد قتلتم العلماء , وأغضبتم رب الارض و السماء , و أرقتم دم الا شراف , فأبشروا بالمذلة والهوان , يأهل البغى و العدوان , وقد غلب عندكم انا كفرة , وثبت عندنا والله أنكم الكفرة الفجرة , وقد سلطنا عليكم الاله الذى له الامور مقدرة, و الاحكام مدبرة , فعزيزكم عندنا ذليل , وكثيركم عندنا قليل , لانا ملكنا الارض شرقا و غربا , وأخذنا منها كل سفينة غصبا , وقد أوضحنا لكم الخطاب فأسرعوا رد الجواب قبل ان ينكشف الغطاء , وتضرم الحرب نارها , وتضع أوزارها , وتصير كل عين عليكم باكية , وينادى منادى الفراق (( فهل ترى لهم من باقية )) ويسمعكم صارخ الفناء بعد ان يهزكم هزا ((هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا)) ,وقد أنصفناكم ان راسلناكم فلا تقتلو المرسلين كما فعلتم بالاولين , فتخالفوا على عادتكم سنن الماضين و تعصوا رب العالمين , فما على الرسول الا البلاغ المبين فقد أوضحنا لكم الكلام فأسرعوا برد الجواب والسلام)) فما كان من الاخير الا ان بادله الرساله بأشد لهجة و اقوى تعبيرا فقد ورد بها ((قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك لمن وتنزع الملك ممن تشاء.وتعز من تشاء وتذل من تشاء . وتذل من تشاء . بيدك الخير)) وقد حصل الوقوف على ألفاظكم الكفرية , ونزعاتكم الشيطانية , وكتابكم مخبرنا عن الحضرة الجنابية , وسيرة الكفر الملاكية , وقولكم : انكم مخلوقون من سخطه ومسلطون على من حل عليه غضب الله , وانكم لا ترقون لشاكى , ولا ترحمون عبرة باكى , وقد نزع الله الرحمة من قلوبكم
, فذاك من أكبر عيوبكم , وهذه من صفات الشياطين لا من صفات السلاطين , ويكفيكم بهذه الشهادة الكافية وبما وصفتم به انفسكم ناهية)) وهناك رسالة أخرى اوردها بعض المؤرخين أرسلها السلطان برقوق لتيمورلنك وهى أشد ………………. واستعد كلاهما للقتال بالرغم من الازمة المالية التى كانت تعانيها مصر وخرج السلطان برقوق واحمد ابن اويس ووصلوا بالجيش لدمشق فى 1394م ثم لحلب وفى تلك الظروف عرض السلطان بايزيد العثمانى و طقتمش التحالف مع السلطان المملوكى لانهم جميعا مهددون بالخطر من توسعاته وانتهز المماليك ذلك فعبرت فرقة من المماليك نهر الفرات ليلا وألحقت بمقدمة جيش تيمورلنك الهزيمة فى ذلك الوقت جاءت اخبار لتيمور لنك بمهاجمة “طقتمش”بلاد القفجاق فما كان منه الا الرحيل ولكنه على اصرار بالهجوم على بلاد الشام كلها المرة القادمة .اما السلطان برقوق فقد عين “احمد بن اويس”نائبا له على بغداد وامتد نفوذ المماليك حتى الفرات.
فتح تيمور لنك للهند


