#1  
قديم 03-17-2015, 08:34 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة العلمانية وثمارها الخبيثة


العلمانية وثمارها الخبيثة*
ــــــــــــ

26 / 5 / 1436 هـ
17 / 3 / 2015 م
ـــــــــــ

العلمانية _6264.jpg

عنوان الكتاب: العلمانية وثمارها الخبيثة

المؤلف: محمد شاكر الشريف

الناشر: دار الوطن للنشر سنة النشر: 1411

تقديم فضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

ـــــــــــــــــــــــــ

وصف الشيخ ابن جبرين في تقدمته لهذا الكتاب العلمانية بأنها "طائفة وفرقة التي يظهر منها الحب والوئام لأفراد الأمة، ولكنها تظهر أحيانًا خفايا تضمرها تنبئ عن حقد وشنآن للدين الإسلامي وتعاليمه، وتتنكر للحدود الشرعية وللعبادات والمعاملات الدينية، وتجعل جل هدفها المصالح والشهوات النفسية، وترى عزل الدين عن الدولة، وترمي المتمسكين به بالتخلف والجحود والتأخر"، واستخلص أن هذه الطائفة أخطر على الأمة من المنافقين الأولين ومن كل الطوائف المنحرفة، ونصح بالاهتمام بهؤلاء القوم وبيان ضلالهم وخطرهم على الأمة الإسلامية.

وفي مقدمة الكاتب ذكر أن الأمة الإسلامية اليوم تمر بفترة من أسوأ فترات حياتها، فهي الآن ضعيفة مستذلة، قد تسلط عليها أشرار الناس من اليهود والنصارى وعبدة الأوثان؛ بسبب البُعد عن الالتزام بالدين وأن هذا البعد قد تغلغل في طائفة كبيرة من الأمة، بمساندة وتأثير عدد من رموز الفكر والإعلام في عالمنا الإسلامي، الذين يحاولون تثبيت وترسيخ هذا البعد والحيلولة دون الرجوع مرة أخرى إلى نبع الهداية ومعدن التقوى.

وبدأ الكاتب كتابه بتساؤل مهم ألا وهو: ما هي العلمانية؟!

فحاول إيجاد المعنى اللغوي لها وتخير بعضا من معانيها الفضفاضة، والتي تجمع عددا من المفاهيم التي تدور حولها، مثل كونها دنيوية أو مادية وليس بدينية ولا روحانية، ولفت الأنظار إلى أن دائرة المعارف البريطانية حينما تحدثت عن العلمانية، تحدثت عنها ضمن حديثها عن الإلحاد.

فقسمت دائرة المعارف الإلحاد إلى قسمين: أحدهما الإلحاد نظري، والآخر هو الإلحاد العملي، وصنفت العلمانية كأحد أشكال الإلحاد العملي، واستخلص من هذا وبحسب ما استقاه من وصف الغربيين أنفسهم لها بأنها مذهب من المذاهب الكفرية و أنه لا علاقة للعلمانية بالعلم.

وانتقل إلى تساؤل آخر وهو: كيف ظهرت العلمانية، فتحدث فيها تاريخيا نشأة العلمانية كرد فعل على ممارسات الكنيسة من قتل وحرق وسجن للعلم وللعلماء وخاصة لمن اكتشفوا اكتشافات علمية مناقضة لما زعموه أنه من الدين، وتحدث عن تأثير النصارى العرب المقيمين في بلاد المسلمين، حيث نقلوا الفكر العلماني إلى ديار المسلمين وروجوا له وساهموا في نشره عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، كما أثرت أيضًا البعثات التعليمية للطلاب المسلمين للبلاد الغربية؛ حيث نقلوا أيضا بعد عودتهم الفكر العلماني ومظاهره إلى بلاد المسلمين وخاصة أنه قدموا للعالم الإسلامي لرموز للتنوير والتقدم.

