#1  
قديم 06-02-2013, 11:51 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,410
افتراضي المنظمات الأصولية والحقوق الدينية


من كتاب التخويف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)
جذور شبكة التخويف من الإسلام في الولايات المتحدة



"خذوا شريعتكم معكم وعودوا إلى أوطانكم يا محبي الإرهاب، إن يديكم ملطخة بالدماء وأمولكم ملطخة بالدماء، اخرجوا من هنا يا أيها الإرهابيون.. أنتم إرهابيون.. إرهابيون ".
تم إطلاق هذه العبارات بصيحات المحتجين أثناء اعتصام الأطفال الأمريكيين المسلمين في احدى مناسبات جمع الأموال في يوربا ليندا، ولاية كاليفورنيا من شهر فبراير لهذا العام.
تحركت عائلات المسلمين الامريكان برشاقة وخفة داخل المبنى حيث قام بعض الآباء والأمهات بحماية أطفالهم من الرجال والنساء المشاركين في الحشد الذين كانوا يلوحون بالأعلام والرايات الخفاقة ويحملون علامات محلية الصنع ويطلقون عبارات تنم عن الفحش والقذارة أشبه بعواء الذئاب ونباح الكلاب. وقد تم التقاط التوبيخات والضحكات الساخرة للغوغاء والرعاع والسوقة عن طريق كاميرات الفيديو ثم تداولها فيما بعد عن طريق شبكة الإنترنت.
أثار شريط الفيديو على الييوتيوب حنق وغضب العديد من المراقبين في جميع أنحاء البلاد إزاء الإظهار العميق للشعور بالكراهية نحو مجموعة من الأقليات. ولكنه كان آخر هجوم من شريط الأحداث الذي اشتمل على حوادث التخريب المتعمد للمساجد وحرق نسخ من القرآن الكريم والاحتجاجات بالشوارع ضد الأمريكان المسلمين.
تشهد أمتنا موجة متصاعدة من الشعور المضاد للمسلمين وأظهر استطلاع للأخبار على قناة ايه بي سي التابعة لمجلة واشنطون بوست أن حوالي نصف الأمريكيين (49 بالمائة) يحملون آراء سلبية عن الإسلام بزيادة قدرها عشرة بالمائة عن شهر أكتوبر من عام 2002م.
لم تنشأ أحداث الشغب في منطقة يوربا ليندا من فراغ، كما أنها لم تحدث بصورة عفوية حيث إن بعض الأشخاص المشاركين في أحداث الشغب تلك هم أعضاء بمنظمات قومية مكرسة لاستهداف المجتمع الامريكي المسلم وأحد أكبر مجموعات الكراهية. تلك هي مجموعة "اعملوا من أجل أمريكا" التي شاركت في أحداث يوربا ليندا وأحداث شغب مماثلة في ولايات تينسي وفلوريدا وولايات أخرى كما سيتضح ذلك من التقرير الذي سوف نستعرضه هنا. وتستند هذه الحركة القومية على نجاح الحملة الهسيترية المضادة لبناء مسجد ومركز المجتمع المخطط لبنائه في منطقة بارك 51 في حي مانهاتن التي أشعل وقودها جزئيا فريقا من منظمى أحداث الشغب الذين يتلقون أموالا لقاء تنظيمهم لأحداث الشغب والذين يكونون مدفوعين بدوافع الحقد والكراهية العمياء.
وكما ورد ذكره بالتفصيل في الفصول السابقة من هذا التقرير، فإن الزيادة الثابتة في عدد التظاهرات وأنواع الاعتداءات الأخرى ضد الأمريكان المسلمين هي في الحقيقة جزء من خطة إستراتيجية محسوبة تدفع ثمنها مجموعة صغيرة من المؤسسات التي تقوم بتمويل بعض الخلايا الفكرية في شبكة الإسلاموفوبيا والتي بدورها تقوم بتقديم مجموعة واسعة من الحقائق المميزة حول خطر الإسلام والمسلمين في أمريكا وتقوم خلايا التفكير هذه بدورها بتقديم عبارات البلاغة التي تنم عن إشعار نار الغضب المستخدمة من قبل منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" والمجموعات الأخرى على مستوى القواعد الشعبية والتي تشجع على زرع بذور الكراهية ضد المسلمين.
وتُحظى هذه الجماعات في الوقت الحاضر - التي هي بمثابة العمود الفقري المحرك لشبكة الإسلاموفوبيا- بدعم في مجال جمع الاموال بفضل ترويجهم لتجارة الذعر والخوف وغالبا باستخدام الأموال المقدمة من قبل خلايا التفكير التي تم تسليط الضوء عليها في الفصل السابق. كما أن هذه الجماعات تتعاقد مع أكثر النشطاء السياسيين خبرة لاستغلال الخوف والكراهية التي يروجون لها من خلال الانتخابات القومية لعام 2012م.
ويلاحظ بأن هناك نجاحا متزايدا لشبكة القواعد الشعبية المناوئة للمسلمين والإسلام في أمريكا نظرا لأن أعضاء الشبكة يستعيرون الخطط التكتيكية من أكثر الحركات السياسية الابتكارية خلال العقدين الماضيين. كما أنهم يستخدمون الخطط الإستراتيجية المنشورة على شبكة الإنترنت الشبيهة بتك الخطط المستخدمة من قبل الحملات الرئاسية التقدمية التي دشنها كل من حاكم ولاية فيرمونت السابق هاوارد دين ثم سناتور ولاية إلينيوي باراك اوباما لتجنيد متطوعين وإسناد المهام لهم. كما يقوم البعض من هذه الجماعات بالتعاقد مع منظمى الحملات الإنجيلية الموهوبين الذين قاموا بإنشاء عدد كبير من الحركات السياسية القائمة على العقيدة المحافظة التي سطع نجمها خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي. فضلا عن أن العديد من الجماعات تتغلغل داخل القوة المتنامية لحزب الشاي بالإضافة إلى المنظمات السياسية المحافظة الأكثر تنظيما.
ومن أجل فهم قدرة شبكة القواعد الشعبية على بعث رسائل إلى ملايين الأمريكان، فإن هذا الفصل سوف يستكشف الجماعات القيادية المسؤولة عن تطوير منظمات القواعد الشعبية والحملات المناوئة للمسلمين وقيام هذه القواعد الشعبية الملتزمة بوضع قوائم وإنشاء مجموعات من المواطنين المحليين للاعتماد عليها فيما بعد لتتحول إلى اجتماعات حاشدة لإثارة الحماسة الجماعية وإجراء المكالمات الهاتفية ولتقديم الشهادة نيابة عن التشريع والتبرع بالأموال. وسنقوم في هذا الفصل تحديدا بتناول ثلاثة أنواع من جماعات القواعد الشعبية المناوئة للمسلمين.
• جماعات شبكة الإسلاموفوبيا المخلصة والموطدة العزم (ذات أهداف مفردة تستقطب قواها كلها) وخير مثال لها جماعة حركة "اعملوا من أجل أمريكا"، وهي أحد أكبر جماعات القواعد الشعبية المكرسة لاستهداف المسلمين.
• الجماعات الدينية اليمينية المتطرفة مثل رابطة العائلة الأمريكية ومنتدى النسر والمنظمات المناوئة للمسليمن مثل جماعة وقف أسلمة أمريكا التي تقوم على نحو متزايد بقيادة حملات لبث كم هائل من المعلومات العامة والأساطير والمعلومات الخاطئة عن الإسلام والمسلمين.
• منظمات حزب الشاي بالولايات والمناطق المحلية بما في ذلك ائتلاف الحرية بولاية تينيسي، ومقاطعة نورث اورانج (كاليفورنيا) والائتلاف المحافظ وشبكة العمل الوطني وأول حزب شاي تأسس بسواحل ولاية فلوريدا.
