#1  
قديم 06-19-2015, 07:26 AM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي عذراً رمضان ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحيَّاكم الله وبيّاكم، وسدد على طريق الحق خطاي وخطاكم ..

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعني وإياكم في دار كرامته إخواناً على سرر متقابلين ..

أسأله سبحانه أن يحفظني وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يجعلنا هداة مهتدين لاضالين ولا مضلين ..

عنوان في هذا المكان المبارك مع هذا الحضور المبارك:

عذراً رمضان ..

عذراً مضان

لماذا الموضوع ومم سيتكون؟!..

لماذا الاعتذار؟!.

ثم شهر رمضان .

ثم المطلوب منكَ ومنكِ ومني .

ثم الغرباء مع الصيام .

ثم أنواع الصائمين .

ثم النداء الأخير.

- لماذا الاعتذار ؟!.

الاعتذار لأننا في كل عام نكرر نفس الخطأ والأخطاء مع رمضان ..

قبل دخوله - أي قبل دخول رمضان - بأيام نعد أنفسنا ونمنيها ..

سنصنع كذا ..

وسنقوم من الليالي كذا وكذا ..

سنختم القرآن مرات ومرات ..

وسنبذل من الصدقات ..

ثم ما إن يدخل رمضان وتمضي أول الأيام حتى تفشل المخططات وتذهب الأمنيات ..

أتدري ؟؟!! أتدرين ما السبب؟؟!!

السبب أننا نريد أن نلزم أنفسنا بأعمال ما تعودناها ..نريد أن نلزم أنفسنا بأعمال ما تعودناها قبل رمضان ..

فلا عجب سرعان ما تفشل المخططات ..

متى عهدنا بالقيام، وختم القرآن، ومداومة الصيام ؟! ..

أما همم فكان العام كله عندهم رمضان.. فإذا دخل عليهم ارتفعت الهمم فزادوا في القربات ..

كنا في العام الماضي في مثل هذه الأيام نرقب شهر الصوم ونتحراه ثم ماذا !!..

عام كامل بأيامه وليلاليه قد قوَّض خيامه، وطوى بساطه، وشدَّ رحاله بما قدمنا فيه من خير أو شر، وصدق الله {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً}،{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً}،{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}، وصدق الله حين قال: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ}.

قال ابن كثير رحمه الله: تمر بنا الأيام تترى، وإنما نساق إلى الآجال والعين تنظر ..

إنَّ الدقائق والثواني التي ذهبت من أعمارنا لن تعود، ولو أنفقنا جبال الأرض ذهباً وفضة..

اعلم واعلمي.. أنَّ الأنفاس معدودة والآجال محدودة ..

واعلم واعلمي ..أنّّ من أعظم نعم الله علينا أن مدّ في أعمارنا وجعلنا ندرك هذا الشهر العظيم إن أدركناه ..

فكم غيَّب الموت من صاحب، ووارى التراب من حبيب ..

تذكروا من صام معنا العام الماضي وصلى العيد، ثم أين هو؟! وأين هي الآن ؟!..غيبهم الموت وواراهم التراب، ونسيهم الأهل والأحباب ..

اجعل واجعلي لكِ من هذا الحديث نصيباً، قال صلى الله عليه وسلم: <<اغتنم خمساً قبل خمس: اغتنم حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك>> راوه الحاكم ..

احرصوا رعاكم الله أن تكونوا من خيار الناس كما قال صلى الله عليه وسلم وأخبر حين سُئل:
أي الناس خير ؟! أي الناس خير ؟! قال: <<من طال عمره وحسن عمله>>..

إلهي ثكلت خواطرٌ أنست بغيرك ***** عدمتُ قلباً يحب سواك

كيف لا يُبشّر المؤمن بفتح أبواب الجنان !.

كيف لا يُبشّر المذنب بغلق أبواب النيران !.

كيف لا يُبشّر العاقل بوقت يُغلّ فيه الشيطان !.

من أين يشبه هذا الزمان زمان ؟!

قال معلى ابن الفضل: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتتقبل منهم رمضان.

وقال يحيى ابن كثير كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً يا رب الأنام .

فمرحب بشهر طيب مبارك كريم .

في رمضان أُنزل القرآن والكتب السماوية ..

في رمضان الشفاعة بالصيام والقرآن..

في رمضان التراويح والتهجد..

في رمضان التوبة وتكفير الذنوب ..

في رمضان تصفد الشياطين ..

في رمضان تغلق أبواب الجحيم وتفتح أبواب الجنان ..

