#1  
قديم 02-20-2015, 08:30 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,044
ورقة نهاية عيسى عليه السلام وعودته


نهاية عيسى عليه السلام وعودته في القرآن والإنجيل*
ــــــــــــــــــــــــــ

غرة جمادى الأولى 1436 هــ
20 / 2 / 2015 م
ــــــــــــ

_6210.jpg


نهاية عيسى عليه السلام وعودته في القرآن والإنجيل

للباحثة: هنا حافظ عبد الغني

تحت إشراف: د. خضر عبد اللطيف سوندك

ــــــــــــــــــــــ

وقدمت هذه الأطروحة استكمالا لمتطلبات درجة الماجستير في أصول الدين بكلية الدراسات العليا جامعة النجاح الوطنية بنابلس فلسطين.

عند عدد لا يستهان به من المسلمين أفكار وعقائد وحقائق مغلوطة عن سيدنا عيسى عليه السلام؛ وذلك لضعف ثقافتهم الدينية أو لاختلاطهم بالنصارى، فيتشربون منهم بعض الأفكار والحقائق, فلهذا اهتمت الباحثة بتجلية هذه الحقائق والعقائد للمسلمين بداية قبل غيرهم.

فجاء الفصل الأول تمهيديا بينت فيه مدى تحريف النصرانية على يد شاؤول اليهودي الذي تنصر وأصبح اسمه بولس الرسول، فحرف كل ما كان بها من توحيد وذلك بعد تأثرها بالديانات الوثنية القديمة.

وضم هذا الفصل عدة مباحث, وهي:

المبحث الأول: بولس وتأثيره في عقائد النصارى

هو أهم شخصية مؤثرة في النصرانية اليوم؛ إذ أنه هو الذي أحدث الانقلاب الشامل فيها، وجعلها ديانة وثنية مختلفة تماما عما جاء به عيسى عليه السلام, وبولس لم يلق عيسى عليه السلام وكان يهوديا ولكنه تنصر وادعى أن عيسى عليه السلام ظهر له وتحدث إليه، فصدقته النصارى فشرع لهم دينا جديدا فعدد الآلهة وقال بان عيسى ابن الله وانه انزله للأرض ليخلص البشر من الخطيئة وكل هذه الأفكار الضالة المنحرفة, وادعى كل ذلك ونسبه إلى عيسى عليه السلام أنه اخبره به, وألف بولس أربعة عشرة رسالة في العهد الجديد الذي يعتبرونه اليوم كتاب الله, فعارضه حواريو عيسى ونفضوا الناس عنه لكن أفكاره وجدت أرضا خصبة لها في الدول التي كان لها أصول عقائدية وثنية في مصر وأوروبا، حتى انتصرت اليوم وأصبحت هي الأساس في النصرانية, ثم شرحت الباحثة عقيدة التثليث عند النصارى وشرحت أيضا عقيدة الصلب للتكفير عن الخطيئة كأهم العقائد الضالة التي تبني عليها النصرانية الحالية قواعدها.

المبحث الثاني: عقائد النصارى اليوم

وعرجت الكاتبة لتأصيل الفكرة الخاصة بتأثر كُتاب الإنجيل بعقيدة الصلب عند السابقين وخاصة أن فكرة التثليث لم تكن موجودة عند النصارى حتى أواخر القرن الثاني الميلادي, واقتبست فكرة التثليث أو التعدد بصفة عامة من عدة ثقافات وعقائد كالمصريين القدماء والآشوريين والبابليين والفرس والهنود والصينيين واليونان, ولكن فكرة التثليث كان لها صلة بعبادة الأبطال حيث ينشا لدى كل امة بطل فيمجدوه ثم يتزوج ذلك البطل وينجب ليمجد الشعب البطل وزوجته وابنه في مشهد متكرر في غالبية الثقافات.

وتحدثت الباحثة عن عقيدة أخرى ضالة ومنحرفة ومحرفة وهي عقيدة الدينونة التي يعتقد النصارى فيها بان المسيح عليه السلام قد قام بعد صلبه وموته من قبره وجلس على كرسي بجوار الأب استعدادا لاستقبال الناس يوم الحشر, ويعتقدون أيضا أن الله –حاشاه– أعطى المسيح حساب الناس لأنه كما يزعمون الإله الابن.