ونتجه بالأنظار أولا إلى حركة"اعملوا من أجل أمريكا"، وهي منظمة ذات قواعد شعبية تمتد عضويتها عبر أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.

منظمة "اعملوا من أجل أمريكا": منظمة ذات توجه واحد, ومركزة على معاداة المسلمين:
قامت بريجيت غابراييل المثقفة اليمينية ذات الطموح اللامحدود، البالغة من العمر 46 عاما، بتأسيس منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" عام 2007م لتكون بمثابة شبكة عمل وطنية تكون مهمتها "إبلاغ وتثقيف وتعبئة الأمريكيين فيما يتعلق بالتهديدات المتعددة من قبل الإسلام الأصولي".
تم إنشاء منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" بهدف تكرار التجربة الناجحة لرابطة البندقية القومية كمجموعة تركز على قضية واحدة ويمكنها الدفع بالقضايا التشريعية إلى الإمام قدما والدفاع عن السباقات السياسية والخطاب القومي. ولكن بدلا عن الدفاع عن حقوق حمل البندقية فإن مجموعة غابراييل تأمل في أن يكون التخويف من الإسلام بمثابة الدعامة الأساسية للحزب الجمهوري والقوة المحركة للسياسات. وترتكز النظرة العالمية إلى منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" على هذا البيان المأخوذ من موقع المنظمة على شبكة الإنترنت.

موقع منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" على شبكة الإنترنت
الصفحة الرئيسية التعليم العمل الفصول المحلية الاتصال بأعضاء الكونغرس
مرحبا بكم في منظمة "اعملوا من أجل أمريكا"
لماذا يكون كفاحنا على قدر كبير من الأهمية؟ يكون كفاحنا على قدر كبير من الأهمية نظرا لأن
في حال عدم كسب المعركة الحر بية ضد الإسلام الأصولي فإن القضايا الأخرى سوف لن تحظى بأي قدر من الأهمية على الاطلاق.
سوف لن يكون لدينا اقتصاد ينتابنا القلق إزاءه
سوف لن تكون لدينا حقوق متساوية للجميع
سوف لن تكون لدينا حرية نعتز بها ونعشقها
سوف نعيش تحت ظل راية قانون الشريعة الإسلامية
يمكننا أن نكسب المعركة الحربية ويجب علينا ان نكسبها
لقد تصدت أمريكا للارهاب والطغيان النازي وكسبت المعركة.
لقد تصدت أمريكا للارهاب والطغيان الشيوعي وكسبت المعركة.
وإذا تصدينا للارهاب وطغيان الإسلام الأصولي فإننا سوف نكسب المعركة مرة أخرى.
والتي يطلق عليها "الإسلاموفوبيا الأصولية" من قبل مجلة نيويورك تايمز.

اعتادت غابراييل على السفر إلى جميع أنحاء البلاد للإدلاء بحديث حول كيفية تحملها للاضطهاد في لبنان كونها مسيحية وذلك على أيدى إرهابييي الإسلام الأصولي، وهي تقول بأنه يجب على الأمريكيين أن يتحدوا لالحاق هزيمة نكراء بالإسلام الأصولي. وتمضي قائلة بأن أي تسامح تجاه الدين سوف يؤدي إلى تقويض أركان المجتمع الغربي.
تم ترقية غابراييل كمفكرةلها قيمتها وخبيرة في مجال الإسلام الأصولي نظرا لخبراتها في مجال فتح مواضيع حول الجهاد الإسلامي تجاه العالم الغربي بالشرق الأوسط. كما أن الكثير من حديثها البلاغي يتميز بالتعصب الأعمى المحض.
فمثلا تصرح غابراييل بالقول بصفة روتينية بأن "أي مسلم ممارس للعبادات والشعائر الإسلامية ويؤمن بتعاليم القرآن الكريم لا يمكن أن يكون مواطنا مخلصا يدين بالولاء التام للولايات المتحدة الأمريكية". كما أن الحرب ضد الإسلام الأصولي بالنسبة لغابراييل يبدو بوضوح أنها تقصد جميع العرب كذلك.
وفي محاضرة ألقيت بجامعة ديوك عام 2004م شرحت غابرييل الاختلافات بين العرب (والمسلمين) والإسرائليين "أنها حرب همجية ضد الحضارة, وإنها ديمقراطية في مقابل الحكم الديكتاتوري, وأنها الخير في مقابل الشر".
أخبرت غابراييل جمهور منظمة اتحاد المسيحيين والإسرائليين عام 2007م بأن العرب والمسلمين ليس لديهم روح وأنهم ميتون وليس لديهم هم سوى التفكير في القتل والدمار.وأنهم يفعلون ذلك تقربا لله سبحانه وتعالى وهو اسم يختلف تمام الاختلاف عن الإله الذي نعرفهونؤمن به. وبمزج قصتها الشخصية مع أحداث سابقة حول مخاطر الإرهاب الإسلامي فإنها تُعتبر الشخصية المفضلة لمؤتمرات المحافظين ووكالة فوكس نيوز للأخبار والاجتماعات الحاشدة لحزب الشاي التي يكون القصد منها إثارة الحماسة الجماعية. ولكونها الشخصية المفضلة لدى مؤتمرات المحافظين، فإنها تؤكد على صحة المخاوف المختلقة من شبكة الإسلاموفوبيا وحملات الكراهية الموجهة ضد المسلمين. كما أنها تكرر وتؤكد صحة الشعارات المناوئة للاسلام المتبناة من قبل فرانك غافني ودانيل بابيز وروبرت سبنسر, مثل القول بأن "الرئيس أوباما ولد في جو من العقيدة الإسلامية, كما أن المسلمين الأصوليين قد تغلغلوا داخل حكومتنا ويتم تحويلهم إلى أشخاص يؤمنون بالأفكار الأصولية داخل المساجد الأصولية، وأن المسملين منهمكون فيما يعرف بالتُقية التي تصفها غابراييل بالكذب الإجباري من الناحية الدينية وأنها تبني هذه التهمة الأخيرة على التعريف غير الدقيق للكلمة العربية المقدم من قبل مركز السياسات الأمنية.
قام تحالف معاداة إشانة السمعة بمراجعة أنشطة غابرايل وتوصل إلى نتيجة نهائية مفادها بأن آراء غابراييل تتفق مع النشاط المتزايد للجماعات التي تستخدم مخاوف المجتمع إزاء التطرف الإسلامي لإذكاء نار الخوف تجاه المجتمع الإسلامي ككل.
وبمناقشة غابراييل والشبكة التي هي جزء منها، فإن بريان فيشمان زميل باحث في كل من مؤسسة أمريكا الجديدة ومركز محاربة الإرهاب بالاكاديمية العسكرية الأمريكية في منطقة ويست بوينت يصرح بالقول بأنه عندما يكون هناك طبقة من الناس يبحثون عن أسوأ شيء في الإسلام ويروجون لذلك الشيء بوصفه الدين الرسمي لعدد يتراواح مابين 1.5 أو 1.6 مليار شخص، فإنك إذن تروم فقط تمكين المتطرفين الحقيققين".
ولعل الفكرة الرئيسةلغابراييل تتركز في أنه يجب على الأمريكيين أن ينهضوا من سباتهم العميق ويجابهوا خطر الإسلام في كل ركن من أركان المجتمع. وهذا الموضوع مذكور في الأدبيات والمواد التدريبية لمنظمة "اعملوا من أجل أمريكا". فمثلا يقوم موقع منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" بعرض اثنين وخمسين شريحة عرض تقديمي على برنامج الباور بوينيت للعروض التقديمية حول الندوات التدريبية التي تنظمها منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" التي تدعي بأن المسلمين يسعون جادين نحو احتلال أمريكا وتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية. ولكن الشيء الذي يجعل منظمة غابرايل منظمة متفردةومتميزة هو التعقيد الذي طبقته غابراييل على أهداف المنظمة.