كان تيمور لنك قد بلغ الستين من العمر ولكنه لم يركن لحياة البذخ والراحة والتمتع بالقصور فما ان سمع بموت فيروز شاه حاكم الهند والذى لم يكن هناك من يخلفه فى الحكم فاستغل ذلك وهاجم البلاد متذرعا بان هناك من يضطهد مسلمى الهند وينصرون الهندوس عليهم فأنقض بجيشه الجرار وانزل هزيمة ساحقة بقوات “محمود تغلق”واستولى على دلهى عاصمة دولة اَل تغلق ومن عظمة ما حل بها من التخريب انها لم تنهض الابعد قرن ونصف وعاد الى بلاده محملا بكل ماهو غالى ونفيس ومعه سبعون فيلا محملة بالرخام و الاحجار اللازمة لبناء مسجداَ له فى سمرقند بعد ان عاث فسادا فى الارض.
وقد وصف المؤرخ ابن تغريردى حمله تيمور لنك للهند فى المنهل الصافى فقال
((سار من سمرقند في ذي الحجة سنة ثمانمائة إلى مولتان وحاصر ملكها سارنك خان ستة أشهر وكان في عسكر سارنك خان ثمانمائة فيل حتى ملكها ، ثم سار تيمور إلى مدينة دلي وهي تخت الملك فخرج لقتاله صاحبها ملو المذكور وبين يديه عساكره ومعهم الفيلة ، وقد جعل على كل فيل برجاً فيه عدة من المقاتلة ، وقد ألبست تلك الفيلة العدد والبركستوانات وعلق عليها من الأجراس والقلاقل ما يهول صوته ليجفل بذلك خيول الجغتاي ، وشدوا في خراطيمها عدة من السيوف المرهفة ، وسارت عساكر الهند من وراء الفيلة لتنفر هذه الفيلة خيول التمرية بما عليها ، فكادهم تيمور وحسب حسابهم بأن عمل آلافاً من الشوكات الحديد مثلثة الأطراف ونثرها في مجالات الفيلة وجعل على خمسمائة جمل أحمال قصب محشوة بالفتائل المغموسة بالدهن، وقدمها أمام عسكره، فلما تراءى الجمعان وزحف الفريقان للحرب أضرم تيمور في تلك الأحمال النار وساقها على الفيلة فركضت تلك الأباعر من شدة حرارة النار، ثم نخسها سواقوها من خلف هذا، وقد كمن تيمور كميناً من عسكره ثم زحف بعساكره قليلاً قليلاً وقت ***** ، فعندما تناوش القوم للقتال لوى تيمور رأس فرسه راجعاً يوهم القوم أنه قد انهزم منهم ، ويكفُّ عن طريق الفيلة كأن خيوله قد جفلت منها ، وقصد المواضع التي نثر فيها تلك الشوكات الحديد التي صنعها ، فمشت حيلته على الهنود ومشوا بالفيلة وهم يسوقونها خلفه أشد السوق ، حتى داست على تلك الشوكات الحديد ، فلما وطئتها نكصت على أعقابها ! ثم التفَّ تيمور بعساكره عليها بتلك الجمال وقد عظم لهيبها على ظهورها وتطاير شررها في تلك الآفاق وشنع زعاقها من شدة النخس في أدبارها ، فلما رأت الفيلة ذلك جفلت وكرت راجعة على العسكر الهندي ، فأحست بخشونة الشوكات التي طرحها تيمور في طريقها فبركت وصارت في الطريق كالجبال مطروحة على الأرض ، لا تستطيع الحركة وسالت أنهار من دمائها ! فخرج عند ذلك الكمين من عسكر تيمور من جنبي عسكر الهنود ثم حطم تيمور بمن معه ، فتراجعت الهنود وتراموا بالسهام ، ثم إنهم تضايقوا ، وتقاتلوا بالرماح ، ثم بالسيوف والأطبار ، وصبر كل من الفريقين زماناً طويلاً إلى أن كانت الكسرة على الهنود بعد ما قتل أعيانهم وأبطالهم وانهزم باقيهم ، بعد أن ملوا من القتال ! فركب تيمور أقفيتهم حتى نزل على مدينة دلي وحصرها مدة حتى أخذها من جوانبها بعد مدة عُنوة ، واستولى على تخت ملكها واستصفى ذخائرها ، وفعلت عساكره فيها على عادتهم القبيحة من الأسر والسبي والقتل والنهب والتخريب.
حملة السنين السبع

اقرا المزيد عن تيمورلينك و حملة السنوات السبع

اضغط هنا
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-03-2013, 08:50 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي


معركة انقرة وأسر السلطان العثمانى

.

لم تشبع هذه الانتصارات طموح تيمور لينك البالغ عنان السماء بفتح البلاد ولا عشقه لسفك الدماء . فأنطلق تيمور لنك (804ه-1402م) الى اسيا الصغرى واصطدم بالجيش العثمانى.
وذكر محمد فريد في تاريخ الدولة العثمانية العلية ان تيمور لنك اغار بجيوشه الجرارة على بلاد آسيا الصغرى وافتتح مدينة سيواس بأرمينيا وأخذ ابن السلطان بايزيد المدعو أرطغرل أسيراً وقطع رأسه ! ثم كتب إلى أبي يزيد بن عثمان صاحب الروم أن يخرج السلطان أحمد بن أويس وقرا يوسف من ممالك الروم وإلا قصده وأنزل به ما نزل بغيره ! فرد أبو يزيد جوابه بلفظ خشن إلى الغاية ، فسار تيمور إلى نحوه فجمع أبو يزيد بن عثمان عساكره من المسلمين والنصارى وطوائف التتر ، فلما تكامل جيشه سار لحربه فأرسل تيمور قبل وصوله إلى التتار الذين مع أبي يزيد بن عثمان يقول لهم: نحن جنس واحد وهؤلاء تركمان ندفعهم من بيننا ويكون لكم الروم عوضهم ! فانخدعوا له وواعدوه أنهم عند اللقاء يكونون معه .
وسار أبو يزيد بن عثمان بعساكره على أنه يلقى تيمور خارج سيواس ويرده عن عبور أرض الروم ، فسلك تيمور غير الطريق ومشى في أرض غير مسلوكة ودخل بلاد ابن عثمان ونزل بأرض مخصبة وسيعة ! فلم يشعر ابن عثمان إلا وقد نهبت بلاده فقامت قيامته وكرَّ راجعاً لذلك جمع السلطان بايزيد جيوشه وسار لمحاربة تيمور الأعرج فتقابل الجيشان في سهل أنقره ، واستمرت الحرب من قبل شروق الشمس إلى بعد غروبها وأظهر السلطان خلالها من الشجاعة ما بهر العقول وأدهش الأذهان ، ولكن ضعف جيشه بفرار فرق آيدين ومنتشا وصاروخان وكرميان وانضمامها إلى جيوش تيمور لوجود أولاد أمرائهم الأصليين في معسكر التتار ، ولم يبق مع السلطان إلا عشرة آلاف إنكشاري وعساكر الصرب فحارب معهم طول النهار حتى سقط أسيراً في أيدي تيمور لنك هو وابنه موسى ، وهرب أولاده سليمان ومحمد وعيسى ولم يوقف لابنه الخامس مصطفى على أثر ، وكان ذلك في19 ذي الحجة سنة804 -20يوليو سنة1402 م . فعامل تيمورلنك أسيره بايزيد بالحسنى وأكرم مثواه لكنه شدد في المراقبة عليه نوعاً بعد أن شرع في الهروب ثلاث مرات وضبط ، ويقال إنه سجنه في قفص من الحديد حتى مات في15 شعبان سنة805-10 مارس سنة1403م. وعمره44 سنة ، ومدة حكمه 13سنة … واستقل في هذه الفترة كل من البلغار والصرب والفلاخ ، ولم يبق تابعاً للراية العثمانية إلا قليل من البلدان ! ومما زاد الخطر على هذه الدولة الإسلامية عدم اتفاق أولاد بايزيد على تنصيب أحدهم بل كان كل منهم يدعي الأحقية لنفسه ، فأقام سليمان في مدينة أدرنه حيث ولاه الجنود سلطاناً ، ولأجل أن يستظهر على إخوته عقد محالفة مع ملك الروم إيمانويل الثاني وتنازل له عن مدينة سلانيك وسواحل البحر الأسود ، لينجده على إخوته الباقين ، ولزيادة الوثوق منه تزوج إحدى قريبات


