#1  
قديم 05-18-2013, 03:30 PM
ام زهرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: العراق
المشاركات: 6,886
افتراضي دورُ الأسرة في بناء المجتمع السليم


تضطلعُ الأسرة على مرّ التاريخ بدور مهم في بناء المجتمع، عن طريق رفده بأفراد أصحّاء أسوياء، ينتهجون حياتهم على أسس سليمة ومتينة، ولايتسببون في عرقلة عملية النهوض المجتمعي.. فالكثير من حالات الانحراف الإجتماعي والأخلاقي في المجتمع الإنساني، سببه أسرة تكونت وفق ضوابط خاطئة وغير مدروسة، ابتداء من سوء إختيار شريك الحياة الزوجية والذي يتسبب بعدم التوافق والانسجام، ومن ثم ينعكس على الأبناء الذين يكونون ضحية مسألة لم تكن لهم فيها يد أو اختيار.. وبالتالي تتكون أسرة غير متوافقة، ولا يشعر أبناؤها بالانتماء لها، بل كل يحاول الانفلات عن ربقتها، بحثاً عن ملاذ آخر أكثر أمناً وطمأنينة.. أو الاتجاه صوب الضياع اللانهائي الذي لا رجعة فيه على أسوأ تقدير..
والخوض في ترسبات التخلخل الأسري مما لا يمكن الإحاطة به بصورة دقيقة؛ فكل آفة اجتماعية ينبغي دراستها على حدة من حيث النتائج والمسببات، وليس هناك حلول مستنسخة تُقاس عليها البقية، بل الدراسات النفسية الحديثة تشير إلى أبعاد لا حصر لها تأخذها النفس في صراعاتها، فتكون الأفعال غير منتمية لأثر لا شعوري واحد، بل لعدة آثار مختزنة، تأخذ طريقها للواقع المعاش، بعد توافر المؤثرات المناسبة لها..
ومن الآفات الإجتماعية على سبيل المثال، آفة التكبر، فغالباً ما يبتلي الناس بوجود المتكبرين في أوساط المجتمع، والذين هم من أهم أسباب خلخلة العلاقات الإجتماعية، وانعدام التآلف والود بين أفراده.. وتتفاوت مستويات التكبر بين الناس بحسب التربية الإجتماعية والدينية، ابتداء من البيت الذي هو المصنع والمنتج الأول للنوع البشري، والذي عليه تقع مسؤولية متابعة الفرد داخل الأسرة لضمان عدم تنامي الأمراض النفسية، كالتكبر، والبخل، والأنا شديدة الضراوة.. ومساعدة الأبناء على تبني أفكار الشراكة والنماء الإجتماعي الثر؛ لتصدير أبناء إيجابيين داخل مجتمعاتهم، يساهمون ولو بدرجة معقولة في إشاعة أجواء التواضع والثقة والتآلف.. وصفة التكبر لايمكن أن يخفيها المرء من شخصيته، فهي تبرز مع تعامل الإنسان اليومي، لذا ينبغي على المتكبر التبصّر ورؤية عاقبة المتكبرين، وكيف خسروا محبة الناس، فلا يذكرونهم بخير؛ لأنهم لم يستحوذوا على قلوبهم ومشاعرهم.. ولابد لنا في هذا المقام أن نستذكر قول الإمام علي (كرّم الله وجهه): (مسكينُ ابن آدم مكتوم الأجل، مكنون العلل، محفوظ العمل، تُؤلمه البقة، وتقتله الشرقة، وتنتنه العرقة).. فمن كان على هذا الحال من المسكنة والضعف.. فعلامَ التكبر إذن؟

هاشم الصفار
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المجتمع, الأسرة, الصميم, بناء, دورُ


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع دورُ الأسرة في بناء المجتمع السليم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عبارات في الصميم صابرة الملتقى العام 0 08-05-2016 08:33 AM
كلمات من الصميم صابرة الملتقى العام 0 05-09-2015 07:45 AM
أبو كركي يرد على بدارين: أسمعنا منطقك السليم المفرح Eng.Jordan الأردن اليوم 0 02-02-2014 10:38 AM
دور الأسرة في أمن المجتمع Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 1 06-10-2012 12:44 PM
الأسرة ودورها في الحفاظ على هوية المجتمع احمد ادريس الملتقى العام 0 01-12-2012 04:03 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59