في رمضان الجود والإحسان والعتق من النيران ..

في رمضان الصبر والشكر والدعاء ..

في رمضان مضاعفة الحسنات وليلة القدر ..

رمضـــان شهـــر الجـهــاد والانـتصـار ***** تجمعنا محبة الله لا مالٌ ولا جاهُ
مــن كـــل ذي خشيــة لله ذي ولــعٍ ***** بالخيــر تـعرفــه دومــاً بسيمــاهُ
قد قدّروا مواسم الخيرات فاستبقوا ***** والاستبـاق هنـا المحمود عقباهُ
صـامـوه قــامـوه إيـمـانـاً واحتـسابـاً ***** أحيوه طوعاً ومـا في الخيـر إكراهُ
وكلهــم بــآيـات القـــرآن منـدمــجـاً ***** كأنه الــدم يســري في خــلايــاهُ
فالآذان سـامـعـة...والعيــن دامعـــة ***** والــروح خــاشعـة...والقــلـب أوّاهُ

و(الجهل): قال هو العدوان على الناس وعدم الحلم.

فالمطلوب مني ومنكَ ومنكِ :

والتقوى في أبسط معانيها: فعل المأمور وترك المحذور ..

فهل ترانا حققنا هذا بصيامنا!! أم نحن ممن بالنهار يتقيه وبالليل يعصيه!!!.

أكرم ما أسررت، وأزين ما أظهرت، وأفضل ما ادخرت، والآخرة عند ربك للمتقين.

إليك موجزاً وبعضاً من أخبار المتقين ..

قال البخاري: ما اغتبت مسلماً منذ احتلمت .

وقال الشافعي: ما حلفت بالله صادقاً ولا كاذباً، ولو أعلم أنَّ الماء يفسد علي مروءتي ما شربته.

قيل لمحمد بن واسع: لمَ لا تتكأ ؟!
قال: إنما يتكأ الآمن وأنا لا زلت خائفاً .. إنما يتكأ الآمن وأنا لا زلت خائفاً ..

وقُرأ على عبد الله بن وهب: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} فسقط مغشياً عليه .

وحج مسروق فما نام إلا ساجداً .

وقال أحدهم: ما كذبت منذ علمت أنَّ الكذب يضر أهله ..

وقال أبوسليمان الدارني: كل يوم أنا أنظر في المرآة هل اسودَّ وجهي من الذنوب ..

هذا حالهم ..فكيف هو حالي وحالك ؟؟!!..

لبسنا الجديد، وأكلنا الثريد، ونسينا الوعيد، وأمّلنا الأمل البعيد .. رحماك يا رب ..

لماذا تريد الحياة ؟! ..

لماذا تعشق العيش ؟! ..

إذا لم تدمع العينان من خشية الله جل في علاه !!..

إذا لم نصم الهواجر، ونخفي الصدقات !!..

هل العيش إلا هذا ؟؟!!..

هذه أخبارهم {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}

قتلوه وقد كان صائماً والمصحف بين يديه والدموع على لحيته وخديه .. حبيب محمد ووزير صدقٍ ورابع خير من وطأ التراب .

أما أبو طلحة الأنصاري الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: <<لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل>> ..عن أنس رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الغزو .. فلما قُبض النبي صلى الله عليه وسلم لم أره يفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر.

أما حكيم الأمة وسيد القراء أبا الدرداء فقد قال: لقد كنت تاجراً قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم، فلما بُعث زاولت العبادة والتجارة فلم يجتمعا فأخذت بالعبادة وتركت التجارة.. تقول عنه زوجه: لم تكن له حاجة في الدنيا، يقوم الليل ويصوم النهار ما يفتر لله درهم..

أما من خبر الإمام القدوة المتعبد المتهجد عبد الله بن عمر فيكفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: <<نعمَ العبد عبد الله>> .. قال عنه نافع: كان ابن عمر لا يصوم في السفر ولا يكاد يفطر في الحضر.

أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً فأتيته فقلت يا رسول الله: ادعو الله لي بالشهادة، فقال: <<اللهم سلمهم وغنمهم>> فغزونا فسلمنا وغنمنا .. حتى ذكر ذلك ثلاثة مرات، قال ثم أتيته فقلت: يا رسول الله: إني أتيتك تترى – يعني ثلاث مرات – أسألك أن تدعو لي بالشهادة فقلت: <<اللهم سلمهم وغنمهم>> فسلمنا وغنمنا .. يا رسول الله فمرني بعمل أدخل به الجنة .. مرني بعمل أدخل به الجنة، فقال <<عليك بالصوم فإنه لامثل له>>، قال فكان أبو أمامة لا يُرى في بيته الدخان نهاراً إلا إذا نزل بهم ضيف، فإذا رأوا الدخان نهاراً عرف الناس أنهم قد اعتراهم الضيوف ..

{إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً}

وهذا خبر أخير عن المُبشر المحزون، المستتر المخزون، تجرد من التلاد وتشمر للجهاد وقدم العتاد للمعاد: العلاء بن زياد .. كان ربانياً تقياً قانتاً لله بكّاءً من خشية الله ..

عن هشام بن حسان أن العلاء بن زياد كان قوت نفسه رغيفاً كل يوم .. كان يصوم حتى يخضر أو يصلي حتى يسقط .. فدخل عليه أنس بن مالك والحسن فقالا له: إن الله تعالى لم يأمرك بهذا كله، فقال: إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئاً إلا جئته..

قال له رجل يوما: رأيت كأنك في الجنة، فقال له: ويحك أما وجد الشيطان أحداً يسخر به غيري وغيرك .. قال له رجل: إني رأيتك في الجنة، فقال له: ويحك أما وجد الشيطان أحداً يسخر به غيري وغيرك ..

قال سلمة بن سعيد: رُؤي العلاء بن زياد أنه من أهل الجنة فمكث ثلاثاً لا ترقأ له دمعة ولا يكتحل بنوم ولا يذوق طعاماً، فأتاه الحسن فقال: أي أخي أتقتل نفسك أن بُشرت بالجنة!! فازداد بكاءً، فلم يفارقه حتى أمسى وكان صائماً فطعم شيئا من الطعام..

قال سبحانه: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً}.

للهِ دَرُهمْ كمْ علتْ بهم الهمم، وأي كلام يترجم فعلهم ..

ولكِ أنتِ من أخبار النساء أيضاً

وعن عروة أنَّ عائشة كانت تسرد الصيام ..

قال القاسم: كانت تصوم الدهر لا تفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر ..

بعث لها معاوية مرة بمائة ألف درهم فقسّمتها ولم تترك منها شيئاً، فقالت بريرة: أنت صائمة فهلا ابتعت لنا منها بدرهم لحماً، فقالت: لا تعنفيني، لو كنت أذكرتني لفعلت ..

إنها الصديقة بنت الصديق، العتيقة بنت العتيق، حبيبة ******، وأليفة القريب، المبرأة من العيوب رضي الله عنها وأرضاها ...

أما القوَّامة الصوّامة حفصة بنت عمر رضي الله عنها وعن أبيها وعن أخوتها وآل عمر .. وارثة الصحيفة، الجامعة للكتاب ..

فعن قيس بن زيد أنَّ النبي صل الله عليه وسلم طلق حفصة فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون، فبكت وقالت: والله ما طلقتني عن شبع .. والله ما طلقني عن شبع، فإذا بالنبي صل الله عليه وسلم قد أقبل فت***بت رضي الله عنها، قال فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: << إنَّ جبريل قد أتاني فقال: راجع حفصة فإنها صوّامة قوَّامه، وإنها زوجتك في الجنة>> فأي شهادة أعظم من شهادة الله وجبريل لحفصة رضي الله عنها، وأنعم بها من عبادة كانت سبباً لرجوع أم المؤمنين حفصة إلى رسولنا صلى الله عليه وسلم لتبقى له زوجة في الجنة .

قال نافع: ماتت حفصة حتى ما تفطر..

عن سعيد بن عبد العزيز قال: ما بالشام ولا بالعراق أفضل من رحمة العابدة مولاة معاوية .. دخل عليها نفر من القرّاء فكلموها لترفق بنفسها، فقالت: ما لي وللرفق بها فإنما هي أيام مبادرة وأيام معدودة فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غداً ..

والله يا أخوتاه ..

لأصلينَّ لله ما أقلتني جوارحي ..

ولأصومنَّ له أيام حياتي ..

ولأبكينَّ له ما حملت الماء عيناي ..

ثم قالت: أيكم يأمر عبده فيحب أن يقصر في حقه !!..

ولقد قامت رحمها الله حتى أُقعدت ..

وصامت اسودت ..

وبكيت حتى فقدت بصرها ..

كانت تقول: علمي بنفسي قرّح فؤادي وكَلَمَ قلبي .. والله لوددت أن الله لم يخلقني ولم أكُ شيئاً مذكوراً.

