#1  
قديم 06-21-2013, 04:53 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي مع كتاب "الفرج بعد الشدة" للتنوخي للدكتور إبراهيم السامرّائي



مصنف الكتاب هو التنوخي أبو علي الحسن بن علي القاضي، المتوفى سنة 384هـ صاحب "نشوار المحاضرة". وكتاب "الفرج بعد الشدة" نشر غير مرة نشرات لم تنل شيئاً من الضبط والعناية، شأنه شأن "النشوار".
غير أن الأستاذ عبود الشالجي المحامي قد اضطلع بنشر "النشوار" بادئ ذي بدء، ثم أعقبه بنشر "الفرج بعد الشدة". وليست بي حاجة إلى بيان فضل هذه النشرة المحققة، فقد أغناها الأستاذ الشالجي بفوائد سنية، وأخرج الكتاب بهيأة حظيت بالإحسان التام والعناية الفائقة.
وكتاب "الفرج بعد الشدة" من كتب الأدب العامة لما فيها من أدب كثير؛ فقد اشتملت على طائفة من الشعر، ومثلها من عيون النثر، والملَح والنوادر. ثم إن الكتاب مما لا يستغني عنه المؤرخ لعلاقة الأخبار والقصص المذكورة بأحداث تاريخية معروفة مشهورة. وهذا الضرب من التصنيف كثير في المكتبة العربية التي تتصل بالتراث المشترك بين الأدب والتاريخ. ولعل هذا النمط غير بعيد مما عرفناه في كتابه (نشوار المحاضرة) من حيث الجمع بين فوائد عدة.
إن موضوع "الفرج بعد الشدة" معروف من اسمه، فهو عرض لأحداث وأخبار وقصص عرضت فيها الشدة والكرب لجماعة من الناس، ثم هيأ الله لهم فرجاً قريباً خَفّف عنهم الكرب فقرّت نفوسهم.
قلت: إن الأستاذ الشالجي المحقق قد أعان الدارسين فهيأ لهم كتباً فيها جهد كبير وفوائد سنية. ولكني وددت أن أقف على أشياء يسيرة فأقول فيها ما أقول:
الجزء الأول:
1- جاء في الصفحة 68 قول المصنف:
"عَلِمَ أن البُشرى الأَوَّلَة تمنع من ذبح إسحاق".
عَلّق الأستاذ المحقق على قول المصنف "الأَوَّلَة" فقال:
"تعبير بغدادي بمعنى الأولى، أما التعبير البغدادي الآن فهو "الأولية أو الأولانية".
أقول: لقد وجدتُ الأستاذ المحقق يفزع كثيراً إلى وصف طائفة من المواد اللغوية بقوله: "تعبير بغدادي"؛ ولا أدري كيف استطاع أن يتوثق من عامية بغدادية في القرن الرابع الهجري، وأين لنا من المظان التي نعرف فيها هذه الشوارد العامية التي وصفت بـ "التعابير البغدادية"؟
أقول: كأن دليل الأستاذ ما ذكره من التعبير البغدادي المعاصر "الأولية أو الأولانية"؛ ولا أرى أن في ذلك ما يعين على معرفة لسان دارج قديم، فإن لم يكن هذا فما الحاجة إلى الإكثار من ألوان العامية البغدادية المعاصرة في هذا الكتاب؛ أيكون ذلك من باب الموازنة أم يكون للفائدة التاريخية؟
وقد وجدت أن كثيراً مما وصفه الأستاذ المحقق بقوله: "تعبير بغدادي" هو من الكلم العام الشائع الذي نجده في مصنفات شامية أو مصرية أو غيرها كما سنرى.
أقول: ليس من الصحيح أن نفزع إلى القول بالعامية قبل أن نتوثق مما في عربيتنا الفصيحة. جاء في ترجمة "وأل" في "لسان العرب":
وحكى ثعلب: هن الأَوَّلات دخولاً والآخرات خروجاً؛ واحدتها الأوَّلة والآخرة. ثم قال: ليس هذا أصل الباب، وإنما أصل الباب الأول والأولى كالأطول والطولى.
وجاء في ترجمة "صَمَحْمَح" في "لسان العرب":
قال ابن جني: الحاء الأولى من "صَمَحْمَح" زائدة، وذلك أنها فاصلة بين العينين؛ والعينان متى اجتمعتا في كلمة واحدة مفصولاً بينهما، فلا يكون الحرف الفاصل بينهما إلا زائداً؛ نحو عَثَوْثَل وعَقَنْقَل وسُلالِم وحَفَيْفَد. وقد ثبت أن العين الأولى هي الزائدة، فثبت أن الميم والحاء الأوليتين في "صَمَحْمَح" هما الزائدتان، والميم والحاء الأخيرتين هما الأصليتان؛ فاعرف ذلك.
أقول: وهذا يعني أن "الأوَّلَة" لغة فصيحة وليس تعبيراً بغدادياً.
2- وجاء في الصفحة 80 من قول المصنف ذكر "بختنصر" فعلق المحقق بقوله: بخت نَصَّر أو نبوخذ نَصَّر 604- 561 ق. م، ملك بابل، أغار على مصر، وفتح أورشليم ... ... (انظر المنجد).
أقول: ليس من الأصالة العلمية أن يُوَثَّق العَلَم التاريخي، وهو مشهور في مظانه الموثقة، بكتاب "المنجد"!
