#1  
قديم 08-20-2015, 07:26 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة الليبروصفوية وأخواتها في الخليج


"الليبروصفوية" وأخواتها في الخليج
ـــــــــــــــــ

(أمجد خشافة)
ــــــــ

5 / 11 / 1436 هــ
20 / 8 / 2015 م
ـــــــــ

الليبروصفوية 819082015043052.png


خطاب محموم يزيد حدته في منطقة الخليج كلما قفز للواجهة حدث جديد في دول الجوار ليُحدث حرباَ باردة تشنه رموز التيار الليبرالي وأخواته الذين تتقاطع أهدافهم في العداء على الاسلام السياسي الحركي.
ليست دول الخليج في منأى عن الصراع السياسي الذي يحدث في دول الثورات العربية، بل تتأثرا طرديا، ولكن لا يأخذ ذلك التأثر كل أبعاده بقدر ما يُحدث صدام بيني في إطار الملاسنة والتحريض الموتور ينال النصيب الأكبر منه أصحاب التيارات الاسلامية الحركية.
وبرغم أن تاريخ الصدام المفاهيمي والفكري بين التيار الليبرالي والإسلامي الحركي قديم، إلا أن سرعة الأحداث التي ضربت في المنطقة العربية، وتأثرت بفعل ذلك دول الخليج أضافت تيارات جديدة مثل -فيما بات يُعرف- التيار الجامي، أو المدخلي[1]، فاشتدت وتيرة الخلافات للعلن حتى أصبح هناك من يتخوف من فرز مجتمعي ضغائني ضارب في جذوره.
استنطاق مكامن الصدام
هناك إشكالية واضحة لا تزال هي من تُصعد من حالة الصدام بين التيار الليبرالي والإسلامي، واستقواء الأول على الثاني في الحالة الخليجية، فعامل "النموذج النظامي" لبعض هذه الدول كان ولا يزال أحد الأسباب الرئيسية لتعرض الاسلام السياسي للتحريض، والمناهضة.
وأياً كان، فإن الصدام بين تلك الأطراف يكمن في بُعدين جوهريين:
أولاً-صدام فكري
تعتبر السعودية أكثر دول الخليج تشهد حراك فكري بين الإسلاميين والليبراليين، بل ويعتبر البعض أن الخصومة فيما بين هذين التيارين لم تعد موجودة سوى في السعودية فقط وتنتهي بحدودها.
وشكَل أول منعطف لظهور الصدام الفكري في المملكة عقب أحداث 11 سبتمبر، حين تم تقليص نفوذ بعض المؤسسات الخيرية الأمر الذي أتاح للتيارات الأخرى هامشا كبيرا من الحركة.
وقد أشعل تأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية في جدة والسماح بالاختلاط جدلا واسعا لتكون هي الشرارة التي أثارت ملفات فكرية أخرى، وفتحت مجالاً واسعاً أمام التيار الليبرالي داخل المؤسسات، كالتعليم على حساب التيار السلفي".[2]
ورغم الجدل الواسع الذي تلى بعد ذلك بين التيارين إلا أن أبرز المفاهيم الفكرية التي ارتكز عليها التيار الليبرالي ووجهوها لرموز التيار الاسلامي (الاخوان والسلفية الحركية)، حول قدرتهم على تبني الهوية الوطنية، وعن الانسجام مع التعدد والاختلاف الفكري، ورعاية الاثنيات والطوائف والتعامل معها بميثاق وطني.