عذراً رمضان ..

فـلــو كــان الـنســاء كـمــا ذكــرنَّ ***** لفُضلّت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب ***** ومــا التــذكير فــخرٌ للـهــلال

أنواع الصائمين :
ومن صام عن الذنوب والعصيان، وأفطر على طاعة الرحمن فإنه: صائم رضا .

ومن صام عن القبائح، وأفطر على التوبة لعلام الغيوب فهو : صائم تقى .

ومن صام عن الغيبة والنميمة والبهتان، وأفطر على تلاوة القرآن فهو : صائم رشيد.

ومن صام المنكر، وأفطر على الفكرة والاعتبار فهو : صائم سعيد .

ومن صام عن الرياء والانتقاص، وأفطر على التواضع والإخلاص فهو: صائم سالم.

ومن صام عن خلاف النفس والهوى، وأفطر على الشكر والرضا فهو : صائم غانم .

ومن صام عن قبيح أفعاله، وأفطر على تقصير آماله فهو : صائم مشاهد.

ومن صام عن طول أمله، وأفطر على تقريب أجله فهو : صائم زاهد.

قال ابن القيم : الصوم لجام المتقين، وجنة المحاربين، ورياضة الأبرار المقربين لرب العالمين ..

يكفيك قول الله: ( الصوم لي ) ( الصوم لي وأنا أجزي به )

يا قادماً بالتقى في عينك الحب ***** طال اشتياقي فكم يهفو لكم قلب
صبرت عاماً أمنّي قـرب عـودتكم ***** نفسي فهل يدنـو لكم بــها سـرب
قل هلَّ طيفكـم فاخضـر عـامــرنا ***** والله أكــرمنــا إذ جــاءنــا الخــصــب
ففيكــم يــرتقــي الأبــرار منــزلةً ***** والخاملون كسالى زرعهـم جـدب

قالوا في الصيام:

الصوم : لذة الحرمان .

وقالوا : الصوم رجولة مستعلنة، وإرادة مستعلية .

وقالوا : رمضان شهر الحرية عما سوى الله، وفي الحرية تمام العبودية، وفي تحقيق العبودية تمام الحرية.

قالوا: رمضان شهر القوة ( فليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) .

قالوا : الصوم صبر وطاعة ونظام ..

أترون أمة من الأمم تتحلى بهذه الصفات ثم تجد سبيلها إلى الانهيار ؟؟!!..

صبر وطاعة ونظام ..

أترون جيشاً يتحلى بهذه الأخلاق القوية ثم يجد نفسه على عتبة الهزيمة ؟؟!!..
فلا تنسى ولا تنسي وأنت تصوم وأنت تصومين إن الله يريد أن يجعلنا بالصيام مثال القوي الأمين ..

فحذار حذار أن ينسلخ عنا رمضان ونحن كالضعيف الخائن ..

أحبتي لن يتسع المقام حتى نذكر حال الغرباء مع القيام ومع تلاوة القرآن ..

لن يتسع المقام لذكر أخبار الغرباء مع التضرع والدعاء والبذل والعطاء ..

ولن يتسع المقام لذكر بطولات الغرباء وصولاتهم وجولاتهم في ساحات الجهاد في رمضان..

لكن حسبنا ما سمعنا وذكرنا من أخبارهم واللبيب بالإشارة يفهم ..

عذراً رمضان ..

اسمع شيئاً من أخبارنا، واسمعي بارك الله فيك ولنقل جميعاً بأعلى الصوت:

عذراً رمضان ..

عذراً رمضان ..

أما أهل الوظائف فسهر بالليل ثم كسل وخمول طوال النهار ..

والنتيجة لوم وتوبيخ وخطابات إنذار .

آخر يقول أنا أحسن من غيري حيث يتسنى لي النوم في المكتب ..

ضاعت الأمانات التي قامت عليها الأرض والسماوات .

ففي لقاءات مع بعض الأئمة تحدث بعضهم مستبشرين بزيادة المصلين في رمضان وإقبال الناس على الطاعة..

وعبّر آخرون عن حزنهم لحال المتخاذلين حتى في رمضان ..

وقال آخر إنهم يزدادون في صلاة الفجر حتى يمتلأ المسجد بهم ، ولكنا لا نكاد نراهم في صلاة الظهر والعصر، فقد انقلبت عندهم الحياة .. الليل نهار، والنهار ليل ..

أما في الأسواق فاسمع الأخبار من رجال الهيئات والأخبار...

