#1  
قديم 08-16-2016, 07:37 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة الولاء والبراء بين الإفراط والتفريط


الولاء والبراء بين الإفراط والتفريط
ــــــــــــــــــ

(عبد الله التميمي)
ــــــــــ

13 / 11 / 1437 هـ
16 / 8 / 2016 م
ــــــــــــ

الإفراط والتفريط 815082016012512.png





الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:

فإن المتأمل فيما يدور اليوم من نوازل عظيمة في ديار المسلمين ليأخذه الفزع والخوف على إيمانه ودينه وذلك مما ظهر في هذه الأحداث ويظهر من فتن وابتلاءات يمتحن الله عز وجل فيها إيمان عباده ولاسيما عقيدة الولاء والبراء التي هي صلب التوحيد . ولمن يكون ولاء المسلم ولمن لايكون ، ولمن تكون براءته ولمن لا تكون ، وذلك في هذا الصراع الذي تشهده الأمة بين معسكر الإيمان والتوحيد وبين معسكر الكفر والشرك والردة والنفاق . ولقد تعرضت عقيدة الولاء والبراء كغيرها من أبواب العقيدة إلى الانحراف عن الموقف الوسط العدل حيث افرزت هذه الابتلاءات والمحن فريقين من الناس مالوا بهذه العقيدة عن وسطيتها وثبت الله عز وجل أهل الحق وحماهم من الميل إلى أي من الفريقين

الفريق الأول : أهل التفريط والإضاعة

الفريق الثاني : أهل الغلو والإفراط

وقبل ذكر تفاصيل بعض مظاهر هذين الفريقين وأحوالهما أود تقرير بعض الأمور المتعلقة بهذا الأصل العظيم من أصول التوحيد لأهميتها في بيان وجه الحق في هذه المسألة العظيمة.

الأمر الأول : إن المتدبر لآيات الولاء والموالاة والبراءة من المشركين في كتاب الله عز وجل يتقرر عنده أن عقيدة الولاء والبراء هي صلب التوحيد وأنها قضية إيمان وكفر وتوحيد وشرك وليست قضية جزئية فرعية. إن كلمة التوحيد (لا إله إلا الله ) نصفها براءة من الشرك والمشركين من قول (لا إله ) ونصفها الآخر ولاء لله عز وجل بإفراده سبحانه بالعبودية وذلك من قوله ( إلا الله )

الأمرالثاني : كما أن المستقرئ لآيات الولاء والبراء في القرآن يخرج بنتيجة مهمه ألا وهي أنه ليس في كتاب الله عز وجل في الكلام على التوحيد من الأدلة أبين وأوضح وأكثر من الحديث عن الولاء والبراء لأنه الصورة العملية والتطبيقية لكلمة التوحيد.

الأمر الثالث : ومع هذا الوضوح والبيان عن هذه العقيدة فإنا نرى الغياب المذهل لهذه العقيدة عن واقع كثير من المنتسبين للإسلام والانشغال عنها بالاستغراق في ملذات الدنيا وشهواتها

الأمر الرابع : في قراءة التاريخ واستقراء السنن الالهية يتضح لنا ان الذين يتولون الكفار من دون المؤمنين يعاقبهم الله بنقيض قصدهم فبينما هم يقصدون العزة بتولي الكفار فإن أمرهم يؤول إلى نقيض ذلك حيث يقهرهم الكفار ويذلونهم ويستعبدونهم {الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا} [النساء 138]

الأمر الخامس : بيان معنى الولاء والبراء:
الولاء يعني المحبة والنصرة ولذا لايجوز صرفها لغير الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين قال الله عز وجل {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون } [المائدة 55]
ومن لوازم محبة الله عز وجل محبة من يحبه الله وما يحبه وبغض من يبغضه وما يبغضه.
أما موالاة المؤمن فإنها تجب في حقه الموالاة المطلقة إذا كان من الأتقياء الصالحين ، أما إذا ظهر عليه الفسق وفعل المنكرات فإن الموالاة المطلقة تنتفي في حقه، ويبقى مطلق الموالاة لبقاء أصل الايمان لديه،بمعنى أنه لا يكون له الولاء الكامل من كل وجه،وإنما يوالى من جانب لإيمانه وصلاحه ،ويعادى من جانب آخر لفسوقه وعصيانه .