واعتبر أحد الليبراليين أن "التحدي المركزي الذي يواجه الفكر الإسلامي هو مفهوم التعددية بمظاهرها المختلفة الفكرية والدينية والسياسية والثقافية واللغوية والعرقية".[3]
ظل الليبراليون يقدمون أنفسهم للرأي العام كمثاليين عبر هذه المفاهيم، لكنهم، وعبرها، استمروا في نقضها في نفس الوقت حين ظهر خطاب تحريضي مُناهض، ينقض عمليا كل مرتكزات الليبرالية المثالية القائمة على (احترام حرية التفكير والرأي)، بل وتوزيع التهم على خصومهم "بالتطرف والارهاب".
في المقابل كتبت شخصيات سعودية كانت في وقتٍ سابق تتبنى الفكر الليبرالي، وكشفت عن ازدواجية الليبراليين، حيث اعتبر خالد الغنامي "أن الليبرالية دخلت السعودية كمنتج مستورد من الخارج ليدخل من جمارك التنوير الديني، ثم أصبحت الليبرالية بوابة لكل عدو كاره لمجتمعنا ساعٍ لتفتيته. فكل من يكره شخصيتنا ومذهبنا ومنهجنا وديننا، لم يكن يحتاج إلا أن يُقدِّم نفسه على أنه (ليبرالي) لكي يأخذه الليبراليون بالأحضان ويُوجِّهون له الدعوات ليكون واحداً منهم، واحداً من المثقفين المتحررين من التقليد".[4]
في نفس الوقت، وظف الليبراليون أكبر قدر ممكن للهجوم على الاسلام السياسي، واستغلوا سلطتهم في وسائل التأثير على الرأي العام، مثل الاعلام، وحتى الجماعات التي ليس لها أي صله فكرية مع الليبراليين مثل الصفوية تقاطعت مصالحهم الفكرية في السعي لتهشيم صورة الاسلام السياسي.
وكتب المفكر الفرنسي "شارل سان برو" عن القاسم المشترك بين التيارات الفكرية المعادية للإسلام السياسي السني فقال: "وتجدر الإشارة إلى أن كل التيارات الفكرية المعادية للعرب، خصوصاً تلك التي وقعت تحت تأثير الفُرْس، لم تترك فرصة إلا واستغلتها في بخس مزايا المذهب الحنبلي الذي عُدَّ بمنزلة جوهر السلفية الإسلامية والتعبير الأكثر ترسخاً عن النزعة العربية الإسلامية".[5]
ومن هذا التحالف النفعي، أصبح مصطلح الليبروصفوية هو الأكثر انتشارا كظاهرة عدائية في الخليج بشكل عام والسعودية تحديدا ضد الاسلام السياسي.
إذا نأتي للتساؤل هل هناك صدام سياسي رديف للصدام الفكري؟
العمل السياسي هو نتاج فكري، ولمحدودية الحراك والعمل السياسي في دول الخليج، فإن الصراعات بين الليبرالية والإسلام السياسي لا تزال في دائرة المفاهيم والافكار.
وهنا يقول أحد الليبراليين لا يزال الصراع في السعودية بين الليبراليين والاسلام السياسي صراع فكري، في الوقت الذي تجاوزته حركة الإخوان في تونس ومصر.
لكن الأكثر دقة لتوصيف الصراع هو أن صعود حركة الإخوان والسلفية الحركية لمراكز القرار السياسي في مصر وتونس واليمن وليبيا في 2011م، نقلهم من دائرة الخلاف الفكري إلى دائرة الخلاف السياسي، في المقابل لم يجد التياران في الخليج أي شيء سوى النقد في تلك البلدان، غالبا، عبر الإعلام، الأمر الذي أرجعهم إلى الصدام المفاهيمي والفكري.