3- وجاء في الصفحة نفسها قول المصنف:
"وجا بدانيال"، فعلق الأستاذ المحقق بقوله:
"جا" أصلها "جاء"، فحذفت الهمزة على طريقة البغداديين في حذف الهمزة في آخر الكلمة، قال الشاعر:
عَشِيَّةَ جا أهلُ العراق كأنهم سحابُ خريف صفَّفَتْه الجنائبُ
أقول: ألم يكن من الأجود والأولى أن تعاد الهمزة إلى الفعل "جا" فيكون "جاء"؛ وذلك لعلمنا الأكيد أن جمهرة النساخ في المخطوطات كلها تتخفف من رسم الهمزة في أواخر الكلمات. رأيناهم يكتبون "الأدبا" و"الألبّا" و"السما" و"الببغا" وكثيراً غير هذا بحذف الهمزة. ومن المعروف أن هذه من الأسماء الممدودة، ومَدّها أكثر من قصرها، وإن كان القصر جائزاً ووارداً ولا سيما في الشعر، فأعيدت الهمزة إلى هذه الكلمات عند نشر الكتب.
ثم إن حذف الهمزة الأخيرة غير خاص بالبغداديين، فهو أمر شائع في بلاد العرب عامة، في العربية الفصيحة والألسن الدارجة قديماً وحديثاً؛ وكتب القراءات وكتب الأدب خير شاهد على هذا.
ثم إن استشهاد الأستاذ المحقق بالبيت دليل ضعيف؛ ذلك أن الشاعر ممتحن بالوزن، وحذف الهمزة يفي بالوزن وإبقاؤها يُخِلّ به. ولا أدري كيف جاز للمحقق أن يَعُدّ قول "الشاعر" على طريقة البغداديين وهو مجهول؟ أليس من الجائز أن يكون أندلسيّاً أو مصريّاً أو شاميّاً؟
3- وجاء في الصفحة 83 قول الأستاذ المحقق في التعليق على كلمة "الفرث":
"الفرث السرجين ما دام في داخل الكرش".
أقول: توخى الأستاذ المحقق أن يكون عمله مفيداً غنياً بما يحتاج إليه القارئ وما قد يكون فيه غنى عنه. وما أظن أن هذه الفائدة تدخل في جملة إضافاته الممتعة.
4- وجاء في الصفحة 83 حاشية طويلة استهلكت صفحة وشيئاً من صفحة عن "أبي سفيان".
أقول: "الأصل في التعليق والحواشي أن تكون مما يفيد، كأن يكون التعريف برجل غير معروف لدى جمهرة القراء، أو أن اسمه من باب المشتبه، أو أنه عرض له تصحيف فأفسده؛ وفي هذه الأحوال يكون عمل المحقق من الأعمال الجليلة. أما أن يكون تعريفاً بعَلَم من المشاهير، كأبي سفيان، فليس هذا مما يفتقر إليه الدارس الطالب للفوائد. وإذا كان من تعريف لهذا المشهور، أفلا كان من الحق أن يُكتَفَى بالقليل، مع ذكر المصادر الضرورية المتقدمة لا المتأخرة؟ ثم إن الأستاذ المحقق بعد هذه البسطة الطويلة عن "أبي سفيان" ترك المادة غفلاً من المصادر.
5- وجاء في الصفحة 85 حاشية للمحقق عن كلمة "المنافق" ذكر فيها علاقة الاسم بالنافقاء، وهي جحر اليربوع ... ...
ثم اعتمد في قوله هذا على "المنجد"؛ ألم يكن من المفيد أن يرجع إلى "لسان العرب" فيجد فيه "اليربوع" و"نافقاءه"، ثم يجد فيه معنى "المنافق" في القرآن والحديث، كما يجد فيه أنه من المصطلح الإسلامي؟ وفي مجموع هذا فوائد لغوية وتاريخية.
6- وجاء في الصفحة 92 في تعليق المحقق على "اليقطين" قوله:
اليقطين واحدته يقطينة وهو كل ما لا ساق له من النبات كالقثّاء ... ...
أقول: أليس من العلم أن يرجع إلى "المنجد" في مادة قديمة هي "اليقطين". ومن فوائد المحقق في هذه الكلمة إشارته إلى أن القرع المستطيل يسمى في بغداد الآن: "الشجر"، وفي لبنان نوعان هما الكوسة والقرع.
أقول: وفاته أن يشير إلى أن "اليقطين" بهذا اللفظ ما زال معروفاً لدى القرويين في جنوب العراق، ولا يعرفون غيره من الأسماء.
7- وجاء في الصفحة 93 قول المصنف:
"كهيأة الفرخ الممعوط الذي ليس له ريش".
فعلق المحقق بقوله:
الممعوط الذي سقط شعره؛ وعامة بغداد يكنون عمن أوغَلَ في الشر والحيلة بقولهم: "ذيب أمعط".
أقول: لا أرى مناسبة كبيرة تستدعي أن يشار إلى قولة البغداديين، وإن كان غير البغداديين من العراقيين وغيرهم يعرف "الأمعط".
8- وجاء في الصفحة 98 قول المصنف:
ولكن أطْلِهِ بِغِرا ...
وعلق الأستاذ المحقق على كلمة "الغرا" فقال: مادة لاصقة؛ ما زال هذا اسمها في بغداد.
