#1  
قديم 01-06-2017, 06:51 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي الأردن بلد الحضارات والآثار الخالدة


الأردن بلد الحضارات والآثار الخالدة



لا تكفي ايام عدة ربما للتوغل عميقا في انحاء الاردن، البلد العريق الموغل في القدم، لكنها في الوقت نفسه كافية لاكتشاف مزايا كثيرة لبلد يعرف بأنه ذو حضارات متعددة، تعاقبت عليه ممالك كبرى كالانباط العربية والرومان والبيزنطيين، كما توالى على حكمه الامويين والعباسيين والفاطميين والايوبيين والمماليك والصلبيين.

ولئن جذب الأردن المسافرين منذ اقدم العصور، لا يزال حتى اليوم يستقطب الزائرين، وكان لاعتدال مناخه وانفتاح أهله وأسلوب عيشهم، النصيب الأكبر في جعله مركزاً مرموقاً للأعمال الناجحة، وها هو اليوم يشهد نهضة عمرانية واقتصادية غير مسبوقة، ويصبح تاليا بلدا سياحيا بامتياز، اذ يتيح لزائريه، على اختلاف اذواقهم، فرصة التمتع بطبيعته المتميزة بهدوئها ومجال تضاريسها ومقوماتها العلاجية الطبيعية، الى جانب آثاره التاريخية الخالدة.

وبهدف التعريف بمميزات وعوامل الجذب السياحي التي تجعل من الاردن وجهة مثالية لاستقطاب السياح، نظمت هيئة تنشيط السياحة الاردنية برنامجا سياحيا لوفد اعلامي، مثّل مؤسسات صحفية وإعلامية من لبنان وفلسطين والكويت ومصر وعمان، استعرضت من خلاله، الإمكانات الطبيعية المتنوعة التي يزخر بها البلد بما في ذلك المرافق الصحية والتراث التاريخي والثقافي.

عمان أو 'ربّة عمون'

المحطة الاولى كانت عمان، المدينة التي عرفت خلال العصر الحديدي بربة عمون. ويروى ان حضارات عدة تعاقبت عليها، اذ قدم إليها الرعاة الهكسوس ونقلوا معهم بذور حضارة مصر ثم سكنتها قبائل العمالقة الأقدمين ثم قبائل بني عمون (العمونيين) الذين أعطوا المدينة اسمهم فأطلقوا عليها في البداية اسم ربة عمون والربة تعني العاصمة أو دار الملك ثم سقطت مع مرور الزمن كلمة ربة وبقيت عمون التي حورتها الشعوب المتعاقبة فيما بعد إلى عمّان.

ازدهرت المدينة، التي توصف اليوم بالمدينة البيضاء، بسبب مجموعة منازلها الحجرية البيضاء صغيرة الحجم، في أيام اليونان والرومان، حيث اطلق عليها آنذاك اسم فيلادلفيا او مدينة الحب الأخوي، وهي وتمتد على تسعة عشر تله او جبلا، والزائر اليها يلفته ذلك المزيج المدهش بين الروح العصرية المتمثلة بالفنادق العصرية والمحلات التجارية والمطاعم الفخمة وبين الاصالة والعراقة التي تجسدها الآثار التاريخية للحضارات الأنسانية التي شهدتها.

ولا شك في ان زيارة السائح أو الزائر الى عمان وفكرته عن الاردن ستكون ناقصة ما لم يصعد الى قمة جبل القلعة، الجبل الذي يجسد مدينة عمان القديمة التي كانت مأهولة منذ عام 8300 قبل الميلاد والتي تشكل اليوم اجزاء من العاصمة الأردنية. تحيط الأودية بالموقع من ثلاث جهات أما الجهة الرابعة من الجبل فهي سور من الحجارة الضخمة، التي تقول الاكتشافات الأثرية انه بني في العصر البرونزي، وعلى الجهة الشمالية الغربية من قمته، لا تزال آثار الحقبة الإسلامية الأموية قائمة مجسدة بالقصر الأموي الذي أعاد الأردن ترميم قبته عام 2002 بالتعاون مع بعثة أسبانية.