أما الكافر والمشرك فينتفي في حقه مطلق الولاء فلا يبقى في القلب أي ولاء له وانما البراءة المطلقة منه.
والبراءة تعني البعد والبغض والعداوة وهذه لا تكون كاملة الا للكافر حيث البراءة المطلقة منه وأما بالنسبة للمؤمن العاصي فإنها تكون مقيدة حيث يكون له مطلق البراءة مع مطلق الولاء حيث يجتمع في حقة الولاء والبراء فلا يوالى بإطلاق لوجود المعاصي ولا يتبرأ منه بإطلاق لوجود أصل الايمان.

إذاً يتحصل من هذا التفصيل الأحوال التالية:

1 – من يجب في حقه الولاء المطلق وهو المؤمن التقي الصالح.

2 – من يجب في حقه مطلق الولاء وينتفي عنه الولاء المطلق وهو المؤمن الفاسق بقدر فسقه فيوالى بقدر ما فيه من الايمان والصلاح ويتبرأ منه بقدر ما فيه من المعاصي والمنكرات فلا يوالى بإطلاق ولا يتبرأ منه بإطلاق .

3 – من يجب في حقه البراء المطلق،فيُتبرأ منه من كل وجه، وينتفي عنه مطلق الولا،فلا يوالى من أي وجه، وهو الكافر والمشرك والمرتد.

الأمر السادس : بيان الولاء المكفر وغير المكفر :

سبق بيان أن مولاة الكافر لا تجوز بإطلاق ولكن موالاة الكفار ليست على درجة واحدة في الحكم والتحريم وإنما لها الاحكام التالية :

الحكم الأول : موالاة مكفرة ناقضة من نواقض الاسلام
وهي التي يتلبس صاحبها بأحد امرين لا شك فيهما :

1 . محبة الكفار لأجل دينهم وأنظمتهم المناقضة لدين الاسلام .
2 . نصرة الكفار ومظاهرتهم في حربهم على المسلمين لاحتلال ديارهم أو فتنتهم عن دينهم .

الحكم الثاني : موالاة غير مكفرة لا تخرج صاحبها عن الاسلام وهي التي لا تدخل في صور الموالاة المكفرة السابقة الذكر وانما هي دون ذلك ولها صور وأحوال وأحكام فقد تكون كبيرة محرمة وقد تكون دون ذلك كالتشبه بهم في لباسهم وهيئاتهم أو حضور أعيادهم أو مداهنتهم والسكوت على منكراتهم وقد يكون بعض صور الموالاة للكفار ظاهرها ولاء ولكنها غير محرمة وذلك في إظهار الموافقة لهم في بعض المسائل المخالفة لشرعنا تقية ومدارات لشرهم وضررهم أو يكون هناك مصلحة للمسلمين في إظهار موالاتهم لخداعهم في الحروب والتجسس عليهم كما قرر ذلك شيخ الاسلام بن تيميه رحمه الله تعالى بقوله: (ومثل ذلك اليوم لو أن المسلم بدار حرب أو دار كفر غير حرب لم يكن مأموراً بالمخالفة لهم في الهدي الظاهر لما عليه في ذلك من الضرر بل قد يستحب للرجل أو يجب عليه أن يشاركهم في هديهم الظاهر إذا كان في ذلك مصلحة دينية من دعوتهم إلى الدين أو الاطلاع على باطن أمرهم لإخبار المسلمين بذلك أو دفع ضررهم عن المسلمين ونحو ذلك من المقاصد الشرعية ){ اقتضاء الصراط المستقيم 1/176 }
إن عدم التفريق بين المداهنة المحرمة والمداراة الجائزة أو بين الولاء المكفر وغير المكفر وجعل كل صور الموالاة مكفرة أو غير مكفرة دون تفصيل في ذلك هو الذي أدى ببعض الدعاة أو المجاهدين إلى الإفراط أو التفريط في الحكم على الناس واتخاذ المواقف.
وبعد هذا التفصيل في هذه المسائل المهمة ندخل إلى صلب الموضوع ألا وهو ذكر الطرفين والوسط في تناول عقيدة الولاء والبراء وذكر صور من ذلك :