يُعتبر غاي رودجرز الخبير الإستراتيجي السابق لمنظمة تحالف المسيحيين، والذي عمل كمستشار لحملة الانتخابات الرئاسية مع السنتاتور جون مكين عام 2008، يُعتبر بمثابة العقل المدبر لعملية معاداة المسلمين.فخلال فترة منصبه مديرا ميدانيا قوميا بمنظمة بات روبرتسون ومنظمة رالف ريد لتحالف المسيحيين قام رودجرز "بغرس بذور الفتنة والشقاق عبر البلاد" وساعد المنظمة حتى تصبح من أقوى المنظمات السياسية لليمينيين المسيحيين. كما أن رودجرز المدير التنفيذي القومي لمنظمة "اعملوا من أجل أمريكا" يقوم حاليا بإدارة منظمة تشرف على نشر 573 فصلا ويبلغ عدد أعضائها 170000 عضو على نطاق العالم حسب ما ذكره كريس سليك مدير عمليات منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" على شبكة الإنترنت.
تطبق منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" خطة إستراتيجية متعددة المجالات لبناء قاعدتها النشطة وتستضيف المنظمة سلسلة من اللقاءات لجمع النشطاء المهتمين معا وتدربهم على أفضل الممارسات الإدارية. وأبرز أنشطة المنظمة هو مؤتمرها السنوي حيث يلتقي المتحدثون من خلايا التفكير الرئيسية المناوئة للاسلام. ومن ضمنهم كاتب الأعمدة الصحفية بمجلة ناشونال ريفيو أندرو مكارثي وفرانك غافني من مركز السياسة الأمنية والخطيب السياسي المفوه الجمهوري آلان ويست والمذيع بشبكة الإذاعة الميسيحية إيريك ستيكبيك من ضمن المتحدثين بالمؤتمر القومي الذي استضافته منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" عام 2011.م.
ولكي تفوز بالحظوة لدى البنية التحتية الكبرى للمحافطين، فإن منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" تشارك في العديد من المؤتمرات القيادية ومناسبات حزب الشاي. كما أنها تحتفظ لنفسها بمقصورة أثناء انعقاد المؤتمر السنوي للعمل السياسي لحزب المحافظين، فضلا عن أنها تشارك في المناسبات التي ترعاها المنظمات الدينية اليمنية الأخرى.
إلا أن المجهود الأقل وضوحا لمنظمة "اعملوا من أجل أمريكا" والأكثر أهمية هو تركيزها على الندوات المحلية حيث تقوم المجموعة بعقد لقاءات تدريبية دورية يطلق عليها اسم "المؤتمرات التدريبية لعمل المواطنين" لأعضاء الشبكة من القواعد الشعبية لكي يتعلموا أفضل طريقة لبث الرسائل المقنعة المعادية للاسلام واجتثاث النشاط المريب في المجتمع وكشف التصرف السياسي الصحيح داخل وسائل الاعلام المحلية. ويستضيف الفعاليات فريق من المدربين الاحترافيين بمنظمة "اعملوا من أجل أمريكا" الذي قام بإنشاء فروع رسمية محلية للمنظمة بالولايات من ولاية أوهايو وحتى ولاية كارولينا الجنوبية. ولقد عقدت اللقاءات التدريبية في كولومبيا وكارولينا الجنوبية وبيكرزفيلد وتكساس ودارلي بيتش وفلوريدا ودينفر وكولورادو ومواقع أخرى منذ العام 2009م. كما أن للمنظمة فروعا محلية للنظمة مثل فرعها في ممفيس بولاية تينيسي،ولديها مواقعها الخاصة على شبكة الإنترنت وقوائم البريد الإلكتروني والفيس بوك أو منصات نينغ الإعلامية الاجتماعية.
لا تعتمد منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" على مواقع على شبكة الإنترنت تبث الكراهية والعداء للاسلام فقط بل أيضا تعمل على إنشاء محتواها الخاص وفي عام 2011م قامت غابراييل بتدشين عرض تلفزيوني أسبوعي على شبكة الكيبل المسيحي لتسليط الضوء على عمل مجموعتها ولنشر القضية التي طلب من أعضاء منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" التصدي لها أسبوعيا. وكان اللقاء التلفزيوني الأول مع الجمهوري بيتر كنيغ رئيس لجنة مجلس النواب المتنفذ حول الأمن الوطني والذي سوف نستعرض لمحة من سيرته الذاتية بالفصل الخامس من هذا التقرير.
يقوم منظمو الحملات بحركة "اعملوا من أجل أمريكا" بتوزيع آخر أيضا حول المنظمة والحملات والدعاية المعادية للمسلمين وذلك بصفة منتظمة باستخدام شبكة من المواقع على شبكة الإنترنت وقوائم النشطاء المحليين.
تتمتع غابرائيل بعلاقة محورية مع المشرعين القانونيين بهدف تحقيق مجموعتها للنجاح،وتنزع إلى العمل مع الجيش المتنامي من النشطاء على مستوى القواعد الشعبية،وكذلك مع المشرعين القانويين على المستوى الولائي والفيدرالي لتطوير التشريع المعادي للمسلمين. فمثلا عملت غابراييل مع الجمهوري سيو ميريك للتحقيق في مجلس مجموعة الحقوق المدنية الإسلامية حول العلاقات الأمريكية الإسلاميةوالقوانين المعادية للشريعة. كما استأجرت غابراييل شخصا للتأثير على أعضاء الهيئة التشريعية ومتابعة سن القوانين بالكونغرس. كما أنها تستخدم موقع MEETUP.COM والمواقع الاجتماعية الأخرى على شبكة الإنترنت لبث رسائل تحذيرية إلى أعضائها النشطين. ويقوم هؤلاء الأعضاء بكتابة خطابات إلى المحرر والاتصال بالمشرعين القانويين والتجمهر تأييدا للسياسيين المعروفين بعدائهم المستحكم للاسلام.
ولعل أكثر الجهود المبذولة منقبل منظمة "اعملوا من أجل أمريكا"حتى تاريخه، التي تكللت بالنجاح تمثلت في تدشين مشروع وقف تطبيق الشريعة الآن لزيادةالوعي العام بخطر قوانين الشريعة الإسلامية الزاحف إلى داخل أمريكا. ومنذ ذلك الوقت، قدمت منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" قانون يوروشالمي المناوئ للشريعة لانتخاب الموظفين الرسميين في العديد من الولايات بقيادة الموظف المسؤول بمنظمة "اعملوا من أجل أمريكا" كريس سليك الذي سبق له العمل مديراإقليميا ميدانيا لحملة مرشح الرئاسة الأمريكية ميت رومني عام 2008م.
وفي مقابلة شخصية مع موقع thinkprogress.orgقدم سليك Slick وصفا تفصيليا حول كيفية قيام منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" بلعب دور رئيس في "تقديم معلومات حول قانون الشريعة الإسلامية إلى المشرعين القانونيين عن طريق متطوعينا على نطاق الدولة كما أننا نعمل مع عشرات من الحلفاء ضمن إطار هذه الجهود بمن فيهم التحالف الأمريكي للسياسة العامة الذي تعاقد مع محامي مركز السياسات الأمنية لكتابة مقالات مناوئة لقانون الشريعة الإسلامية."وذكر أيضا بأن "غافني ضمن أحد عشرات الحلفاء ضمن هذه الجهود ونرحب بمساعدته لنا في تنفيذ مشاريعنا."
