#1  
قديم 05-15-2014, 07:04 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,147
ورقة المواجهة النبوية لمحاولات تفريق المسلمين


المواجهة النبوية لمحاولات تفريق المسلمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

(د. عامر الهوشان)
ــــــــــــــــــــــــ

16 / 7 / 1435 هــ
15 / 5 / 2014 م
ـــــــــــــــــــــــــــــــ


المواجهة 3914.jpg




منذ أن تاب الله على آدم عليه السلام بعد مخالفته لأمر ربه وأنزاله الأرض والحق والباطل في صراع وتدافع لا يتوقف ولا ينتهي, فهي سنة من سنن الله تعالى في خلقه, فلا يزال أهل الحق في تدافع مع أهل الباطل لإزالته أو إضعاف تأثيره في واقع الحياة إلى أن يرث الأرض ومن عليها, قال تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} البقرة/251 وقال تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج/40 .

وإذا كان الأمر كذلك فإن الحق الذي جاء به الأنبياء و المرسلون لا بد أن يواجه بباطل بعض الكفار والمنافقين من أقوامهم, فما أرسل الله من نبي ولا بعث رسولا إلا وكانت المواجهة الحتمية بين الحق الذي جاء به من الله وبين الباطل المتأصل في نفوس وعقول بعض قومه, لتكون العاقبة دائما لأتباع الحق كما وعد الله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} الصافات 171-173.

ولعل من أخطر وأهم جولات الحق مع الباطل معركة محاولات الباطل تفريق أهل الحق من المؤمنين وتمزيقهم بعد أن يجمعهم النبي والرسول على كلمة سواء, وهو ما حصل مع جميع الأنبياء والمرسلين بشكل عام, ومع محمد صلى الله عليه وسلم بشكل خاص.

لقد كانت المواجهة النبوية المحمدية لمحاولات المشركين والمنافقين واليهود تفريق المسلمين فريدة, كما كانت وسائله وطرائقه صلى الله عليه وسلم في إحباط تلك المحاولات بديعة, تجعل منها أنموذجا يقتدى به في كل زمان ومكان, ودرسا بليغا لا بد أن نتوقف عنده لنأخذ منه المواعظ والعبر لحاضرنا الذي نعاني فيه أخطر وأشد مشاهد الفرقة والانقسام بين صفوف المسلمين, ولمستقبلنا الذي نرجو الله أن يجمع فيه كلمتنا على ما يحب ويرضى.

لقد جمع الله تعالى بالإسلام شتات العرب و وحد به صفوفهم وألف من خلاله بين قلوبهم, بعد أن كانوا متخاصمين متناحرين, لا تكاد الحرب تضع أوزارها فيما بينهم لتشتعل من جديد لأبسط الأمور وأتفه الأسباب, ومن ذلك "يوم بعاث" بين الأوس والخزرج التي كانت قبل الهجرة بخمس سنوات , وكانت من أشد وأدمى حروب الأوس والخزرج حينها.

لقد غاظ أعداء الإسلام من اليهود والكفار والمنافقين ما أنعم الله به على المؤمنين من الاجتماع والألفة والمحبة بعد أن دخلوا في دين الإسلام, فحاولوا أن يفرقوا هذا الصف بشتى السبل, وأن يشتتوا ذلك الجمع بمختلف الوسائل, إلا أن النبوة المحمدية كانت لهم بالمرصاد, فأحبطت جميع تلك المحاولات, وأجهضت كل تلك المناورات, ولعل من أخطر تلك المحاولات:

1- ما ذكره ابن إسحاق عن محاولات اليهود تفريق صف المسلمين وتشتيت جمعهم, من خلال تذكيرهم بالحرب التي كانت بينهم في الجاهلية, وخاصة (حرب بعاث) التي كانت بين الأوس والخزرج, فقال: مر شاس بن قيس ـ وكان شيخا يهوديا عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم، يتحدثون فيه، فغاظه ما رأي من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ بني قَيْلَةَ بهذه البلاد، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتي شاباً من يهود كان معه، فقال: اعمد إليهم، فاجلس معهم، ثم اذكر "يوم بُعَاث" وما كان من قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، ففعل، فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم رددناها الآن جَذَعَة ـ يعني الاستعداد لإحياء الحرب الأهلية التي كانت بينهم ـ وغضب الفريقان جميعا، وقالوا: قد فعلنا، موعدكم الظاهرة ـ والظاهرة: الحَرَّة ـ السلاح السلاح، فخرجوا إليها وكادت تنشب الحرب.

فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال: (يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم)

فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فبكوا، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس. الرحيق المختوم/199

وأول ما يلفت النظر في هذه الحادثة هو ابتداء اليهود بأسلوب تفريق المسلمين كسلاح فتاك في طريق القضاء عليهم وإيقاف انتشار دعوتهم, مما يشير إلى أهمية هذا السلاح وخطورته بيد أعداء الإسلام قديما, وأن شعار الغرب في حربه على الإسلام والمسلمين في العصر الحديث "فرق تسد" لم يأت من فراغ, بل هو مأخوذ من أجدادهم بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير وأمثالهم, الذين استخدموا هذا السلاح منذ عصر النبوة وحتى الآن.

أما طريقة معالجة النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المحاولة اليهودية الخبيثة, فلا بد من الوقوف عندها مليا , نظرا لما تحتويه من معالم تنير الطريق لكيفية إبطال محاولات تفريق المسلمين في هذا العصر وفي كل زمان ومكان.

· أول ما يلفت النظر في هذه الطريقة هو المبادرة النبوية السريعة لإبطال مفعول السم الزعاف الذي دسه ذلك الشاب اليهودي في جسد المسلمين الواحد, من خلال تذكيرهم بالدم والعصبية القبلية - نقطة الضعف الأكثر تأثيرا في العرب في ذلك العصر - قبل أن ينتشر السم في سائر الجسد الإسلامي الواحد فيضعفه أو يقضي عليه, ومن المعروف أن العلاج إذا كان مبكرا وسريعا كان أدعى لإدراك الشفاء العاجل, وهو ما يمكن الاستفادة منه في العصر الحديث, من خلال المسارعة لرأب الصدع الذي قد يبدو بين المسلمين قبل أن يستفحل, ولحل الخلافات الصغيرة بينهم قبل أن تكبر.

إن مسارعة العلماء والمفكرين والمصلحين لوأد فتنة الفرقة والخلاف التي لا يفتأ أعداء الإسلام زرعها بين صفوف المسلمين, والمبادرة العاجلة للإصلاح فيما بينهم, تعتبر من أهم وأولى الدروس المستفادة من المواجهة النبوية لمحاولات أعداء الإسلام التفريق بين المسلمين.

· استناد الرسول صلى الله عليه وسلم في العلاج على دواء فعال, تمثل بقوة إيمان الصحابة الكرام, الذي عمل صلى الله عليه وسلم طويلا على ترسيخه في قلوبهم في العهد المكي, ويظهر ذلك جليا بتذكيره - صلى الله عليه وسلم للصحابة بالله حيث قال : "الله الله أبدعوى الجاهلية .." وسرعة امتثال الصحابة لهذا التذكير من خلال بكائهم وعلمهم بأنها نزغة من الشيطان ومعانقتهم لبعضهم البعض, وهذا لا يمكن أن يكون لولا الإيمان القوي المغروس في قلوبهم.

وهذا الأمر في غاية الأهمية والخطورة, فبدون وجود الإيمان القوي والنية الخالصة لله تعالى لا يمكن للخلافات بين المسلمين أن تنحل, كما لا يمكن للانقسام الحاصل في صفوفهم أن ينتهي, وهو ما يعني أن العهد المكي في أي دعوة معاصرة لا بد أن تتواجد قبل أي مواجهة مع أعداء الإسلام.

· وضوح المفاهيم والمصطلحات في أذهان الصحابة الكرام كان منهجا نبويا في مواجهة محاولات تفريقهم, وعاملا مهما من عوامل إحباط انقسامهم, فقد ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بمصطلح الجاهلية وآثاره الكارثية, وكيف أن الله أكرمهم بالإسلام الذي جاء للقضاء على كل معالم الجاهلية في حياتهم, ومن أبرز معالمها العصبية القبلية التي فرقت شملهم ومزفت جمعهم قبل الإسلام, والتي استثمرها أعداؤهم من اليهود وغيرهم لإضعافهم واستغلالهم واستنزافهم بمعارك مفتعلة فيما بينهم, تجعلهم دائما تابعين يؤمرون ولا يأمرون.

وإذا كانت العصبية القبلية هي السلاح الأبرز في يد أعداء الإسلام من اليهود والمنافقين آنذاك, فإنها كذلك اليوم بصورة جديدة وحديثة, حيث العصبية القطرية – وربما المدنية والقروية أيضا - من خلال الحدود التي صنعها الغرب بين الدول العربية والإسلامية, والتي أصبحت عاملا من أبرز عوامل تفرقهم وانقسامهم, وورقة للتحريض والنزغ فيما بينهم.

