#1  
قديم 11-10-2012, 06:44 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي مستقبل الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية


الشمسية العربية السعودية 15-05-19-side_items0.jpg

لا يختلف إثنان في أن النفط الذي حبا الله به بلادنا، يمثل أهم ثرواتها المادية، وأهم مصادر الطاقة العالمية، وفي حين أن النفط مهما طال الزمان معرَّض للنضوب، فإن المملكة تمتلك مصدراً للطاقة متجدداً، لا ينضب، وهو الطاقة الشمسية. حيث تقع المملكة العربية السعودية من شمالها لجنوبها في منطقة جغرافية غنية بالطاقة الشمسية، وتقع بالكامل ضمن منطقة تُسمى بالحزام الشمسي، وهي من أغنى المناطق في العالم بالإشعاعات الشمسية التي يمكن تسخيرها كمصدر مستدام لإنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة، بدون أي أضرار بيئية أو مشكلات صحية، المهندس حاتم محمد سعيد قانديه، من كلية الهندسة، بجامعة الملك عبد العزيز، يتناول في هذا المقال تقنيات استخدام الخلايا الكهروضوئية، لتحويل ضوء الشمس إلى كهرباء، والاتجاه العالمي للتحول للطاقة النظيفة (الشمسية)، وجهود المملكة في تطوير تطبيقات الطاقة الشمسية.
الشمس.. مصدر للكهرباء
تعتمد الطاقة المتجددة على تجدد المصادر والموارد الطبيعية مثل الشمس، والرياح والمد، والجزر، والحرارة الجوفية، والكتلة الحيوية التي يمكن استخدامها لإنتاج الكهرباء.
وقد قسّم الله - سبحانه وتعالى - موارد الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم، فكل منطقة لديها بعض مصادر الطاقة المتجددة، والشمس إحدى أهم هذه الموارد، حيث إن الأرض تستقبل طاقة هائلة من الشمس تُقدَّر بحوالي 108×1.2 جيجاواط، وهناك العديد من التطبيقات للطاقة الشمسية، التي لا تقتصر على تسخين الأطعمة والطبخ، وتجفيف بعض المحاصيل الزراعية مثل التمور، بل يمكن استخدامها في معالجة وتحلية المياه، وتشغيل إشارات المرور، وإنارة الشوارع، وتشغيل أنظمة الاتصالات، والأهم من ذلك أنه يمكن تحويل الإشعاع الشمسي إلى طاقة كهربائية أيضاً باستخدام اثنتين من التقنيات وهما:
  • 
التحويل المباشر، عن طريق تحويل ضوء الشمس إلى تيار كهربائي باستخدام الخلايا الكهروضوئية المصنوعة من مادة أشباه الموصلات.
  • 
تحويل الإشعاع الشمسي إلى حرارة ومن ثّم إلى طاقة كهربائية.
    وسيقتصر حديثنا في هذا المقال على النوع الأول من التقنيات، وهو استخدام الخلايا الكهروضوئية «Photovoltaic cells» لتحويل ضوء الشمس إلى كهرباء يتم استخدامها مباشرة من قبل المستهلكين.
طاقة صديقة للبيئة
من المزايا العظيمة للطاقة الشمسية أنه لا ينشأ عنها غاز ثاني أكسيد الكربون، أو الغازات الضارة الأخرى التي تنتج عند توليد الكهرباء، وكذلك لا تساعد على زيادة الاحتباس الحراري على سطح الكرة الأرضية كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفوري في محطات التوليد وخصوصاً القديمة منها، كما أنها لا تؤثر سلباً على البشرية مثلما ينتج من نفايات نووية عند استخدام محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء. علاوة على ذلك، اتفق معظم رؤساء دول العالم في مؤتمر «كيوتو» الذي عُقد في اليابان سنة 1997م على الحد من إنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون في السنوات المقبلة، من أجل تجنب التهديدات الرئيسة لتغير المناخ بسبب التلوث البيئي والذي تسهم فيه عمليات توليد الطاقة الكهربائية بشكل كبير، نظراً لانبعاثات الغازات الضارة مثل أكاسيد النيتروجين، وأكاسيد الكبريت وأكاسيد الكربون ودخل ذلك ضمن حيِّز التنفيذ منذ العام 2005م.