ما بعد الثورات العربية

عقب الثورات العربية وجدت حركات الاسلامي السياسي في الخليج متنفس للحديث عن الإصلاحات السياسية، بل وحدث أن ارتفعت أصواتهم، على غير العادة، لكن ذلك قوبل بتوجس واضح من الأنظمة الخليجية.
في دولة الإمارات دفعت حركة الإخوان بـ133 من الأكاديميين والصحفيين ونشطاء المجتمع المدني الإماراتي بتوقيع عريضة تطالب رئيس الدولة بإنشاء برلمان منتخب ومنحه الصلاحيات التشريعية.
واعتبرت هذه القائمة بأن فيها شخصيات من الإخوان التي لها حساسية مع البلد، الأمر جعل بعضهم يرى أنه في حال اعترفت الإمارات بمطالب العريضة التي وقع عليها هؤلاء الأشخاص، فإن ذلك يعني بطبيعة الحال تأكيداً واعترافاً بشرعية مطالب أعضاء حركة الإخوان المسلمين.”.[6]
وفي السعودية برز الدكتور عوض القرني بشكل واضح في المطالبة بمحاربة "التغريبيين"، الأمر الذي جعل الليبراليون يفهمون أنها موجهة إليهم.[7]
وأثناء ما كانت الثورات العربية محتدمة، وصوت الإسلاميين مرتفع في الخليج، بدأت عملية مزاوجة بين التيار الليبرالي مع التيار الجامي للحد من تصعيد وخطاب رموز حركة الإخوان والسلفية الحركية.
فالليبراليون ليدهم ثأر فكري مع الاخوان والسلفية الحركية، والجامية لديهم مفهوم صارم حول "البقاء على الأصل" في البلدان العربية "وطاعة ولي الأمر"، مما أدى إلى ظهور مصطلح "الليبروجامية" في أوساط المجتمع الخليجي.
تصاعدت وتيرة الصراع، وذهب بعض الكتاب الليبراليين والناشطين في السعودية أكثر في التحريض، واعتبار تحركات ونشاط الإخوان والسلفيين بأنها متطرفة، وتدعم "الإرهاب"، واُتخذ من وسائل التواصل الاجتماعي وبالتحديد "تويتر" ميدان لسلخ الأشخاص وتعليقهم في عمدان التطرف.
يقول قينان الغامدي في تغريده له على "تويتر" متهماً أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية بأن فكرهم "داعشي"، فيما يعتبر إبراهيم المديميغ في تغريدتين له "أن داعش ليست مجرد عصابة، بل جماعة تتغذى من ثقافتنا، وتنمو وتنتشر بين ظهرانينا، وأن الذين يحرضون على القتل قوم من بني جلدتنا"، في أشاره على الإسلاميين.
ربما بروز تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا، وانطباع الرأي العام الدولي والاقليمي بوصفها جماعة "عنيفة"، سهل للناشطين الليبراليين التهكم على خصومهم ومُجارات لذلك المنطق لتهشيم صورة الإسلاميين في المجتمع، والتحريض على مدارس القرآن الكريم والمخيمات الصيفية، بل وأن ما يقوم به تنظيم "الدولة الاسلامية" ليس سوى "وفق فتاوى سلفية".[8]
في المقابل يرد الكاتب الاسلامي أحمد راشد سعيد على هذه الاتهامات ويعتبر أن "هناك تماهي مع الصهيونية لدى شريحة من المثقفين السعوديين لم يعد خافياً على أحد، رغم أن الليبراليون قلة إلا أنهم يحضون بدعم خارج الحدود".[9]
أما الكاتب عبدالله الناصر فيرد على اتهامات الليبراليين بأن الثقافة المحلية –أي السعودية- هي من تصنع التطرف بقوله: "إن جميع مثقفينا وشعرائنا وأدبائنا وعلمائنا وأطبائنا ودعاتنا وأساتذة جامعاتنا وجنودنا الذين يحاربون "التطرف" تخرجوا في تلك المدارس". ويعتبر أن هذا التجني ليس سوى "خطاب تتبناه الصهيونية، وطرح إيراني مجوسي".[10]
وفضلاً عن هذا كُله، فإن عامل ظرف المكان والزمان هو من ساهم في خلق هذه التشنجات المناهضة لنشاط العمل الاسلامي في الخليج، لكن حين تغيًرت نفس الظروف، خفف من التحريض نسبيا، واستدعت الحاجة للتصدي لهذا الفرز بعد أن استغلته إيران في توسعها الفارسي بالمنطقة.
وما دام والحركات الاسلامية لها جمهور وحاضنة شعبية سُنية في الخليج، فإن سُلًم اهتمام السعودية، حاليا، هو من فرض من جديد احتواء بعض رموزها، والتصدي للمد الفارسي لا سيما في اليمن، وسوريا، وتغيير "قواعد اللُعبة" السياسية حسب توصيف الدكتور سلمان العودة.
قواعدُ اللعبة تغيًرت
عَقِب تسلم الملك سلمان بن عبدالعزيز السلطة في نهاية شهر يناير لهذا العام تغيرت أولويات المملكة، واختصرها الكاتب السعودي جمال خاشقي بأن أبرز هذه الأولويات هي "التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة".