توفر الخطة الاستراتيجية المنظمة لعمل منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" في ولاية كارولينا الجنوبية نافذة للولوج داخل المجموعة وكيفية عملها. وعقب استضافة جلسة تدريبية نظمتها منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" في كولومبيا انضم اثنان من كتاب المنتديات المحافظين للمنظمة وأنشؤوا فرعا للمنظمة. وعندما طرح السناتور الولائي مايك فير (جمهوري من غرينفيل) التشريع المعادي للشريعة الإسلامية عام 2010م، الذي قدم له من قبل سليك، فقد كان أعضاء فرع المنظمة هناك لتقديم الدعم اللازم وكتب بريان تريسي BRIAN TREACY خطابا إلى مجلة بيفورت غازيت BEAUFORT GAZETTE لدعم التشريع الذي قدمه السناتور فيرFAIR واستخدم الأعضاء الآخرون صفحة فرع المنظمة على الفيس بوك لدعم القانون المعادي للشريعة الإسلامية.
وفي العام 2010م قاد رودجرز حملة شعواء شنتها المنظمة ضد ترشيح الأمريكي المسلم بيرفيز أحمد لتولي منصب بمفوضية جاكسنوفيل لحقوق الإنسان. ويعمل أحمد أستاذا جامعيا بجامعة شمال فلوريدا وهو عالم مشهور وجد نفسه في خضم جدل بيزنطي عقب تعيينه في المنصب بصورة روتينية. وترأس رودجرز الجهود المبذولة من قبل منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" لإثارة الجدل حول تعيين بيرفيز أحمد نظرا لدوره السابق كرئيس قومي لمجلس العلاقات الأمريكية – الإسلامية. ويصرح رودجرز قائلا بأن مهمة منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" تتمثل في معارضة "آيدولوجية الإسلام ليس بدافع الكراهية ولكن لغرض الدفاع عن أمن وحرية بلدنا ".
ثم كان هناك عمل وراء الكواليس بمنظمة "اعملوا من أجل أمريكا" من خلال جلسات الاستماع القضائية حول التشريع المعادي للمسلمين بقيادة الجمهوري بيتر كنغ (جمهوري من ولاية نيوورك) في وقت مبكر من هذا العام. وفي شهر فبراير من عام 2011م. وقبل انعقاد جلسة الاستماع القضائية، أخبرت غابراييل موقع THINK PROGRESS عن عملها مع الجمهوري كنغ، وكيف أن منظمتها قد تطورت منذ بداية تأسيسها لتكون قادرة على الوصول إلى مراحل متقدمة للدخول إلى الكونغرس. غير أن غابراييل قالت بأنها قد انسحبت عن عمد من المشاركة العلنية في جلسات الاستماع القضائية وشرحت أن مشاركتها في جلسات الاستماع ستؤدي إلى إثارة غضب وحفيظة الأحرار (الليبراليين) ورفض أهداف الجمهوري كنغ.
وثمة اهتمام كذلك بقضية دعوة مشاهير للتحدث حول الطبيعة الخطرة لمنظمة "اعملوا من أجل أمريكا"، حيث أن العديد من المعادين للمسلمين من أمثال المتحدث السابق بمجلس الشيوخ نيوت جنجريتش سوف يعلن عن كراهيته بصوت عال من أجل كسب المعارك السياسية على المدى القصير. غير أن منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" لن تستمر طويلا ومع الميزانية المخصصة بمبلغ مليون دولار أمريكي عام 2009 (وهي أحدث أرقام متوفرة) فإن منظمة "اعملوا من أجل أمريكا" تمتلك الموارد الكافية للاستمرار في النمو.
وفي عام 2010 قامت باميلا غيللر بالاشتراك مع روبرت سبنسر بإنشاء مجموعة وقف أسلمة أمريكا المعادية للمسلمين لمحاربة الإسلام الأصولي المتطرف.
ويزعم غالر GALLER بأن منظمة وقف أسلمة أمريكا SIOA هي عبارة عن "منظمة من منظمات حقوق الإنسان تعنى بتكريس الجهود للدفاع عن حرية التعبير والحرية الدينية والحقوق الفردية وعدم منح حقوق خاصة لفئات خاصة". وقامت منظمة معاداة تشويه السمعة بمراجعة أعمال المجموعة وتوصلت إلى الاستنتاج النهائي التالي:
تسعى منظمة وقف أسلمة أمريكا جاهدة للعمل على تطوير الأجندة التآمرية المناوئة للاسلام تحت ذريعة محاربة الإسلام الأصولي. كما أنها تحث المجموعة الخطى نحو إثارة المخاوف باستمرار والحط من قدر العقيدة الإسلامية وتشويه سمعتها والتأكيد على وجود مؤامرة إسلامية لتدمير القيم والمثل الأمريكية. كما تحذر المنظمة من تعديات وانتهاكات الشريعة أو القانون الإسلامي وتشجع المسلمين على ترك ما يوصف بالكذب والافتراء على الإسلام.
وتسعى غالر، البالغة من العمر ثلاثا وخمسون سنة، إلى تدريب وتلقين المتعاطفين مع فكرة معاداة الإسلام والمسلمين من خلال كتابها الجديد بعنوان "وقف أسلمة أمريكا" الذي يصف ذاته بأنه عبارة عن أول كتاب تمهيدي عملي لتدريب محبي الأوطان ودليل للمقاومة الشرعية والسلمية ضد فكرة الأسلمة. ويصرح بيان صحفي عن الكتاب بأنه يحدد معالم العلاقات بين وزارة العدل والمنظمات الإسلامية المرتبطة برباط وثيق مع حركة الإخوان المسلمين.
وفي صيف عام 2010م قادت منظمة وقف أسلمة أمريكا موجة من الاحتجاجات ضد مركز المجتمع في بارك 51 بمدينة نيويورك التي أطلقت عليها غاللر بالخطأ اسم " مسجد غراوند زيرو" وكانت من شعارات حملة الاحتجاجات التي رعتها وتبنها غاللر ضد مركز الجالية الإسلامية:
• "لا لمسجد أوباما".
• الإسلام = ألف وأربعمائة عاما من العدوان والقتل ".
• السلم في الإسلام "تمزيق أوصال غير المسلمين إربا إربا".
• "عدم الخضوع قط للشريعة – للإسلام ".
وفي موجة احتجاجات أخرى برعاية منظمة وقف أسلمة أمريكا في تلك السنة أحاط الحشد باثنين من الرجال من الجنسية المصرية كانوا يتحدثون العربية وطلبوا منهم مغادرة المكان إلى حيث أتوا والخروج فورا، متناسين من أنهم من الأقباط المسيحيين الذي حضروا لتقديم الدعم لحملة الاحتجاجات.
وفي شهر فبراير عام 2011م دشنت منظمة وقف أسلمة أمريكا فيلما بعنوان "مسجد غراوند زيرو: الموجة الثانية من هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م"، وكان يقدم عرضا لأحداث الحركات الاحتجاجية ضد المسجد وفق تسلسلها الزمني". ويظهر باميلا غالير وروبرت سبنسر والقطب الإعلامي المحافظ البارز أندرو برايت في موضع بارز وذلك نظرا لأن الفيلم يمثل لغالير جزءا من جهودها الجبارة التي تبذلها لوقف تقدم تفوق القانون الإسلامي والتفوق الإسلامي في أمريكا.
كما قامت منظمة وقف أسلمة أمريكا برعاية حملة الإعلانات الملتهبة والمثيرة للحماس والملصقة على الحافلات لتشجيع الناس على ترك التدين بالدين الإسلامي بحجة أنه يسعي لإصدار فتوي تجيز قطع رؤوسكم وترك الإسلام الذي ينتشر في مدن نيويورك وديترويت وميامي ويحيل القراء إلى موقعه الإلكتروني على شبكة الإنترنت:Refugefromislam.com

الحقوق الدينية:
تزداد العلاقة بين الحقوق الدينية وشبكة الإسلاموفوبيا قوة خصوصا منذ نهاية فترة رئاسة جورج بوش حيث بدأت الجماعات الراسخة ومن ضمنها رابطة العائلة الأمريكية ومنتدى النسر (إيغل) في توسيع نطاق جهودها التنظيمية ابتداء من قضية القيم الاجتماعية التقليدية الساخنة الرئيسية مثل زواج المثليين والإجهاض لتضم مواضيع نشر نظريات المؤامراة ضد المسلمين. كما قامت بعض الجماعات مثل جماعة وقف أسلمة أمريكا الممولة من قبل كتّاب المنتديات مثل باميلا غالير وروبرت سبنسر قامت بدور ريادي لإعطاء شكل محدد للدعاية المضادة للمسلمين.
