هل أعرف ماذا أريد ؟

ماذا , أريد , أعرف

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاعزاء الكرام

هل أعرف ماذا أريد ؟

كثيراً ما يتردد على مسامعنا مصطلح البرمجة أو التخطيط و أقصد هنا أن يتخذ الانسان لنفسه مخططاً و برنامجاً واضح المعالم يتخذه كخطة عمل لتنظيم حياته بشكل عقلاني و علمي بعيداً عن الحظ أو الاتكالية .
صحيح أن هناك مؤثرات داخلية و خارجية قد تتأثر إما سلباً أو ايجاباً في درجة نجاحها أو فشلها كالمحيط والثقافة والتربية والإعلام لكن الانسان يملك من الطاقات الفكرية والنفسية ما يجعل كل مخططاته تنجح بنسب إما لا بأس بها أو جيدة .
فالانسان كما يقال طوب وحجر , يصنف و يرتب حسب المؤهلات الفكرية و النفسية . فالبرمجة تختلف بإختلاف الأسباب والمسببات , وهكذا تفرز أشكالاً وانواعاً مختلفة من الأنماط المتبعة للتخطيط و البرمجة تتمحور في : ماذا سأفعل اليوم وغداً وكيف ولماذا ومتى وكم ؟

وباختصار تام هل أعرف ماذا أريد ؟
الجواب طبعا هنا :

1ـ صنف لا يعرف ما يريد :
هذا الصنف أناس كالقشة التي يتلاعب بها الريح وقد بلغ اليأس نفوسهم وعم الاشمئزاز قلوبهم فهم دائموا الشكوى بدعوى أن الحياة صعبة وأنهم لا مكان لهم في الدنيا وأنها للاغنياء فقط فيرمونهم بوابل من السب والشتم وأنهم هم أوصلهم إلى حالهم . و نجد هذا النوع لا يعمل و لا يكلف نفسه عناء البحث عنه , ولا يصقل شخصيته بالقراءة والتحصيل لينمي خبراته و مهاراته , ولا يفعل اي شيء ايجابي بل يكتفي بالشكوى الدائمة التي لا تنتهي .

2ـ صنف يعرف ما يريد ولكن لا يصبو الى تحقيقه :
هذا الصنف يعرف جيداً ما يريد وعلى علم تام به لكنه لا يبادر بأي خطوة ايجابية لتحقيقه وهذا النوع يعاني نفسياً بل يلجأ الى عملية المقارنة بينه و بين غيره الناجح ويرد السبب إلى الحظ فغالباً ما تسمعه يقول : (( إنا مثله أو أحسن لكن سوء حظي )) فهو بذلك كثير النقد و اللوم .

3ـ صنف يعرف ما يريد لكنه لا يؤمن في قدراته :
هذا الصنف يعرف ما يريد و متى يريد و كيف يريد , لكنه لا يثق في نفسه و لا في قدراته فيتملكه الخوف من الفشل فيسقط في الفشل نفسه و يهاب السخرية فيكون محط سخرية الاخرين فتجده انطوائي يحب الوحدة والابتعاد عن الاخرين بل يتملكه الحقد على الناجحين وكثير الشكوى عن حالته النفسية .

4ـ صنف يعرف ما يريد لكنه يتأثر سلباً من العالم الخارجي :
هذا الصنف لديه مخطط واضح وجيد لكنه ضعيف الشخصية فإما يتأثر بآراء الآخرين أو يفضل التقليد وهذا ما يدفعه الى تغيير مخططاته كل فترة وحين و لا يثبت على حال بفعل تدخل الآخرين فيه
فيصاب بالضعف و الفشل .

5ـ صنف يعرف ما يريد و يجد و يجتهد من أجل انجاح مخططاته :
هذا الصنف قطع كل مراحل البرمجة والتخطيط ووضعها بأحكام تام ووضع برنامج عمل لتطبيقها بشكل يضمن نجاحها , سلاحه في ذلك قوة الشخصية والصبر والاستقلالية في اتخاذ القرار
الصائب , فيكون بذلك قد عاش أحلامه التي خططها و نفذها بنفسه .

أخواني أخواتي الأعزاء :
يجب أن يكون لنا هدفاً في حياتنا طبعاً بعد مرضاة الله وأن نسعى إلى استغلال كل مؤهلاتنا وقدراتنا التي وهبها لنا الله سبحانه وتعالى , وإلا سنعيش في ضياع و تيه دائم يلاحقنا طول حياتنا . فنحن في حرب مع الجهل و الفقر .


دمتم برعاية الرحمن وحفظه

المصدر: ملتقى شذرات