العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 02-01-2019, 08:11 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة سنة سياسية ساخنة في تونس


سنة سياسية ساخنة في تونس
ـــــــــــــــ

(سمير محمد حمدي)
ــــــــــ

26 / 5 / 1440 هـــ
1 / 2 / 2019 م
ـــــــــــــ

831012019091358.png




من الأكيد أن السنة السياسية الحالية ستكون حافلة بالأحداث، فمن حالة التجاذب بين الحكومة والنقابات مرورا بالصراع الداخلي بين أجنحة نداء تونس ووصولا الى الانتخابات المقبلة التي سيكون موعدها نهاية العام، يستمر تواتر الأحداث وتزايد التجاذبات وتشكل التحالفات وانفضاضها بصورة متسارعة، مشهد يكشف عن أزمات اجتماعية من جهة وحيوية سياسية عالية من جهة أخرى وهو ملمح عام لتونس ما بعد الثورة.

رغم أن موعد الاقتراع تفصلنا عنه بضعة شهور إلا أن حمّى الانتخابات بدأت بالتصاعد بشكل خفي من خلال حملات إعلامية متضادة وإعلان وجوه سياسية مختلفة عزمها على خوض معترك الانتخابات الرئاسية، وعلى الرغم من تعدد الأسماء التي أبدت استعدادها للترشح وهو أمر طبيعي قياسا الى تجربة انتخابات 2014 التي عرفت 27 مرشحا في دورتها الأولى إلا أن الأكيد بروز أسماء معينة ستكون الأكثر حظا في خوض غمار الانتخابات وأكثر جدية في طلب ود الناخب التونسي.

ما يلفت الانتباه في هذه المرحلة هو إعلان الرئيس الحالي من خلال أوساط مقربة منه عزمه على خوض تجربة الرئاسة من جديد، حيث ظهرت تصريحات متكررة لمقربين منه تؤكد ان الرئيس الباجي قائد السبسي سيكون مرشح حزب نداء تونس في الانتخابات الرئاسية المقبلة على الرغم من ان الرجل قد جاوز التسعين بسنوات وعجز عن تقديم صورة جيدة أثناء سنوات حكمه الماضية في إدارة الملفات السياسية المختلفة وظهوره بمظهر الرئيس العاجز في كثير من الأحيان إلا ان المحيطين به يضغطون عليه من اجل الترشح، وهم في هذا يحافظون على دائرة المصالح والنفوذ الذي تحقق لهم طيلة تواجد الباجي قائد السبسي في قصر قرطاج وإذا كان الظرف السياسي قد خدم السبسي سنة 2014 من خلال تشكل تحالف حزبي كبير حول شخصه ومن خلال ما سُمّي وقتها التصويت المجدي الذي منع تشتت كثير من الأصوات التي صبت لصالحه إلا ان الظرف الحالي مختلف تماما سواء بسب الانشقاقات التي عصفت بحزب الرئيس أو لفقدانه دعم الكثير من الوجوه السياسية المهمة التي شكلت حزاما داعما له من قبل.

في المقابل أعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد في مؤتمر جماهيري انعقد يوم 27/ 01/ 2019 بمدينة المنستير (مسقط رأس الرئيس الراحل الحـبـيـب بورقيبة) عن تأسيس كيان حزبي جديد حمل اسم "تحيا تونس) ليكون هذا التنظيم السياسي هو الحزب الرابع الذي ينشق عن الحركة الأم "نداء تونس" بعد انشقاق كل من حزب "مشروع تونس" وحركة "تونس أولا" وحزب "مستقبل تونس"، وما يمكن ملاحظته أن كل هذه القوى المنشقة عن حزب الرئيس الباجي قائد السبسي ترفع تقريبا ذات الشعارات والتي تؤكد على تبني البورقيبية والحداثة والخيارات الليبرالية في الاقتصاد، ويبدو أن حزب رئيس الوزراء الحالي سيكون أكثر حظا في منافسة حركة "نداء تونس" بعد أن تمكن من اجتذاب النواب الموالين لها في مجلس النواب وشكّل كتلة تضم 54 نائبا بالإضافة الى إقناعه عدد مهم من ناشطي حزب "آفاق تونس" وهو حزب ليبرالي صغير بالانضمام الى هياكل الحزب الجديد.

إن سرعة تشكيل الحزب الجديد تكشف عن رغبة يوسف الشاهد في خوض الانتخابات المقبلة والعودة الى منصب رئاسة الحكومة وهو الذي أعلن أنه لن يخوض الانتخابات الرئاسية. وقد يتمكن الحزب الجديد من نيل مقاعد في مجلس النواب المقبل غير أنه يظل مهددا باستنساخ تجربة الحزب الذي انشق عنه اعني نداء تونس بكل علاّته وصراعاته فلا شيء يضمن بالنسبة لحزب تشكل على خلفية مصالح سياسية أن يتفكك في صورة عدم نيل الفرقاء المؤسسين له المناصب التي يطمحون لها.

إن مشكلة المشهد السياسي في تونس الحالية يكمن في حالة الإسهال الحزبي المفرط حيث نجد 216 حزبا سياسيا قانونيا فيما لا نجد واقعيا سوى اقل من خمسة أحزاب فاعلة ومؤثرة وفي جو الحريات العامة يمكن لأي اتجاه إيديولوجي او سياسي تأسيس كيان حزبي ولكن هذا لا يعني الفاعلية او القدرة على الوصول الى مواقع السلطة.

إن حالة الصراع بين القوى الحزبية المختلفة في تونس تكشف عن سرعة التحولات والتغيرات التي يعرفها المشهد السياسي في البلاد خاصة في السنة الحالية حيث أن غالبية الطيف الحزبي التونسي يسعى الى تسجيل حضوره في الانتخابات الرئاسية المقبلة بأشكال مختلفة إما بترشيح وجوه تنتمي إليها او دعم أخرى قريبة منها وفي كلتا الحالتين فإن الانتخابات الرئاسية ستتأثر قطعا بالانتخابات النيابية التي ترافقها بما يعني أننا قد نكون أمام مشهد مكرر لانتخابات 2014 حيث كان الصراع بين قوى النظام القديم التي تحتفظ بنفوذ واسع في الدولة والجيل الجديد الذي يشعر بالانزعاج من مشهد سياسي ما يفتأ يعيد إنتاج ذاته دون قدرة على خلق الحلول أو التقدم بالبلاد.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
تونس, شاحنة, سياسية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع سنة سياسية ساخنة في تونس
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أزمة تونس.. أم نداء تونس عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 08-19-2018 09:14 AM
شاحنة النفايات صابرة الملتقى العام 0 07-18-2018 08:41 AM
أزمة سياسية بين تونس والإمارات عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 09-09-2015 06:38 AM
شاحنة النفايات! صابرة الملتقى العام 0 05-08-2015 03:03 PM
تونس : المرزوقي يصرح بأن أحداثًا بالغة الخطورة جدت في تونس Eng.Jordan الملتقى العام 0 09-17-2012 11:10 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59