ويمكن ملاحظة العلاقة الطردية بين كمية انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في المملكة العربية السعودية وإنتاج الكهرباء بمحطات التوليد التقليدية، والتي تم نشرها بإدارة معلومات الطاقة العالمي EIA «كما في الشكل أدناه»، وعند تحليل هذا المنحنى نجد أن الاعتماد في المستقبل على الطاقة التقليدية فقط سيزيد من مستوى انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي الإسهام بشكل أكبر في ظاهرة الاحتباس الحراري، ونظراً لأهمية نظافة البيئة وصحة الإنسان فقد أجريت الكثير من الدراسات والأبحاث في السنوات الأخيرة على مستوى العالم للاستفادة القصوى من الطاقة الشمسية والتخلص التدريجي من الطاقة التقليدية ومشكلاتها البيئية.
مصادر بديلة للكهرباء
يؤدي اتساع الرقعة العمرانية والتجارية والنمو السكاني في المملكة العربية السعودية إلى ارتفاع الأحمال الكهربائية، التي تتطلب قدرة توليد مناسبة وكافية لتغطية هذه الأحمال.
ومن المعروف جيداً أن توليد الكهرباء باستخدام الوقود الإحفوري هو واحد من أهم الأسباب الرئيسة لتلوث البيئة
وتأثيرها على صحة الإنسان، وبالتالي فإن رفع قدرة التوليد باستخدام الوقود الإحفوري، وزيادة الاعتماد عليه سيكون له أثر سلبي على البيئة والصحة. وعليه فإنه من الضروري إيجاد وسيلة بديلة لدعم التوليد التقليدي المتاح حالياً في المملكة للمحافظة على البيئة وصحة الإنسان وتوافر الطاقة الكهربائية اللازمة لنمو وازدهار الوطن.

الحزام الشمسي
تتمتع المملكة العربية السعودية بموقع جغرافي استراتيجي، حيث تقع ضمن ما يسمى بالحزام الشمسي، الذي ينحصر بين خطي عرض 40 درجة شمالاً و40 درجة جنوباً، «كما يتضح من خريطة العالم أدناه»، ويقدَّر متوسط طاقة أشعة الشمس الساقطة على أراضي المملكة بحوالي 2200 ك.و.س/م2 «ك.و.س. كيلو واط ساعة» كما يتضح ذلك في خريطة المملكة أدناه إذ تبلغ متوسط مدة وفرة الإشعاع الشمسي على المملكة بمقدار 8.89 ساعة/يوم.
وتمتد حدود المملكة لتشمل نطاقات واسعة من الأراضي الصحراوية الخالية من العمران والسكان، وتتميز غالباً بسماء صافية على مدار السنة، مما يجعلها من أكبر منتجي الطاقة الشمسية باستخدام الخلايا الكهروضوئية، وتُعد المنطقة الجنوب غربية والمنطقة الوسطى، من أغنى المناطق في المملكة بالإشعاع الشمسي والخالية من الكثبان الرملية والرمال المتحركة الموجودة في صحارى النفوذ والدهناء والربع الخالي التي لا تصلح لإنشاء محطات الطاقة الشمسية.
ويُعد الموقع الجغرافي والعوامل الجوية من الأمور المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تصميم المحطات الشمسية. ومن أبرز المشكلات التي تواجه الباحثين في مجالات الطاقة الشمسية هي وجود الغبار وتأثيره على كفاءة الخلايا الكهروضوئية، التي تتطلب التنظيف بشكل مستمر.