2- ما أوردته كتب السيرة النبوية الشريفة, من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عائد من غزوة بني المصطلق, وبينما هو مقيم عند ماء يسمى "المريسيع" ازدحم أجير عمر بن الخطاب رضي الله عنه جهجاه الغفاري وسنان بن وبر الجهني على الماء فاقتتلا, فصرخ الجهني : يا معشر الأنصار, وصرخ جهجاه: يا معشر المهاجرين, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟ دعوها فإنها مُنْتِنَة).

وبلغ ذلك عبد الله بن أبي بن سلول فغضب ـ وعنده رهط من قومه فيهم زيد بن أرقم غلام حدث ـ وقال: أو قد فعلوها، قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا، والله ما نحن وهم إلا كما قال الأول: "سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأكُلْكَ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" ثم أقبل على من حضره فقال لهم: هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم.

فأخبر زيد بن أرقم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عمر، فقال عمر: مُرْ عَبَّاد بن بشر فليقتله. فقال صلى الله عليه وسلم : (فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ؟ لا ولكن أَذِّنْ بالرحيل)، وذلك في ساعة لم يكن يرتحل فيها، فارتحل الناس.... ثم مشي بالناس يومهم ذلك حتى أمسى وليلتهم حتى أصبح، وصَدْر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس، ثم نزل بالناس، فلم يلبثوا أن وجدوا مَسَّ الأرض فوقعوا نياماً. فعل ذلك ليشغل الناس عن الحديث. الرحيق المختوم/290 .

أما النقطة المشتركة في علاج الرسول صلى الله عليه وسلم لكلتا المحاولتين فتكمن في المسارعة إلى حل الخلاف الناشئ بين الصحابة ولملمته قبل أن يتفاقم, وفي التذكير بأبرز أسباب الخلاف والتفرقة بين المسلمين المتمثل في جرثومة العصبية القبلية, التي تعتبر أهم مظاهر الجاهلية.

وأما الجديد في المواجهة النبوية لمحاولة المنافقين تفريق وحدة المسلمين هنا فيكمن في حكمته صلى الله عليه وسلم في معالجة الأمر, المتمثل بالأمر بالرحيل مباشرة, وتفويت الفرصة على عدو الله عبد الله بن أبي بن سلول, الذي أراد من كلامه صب الزيت على النار لتشتعل الفتنة بين المهاجرين والأنصار أكثر فأكثر.

إن إبعاد الناس عن وسائل إعلام العدو في وقت الفتن والأزمات, وإشغالهم عن سماع ما يمكن أن يبثه في نفوس وقلوب المؤمنين من ضغينة وحقد وكراهية, الأمر الذي قد يجعل من الحبة قبة ومن الخلاف العادي الذي يحصل بين جميع البشر مشكلة وأزمة, مما قد يكون بذرة الانقسام والفرقة, هو من أهم ما يمكن استفادته من التصرف النبوي في حادثة ماء المريسيع, فهل يعي المسلمون ذلك في هذا العصر الذي كثرت وتنوعت فيه أسباب انقسامهم؟؟

إن بث الدعايات الكاذبة بين المسلمين, وإيقاظ روح العصبية القبلية في قلوبهم, وإثارة نوازع بقايا الجاهلية في نفوسهم, كانت من أهم وسائل المنافقين واليهود والمشركين لتفريق المسلمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

واليوم يتكرر المشهد بصورة أشد مكرا وأكثر دهاء, فوسائل الإعلام - التي يملكها أعداء الإسلام - تبث الدعايات الكاذبة والشائعات المغرضة للتفريق بين المسلمين, كما أن وتر العصبية القطرية ونوازع الجاهلية الحديثة لم تغب عن بالهم, ناهيك عن المطامع والمصالح الشخصية الذي يعتبر من أهم عوامل الفرقة والانقسام بين المسلمين.

فهل سنعود إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لنتعلم كيف نواجه محاولات تفريقنا وتقسيمنا وتمزيقنا؟؟!!

------------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
لمحاولات, المسلمين, المواجهة, الوثنية, بفريق


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع المواجهة النبوية لمحاولات تفريق المسلمين
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفريق وقفة احتجاجية تندد بمعرض لصور يهود اسبان عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 02-22-2014 08:24 AM
بيان // جبهة الإصلاح التونسية :يجب على الحكومة عدم الخضوع لمحاولات الإنقلاب ابو الطيب أخبار عربية وعالمية 0 10-24-2013 10:16 PM
أردوغان: هناك بعض القوى تريد تفريق تركيا عن مصر عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 08-18-2013 06:32 AM
علمانية تركيا .. في المواجهة من جديد عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 06-13-2013 09:52 AM
المواجهة الفاصلة بين الإسلام والنصرانية في إندونيسيا Eng.Jordan شذرات إسلامية 2 04-19-2012 11:49 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:37 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59