العودة   > >

بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية تربية وتعليم , علم نفس ، علم اجتماع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2013, 06:49 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي الطلبة العرب والمشهد العالمي المعاصر التحديات الثقافية


الطالب/ أحمد محمود أحمد عليوة
كلية الحقوق الفرقة الثانية جامعة الإسكندرية
المشرف د/جابر عبد الهادي سالم الشافعي

مقدمة
الثقافة العربية في أزمة ويعتريها الجمود والقصور ، وهي بحاجة ماسة للتجديد. إنها المرآة التي تعكس الحالة العامة للعرب ومكانتهم في العالم على صعيد المعرفة والعلم والتكنولوجيا ومدى أخذهم بأساليب الحداثة في النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ناهيكم عن مدى التزامهم بالقيم والمثل الأخلاقية المستمدة من معتقداتهم الدينية وتراثهم العريق.
إن التجديد يعني في المقام الأول مراجعة الذات والعديد من المسلمات والبديهيات الفكرية ، أي ممارسة النقد الذاتي بالاستناد إلى الأساليب العلمية الحديثة. وليس هذا بالأمر اليسير لأنه يتعارض مع المشاعر الناشئة عن الثقة بالماضي وبتراثه بصورة عفوية وتلقائية. كما أنه يقتضي فهم مكونات وأسس المعرفة في العالم الحديث واستيعاب المفاهيم المعرفية والفلسفية والتقنية والسياسية والاقتصادية التي حملتها الثورات الحديثة في العلوم والتكنولوجيا ، فغيرت وجه العالم. ولا شك أن استبعاد الفلسفة عن المناهج الدراسية في مرحلة التعليم العام ، وعن الدراسة في العديد من الجامعات العربية يدل على رفض فكر الآخر ، ولاسيما الفكر النقدي ورفض الفكر الحديث ومكانة العقلانية والحداثة فيه.
وارى أن من الشروط الأساسية لتجديد الثقافة العربية تعميم التعليم العام وإلزاميته ، لأن نسبة الأمية في الوطن العربي تقترب من %40 من سكانه. ولا بد أن يرافق هذا التعميم والتوسع تحديث للمناهج الدراسية وأساليب التدريس وطرقه ومحتوياته بحيث يتجه نحو كيفية التعلم واكتساب المعرفة ويتخلى عن التلقين والحفظ. ولا بد من التخلي عن استقلال التعليم الديني عن التعليم العام في العديد من الأقطار العربية ، والحاقة بالتعليم العام ، وتحديث مناهجه لفهم معطيات العصر.
في هذا العصر - عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات - حلَّت بمجتمعنا تغيرات هائلة بسبب التطور الذي حدث في عصرنا الحاضر في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذي له آثار جمَّة على ثقافة وأخلاقيات مجتمعنا المسلم، سواء بالإيجاب أو بالسلب، فلا يستطيع أحدٌ أن يُغفِل الإمكانات الرائعة التي تقدِّمها لنا تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وخاصةً بعد اتحاد الحواسب الآلية والاتصالات، واندماجهما في خدمة (الإنترنت)- وغيرها من وسائل الاتصالات، وأيضًا لا نستطيع أن نتجاهل الآثار السلبية التي ترتَّبت على هذا الانفتاح المعلوماتي والإمكانات التكنولوجية، خاصةً أنَّ مَنْ يمتلكون ويحتكرون هذه الإمكانات يختلفون معنا عقائديًّا وفكريًّا، فما يُعَدُّ عندهم مباحًا وعاديًّا - نجد له ضوابط أخرى في ديننا الحنيف، وكذلك ثقافة المتلقِّي، وعدم توفر الوعي الكافي للقيام بالانتقائية المعلوماتية؛ لأخذ ما ينفع وترك ما يضر.ومن هنا؛ فقد سبَّب ذلك كله آثارًا في المجتمع الإسلامي بكل مستوياته، سواءٌ على مستوى الفرد أو الأسرة.

إنَّ المتغيرات الحاصلة في الوقت الراهن على الصعيد العالمي بسبب تعاظم قوة وسرعة ومكانة الثورة التكنولوجية والمعلوماتية والاتصالية، وما قد نتج عنها من آثار ومؤثرات عديدة على بِنْيَة وعمق سلوك الإنسان في أي مكان كان في ظل الانكماش المكاني.
إن هذه المتغيرات تدعونا إلى النظر والتمعُّن في مسألة هامة وحيوية؛ هي مسألة الثقافة المتدفِّقة عبر وسائل الاتصال الحديثة، الثقافة باعتبارها النتاج البشري المتنامي و(الديناميكي) والمتغير باستمرار.
وتبدو أهمية دراسة هذه الثقافة الوافدة التي أثَّرت - سواء بالسَّلب أو بالإيجاب - على أخلاقيات وثقافة مجتمعنا المسلم.

تنتاب العالم ومنذ فترة ليست بالقصيرة، الكثير من التطورات والتحولات في شتى حقول ومجالات الحياة. وأصبحت البشرية بأسرها تعيش مرحلة انتقالية، ومنعطفاً تاريخياً له تداعياته السلبية والإيجابية العديدة، وفي كل حقبة انتقالية، تواجه الأمم والشعوب، تحديات ومآزق حقيقة، تتطلب من الجميع التفكير العميق، والتخطيط المتواصل للخروج من هذه التحديات بنجاح واقتدار.

ومن أبرز التحديات المصيرية التي تواجه الأمة والثقافة العربية والإسلامية اليوم (التحدي الثقافي) لما تشكله الثقافة من مرجع معرفي ونظري، يزود الإنسان والمجتمع بالأفكار والرؤى والتصورات، التي توضح له الطريق، وتنير له الدرب، كما أن الأمة التي لا تبلور شخصيتها الثقافية وتلغي أو تهمش كينونتها المعرفية فإنها ستخسر مستقبلها. لأنها لا يمكنها كأمة وكيان تاريخي وحضاري، أن تحقق التطور المعاصر بدون الشخصية الثقافية الواضحة والصريحة.

وبنظرة فاحصة إلى كل الحضارات والأمم التي تطورت، وحققت قفزات متقدمة في حياتها الحضارية، نرى أن شرط تقدمها وتطورها هو الوعي بالشخصية الثقافية للأمة.

