“أكبر منافق في أوروبا” حضر لعمان لـ”المبيت الآمن فقط”

“أكبر منافق في أوروبا” حضر لعمان لـ”المبيت الآمن فقط”: استقبال “باهت” من “العمدة والمحافظ” للرئيس ماكرون ولا “مشاوارات رسمية” ورسالة الأردن لفرنسا بالمختصر المفيد “اقتراحكم بتحالف دولي “فاشل” ويُفيد “إيران” ولن يكون معه أي “طرف عربي”

لندن – خاص بـ”رأي اليوم”:
أبلغ العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني رسميا الفرنسي إيمانويل ماكرون بموقف بلاده القاضي بان وقف الحرب على قطاع غزة ضرورة مطلقة الان حتى لا يتسع نطاق الصراع العسكري ليصبح إقليميا.
ورغم ان جلسة المباحثات بين الرئيس الفرنسي وملك الاردن لم تكن مبرمجة فعليا وبقت على مستوى الأقطاب الا ان الجانبان تبادلا الملاحظات والتقييمات فيما كشفت مصادر أردنية مطلعة بان الجانب الاردني بدا مستعدا قبل انعقاد اللقاء الثنائي لإبلاغ الرئيس الفرنسي برأي الاردن الصريح بخصوص دعوته لتشكيل تحالف دولي على غرار التحالف الدولي في المنطقة ضد تنظيم الدولة.
الجانب الأردني هنا مهتم جدا بتحذير القيادة الفرنسية من عدم واقعية مثل هذا المقترح مع التذكير بان إقامة تحالف دولي يهدف الى محاربة فصائل المقاومة الفلسطينية خطوة ستزيد في التوتر والتصعيد لا بل ستؤدي الى عواقب غير حميدة لان هذا التحالف في حال إصرار فرنسا عليه لن يجد له حليفا عربيا إطلاقا بين دول المنطقة.
ad
والإنطباع الاردني حتى الان هو عدم وجود اي دولة عربية يمكنها المجازفة بالتواطؤ مع المقترح الفرنسي.
والإنطباع ايضا بان لقاء الرئيس ماكرون مع ملك الاردن بروتوكولي بإمتياز وليس فيه اي مضمون سياسي يعتد به وتم بناء على طلب الرئيس الفرنسي لان فريقه الأمني حاول تأمينه بمقر اقامة في عمان بعد تقييمات تشير الى انه لا يستطيع الاقامة لأسباب امنية لا في تل ابيب ولا حتى في القدس كما فعل رئيس الوزراء البريطاني.
بالتالي لا يوجد عمليا ما هو مثمر او مفيد في اللقاء الاردني مع ماكرون سوى تبادل الملاحظات وإبلاغ فرنسا بالرؤية الاردنية لمسار الاحداث وعلى اساس القناعة بان اي برنامج لتشكيل تحالف دولي ضد فصائل في المقاومة الفلسطينية سينتهي بنفوذ عميق وسط الجماهير العربية والاسلامية لإيران ولحركة حماس ولحزب الله وللنظام السوري.
المقايضة برأي الدوائر الاردنية اذا ما تمسك الرئيس ماكرون من باب النفاق السياسي بمقترحاته ستكون بين اقامة تحالف فاشل وغير واقعي على الارض وبين الاعلاء من شان دول ومحور المقاومة وتمكين ايران من التسلل الى مناطق لم تحلم بها سابقا في عمق الشارع العربي وايضا في معادلة المؤسسات والفصائل الفلسطينية.
سمع ماكرون بصراحة للأردن وأبلغ بخطأ الحسابات عند الدول الغربية وان كان التلاقي معه لم يحصل ضمن وفدين رسميين او في إطار مباحثات سياسية رسمية بل في نطاق التعامل مع زعيم الدولة الصديقة قرر فقط المبيت في عمان لأنها أكثر أمنا من مدن فلسطين المحتلة.
ولذلك لم يحظى الرئيس ماكرون باستقبال رسمي وملكي مساء الثلاثاء وطائرته هبطت في مطار ماركا شرق العاصمة عمان وكان في استقباله فقط رئيس بلدية العاصمة يوسف الشواربة ومحافظ مدينة العاصمة ياسر العدوان بمعنى ان الاستقبال له طابع بروتوكولي وشخصي وليس رسمي لان اي من وزراء الحكومة وكبار المسؤولين لم يكن في استقبال الشخص الذي وصفته إحدى الإذاعات المحلية في عمان ظهر الاربعاء بأكبر منافق في أوروبا.

المصدر: ملتقى شذرات