في قمة جبل القلقة، الغني ببقايا الآثار الرومية والإسلامية، يقع بناء المتحف الذي شيّد عام 1951، ويمكن للزائر مشاهدة محتوياته، التي نقلت من مدينة القدس الى العاصمة الاردنية عمان سنة 1967، العام الذي شهد سقوط الضفة الغربية تحت الاحتلال الاسرائيلي. في ذاك المتحف يمكن للزائر التعرف على مراحل التطور الحضاري التي مر بها الأردن، من خلال تشكيلة متنوعة من الاثار والمقتنيات التاريخية، يعود تاريخ بعضها الى العصر الحجري القديم فيما ينتمي بعضها الاخر الى عهد الروم مرورا بالعهد الاموي العصر المملوكي. ومن أبرز هذه المقتنيات مجموعة تماثيل حجرية تصور اجسادا بشرية وتعود الى عام 8000 قبل الميلاد، وتعد اقدم تماثيل لأشكال آدمية في تاريخ الحضارة الانسانية، وهي تعد من أهم موجودات المتحف ومن التحف النادرة التي تثير في نفوس مشاهديها هيبة التاريخ وشيئا من معنى الخلود. وثمة ايضا مخطوطات البحر الميت التي كتبت على لفائف من جلد الماعز وتتضمن اقدم نصوص التوراة، وقد اكتشفها أحد الرعاة صدفة داخل جرار في أحد كهوف منطقة 'قمران' شمال غرب البحر الميت أما بقية المخطوطات فإنها لا تزال محفوظة في متحف اللوفر الفرنسي وفي مدينة القدس المحتلة.

وينمّ بناء القصر الذي أقيم على بقايا قلعة رومانية قديمة مستخدما حجارتها في البناء، عن براعة هندسية عربية تضاهي الهندسة الحديثة، وبخاصة بناء نظام ري متقدم يعتمد على تجميع مياه الأمطار في قنوات حجرية تصل إلى آبار وخزانات تحيط بالقصر ولا تزال صالحة للاستخدام حتى اليوم. ولا يزال القصر محتفظا بحيوية معالمه وهو بناء مربع يمتد من الشرق إلى الغرب حيث ينتصب ايوانان على كل طرف من محور القصر تعلو كل ايوان نصف قبة بينما تقوم بوابتان على المحور الثاني للقصر تفضي البوابة الجنوبية إلى ساحة مركزية مكشوفة بينما تنفتح البوابة الشمالية على ساحة مربعة أقيمت عند مدخل القصر. ويضم بناء القصر حجرات مستطيلة مسقوفة ومزخرفة بصور الورود وأوراق النباتات وتزين جدرانه شبابيك ذات أقواس وأعمدة وفوقها عتبات تحمل كل منها نافذة أخرى على النحو نفسه لكن بأقواس اصغر وأعمدة اقصر على طراز مسجد قبة الصخرة المشرّفة في مدينة القدس ما يرجح أن البناء قد شيد في العهد الأموي.
ومن موقع المتحف يشاهد الزائر أبرز معالم مدينة عمان الاثرية، بدءا من المدرج الروماني الذي يضمّ 6000 مقعد وما زال يستخدم في المناسبات الثقافية، والمسجد الحسيني الكبير، وبقايا معبد هرقل وأسوار القلعة الرومانية والقصر الاموي على جبل القلعة.

جرش الخالدة
من عمان توجهنا الى جرش الأثرية، المدينة العتيقة التي يرقى تاريخها الى اكثر من 6500 عام، بداية تطالع الزائر البوابة العظيمة ذات الأقواس الثلاثة، التي بنيت على شرف الإمبراطور الروماني هادريان عند زيارته لها عام 129 ميلادية. يروى ان جرش خضعت عبر تاريخها للحكم الروماني بعد أن إحتلها القائد الروماني بومبي 63 ق. م. ثم دخلت في حلف المدن الرومانية العشر وأصبحت أعظم هذه المدن وحملت آنذاك إسم جراسيا. ظلت مدينة جرش مطمورة تحت التراب لقرون عديدة قبل ان يتم التنقيب عنها وإظهارها للوجود منذ سبعين عاما تقريبا، ويعتبر موقع المدينة، الموضوعة على قائمة المدن الاثرية الرومانية، إحدى المدن الأثرية القليلة في العالم التي حافظت على معظم معالمها حتى اليوم، فما زالت ساحات المدينة وشوارعها وأعمدتها الهائلة ومسارحها الأثرية شاهدة على العهود اليونانية والرومانية في (بومبي الشرق) جراسيا القديمة.