محاولة تيمورلنك أرضاء العالم الاسلامى

واصل تيمور لنك سيره بعد هزيمة بايزيد فى اتجاه أوربا زاحفاً على الأناضول فى عام 1402 واستولى على بروسه وأحرقها، وحمل معه من المدينة المكتبة البيزنطية والأبواب الفضية. وتقدم نحو البحر المتوسط، ثم دك أسوار أزمير وخلصها من قبضة فرسان (رودس) (فرسان القديس يوحنا) ، استخدم تيمورلنك حملاته الناجحة ضد اوروبا المسيحية من اجل إعادة تحسين صورته أمام الرأي العام الاسلامي الذى أتهمه بأنه وجه ضربة شديدة إلى الإسلام بقضائه على الدولة العثمانية وحاول تيمورلنك بقتاله لفرسان القديس يوحنا أن يضفى على معارك نهب الأناضول طابع الجهاد الديني.
وقدمت مدينة جنوه التى كانت لا تزال تحتفظ (بخيوس) و(فوشيا) و(ميتلين) خضوعها للمغول ودفعت الجزية. وأفرج سلطان مصر عن رسول ملك التتار، وانخرط فى الزمرة الممتازة، زمرة التابعين الخاضعين لسلطان تيمور. وعاد “تيمورلنك” أدراجه الى (سمرقند)، وهو أقوى حكام عصره، حيث امتد ملكه من أواسط آسيا إلى النيل ومن (البسفور) إلى (الهند). وبعث إليه “هنرى الرابع” ملك إنجلترا بالتهنئة، كما أوفدت إليه فرنسا أسقفاً يحمل الهدايا. وأرفد إليه هنرى الثالث ملك قشتالة بعثة شهيرة برياسة روى جونزاليز كلافيجو .
الذى ذكر قيام تيمور بهدم الكنائس والاديرة للنساطرة والارمينية فى الاناضول.
ولكن حقيقة الامر فى هجومه على ((البندقية-وجنوة)) هو قيامهم مساعدة الاتراك الفارين من معركة أنقرة فقد ارسلوا لهم سفن لنقلهم بعيدا عن تيمورلنك وكانت من اسباب مساعدة تلك المدينتان انهم ادركوا مدى خطورة توسعات تيمور عليهم وسيطرته على البحر المتوسط والاسود .
كذلك قيام تيمورلنك بمنح أمتيازات تجارية منحها لشارل السادس الفرنسى .كما دمرت قوات تيمورلنك المستعمرة البندقية فى مدينة تانا على بحر أزوف والتى كانت من ضمن خططه لتدمير المراكز التجارية لمغول القبيلة الذهبيةفى منطقة البحر الاسود.كذلك قيامهم بتوقيع معاهدة تجارية مع الاتراك و البيزنطين الامر الذى زاد من عداء تيمورلهم والسعى لتقويض نفوذهم…..
كذلك اثرت تلك المعركة على ايطاليا التى كانت تفضل التعامل مع العثمانيون بالرغم من تهديدهم للقسطنطنية على التعامل مع هذا التترى الهمجى الذى لا يحترم عهد ولا ايمان له…
نهاية الطاغية تيمورلنك