من ضوء إلى كهرباء
ألواح الخلايا الكهروضوئية هي الأداة التي تُحوِّل ضوء الشمس مباشرة إلى كهرباء بتيار مستمر. ويميزها عمرها الطويل، وأنها تتطلب الحد الأدنى من ال*****، وبأنها تولِّد الكهرباء دون انبعاثات للغازات السامة. وقد تم اكتشاف الأثر الكهروضوئي في العام 1839م من قبل العالم الفرنسي «ادمون بيكريل»، وبقيت كذلك في إطار التجارب بالمختبر حتى تم إنتاج أول خلية من السيليكون للطاقة الشمسية في عام 1954م بمختبرات «بيل» في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتتكوَّن الخلايا الكهروضوئية من طبقتين من مواد أشباه الموصلات علوية وسفلية. الطبقة السفلية ذات شحنة موجبة، والعلوية المواجهة للشمس بشحنة سالبة. فعندما يدخل ضوء الشمس للخلية الكهروضوئية يتم حث ذرات أشباه الموصلات مما يجعل الإلكترونات الحرة تتحرَّك من الطبقة العلوية إلى السفلية منتجة التيار الكهربائي. وتُعد مادة السيليكون إحدى مواد أشباه الموصلات والأكثر شيوعاً في تصنيع الخلايا الكهروضوئية، ويتم استخلاص هذا العنصر من الرمال الغنية بها البلاد العربية. ويتضح من الشكل أعلاه الخطوات المطلوبة لإنتاج الخلايا الكهروضوئية.
وهناك نوعان رئيسان من الخلايا الكهروضوئية المتوافرة تجارياً وهما:
  • السليكون البلوري «crystalline silicon»
  • الأغشية الرقيقة «thin film»
الطاقة الشمسية البديل المقبل
ومع تزايد التوجه العالمي لاستبدال الطاقة الحالية المسببة للاحتباس الحراري، وانتشار الغازات السامة في الجو بمصادر الطاقة المتجددة، ومنها الطاقة الشمسية، نجد أن الاتحاد الأوروبي لديه توجهاً لرفع نسبة استخدام الطاقة المتجددة إلى %20 بحلول عام 2020م. وكذلك الحال في الولايات المتحدة الأمريكية، التي وضعت هدفاً لتوفير مقدار %10 من الكهرباء من النظم الكهروضوئية بحلول عام 2020م. وتُعد ألمانيا الآن أكبر مستهلك في العالم من الكهرباء الكهروضوئية، وتليها اليابان ثم الولايات المتحدة الأمريكية. وتخطو ألمانيا اليوم لإحلال مصادر الطاقة المتجددة بدلاً من الطاقة النووية، ومن المخطط له أن يتم إغلاق 17 محطة نووية تدريجياً، خصوصاً بعد أزمة التسرب النووي التي مرت بها اليابان بعد زلزال مارس 2011م، التي جعلت العديد من دول العالم تعيد النظر في استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء!.
القرية الشمسية
بالنسبة لتطبيقات الطاقة الشمسية، فقد خطت المملكة العربية السعودية، نحو ذلك منذ عام 1960م، حيث بدأت الأبحاث الرئيسة، ومنهجية العمل التنموي لتطوير تقنيات الطاقة الشمسية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية منذ عام 1977م، وتم إنشاء مشروع القرية الشمسية، الذي يقع على بعد 50 كيلومتراً شمال غرب الرياض، والذي بدأ تشغيله في عام 1981م، وكان الهدف من إنشاء هذه القرية هو توافر الكهرباء بقدرة 350 كيلوواط للقرى النائية، التي لا تخدمها شبكة الطاقة الكهربائية.
وفي عام 2007م أنشأت وزارة التعليم العالي مركز التميز البحثي في الطاقة المتجددة «CORERE» في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، الذي يهدف لمزيد من التطور العلمي في مجال الطاقة المتجددة، مع التركيز على الطاقة الشمسية، وكذلك تم تركيب 2 ميغاواط من الخلايا الكهروضوئية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بثول شمال مدينة جدة. وقد أعلنت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في يناير 2010م عن إطلاق مبادرة وطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية. ويتم العمل بمدينة الملك عبدالعزيز في الوقت نفسه على البحث والتطوير في مجال استخدام الطاقة الشمسية وتطبيق تقنيات النانو المتقدمة في مجال إنتاج أنظمة الطاقة الشمسية. وقد تم، مؤخراً، افتتاح محطة فرسان للطاقة الشمسية بسعة 500 كيلوواط في أكتوبر 2011م من قبل الشركة السعودية للكهرباء بالتعاون مع شركة «شوا شل» اليابانية. والغرض من تدشين هذه المحطة هو تغذية جزيرة فرسان جنوب المملكة العربية السعودية بالطاقة الكهربائية.