وحيث إن بعض الجماعات الدينية اليمينية تتبنى بوضوح تام قضية معاداة المسملين، فإن البعض من المنظمات الدينية اليمينية الأخرى قد سارت في نفس الاتجاه، لذا دعنا نلقي نظرة بمزيد من التفصيل على أربعة من القادة البارزين فيما يتعلق بالحقوق الدينية مبتدئين بالقس جون هاغي.

القس جون هاغي:
يعتبر جون هاغي مثالا حقيقيا يجسد كيفية تمثيل الحق الإنجيلي للرسائل المعادية للمسلمين، وهو المؤسس للاتحاد المسيحي لمناصرة إسرائيل، ويبلغ من العمر واحدا وسبعين عاما.وهو يشغل منصب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة التلفزيون الإنجيلي العالمي ومؤسس لمنظمة كنسية يطلق عليها اسم كورنر ستون (حجر الزاوية). وقد قام هاغي بإنشاء قاعدة لقوى سياسية من خلال اللاهوت المسيحي والمنظمات القومية المناصرة لإسرائيل.
ولقد أجبرت آراء هاغي المثيرة الجدل، بما في ذلك الكتابات التي تمجد المحرقة الجماعية، أجبرت السناتور جون مكين على التنازل عن برنامجه الانتخابي وذلك بعد فترة قصيرة من حصوله على تأييد الحزب الجمهوري لخوض معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008م.
كما يروج هاغي للعديد من القصص الأسطورية حول الإسلام والأمريكان المسلمين "سيداتي سادتي.. إن أمريكا تخوض غمار حرب ضروس ضد الإسلام الأصولي. كما أن الجهاد قد ضرب بجذوره في جميع أنحاء أمريكا وإذا خسرنا المعركة ضد الإسلام الفاشستي، فإنه سوف يعمل على تغيير خارطة العالم كما نعرفه بصورته الحالية. إن المسلمين يتلقون التدريب على كراهيتنا التي رضوعها من أثداء أمهاتهم، ويؤمنون بأن الإسلام الأصولي هو عقيدة الموت وهي رغبة وآمال وطموحات المسلمين،كما أن الموت في سبيل الإسلام يعتبر من أعلى مراتب الشرف والعزة عند خوض غمار المعارك ضد الكفار والملاحدة، وأنتم الكفار والملاحدة، وليس ثمة شيء بوسعكم أن تفعلوه للتعامل مع المسلمين, وهذا هو ما يجعلهم أناس خطرين للغاية." "تعتقد الطوائف الأصولية، التي تضم حوالي مائتي مليون من الإسلاميين، أن الله يأمرهم بقتل النصارى واليهود."
طلب هاجي من الأعضاء الآخرين في شبكة التخويف من الإسلام تصحيح أخطائه فيما يذهب إليه من أفكار. ولكنه كان يكرر نفس آراء فرانك غافني في مؤتمرات "المسيحيون من أجل إسرائيل"، ويصر على تدخل الولايات المتحدة ضد إيران التي يراها ملتزمة بتدمير الحضارة الغربية. وفي آخر دعواته لجمع التبرعات، كرر هاجي مزاعم غافني التحذيرية التي يقول فيها "إن الشريعة الإسلامية العالمية تعني أن تطبق أي دولة في العالم قوانين الشريعة. ويجب ألا ننسى أبدا أنها حرب دينية".
بات روبرتسون
بات روبرتسون شخصية بروتستانتية رئيسة أخرى ما فتئت تهاجم على نحو متزايد الإسلام والمسلمين، ويسخّر ثرواته الضخمة ضد الإسلام. وروبرتسون (81 عاما) قادر على تعزيز شبكته الإذاعية المسيحية المعادية للإسلام، وهو ما سوف نتطرق له في الفصل التالي من هذا التقرير. وفي عام 1989 أسس التحالف المسيحي الذي كان توطئة لتأسيس "تحالف رالف ريد للإيمان والحرية"، مع التركيز على الدفاع عن التحالف السياسي المسيحي المحافظ. وفي الوقت الذي غاب فيه التحالف المسيحي عن العمل العام، تنامى العمل في المشاريع الأخرى لروبرتسون كشبكة الإذاعة المسيحية وجامعة ريجنت والمركز الأمريكي للقانون والعدالة. وشارك روبرتسون بدور المضيف في برنامج "نادي ال700" الذي تبثه هيئة الإذاعة المسيحية كأكثر البرامج شعبية وديمومة في وسائل الإعلام التي تنشر الأفكار الدينية اليمينية.
وقبل أقل من أسبوعين من هجمات أندرز بريفيك الإرهابية في النرويج، قام بات روبرتسون وبرنامج "نادي ال700" باستضافة روبرت سبنسر، لمناقشة "الدين" الإسلامي. ولم يوجه روبرتسون أية أسئلة صعبة لسبنسر عن دوره في تحريض بريفيك على العنف. بل على العكس من ذلك وجه سبنسر هجومه الشيطاني المتكرر ضد جميع المسلمين. و"وسائل الإعلام تتستر باستمرار على الإرهابيين الحقيقيين وتعمد إلى توجيه التهم جزافا ضد الجهاديين الإسلاميين مدعية أنهم يستخدمون نصوص وتعاليم الإسلام لتصعيد حدة العنف وتحريض حتى المسلمين المسالمين على ارتكاب أعمال العنف"، كما يزعم ذلك سبنسر الذي تجنب تماما الخوض في دوره الكبير هو شخصيا في التأثير على بريفيك لارتكاب تلك الهجمات الإرهابية في النرويج.
وسنقوم في الفصل التالي بإيراد تفصيلات عن إستراتيجيات روبرتسون الإعلامية المعادية للإسلام، ولكننا نركز هنا على تأثير القواعد الشعبية،لاسيما المؤسسة البحثية الشعبية التي أسسها روبرتسون للدفاع عن الحرية الدينية للمسيحيين في عام 1990 لمواجهة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية. ويزعم المركز الأمريكي للقانون والعدالة بقيادة روبرتسون أنه المدافع الرئيس عن الحرية الدينية. وقد ركز المركز الأمريكي للقانون والعدالة جهوده مؤخرا في مواجهة الدين الإسلامي؛ حيث قام هذا المركز برفع دعوى قضائية لمنع تشييد مركز بارك51 الاجتماعي في مدينة نيويورك، وبالتالي حرمان جماعة دينية غير مسيحية من حق يكفله لها الدستور. وكتب جاي سيكولو المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للقانون والعدالة في مقال له بصفحة الرأي في بصحيفة الواشنطن تايمز إن "المعارضة لبناء مسجد غراوند زيرو يعكس التعديل الأول للمُثل المقدسة في أمريكا" أميركا مقدسة المُثُل"، معتبرا أن حرية التعبير لمعارضة بناء هذا المسجد قد تغلبت على الحرية الدينية. وقد بالغ بريت جوشبيه محامي المركز الأمريكي للقانون والعدالة في تحيزه لمنظمته حين قال: "هل كنا سنتدخل شخصيا في هذه المسألة إذا كان الموضوع يتعلق بكنيسة؟ لا.... والسبب هو أنها لو كانت كنيسة لما كان في ذلك إيذاء لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر".