أقول: إن "الغرا" أو "الغراء" معروف، والاسم نفسه في كثير من بلاد العرب في عصرنا هذا.
9- وجاء في الصفحة 99 قول المصنف:
قال: حدثنا أبو عبدالله أحمد بن أبي دؤاد ....
أقول: ليس في العربية مادة "دأد"؛ وعلى هذا ليس فيها "دؤاد"، بالهمز، من الأعلام، والصواب: "دُواد" بالواو. وعرض هذا الوهم لكثير من المحققين والناشرين.
جاء في "الاشتقاق" لابن دريد ص 168 قوله في الكلام على أبي دواد الشاعر:
واشتقاق "دواد" من الدود؛ والدوادة والدودة واحد.
أقول: ولم يرد هذا الاشتقاق في "اللسان"؛ فقد جاء فيه في ترجمة "دود":
قال ابن الأعرابي: الدوادي مأخوذ من الدواد، وهو الخَصْف الذي يخرج من الإنسان، وبه كني أبو دواد الايادي.
وليس شيئاً اختلاف الاشتقاق بين ما ورد في كتاب الاشتقاق لابن دريد، وبين ما ورد في "اللسان"، ذلك أن الذي يهمنا هو الأصل الواويّ لا المهموز.
10- وجاء في الصفحة 100 قول المصنف:
"إن قوماً ركبوا البحر ... ... فقام رجل من أهل المركب". فعلّق المحقق الفاضل على كلمة "المركب" فقال:
المركب واحد المراكب البحرية والبرية. وفي بغداد تعني الكلمة المركب البحري أي السفينة.
أقول: والذي وعيته من أيام الصبا أن "المركب" في العراق للسفينة النهرية كثيراً، كما هي للسفينة البحرية.
11- وجاء في الصفحة 103 قول المصنف:
فجعلت بين يدي نَفَّاطة ...
فعلق الأستاذ المحقق على "النفاطة" فقال:
النفط دهن معدني سريع الاحتراق توقد به النار ويُتَداوى به ..
أقول: ما أغنانا عن هذه الحاشية المستقاة من "المنجد" الذي ما أظنه "منجداً" في هذه الكلمة.
ثم تحدث الأستاذ المحقق عن التداوي بالنفط، وكيف تُطلَى به الإِبِل الجُرْب، مستفيداً ذلك من "لسان العرب". ولم يكتف بهذا بل رجع إلى "قانون" ابن سينا، و "مفردات" ابن البيطار في هذا الموضوع.
وما أظن أن الأمر محتاج إلى هذا، لا سيما إذا عرفنا أن "النفط" لم يرد في النص، بل وردت "النَفّاطة" وهي سراج يستضاء به.
أقول: كان على الأستاذ المحقق أن يشرح "النفاطة" ويشير كعادته إلى "النفطية"، وهي الاسم المتداول في عصرنا ببغداد وغيرها من الحواضر.
ولم يكتف الأستاذ المحقق بهذا بل عرض للنَفَّاطة وهي من أدوات الحرب؛ وأشار إلى استعمال الرشيد للنفاطة في حربه مع الروم. وزاد فذكر أن "النفاطة": الموضع الذي يُسْتَخْرَج منه النفط.
أقول: لقد أشرت في "المقدمة" إلى جهد المحقق بإغناء الكتاب بالفوائد الكثيرة.
12- وجاء في الصفحة 104 قول المصنف:
"ثم انتبهت فإذا أنا بمشعل قد أقبل من بعيد".
فعلق الأستاذ المحقق تعليقاً طويلاً على كلمة "المشعل"، واستعمال البغداديين للمشاعل، وهيأته وما يوضع فيه من المواد للاشتعال في رؤوسه.
أقول: وما أظن هذا الوصف مفيداً لغير العراقي ولا أخص "البغدادي" وحده؛ وذلك لأنه لا يعرفه ولا يستطيع تصوره. والمشاعل أعمدة يمتد على أحد رأسيها أعمدة أخرى بهيأة عمودية، فيها رؤوس تحشى بالخيش وتشعل بعد غطسها بالنفط، وتستعمل في مواكب التأبين بذكرى مقتل الإمام الحسين، عليه السلام، في أيام المحرم العشرة الأولى.
وأفاد الأستاذ المحقق أن "المشعل" من أعلام الذكور؛ ويصفون الجميل الوجه بأنه "مشعل".
وقد أفاض في هذا التعليق فذكر زجلاً عامياً فيه كلمة المشاعل. وهذا كثير لَعَلَّه يفتقر إلى المناسبة وقيمتها. وفي الزجل كلمة "اللالات"، وهي عامية عراقية لنوع من المصابيح شرحها المحقق شرحاً تاماً.
13- وجاء في الصفحة 111 ذِكرُ أبي الحجاج مجاهد بن جبر؛ فعلق الأستاذ المحقق بقوله:
ترجم له صاحب "الخلاصة" ص315، وصاحب ميزان الاعتدال 3/439.
أقول: وكان من المفيد أن يشار إلى المصادر الأخرى؛ أما كان من المفيد أن يستأنس بالمصادر التي أثبتها الزركلي في "الأعلام"، وفيها سِيَر "أعلام النبلاء" و"غاية النهاية" و"الارشاد" وغيرها؟
14- وجاء في الصفحة 110 تعليق للمحقق على أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، قال فيه:
تَرجَم له صاحب الخلاصة وقال: إنه قُتِل أيام الحجاج.