استعد تيمورلنك للاستيلاء على الصين(807ه-1402) ولقد كان حلم تيمورلنك ان يتفوق على الامبراطورية التى أنشأها الاسكندر الاكبر لذلك سعى للسيطرة على الصين والرغم من الامبراطور ((هوانج وو — 1368-1398))الذى لم يكن مهتم بالسياسة الخارجية أو بتوسعات تيمورلنك وأغارته على الاقاليم المجاورة بسبب انشغاله بالثورات الداخلية وكل الذى تمكن من فعله هو انه سمح لجنرالاته بالقيام بحملات دفاعية ضد المغول و أعوانهم الهدف منها حماية حدود الامبراطورية ولقد قام بأرسال رسالة لتيمورلنك للاعتراف بحكمه .
فما كان من تيمور إلا وان امر سجن رسول الامبراطور .
وقام بالتخطيط لغزو الصين للسيطرة على الطريق التجارى وروافد اقليم يوان ولقد أرسل إليها اميره الله داد حتى ليكت عن صفاتها وعندما عرف أحوالها قرر غزوها وجهز إليها جماعة من رؤؤس دولته وهم :بردبك, وتغربردى , ومعدات الناصى , وامرهم أن يمضوا إلى الى داد الله بمدينة أشبارة , وان يبنوا بها قلة تسمى ((باش خمرة))بموضع على مسافة عشرة ايام من اشبارة ويكونون على أهبة الاستعداد وانتظار اوامره.
. ولقد توفى الامبراطور عام 1398م سادت الصين فى تلك الفترة حرب اهلية بين احفاد الامبراطور المتوفى حتى تمكن ابن الامبراطور ((يونج لو—-1402-1424)) من السيطرة على مقاليد الحكم
والذى أقلقه مجاورة حدود دولته مع دولة تيمورلنك ولاسيما مع وجود ضعف فى الامبراطورية وقوة عند عدوه والذى ادرك ان هذا ما سيستغله تيمورلنك لمحاربته لذلك سعى للاهتمام بتقوية الصين وارسل رسالة لتيمورلنك مثلما فعل ابيه لازعاج تيمورلنك وسعى يونج لو لأنهاء سياسة العزلة الخارجية التى فرضها الاباطرة السابقين علي الصين ولتهديد تيمورلنك قام بتكوين أسطول بحرى قوى ليظهر مدى استعداد وقوة الصين .
كل هذا دفع تيمورلنك للسعى للسيطرة على الصين قبل زيادة قوتها وحتى لا تشكل خطر عليه فيما بعد كذلك لتحقيق حلمه فى التفوق على امبراطورية الاسكندر .
و بالرغم من تحذيرات المحيطين به بسبب شدة برودة الجو الا انه اصر على السيطرة عليها.وعانى جيشه قسوة البرد و الثلج
فقد أمتلأت أذانهم و عيونهم و انوفهم بالثلج الى ان كادت ارواحهم تزهق ثم اشتدت تلك الرياح وملأ الثلج جميع الاراضى التى مروا من عليها فهلكت دوابهم
وكما يذكر المؤرخ ابن عربشاه فانه أصيب ببرد قارص فى جسمه وحاول الاطباء اسعافه واحضرو له دواء فما كان من الدواء الا زيادة الداء مع ان تيمور كان في مأمن من البرد و لكنه احس ببروده كالصقيع داخل جسمه فامر بأن يمزجوا له الاشربة المدفئة و الادويه المنشطه و لكنها لم تنفعه بشئ و قبع في فراشه لا بسأال و لا يعلم بأمور جيشه و دولته ثم جمع الاطباء و اخبرهم بعلته فقاموا هؤلاء و في اشد ايام الشتاء بروده بوضع الثلج على بطنه و خاصرته و على هذه الحال و لثلاثة ايام كان يتقيأ دماً من فمه و كان يتلوى من الالم و يطلب المساعده من جميع من حوله و لكن هيهات ان ينقذه احد من مصيره الاسود و جاء النداء ايتها النفس الخبيثه هيا الى نار جهنم لتحشري مع بقية الارواح المجرمة و القذرة و ياليتك كنت معي حينها لتراه كالبعير المعقور يتلوى و يديه تمسك برقبته و وجه ينضح دماً و لعناته تضج الى السماء.
ّ وقال بن تغري بردى فى المنهل الصافى :وخرج تيمور لنك من سمرقند في شهر رجب أي من هذه السنة قاصداً بلاد الصين وقد اشتد البرد ، حتى نزل على سيحون وهو جامد فعبره ومر سائراً ، واشتد عليه وعلى من معه الرياح والثلج وهلكت دوابهم وتساقط الناس هلكى ، ومع ذلك فلا يرقُّ لأحد ولا يبالي بما نزل بالناس ، بل يجد في السير ! فلما وصل إلى مدينة أنزار أمر أن يستقطر له الخمر حتى يستعمله بأدوية حارة وأفاويه ، لدفع البرد وتقوية الحرارة ، وشرع يتناوله ولا يسأل عن إخبار عسكره وما هم فيه ، إلى أن أثرت حرارة ذلك في كبده وأمعائه فالتهب مزاجه حتى ضعف بدنه وهو يتجلد ، ويسير السير السريع وأطباؤه يعالجونه بتدبير مزاجه ، إلى أن صاروا يضعون الثلج على بطنه لعظم ما به من التلهب وهو مطروح مدة ثلاثة أيام ، فتلفت كبده وصار يضطرب ولونه يحمر إلى أن هلك في يوم الأربعاء تاسع عشر شعبان ، وهو نازل بضواحي أنزار ولم يكن معه من أولاده سوى حفيده خليل بن أميران شاه بن تيمور ، فملك خزائن جده وتسلطن وعاد إلى سمرقند برمة جده إلى أن دفنه على حفيده محمد سلطان بمدرسته ، وعلق بقبته قناديل الذهب من جملتها قنديل زنته عشرة أرطال دمشقية ، وتقصد تربته بالنذور للتبرك من البلاد البعيدة ، لا تقبل الله ممن يفعل ذلك ! وإذا مرَّ على هذه المدرسة أمير أو جليل خضع ونزل عن فرسه إجلالاً لقبره ، لما له في صدورهم من الهيبة ! وتوفي عن نيف وثمانين سنة ، وخلف من الأولاد أميارن شاه والقان معين الدين شاه رُخّ صاحب هراة ، وبنتاً يقال لها سلطان بخت ، وعدة أحفاد انتهى باختصار