اقتصادات الطاقة الشمسية
من أهم التحديات التي تواجه استخدامات الطاقة الشمسية هو ارتفاع تكاليفها نسبياً، ولكن مع مزيد من التحليل والبحث نجد أن هذه التكاليف معقولة إذا ما تم إدراج التكاليف غير المباشرة للطاقة التقليدية الناجمة من تأثيرها على البيئة والصحة. حيث إنه من غير العدل إهمال هذه التكاليف التي تؤثر بشكل مهم على أسعار الطاقة، لكن أسعار الخلايا الشمسية تدرَّجت منذ بداية إنتاجها وحتى هذا العصر، حيث يتضح مدى اقتصادية هذا النوع من الطاقة وإمكانية منافسته للطاقة المعتمدة على الوقود النفطي. فقد انخفضت تكاليف الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة الأمريكية من 90 سنتاً / ك.و.س في العام 1980م إلى حوالي 20 سنتاً / ك.و.س، مع توقع أن تنخفض إلى 5-10 سنت / ك.و.س بحلول عام 2015 م. أما بشأن أسعار الخلايا الكهروضوئية التي تقاس بالدولار لكل واط، كما يمكن ملاحظة الفروقات الكبيرة في الأسعار وانخفاضها عبر السنوات الماضية، ففي عام 1970م تم تصنيع الخلايا الكهروضوئية بتكلفة 100 دولار/ واط أما اليوم فتقدر تكلفة الخلايا بحوالي 2.5 دولار/ واط!.
وإذ تبلغ التكلفة الإجمالية بالأسعار العالمية غير المدعومة لتوليد الطاقة الكهربائية في دول مجلس التعاون الخليجي حوالي 12 سنتاً / ك.و.س فإن تكلفة توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة ستكون منافسة عند حساب التكاليف غير المباشرة. وقد تم القيام بدراسات عدة في أوروبا وأمريكا لتقدير هذه التكاليف الخارجية كالتأثير على البيئة والصحة من مختلف مصادر توليد الطاقة الكهربائية. وكما نرى فإن أسعار الكهرباء الحالية لا تعكس تكاليف الإنتاج الفعلي لأنه لم يتم تضمين التكاليف الخارجية التي تنتج من حرق الوقود الإحفوري. بالإضافة إلى ذلك تقوم الحكومات بدعم أسعار الوقود والذي بدوره يخفض من تكاليف إنتاج الطاقة الكهربائية.
ويبلغ متوسط سعر بيع الطاقة الكهربائية في الولايات المتحدة 0.07 دولار/ ك.و.س.، الذي لا يقارن مع أسعار الطاقة المتجددة الأكثر إذا ما تم إهمال التكاليف الخفية للتوليد التقليدي مثل التكاليف البيئية والصحية. ولتحليل التكاليف البيئية فإنه يمكن ربط كل كيلوواط ساعة من الطاقة المنتجة بمعدلات انبعاث الملوثات الغازية لكل من غاز ثاني أكسيد الكربون، غاز ثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين، وتقدر كميات وتكاليف الانبعاث الغازية من توليد الكهرباء التقليدي في المملكة العربية السعودية على النحو التالي:
  • ثاني أكسيد الكربون 180 غرام/ ك.و.س بتكلفة 0.036 ريال/ ك.و.س
  • ثاني أكسيد الكبريت 3.16 غرام/ ك.و.س بتكلفة 0.027 ريال/ ك.و.س
  • أكاسيد النيتروجين 2.13 غرام/ ك.و.س بتكلفة 0.088 ريال/ ك.و.س
وتبلغ تكلفة الآثار الصحية الناجمة عن محطات توليد الكهرباء ما يعادل 0.0178 ريال / ك.و.س مما يجعل إجمالي التكاليف غير المباشرة للتوليد التقليدي بمقدار 0.1688 ريال/ ك.و.س وعند إضافة هذه الأسعار لتكلفة الطاقة الكهربائية المدعومة فإننا سنجد أن الطاقة الشمسية ستكون منافساً قوياً للطاقة التقليدية في المملكة العربية السعودية في الفترة 2015م - 2020م.