وإن عدم الوعي بهذه الشخصية، لا يخرج الأمة فقط من زمانها ومحيطها الخاص، بل يطردها من الزمان والعصر الذي تعيش فيه، مما يفرض عليها معارك وهمية، شبحية، لا تؤدي إلا إلى المزيد من مخاصمة الذات، وتبديد الطاقات وضياع الرؤية الصائبة.

مشكلة البحث
تشهد البشرية اليوم ظاهرة عالمية غربية تسمى) العولمة ) تسعى لتوحد فكري ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي؛ تحمل تحدياً قوياًً لهوية الإنسان العربي المسلم خاصة بما يستهدف الدين والقيم المثل والفضائل من خلال التركيز على الناحية الثقافية وتوظيف وسائل الإتصال ووسائل الإعلام ، والشبكة المعلوماتية (الإنترنت) والتقدم التكنولوجي بشكل عام لخدمة ذلك مما حول العالم إلى قرية صغيرة كما يقولون، فلم يعد هناك أي حواجز جغرافية..تاريخية..سياسية أو ثقافية ، و اصبح العالم يخضع لتأثيرات معلوماتية وإعلامية واحدة تحمل قيم مادية وثقافية ومبادئ لا تتلاءم مع قيمناومبادئنا ؛ منافية للدين الإسلامي كما أن هناك توجه استهلاكي مفرط نحوها .. دون وعي أو تمييز لنوعية المادة المستهلكة وتأثيرها على تربية وثقافة الأفراد المستهدفة تحت تأثير إغراء لا يقاوم من التدفق الصوري والإعلامي المتضمن انبهاراً يستفز ويستثير حواس ومدارك الأفراد بما يلغي عقولهم ويجعل الصورة التي تحطم الحاجز اللغوي هي مفتاح الثقافة الغربية الجديدة الذي تستهدفه العولمة، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة سرعة مقاومة ذلك الغزو لحماية الهوية الثقافية العربية لحمايتها والإسلامية ،والعناية بالتربية والتعليم في مختلف مستوياتهما وأشكالهما هي الحصن المنيع.

أهمية البحث
• حث المجتمع للتعرف على تحديات الطلبة الثقافية و العمل على حلها

أهداف البحث
• التعرف على التحديات الثقافية الحالية التى تواجه الطلبة العرب فى المشهد العالمى المعاصر
منهج البحث
المنهج الوصفى
التحديات الثقافية : التربية الوطنية
تباينت التربية الوطنية في الأقطار العربية بتباين الأنظمة السياسية في هذه الأقطار وباختلاف القوى الاستعمارية التي هيمنت على كل منها ، وباختلاف المراحل التاريخية التي مرت بها. ففي المرحلة الاستعمارية تولت الحركات والأحزاب والجمعيات والمدارس والجامعات وأماكن العبادة مهمة التربية الوطنية. وكانت هذه التربية تتم بصورة سرية أوعلنية أحياناً ، أثناء المناسبات الوطنية والدينية والمهرجانات والمظاهرات الاحتجاجية بالخطابات وبالمنشورات العلنية والسرية. وكانت تستهدف مقاومة الاستعمار وإفشال مخططاته ومساعيه الرامية إلى بسط سيطرته على البلاد واستغلال ثرواتها وتجنيد أبنائها للقتال في الحروب الاستعمارية التي كانت تشنها أوفي الدفاع عن ترابها الوطني كما حدث أثناء الحروب الداخلية بين دول أوروبا في القرن التاسع عشر وفي الحربين العالميتين الأولى والثانية في القرن العشرين.
ركزت التربية الوطنية في المرحلة الاستعمارية على التمسك بالهوية العربية الإسلامية للشعوب العربية في مواجهة المحاولات الاستعمارية لتشويه هوية هذه الشعوب وثقافتها وتثبيت ثقافة الدولة المستعمرة ، كما كان الحال في أقطار المغرب العربي (تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا مع الاستعمار الفرنسي وليبيا مع الاستعمار الايطالي) ، وفي المشرق العربي (سورية ولبنان مع الاستعمار الفرنسي). وكانت أهداف هذه التربية بسيطة ومفهومة لدى مختلف طبقات الشعب وفئاته ، وهي الخلاص من الاستعمار ونيل الاستقلال الوطني. وباستثناء فئة قليلة جداً من الشعب تعاونت مع الاستعمار مقابل الحفاظ على بعض الامتيازات ، فان الأكثرية الساحقة كانت تستجيب للمطالب الوطنية وتضحي من أجلها.