.
الناحية العلمية فى عهد تيمور لنك

فقد أهتم تيمور بالعلم والعلماء بالرغم من انشغاله بغزواته على البلاد وسفك دماء العباد إلآ انه أعطى للعلم مكانة عظيمة فى حاضرته من أنشاء المدارس ومحبا للمنح الدراسية ورعايته للادب التركى و الفارسى كذلك كان عاشقاً للتاريخ فقد كان يقرأه اثناء تناوله لوجات الطعام , كذلك حفلت بملوكٍ عظام .. أشهرهم ابنه: الإمبراطور العلامة الفذ «أولغ بك» صاحب الموسوعة الفلكية «الزيج السلطاني»، والذي جمل هذه المدينة بقصره المسمى «جهل ستون»، وأنشأ مدرسة كبيرة لتعليم الرياضيات والفلك، وقام بالعديد من الإنجازات العلمية التي أعطت المدينة شهرة علمية، فاستطاع أن يصل إلى بعض الحسابات الفلكية التي تمكنه من معرفة كسوف الشمس، كما أمر بإنشاء مرصده الفلكي المشهور، الذي يأخذ مبناه شكلاً دائرياً بارتفاع 48 متراً، وبذلك أصبحت المدينة قبلة الناس وياقوتة العلم. وكان أولونج نفسه أحد رجال الفلك بالشرق الأوسط خلال العصور الوسطي وله مؤلف ضخم باسم الجداول الفلكية الجديدة وتشير الدراسات الأثرية إلي أن مرصد أولونج بك كان مقاما علي ثلاثة طوابق كما كان اسطواني الشكل.
كذلك اسس واحد من ذريته (بابور)السلالة المغولية فى الهند عام 1562 وهو بطل ملحمة { تيمور العظيم} لكريستوفر مارلو
تيمورلنك فى رؤية المؤرخين

ولقد صورت بعض المصادر العربية و الفارسية شخصية تيمور لنك على نحو مخيف فهو بالغ القسوة يعشق إسالة الدماء وإقامة المذابح ولكنها اغفلت جانبا اخر من شخصية تيمور لنك فقد كان رجلا واسع المعرفة ,يتحدث بلغات متعددة يحب الاطباء و الفلكيين و القضاة , جمع الصناع المهرة من كل انحاء الدنيا فى عاصمته “سمرقند” لتشيد حضارة عظيمة فى بلاده .ولربما اراد ان تكون عاصمته رمز الحضارة والفن لذلك سعى لأحراق وتدمير اى مدينة عريقة تطأها قدمه .
ولقد اقام مقبرة تعد اية فى الجمال و الروعة ومثالا لسمات العمارة فى العصر التيمورى
وبالإضافة إلى شغفه بالعلوم والفنون , شارك بالتأليف والكتابة
فوضع مجموعة من القوانين التى اطلق عليها اسم ” التزوكيات” وكتب سيرته الذاتية بالغة الجغتائية التى ازدهرت اَدابها فى عصره وعصر خلفائه.
ويعد تيمور لنك عند الشعوب التركستانية و عند الازوبك بطلا قوميا , ورمزا للشجاعة والعدل و مراعاة المبادئ الاسلامية
فقد كان يحب مجالسة العلماء والفقهاء وحصل “تيمورلنك” من الثقافة على ما يمكن أن يحتمله رجل عمل، فقرأ التاريخ؛ وجمع الفن والفنانين، وصادق الشعراء والعلماء، واستطاع عند الاقتضاء أن يتحلى بأجمل العادات. واستوى غروره مع قدرته، مما لم يتفوق فيه أحد عليه فى زمانه. وقدر “تيمورلنك” على العكس من قيصر، أن القسوة جزء ضرورى من الاستراتيجية، ولكنه، إذا صدقنا ضحاياه، غالباً ما يبدو آثماً متهماً بالقسوة لمجرد الانتقام. فإنه حتى فى إدارته المدنية كان يسرف فى الحكم بالإعدام، حتى على محافظ اتبع سياسة الظلم فى المدينة، أو على جزار تقاضى للحم ثمناً أكثر مما ينبغى . إنه نفذ سياسة القسوة والعنف بوصفها ضرورية لحكم شعب لم يألف القانون بعد. وبرر مذابحه على أنها وسيلة لإرغام القبائل المخالفة للقانون والنظام على اتباع النظام ومتطلبات الأمن فى دولة موحدة قوية. ولكنه مثل سائر الغزاة والفاتحين أحب القوة لذاتها، وأحب الغنائم والأسلاب من أجل العظمة التى يمكن أن تغطى الغنائم تكاليفها