الطرف الأول : أهل التفريط والاضاعة :

وهم الذين فرطوا في فهمهم وتطبيقهم لهذه الشعيرة العظيمة ووقعوا في موالاة الكفار ومداهنتهم بحجة المداراة والتقية أو بعض التأويلات الخاطئة ولم يفرقوا بين المحرم منها وبين المخرج منها من الملة بل هي عندهم إما جائزة أو محرمة لا تخرج من الملة، ومع النصوص الصريحة في كتاب الله عز وجل التي تحذر من موالاة أعداء الله من الكفار والمنافقين إلا أننا نشهد اليوم ضعف هذه العقيدة في بعض النفوس وتساهل كثير من الناس في الأخذ بها وتحكيمها في المعاملات والمواقف .
وقبل أن أذكر أمثلة لهذا الضعف والتفريط في عقيدة الولاء والبراء أسوق آية من كتاب الله عز وجل وحديثاً من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتضح منهما خطورة إثم موالاة الكفار والوقوف في خندقهم وعدم البراءة منهم.

فأما الآية فهي قوله تعالى : {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا} [النساء 97 ]

ذكر عامة المفسرين أن هذه الآية نزلت في قوم أسلموا بمكة قبل الهجرة فلما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة تخلفوا عن الهجرة فلما كان يوم بدر حملهم الكفار مع أنفسهم إلى بدر كرهاً فقتلوا بين الكفار.
ويقول القرطبي رحمه الله تعالى عند قوله {فيم كنتم}: (وقول الملائكة {فيم كنتم} سؤال تقريع وتوبيخ ،أي أكنتم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أم كنتم من المشركين } القرطبي 5/346
ويقول البغوي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالي {فيم كنتم } )أي في ماذا كنتم أو في أي الفريقين كنتم ؟ افي المسلمين أم المشركين(البغوي 2/272)

ويقول السعدي رحمه الله تعالى عند قوله {فيم كنتم}: (أي على أي حال كنتم، وبأي شيء تميزتم عن المشركين بل كثرتم سوادهم وربما ظاهرتموهم على المؤمنين وفاتكم الخير الكثير والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والكون مع المسلمين ومعاونتهم على أعدائهم) تفسير السعدي ص 195
وفي ضوء هذه الآية الكريمة ينبغي للمسلم اليوم وفي هذا الصراع المرير الذي تشن فيه الحرب على الاسلام من كافة قوى الكفر العالمية ومن والاهم وحالفهم من المنافقين . على المسلم ان يحدد موقفه من هذا الصراع وأهله وأن يعد لهذا السؤال العظيم { فيم كنتم } جوابه ويحدد موقفه في أي الفريقين يكون ؟
وأما الحديث فهو قوله صلى الله عليه وسلم ( لاتزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ) (مسلم (1037) ففي هذا الحديث قسم النبي صلى الله عليه وسلم الناس في الصراع بين الحق والباطل الى ثلاثة اقسام :

1. قسم ناصر لدين الله عز وجل مجاهد في سبيله موال لأوليائه معاد لأعدائه

2. قسم مخالف لأهل الحق معاد لهم محارب لهم سواء من أهل الكفر والنفاق أو من يواليهم ويناصرهم.

3. قسم خاذل تارك لمعونة أهل الحق القائمين بأمر الله مخذل لهم معتزل للكفار ظان أنه ناج بهذا الموقف.

ففي أي هذه الاقسام الثلاثة تضع نفسك أيها المسلم ولمن تعطي ولاءك ؟ أنه امتحان عظيم لصدق الولاء والبراء في قلبك .
وبعد هذه الآية وهذا الحديث أسوق بعض الصور والمواقف التي تدل على ضعف الولاء والبراء أو زواله عن بعض النفوس حيث ان هذه الاحداث والنوازل المعاصرة يمتحن الله عز وجل فيها صدق ايمان المؤمنين وصدق ولائهم لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين وصدق براءتهم من الشرك والمشركين والنفاق والمنافقين

الصورة الأولى :
تولي أعداء الله الكفرة ومناصرتهم ومظاهرتهم على المسلمين ولاسيما أهل السنة منهم .