قلما تناولت التربية الوطنية في ظل الاستعمار المطالب الطبقية والحاجات الفردية ، بل كان الهم الأكبر جلاء القوات الأجنبية عن البلاد وحرية الشعب واستقلاله. ولما حصلت الأقطار العربية على استقلالها أولت التربية الوطنية إهتماماً كبيراً. وتولت المهمة وزارة التربية والتعليم من خلال المناهج الدراسية والأناشيد الوطنية والبرامج غير المنهجية التي تقدمها لتلاميذ المدارس. كما تولتها وسائل الإعلام من صحف وإذاعا ت ومحطات تلفزة ، التي أدارتها وزارة الإعلام في معظم الأقطار العربية في عهد الاستقلال تباين فحوى التربية الوطنية بتباين أنظمة الحكم العربية الجديدة وبتباين الأيديولوجيات التي تبنتها ، وانقسام الأنظمة إلى ملكية وجمهورية والى اشتراكية ورأسمالية ليبرالية. وقد استهدفت التربية الوطنية في جميع الأقطار العربية تثبيت أنظمة الحكم فيها ، وترسيخ جذورها ، وتسويغ وجودها ، وكسب الولاء لها والاعتزاز بها ، والدفاع عن سياستها الداخلية والخارجية. ولم تتردد في الهجوم على الأنظمة الحاكمة الشقيقة المختلفة عنها أوالتي تناصبها الخصومة والعداء. وساهمت التربية الوطنية في بلورة المشاعر الوطنية في كل قطر عربي وتنمية الاعتزاز بالانتماء إلى كل قطر على حدة.
غير أن التربية الوطنية لم تكن الوحيدة في ميداني التربية والإعلام فقد صاحبها أيديولوجيات وانتماءات أوسع وأعم كالانتماء العربي والانتماء الإسلامي والانتماء الأممي ، ونافستها بشدة مما جعل الفئات المثقفة الواعية سياسياً وفكرياً تتجاوز الانتماء القطري إلى الانتماءات الأوسع. وفي خضم النزاعات البينية العربية خلال العقود الزمنية الستة الماضية واجهت التربية الوطنية القطرية أزمة عميقة أثارت الشكوك والريبة في نفوس المواطنين في كل قطر عربي.
وإزاء هذا التحدي لجأ بعض الأقطار إلى العناية بالأطفال والشباب من خلال تنظيمات "الأشبال" و"رعاية الشباب" ، وإقامة المخيمات للشباب والشابات ، وتنظيم الرحلات والجولات داخل القطر الواحد لتعزيز الانتماء الوطني والولاء لنظام الحكم. وظهر هذا بوضوح في أنظمة الحكم التي اتخذت تسميات مختلفة طوال مرحلة الاستقلال الوطني مثل: "الاشتراكية" و"التقدمية" و"الثورية". ولم تتردد بقية أنظمة الحكم العربية في السير على النهج نفسه من حيث الوسائل والأساليب مع الاختلاف في محتوى التربية الوطنية من قطر إلى آخر.
غير أن التحدي الأكبر الذي واجه التربية الوطنية وما زال هو العولمة وما رافقها من غزو ثقافي مع تطور وسائل الاتصال الحديثة وامتلاك جميع الناس لها من تلفزيون وراديووهاتف نقال ، وانتشار محطات التلفزة على نطاق واسع وبجميع لغات العالم وسهولة التقاطها من خلال الصحون اللاقطة للأقمار الاصطناعية التي تبث مختلف في المعلومات والصور والأغاني والنشاطات البشرية المتنوعةولم يعد الشاب والشابة والكهل والشيخ والعجوز يعير اهتماماً لما في كتب التربية والتعليم من تربية وطنية ولا لما تقوله الإذاعات ومحطات التلفزة المحلية ، وشدته محطات التلفزة العربية والإسلامية والعالمية ، وغدا الهاتف النقال يشغل قسماً كبيراً من وقته ولاسيما أوقات فراغه ، ويستغله للتسلية وإضاعة الوقت. ونشأت حالة من اللامبالاة والعزوف عن الاهتمام بالمسائل العامة والقضايا الوطنية ، وقد عززتها البطالة المتفشية بين الشباب ، وارتفاع مستوى المعيشة ، والاستبداد السياسي ، وغياب فرص الإصلاح والتحديث ، وانتشار حالة من اليأس والقنوط بينهم. وغدونا نشكو من ضعف الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي لدى الأجيال الشابة.
وكانت النتيجة المفزعة والمقلقة انحراف الشباب نحو التطرف الديني أوالتطرف القبلي والعشائري ، وتفريغ طاقاته الكامنة والمتوثبة في أعمال العنف التي نشهدها في المدارس والجامعات. وأود في هذا المجال أن أبين أن التربية الوطنية في أي قطر عربي لا تتحقق بتدريس كتب وحفظ أشعار وإلقاء أناشيد فحسب وإنما تتم من خلال تغيير النمط التعليمي السائد في مجتمعاتنا العربية القائم على الحفظ والتلقين ، وتبني نظام تعليمي جديد يقوم على حرية الاختيار وحرية التفكير وتنمية قدرات التلميذ على التفكير الإبداعي والاستدلال والاستنباط والاستنتاج بحيث يدور التعليم حول كيفية التعلم وليس نقل العلوم والمعارف والمعلومات بالتلقين والحفظ. كما تقتضي التربية الوطنية طوال مرحلة التعليم العام ، من روضة الأطفال حتى نهاية المرحلة الثانوية ، تعريف التلميذ ببيئته المحلية وبمعالمها الأثرية والزراعية والصناعية والتجارية والطبيعية من جبال وأودية وهضاب وسهول وانهار وينابيع وغابات. ونحببه بهذه المعالم المنتشرة في وطنه الصغير ، القطر الذي يعيش فيه ويحمل جنسيته ، دون أن نهمل إنتماءه الأوسع إلى امة يشترك فيها في الجغرافيا والتاريخ واللغة والثقافة والمصير المشترك
إن إهمال مؤسساتنا التربوية لواجباتها الوطنية المتمثلة في التربية الوطنية هو السبب الرئيسي في حالة اللامبالاة والعزوف عن الاهتمام بقضايا الوطن وجهل الأجيال الشابة بتاريخ الوطن وبسياسييه وشعرائه وأدبائه ومفكريه. إن النشاطات اللامنهجية للتلاميذ التي يشرف عليها وينظمها معلمون مؤهلون وواعون ، طوال مدة دراستهم في مرحلة التعليم العام ، كفيلة بتخريج شباب واع ومتوازن في تفكيره وفي ميوله العاطفية ومحب لوطنه ، بعيد عن التطرف والعنف. وهذا بحد ذاته تحد كبير يواجه العرب في هذا القرن وما يحمله من مفاجآت آتية
(الإنترنت) تواصلٌ معرفيُّ:
وينبغي أن نتذكَّر دائمًا أن (الإنترنت) هي وسيلة للاتصال، إذ يُمكنك عن طريقها إرسال الرسائل، ومحاورة الآخَرين، وعرض أفكارك وآرائك، والاطلاع على أفكار الآخرين وآرائهم، فهي وسيلة للتفاعل والتعامل بين الأشخاص والمؤسسات والهيئات المختلفة.
لابد أن نحاول فَهْم أبعاد وتأثيرات هذه الأداة التي أصبحت متاحةً جدًّا أمامنا، وأصبح الكثيرون يستخدمونها، وأصبحت هي الملاذ الوحيد للبعض.