وبعدها تحدث الكاتب عن صور العلمانية فقال أن للعلمانية صورتين كل منهما أقبح من الأخرى، فأولاهما العلمانية الملحدة التي تنكر الدين كلية، بل تنكر وجود الخالق سبحانه، وعلى الرغم من خطرها لكفرها إلا أن الحكم فيها واضح وظاهر، ولكن الخطورة كلها في النوع الآخر وهي العلمانية غير الملحدة التي لا تنكر وجود الله وتؤمن به إيمانًا نظريًا فحسب لكنها تسلب الخالق سبحانه جل صفاته نحو خلقه، فتنكر تدخل الدين في شؤون الدنيا وتنادي بعزله تماما ليحصر في زوايا ضيقة لا يتعداها، وهي اخطر من سابقتها لأنها تلبس على العوام فلا يتبينون ما فيها من الكفر لقلة علمهم ومعرفتهم الصحيحة بالدين، وقال الكاتب أنها بصورتيها كفر بواح لاشك فيها ولا ارتياب.

وانتقل الكاتب للحديث عن طبقات العلمانيين وفئاتهم ليبين مدى تغلغلهم في الطبقات المثقفة في العالم الإسلامي، فذكر أن كثيرا من الكتاب والأدباء والصحفيين وممن يسمون بالمفكرين ومعهم عدد كبير من أساتذة الجامعات وجمهرة غفيرة منتشرة في وسائل الإعلام المختلفة منهم، ويتعاونون فيما بينهم ويستغلون أقصى ما لديهم من إمكانات لنشر العلمانية بين الناس.

وبدأ الكاتب في رصد بعض ما سماه بالثمار الخبيثة للعلمانية في العالم العربي والإسلامي وهي النتائج التي ترتبت على ظهورها وانتشارها وتغلغلها بين الأواسط المختلفة، فكان منها:

1. رفض الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى، وإقصاء الشريعة عن كافة مجالات الحياة، والاستعاضة أحكام الشريعة بالقوانين الوضعية.

2. تحريف التاريخ الإسلامي وتزييفه واتهام العصور المضيئة للمسلمين بتهم كثيرة مثل الهمجية والفوضى وسيادة المطامع الشخصية.

3. إفساد التعليم وجعله خادمًا لنشر الفكر العلماني.

4. محاولة إذابة الفوارق بين المسلمون وبين أهل التحريف والتبديل والإلحاد، فيريدون ان يكون المسلم والنصراني واليهودي والشيوعي والمجوسي والبرهمي سواء، وأنه لا لفضل لأحدهم على الآخر إلا بمقدار الاستجابة لهذا الفكر العلماني، وبهذا فلاح حرج عندهم بزواج النصراني أو اليهودي أو البوذي أو الشيوعي بالمسلمة كما انه لا حرج عندهم أيضا من أن يكون اليهودي أو النصراني أو غيرهم من أي ملة أو نحلة كافرة حاكمًا على بلاد المسلمين.

5. نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية ومحاولة هدم بنيان الأسرة.

6. محاربة الدعوة الإسلامية في كافة المجالات.

7. مطاردة الدعاة إلى الله وإلصاق التهم الباطلة بهم ونعتهم بالأوصاف الذميمة كالتخلف الفكري والتحجر العقلي والرجعية والجهل والتطرف والتعصب، ويدّعون عليهم أنهم يتمسكون بالقشور ويدَعون الأصول بينما ينشر العلمانيون عن أنفسهم أنهم أعلم بدين الله من هؤلاء الدعاة.

8. تشجيع التخلص من المسلمين الذين لا يهادنون العلمانية.

9. إنكار فريضة الجهاد في سبيل الله والادعاء عليها بأنها همجية وقطع طريق.

10. الدعوة إلى القومية أو الوطنية وتنحية الدين كراية تجمع المسلمين بل نعته بأنه أكبر عوامل التفرق والشقاق.

ثم انتقل الكاتب إلى موضوع آخر له أهمية كبرى وهو وسائل العلمانية في تحريف الدين في نفوس المسلمين وتزييفه، فذكر منها:

1. إغراء بعض ذوي النفوس الضعيفة والإيمان المزعزع بمغريات الدنيا من المال والمناصب والنساء ليرددوا دعاوى العلمانية.

2. تلقف وتربية بعض شباب المثقفين في محاضن العلمانية في البلاد الغربية وخلع ألقاب علمية كبيرة عليهم، ليقوموا بعد رجوعهم بتحريف الدين وتزييفه في نفوس الطبقة المثقفة على أوسع نطاق.