تصميم محطات الطاقة الشمسية
باستخدام الخلايا الكهروضوئية

يوجد نظامان أساسيان لأنظمة توليد الكهرباء باستخدام الخلايا الكهروضوئية وهما:
  • النظام المتصل بالشبكة PVGC
  • النظام المعزول Stand alone
ويختلف النوع الأول عن النوع الثاني بأنه يتم توصيله بشبكات الكهرباء الحالية كما هو موضح في الشكل أدناه بحيث يدعم الشبكة وخصوصاً وقت ذروة الأحمال التي تقع في المملكة العربية السعودية خلال النهار، وتقريباً بين الساعة 12 و5 مساءً. أما النوع الثاني فيغذي أحمالاً غير متصلة بالشبكة كالقرى والأماكن البعيدة، وبالتالي يحتاج إلى بطاريات، أو مصدر طاقة آخر للعمل في الليل وأثناء غياب الشمس، كما يتميز النوع الأول بانخفاض تكلفته بمقدار %40 عن النوع الثاني. ونتناول هنا النوع الأول فقط وهو النظام المتصل بالشبكات الكهربائية.
ومن المحفزات لاستخدام الطاقة الشمسية هو تزامن ذروة الأحمال في المملكة مع شدة الإشعاع الشمسي خلال اليوم، وخصوصاً في أشهر فصل الصيف، التي تبلغ فيها الأحمال الكهربائية شدتها بسبب أحمال التكييف. وتجرى عادة عمليات حسابية بسيطة لتحديد العدد الصحيح للوحات الطاقة الشمسية الكهروضوئية اللازمة لتلبية مقدار الطاقة المطلوب توليده.
وباختصار فإن هذا النظام يتكون بشكل أساس من المعدات التالية:
  • الخلايا الكهروضوئية، التي يتم من خلالها تحويل ضوء الشمس إلى تيار كهربائي مستمر «Direct current» عند الجهد الكهربائي المطلوب، الذي يتم تقنينه بعدد ألواح الخلايا الشمسية.
  • مُعدل التيار لتحويل التيار الكهربائي المولد من الخلايا الشمسية من تيار مستمر «Direct current» إلى تيار متردد «Alternative current» بتردد 50/60 هرتز.
  • محولات القدرة والتي تقوم بتحويل قيمة الجهد الكهربائي الخارج من محطة الطاقة الشمسية إلى قيمة الجهد الكهربائي الخاص بالشبكة، وذلك لكي يتم التوصيل بين النظامين.
ولتصميم محطات الطاقة الشمسية المتصلة بالشبكة فهناك عناصر كثيرة لا بد من تحديدها وهي تشمل ولا تقتصر على ما يلي :
  • مواصفات الشبكة التي ستتصل بها المحطات الشمسية
  • مواصفات محطات الطاقة الشمسية
  • مواصفات مُعدّل التيار «Inverter»
  • مواصفات محولات القدرة
  • مواصفات الخلايا الكهروضوئية
ويتضح أدناه الشكل النهائي لمحطات الخلايا الكهروضوئية المتصلة بالشبكة الكهربائية عبر خطوط النقل الهوائية، وبما أن الشبكة الكهربائية في المملكة العربية السعودية أصبحت متصلة منذ العام 2010م، فإن إنشاء أي محطة شمسية في المملكة وتوصيلها بالشبكة الكهربائية سيكون له مردود إيجابي على جميع أحمال الشبكة المترابطة.

تجربة أرامكو السعودية في مجال إنتاج الطاقة الشمسية
تتطلع أرامكو السعودية إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية لخفض كمية النفط والغاز المستهلكة في توليد الكهرباء وتنقية المياه. وقد بدأت الشركة في العام 2010م في بناء مرافق طاقة شمسية تجريبية ذات نطاق صغير بالتعاون مع شركة (سولار فرنتير ك. ك)، وهي شركة تابعة لشركة (شوا شل سيكيو ك.ك).
ويمكن لهذه المحطات أن تقوم بتوليد ما بين 1 و 2 ميقاواط من الكهرباء، أي ما يكفي لتوفير الكهرباء لما يتراوح بين 240 و280 منزلاً لمدة سنة كاملة. وتتجه أرامكو هذا العام (2012م) لتأسيس مشروع مشترك مع شوا شل.