وقيل فى وصفه وعشقه لمجادلة العلماء الاتى

قال صاحب (الضوء اللامع): كان تيمورلنك يسلك الجد مع القريب والبعيد، ولا يحب المزاح ويحب الشطرنج وله فيها يد طولى ومهارة زائدة وزاد فيها جملا وبغلا، وجعل رقعته عشرة في أحد عشر بحيث لم يكن يلاعبه فيه الا أفرا.
وكان ذا رأي صائب ومكائد في الحروب عجيبة، وفراسة قل أن تخطيء، عارفا بالتواريخ لإدمانه على سماعها، ولا يخلو مجلسه عن قراءة شيء منها سفرا وحضرا، مغري بمن له معرفة بصناعة، أميا لا يحسن الكتابة، حاذقا باللغات الفارسية والتركية والمغلية خاصة، ويعتمد قواعد جنكيز خان ويجعلها

وذكر بن العماد فى شذرات الذهب 4/65 الاتى :
كان تيمور لنك مغرى بقتل المسلمين وغزوهم وترك الكفار(غير صحيح بل كان شره عاماَ) وكان شيخاً طوالاً شكلاً مهولاً طويل اللحية حسن الوجه بطلاً شجاعاً جباراً ظلوماً غشوماً سفاكاً للدماء مقداماً على ذلك ، وكان أعرج سُلَّت رجله في أوائل أمره ، وكان يصلي عن قيام ، وكان جهوري الصوت يسلك الجد مع القريب والبعيد ولا يحب المزاح .وكان يقرِّب العلماء والصلحاء والشجعان والأشراف وينزلهم منازلهم ، ولكن من خالف أمره أدنى مخالفة استباح دمه ! وكانت هيبته لا تدانى بهذا السببب ، وما أخرب البلاد إلا بذلك ! وكان من أطاعه في أول وهلة أمن ، ومن خالفه أدنى مخالفة وهن ! وكان له فكر صائب ومكايد في الحرب وفراسة قلَّ أن تخطئ ، وكان عارفاً بالتواريخ لإدمانه على سماعها ، لا يخلو مجلسه عن قراءة شئ منها سفراً ولا حضراً . وكان مغرى بمن له صناعةٌ ما إذا كان حاذقاً فيها . وكان أمياً لايحسن الكتابة ، وكان حاذقاً باللغة الفارسية والتركية والمغلية خاصة . وكان يقدم قواعد جنكز خان ويجعلها أصلاً ، ولذلك أفتى جمع جم بكفره مع أن شعائر الإسلام في بلاده ظاهرة ! وكان له جواسيس في جميع البلاد التي ملكها والتي لم يملكها ، وكانوا ينهون إليه الحوادث الكائنة على جليتها ويكاتبونه بجميع ما يروم ، فلا يتوجه إلى جهة إلا وهو على بصيرة من أمرها ! وبلغ من دهائه أنه كان إذا قصد جهة جمع أكابر الدولة وتشاوروا إلى أن يقع الرأي على التوجه في الوقت الفلاني إلى الجهة الفلانية ، فيكاتب جواسيس تلك الجهات فيأخذ أهل تلك الجهة المذكورة حِذْرَها ويأنس غيرها ، فإذا ضرب بالنفير وأصبحوا سائرين ذات الشمال عرج بهم ذات اليمين ، فلا يصل الخبر الثاني إلا ودَهَمَ الجهة التي يريد وأهلها غافلون !
ومن عجائب امور تيمورلنك انه كان مهتم هل المتوفى من جنده شهيد ام اهل البلاد المفتوحة لذلك كان يسأل العلماء عن ذلك مثلما حدث عند فتحه لحلب ما ذكره المؤرخ ابن عربشاه