ثقافة عصر (الإنترنت):
لقد صار لزامًا علينا أن نتعلَّم "ثقافة عصر (الإنترنت)" بالمعنى الواسع للمعرفة؛ إذ إن (الإنترنت) ستظل عنصرًا مغريًا وجذَّابًا، وإنها تلتهم وقتًا هائلاً دون عائد يوازي هذا الوقت الذي ينفقه الإنسان فيها ما لم يكن محدد الهدف، ومؤقَّت المدى.
إن غياب المعرفة أوِ الثَّقافة الواسعة يجعل من (الدردشة) التي تجري في معظم الغرف الإلكترونية العربية عبارة عن لغو فارغ أو معاكسات، أو شتائم متبادلة، ولا يكون تبادل الحديث نافعًا إلا إذا كانت لدى أطرافه من المعرفة أقدار كافية؛ بحيث يكون النقاش مفيدًا. وأعتقد أنَّ بيْنَنا وبيْنَ هذا شوطًا كبيرًا؛ لأنَّ أغلبنا لم يتزوَّد بالثقافة أو المعرفة؛ فليست تلك الأمور متاحةً في مناهِج التعليم النظامي، وليستْ هِي المادَّة المتوافرة في أغلب برامج الإعلام، ولم تعد القراءة في عصرنا الحاضر - للأسف الشديد - مصدرًا معتبرًا لدى كثير من شبابنا في الحصول على المعلومات وتداول الأفكار.
ثقافة الأسرة.. تجديدٌ وتنشيط:
لابدَّ من إعادة النظر في الاهتمام بعناصر الأسرة المسلمة (الأب - الأم) ومدى حاجتنا إليهما في هذا العصر؛ فالأسرة أوَّلاً هي الدائرة الأولى من دوائر التنشئة الاجتماعية، وهي التي تغرس لدى الطفل المعاييرَ التي يحكُمُ من خلالها على ما يتلقَّاه فيما بعد من سائر المؤسسات في المجتمع، فهو حينما يغدو إلى المدرسة ينْظُر إلى أُستاذِه نظرةً من خلال ما تلقَّاه في البيت من تربية، وهو يختار زُملاءه في المدرسة من خلال ما نشأته عليه أسرته، ويقيِّم ما يسمع وما يرى من مواقفَ تقابله في الحياة، من خلال ما غرسته لديه الأسرة، وهنا يكمن دور الأسرة وأهميتها وخطرها في الميدان التربوي.
دور الأب
للأب دورٌ مهمٌّ جدًّا في رعاية أولاده؛ لأنَّ كلَّ وليِّ أمرٍ مسؤولٌ أمام الله - عزَّ وجلَّ - يوم القيامة عن رعيته، وفي ذلك يقول ربُّنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]، ويقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث المتَّفق عليه: ((كلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّته، فالرجل راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيَّتها)) الحديث.
وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أيضًا في الحديث المتَّفق عليه: ((ما من عبد يسترعيه الله رعيةً، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيَّته - إلاَّ حرَّم الله عليه الجنة)).
والنصوص والآيات كثيرةٌ في هذا المقام؛ فمن هنا يتوجَّب على الأب أن يهتمَّ بالرعاية الثقافية والأخلاقية لأولاده، وخاصةً في عصر التحدِّي المعلوماتي.
دور الأم:
إنَّ مرحلة الطفولة المبكِّرة مهمة لتنشئة الطفل، ودور الأم فيها أكبر من غيرها، فهي في مرحلة الرضاعة أكثر مَنْ يتعامل مع الطفل، ولحكمة عظيمة يريدها الله - سبحانه وتعالى - يكون طعام الرضيع في هذه المرحلة من ثدي أمه، وليس الأمر فقط تأثيرًا طبيًّا أو صحيًّا، وإنما لها آثار نفسية؛ أهمها إشعار الطفل بالحنان والقرب الذي يحتاج إليه، ولهذا يوصي الأطباء الأمَّ أن تحرص على إرضاع الطفل، وأن تحرص على أن تعتني به وتقترب منه لو لم ترضعه.
لا لثقافة الخادمات والمربِّيات:
لابدَّ أن ندرك فداحة الخطر الذي ترتكبه كثيرٌ من النساء حين تترك طفلها في هذه المرحلة للمربِّية والخادمة؛ فهي التي تقوم بتنظيفه وتهيئة اللباس له وإعداد طعامه، وحين يستعمل الرضاعة الصناعية؛ فهي التي تهيّئُها له، وهذا يُفقِد الطفل قدرًا من الرعاية النفسية هو بأمسِّ الحاجة إليه.
وإذا ابتُليت الأسرة بالخادمة - والأصل الاستغناء عنها - فينبغي أن تحرص في المراحل الأولية على أن تباشر هي رعاية الطفل، وتترك للخادمة إعداد الطعام في المنزل أو تنظيفه أو غير ذلك من الأعمال، فلن يجد الطفل الحنان والرعاية من الخادمة كما يجدها من الأم، وهذا له دورٌ كبيرٌ في نفسية الطفل واتجاهاتِه في المستقبل، وبخاصة أنَّ كثيرًا من الخادمات والمربِّيات في العالم الإسلامي لسْنَ من المسلمات، وحتى المسلمات غالبهنَّ من غير المتديِّنات؛ بل وغير مثقفات إطلاقًا، وهذا لا يخفَى أثره.
فالمقصود: أنَّ الأُمَّ في هذه المرحلة تتعامَلُ مع الطفل أكثر مما يتعامل معه الأب، وفي هذه المرحلة سوف يكتسب العديد من العادات والمعايير، ويكتسب الخُلُق والسلوك الذي يصعب تغييره في المستقبل، وهنا تكمن خطورة دور الأم؛ فهي البوابة على هذه المرحلة الخطرة من حياة الطفل فيما بعد، حتى إِنَّ بعض الناس يكون مستقيمًا صالِحًا متديِّنًا، لكنه لم ينشأ من الصغر على المعايير المُنضبطة في السلوك والأخلاق، فتجد منه نوعًا من سوء الخلق وعدم الانضباط السلوكي، والسبب أنه لم يتربَّ على ذلك من صغره؛ ومن هنا فعلى الأم أن تُطَوّر نَفْسَهَا معلوماتيًّا، وتثقِّف نفسها جيدًا من أجل تربية نشءٍ يستطيع مواكبة ومواجهة تحديات عصر المعلومات.
الأكثر من هذا: أن بعض الباحثين الغربيين قد ذهب إلى أن الأم عليها أن تجلس في بيتها - بعد أن تحصِّل هذا الكمّ من المعلومات والثقافة - وذلك من أجل إعداد طفلها ثقافيًّا لمواكبة تحديات عصر المعلومات.
المنظومة التعليمية:
لابد من تطوير عناصر المنظومة التعليمية كي تواكب العصر الذي نعيش فيه، وتدرك أبعاد التحدي الثقافي الذي يواجهنا، كي نستطيع أن نتقبَّل تلك الثقافة الوافدة تقبُّلاً إيجابيًّا لا سلبيًّا؛ فنأخذ ما يفيدنا ونترك ما لا يفيد، وتتوفر عندنا مَلَكَة الانتقاء الثقافي والنقد البنَّاء.
المتعلِّم:
لقد صار المتعلِّم في ظل تعليم الأعداد الغفيرة مجرَّد ظاهرة إحصائية، فليس هناك من الوسائل والوقت لرعاية مواهبه وتنمية قدراته الشخصية، ولا أمل في أن تغيِّر التربية العربية فلسفتها الراسخة بين يوم وليلة، وسيمضي وقتٌ طويل قبل أن تنبت الثقافة العميقة والمتَّسعة في تربتنا التربوية المتصحِّرة؛ لذا فإن التوجُّه على محوريَّة المتعلِّم، لابد أن تتوزَّع مسؤولية تنفيذه بين المنزل والمدرسة والتلميذ نفسه، وعلى علماء علم النفس التربوي لدينا أن يدلوا بدلوهم في حلِّ هذه المعضِلة، من حيث تنميةُ نزعة الاعتماد على الذات، وتخليص عقول تلاميذنا مما خلفته آفة التلقِّي السلبي.
المعلِّم:
معظم معلِّمينا ما زالوا عازفين عن المشاركة الإيجابية في توجيه مسار العملية التربوية، ونادرًا ما يدعون إلى المشاركة في القرارات الخاصة بالتعليم، وموقف معلِّمينا من استخدام تكنولوجيا المعلومات في مجال التعليم ما زال مشوبًا بالغموض، البعض يرى فيها منافسًا خطيرًا، والبعض الآخَر غير موقِن بفاعليتها، إما بسبب الثقافة التربوية السائدة، وإما لنقص التدريب، وإما لعدم توافر المعدَّات والبرامج.
وقد أصبح تعلُّم الكمبيوتر في معظم مدارسنا مقصورًا على القائمين بتدريس مادته. لقد ترسَّخت لدى معظم المعلمين العرب عادة التدريس بالتَّلقين، وعدم توسيع مصادر المادة التعليمية، ويحتاج علاج ذلك إلى تضافُر جهود التأهيل، وتصميم المناهج وأساليب التقويم والامتحانات.
ولا يمكن للمعلِّم العربي أن يُتقِن مهمة التعليم باستخدام تكنولوجيا المعلومات إلا إذا أُدمجتْ هذه التكنولوجيا في جميع المناهج في كليات التربية من السنة الأولى، إنَّ المعلم العربي يجب أن يتعلَّم هو نفسه استخدام تكنولوجيا المعلومات، قبل أن نطالبه بالتدريس مستخدمًا إياها.