ويمثِّل هذا المشروع خطوة مثيرة في تطور مصادر الطاقة البديلة، وواحداً من الطرق العديدة التي تسعى أرامكو السعودية من خلالها لتزويد العالم بالطاقة مع المحافظة على البيئة. وقد تم تزويد المجمع الشمالي الجديد في المقر الرئيس للشركة (مبنى المدرا) في الظهران بكامل حاجاته من الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية. كما تم تغطية منطقة انتظار السيارات المجاورة له بألواح طاقة شمسية وفرتها شركة سولار فرنتير ك.ك. كما أصبحت منطقة انتظار السيارات هذه، التي تبلغ مساحتها 16 إلى 18 هيكتار، واحدة من أكبر مناطق انتظار السيارات المغطاة بألواح كهروضوئية في العالم. وبنهاية العام الماضي (2011م) أصبحت منطقة انتظار السيارات، مثالاً ممتازاً لكيفية الاستفادة من الطبيعة لتوفير ما نحتاجه من الطاقة.
وستكون طاقة الألواح التي تغطي مواقف السيارات التي يبلغ عددها 4450 من المواقف نحو 10 ميقاواط. وهي خطوة مبكرة في سبيل تشكيل خطة طاقة بديلة على المدى البعيد بالنسبة للمملكة.
وتهدف المبادرة إلى تنويع مصادر الطاقة الكهربائية في المملكة التي يتزايد نموها السكاني، مما يرفع الطلب على الطاقة محلياً. ويوجد في أرامكو السعودية فريق متخصص لمشاريع الطاقة الشمسية يعمل على إحلال تدريجي لهذا النوع من الطاقة في توليد الكهرباء، بدلاً عن الوقود الأحفوري الذي يستخدم في شكل غاز أو سوائل في معامل توليد الكهرباء.
والطاقة الشمسية ليست مفهوماً جديداً لدى أرامكو السعودية. ففي بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، قامت الشركة بتركيب ألواح خلايا شمسية بغرض الحماية من التآكل وتركيبات الإضاءة. غير أن التكاليف العالية كانت عائقاً لتركيب المزيد منها على نطاق واسع.
أما الآن فإن الشركة تتعاون مع شركات مثل: سولار فرونتير، وشوا شل اليابانية في هذه المبادرة. وتُعد شوا شل إحدى أكبر الشركات في العالم في عملية توليد الطاقة الشمسية والمعروف باسم «ألواح كوبر انديوم سيلينيوم». ويجري الآن تصنيع ألواح الطاقة الشمسية في اليابان وشحنها إلى المملكة.
ويرى رئيس فريق مشروع الطاقة الشمسية في أرامكو السعودية، فيصل حبيب الله، أن تأثير مشاريع الطاقة الكهربائية سيكون مهماً في تطوير صناعة طاقة نظيفة ومتوافقة مع البيئة، كما يرى أنه: «كلما زاد الطلب على الطاقة الشمسية، سيكون هناك مجال صناعة جديدة وسنشهد تنافساً متزايداً في مجال الصناعات المحلية».
أرامكو في المقدمة
وبحسب الدكتور خالد السليمان، نائب الرئيس لشؤون الطاقة المتجددة في مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وهي الجهة الحكومية التي تم تشكيلها لدفع عجلة الطاقة المتجددة في المملكة، فإن بإمكان المملكة الحصول على %15 من طاقتها من موارد الطاقة الشمسية بحلول عام 2020م.
كلام السليمان جاء خلال مشاركته في منتدى الطاقة الشمسية السعودي، الذي استضافته أرامكو السعودية في الظهران.
ودعا الدكتور السليمان إلى خطة طموحة ترمي إلى تحقيق نمو في الطاقة المتجددة في المملكة، وذكر أنه بحلول عام 2030م، ستأتي ما نسبته %30 من الطاقة الكهربائية في المملكة من الطاقة الشمسية، وذكر أن الهدف في السنتين إلى الثلاث سنوات المقبلة سيكون توليد 300 إلى 500 ميقاواط من الطاقة الشمسية.
وأشار الدكتور السليمان إلى أن أرامكو السعودية يسَّرت مهمة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بالتزامها ومبادرتها التطوعية في إطلاق صناعة الطاقة الشمسية في المملكة.