وفي يوم رابع عشر شهر ربيع الأول أخذ القلعة (قلعة حلب) بالأمان والأيمان التي ليس معها إيمان ، وفي ثاني يوم صعد تيمورلنك إليها ، وآخر نهار طلب تيمورلنك علماءها وقضاتها فحضرنا إليه فأوقفنا ساعة ثم أمر بجلوسنا ، وطلب من معه من أهل العلم فقال لأمير عنده ، وهو المولى عبد الجبار بن العلامة نعمان الدين الحنفي والده من العلماء المشهورين بسمرقند: قل لهم إني سائلهم عن مسألة سألت عنها علماء سمرقند وبخارى وهراة وسائر البلاد التي افتتحتها فلم يفصحوا عن جواب ، فلا تكونوا مثلهم ولا يجاوبني إلا أعلمكم وأفضلكم ، وليعرف ما يتكلم فإني خالطت العلماء ولي بهم اختصاص وألفة ، ولي في العلم طلب قديم ، وكان يبلغنا عنه أنه يتعنت العلماء في الأسئلة ، ويجعل ذلك سبباً لقتلهم أو تعذيبهم ! فقال القاضي شرف الدين موسى الأنصاري الشافعي عني: هذا شيخنا ومدرس هذه البلاد ومفتيها سلوه وبالله المستعان ، فقال لي عبد الجبار: سلطاننا يقول إنه بالأمس قتل منا ومنكم؟ فمن الشهيد قتيلنا أم قتيلكم؟ فوجم الجميع وقلنا في أنفسنا هذا الذي بلغنا عنه من التعنت ، وسكت القوم ففتح الله عليَّ بجواب سريع بديع وقلت: هذا سؤال سئل عنه سيدنا رسول الله(ص)وأجاب عنه وأنا مجيب بما أجاب به سيدنا رسول الله. قال لي صاحبي القاضي شرف الدين موسى الأنصاري بعد أن انقضت الحادثة: والله العظيم لما قلت هذا السؤال سئل عنه رسول الله وأجاب عنه وأنا محدث زماني ! قلت: هذا عالمنا قد اختل عقله وهو معذور ، فإن هذا السؤال لا يمكن الجواب عنه في هذا المقام ، ووقع في نفس عبد الجبار مثل ذلك ، وألقى تيمورلنك إليَّ سمعه وبصره وقال لعبد الجبار يسخر من كلامي: كيف سئل رسول الله عن هذا وكيف أجاب؟ قلت: جاء أعرابي إلى رسول الله وقال يا رسول الله إن الرجل يقاتل حميةً ويقاتل شجاعةً ويقاتل ليرى مكانه ، فأينا في سبيل الله؟ فقال رسول الله(ص): من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو الشهيد ، فقال تيمورلنك خوب خوب . وقال عبد الجبار: ما أحسن ما قلت ! وانفتح باب المؤانسة وقال إني رجل نصف آدمي وقد أخذت بلاد كذا وكذا وعدد سائر ممالك العجم والعراق والهند وسائر بلاد التتار ، فقلت: إجعل شكر هذه النعمة عفوك عن هذه الأمة ولا تقتل أحداً ، فقال: والله إني لا أقتل أحداً قصداً وإنما أنتم قتلتم أنفسكم في الأبواب ، والله لا أقتل أحد منكم وأنتم آمنون على أنفسكم وأموالكم ! وفي اليوم الثاني غدر بكل من في القلعة وأخذ جميع ما كان فيها من الأموال والأقمشة والأمتعة ما لا يحصى ! أخبرني بعض كتابه أنه لم يكن أخذ من مدينة قط ما أخذ من هذه القلعة وعوقب غالب المسلمين بأنواع من العقوبة وحبسوا بالقلعة ما بين مقيد ومزنجر ومسجون ومرسم عليه ! ونزل تمرلنك من القلعة وأقام بدار النيابة وصنع وليمة على زي المغل ، ووقف سائر الملوك والنواب في خدمته ، وأدار عليهم كؤوس الخمر ، والمسلمون في عقاب وعذاب وسبي وقتل وأسر وجوامعهم ومدارسهم وبيوتهم في هدم وحرق وتخريب ونبش ، إلى آخر شهر ربيع الأول !
كذلك اجتمع تيمور لنك مع ابن خالدون اثناء حصاره لدمشق وقد اورد اعجابه بتيمور لنك وتقديره للعلماء
.
وذكر بعض العلماء أن ابن خلدون لما أقبل على تيمورلنك قال له (ابن خلدون) : دعني أقبل يدك ! فقال(تيمور): ولمَ ؟ فقال له: لأنها مفاتيح الأقاليم ! يشير إلى أنه فتح خمسة أقاليم ، وأصابع يده خمسة ، فلكل أصبع إقليم ! وهذا أيضاً من دهاء ابن خلدون…. ثم قال لتيمورلنك: إني ألفت كتاباً في تاريخ العالم . ثم قال له تيمورلنك: كيف ساغ لك أن تذكرني فيه وتذكر بختنضر مع أننا خربنا العالم؟! فقال له ابن خلدون: أفعالكما العظيمة ألحقتكما بالذكر مع ذوي المراتب الجسيمة . أو نحو هذا من العبارات فأعجبه ذلك بعد هذا يخبرنا ابن خلدون كيف أنه إذ سرى هذا الود بينه وبين تيمورلنك، قرر أن يفاتحه بشيء فقال «أيدك الله لي اليوم ثلاثة وأربعون سنة أتمنى لقاءك. فقال لي الترجمان عبد الجبار، وما سبب ذلك؟ قلت أمرين الأول أنك سلطان العالم وملك الدنيا وما اعتقد انه ظهر الخليقة لهذا العهد ملك مثلك، ولست ممن يقول في الأمور بانجراف.
فإني من أهل العلم وأبين ذلك فأقول «إن الملك إنما يكون بالعصبية وعلى كثرتها يكون الملك وقدره. واتفق أهل العلم من قبل ومن بعد أن أكثر أمم البشر فرقتان: العرب والترك. وانتم تعلمون ملك العرب كيف كان لما اجتمعوا في دينهم على بنيهم. وأما الترك ففي مزاحمتهم لملوك الفرس وانتزاع ملكهم خراسان من أيديهم شاهد من الملك.
ولا يساويهم في عصبتيهم احد من ملوك الأرض من كسرى أو قيصر أو الإسكندر أو بختنصر. أما كسرى فكبير الفرس ومليكهم، وأين الفرس من الترك؟ وأما القيصر والإسكندر فملوك الروم وأين الروم من الترك؟ وأما بختنصر فكبير أهل بابل والنبط. وأين هؤلاء من الترك وهذا برهان ظاهر على ما ادعيته في هذا الملك.
وأما الأمر الثاني الذي حملني على تمني لقائه، فهو ما كنت اسمعه من الحدثان بالمغرب والأولياء وهو ما كان ابن خلدون سرده حول تنبؤ المغاربة بولادة تيمورلنك ووصوله إلى الحكم وهيمنته على ديار الإسلام. فقال لي «وأراك قد ذكرت بختنصر مع كسرى وقيصر والإسكندر ولم يكن في عدادهم، لأنهم ملوك أكابر وبختنصر قائد من قواد الفرس».
وهنا يشرح ابن خلدون لتيمورلنك مكانة بختنصر. وفيما هم في ذلك الحوار يأتي خبر فتح المغول لدمشق. فحمل تيمورلنك نحو المدينة بعد أن حرمنا من حضرته. ولما بلغ بالقرب منها نزل في تربة منجك عند باب الجابية، فجلس هناك ودخل إليه القضاة وأعيان البلاد ودخلت في جملتهم فأشار إليهم بالانصراف وإلى شاه ملك نائبه أن يخلع عليهم في وظائفهم.
وأشار إليّ بالجلوس، فجلست بين يديه، ثم استدعى أمراء دولته القائمين على أمر البناء فأحضروا عرفاء البنيان المهندسين وتناظروا في أذهاب الماء الدائر في حفير القلعة لعلهم يعثرون بالصناعة على منفذه، فتناظروا طويلاً ثم انصرفوا. ثم انصرفت إلى بيتي داخل المدينة بعد أن استأذنته في ذلك، فأذن فيه.
وأقمت في كسر البيت واشتغلت بما طلب مني في وصف بلاد المغرب ما كتبته في أيام قليلة ورفعته إليه فأخذه من يدي وأمر موقعه بترجمته إلى لسان المغول ثم استمر في حصار القلعة. ونصب عليها الآلات من المجانيق والنفوط والعدادات والنقب، فنصبوا لأيام قليلة ستين منجنيقاً إلى ما يشاكلها من الآلات الحربية الأخرى.
حتى ضاق الحصار بأهل القلعة وتهدم بناؤها من كل جهة.. فما لبثوا أن طلبوا الأمان فأمنهم السلطان تمر ثم ضرب القلعة وطمس معالمها وصادر أهل البلد على قناطر من المال استولى عليها بعد أن أخذ جميع ما خلفه صاحب مصر هناك.
هذا بعض ما ذكر عن هذا الطاغية تيمورلنك وهو يعد قطرة من فيض سيرته التى كانت وبال ألم بالعالم الاسلامى وكان له أثر فى أضعاف الامة وتأخير فتح القسطنطينية .
ضريح تيمورلنك فى سمرقند