تطوير منهجيات وخطط التعليم:
من المتعذّر استيراد منهجيَّات التعليم لشدَّة ارتباطها، سواء بالبيئة التعليمية أو بقدرات المعلم القائم بتطبيقها؛ لذا فنحن في أمسِّ الحاجة إلى دفع البحوث التربوية لتناول أثر تكنولوجيا التعليم و(الإنترنت) على منهجيات التعليم، وكيفية تطويعها للثقافة السائدة، وللبيئة التربوية المتوافرة، ولقدرات المعلِّم وقدرات مَنْ نقوم بتعليمهم، ومن الخطورة بمكان تطبيق المنهجيات الجديدة - ومعظمها مستحدَث - دون تجريب واختيار دقيق، ومرة أخرى، يمكن لتكنولوجيا المعلومات أن تَلْعَبَ دَوْرًا في هذا المضمار؛ حيث نوفِّر بيئة اختيار فعَّالة لتجريب المناهج الجديدة، مع سرعة الحصول على النتائج.
تطوير دور الإعلام ومحاولة تخليصه من التَّبعية للغرب:
يعيش إعلامنا العربي والإسلامي صدمة إعلامية على مختلف المستويات السياسية والتنظيمية والفنية، فليس بالأقمار الصناعية والقنوات الفضائية وأحدث المطابع الصحافية وحدها يحيا الاتصال في عصر المعلومات.
لقد فقد إعلامنا العربي محوره، وأضحى مكبَّلاً بقيود ارتباطه الوثيق بالسلطة، تائهًا بين التبعية الفنية والتنافُس السلبي على سوق إعلامية إعلانية محدودة، شاعرًا بالحرج بين شتَّى الفضائيات والقنوات؛ فكان نتيجة ذلك أن أصبح إعلامنا رهن الإعلان من جانب، ودليل الدعم الحكومي من جانب آخَر.إنَّ إعلامنا العربي والإسلامي يواجه عصر التكتُّلات الإعلامية مشتَّتًا عازفًا عن المشاركة في الموارد، يعاني من ضمور الإنتاج وشح الإبداع، حتى كاد - وهو المرسِل بطبيعته - أن يصبح هو نفسه مستقبِلاً للإعلام المستورد ليعيد بثه إلى جماهيره، ولقد أوشكت وكالات الأنباء لدينا - نحن العرب والمسلمين - أن تصبح وكالات تابعة للوكالات الأربع الكبرى في العالم (رويتر- وكالة الأنباء الفرنسية - آسيشتد برس - يونايتد برس)، حتى فيما يخصُّ أخبارنا المحلية للأسف الشديد!!لقد ارتضينا أن نوكل إلى غيرنا نقلَ صورة العالم من حولنا، بل صُنْعَ صورتنا عن ذاتنا أيضًا.
يشكو إعلامنا من تناقُضٍ جَوْهري، بعد أن تخلى عن مهمته التنموية الأساسية ليسوده طابع الترفيه والإعلان على حساب المهامِّ الأخرى، ويقصد بها مهام التعليم، والتوعية الثقافية، وإعادة إحياءِ الإرادة الجماعيَّة للمشاركة في العمل الاجتماعي. ومن قبيل الإنصاف، فإنَّ إعلامَنا - شأنُه في ذلك شأنُ معظم نُظُم الإعلام في دول العالم الثالث - يعمل تحت ضغوط سياسية واقتصادية تنأَى به عن غاياته التنموية البعيدة المدى
أبعاد التحدِّي الثقافى :
1- غياب الفلسفة الاجتماعية التي تُبنى عليها الفلسفة التربوية الواقعية المتماسكة، ولا يخفَى على أحد أنَّ ساحتنا الثقافية مشتَّتة، وأن معظم مثقَّفينا قد غابت عن وعيهم جوانب عدَّة من إشكالية التربية، التي تزداد تعقيدًا وتشعُّبًا يومًا بعد يوم.
2- الأسلوب المتَّبع في ملء الفراغ التربوي بالاستعارة من الغرب؛ حيث نأخذ الفكرة ونقيضها، دون أن يكون لخصوصيتنا دور كبير! ولم نقف منها موقفًا نقديًّا، ولم نقرأ الشروط الاجتماعية التي احتضنت ولادتها.إننا نستورد نظمًا تربويةً منزوعةً من سياقها الاجتماعي، وإن جاز هذا في الماضي فهو يتناقض جوهريًّا مع توجه التربية الحديثة نحو زيادة تفاعلها مع بيئتها الاجتماعية.
3- ندرة جهود التنظير التربوي وطغيان الإحصائيات عليها؛ فقد طغى المنهج على حساب المحتوَى، واستهوتْنا الإحصائيات وجداول الأرقام والمؤشِّرات وعلاقات الارتباط، وغاب عنا اختلاف طبيعة التربية عن تلك العلوم الطبيعية؛ فلا يكفي في قضايا تناول التربية الوقوف عند حدود التحليل الكمِّي، خاصَّةً في بلدان مثل بلداننا العربية، التي تمتلئ بأمور عدَّة يتعذَّر قياسُها أو إخضاعُها للتحليل الإحصائي الدقيق، على الأقلّ في ظلِّ الظروف الراهنة.
4- الخَلْط بين الغايات والمقاصد والإجراءات، والوقوف عند حدود العموميات والمبادئ العامَّة التي لا خلافَ عليها، وليطَّلع مَنْ يرتاب فيما نزعمه على وثائق سياساتنا التربوية، ونتائج مؤتمراتنا وندواتنا حول تطوير نُظُم تعليمنا وتأهيل معلمينا، نَحْنُ - بلا شَكّ - أحوجُ من غيرنا إلى مناهل ومنطَلقات جديدة، نُقيم عليها فلسفتنا التربوية في عصر المعلومات، ولا يمكن لنا التصدِّي لما يتعرَّض له جدل الأصالة والمعاصرة الدائر على ساحتنا التربوية دون أن نردَّه إلى جذوره التاريخية، استيضاحًا لمصادر نشأته، وما يمكن أن يؤول إليه هذا الجدل.