المبحث الثالث: لمحة عن أشهر الأناجيل

وهو مبحث مهم إذ يجهل كثير من المسلمين طبيعة الأناجيل والفوارق بينها ومن كتبها ومدى حجيتها أو مدى قدسيتها وصدق انتسابها إلى عيسى عليه السلام أو حتى انتسابها إلى تلاميذه ومدى صيانتها من التحريف والتبديل.

فتحدثت عن العهد الجديد وهو أربعة أناجيل "متى ومرقص ولوقا ويوحنا" ومعهم أربعة عشرة رسالة لبولس بالإضافة إلى سبع وعشرين رسالة أخرى ليعقوب وبطرس ويوحنا ويهوذا وهذه كلها يطلق عليها العهد الجديد.

ثم تحدثت الباحثة عن التناقضات في نسخ الإنجيل التي وصل عددها إلى ما يقارب المائة والتي وردت بنصوص مختلفة, وحتى في الإنجيل الواحد ظهرت منه نسخ مختلفة المعاني التي تتجاوز في كثير من الأحيان الاختلافات الشكلية فتصل إلى حد الاختلافات الجوهرية في الإنجيل الواحد فضلا عن الاختلافات الشديدة التباين بين الأناجيل المختلفة التي تروي حدثا واحدا أو تتحدث في قضية واحدة.

ولكن هناك إنجيلا يدعى "انجيل برنابا" الذي كان من تلاميذ عيسى عليه السلام ومن المقربين إليه والذي ذكر في إنجيله أن عيسى عليه السلام أوصاه بكتابة الإنجيل ليشهد فيه ببشريته وعلى نفي دعوى الصلب, لكن الكنيسة ترفض الاعتراف به ولا تعتبره مصدرا دينيا حيث يطعن في كثير من ثوابتها الحالية.

ثم عرجت الباحثة على أخطر مجمع من المجامع المسكونية التي أقرت الوثنية في النصرانية واعتبرت أن كل قائل بسواها زنديق وهو مجمع نيقية.

ثم خصصت الباحثة الفصل الثاني للدخول في صلب بحثها بعد الفصل التمهيدي السابق فتحدثت عن مريم وعيسى عليهما السلام اصطفاء ورسالة, فخصصت لكل حدث وتاريخ مبحثا مستقلا بدأتها بالحديث عن مريم عليها السلام, فتحدثت من واقع القرآن الكريم عن الحمل بمريم وميلادها وكفالة زكريا لها واصطفاء الله لها, ثم تحدثت بالآيات القرآنية عن فترة وظروف الحمل بعيسى عليه السلام, فتحدثت عن بشارة مريم بعيسى وحملها به ثم ميلاده عليه السلام ثم تحدثت عن أسمائه وصفاته التي عرف بها في القرآن الكريم.

ثم تناولت صلب رسالة عيسى عليه السلام من القرآن الكريم وهي التي لا تختلف أبدا عما يؤمن به المسلمون إذ أن ديانة عيسى عليه السلام هي الإسلام الذي انزله الله على كل أنبيائه ورسله.

فتحدثت عن خصائص رسالته التي هي جوهر رسالة التوحيد وتحدثت عن بشريته وإرساله لبني إسرائيل خاصة وعبوديته لله سبحانه ومعجزاته وتحدثت عن الحواريين وتآمر اليهود على قتله وذلك بذكر الآيات القرآنية وشرح تفسيرها وهي العقيدة التي نؤمن بها جميعا في عيسى عليه السلام وفي أمه الصديقة.

الفصل الثالث: قضية الصلب في الإنجيل والقرآن

في هذا الفصل كانت للباحثة مقارنات بين ما جاء في القرآن الكريم وبين ما جاء في الأناجيل وخاصة في هذه القضية التي اختلفت فيها عقيدة المسلمين في عيسى عليه السلام تماما عما يؤمن به النصارى فنحن كمسلمين نؤمن بأنه لا يوجد مطلقا صلب للمسيح عليه السلام وان المصلوب شبيه له ألقى الله عز وجل شبه عيسى عليه السلام عليه.

فذكرت الباحثة قضية الصلب في الإنجيل, فبحثت الكاتبة في أدلة صلبه في الإنجيل وناقشتها لتجد تناقضات كثيرة وفموعد الصلب غير متفق عليه نظرا لاختلاف موعد العشاء الأخير عندهم, فعند متى ومرقص ولوقا العشاء الأخير كان الخميس وان الصلب تم يوم الجمعة في حين أن يوحنا يقول أن الصلب تم يوم الخميس, وكذلك تناقض في الجملة الأخيرة التي نطق بها المصلوب, وقصة سقوط الجند وهم يقبضون على من خيل لهم انه المسيح لم يذكروها على أهميتها ولم يذكرها سوى يوحنا وغير ذلك الكثير من التناقضات.