أقول: وفي تاريخ بغداد 12/290 ترجمة مفيدة لأبي الأحوص هذا.
15- وجاء في الصفحة 169 تعليق طويل على "عبدالله بن الزبير" من دون ذكر أي مصدر.
أقول: ولا أريد هذا وحده، ولكني أقول إننا في غنى عن التعليق على الأعلام المشهورة كابن الزبير هذا، ومثل هذا ما ورد من ترجمة معز الدولة بن بويه صاحب العراق، في الصفحة 94، ومثل هذه التراجم للأعلام المشهورة قدر عظيم في "الفرج بعد الشدة".
16- وجاء في الصفحة 176 تعليق الأستاذ المحقق على قوله تعالى: "فإن مع العُسر يُسراً".
قال الأستاذ المحقق: اليُسر اللين والانقياد؛ واستشهد بقول الشاعر:
قوم إذا شوَّسوا جَدَّ الشماس بهم ذات العناد وإن ياسرتهم يَسروا
ثم قال:
والعسر الضيق والشدة؛ قال الشاعر:
... ... ... ...
أقول: ما أظن أن اليسر والعسر من الكلم اللغوي الذي لا يعرفه القارئ العام بله الخاص. إن الآية الكريمة من الآيات التي يستشهد بها، وقد ترد في كلام العامة، فهي مما يعرفون ويرددون.
17- ومثل هذا الشرح للكلم المعروف تعليق المحقق على "البَرَد" وشرحه في الصفحة 180؛ وهو مما يعرفه عامة القراء.
أقول: كأن الأستاذ المحقق حين شرح "البَرَد" أراد أن يقول لنا إن "البغداديين يسمونه الحالوب"، فإذا أصيب الزرع بالبرد قالوا: تحولب فهو محولب.
وهذه إضافة مفيدة لولا تخصيصها بالبغداديين، وذلك لأن عامة العراقيين يعرفون هذا.
18- وعلق المحقق في الصفحة 183 على "الجبل" فقال:
اسم شامل لإقليم عراق العجم ... ... (المشترك صقعا لياقوت ص95).
وأضاف: أدركت الناس ببغداد وهم إذا ذكروا الجبل فهم يريدون جبل بشت كوه في بلاد إيران ... ...
أقول: وليس من صلة بين إقليم الجبل في كتب البلدان القديمة وبين المتعارف في العراق عن "الجبل" إلا من باب "الشيء بالشيء يذكر"!
19- وجاء في الصفحة 190 كلام على الحجاج من زيادات الأستاذ المحقق استوفت ثلاث صفحات، وقد ضُمَّت إلى مادة الكتاب دون الإشارة إلى أنها تعليق المحقق.
أقول: وليس هذا مقبولاً؛ والصحيح أن يشار إلى أن هذا من كلام الأستاذ المحقق، وهو حاشية وتعليق، لا أن يُضَمّ إلى مادة الكتاب.
ثم إن ثلاث الصفحات كثير في حاشية أو تعليق، وهي تشتمل على أخبار الحجاج وظلمه بدأها بقوله:
وبلغ من شنيع سمعة الحجاج وشهرته بالظلم ... ...
أقول: وستأتي حواشٍ أخرى تعليقاً على الحجاج، يؤلف مجموعها صفحات عدة، وكلها مُقحَم على نص الكتاب من غير إشارة إلى أنها تعليقات.
20- وجاء في الصفحة 203 قول المصنف:
"أتعلّمتَ السِحر؟"
فراح الأستاذ المحقق يتحدث عن "*****" في "لسان العرب" وفي آي القرآن الكريم، وما ورد في "الفهرست" لابن النديم في المقالة الثامنة عن المعزمين والمشعبذين و*****ة ... ... ثم قال: انظر دائرة المعارف الإسلامية.
أقول: ما أظن أن كلام المصنف محتاج إلى هذا العرض الوافي عن "*****".
21- وجاء في الصفحة 204 كلام طويل مُقحَم على نص الكتاب على "عبدالملك بن مروان" دون إشارة إلى أن ذلك تعليق. ثم إن عبدالملك بن مروان من المشاهير الكبار؛ فهل من حاجة إلى هذا التعليق الطويل؟
22- وجاء في الصفحة 205 قول المصنف:
وقد رأيته نَقَشَ ذلك على خاتمه ... ...
فعلق المحقق فقال: الختم في اللغة السد والإغلاق، وقوله تعالى: "ختم الله على قلوبهم".
ثم صرفت إلى نهاية الشيء، وكقولنا خاتم النبيين.
ثم تكلم المحقق على الطين الذي يُسَدّ به المزود أو الكتاب عند الانتهاء منه، ثم صرفت إلى الطبعة .... ثم إلى النص الذي يطبع به الطين، ثم ... ثم ...
أقول: إن هذه من الفوائد، وفيها لون حضاري؛ ولكن هذا كله يتجاوز التحقيق لنص من النصوص.
23- وجاء في الصفحة 210 تعليق المحقق على "بنت وردان" فذكر أنها دويبة كريهة الرائحة ... ...
ثم قال: تسمى الآن ببغداد "مردانة" وجمعها "مردان"، ثم استشهد ببيت شعر.
أقول: وليس هذا كله من هَمّ المحقق فهو معروف.