الصورة الثانية :
تولي أعداء الله الكفرة بتمجيد مبادئهم وأنظمتهم الكفريه التي تستحل ماحرم الله وتحرم ما احل الله والحكم بها في ديار المسلمين وتغريب مجتمعات المسلمين

الصورة الثالثه :
مع وضوح هذا التولي للكفار في الصورة الاولى والثانية وتعري أهله في ظل الأحداث المعاصرة فإنا نجد بعض المسلمين يثني على هؤلاء الظلمة الذين يتولون أعداء الله ويكيلون لهم المدائح والتبجيل

الصورة الرابعة :
إعطاء الولاء لتلك الروابط الجاهلية كالوطنية والقومية وتقديمها على رابطة الدين والموالاة والمعاداة على ذلك، إن أي آصرة من هذه الأواصر الجاهلية التي يعطي كثير من الناس ولاءهم على أساسه ويقدمها على رابطة الدين هي أواصر فاسدة باطلة شرعاً فإن الله عز وجل يأبى على المسلمين أن يعطو ولاءهم الا لمن ارتبط معهم برباط الايمان والاسلام فلا ولاء في الاسلام الا على أساس هذا الدين وما سواه باطل قال الله عز وجل : {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الانعام 14]
وقال سبحانه عن نبيه نوح عليه الصلاة والسلام {ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين} [هود 45-46 ]

الصورة الخامسة :
معاداة وبغض الجماعات الاسلامية المنتسبة لأهل السنة التي تدعو إلى الله عز وجل في مجتمعات المسلمين أو الفصائل المجاهدة في سبيل الله والوقوف مع الأنظمة العلمانية في محاربتهم بحجة بعض الأخطاء التي يرتكبها بعض هذه الجماعات.
إن الأفراد والتجمعات والجماعات الإسلامية التي تعمل في الساحة الاسلامية داخل دائرة أهل السنة والجماعة على امتداد العالم والتي تجاهد وتضحي بكل غال ونفيس من أجل إقامة دين الله في الأرض ، إن هؤلاء جميعا يمثلون اليوم جزء من حزب الرحمن ومعسكر الحق والإيمان وإن وجد عندهم بعض الأخطاء.

وعن أهمية الموالاة والمعاداة في الله يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ( إن الواجب على الرجل أن يعلم عياله وأهل بيته الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة فيه مثل تعليمهم الوضوء والصلاة لأنه لا صحة لإسلام المرء إلا بصحة الصلاة ولا صحة لإسلامه ايضاً الا بصحة الموالاة والمعاداة في الله (الرسائل الشخصية للامام محمد بن عبدالوهاب ص 323 ) ويقول ابن عقيل رحمه الله تعالى ( إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك وانما انظر الى مواطأتهم أعداء الشريعة (الاداب الشرعية 1/299)

الصورة السادسة :
ما يتعرض له بعض الفصائل المجاهدة من ضغوط عسكرية ومالية وحلول سياسية تدفع بهم إلى أن يقدموا بعض التنازلات والجلوس مع العدو الكافر المجرم على مائدة المفاوضات كما تضطر بعضهم ممن لم يقبل بالحلول السياسية إلى قبول المساعدات المالية المشروطة من بعض الدول التي لها أهدافها من هذه المساعدات وليس قصدها حب الإسلام والمجاهدين ونحن نتفهم أن بعض المجاهدين في بعض الظروف القاهرة قد يضطرون من باب السياسة الشرعية وفقه الموازنات والمدارات أن يحاوروا العدو الكافر أو من يسانده أو يهادنوه لكف شره وقد يضطروا للأستعانة مالياً أو عتاداً حربياً بالكافر حسب شروط معروفة وضعها أهل العلم وليس هذا مكان تفصيلها ولكن هذه الضرورة محكومة بضوابط وشروط إن لم تتوفر فلا يجوز حينها ارتكاب المحظور الشرعي واستباحته . والمراقب فيما يحصل من مؤامرات على المشروع الجهادي بعامة والجهاد الشامي بخاصة يلحظ عدم توفر بعض هذه الضوابط والشروط في ماحصل من تنازلات .