3. الإكثار من التشغيب ببعض القضايا الفرعية، لإشغال الناس بذلك خصوصا الدعاة وأهل العلم للدخول في معارك وهمية تستهلك طاقة العلماء وتصرفهم عن أصل العلمانية.

4. العمل على تصوير العلماء والدعاة في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية على أنهم طبقة منحرفة خلقيًا منغلقة فكريا منبوذة اجتماعيا حتى يحال بين الناس وبينهم نفسيا فيقل تأثيرهم.

5. الحديث بكثرة في الفقه الإسلامي عن المسائل الخلافية وتضخيم ذلك الأمر؛ حتى يخيل للناس أن الدين كله اختلافات ولا اتفاق على شيء فيقل اثر الدين بالتشكيك في كل قضية.

6. الإكثار من إنشاء المدارس والجامعات والمراكز الثقافية الأجنبية التي تجتذب من كل جيل أفضل من فيه حتى يضمنوا استمرار وجودهم كفكرة لا تنتهي.

7. الاتكاء على بعض القواعد الصحيحة والشرعية والمنضبطة بقواعد وضوابط الشريعة مثل قواعد (المصالح المرسلة)، (ارتكاب أخف الضررين واحتمال أدنى المفسدتين)، (الضرورات تبيح المحظورات)، (ودرء المفاسد مقدم على *** المصالح)، (واختلاف الفتوى باختلاف الأحوال)، ويجعلونها حجة يفتنون بها الناس ويسخرونها لما في أهوائهم الفاسدة في رفض كل ما لا يحبون من شرائع الإسلام.

ثم ختم الكاتب بموضوع أخير وهو واجب المسلمين ووصفه بالعمل على تغيير هذا الواقع الأليم الذي يكاد يُحرِّف الأمة كلها بعيدًا عن الإسلام عن طريق العلم والعمل.

وقصد بالعلم العلم الصحيح بحقيقة الإسلام واليقين الكامل بحقيقة التوحيد ونصح الكتاب بالإكثار من الكتابة والتبيين والتوضيح لحقيقة الإسلام، وتقليل الكتابات التي يمكن أن تكون أكثر جاذبية للقارئ، والتي تعني بالحديث عن الجن و***** والشعوذة والورع والزهد والأذكار وفضائل الأعمال وفروع الفروع الفقهية، والاهتمام بتيسير تعليم الناس بمجالات بالغة الأهمية مثل أحكام الفقه السياسي في الإسلام ومناقشة النحل والأفكار والمعتقدات والفلسفات الكثيرة المخالفة كالعلمانية والديمقراطية والقومية والاشتراكية والأحزاب ذات العقائد الكفرية كحزب البعث والأحزاب القومية وغير ذلك، والكتابات التي تتحدث عن الجهاد لا بمفهومه العام ولكن بكيفية التصدي لهذه الأفكار المنحرفة باعتبارها جهادا، وأيضا بالحديث عن كيفية العمل لإعادة الخلافة الضائعة.

ونصح الكتاب والناشرين على حد سواء بأن يكونوا أصحاب رسالة لا أصحاب مصالح مادية، فليست مهمتهم كتابة ما يريد الناس قراءته ويسهل عليهم فهمه، بل يكتبوا وينشروا ما فيه مصلحة الأمة كلها ويقدمونه على مصالحهم الشخصية، كما نصح الخطباء وأصحاب الدروس العلمية أن يكثروا من تنبيه الناس وإظهار الحقائق.

جزى الله الكاتب خير الجزاء على هذه الغيرة وعلى النصائح التي تنفع الأمة في حاضرها ومستقبلها بإذن الله.

ــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الخبيثة, العلمانية, وثمارها


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع العلمانية وثمارها الخبيثة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العلمانية التركية و العلمانية المصرية : توافق أم تطابق ؟! عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 06-13-2013 09:38 AM
الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة ام زهرة شذرات إسلامية 0 06-10-2013 03:23 PM
أمُّ المؤمنين ******ة عائشة بنت أبى بكر Eng.Jordan شخصيات عربية وإسلامية 0 03-03-2013 08:22 PM
رسالة قلب : إلى أمّتي الإسلامية ******ة بحر الصفاء نثار الحرف 5 01-10-2013 06:41 PM
العلمانية وثمارها الخبيثة Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 01-08-2012 01:30 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59