التوصيات
أولاً: التوصل إلى التماسك الاجتماعي والاتساق الثقافي اللذين يولدان الثقة والطمأنينة في الأفراد والمجتمع ويحفزان على الإبداع والتجديد. ولا يمكن التوصل إليهما معاً إلا بتوفير حرية المبادرة في جميع الميادين ومختلف المجالات ، وتوليد الرغبة في التقدم والنجاح في هذه الميادين والمجالات.

ثانياً: ثقافات الأمم متباينة ، على الرغم من الانفتاح الواسع القائم بينها والتواصل بينها والتثاقف أي التفاعل الحر بينها يجعلاننا قادرين على ادارك ذاتنا من خلال معرفتنا للآخرين. ولا سبيل للتجديد إلا من خلال الانفتاح والتواصل والتفاعل مع الثقافات الأخرى.

ثالثاً: لا يوجد صراع بين ثقافات العالم وإنما يوجد رفض للآخر ولثقافته. وهذا الرفض سبب للنزاعات والحروب بين دول العالم وأممه. وكل محاولة لثقافة معينة لفرض نفسها على سائر الثقافات مآلها إلى الفشل ، والى استعداء الأمم الأخرى ، وبث الفوضى والاضطراب في مختلف أرجاء العالم.

رابعاً: ما تزال الدولة القومية الأساس المتين للتماسك الاجتماعي وكل
محاولة لقيام إمبراطورية أو إمبراطوريات مآلها إلى زوال. وتبقى الدولة القومية هي المحافظة على مصالح شعبها والحامية له من الهيمنة الأجنبية. ومهما بلغت قوة الشركات العابرة للقوميات فلن تتمكن من القضاء على الدولة القومية في المدى المنظور.
خامساً: القضاء على الثقافات التقليدية أو إضعافها ستؤدي إلى تعريض مجتمعاتها للعجز والتخلف والاضطراب.

سادساً: لا بد للحوار بين الثقافات أن يسعى إلى التوصل إلى قيم إنسانية مشتركة تضع الأساس المتين للتضامن بين بني البشر. ومثل هذا الحوار يولد لدى كل أمة وعياً بخصوصية ثقافتها وتفردها ، ووعياً بوجود إرث ثقافي إنساني مشترك لدى سائر الأمم.

سابعاً: إن تجديد الثقافة العربية يتطلب جهداً عربياً مشتركاً ومنظماً ، وإستراتيجية ثقافية شاملة مرتبطة بالاستراتيجيات العربية الخاصة بالميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

ثامنا: تجديد الثقافة العربية من التحديات الثقافية الكبرى التي تواجه
العرب في القرن الحالي ، ويتوقف على هذا التجديد مستقبل العرب كأمة ومصيرهم ككيانات سياسية قائمة حالياً.

تاسعا: تشجيع الشباب الجامعي على تعلم لغة أخرى إلى جانب إتقانهم الجيد للغتهم العربية حيث دخول عالم اليوم في شبكة الإنترنت وما ينشر فيها من معلومات علمية وثقافية يحتم عليهم أن يتعلموا لغة ثانية تزيد من نموهم الثقافي والفكري والعلمي

عاشرا: توجيه الشباب الجامعي وخاصة أثناء إعدادهم في الجامعة إلى مطالعة الكتب الثقافية وذلك من خلال إقامة معارض دائمة للكتب داخل الحرم الجامعي وعمل مسابقات ثقافية لأفضل ملخص كتاب ثقافي أو علمي يعرض من قبل الطالب لأحدث إصدار عن دور النشر العالمية والعربية وفي مختلف الموضوعات الثقافية.

عقد لقاءات وندوات ثقافية تجمع بين الشباب الجامعي بمختلف التخصصات الأكاديمية ويتم فيها مناقشة لموضوعات ثقافية يتناولها الطلاب من مختلف أبعادها ومحاورها الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتربوية... الخ.