ومن أهم هذه الشروط أن لا يمس التنازل الثوابت الشرعية والأصول الاعتقادية والرضى بما يخرمها أو يهدمها ومن ذلك عدم التنازل عن مقصد الجهاد وما بذل فيه من الأرواح والأموال ألا وهو ان يكون الدين كله لله وأن تكون الشريعة هي الحاكمة المهيمنة في حياة الناس أما الرضا بإملاءات الاعداء من كفار ومنافقين في اقصاء الاسلام عن الحكم والرضا بحكومة علمانية ديموقراطية فهذا خيانة للجهاد وضرب من ضروب الموالاة للكفار والمنافقين

ومن موالاة الكفار التي يقع فيها بعض الفصائل المجاهدة وهي خطيرة أن يستعينوا أو يقبلو بعرض الكفار لمساعدتهم لقتال فصيل آخر من فصائل المجاهدين مهما كان عند هذا الفصيل أو ذاك من أخطاء أو بدع فما دام أنه من أهل القبلة ويقاتل الكفرة فإن قبول مساعدة الكافر في حربه بغطاء جوي أو مساعدات لو جستيه يعد نوع من أنواع الموالاة للكفار على المسلمين ولا سيما اذا كان الكافر المستعان به له التمكين والصدارة والكلمة

الصورة السابعة :
التألم لما يصيب الكفار في ديارهم من الكوارث أو قتل من يقتل منهم من رعايا الدول التي أعلنت حربها على المسلمين أو المسيئين لدين الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم أو من اللوطية والشاذين منهم والتعاطف معهم وتعزيتهم في الوقت الذي لا نجد مثل هذا التعاطف والتناصر مع اخواننا المسلمين وما يعانونه من ما يقوم به الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا الطاغية من قتل وتشريد وتعذيب مئات الآلاف من المسلمين أطفالاً ونساءً ورجالاً بطائراتهم المسيرة وغير المسيرة.
إن مثل هذه الموقف تدل على ضعف الولاء للمؤمنين وضعف البراءة من الكافرين.

الصورة الثامنة :
وهذه الصورة شائعة في أوساط مجتمعات المسلمين ولم يسلم منها إلا من رحم الله تعالى ألا وهي التشبه بالكفار في هديهم وعاداتهم ولباسهم ومآكلهم وأعيادهم مما يعد سمة لهم وهدياً معروفاً لهم والمقصود الإشارة إلى هذا النوع من موالاة الكفار وليس المقام مقام تفصيل هذه الأحوال ومن أرد التوسع في مسالة التشبه بالكفار وصوره وأحكامه فليرجع إلى الكتاب النفيس لشيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم )

ومما يلحق بهذه الصورة مؤانسة الكفار لغير مصلحة والانبساط معهم وتقديمهم في المجالس واحترامهم ومداهنتهم بالسكوت على المنكرات والمجاهرة بها وتهنئتهم بأعيادهم ومشاركتهم فيها وغيرها من صور المداهنة.

الطرف الثاني : أهل الإفراط والغلو:
وهذا هو الفريق الثاني الذي مال بقضية الولاء والبراء عن طريق أهل الاستقامة والعدل حيث جنح في مسألة الولاء والبراء الى التشديد فيها بأن أدخل في موالاة الكفار ماليس منها أو جعل الصورة المحرمة من موالاة الكفار ولاءً مكفراً مخرجاً من الملة . أو نظر إلى المداراة المطلوبة شرعاً مع الكافر المتسلط بأنها نوع من أنواع المداهنة والموالاة المكفرة ولم يراع أبواب السياسة الشرعية وفقه الموازنات فيما يواجه بعض الدعاة والمجاهدين من نوازل وتعارضات بين المصالح والمفاسد. هذا وإن كنا نقدر حرص هذا الطرف وغيرته على الدين وثوابته ونفترض حسن قصده إن شاء الله تعالى إلا أن حسن القصد إن لم يقترن بصحة الفهم للمناط المكفر وغير المكفر من الولاء والبراء وفهم الواقع ومدى توافر الشروط وانتفاء الموانع فقد يجنح بصاحبه إلى مجانبة الصواب في المواقف والأحكام فالعبرة بموافقة العمل للشريعة فإن كان مخالفاً لها فلا أثر لحسن النية في الحكم على الفعل ومن خطورة هذه المواقف المتشددة أنها لا تقف عند مجرد الحكم بالكفر والردة على ماتراه من وقوع في الموالاة المكفرة بل يواكب ذلك غالباً عندها استباحة الدماء والأموال لمن وقع في هذا النوع من الموالاة ولتوضيح ماذكر أسوق بعض الصور لهذه المواقف المُفْرِطة :