بلد الشمس
والمملكة العربية السعودية، بلاد حباها الله تعالى، إلى جانب ثرواتها النفطية الوفيرة، بمصدر طاقة عجيب آخر، وهو الشمس التي تسطع على أراضي المملكة لأكثر من 250 ساعة كل شهر، مما يجعل المملكة في موقع مثالي لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الطاقة الشمسية. كما أن الصحارى الممتدة في المملكة يمكنها استيعاب أجهزة ضخمة لتوليد الطاقة الشمسية، ويمكن استخدام الكميات الضخمة من الرمال النقية الموجودة في هذه الصحارى في إنتاج الخلايا الكهروضوئية المصنوعة من السيليكون.
وتستقبل المملكة العربية السعودية 7 كيلوواط / ساعة من الطاقة الشمسية لكل متر مربع خلال ساعات النهار الـ 12، وهو معدل أعلى بكثير مما تستقبله دولة مشمسة كإسبانيا، مما يجعل المملكة دولة مثالية لتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية لتلبية احتياجات الطلب المحلي والبيع بالتجزئة.
البيئة أولاً
تأمل أرامكو السعودية أن تصبح الطاقة الشمسية بمرور الوقت مصدر طاقة كهربائية رئيس، سواء للاستهلاك داخل المملكة أو للتصدير. ومن بين أهم ما تركز عليه أرامكو السعودية، تعزيز جدوى استهلاك الطاقة، وحماية البيئة الطبيعية، وتطوير تقنيات الطاقة النظيفة.
وتُعد معاملة البيئة معاملة صحيحة جزءاً أساسياً من عمل الشركة. وتدرك أرامكو السعودية، بصفتها الحلقة الأولى في منظومة توريد الطاقة، مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه أساليب عملها في السلوك الذي يعتمده المستهلك النهائي للطاقة. ولهذا فإن الشركة تدعم سعي الدولة من أجل تقليل استهلاك الطاقة بنسبة %40 وموازنة الزيادة السنوية البالغة %8 تقريباً في طلب الطاقة الكهربائية، لأن تحقيق هذا الهدف لن يؤدي إلى تحسين كفاءة الطاقة فحسب، بل سيضمن أيضاً قدرة الشركة على مواصلة تصدير البترول إلى الآخرين، على نحو يؤدي إلى مزيد من تقوية إحدى دعامات اقتصاد المملكة الأساسية.
وتنطوي الخطة العامة للبيئة في الشركة، التي أطلقت في عام 2001م وتبلغ تكلفتها بلايين الدولارات، على مشاريع رأسمالية كبيرة، تسهم في بلوغ هذه الرؤية، إذ توفر هذه الخطة تمويلاً مرناً لمساندة المبادرات التي يمكن أن تحدث تغييراً مؤثراً، من تحسين ضوابط الانبعاث في الهواء وإدارة النفايات، إلى إنتاج أنواع بنزين وديزل أقل تلويثاً للبيئة.
وقد أنفقت أرامكو السعودية، هي وشركاؤها في المشاريع المشتركة الرائدة في مجال الصناعة، أو التزمت بإنفاق 9 بلايين دولار من النفقات الرأسمالية للخطوات المتعلقة بحماية البيئة في مختلف المشاريع.


المصدر - مجلة ارامكو السعودية - القافلة العدد 55 مارس 2012
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مستقبل, المملكة, الشمسية, السعودية, العربية, الطاقة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع مستقبل الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المملكة العربية السعودية ستمثل مجموعة الدول العربية في أعلى هيئة تنفيذية في الأمم المتحدة لمدة عامين Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 10-16-2013 09:45 PM
استشراف مستقبل التعليم العالى للفتاة فى المملكة العربية السعودية حتى عام 1455 هـ Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 11-15-2012 07:51 PM
التسويق الالكتروني في المملكة العربية السعودية Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 08-31-2012 06:03 PM
المملكة العربية السعودية Eng.Jordan الملتقى العام 0 03-19-2012 01:45 PM
نشأة المملكة العربية السعودية Eng.Jordan الملتقى العام 0 03-19-2012 01:33 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59