وقد تطابقت آراء المركز الأمريكي للقانون والعدالة مع شبكة فوكس نيوز وباتريك بول الذي كتب في مدونة البيجاما اليمينية مثيرا الفزع من احتمال تسلل الأصوليين الإسلاميين إلى جمعية الموظفين المسلمين بالكونغرس.كما كتب بول في مجلة ديفيد هورويتس عن "الروابط الإرهابية" للصلوات الأسبوعية التي تقام بمبنى الكابتول هيل. ونشرت فوكس نيوز وشبكة الإذاعة المسيحية تقريرا بعنوان: "دعوة رايس إلى التحقيق في شعائر الصلوات التي يقيمها المسلمون في مبنى الكابتول هيل".
وقد ظل المركز الأمريكي للقانون والعدالة يردد كالببغاء "كلاما سخيفا" بأن دعوة "الإرهابيين جدا الذين يريدون تدمير أمريكا إلى الكابيتول هيل يثير مجموعة من الأسئلة الهامة بما في ذلك مخاوف تتعلق بالأمن القومي، واستنادا إلى تقرير فوكس أنه "يجب إجراء تحقيق شامل حيال ذلك".
ولعله قد غاب عن خاطر المركز الأمريكي للقانون والعدالة وفوكس أن شعيرة صلاة الجمعة ليست لها علاقة بجمعية المسلمين التابعة للكونغرس. وتوضيحا لما يحدث في الواقع، أجرت الصحفية سارا بوسنر، المسؤولة عن الإرساليات الدينية, تحقيقا صحفيا حول كيف أن الجمعية تستضيف اجتماعات حول مختلف القضايا، فضلا عن الإفطار السنوي (وهو وجبة مسائية خلال شهر رمضان)، التي تعقد "تحت رعاية من قسيس مجلس النواب."
وكذلك ينشط المركز الأمريكي للقانون والعدالة بين الطلاب داخل حرم الجامعات. ولعل أبرز مثال لذلك: مجموعة روبرتسون التي استغلت مواردها مؤخرا لمساعدة باري سومر رئيس جمعية "اعملوا من أجل أمريكا" بولاية أوريغون الأميركية، في اتخاذ إجراءات قانونية ضد كلية المجتمع الحكومية في لين، إثر خفض درجة سومر من عمله "ما هو الإسلام؟" بعد تنبيهها إلى تاريخه من كتاباته المعادية للإسلاموجمعيته وعلاقاتها الوثيقة بجمعية "اعملوا من أجل أمريكا". وقد هدد المركز بمقاضاة الكلية لانتهاكها حق سومر في التعديل الأول لشرح ما هي جمعية "اعملوا من أجل أمريكا"، التي يرى أنها يجب أن تنقذ أمريكا من القيم الشمولية للإسلام الأصولي؛ كالاحتفال باستشهاد أحدهم والإرهاب والحكم الاستبدادي."
وقد قدمت هذه الدعوى مادة دسمة لجمعية "اعملوا من أجل أمريكا" وناشطي القواعد الشعبية لتصوير أنفسهم كضحايا مكافحة الجماعات الإسلامية المناهضين ل "فرض الشريعة في أمريكا". ونقول مجددا إن المركز الأمريكي للعدالة والقانون قد بذل جهودا قانونية أثارت الغضب وكانت بمثابة الغطاء لعناصر اليمين المتطرف في حملة بث الرعب من الإسلام.

رالف ريد والائتلاف الإيمان والحرية
رالف ريد هو الربيب السابق لبات روبرتسون الذي كان يدعم التحالف المسيحي قبل ولوغه في لجج الفساد وشراكته المريبة مع جاك أبراموف المتورط في عدة جرائم. وقد أنعش ريد (50 عاما) حظوظه المهنية مع ائتلاف الإيمان والحرية، الذي يراه نسخة من "التحالف المسيحي" في القرن ال21 الذي كان يهدف إلى توحيد وحشد أصوات الناخبين للحزب البروتستانتي المسيحي لصالح الكتلة المسيحية المحافظة والفعالة.
وقد سعى ريد لتكرار نجاحه مع التحالف المسيحي، الذي أصبح واحدا من المنظمات الشعبية واليمين المسيحي لأهم المنظمات اليمينية الرائدة التي ساعدت الجمهوريين في السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ عام 1994. وقد وعد ريد أنصاره أن تحالف الإيمان والحرية في عام 2012 "سوف يسجل مليون ناخب جديد ملتزم دينيا، فضلا عن عشرات الملايين من روابط التواصل مع ناخبين آخرين، وهو ما يمكن أن يكون أكبر جهود مبذولة للحصول على أصوات للناخبين في التاريخ السياسي الحديث." وكما ذكر ريد على موقعه على الإنترنت، فإن أحد أهداف المنظمة تتمثل في "التأثير على التشريعات وسنّ سياسة عامة سليمة في كل مستوى من مستويات الحكومة."
وثمة هدف آخر معلن للمنظمة هو "الاحتجاج على التعصب الديني والتمييز من جانب المتدينين." ولكن في مؤتمره السنوي الأخير استضاف تحالف الإيمان والحرية فرانك غافني، الذي قدم محاضرة بعنوان: "هزيمة الإرهاب والجهاد" بالاشتراك مع أعضاء الهيئة المشتركة وحلفائه الدائمين إريك ستاكلبك من قناة سي.بي.إن وديفيد فرنش من المركز الأمريكي للقانون والعدالة، وكلاهما يتبع لإمبراطورية بات روبرتسون الإنجيلية المترامية الأطراف. وفي المؤتمر اقترح غافني قائلا: "من الممكن قطعا أن تصبح لدينا راية مسلمة تخفق فوق البيت الأبيض"، وهو يأمل أن تتمكن جمعية FFC من "تولي راية الحرب ضد الشريعة."

فرانكلين غراهام
فرانكلين غراهام هو المبشر المسيحي الأمريكي المعروف، وابن المبشر العالمي الأكثر تميزا وتأثيرا، بيلي غراهام. وفرانكلين (59 عاما) هو الرئيس والمدير التنفيذي للجمعية بيلي غراهام للتبشر المسيحي ومنظمة الإغاثة المسيحية الدولية "ساماريتان بيرس".
وفي أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2011 الإرهابية على مدينة نيويورك وواشنطن، كان فرانكلين غراهام يسمي الإسلام "الدين الشرير الفظيع جدا". وفي قناة سي.إن.إن أعلن بكل صراحة وجرأة أنه "لا يمكن ممارسة دين الإسلام الصحيح في هذا البلد" حيث "لا يمكنك ضرب زوجتك. ولا يمكنك قتل أطفالك إذا كنت تظن أنهم ارتكبوا فاحشة الزنا أو شيئا من هذا القبيل، وهذا ما تفعلونه في بلدان أخرى غير هذا البلد."
وقد ردد فرانك غافني في شيء من العظمة كلاما يتعلق بتسلل الإسلام داخل أروقة الدولة ومؤسساتها.
يقول غراهام إن الإخوان المسلمين قد تسللوا داخل إدارة أوباما ليعملوا على صياغة السياسية الخارجية للولايات المتحدة. ويعتقد غراهام كذلك أن الرئيس أوباما "وُلد مسلما" كما احتج على بناء مسجد بارك51، زاعما بأنه سيأتي يوم يدّعي فيه المسلمون بأن "الأرض التي عليها مركز التجارة العالمي تؤول ملكيتها للمسلمين". وفي 22 أبريل من عام 2010، ألغت وزارة الدفاع الأمريكية دعوتها له لإلقاء كلمة في اليوم الوطني للصلاة خوفا من التعليقات المعادية للمسلمين والتخويف من الإسلام.