ثم نقضت دعوى الصلب من واقع ما جاء في القرآن الكريم وأيضا بما جاء في انجيل برنابا وكذلك ما ظهر من مخطوطات لأناجيل ترجع إلى العصر الأول تم العثور عليها في نجع حمادي بصعيد مصر وذكرت كذلك بعض شهادات المحققين التاريخيين من النصارى أنفسهم

ونقلت الباحثة بعضا مما جاء في الإنجيل ذاته من نفي الصلب مع التأكيد على دلالة الأناجيل على ظهور عيسى عليه السلام بعد قولهم بصلبه برغم الاختلافات الجوهرية في نقل هذا الحدث الهام كاختلاف مكان ظهوره وكذلك عدد المرات.

المبحث الثاني: الموضوع المتعلق بما أسموه بوفاة المسيح عليه السلام

فتحدثت عن نفي الصلب وان ما تم هو رفع له إلى السماء في القرآن الكريم والرفع عند النصارى حيث يتحدث النصارى عن رفعه بعد قيامته من موته كما يزعمون واختلافاتهم الكثيرة في تفاصيل ذلك الرفع.

ثم تحدثت عن ضلالات وافتراءات القاديانية الذين ينتسبون زورا للإسلام فيقولون بموت المسيح وأن غلام احمد كبيرهم في الضلال هو المسيح عليه السلام, وقالوا أيضا إن نزول عيسى حقيقة هو من قبيل الاستعارة والمجاز لا غير.

ثم جاءت في الفصل الرابع والأخير لتتحدث عن عودة عيسى عليه السلام في آخر الزمان فتحدثت عن آراء العلماء في نزول عيسى عليه السلام فذكرت مذهب الجمهور أن عيسى عليه السلام سينزل في آخر الزمان نزولا حقيقيا وسيكون نزوله علامة كبرى من علامات الساعة وأشراطها, وذكرت كذلك رأي المعتزلة الذين أنكروا نزول عيسى مستدلين على قولهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو آخر النبيين, فناقشت الرأيين بالأدلة, وبالطبع ظهر تهافت ما قال به المعتزلة.

ثم تحدثت عن مكان نزول عيسى عليه السلام وأحواله عند النزول وأعماله عليه السلام بعد نزوله ثم اختتمت بوفاته الطبيعية الحقيقية عليه السلام في آخر الزمان.

ثم ختمت الباحثة هذا البحث الجيد الذي تناول الفارق الضخم بين إيمان المسلمين بنبي الله عيسى عليه السلام وتبرئتهم لأمه عليها السلام من كل منقصة وعيب بل ورفعها لمكانتها التي تستحقها كواحدة ممن الأربع اللاتي كملن في تاريخ البشرية, وبين إيمان النصارى المشوه به الذي رفعوه فوق مصاف البشر وجعلوه ابنا للإله سبحانه بينما آمن به بعضهم على أنه هو الله سبحانه –حاش لله– لتستبين وجهة الحق والصدق في مكانة عيسى عليه السلام.

فجزى الله الباحثة خير الجزاء على هذا البحث القيم.

------------------------------
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
السلام, عليه, عيسى, وعودته, نهاية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع نهاية عيسى عليه السلام وعودته
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يوشع بن نون عليه السلام صباح الورد شذرات إسلامية 1 08-14-2014 09:55 AM
ابراهيم عيسى يقول لا وجود لعذاب القبر والثعابين.. وداعية يرد عليه Eng.Jordan أخبار منوعة 0 07-27-2014 02:09 AM
الشجر والحجر لاينطقان الا بعد نزول عيسى عليه السلام وقتل الدجال ام زهرة شذرات إسلامية 0 12-04-2013 08:11 PM
دعوة نبي الله عيسى عليه السلام إلى التوحيد وفق التوراة والإنجيل عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 08-26-2013 07:26 AM
توضيحات نبويّة تتعلّق بـ ((خِلافة النبي [عيسى]عليه السلام، ونزوله للأرض ثم وفاته سيكون دليلاً ظاهراً على بدأ يوم الحساب)) ام زهرة شذرات إسلامية 0 05-11-2013 05:18 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59