#1  
قديم 08-03-2017, 09:13 AM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي نور_الدين_محمود


محمود بن عماد الدين زنكي لقب بنور الدين ؛ ولد سنة خمسمائة وأحدي عشرة (١١١٨م) .
- بعد مقتل أبيه عماد الدين زنكي أقتسم إبناه الإمارة فأستقل أبنه غازي بالموصل وأستقل نور الدين بحلب ؛ فسار نور الدين علي نهج والده في جهاد الصليبين وقد قضي حياته كلها في قتالهم حتي أنه حرم علي نفسه الضحك وكان يقول في ذلك :
"إني لأستحي من الله أن يراني مبتسما والمسلمون محاصرون من الفرنجة"
وذكر الذهبي في سيره " أن الصليبين لما نزلوا دمياط ظل عشرون يوما لا يفطر إلا علي الماء"
كان مخلص الجهاد صادق العزم نشأ وهو يري جند الصليبين يفسدون في ديار الإسلام ويدنسون بيت المقدس فكان ذلك يمزق نفسه ويحطم قلبه .
- ولما قتل عماد الدين زنكي بعد أن كان قد فتح الرها ظن الصليبين بإبنه نور الدين الذي حل مكانه الضعف فحاولوا إستردادها فأرسلوا الحملة الصليبية الثانية سنة خمسمائة وأثنين وأربعين (١١٤٧م) يقودها الملك "كونراد الثالث" ملك ألمانيا و "لويس السابع" ملك فرنسا بجيوشهما بآسيا الصغري فمزق السلاجقة جيوش "كونراد" وفتكوا بجيش "لويس"
فقرر الصليبين أن يغيروا إتجاههم ليحرزوا أي نجاح يحفظ ماء وجوههم أمام الغرب فحاصروا دمشق وقاوم أمير دمشق "طغتكين" هذا الحصار ثم أرسل يستنجد بنور الدين الذي هرع إليه بستة آلاف وإلتقي بجيوش الصليبين "بآنب" ولما أصطف الجيشان إنفرد نور الدين في ناحية من الجيش فسجد لله ومرغ وجهه في التراب تضرعا وقال : "أللهم أنصر دينك ولا تنصر محمود ! من نور الدين هذا ؟! الدين دينك والجند جندك فأفعل يا رب ما يليق بكرمك" .
وإستطاع نور الدين أن يبدد جيوشهم ويكسرهم وقتل القائد "بيمونت" الذي إشتهر بشدة بأسه وكراهيته للإسلام ؛ كما أسر قائد الجيش "جوسلين" أقوي وأشد فرسانهم وهكذا فشلت الحملة الصليبية الثانية ؛ ثم حشد صاحب أنطاكية جيشا جرارا لقتاله فهزمهم نور الدين وسحق قواتهم حتي أن الشاعر ابن القيسراني قال فيه :
هذي العزائم لا ما تدعي القضب
وذي المكارم لا ما قالت الكتب
أغرت سيوفك بالإفرنج راجفة
فؤاد رومية الكبري لها يجب
غضبت للدين حتي لم يفتك رضا
وكان دين الهدي مرضاته الغضب
ثم قرر نور الدين ضم دمشق لتوحيد العالم الإسلامي ففتحها وجعلها عاصمة البلاد وأصبحت قبلة العلم في عصره فكان العلماء يفدون إليها من الشرق والغرب ؛ وأخذ يسقط مدن وحصون الصليبين ففتح حارام وبانياس فضيق عليهم وحصرهم في ساحل ضيق ؛ ثم فكر في ضم مصر ليحصرهم في المنطقة من الشمال والجنوب كما لو كانوا بين فكي كماشة ؛ كما أراد أن يقضي علي نفوذ الفاطميين الشيعة بها وساعده علي ضم مصر الضعف الشديد الذي دب في الدولة الفاطمية ؛ فأرسل حملة لضم مصر بقيادة "أسد الدين شيركوه" وإبن أخيه "صلاح الدين الأيوبي" فنجحت الحملة في ضم مصر في عهد الخليفة الفاطمي العاضد .
وبذلك أصبح نور الدين قوة هائلة أوقفت زحف الصليبين
- وتوفي نور الدين محمود سنة خمسمائة وثمان وستين (١١٧٤م) ولعل أصدق ما قيل فيه هو ما ذكره إبن الأثير فقال : "لقد طالعت تواريخ الملوك المتقدمين قبل الإسلام وإلي يومنا هذا فلم أري بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبدالعزيز أحسن سيره من الملك العادل نور الدين ولا أكثر تحريا للعدل والإنصاف منه " لذا يردفه البعض بالخلفاء الراشدين في الصلاح وحسن السيرة ؛
رحم الله نور الدين وأسكنه فسيح جناته .

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
نور_الدين_محمود


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59