24- وجاء في الصفحة 213 قول المصنف:
"ورجوت أن نعاونه بأموالنا وجاهنا ليُمَشّي أَمْرَه".
أقول: ومن المفيد أن نعلق على قول المصنف "يمشّي أمره"، وهو من الأساليب العامية التي ما زلنا نتداولها في لغتنا الدارجة في العراق في الأقل. ولم يشر المحقق الفاضل إلى ذلك على شدة اهتمامه بالكلم العامي الذي وصفه بـ"البغدادي".
25- وجاء في الصفحة نفسها قول المصنف:
"وأخذ خطيّ بالمال على نجومه".
وقد علق الأستاذ المحقق بقوله: "نجم الدين: أداه نجوماً أي أقساطاً في أوقات معينة".
أقول: ومن المفيد أن يشار إلى أن هذا من المولَّدات العباسية في الأقل؛ وفي ذلك فائدة تاريخية.
26- وجاء في الصفحة 215 قول المصنف:
"ورد كتاب عامل مصر".
وعلق المحقق بقوله: "العامل: الموظف المالي الذي يناط به جمع الارتفاعات وما يقتضي صرفه.".
أقول: وليس في النص ما يدعو إلى أن يكون "العامل" بهذه الحدود وهذا الاستعمال، وذلك لأن "العامل" بمعناه المشهور كما يبدو لي هو الوالي أو الحاكم أو الأمير القائم في البلد.
27- وجاء في الصفحة 215 قول المصنف:
"ورد كتاب عامل مصر بمبلغ مال مصر لهذه السنة مجملاً في مبلغ الحمل والنفقات".
وقد علق الأستاذ المحقق بقوله:
أي المال الذي يحمله العامل إلى الحضرة خالصاً بعد سداد النفقات.
أقول: وهذا من فوائد الأستاذ المحقق السنية في عمله المفيد.
28- وجاء في الصفحة نفسها قول المصنف:
"فوقِّع إلى ديواني بإخراج العبرة لمصر".
قال المحقق: العِبرة: ثبت ارتفاعات الكورة "أي الواردات". وعبرة سائر الارتفاعات: المعدل الوسط بين أعلى الارتفاعات وأدناها.
أقول: وهذا من الفوائد الكبيرة في شرح هذه الكلمات الاصطلاحية من الألفاظ العباسية الخاصة. ولكني أتساءل: لِمَ لَمْ يوثّق الأستاذ المحقق هذه الفوائد بعض التوثيق؟
29- وجاء في الصفحة 217 تعليق المصنف على "المتوكل" الخليفة العباسي.
أقول: و"المتوكل" غني عن التعليق، شأنه شأن المشاهير؛ وإذا كان من تعليق فهو شيء موجز كل الإيجاز، لا ثلاث صفحات كاملة من غير مصدر؛ ثم تضاف إلى مادة الكتاب ولا يشعر القارئ أن الكلام مقحم على النص، وهو من إضافات المحقق.
30- وجاء في الصفحة 220 حاشية المحقق على كلمة "الديوان"، وأنه في الأصل جريدة الحساب، ثم ...
والكلام مقتبس من "المنجد" وزاد عليه بما يقرب من صفحتين.
قلت غير مرة إن هذه الإضافة غير ذات قيمة كبيرة لتجاوزها المظان المعتمدة.
31- وجاء في الصفحة 229 تعليق على كلمة "الدهليز" فقال:
الممر الذي بين باب الدار ووسطها، ويسمى ببغداد الآن المجاز.
أقول: كأن الأستاذ المحقق أراد أن يعرف بالكلمة العراقية المعاصرة.
32- وجاء في الصفحة 245 تعليق طويل على "الحُرّ" و"الحُرّة"، ودلالة الحرية وشرح الأَمَة والهجين ونحوهما. وهذا التعليق مضاف إلى مادة الكتاب من غير إشارة إلى أنه من إضافات المحقق.
33- وجاء في الصفحة 252 شرح لكلمة "الطغيان" بأنه الإسراف في الظلم.
أقول: وهل من حاجة إلى هذا الشرح؟
34- وجاء في الصفحة 269 حاشية استغرقت صفحة كاملة عن "زياد بن أبيه"، وقد أضيفت إلى مادة الكتاب من غير إشارة إلى أنها من صنيع المحقق وإضافاته.
35- وجاء في الصفحة 280 قول المصنف:
"محمد بن القاسم ظلمني".
وقد علق الأستاذ المحقق على ذلك بكلام على "الظلم" استوفى صفحة كاملة، وأضيف إلى مادة الكتاب من غير إشعار بأنه من كلام المحقق.
أقول: كأن المحقق الفاضل يتصيَّد أقل صلة ليتكلم في مسائل كثيرة تتجاوز العلاقة أو المناسبة، فيذهب بعيداً كل البعد عن الموضوع.
36- وجاء في الصفحة 281 قول المصنف:
"لما خرج طاهر بن الحسين إلى محاربة علي عيسى بن ماهان، جعل ذات يوم في كُمّه دراهم". فعلق المحقق الفاضل على "الكُمّ" تعليقاً طويلاً ذكر فيه القميص والثوب والجيب و"العُبّ، من العامية العراقية"، كما ذكر ترنيمة يُتَرَنَّم بها للأطفال لتنويمهم من الشعر العامي من جملة أبياتها:
هَسَّـه يِجينـا بابَـهْ شايِـل تمـر بأعبـابَـهْ
وينصرف الأستاذ المحقق إلى شرح كلمة "هَسَّه" العامية، وشرح كلمة "شايِل"؛ فأين هذا من النص، وما علاقة "الكُمّ" بكل هذا؟
37- وجاء في الصفحة 299 حواش لشرح كلمات هي: البرذون، والسرح، واللجام، والطيلسان، والقميص، والشاشية.