إعادة النظر في المناهج الدراسية من حيث المحتوى والهدف لأن التعليم هو السبيل الوحيد للتحكم في مسار التنمية ورسم خريطة المستقبل،ولقد أثبتت التجارب دائماً .. أن التقدم قرين العلم والمعرفة،وأن رفاهية الشعوب لابد أن تعتمد على نظام تعليمي رشيد." من هذا المنطلق اصبح التعليم حجر الزاوية في هذه المرحلة التي تستوجب

توجيه الجهود وتسخيرها لتطوير عملية التربية والتعليم وتحسين مناهجها الدراسية في مختلف المراحل التعليمية مع الاهتمام بالنوعية وما يوافق متطلبات العصر واحتياجات المتعلمين في ظل العولمة إعداداً للتصدي لهاوالمواجهة، ويعتبر المنهج (المحتوى والطريقة) من أهم المداخل

إعادة بناء الشخصية الثقافية للأمةالعربية والإسلامية بتجديد الفكر القومي وتحويله على الانتماء الثقافي والعودة لتراث الأمة القائم على الكتاب والسنة حتى نستطيع الحوارمع العولمة ونضمن عدم التأثر بمغرياتها .ويضيف السنبل (1420هـ: 8(

تطوير التربية والتعليم الرهن بإصلاح عميق شامل طموح يتناول الأهداف فيدققها ، والطرائق والأساليب والوسائل فيجددها ويكيفها مع مقتضيات عصر العولمة وضرورة مواكبته ، والمحتويات فيحدثها ويجددها ، والمعلم فيزيد تدريبه والرفع من شأنه ، والمتعلم فيغرس في ذهنه ووجدانه ضرورة التعلم الذاتي والمستمر مدى الحياة.

تطوير اللغة العربية وانفتاحها على التكنولوجيا الحديثة ، واعتمادها في جميع مراحل التعليم العام والعالي.

مواجهة الغزو الثقافي والإعلامي لقوى العولمة، مؤسسة على ثوابت الهوية العربية وسماتها الإيمانية والحضارية الجامعة، ومسلحة بعقلية انفتاحية على كل منجزات الفكر والعلم والتكنولوجيا، تقرأها قراءة نقدية وتتفاعل معها لتطويعها بما يتناسب مع قواعد وضوابط فكرنا، فلا نرفضها بداعي الخوف والعداء لكل ما هو أجنبي،ولا نذوب فيها بتأثير عقد النقص تجاه الآخرين."وإذا كان للثورة المعرفية تأثيرات إيجابية وسلبية فإنها ستخدممن يحسن الاستفادة من المعلومات والتقدم التكنولوجي والتغيير الثقافي في ظل الهوية العربية و الإسلامية ، وتوظيفها لزيادة القوة والثروة القومية.

أن نأخذ في عين الاعتبار أهمية العناية بالمعلومة في القرن القادم ،ونأخذ بيد أولادنا وناشئتنا ومدارسنا ومؤسساتنا للاستفادة من ثورة الاتصالات في العالم والإقبال على استخدام الكومبيوتر والاتصالات الإلكترونية "
الانفتاح على الثقافات الأخرى والتفاعل معها من باب التثاقف وليس من باب التقليد الأعمى والتبعية للغزو الثقافي الذي يشمل الأغاني والأفلام الترفيهية والقنوات الفضائية وما تبثه من أفكار وقيم غريبة ومناقضة لقيمنا ومبادئنا الإنسانية الرفيعة.

أن يدرك العرب أن الرأسمالية الليبرالية الظافرة حالياً تقوم على تحكم السوق في العالم ، وإنها في طريقها إلى الزوال ، لأن عالم الاقتصاد لا تحكمه قوانين عامة صارمة تحدد مسيرته ، وأن سيطرة أي فكرة من الأفكار لا تقدم دليلاً كافياً على صحتها.

أن يدرك العرب أيضاً أنه إذا لم تتغير ثقافتهم وتتجدد فسوف تسيطر عليها أيديولوجيات صارمة مغلقة تقاوم الحداثة وتسلك طرقاً غوغائية تؤدي بها إلى الجمود والتخلف.

التغير والتغيير قانون ثابت في مسيرة العالم ، وقدرة البشر على التغيير هي معيار أنساني لتقدمهم ، والفكر المبدع الخلاق هو وراء هذا التغيير.
على التربية في المدرسة والبيت والمجتمع أن تتصدى لهذه الإشكالية، وأن توجد الوسائل المناسبة لحمايةأجيالنا الصاعدة ، وأن توعيهم إلى مخاطر هذه القنوات الغازية ،وان تحصنهم من الداخل ، وتزودهم بالمهارات العقلية وبالقيم الأخلاقية القادرة على الوقوف في وجه الثقافات الدخيلة ."

الاعتقاد بان سيطرة الغرب على العالم ليست أبدية ونهائية ، وان لأمم العالم الأخرى دورها في بناء الحضارة الإنسانية وفي التفوق في مختلف ميادينها.
معرفة الغرب وحضارته معرفة علمية موضوعية ناقدة تفرّق بين مرامي الغرب في الهيمنة والنفوذ والتبعية ، وبين ما حققه من تقدم في المعرفة والعلوم والتكنولوجيا والتطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. وهذا يعني التخلي عن كثير من الأحكام المسبقة السائدة لدينا ومراجعتها حول الغرب وحضارته وثقافاته.

إيجاد وعي تاريخي حاد ودقيق لماضينا وحاضرنا ولماضي الأمم الأخرى وحاضرها ، والتخلص من أنواع الوعي الزائف المنتشرة بيننا حول ثقافتنا وتاريخنا وثقافات الأمم الأخرى وتاريخها.
وهذه عملية صعبة ومعقدة ، وحتى تؤتي ثمارها لا بد أن تكون وفق خطة إستراتيجية واضحة الأهداف والمرامي ومحددة زمنياً وتشترك فيها مختلف المدارس التاريخية في الجامعات والمؤسسات الثقافية في الوطن العربي ، وأن تنطلق من وحدة تاريخ هذه الأمة ومن مصيرها المشترك.
هذه التوصيات وغيرها ضرورية لمواجهة التحديات الثقافية لتحديث الثقافة العربية وتحويلها من ثقافة تراثية بيانية إلى ثقافة عصرية عقلانية وحداثية ، وبحيث تغدو هذه الثقافة درعاً واقياً يقي الأمة العربية من الغزو الثقافي من جهة ، وتكون إبداعاً وتجديداً يعتز بهما كل عربي. والعرب وحدهم قادرون على تجديد ثقافتهم بأيديهم ومن خلال إعادة النظر بتراثهم واستيعابهم لمنجزات الحضارة الحديثة والحفاظ على هويتهم الثقافية القومية.