الصورة الاولى :
النظر الى من يرى جواز العمل السياسي مع الحكومات العلمانية والعمل الديموقراطي هذا من الموالاة المكفرة المخرجة من الملة دون أن ينظر من أصدر هذا الحكم إلى أصناف من يدخلون في العمل الديمقراطي هل هم ملاحدة علمانيون أم إسلاميون من جماعات إسلامية أو مستقلون ودون النظر إلى أهداف الاسلاميين وتأويلاتهم في ذلك وغيرها من المعارضات الشرعية التي تمنع من تكفيره ولا تمنع من تأثيمه ومع أننا لا نوافق على دخول مسلم لمثل هذه المجالس الكفرية ونرى أن في ذلك إثماً عظيماً إلا أننا لا نحكم بكفرهم بمجرد دخولهم لوجود موانع تمنع من ذلك وعليه فإن الحكم على كل من دخل في هذه المجالس أنه وقع في الموالاة المكفرة فيكون بذلك مرتداً فإن هذا نوع من الافراط والغلو في فهم وتطبيق عقيدة الولاء والبراء والأشد من ذلك غلواً تكفير من لم يكفر من دخل في هذه المجالس ـو أجاز ذلك .

الصورة الثانية :
الحكم على من جلس مع الكفارأو حاورهم أو صالحهم من الدعاة والمجاهدين لدرء شرهم عن المسلمين أو *** مصلحة للمسلمين أن ذلك نوع من أنواع الموالاة المكفرة وبالتالي الحكم على أهلها بالردة المستلزمة عندها إباحة الدماء بل وصل الحال إلى أن من يثني عليه الكفار فهو موال لهم موالاة مكفرة وكذلك من اضطر الى الاستعانة بمال ممن يرونه كافراً فإن هذا من الموالاة المكفرة ولا أدري ان كان هذا الفريق قد اطلع على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وما فيها من الجلوس مع الكفار وعقد الصلح معهم واستعانته صلى الله عليه وسلم ببعض المشركين وعتادهم كما جاء ذلك في استعارته لأدرع صفوان ابن أمية يوم حنين ومفاوضة النبي صلى الله عليه وسلم مع غطفان يوم الخندق على نصف ثمار المدينة ليرجعوا ودخوله مكة عندما رجع من الطائف في جوار مطعم ابن عدي وهو كافر . والمقصود أنه ليس كل من جلس مع الكافر وحاوره يكون بذلك مرتداً وإنما لابد من التفصيل . والتكفير وعدمه ينبني على ما ينبثق من هذه الجلسات والحوارات من اتفاقات إذ قد تكون مكفره وقد تكون محرمه وقد تكون جائزه
يذكر الدكتور فهد العجلان حفظه الله تعالى سبباً لهذا الغلو فيقول : (غير أن ما جعل هذه الابواب وكأنها أبواب سهلة ميسورة هو أن البعض يحفظ قواعد كلية عامة فيرى ان المسألة واضحة جدا لا تحتاج لأي بحث أو نظر بل يطبقها مباشرة وحين يأتي من يعارضها لا يرى أن الموضوع يستحق المعارضة وإنما يفتش عن الخلل في دين المعارض او نيته بل حتى من يتحفظ أو يحتاط في الفتيا في قضايا الدماء والتكفير فمن السهولة بمكان أن يرمى بالأرجاء والجهل والخيانة !
فهو يحفظ مثلاً أن ( مظاهرة الكفار على المسلمين من نواقض الاسلام ) أو أن ( التشريع المخالف لما أنزل الله كفر ) وهذا حق لكنه يبني على معرفته الاجمالية اليسيرة لهذه النواقض كافة منظومته القضائية والفقهية مع أن كل طالب علم يدرك أن في هذه النواقض من التفصيلات والدقائق ما يتطلب بحثأ ونظراً وتوقفاً وحين ينتقل الى مرحلة تنزيلها على الوقائع والأعيان فهذا يتطلب تحفظاً أكثر كما ان ما تقتضيه من أحكام فقهية يتطلب علماً أوسع إلا ان صاحب المعرفة الاجمالية لا يدري عنها فيجعل جهله حجة له على جرأته ولهذا قيل أجرأ الناس على التكفير أقلهم علماً به لأنه أصبح يتعامل مع التكفير كمثل مسائل الرياضيات فهي حسابات واضحة ماعليه سوى ان يجمع فيها ويطرح ! ) ا. هـ [موقع أنا المسلم . بتصرف يسير ]

