العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 04-25-2013, 02:56 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي البروفسور العراقي عبد الكاظم العبودي: العرب وأهل الخليج سيكونون جرذان التجارب النووية الإيرانية و...ضحاياها


البروفسور العراقي عبد الكاظم العبودي: العرب وأهل الخليج سيكونون جرذان التجارب النووية الإيرانية و...ضحاياها

البروفسور العراقي العبودي: التجارب الإيرانية images?q=tbn:ANd9GcReUXIKmBXRe1_mhtuUTfP4eCNIPBgZ3e74YE-lBjpYYkhLa1ac


جيلنا رأى كيف بدأت الكارثة لكنه لن يرى النهاية... وبعد ربع قرن
على كارثة تشرنوبيل ما زلنا لا نعرف مدى فداحة الخسائر الحقيقية!
مسؤولو الكويت يغطون في عسل التطمينات الساذجة والفاقدةلأي مصداقية
المسؤول الايراني الذري فريدون عباسي دواني يتهكم على جيرانه العرب قائلاً: إن وجود مفاعل "بو شهر" قرب دول الخليج يدفعها إلى اقتناء أحدث أجهزة لقياس التلوث!
في الكويت يتحدثون عن استعداداتهم لمواجهة الاخطار المحتملة من دون تحميل الطرف الإيراني مسؤولية العبث بمصير المنطقة
وسائل الحروب الجديدة لن تكون عسكرية بل ستطبق فيها أدوات حروب علمية جديدة
الزلزال الآسيوي عام 2004 وما تبعه من "تسونامي" عارم نسب إلى تجارب نووية باطنية إسرائيلية وهندية مشتركة تحت البحر قرابة سواحل إندونيسيا تمت بمراقبة أميركية
الخليج مقبل على مرحلة سوداوية بسبب مخاطر البرنامج النووي الايراني

البروفسور الدكتور عبد الكاظم العبودي, أستاذ الفيزياء الحيوية والباحث في قسم التقانات الحيوية في جامعة وهران الجزائرية, هو من الباحثين العراقيين الجادين المعروفين عالمياً في حقل الاشعاع. يعمل منذ ثلاثة عقود على أبحاث ودراسات حول تأثيرات الأشعة المؤينة على الخلايا الحية وله مساهمات متميزة ومبادرات ومؤلفات علمية تدور حول الكشف عن أخطار الاشعاع الناجم عن التلوث البيئي في العراق بفعل انتشار اليورانيوم المنضب.
حول الزلزال الذي ضرب ايران اخيراً وامتدت ارتداداته لتشمل دول الخليج العربي وباكستان والهند, وفي جو رواج توقعات, بعضها صادر عن مؤسسات علمية, عن قرب حدوث زلازل اخرى قريبة قد تكون دولة الكويت من نقاط مراكزها, كتب البروفسور العبودي هذا البحث العلمي الذي سلط فيه الضوء على المخاطر التي قد يتعرض لها مفاعل "بو شهر" ونتائجها على دول الخليج, وعلى الكويت خصوصاً التي ما انفك المسؤولون المعنيون فيها يتجاهلون الأخطار المدمرة المحدقة بها ويمارسون سياسات "ساذجة" وتضليلية حيال استمرار وجود مئات الأطنان من اليورانيوم المنضب المدفونة وغير المدفونة في التراب الكويتي, وفي ما يلي نص بحث البروفسور العبودي:
تضاربت الأنباء حول ايران, وما يجري فيها وحولها من زلازل, واختلفت التقييمات حول حصيلة ضحايا الزلزال الأخير الذي أُعتُبر الأعنف منذ نحو نصف قرن. فقد تناقلت وكالات الانباء ضرب الزلزال جنوب شرقي البلاد على الحدود مع باكستان, وقيل القليل عن حقيقة أعداد القتلى والجرحى, قيل عن مقتل 34 شخصاً فقط هناك, فيما اهتزت بعد الزلزالين المتعاقبين في غضون الاسبوع الارتدادات السياسية والتحليلات في عموم دول الخليج العربي وباكستان والهند, وسكتت حكومة العراق (متخذة) موقفا استثنائيا تماما يلوذ بالصمت وتجاهل الحدث الطبيعي وارتداداته السياسية. فيما اكتفت اسلام آباد بالاعتراف بأن الزلزال أدى الى مقتل 34 شخصاً على الأقل, كانت التقارير الحكومية تشير الى تدمير نحو ألف منزل في اقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان. وفي سائر بلدان المنطقة شعر الناس بالزلزال في مدن كثيرة في باكستان والهند ودولة الامارات العربية والسعودية والبحرين والكويت وقطر, حيث اهتزت مبانٍ عديدة, وهرع السكان والموظفون الى الشوارع.