المصادر والمراجع التى تم الاعتماد عليها
1. شهاب الدين احمد (ابن عربشاه):عجائب المقدور فى أخبار تيمور , دمشق, 2008
2. ابن تغر بردى : المنهل الصافى و المستوفى بعد الوافى
3. الخطيب الجوهرى على بن داود الصيرفى :تحقيق حسن حبشى , نزهة النفوس و الابدان فى تواريخ الزمان , ج 1 , الدقى , 1969
4. القاضى محمد بن على الشوكانى : البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع , لبنان , ج 1 , 1998
5. شهاب الدين أبى الفلاح عبد الحى بن احمد لابن العماد : شذرات الذهبفى أخبار من ذهب , ج 8 , بيروت, الطبعة الاولى , 1992
6. عبد الرحمن بن خلدون :ديوان المبتدأ والخبر فى تاريخ العرب والبربر ,ج 5 , الطبعة الاولى , 2000
7. حسن الامين : مستدركات اعيان الشيعة , بيروت , المجلد الرابع, 1992
8. عادل اسماعيل محمد هلال:العلاقات بين المغول و أوربا وأثرها على العالم الاسلامى ,الزقازيق , الطبعة الاولى , 1997
9. عصام الدين عبد الرؤوف الفقى: بلاد الهند فى العصر الاسلامى منذ الفجر الاسلام حتى الغزو التيمورى , القاهرة , 1980
10. أحمد عبد الكريم سليمان , تيمورلنك ودولة المماليك الجراكسة مع ترجمة مقال الكاتب اللاتينى دى ميجنانللى عن حياة تيمورلنك , القاهرة , الطبعة الاولى , 1985
11. محمد أحمد مجمد : الغزو التيمورى لبلاد الشام و اّثاره (803-1400/1401م), دار الهداية للطباعة و النشر , 1999
12. محمد فريد بك المحامى :تاريخ الدولة العثمانية العلية ,بنان , الطبعة الاولى, 1981
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المغولي, الثاني, العصر, تيمورلنك, طاغية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع طاغية العصر المغولى الثانى تيمورلنك
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وفاة طاغية أوزبكستان عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 09-03-2016 06:40 AM
دعم طاغية الشام ؟! عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 01-29-2016 08:14 AM
نهاية طاغية عبدالناصر محمود الصور والتصاميم 1 04-20-2013 10:38 PM
الزحف المغولي على العالم الإسلامي يقيني بالله يقيني شذرات إسلامية 0 02-16-2012 06:19 PM
أثر الصحراء في نشأة الشعر العربي وتطوره حتى نهاية العصر العباسي الثاني Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 01-28-2012 02:00 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:30 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59