ماذا بعد تفريغ الاحتلال للأقصى من الموحدين؟؟

للأقصى , ماذا , الموحدين؟؟ , الاحتلال , بعد , تفريغ

ماذا بعد تفريغ الاحتلال للأقصى من الموحدين؟؟*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

8 / 7 / 1435 هــ
7 / 5 / 2014 م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ




ليس جديدا ما يقوم به اليهود في فلسطين المحتلة من تصعيد خطير تجاه القدس والأقصى الشريف, من خلال حملة الاقتحامات للمسجد الأقصى, وتسريع وتيرة محاولات هدمه لبناء الهيكل المزعوم, فهم ينفذون –حسب زعمهم– تعاليم توراتهم المحرف وتلمودهم المزعوم.

ولكن الجديد هو مستوى الوهن والضعف الذي وصلت إليه الحكومات العربية والإسلامية, التي لم تستطع وقف سيل الانتهاكات اليهودية لمقدسات المسلمين, ناهيك عن أن تخطط أو تسعى لتحرير القدس والأقصى الشريف من يد هذه العصابة الصهيونية.

ولعل من أبرز أسباب هذا الوهن والضعف هو عدم التمسك بالهوية الإسلامية, واستبدالها بقومية زائفة أو وطنية مخادعة, ففي الوقت الذي يعلن فيه الكيان الصهيوني -دون خجل أو وجل- تمسكه بيهودية كيانه المصطنع, ووجوب هدم مقدساتنا وبناء الهيكل بناء على خرافات التلمود وأباطيل التوراة المحرف, لا نجد من الدول العربية والإسلامية أية دعوة جدية لجعل قضية استرجاع القدس والأقصى –أو على الأقل الدفاع عنهما ضد تجاوزات الاحتلال– قضية عقائدية إسلامية, وليست قضية عربية فلسطينية سياسية فحسب.

وحيال هذه المعادلة يصول العدو الصهيوني ويجول في القدس والأقصى, من خلال عمليات التهويد والحفريات تحت المسجد الأقصى والاقتحامات اليومية له, دون رادع أو مانع عربي أو إسلامي.

وكان آخر فصول هذه الاعتداءات ما ذكرته "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في بيان لها اليوم الثلاثاء: إن الاحتلال حاصر وفرّغ المسجد الأقصى بشكل شبه كامل من المصلين، إذ منع الرجال الذين هم دون الخمسين عاما من دخوله، فيما منع جميع النساء من الدخول، وبالذات طلاب مصاطب العلم في المسجد الأقصى.

كما منع طلاب المدارس الشرعية التي تتواجد مدارسهم داخل حدود الأقصى أيضا من دخوله، فيما قامت قوات خاصة بتمشيط كل أنحاء المسجد الأقصى بشكل دقيق، وأخرجت منه كل من هم دون الخمسين ممن استطاع الدخول يوم أمس.

وأضافت المؤسسة، إن الاحتلال حاصر المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الباكر، وكثف من تواجده عند البوابات وفي أزقة القدس، استمراراً لحصاره منذ أمس، فيما يتواجد المئات من طلاب وطالبات مصاطب العلم وجمهور من أهل الداخل والقدس، عند بوابات الأقصى، ممن منعوا من الدخول ويرابطون عند المداخل، فيما يخيم التوتر الشديد، وتعالت أصوات التكبير، وحدثت بعض المشادات الكلامية والتدافع بالأيدي.

والمفارقة العجيبة والغريبة فعلا, أنه بينما يؤدي مئات المقدسيين -ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما- صلاة فجر اليوم في الشوارع والطرقات في البلدة القديمة بالقدس بسبب إغلاق قوات الشرطة للمسجد وفرض حصار محكم عليه منذ مساء أمس, يقوم نحو 60 مستوطنا باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، لأداء طقوسهم الباطلة المزعومة.

ولم يكن هذا الصنيع من قبل قوات الاحتلال عبثيا, بل ضمن مخطط مدروس ومعلن, فقد أطلقت جماعات الهيكل المزعوم دعوات لاقتحامٍ واسعٍ للمسجد المبارك اليوم الثلاثاء، وذلك بمناسبة ما يسمى "عيد الاستقلال" لأداء طقوس وشعائر تلمودية في باحاته ورفع أعلام صهيونية فيه بهذه المناسبة.

وإزاء هذا الواقع لم يكن أمام "مؤسسة الأقصى" وأمثالها من الهيئات والمؤسسات الفلسطينية, بعد قيام المقدسيين ومن ساندهم من الفلسطينيين من مختلف المدن بواجب المقاومة, إلا أن تحذر من هذا التصعيد الأحتلالي الخطير، وتطالب الأمة الإسلامية إلى تحرك عاجل وجاد وحقيقي لإنقاذ المسجد الأقصى، والتصدي للمخاطر التي تواجهه.

فهل من مجيب؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: ملتقى شذرات