المعلم بين الماضي والحاضر

الماضي , المعلم , والحاضر

وفاء خصاونة


الرصيف نت
حمل المعلم هموم التدريس على كتفه والهموم تثقل كاهله من ساسه لرأسه,وكرس حياته لتقديس رسالة سامية وهي ايصال العلم لطلبته ومحو الجهل وتأسيا بسنة المصطفى الذي نادى مرارا وتكرا بالتعلم واعتبرها فريضة على كل مسلم.ولكن اليوم نراه مهانا بعد ان كان مبجلاومحترما واصبحت اصابع الاتهام تشير اليه انه مقرف وكيف نطلب منه المعجزات وراتبه لا يكفيه لسد رمقه ورمق عياله وهل في جيب المعلم نقود حتى يهندس نفسه او يصفف شعره؟؟؟كل الظلم وجهت اليه وهو مظلوم أشد الظلم ومذنب وجرمه انه يطالب بنقابة للمعلمين تضمن حقوقه وحقوق عياله واليوم وعدت الحكومة بتأسيس نقابة بعد تنشيف ريقه وبعد ان حفيت قدماه. اصبح المعلم غير محترم لا من المدير ولا الطالب ولا حتى اولياء الامور وصار يتعرض للشتم والضرب من الطالب دون ان يعاقب الطالب على ذلك وصار الطالب يختبئ للمعلم في احدى زوايا الشارع ويطعميه \'علقة\'.هل هذا جزاء المعلم الذي أفنى شبابه بين اللوح والطباشير والكتب؟؟ بالله عليكم اجيبوني.هل جزاؤه ان يجد منا كل هذا الاستهزاء والاحتقار؟؟؟هل اصبح المعلم مجرما لانه يطالب بحقوقه مثله مثل غيره,لماذا لا نضمن حقه ونوفر له حياة كريمةمثل باقي المهن؟؟ ولماذا لا نطالب بزيادة راتبه الذي يستدين عليه من فلان وعلان لسد رمقه ورمق عياله؟؟المعلم يا اخوتي فقد الشعور بالأمان بعد ان فقد هيبته وكرامته امام الجميع وصار المعلم يمقت اي شيء له علاقة بمهنة التدريس.اليوم لا يحتاج منا المعلم الى أهازيج وطبول بقدر حاجته لقليل من الهيبة واعادة الكرامة والذل اللذين تعايش معهما خلال خمس سنوات مضت.حدثني والدي أمد الله في عمره عن مكانة المعلم قبل خمسين سنة فقال لي يا بنيتي \'المعلم كانت له هيبته وكان الطالب اذا رأى معلمه من رأس الشارع يهرب ويطأطأ راسه ويحمر وجهه خجلا من معلمه\'نحن نطالب اليوم المعلم بذل المزيد من العطاء والانتاج فوق طاقته متناسين انه بشر مثلنا ولنا طاقات محدودة.علينا ان نقف مع المعلم ليس بالكلام او الاحتفالات فحسب بل بتوعية ابناءنا وحثهم على احترام المعلم ولا يقتصر ذلك على البيت بل توعية الطلاب في المدرسة ان المعلم له مكانته وقيمته في المجتمع حتى نضمن مجتمع قوي ومتراص لان المعلم له مكانة مقدسة في كل الاديان السماوية ولولا المعلم ما رأينا أطباء ومهندسين وصيادلة ووزراء ومحامين.المعلم هو اللبنة الاساسية لبناء اي مجتمع

المصدر: ملتقى شذرات