الصورة الثالثة:
الانطلاق من المعرفة الاجمالية لقاعدة ( من لم يكفر الكافر فهو كافر ) الى تكفير كل من لم يكفر من يرونه كافراً بموالاته للكفار في نظرهم دون التفريق بين كفر النوع وكفر العين ودون النظر في هذا الكافر هل هو من الكفار المقطوع بكفرهم كاليهود والنصارى والشيوعيين حيث أن هذه القاعدة تنطبق في حق من لم يكفرهم أما ان تنزل هذه القاعدة على شخص أو أشخاص مشتبه في كفرهم وقد يكون هناك من الموانع مايمنع من تكفيرهم فإن اعمال هذه القاعدة بأن يكفر كل من لم يكفرهم نوع من التحكم والتعصب ومصادرة عقول الاخرين ومواقفهم فكون هذا الشخص عندك قد بان لديك كفره كالشمس فليس لك الحق ان تلزم غيرك ان يكفره لعدم اكتمال البينات والأدلة لديه .

الصورة الرابعة :
وهي من أشد أنواع الغلو ألا وهي تكفير المخالف المنتقد لأفكار أهل الغلو والافراط ورفضه الانحياز اليهم بحجة وقوفه أمام المشروع الاسلامي لاقامة شرع الله عز وجل وهكذا يتحول الموضوع إلى تعصب وصراع حزبي يكون فيه الحزب هو الاسلام فمن حاربه فهو محارب للاسلام مرتد مباح الدم ، ومن كان مع الحزب فهو المؤمن الموحد المجاهد . ومن كان خارجه فإنه وان لم يكن كافراً فهو على خطر في إيمانه وولائه.
يتحدث دكتور فهد العجلان عن مفاسد الخصومة الحزبية فيقول :
(الخصومة الحزبية تعمي الشخص عن الواجب الشرعي المطلوب اتخاذه قبل نسبه أحد إلى قول أو فعل كفري فقد يكون الفعل أو القول كفراً لاشك فيه إنما قبل ان تنزله على أحد من الناس لابد ان تكون لديك دلائل قطعية تثبت ذلك غير ان الخصومة الحزبية تعمي فئة من الناس فتغير كل المعاير البديهية للتثبت فيكون من السهل جدا ان يكفر شخصاً او ربما جماعة بل تياراً واسعاً من الناس بناء على خبر في صحيفة غربية قرأها على الشبكة الاجتماعية أومن ترجمة من لا يدري حتى ما مصدرها وحين يطالب بالاثبات العلمي الذي يتطلب دقة موضوعية ومنهجية فإنه يبدأ بسرد مايفعل هذا التيار وما تقع فيه هذه الجماعات بما يعني ان الإشكال الحزبي والصراع مع الجماعات كان هو الدافع الأكبر للتكفير بما خفف من وسائل الاثبات فأصبح يبحث بعدها عن أي شيء ليستند إليه ..) [ موقع أنا المسلم ] .