أما في المقاهي فسُئل أحد العاملين في إحدى المقاهي عن الفرق بالنسبة لهم عن العمل في رمضان وفي غير رمضان فأجاب: إن العمل في رمضان يكون أكثر تعباً وإرهاقاً حيث يكثر الزبائن ويزدحمون بمعدل النصف عن غير رمضان ..

يمضون ليلهم كله في المقاهي بين شيشة وورق ودخان .. كيف لا نقول

أما الأبناء فعلى الأرصفة والطرقات .. صخب ولهو ..

فاسأل نفسك أين الراعي عن الرعية ؟!...

أما النساء فسهرات نسائية وانشغال في إعداد أصناف الحلويات والمشروبات والمأكولات .. أمن أجل هذا شرع رمضان؟!!
وأمهات يسهرن حتى الفجر في انتظار الأولاد الذين لا يعودون إلا في هذه الأوقات المتأخرة .

أما الأسواق والمجمعات فحدث ولا حرج..

فأين العبادة ؟! أين الجد والاجتهاد ؟!

أليست الأعمار محدودة ؟!

يقول أحدهم أنام بعد الفجر ولا أستيقظ إلا بعد صلاة العصر .. فالنوم عبادة ..

منذ متى وأنت هنا؟ قال: من الساعة الثانية عشرة ..

إلى متى تجلس؟ قال: إلى وقت السحور ..

هل أنت موظف؟ قال: نعم أنا موظف حكومي ..

ألا تتأخر عن دوامك؟ قال: أتأخر قليلاً ثم أكمل النوم في المكتب ..

هذا هو رمضان اليوم .. هذا هو رمضان اليوم عند كثير من الفئات ..

نداء أخير:

ويحٌ لنا.. ما غرنا !!..

ويحٌ لنا.. ما أغفلنا !!..

ويحٌ لنا.. ما أجهلنا !!..

ويحٌ لنا.. لأي شيء خلقنا !!.. أللجنة أم للنار؟؟!!!

يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي ..

يا شموس التقوى والإيمان اطلعي وأشرقي ..

يا صحائف أعمال الصالحين ارتفعي وأبشري ..

يا قلوب الصائمين اخشعي وتتضرعي..

يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي ..

ويا عيون الساهرين لا تهجعي..

ويا ذنوب التائبين اذهبي لا ترجعي..

يا أرض الهوى ابلعي ماءك..

ويا سماء النفوس أقلعي..

يا خواطر العارفين ارتعي ..

يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي ..

قد مُدّت في هذه الأيام موائد الإنعام للصوَّام فما منكم إلا من دعي ..

ورمضان يناديكم ويقول: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} .. {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}

فطوبي لمن أجاب وأصاب، وويل لمن طرد عن الباب ..

يا رب .. يا رب ..

عجباً لمن عرفك ثم أحب غيرك !!..

وعجباً لمن سمع مناديك ثم تأخر عنك !!..

اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بأسوأ ما عندنا ..

اللهم بلغنا رمضان .. اللهم بلغنا رمضان ..اللهم بلغنا رمضان ..

وارزقنا صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً يا ذا الجلال والإكرام ..

اللهم وفقنا فيه لفعل الطاعات..

ووفقنا فيه لترك المعاصي والمنكرات ..

اجمع فيه شملنا .. ووحد فيه صفنا ..

وأصلح فيه ولاة أمورنا ..

وانصر فيه المجاهدين..

وسدد فيه الدعاة والعلماء الربانيين ..


وفق فيه الشباب والشيب .. والنساء والإماء..

لتوبة نصوح واستقامة وثبات حتى الممات يا رب العالمين ..

ربنا ظلمنا أنفسنا وإلا تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .

أستغفر الله العظيم وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..


خالد الراشد

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
رمضان, عذراً


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع عذراً رمضان ..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رمضان عذراً إن عصى الشعر عبدالناصر محمود أخبار ومختارات أدبية 0 06-16-2015 07:29 AM
عذراً..لم يتم العثور على إنسان ! صباح الورد الملتقى العام 6 10-19-2012 08:11 AM
أماه عذراً.. فماذا أكتب عنك..؟ جاسم داود شذرات إسلامية 5 06-16-2012 01:26 AM
عذراً ... انتهت كتاباتي! جاسم داود الملتقى العام 4 05-03-2012 08:58 AM
عذراً ولكن الأم لا تستحق جاسم داود شذرات إسلامية 0 03-23-2012 04:29 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:26 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59