الخاتمة
إن الثقافة ومشروعها المجتمعي، يوفران حالة من التراكم الإيجابي والهادف لنشاطات الفرد والمجتمع. بما يؤدي إلى تكوين شبكة علاقات وأنماط سلوكية، وقيام تصورات واستراتيجيات ومفاهيم مرتبطة جميعاً بالنظام المعرفي العام الذي أوجدته الثقافة ومشروعها.

كل هذه الأمور تحفزنا للبحث عن الإجابات العربية على التحديات الثقافية، وإبراز مضامينها وتطلعاتها، وتربية المواطن العربي على ضوئها وهداها والاستجابة العربية، هي عبارة استحثاث للجهد الذاتي في سبيل البناء والتطور وأن بداية هذه العملية، تنطلق من تغيير المسار الثقافي القائم على جلد الذات، وأن يعيش العربي ثقافته، وأن يتبنى اختباراتها، ويدخلها في حياته اليومية، ومجدداً فيها باستمرار على ضوء حقائق واقعه الجديد.

وفي هذا الإطار تتأكد مسؤولية أهل الفكر والقلم، في إزالة الحُجب والغيوم التي تحول دون التحديد ودخول الثقافة وخياراتها في المعترك اليومي للمواطن العربي.
وحينما تتحول الثقافة إلى نسق ثقافي - اجتماعي، يمارس دوره، ويبلور مقاصد الناس حينذاك نستطيع القول ان عوامل التفاعل بين الثقافة والمواطن العربي قد توفرت وتحققت على المستوى العملي. ولذلك فإن انتشار الثقافة لا يتحقق خارج إطار الزمان والمكان، ولا بمعزل عن أبناء المجتمع، وإنما لا بد من وجود مثاقفة ومفاعلة، حتى تؤتي الثقافة ثمارها على الصعيد العام.
وينبغي الإدراك في هذا الصدد أن تقدم كل الأمم وتطورها، انطلق في بدايته من عملية مثاقفة ومماحكة آثرت بشكل أو بآخر في مسيرة ذلك المجتمع وأطره المؤسسية المختلفة. وبالتالي فإن نقطة البدء في أي مشروع نهضوي أو تقدمي هو إعادة الفعالية والحيوية للإنسان الفرد والمجتمع، بما يؤدي إلى زيادة قدرة الإنسان على تكييف الطبيعة والعلم الحديث، بما يناسب الأوضاع والظروف.



(ملخص البحث )
هدفت الدراسة إلى التعرف إلى مفهوم التحديات الثقافية التى تواجه الطلبة العرب حيال المشهد العالمى المعاصر ، وأهم الخصائص التي تميزها عن غيرها من الثقافات، والكشف عن أهم التحديات الثقافية التي تواجه الأبناء في ظل العولمة، وإبراز واجبات المرأة المسلمة في تعزيز الثقافة الإسلامية والكشف عن المقومات الواجب توفرها في المرأة المسلمة لأداء هذا الدور.وتم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، وأوصت الدراسة بما يلي:
- لا بد من وقفة متأنية صادقة وملحة من جميع المخلصين لإعداد برامج ثقافية ترتكز على قاعدة عامة، تحدد الهوية الإسلامية عبر أصل التوحيد الذي يشكل جوهر ثقافة المسلم، والتي تنبذ العنف والظلم والاستبداد، وتعشق المودة والتسامح والتعارف وهذه أصل في ثقافتنا الإسلامية.
- تقديم برامج إرشادية للمرأة عبر الجمعيات والمؤسسات والمنظمات النسوية التي تعمل على مساعدة المرأة للارتقاء بدورها في تعزيز الثقافة الإسلامية من خلال تنوع الأساليب المستخدمة في تربية الأبناء والحديثة التي تتلاءم وروح العصر، مع مهارة في التعامل في مواجهة معترك الحياة….
أهـم المراجـع:

• شريف درويش. اللبان- تكنولوجيا الاتصال - القاهرة: الدار المصرية اللبنانية.
• د. نبيل علي. - الثقافة العربية وعصر المعلومات - سلسلة عالم المعرف - الكويت، 2000م.
• د. نبيل على. العرب وعصر المعلومات - سلسلة عالم المعرف - الكويت، 1994م.
• د. عبد الفتاح مراد. - موسوعة مصطلحات الكمبيوتر والإنترنت، إنجليزى - عربى. القاهرة – 2000م.
• د. حسن عماد مكاوي. - تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات - القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2000م.
ويرى د. الحامد( 1419هـ: 105) "

ويدعو عشقي (1420هـ : 85)

يقول د. يماني (1419هـ: 35)

ويرى الطرابلسي (1420هـ: 81 )

ويؤكد شحاتة (1419هـ: 23) "
* المصدر: جريدة الرياض السعودية - 02/11/2004 محمد محفوظ : كاتب سعودي
*د. خليف مصطفى غرايبة التحديات الثقافية في الأردن وكيفيّة مواجهتها
التحديات الثقافية : التربية الوطنية * د. علي محافظة
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاصر, الثدييات, الثقافية, العالمي, العرب, الطلبة, والمشهد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الطلبة العرب والمشهد العالمي المعاصر التحديات الثقافية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرأسمالية الثقافية! عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 07-10-2016 06:44 AM
تأليب الرأي العام العالمي ضد العرب عبدالناصر محمود بحوث ودراسات منوعة 0 04-04-2015 08:25 AM
الصين تجبر الطلبة المسلمين على الإفطار عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 07-14-2014 03:45 AM
شاهد طرق الغش في الإمتحانات عند الطلبة اليابانيين Eng.Jordan أخبار منوعة 1 09-26-2013 02:29 AM
ظاهرة غياب الطلبة قبل العطل الرسمية وبعدها وأثناء العام الدراسي Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 02-18-2012 07:59 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59