وفي أكتوبر 2010، شارك غراهام في برنامج تاون هول بقناة إيه.بي.سي نيوز، وقد تساءل في نقاشه: "هل يجب على الأمريكيين الخوف من الإسلام؟" وكان روبرت سبنسر، مدير مراقبة الجهاد، هو أحد زملائه المشاركين في الحوار. وخلال البرنامج، أكد جراهام أن المسلمين "يريدون تشييد العديد من المساجد والمراكز الثقافية بقدر ما يستطيعون حتى يتمكنوا من تحويل العديد من الأميركيين إلى الإسلام. أنا أفهم ذلك تماما."

جمعية العائلة الأمريكية ومنتدى النسر وتحالف تينيسي للحرية
في الوقت الذي يمكن فيه للمركز الأمريكي للقانون والعدالة بقياة روبرتسون, والمسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل بزعامة هاجي جذب الجماهير للمساجلات المناهضة للإسلام، إلا أن ذلكيفتقد الروابط المستمرة مع قواعد الشعبية للجناح اليميني كمنتدى النسر وتحالف العائلة الأمريكية، وملء الفراغ، بجانب المنظمة الجديدة (تحالف تينيسي للحرية).
دعونا أولا نتناول منتدى النسر الأمريكي وتحالف العائلات. فكلتا المنظمتين أقدم تأسيسا، ولديهما جذور في تسخير الحركات التفاعلية. فمنتدى النسر الذي أسسه فيليس شلافلي، اكتسب أهميته عبرالمساعدة في دحر تعديل الحقوق المتساوية في حقبة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. وقد نجحت جمعية العائلة الأمريكية في تسخير العديد من معارك الحقوق الاجتماعية، ولا سيما في يخص أنشطة مكافحة المثليين (الجنس الثالث) في أوساط الانجيليين. وتتفاخر كلتا المنظمتين بنشر ثقافة التخويف من الإسلام "الإسلاموفوبيا" في نفوس الأمريكيين بكافة مللهم ونحلهم.
وبريان فيشر، مدير تحليل المشاكل لجمعية العائلة الأمريكية، قد اشتُهرت برامجه الحوارية الإذاعية بالمساجلات المناهضة للإسلام (وسوف نورد لمحة عن أعماله في الفصل التالي من التقرير). وقد عمل فيشر (60 عاما) ومنظمته على نشر هذا النوع من الخطاب من خلال قائمة البريد الإلكتروني الضخمة وفروعه الكبيرة المحلية التي يملكها عبر البلاد.
وأما منتدى النسر فيعمل في الغالب في أوساط الحركات الطلابية والنسوية عبر الأنشطة الاجتماعية، ومسيرات الاحتجاج النسوية. وقد اندمج منتدى النسر رويدا رويدا مع شبكة التخويف من الإسلام. فعلى سبيل المثال، في عام 2009 عقدت جمعية كيفية استعادة أمريكا ومنتدى النسر ومنظمات القواعد الشعبية واليمين الديني جلسات عمل متعددة حول تهديدات الأصولية الإسلامية. وهذه المجموعة تعمل الآن مناصفة مع حركة "اعملوا من أجل أمريكا" بزعامة جبرائيل ومركز غافني للسياسات الأمنية لدعم القضايا المناعضة للإسلام والمسلمين، سيما قضية الفزع من الشريعة الإسلامية.
وفي المؤتمر الذي عقده منتدى النسر في سانت لويس بولاية ميسوري عام 2011 على سبيل المثال، كشف غابرييل وغافني وغيرهما في الشبكة عن تهديد مفترض جديد على حد زعمهم؛ يتمثل في مدارس غولن الإسلاميةالتي يزعمون أنها تثقف الأطفال من خلال منظور إسلامي وتغرس فيهم "كراهية الأميركيين". والأسوأ من ذلك أن المتحدثين زعموا أن الرئيس أوباما يؤيد إجراء إصلاحات للمدارس كإستراتيجية سرية تهدف إلى استغلال أموال دافعي الضرائب لتمويل تلك المدارس. وبطبيعة الحال، فإن مدارس غولن ليست من ذلك النوع الذي يزعمون. بل هي نتاج جهود بذلها تربويون معتدلون من الأتراك المسلمين الذين يريدون "مزج المنهج الديني بالكثير من الثقافة الغربية."
ويعمل فرع منتدى النسر بولاية تينيسي بشكل وثيق مع تحالف تينيسي للحرية الذي أسسته لوان زلينيك في مارس 2011. 99 وقد نجحت زلينيك في خلق حالة من الهستيريا خوفا من الإسلام والمسلمين في عام 2010 من خلال قيادة عمليات الاحتجاج ضد المركز الإسلامي المقترح في مارفريسبورو أثناء حملتها الانتخابية الفاشلة لنيل عضوية الكونغرس عن الحزب الجمهوري.
وتزعم زلينيك أن بعض المسلمين "يريدون تدمير حضارتنا"، مشيرة إلى أن ذلك كسبب لمعارضتها تشييد المسجد.
وقد اعتمدت على خبرة فرانك غافني لإثبات مزاعمها غير السليمة وغير المبررة. وأنتج تحالف تينيسي للحرية مؤخرا شريط فيديو مدته 16 دقيقة بالاشتراك مع منظمة شعبية أخرى من بوسطن وحركة الأمريكيين للسلام والتسامح، التي "كشف" فيها الدعاة الإسلاميين المتطرفين في ناشفيل الذين يزعمون أنهم يلقنون الطلاب في مساجد فاندربيلت وناشفيل آراء مناهضة للأمريكيين. وقد تم فضح تلك الزاعم المضللة والمشوهة الواردة في شريط الفيديو بشدة، ولكن هذا لم يمنع السناتور بيل كيرتون بولاية تينيسي من إعطاء الفيديو المتحامل لزملائه لحشد الدعم للوقوف في وجه مشروع قانون الشريعة، والدعم المادي لقانون الكيانات، الذي جرت إجازته بكلا المجلسين التشريعيين للولاية في 21 مايو من عام 2011. قد تولى كِبر مشروع القانون هذا كل من منتدى النسر بولاية تينيسي وتحالف تينيسي للحريات وفرع حركة "اعملوا من أجل أمريكا" بولاية تينيسي بأوسط أمريكا.

الجماعات الشعبية والمحلية والولائية وحركة حزب الشاي
تعمل الكثير من المنظمات الشعبية المحافظة في جميع أنحاء البلاد على تأييد القضايا التي تثيرها شبكة التخويف من الإسلام "الإسلاموفوبيا". وعلى الرغم من أن معظم جماعات حزب الشاي تهتم أساسا بقضايا التحرر، وتتجنب التدخل في قضايا الشؤون الاجتماعية، إلا أن الكثير من جماعات حركة الشاي المحلية تؤيد بقوة الحملات المناهضة للإسلام والمسلمين على نحو ما تفعل حركة "اعملوا من أجل أمريكا".
فخلال هذا العام على سبيل المثال، قامت حركة حزب الشاي في فورت لودرديل بتظاهرة احتجاج للإغلاق أحد المساجد في ولاية فلوريدا لاتهام إمامه إظهار خان بإرسال أموال إلى حركة طالبان. غير أن مفتشة الشرطة بالمدنية ليزا بيرمان أكدت أن ذلك المسجد يعمل على إرساء قواعد التعايش السلمي في المجتمع طوال سنوات خلت، مضيفة "إنني لن أؤمن بتحميل منظمة كاملة مسؤولية تصرف فرد واحد." ولكن الناشطة دانيتا كيلكولن عن حركة حزب الشاي بفورت لودرديل لا ترى الأمر على هذا النحو، إذ أنها تعتبر أنه "بعد ضبط إمام هذا المسجد بالتورط في تمويل جماعة إرهابية، كيف يمكن أن يسمح لهذا المسجد أن يظل مفتوحا؟"
وقاد أونيل دوزييه الاحتجاج إلى جانب حزب الشاي بفورت لودرديل، وهو عضو بهيئة تحالف الأديان والحرية بزعامة رالف ريد والحرية.100 ويرى ريد (62 عاما) أن "المسلمين ناس جميلون... ولكنهم وقعوا ضحية دين خطير وشرير هو الإسلام.