أقول: وليس في هذه المواد ما يدعو إلى الشرح والتعليق، فأمرها معروف للخاصة والعامة.
38- وجاء في الصفحة 302 تعليق الأستاذ المحقق على "صاحب البريد" استوفى صفحتين، ضُمَّتا إلى النص دون أن يكون فيهما ما يشعر بأنهما من كلام المحقق لا المصنف.
أقول: وهذا النمط من التعليقات يتجاوز حد التحقيق؛ ولو رغب المحقق في أن يأتي بهذه الفوائد التي أدركها في قراءاته لكان أولى له أن يفرد لها مصنَّفاً خاصاً يَضُمّ فيه هذه النماذج الحضارية والتاريخية واللغوية. وإن شيئاً منها، من غير شك، ألصق بمادة "الكنايات الشعبية" التي أفرد لها المحقق كتاباً وُسِم بـ"الكنايات البغدادية".
39- وجاء في الصفحة 305 تعليق المحقق على كلمة "المال" التي وردت في كلام للمصنف.
لقد أتى المحقق بما ورد في "لسان العرب" عن "المال"، وما جاء في كتاب "التلخيص" لأبي هلال العسكري عن المال، ودلالته على الإبل والغنم وغيرها من الماشية.
غير أن المحقق لم يكتف بهذا فقال:
أما في بغداد وما يجاورها فإن كلمة "المال" تقوم مقام كلمة "الهن"؛ أي أنها كناية عن عضو التناسل سواء عند المرأة والرجل أو الحيوان. ثم ذكر قول أحد الشعراء العراقيين وزاد قول أحد شعراء الحلّة.
أقول: ولا أرى فيَّ حاجة أن أذكر قول أحد الشعراء العراقيين ولا الشاعر الحلي فأسيء إليهما، ولكني أقول: إنهما كنيا عن "المتاع" بشيء آخر هو "مال"، وليس "المال"، اجتناباً لذكر السوأة.
قلت: "مال" وليس "المال" وأريد بذلك أن "مال" هذه بغير الألف واللام هي شيء ينطوي فيه قولنا: "ماله" و"مالنا" و"مالكم" و"مالهن" إلى آخره ثم اجتُزِئَ من ذلك بلفظ "مال" على طريقة الضم أو النحت والخرم للضمير، فكانت الكلمة "مال"؛ وهي غير "المال" المعرفة التي تعني ما تعنيه من الدلالة على الإبل والغنم وسواهما.
40- وجاء في الصفحة 356 قول المصنف:
"أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني عن المدائني".
فعلق المحقق على "المدائني" فقال: نسبة إلى "المدائن"؛ ورَحَل يتكلم على المدائن وفيها إيوان كسرى، وقرب الإيوان قبر سلمان الفارسي الملقب بـ"ـاك" أي الطاهر، ومن ذلك "ـاكستان" البلاد المعروفة؛ ثم ذكر كيف يجتمع العراقيون البغداديون في المدائن للنزهة.
أقول: أليس هذا كله من التجاوز على عمل المحقق!
41- وجاء في 361 تعريف بالجاحظ ذَكَرَه المحقق؟
أقول: إن أبا عثمان أشهر من أن يعرَّف به في حاشية من حواشي كتاب "الفرج بعد الشدة".
42- وجاء في الصفحة 366 كلام طويل أضيف إلى النص دون أية إشارة، على جعفر البرمكي. وهذا على شاكلة ما صنع المحقق في جملة أعلام ومواد أخرى.
43- ونختتم الجزء الأول فنرى في الصفحة 400 تعليقاً طويلاً في قسوة الحجاج وظلمه ضُمَّ إلى مادة الكتاب.
44- وجاء في الصفحة 27 قول المصنف:
"فأُحضِرَتْ وشُلِّحِتْ للضرب".
فعلق الأستاذ المحقق على "التشليح" وقال: إنه التعرية؛ ثم أتى كعادته فأشار إلى دلالة التشليح عند البغداديين، وهو "انشكاف العورة" (كذا)؛ والتعرية عندهم "التصليخ"، وهو مصلَّخ أي عارٍ.
أقول: ولا أرى من داع إلى هذا الإسهاب في هذا الضرب من الأدب العامي.
45- وجاء في الصفحة نفسها قول المصنف:
"فإن كانت الرفيعة صحيحة فليس يفوتك عقابه".
فعلق المحقق بقوله: "الرفيعة ما يُرْفَع على الإنسان من التهم".
أقول: وهذه فائدة جليلة تدخل في باب المُحْدَثات العباسية في اللغة.
46- وجاء في الصفحة 28 قول المصنف:
"وجدت المستَحَّم ضيقاً غير نظيف".
أقول: لقد أشار المحقق إلى أن المراد بـ"المستحم" المرحاض، وهذا نظير قولهم: بيت الأدب، وبيت الراحة، والمستراح، كناية عن بيت "المرحاض".
