
تب الملوك
تبَّ الملوك
تَبَّ الملوكُ وفي الملوكِ تَبابُ = لو تابَ شيطانُ الهوى ما تابوا
تَبَّتْ أيادي الحاكمينَ بأُمتي = ووجوههم شاهتْ , أُولئكَ عابوا
خسئوا إذا عزَّ الرجالُ وأُركسوا = وتخاذلوا عند اللقاءِ وخابوا
لا خيرَ فيهم يُرتجى لكريهةٍ = شبُّوا على عَيشِ الهوانِ وشابوا
لم يبلغوا سبباً ليفخرَ شاعرٌ = وهجاؤهم ضجَّتْ به الأسبابُ
سقطوا لما دونَ الحضيضِ مَهانةً = للذُّلِّ فيهم أَبحُرٌ وعُبابُ
وتخاصموا وتفرقوا وتباعدوا = وتأولوا في هديهم وارتابوا
حضروا على نقر الدفوفِ تهافتاً = وتباطؤوا عند النداءِ وغابوا
وإذا تمايلت الحسانُ تطاولوا = وتصاغروا يوم النفير وذابوا
ناموا عن الحقِّ السَّليبِ وأُترفوا = والمسلمونَ من الأنام .. غِضابُ
القدسُ تبكي والحجازُ ذليلةٌ = والشامُ تنزفُ والعراقُ مُصابُ
وبمصرَ أحزابٌ تنوشُ ببعضها = وتقسَّمَ السودانُ فهو خرابُ
ماعادَ نهرُ النيلِ يعشقُ مِصرَهُ = وبكى سنابلهُ الحسانَ ترابُ
والمغربُ العربيُّ ضاعَ لِسانُهُ = والأمنياتُ الزاهراتُ سرابُ
والقدسُ داميةُ الجراحِ سبيةٌ = وعلى عفافِ المسلماتِ خضابُ
والمسجدُ الأقصى تدنَّسَ طُهرهُ = وعلى الحرائرِ كم تُشقُّ ثيابُ
كم مسلمٍ رغمَ المكارهِ مُدلجٌ = للقدسِ توصدُ دونهُ الأبوابُ
ماعادَ في دربِ الحجيجِ ضوامرٌ = وخلتْ من المُهجِ السُّجودِ رِحابُ
وبكتْ على الشَّرفِ الرَّفيعِ مآذنٌ = وبكتْ على الفتحِ المُبينِ قِبابُ
تَلِدُ الأجنَّةُ والمَشيبُ يَحُفُّها = ما في الحياةِ طفولةٌ وشبابُ
كم سائلٍ جَفَّ السُّؤالُ بحلقهِ = ما عندهم للسائلينَ جوابُ
هم قومُ لوطٍ بل أشدُّ ضلالةً = لم تنجلي في إثرهم أنسابُ
وأشدُّ كفراً من ثمودَ بربِّهم = وتعددتْ في عصرنا الأربابُ
يا قومُ هل تُحيي قصيدةُ شاعرٍ = هِمَمَ الرقودِ وهل يُرَدُّ سِلابُ
يا قومُ ما في الحاكمينَ رجولةٌ = تُرجى ولا في الميتينَ نِصابُ
الكامل :- متفاعلن متفاعلن متفاعلن
__________________
[frame="7 98"]
إحرص على صون القلوب من الأذى = فوصالها بعد التنافر يَعْسُرُ
إن القلوبَ إذا تنافرَ وُدُّها .... = ... مثل الزجاجةِ كسرُها لا يُجبَرُ
[/frame]