ويدير دوزييه أيضا صحيفة مسيحية/يهودية "جوديو-كريستيان فيو"، وهي تحث القساوسة على المزيد من الحديث عن "فاشية الإسلامية" من منابر الوعظ الكنسية. وقد قامت هذه المجموعة بتوزيع 325 ألف نسخة من أسطوانات "مهووسة" معادية للإسلام، من إنتاج صندوق كلاريون موموجهة إلى رجال الدين. ودوزييه نفسه يطلق على الإسلام اسم "فرقة دينية". وفي عام 2007 رفعدعوى قضائية لوقف بناء مسجد في مكان قريب من مركز مسيحي عالمي في بومبانو بيتش يعمل فيه قسيسا.
ويزعم العديد من قادة حركة الشاي أن حركتهم مجرد حركة تحررية لا تتدخل في القيم الاجتماعية، ومع ذلك فإن الكثير من أعضاء حركة حزب الشاي وفروعها المحلية ينجرفون مع تيارات اليمين المناهضة للإسلام والمسلمين. ولأن حزب الشاي حركة لا مركزية، فإن المجموعات المختلفة منها تعمل بشكل مستقل عن بعضها البعض، وفي بعض الحالات تعمل جنبا إلى جنب مع المنظمات الشعبية الناشطة في مجال التخويف من الإسلام. وتقدم الشبكات الاجتماعية على الإنترنت التي أسستها حركة حزب الشاي لتعملكنقطة انطلاق كبيرة لمظاهرات واسعة النطاق.
مثال على ذلك: وليام فيدرر، العضو في أول حزب شاي يتأسس في ساحل ولاية فلوريدا، هو أحد أعضاء هيئة التدريس، يقول: "ما يحتاجه كل أمريكي ليعرف عن القرآن" باستخدام الفيديو وجهاز عرض الشرائح. ويقول فيدرر أيضا لطلابه إن الفرق الوحيد الذي بين المسلمين المعتدلين والمتطرفين هو أن المسلمين "المعتدلين يعتقدون أن العالم سوف يخضع لله تعالى ولو بعد حين... فيما يرى الأصوليون أن العالم هو الآن بصدد الاستسلام والانقياد لله."
فيدرر لديه فيلم يستعرضه عبر برنامج الباوربوينت ويستغله لنشر وجهات نظره المناهضة للإسلام والمسلمين في أوساط حزب الشاي في ولاية فلوريدا. وقدم جولي أنجرسول، وهو مراسل صحفي كان يغطى عروض فيدرر، وصفا ل "كاريكاتير عن المسلمين وعن الرسول محمد يصورهم بأنهم جهلة وأميين ومنحرفين جنسيا ومتحيزين ضد المرأة ومسؤولين عن الرق والعبودية." وهنالك المزيد من المحافظين التقليديين اليمينيين العاملين في المجال الاجتماعي يعملوه على نشر كراهية فيدرر أيضا. فتحالف العائلة الأمريكية على سبيل المثال، يقوم ببيع كتاب "الفتح الإسلامي"، وهو سلسلة مكونة من خمسة أجزاء من تأليف فيدرر، الذي له ارتباط أيضا مع منتدى النسر.
ومع ذلك، يبدو أن معظم قادة حزب الشاي يركزون على تلويث الرئيس أوباما وإزكام أنفه بمشاعر الكراهية للإسلام، ونظريات التآمر ضد للمسلمين. ففي فبراير الماضي على سبيل المثال، ما فتئ فيليب دينيس، زعيم حزب الشاي بتكساس، يحاكي كالببغاء التشويش المتعمد حول ديانة الرئيس أوباما بغية التشكيك في نواياه جراء التواصل مع الجاليات المسلمة وتصوير الإسلام بأنه "دين عنف".
وعند ظهوره على قناة إم.إس.إن.بي.سي الفضائية، وعندما سئل من قبل مقدم البرنامج كريس ماثيوز عما إذا كان الرئيس أوباما مسلما، أجاب: لا أعرف.... الرئيس أوباما بالتأكيد لديه بقعة لينة في قلبه للإسلام، فكان أول خطاب له في مصر. وكان لديه تواصل مع المسلمين أكثر من أي رئيس آخر في تاريخ العالم. كما أنه عمل حتى على تغيير تاريخنا، حين قال: إن الدور الذي ظل يلعبه الإسلام دائما يمثل جزءا رئيسا في هذا البلد، في حين يعلم الجميع أن هذا الكلام ليس صحيحا... هذا جزء من الأشياء التي فعلها أوباما، فضلا عن انحنائه وركوعه بين يدي عاهل المملكة العربية السعودية... فبالنسبة لهؤلاء الناس "إنهم واثقون أن الرئيس أوباما مسلم".. و"هم" معهم حق فيما ذهبوا إليه، وبالتأكيد فإنه من المفهوم أن قد تكون لديهم مشكلة في الاعتقاد بأن يكون رئيسنا مسلما."
وأما جودسون فيليبس (51 عاما)، رئيس المؤسسة الوطنية لحزب الشاي حزب الأمة، فقد فاق زميله دينيس في أفكاره في هذا الصدد، حيث قال: الرئيس أوباما رجل فاسد، ليس له سند جماهيري عن حزب الخيانة، وقد تلقى الدعم لحملته الانتخابية من حركة حماس عام 200.

النفوذ المتزايد لمنظمات التخويفمن الإسلام الشعبية وجماعات اليمين الديني
لعل أكثر ما يؤكد تصاعد موجة الكراهية ضد الإسلام والمسلمين وتأثيرها الكبير على الرأي العام الأميركي هو كثرة المظاهرات ضد المسلمين الأميركيين التي يؤمها جمع غفير من الناس. وهذه الأحداث مرتبطة بآليات مصممة لكي تتسق مظاهرات الاحتجاج هذه في إطار واسع لحملة الكراهية. وفي بعض الحالات، تكون هذه الجماعات الشعبية جزءا من شبكة جديدة من الكراهية المستهدفة للإسلام والمسلمين الأميركيين، فيما يعكس البعض الآخر منها إعادة تنظيم الأولويات في حركة المحافظين.
ومهما يكن من أمر، فإن المصالح الكبيرة التي تقود الحملة المنظمة المناهضة للإسلام والمسلمين، تكون في الغالب هي الجزء المهم والمهمل من ظاهرة التخويف من الإسلام "الإسلاموفوبيا".
وتسخِّر هذه الجماعات جنون الارتياب ونشر الكراهية في المجتمع من خلال العديد من العوامل الأخرى في مجال مناهضة الإسلام والمسلمين. ولعل هذه المساعي لا تجدي فتيلا في ظل غياب آلية دعاية توفر الذخيرة اللازمة على نحو مستمر لزعماء الكراهية هؤلاء لتحفيز شبكات الناشطين للعمل جنبا إلى جنب مع داعمي وسائل الإعلام وهو موضوع الفصل التالي.




المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الأصولية, المنظمات, الحيوية, والحقوق


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع المنظمات الأصولية والحقوق الدينية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التربية ، الأصولية ، وتفريخ ، الإرهاب محمد زبير المغربي مقالات وتحليلات مختارة 0 01-15-2016 01:26 AM
التربية، الأصولية، وتفريخ ،الإرهاب. محمد زبير المغربي مقالات وتحليلات مختارة 0 01-15-2016 01:23 AM
مصطلح "الأصولية" بين الإسلام والغرب عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 06-23-2014 10:18 AM
الأصولية الغربية ومعاداة الإسلام Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 06-13-2013 08:43 AM
المنظمات الغربية الخيرية في إفريقية عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 02-18-2012 08:42 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:44 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59