ويشتهر حاليا مسرح جرش الروماني الذي تحول مع الوقت الى نقطة جذب سياحي وثقافي من خلال إقامة مهرجانات جرش الفنية فيه، في شهر يوليو من كل عام، بحيث تستضيف عروض فنية وثقافية من مختلف شعوب العالم، ويمتاز المهرجان بالعروض الفولكلورية الراقصة التي تؤديها فرق محلية وعالمية، ورقصات الباليه والأمسيات الموسيقية والشعرية، والمسرحيات وعروض الأوبرا، وأمسيات غنائية لمغنيين أردنيين وعرب.

مادبا او 'مدينة الفسيفساء'
على بعد 30 كلم. من عمان، وفي موازاة طريق الملوك الذي يزيد عمره عن 5000 سنة، تقع إحدى الأماكن الأبرز في الأرض المقدسة التي تنطبع في ذاكرة الزائرين. فبعد المرور بمجموعة من المواقع القديمة، تكون أول مدينة يصل إليها الزائر هي مادبا، المدينة الأردنية القديمة التي يرجع تاريخها الى ما قبل الميلاد، ذكرت فى التوراة 1300 ق.م وفى الانجيل جاء ذكرها على انها المدينة المؤابية 'ميديا'.

وتعرف مادبا بكنائسها مثل كنيسة الروم الارثوذوكس وكنيسة العذراء وكنيسة الشهداء وكنيسة ايليا النبى وجبل نيبو. وهي، الملقبة بـ'مدينة الفسيفساء'، تضم اكبر مجموعة فى العالم من اللوحات الفسيفسائية وأبرزها 'خريطة الاراضي المقدسة' الموجودة في كنيسة الروم الارثوذوكس، والتي يحرص كل زائر على مشاهدتها، كونها اقدم خريطة أصلية للارض المقدسة تعود الى سنة 560م وهي بطول 7.15 متر وعرض 6.5 متر وتضم أكثر من مليونى قطعة صغيرة من الحجر الملون الذي لم يتغير على مر السنين. وفي الطريق المحاذية لنهر الاردن، يقع معلم ديني معروف بـ'المغطس' في منطقة وادي الخرار التي سميت قديماً ببيت عنيا. ويروى ان المسيح، في سن الثلاثين عاماً، وقف بين يدي النبي يحيى، لكي يتعمد بالماء، ويعلن من خلال هذا المكان بداية رسالته للبشرية. وقد كشفت الحفريات في المنطقة آثار كنيسة بيزنطية، كانت قد بنيت في عهد الامبراطور آناستاسيوس، كما يوجد في المكان آبار للماء وبرك عدة، يعتقد ان المسيحيين الأوائل استخدموها في طقوس جماعية للعماد. وقد قامت دائرة الآثار العامة بترميم الموقع الذي زارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وأعلنه مكاناً للحج المسيحي في العالم مع أربعة مواقع أخرى في الأردن هي: قلعة مكاور، جبل نيبو، مزار سيدة الجبل في عنجرة، مزار النبي إيليا في منطقة خربة الوهادنة.

أما للغرب من مادبا، فيقع جبل نيبو المطل على البحر الميت ووادي الأردن، وثمة من يعتقد أن النبي موسى دفن في هذا الجبل الذي أقيم على قمته كنيسة تحتوي على لوحات فسيفساء تعود الى القرنين الرابع والسادس للميلاد. وفي منطقة أم الرصاص، التي تقع الى الجنوب الشرقي من مادبا، كشفت الحفريات عن كنيسة تعود إلى عصر الأمويين وفيها أرضية من الفسيفساء متميزة بجمال رسومها.

الى البحر الميت وشلالات ماعين..
وفي طريقك، وعلى بعد خمسين كيلو مترا في الاتجاه الغربي من عمان، يقع البحر الميت، أرقى المواقع السياحية المعروفة في العالم، والمعروف بأنه أشد بقاع الأرض انخفاضاً، حيث ينخفض أربعمائة متراً تحت سطح البحر. وفي البحر الميت ينطبق الاسم على المسمى، ذلك أنه لا يعيش أي كائن حي في ماء ذلك البحر بسبب كثافة الأملاح فيه، هي الأملاح نفسها التي تعطي الماء خاصيته العلاجية، والتي ما زال الناس يستشفون فيها منذ آلاف السنين. ويقول الخبراء ان هذه الأملاح ذاتها، تكوّن المواد الخام لإنتاج البوتاس وأملاح الاستحمام العلاجية، والمنتجات التجميلية التي يتم تسويقها في مختلف أنحاء العالم.