47- وجاء في الصفحة 46 قول المصنف:
"وألبسني جبة صوف قد نُقِعَت بماء الأكارع".
أقول: وقد علق الأستاذ المحقق في الصفحة 50 تعليقاً طويلاً على "ماء الأكارع"، وأضيف التعليق إلى النص كأنه جزء منه، ذكر فيه شيئاً عن "الكرع" وجمعه كوارع على لغة المصريين، وتسمى "الأكلة" في الشام (كذا) وفي لبنان (كذا) وفي بغداد (كذا) وما يتصل بذلك في بغداد المعاصرة.
أقول: وفي هذا بعض الفائدة وإن تجاوز حد التحقيق.
48- وجاء في الصفحة 47 قول المصنف:
كتبت إلى بعض عمال المشرق بمطالبته بأمواله وودائعه، فكتب إلي بالطاطة، فكتبت إليه بأن يُغَلّ ...
أقول: ولم يعلق المحقق على قوله: بالطاطة. والإِلطاط الستر والاخفاء، فكأنه أراد أن يقول: إنه أنكر الأموال والودائع.
49- وجاء في الصفحة 48 قول المصنف:
"ولم يبرح حتى أمروا بأخذ حديدي وإدخالي الحمام وأَخْذِ شعري".
أقول: أردت أن أنبه على قوله "أخذ شعري" وهذا من معاني الأخذ التي جَدَّت، والمراد به قص الشعر.
50- وجاء في الصفحة 53 "دار مؤنس"، وهو مؤنس المظفر، من القواد الأتراك في الدولة العباسية.
لقد علق الأستاذ المحقق على "دار مؤنس" تعليقاً استوفى صفحتين ضمهما إلى نص الكتاب من غير إشارة إلى صنيعه هذا. كما أشار إلى موضع الدار المذكورة وأين مكانها في بغداد الحديثة، وهو سوق "اليمنجية". ثم تكلم على ما يسمى في العراق الآن "يمني"، وهو ضرب من الأحذية خاص لونه أحمر وله مقدم متجه إلى الأعلى؛ ولا أدري لم سمي "يمني"، ذلك أننا لا نعرف أنه مستورد من اليمن مثلاً، أو أن جِلْدَه من اليمن!
أقول: ألا ترى معي، أيها القارئ، أن المحقق قد ابتعد في هذا الاستطراد عن مادته؟
51- وجاء في الصفحة 64 قول المصنف:
"فمن أين أنفق الأموال وأقيم الأنزال".
أقول: الأَنزال جمع "نَزَل" بفتحتين وهو الأرزاق والأعطية. وهذا من مولَّدات العصر العباسي.
52- وجاء في الصفحة 80 قول المصنف:
"وخرج وصرف الت**** عني".
لقد أشار الأستاذ المحقق إلى الت**** وأفاد أنه مصطلح عباسي يراد به حجز الحرية؛ فيقال: وكَّل به إذا نصب عليه حارساً يحول بينه وبين الفرار.
53- وجاء في الصفحة 81 قول المصنف:
".... إلى أن أزيح علة قائد يصحبك إلى الرملة".
وقد علق الأستاذ المحقق على "إزاحة العلة" قائلاً: إنه مصطلح عباسي يعني القيام بجميع ما يحتاج إليه من يراد إزاحة علته، فالجيش مثلاً يعتبر "مُزَاحَ العلّة" إذا كان أفراده قد أُعطُوا أرزاقهم وسُدت نفقاتهم ... ...
أقول: وهذا من المواد المفيدة، ذلك أنها تكشف عن العربية الخاصة وكيف جدّ فيها من مقتضيات العصر ما أضاف إليها كَلِماً فنياً.
54- وجاء في الصفحة نفسها قول المصنف:
"وقد حططت من الارتفاع وزدت في النفقات".
"الارتفاع" كما يُستَقرَى من مادة الكتاب هو "الوارد" في لغتنا المعاصرة؛ وقد أشار الأستاذ المحقق إلى ذلك.
55- وجاء في الصفحة 83 تعليق طويل على "الفرش"، ذكر فيه الأستاذ المحقق أنواع المفروشات قديماً وحديثاً، كالطنافس والزرابي وما هو معروف منه في العراق في عصرنا بأسمائه المحلية الدارجة.
56- وجاء في الصفحة 86 قول الأستاذ المحقق على كلمة "ايش" فقال:
هي "أي شيء" اختصرها البغداديون إلى "ايش".
أقول: إن "ايش" بمعنى "أي شيء" قديمة، وقد وردت في تاريخ الطبري في أخبار قديمة تسبق تمصير بغداد. وقد أشار الحريري في "درة الغواص" إلى أنها عامية؛ وكذلك فعل الخفاجي في "شفاء الغليل"، ولم يخصص أي منهما أنها بغدادية.
57- وجاء في الصفحة 88 قول المصنف:
"... فدَقَّ الباب فكَلَّمَه من خَوخة".
وقد علق الأستاذ المحقق على كلمة "خوخة" فقال:
الخوخة الباب الصغير يفتح في الباب الكبير.
أقول: قد تكون "الخوخة" بهذا المعنى وإن كان الدليل غير واضح من النص؛ ولكني أعرف الخوخة في كتب اللغة: إنها كوة في البيت تؤدي إليه الضوء.