الصورة الخامسة :
الغلو في الحب والموالاة لشيخ او جماعة بحيث يحمله هذا الغلو في المحبوب على الطاعة المطلقة له وكأنه معصوم لا يخطئ ومن ذلك الانطلاق في تكفير وردة شخص أو جماعة في كونه وقع في الموالاة المكفرة لا من بحث علمي شرعي ولا معرفة بحال الشخص والجماعة إنما لمجرد ان القائد الفلاني في حزبه وجماعته كفرهم دون ان يأتي بالمبررات الشرعية والواقعية لهذا الحكم وإنما مجرد التقليد والثقة العمياء بما يقوله شيخه او تتبناه جماعته لغلوه في حبه له وبغضه لمخالفه بل ان الامر في الحب والتقليد الاعمى للشيخ او الحزب ليصل ان ينفذ التابع امر متبوعه المطاع في استباحته الدماء دون ان يعرف التابع المقلد أسباب الاستباحة الشرعية وانما لمجرد ان قائده او شيخه امره بذلك، وليتدبر هؤلاء المقلدون النصين التاليين ليعلموا منهما منهج السلف في الاتباع والتثبت وعدم التقليد الأعمى لشخص غير الرسول صلى الله عليه وسلم ولو كان محبوباً:
روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه بسنده عن حرمله- مولى أسامة – قال أرسلني أسامةُ إلى عليّ وقال: إنه سيسألُكَ الآن فيقول: ما خَلَّفَ صاحبك؟ فَقُلْ له: يقول لك: لو كُنْتَ في شِدْقِ الأسَدِ؛ لأَحْبَبْتُ أن أكون معك فيه، ولكن هذا أَمْرٌ لم أرَهُ.(البخاري 6665)
كما روى البخاري رحمه الله تعالى بسنده إلى سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن أبيه قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرناه فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده فقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين( البخاري 3992)

كلمتان اخيرتان
=======

الأولى : أنصح نفسي وإخواني الدعاة والمجاهدين بأن نتقي الله عز وجل في انفسنا وامتنا وان نخاف الموقف العظيم بين يدي الله عز وجل يوم يقوم الناس لرب العالمين ويسألنا عن مواقفنا واحكامنا في هذه الاحداث هل اتقينا الله وتحرينا الحق فيها (ستكتب شهادتهم ويسألون ) فما جوابنا وعذرنا عند الله عز وجل وهاهي أمم الكفر قد رمتنا عن قوس واحدة اليهود والنصارى الصليبيون والروس الملاحدة والرافضة الباطنيون والمنافقون من بني جلدتنا وقد تناسوا خلافاتهم في حربهم لنا فهلا تناسينا خلافاتنا في حربنا لهم {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير } [الأنفال 73 ]

الثانية ينبغي ان نعلم بأن رأس الافعى في هذه الحرب المشبوبة على المسلمين هي امريكا الطاغية دون التهوين من شركائها في هذه الحرب . ان المشروع الامريكي هو الاخطر في المنطقة فينبغي على الدعاة والمجاهدين ان يعوا هذا الخطر . أقول هذا القول لما لمسته من غفلة عن هذا المشروع مقابل المشروع الإيراني والروسي في المنطقة الذي أخذ حقه من البيان والفضح لقد نجحت امريكا الى حد كبير في صرف انظار كثير من السلمين ومنهم بعض الدعاة والمجاهدين عن خطرها وحاولت توجيه الكره والعداوة إلى ايران ومشروعها الرافضي فكثرت البيانات والتحذيرات من الخطر الصفوي وهذا حق وواجب ولكن هذا يجب أن لايصرفنا عن خطر وجرائم المشروع الامريكي ومن سار في فلكه فإنهم أخطر مايكون على المسلمين بل ان المشروع الصفوي الرافضي إن هو إلا أداة من أدوات تنفيذ المشروع الامريكي وتمريره في المنطقة فينبغي أن يأخذ حقه من الفضح ويبان خطره وأن لا ينسينا الحديث عن خطر المشروع الصفوي بيان الخطر الامريكي وضرورة التصدي له ولألاعيبه واهدافه .
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون إهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء الي صراط مستقيم
والحمدلله رب العالمين
حرر في 12 / شوال / 1437 هـ


https://youtu.be/MDb4ZcWv2i0
---------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الإفراط, الولاء, والبراء, والتفريط


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الولاء والبراء بين الإفراط والتفريط
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مفهوم التسامح بين الإفراط والتفريط عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 05-18-2015 10:03 AM
صحة الولاء والبراء عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 03-18-2015 08:14 AM
بيان عقيدة الولاء والبراء حول غزة عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 07-17-2014 04:22 AM
الإفراط في تناول الملح قد يؤدي إلى الوفاة عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 12-03-2013 08:27 AM
أثر الاختلاف على عقيدة الولاء والبراء عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 06-10-2013 06:40 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59