ومع أن مياه البحر الميت ساكنة هادئة في معظم الأيام إلا أنها تضطرب وتتلاطم أحياناً، حين تلتقي ماء البحر بصخور الشاطئ فإنها تصطبغ بلون الثلج، إذ تغطيها الأملاح البيضاء بطبقة كثيفة لامعة تعطي المنطقة طابعاً سريالياً غريباً.

لا تفارق اشعة الشمس البحر الميت طيلة السنة، ويبلغ متوسط درجات الحرارة في المنطقة 30.4 درجة مئوية، ويشير الخبراء ان هذه الاشعة من النوع غير ضار بصحة الانسان، وان الهواء ايضا يتميز بنقائه وتشبعه بالاوكسجين. يشتهر البحر الميت بالطين الاسود الغني بالاملاح والمعادن. وتتميز مياهه بارتفاع نسبة المعادن الطبيعية فيها، وخاصة الكالسيوم، والمغنيسيوم، والبرومين، كما ان التركيبة المحلية والمعدنية لهذه المياه تعتبر من اهم مصادر العلاج الذي يتوفر بإشراف مختصين خبراء في مراكز العلاج الطبيعي. ولطالما تمتع هذا البحر بشهرة تاريخية منذ أقدم الأزمان وكان مركز جذب لأنبياء وملوك وأباطرة عظام وتجار للإقامة أو الإستشفاء بمياهه المميزة، وكذلك الحال في العصر الحديث فقد غدا هذا الموقع مقصداً يستهوي الزائرين من كافة أنحاء العالم، ولهذا فقد سعى الأردن جاهداً لتهيئة هذا الموقع بكل المرافق الحديثة والتجهيزات العصرية والطرق الآمنة، ونفذ مشاريع على جانب من الأهمية فأقام الفنادق الفخمة المجهزة بأحدث المرافق والخدمات العالية الجودة، وجهزها ببرك السباحة وأماكن الترفيه والإستمتاع، وأقام المنتجعات والمراكز العلاجية والصحية التي تعتمد مياه البحر الميت وأملاحه وطينه الأسود الغني بالعناصر الطبيعة ليقدم للزائرين والباحثين عن العلاج والراحة أفضل السبل وأنجح الوسائل لتحقيق أهدافهم.

وعلى مقربة من البحر الميت، يصل الزائر إلى حمامات ماعين, التي تبعد 46 كيلو مترا جنوب غرب عمّان، وهي تقع في سفح واد سحيق ينخفض 120 مترا عن سطح البحر، تزنّره جبال شاهقة داكنة اللون بفعل الحرارة الجوفية، وتنهمر منها شلالات جوفية ساخنة، تتميز بمياهها المعدنية الحارة، حيث تبلغ درجة حرارتها بعد تدفقها من الينابيع المعدنية نحو 43 درجة مئوية، لتصب بعدها في نهر الزرقاء. وتعتبر هذه البقعة مكاناً ملائماً للسكان المحليين والسائحين الأجانب حيث تجتذب سنوياً آلافاً من الزوار الباحثين عن الهدوء والمتعة والراحة والعلاج معاً. ويتوفر في هذا الموقع منتجع صحي يقدم مجموعة من الخدمات المرافقة تشمل الإقامة المريحة والعلاج بالمياه المعدنية ضمن برك مكشوفة وأُخرى مغطاه إلى جانب استخدام الطين الغني بالعناصر المفيدة التي تساعد في تجميل البشرة وعلاج امراض الجلد والمفاصل.

المستقبل اللبنانية - تغريد عبدالله
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الأردن, الحالية, الحضارات, والآثار


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الأردن بلد الحضارات والآثار الخالدة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عزة الله تعالى (شيء من المعاني والآثار) عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 11-18-2016 08:39 AM
الحضارات سنن وقوانين عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 10-17-2016 07:40 AM
بحث مدرسي حول المياه والآبار الجوفية Eng.Jordan التعليم والتدريب 0 10-07-2013 11:19 AM
تأويل رؤيا الماء والأبار والمساقي Eng.Jordan الملتقى العام 0 01-31-2013 08:21 PM
الأردن : استحداث ألف وظيفة لتعبئة شواغر المساجد الخالية من الأئمة والمؤذنين Eng.Jordan الأردن اليوم 0 01-14-2013 10:39 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59