العبودية لله أسمى صفات المسلم

العبودية لله أسمى صفات المسلم
أسمى صفة في المسلم أنه عبد لله يؤمن به ويستأنس به ، ويلتزم بشرعه، ويهرع إليه كلما حزبه أمر، أي يلجأ إليه في الضراء ويشكره ويثني عليه في السراء ، لا تغلب عليه صفة عباد الدنيا ، ولا يأخذه الهوس الديني ، ولا التقشف الهندي، وفي الوقت الذي يكون ميسورا يكون متواضعا، يجمع بين الاهتمام بشؤون المسلمين والتجارة ، وبين الفقه والإمارة ، وبهذا يكون المسلم إن شاء الله من الذين وعدهم الله تعالى بقوله" { إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم، دعواهم فيها سبحانك اللهم، وتحيتهم فيها سلام، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } آية 10 يونس.
بخلاف الإنسان الغير مسلم كالعلماني مثلا من صفاته البارزة عبادة الدنيا، فهو مدمن على جمع الأموال بأي طريق كان، وهمه الوحيد هو التلذذ بشهواته لا يعرف الحرام ، ولا يقيم وزنا لشرع الله في حياته، فهو بهذا ليس بأفضل حالا من الخنزير، ــ سئل الخنزير لماذا تحفر الأرض باستمرار ؟ قال لأجل أن أأكل ، ولماذا تأكل ؟ قال لكي أحفر الأرض.ــ وعباد الدنيا هذا حالهم فهم يعيشون باستمرار في هذا الوعيد الرباني الشديد في قوله تعالى{ إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون ، أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون } آية 8 يونس.
اللهم اجعلنا مما يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

__________________

من حكم الشاعر أبو العاتهية:
رغيف خبز يابس تأكله في زاوية * وكوز ماء بارد تشربه من صافية
وغرفة ضيقة نفسك فيها خالية * أومسجد بمعزل عن الورى في ناحية
تقرأ فيه مصحفا مستندا لسارية * معتبرا بمن مضى من القرون الخالية
خير من الساعات في فيء القصور العالية * تعقبها عقـــــوبة تصلي بنار حامية
فهذه وصيتي مخبرة بحالية * طوبى لمن يسمعها فهي لعمري كافية
فاسمع لنصح مشفق يدعى أبا العتاهية..

__________________