58- وجاء في الصفحة 90 قول المصنف:
"... فأرمي إليه من رَوْزَنَة لي ...".
وقد علق الأستاذ المحقق على كلمة "روزنة" فقال: هي الرازونة عند البغداديين، وهي روشن ... يريدون به تجويفاً غير نافذ توضع فيه الحاجيات.
أقول: والصواب توضع فيه الحاجات؛ وليس في العربية الفصيحة "حاجيات"، على شيوعها في اللغة المعاصرة.
59- وجاء في الصفحة 99 قول المصنف:
"... وينشوان في دولتك ...".
وقد علق الأستاذ المحقق على الفعل "ينشوان" فقال: إنها لغة بغدادية، وقد درج البغداديون منذ القديم وما زالوا إلى الآن على حذف الهمزة إذا كانت في آخر الكلمة، وإبدالها واواً أو ياء إذا كانت في وسطها ...
وقد مثل لذلك فجاء بـ: رياسة، وجيسة وصايم ... وحسن النشوة.
أقول: لقد قلت في حذف الهمزة الأخيرة وجوازها لغة وضرورة في العربية الفصيحة، كما قلت في تسهيل الهمزة إلى الواو والياء والألف.
ولكني أقول الآن وأضيف: إنه ربما كانت الكلمة "ينشوان" في نص الكتاب عامية بغدادية أو غير بغدادية، لأن ذلك أمر شائع، بل أقول: إن في العربية الفصيحة "ينشوان" أيضاً.
جاء في كتب اللغة:
نشوت في بني فلان: ربيت، نادر؛ وهو محوَّل من "نشأت".
وقال قطرب: نشا ينشو لغة في نشأ ينشأ، وليس عنده على التحويل.
60- وجاء في 102 تعليق طويل استوفى صفحتين أضيف إلى مادة الكتاب من غير إشارة، على عبيدالله بن زياد.
61- وجاء في الصفحة 146 كلام طويل على سياسة الحجاج المخربة، استوفى ثلاث صفحات وَضُمَّ إلى الكتاب.
62- وجاء في الصفحة 149 قول المصنف:
"... حدثني أبو علي ال**** على أبواب القضاة ببغداد".
أشار المحقق إلى أن ال**** هو المحامي في مصطلح هذا العصر.
63- وجاء في الصفحة 160 قول المصنف:
"... وقعت على سترة الحجاج ...".
وقد علق الأستاذ المحقق على كلمة "سترة" وأفاد أنها ما استمر من الجدار الخارجي إلى فوق سطح الدار، وهو ما يسمى الآن "ستارة" في بغداد؛ وأشار إلى حادثة معاصرة استُعمِل فيها طابوق الستار في خصومة بين طرفين، سلاحاً يتراشقون به.
64- وجاء في الصفحة 168 قول المصنف:
... وشاع في اليمن ...".
وانطلق الأستاذ المحقق يتكلم على اليمن والشآم واليمين والشمال كلاماً طويلاً.
65- وجاء في الصفحة 183 ذكر "الكوز"، فراح الأستاذ المحقق يشرح الكوز والكيزان وأنواعها، وما استجدّ من صناعتها، وقد أضيف كلّه إلى مادة الكتاب.
ومثل هذه التعليقات الطويلة تعليق على السُّكْر، وآخر على النبيذ، وآخر عن يزيد بن معاوية.
66- وجاء في الصفحة 323 ذكر "المسبحة"، فأطال الأستاذ المحقق في الكلام عليها، وأن في مدينة الحلة في العراق تصنع "مسبحة الباقلاء"، وليس هذا إلا من باب ما يتندر به على أهل الحلة لشغفهم بالباقلاء زراعة وأَكلاً لها.
الجزء الثالث:
67- وجاء في الصفحة 107 تعليق على "الحمار" استوفى عشر صفحات. كما ورد تعليق طويل على البرامكة.
68- وجاء في الصفحة 364 تعليق على مادة العذاب استوفى أربع صفحات.
كلمة ختام:
لقد أشرت إلى هذه المسائل، ولكني أعترف أن إخراج الكتاب وتحقيقه حظي بالعناية الكبيرة، فجاء مصدراً يُعْتَمد عليه في ضبط النص واحكامه مع الفوائد التي وشِّي بها.
الدكتور إبراهيم السامرائي
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
للتنوخي, للدكتور, السامرّائي, الفرج بعد الشدة, إبراهيم, كتاب


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع مع كتاب "الفرج بعد الشدة" للتنوخي للدكتور إبراهيم السامرّائي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"الصحة": تسجيل اصابة ثانية بـ"الكورونا" Eng.Jordan الأردن اليوم 0 08-27-2015 08:56 AM
كتاب " نهاية السؤل وَالأمنية " للدكتور أحمد سعيدان Eng.Jordan دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 06-21-2013 04:51 PM
قراءة في كتاب " الأصول العربية للهجة دارفور العامية ( القروية ) للدكتور/إبراهيم إسحق Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 11-15-2012 07:14 PM
"الصحة" تنسق مع منظمة الصحة العالمية وتستعين بخبراء غربيين لمحاصرة فايروس كرونا Eng.Jordan أخبار منوعة 0 09-27-2012 08:22 PM
كتاب جديد للدكتور خالد عزب بعنوان "السياسات الاعلامية .. الدولة المؤسسة الفرد" Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 09-01-2012 09:47 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59