على هذا النحو، فجر الدكتور سلمان العودة، مؤخرا، جدلا واسعاً حين قال مخاطبا خصومه "إن قواعد اللعبة تغيرت"، وتحدى خصومه أن يُعيدوا الاتهامات التي كانت موجهه إليه.[11]
استثار كلام العودة جموع الليبراليين وهو ما جعل الكاتب الليبرالي عبدالرحمن الراشد يرد عليه بقوله: "بالتأكيد أن اللعبة تغيرت "لكن بشأن اللعبة الأكبر"، ثم استدرك مهاجما: "الذين يزعمون أن الزمن زمن التطرّف، عليهم أن يجربوا بإرسال تبرعاتهم أو تبرعات المحسنين من أصدقائهم إلى الخارج عبر أي بنك محلي، عليهم أن يحاولوا إلقاء خطبة يحضون فيها على الجهاد في الخارج".
أسلوب هجومي واضح من الراشد، إذ اعتبر التبرعات لأعمال الخير بالأعمال "المتطرفة"، وهو مصطلح بديل عن مصطلح "الإرهاب"، الذي أصبح بفعل التغيرات السياسية في المملكة تجبره بعدم رمي العودة به، رغم الهجوم الذي تعرض له في السابق.
لكن، في الأخير، هل ستستمر اللعبة على هذا النمط وتأثيرها على ظاهرة الحد من صدام الليبرالية وأخواتها مع الاسلاميين؟.
ربما سيكون لها تأثيرها الظرفي، باعتبار أن الليبراليين لن يتعدوا خطوط عريضة تضعها لهم السلطات السعودية، وما دام والمملكة لها أولوياتها ضد إيران في المنطقة، واحتياجها للإسلاميين، فإنها لن تكون رهينة لضغائنية الليبراليين وهوسهم أللامتناهي في مناهضة التيار الاسلامي الحركي.
-----------------------------------
[1] تسمية "الجامية" أو "المدخلية" هي نسبة إلى شيخين الأول محمد أمان الجامي، والآخر ربيع المدخلي محدث وأستاذ جامعي، وكلاهما كان مع آخرين مؤسسين للتيار السلفية التقليدية، وهو تيار يأخذ في تصوره بعدا تصادميا مع الحركات الاسلامية الحركية ( السلفية الحركية، والاخوان المسلمون).
[2] تقرير على موقع (BBC)، بعنوان، استمرار الجدل في السعودية حول "الصراع الليبرالي-الإسلامي".
[3] عمر البشير الترابي، "الإسلام السياسي في الخليج خطاب الأزمات والثورات"، للمزيد على الرابط التالي:
http://www.almesbar.net/%D8%A7%D9%84...%B2%D9%85%D8%A
[4] خالد الغنامي، مقال الليبرالية بوابة لكل عدو، صحيفة الشرق، للمزيد على الرابط التالي http://www.alsharq.net.sa/2012/03/07/154056 :
[5] شارل سان برو، "مستقبل السلفية بين الثورة والتغريب".
[6] عمر البشير الترابي، "الإسلام السياسي في الخليج خطاب الأزمات والثورات".
[7] عوض القرني، ندوة يمكن الرجوع إليها في الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=EUp0RFh5qeU
[8] تغريدات في "تويتر" لكتاب ليبراليين جمعها أحمد بن راشد بن سعيد في مقال نقدي في صحفة العرب بعنوان: "كاد المتصهين أن يقول خذوني"، للمزيد على الرابط التالي:
http://m.alarab.qa/Story/626655?categoryId=2 &category=a&section=a&sectionId=370&title=a
[9] المصدر السابق.
[10] عبدالله الناصر، مقال بعنوان "هل نحن من يصدر الارهاب"، صحيفة الرياض http://www.alriyadh.com/1071088
[11] حوار مع د.سلمان العودة، في برنامج "في الصميم" على قناة روتانا خليجية، يمكن الحصول عليه في الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=a5gFab2iqfw
[12] عبدالرحمن الراشد مقال "صحيح قواعد اللعبة تغيرت"، صحفية الشرق الاوسط، للمزيد على الرابط التالي: http://aawsat.com/home/article/39097...B1%D8%AA%C2%BB
ـــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الليبروصفوية, الخليج, وأخواتها


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الليبروصفوية وأخواتها في الخليج
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حذر في أسواق الخليج عبدالناصر محمود أخبار اقتصادية 0 10-02-2013 07:51 AM
يا أهل الخليج أنقذوا مصر من الشيعة Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 08-13-2013 12:52 PM
تأويل رؤيا النار وأدواتها والمواقد Eng.Jordan الملتقى العام 0 01-31-2013 08:23 PM
منصرات في دول الخليج Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 04-19-2012 09:13 PM
الخليج العربي Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 02-03-2012 03:10 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:37 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59