رد فعل السعودية

لم يعرف بالضبط موقع الزلزال ومركزه, الا ان هيئة المساحة الجيولوجية في المملكة العربية السعودية, حددت بلسان طارق أبو الخيل, ان وقوع الهزة ألأرضية والتحسس فيها في مدن المملكة العربية السعودية الشرقية كان واضحا, الا أنه لم ترصد اي خسائر هناك حتى الآن. وقال أبو الخيل ل¯صحيفة "الحياة" ان: "... موقع الزلزال يبعد عن أقرب جزء من المنطقة الشرقية السعودية بنحو 1260 كيلومتراً", وأوضح متابعا: "... أن الهيئة تابعت ارتجاجات الزلزال, التي استمرت ثوان على كل مدن المنطقة الشرقية".
وأوضح رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض, المشرف على مركز الدراسات الزلزالية, عبد الله العمري: "... أن الزلزال نتج من تصادم الصفيحة اليوراسية والصفيحة الهندرية, في منطقة جبال الهملايا, على بعد نحو 600 كلم عن مسقط". وأشار العمري الى: " أن الهزات التي شعرت بها دول الخليج كانت ارتدادية, وأخذت قوتها من الزلزال الذي بلغ عمقه نحو 50 كلم في باطن الأرض", في حين أعلنت مؤسسة المسح الجيولوجي في طهران: "... أن قوة الزلزال بلغت 7.5 درجة على مقياس ريختر, مشيرة الى انه ضرب مدينة سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان المحاذية لباكستان". لكن المركز الجيوفيزيائي الأميركي قدر قوة الزلزال ب¯حدود 7.8 درجة.
وهكذا تباينت التصريحات الايرانية حول درجة وطبيعة وموقع الزلزال, وتناقضت التصريحات الرسمية حوله, ففي الوقت الذي أعلن فيه حاكم سراوان محمد شريف خالقي عن جرح 27 شخصاً, وتدمير نحو 15 % من مبانٍ مبنية بالطوب في المحافظة, قال المسؤول في هيئة الهلال الأحمر الايراني مرتضى موراديبور: "ان السلطات توقعت أضراراً ضخمة في المناطق السكنية نظراً الى عنف الزلزال", مستدركاً أن الزلزال كان "على عمق 95 كيلو متراً, ومدى ضرره يساوي زلزالا قوته 4 درجات".
وهكذا أثارت الهزة الأرضية الاولى التي سجلت قوتها 6.3 درجة القلق, وأسفرت كما قيل عن مقتل نحو 40 شخصاً في محافظة بو شهر جنوب غربي ايران, وزاد هذا القلق خصوصا عندما تكرر وقوع الهزة الارضية الثانية في غضون أسبوع واحد فقط من وقوع الهزة الاولى. عاد علماء وخبراء الجيولوجيا يوضحون تفسيراتهم ونظرياتهم للوضع شارحين: "... ان الحزام الزلزالي تحت هذه المنطقة من الأحزمة النشطة, والتي سيكون لها توابعها الاهتزازية لاحقا ما ينبغي معه اتخاذ الاجراءات الاحترازية".

"بوشهر" بالمرصاد

لم يبق القلق من مخاوف تدمير الزلازل عند هذا الحدث, بل ان المخاوف ازدادت من احتمال حدوث تسرب اشعاعي من محطة "بو شهر" النووية الايرانية الواقعة على ضفة الخليج العربي الشرقية وفي الواجهة الخليجية لجنوب العراق وسائر الدول الخليجية العربية في الخليج وفي الضفة الاخرى. لكن طهران وموسكو سارعتا الى نفي تعرض المحطة النووية في بو شهر لأية أضرار. وأكدت الشركة الروسية التي بنت المحطة وتتكفل بتشغيلها في تصريح منسوب لاحد خبرائها: "... انها لم تتأثر بالزلزال الاخير علماً ان مركز الهزة يبعد كثيراً عنها", كما دافع مدير " المنظمة الايرانية للطاقة الذرية" فريدون عباسي دواني عن تدابير السلامة في المفاعل والمحطة النووية في "بو شهر", مؤكداً: "تمتعها بأحدث الوسائل التي تحميها من الزلازل". وتعليقا على ردود فعل جيرانه في دول الخليج ذهب فريدون عباسي دواني الى التهكم على جيرانه العرب قائلا: "... ان وجود مفاعل "بو شهر" قرب دول الخليج, يدفعها الى اقتناء أحدث أجهزة قياس التلوث", مضيفاً: "... لولا مفاعل بو شهر, لما كان الخليجيون يتوجهون الى هذه العلوم". ولم تفت الفرصة للمسؤول الايراني فريدون عباسي دواني من التصريح ليلفت النظر الى قدرات ايران النووية فأعلن في التصريحات نفسها: أن بلاده قد تخصب اليورانيوم بنسبة أكثر من 20 %, لاستخدامه في سفن وغواصات الخ... حسب صحيفة "الحياة" ووكالات »أ ب«, »رويترز«, »أ ف ب« وغيرها.

سابقات زلزالية..وتسرب اشعاعي

منذ حدوث زلزال تسونامي توهوكو 2011, وهو زلزال عنيف بلغ 8.9 على مقياس العزم الزلزالي ريختر, قبالة سواحل شرق اليابان يوم 11 مارس 2011 نجم عنه حدوث موجات تسونامي عنيفة وسريعة ومدمرة في المحيط الهادي, كانت بؤرة الزلزال تقع على بعد 373 كم شمال شرق العاصمة اليابانية طوكيو وعلى بعد 130 كيلو مترا من شرق مدينة سنداي. نجم عن الزلزال أكثر من ألف قتيل ومفقود, وتدمير مطار سنداي في اليابان, وتسجيل أعلى نسبة من الخسائر في الممتلكات, وتدمير للبنية التحتية في المحطات النفطية والمحطات النووية التي توقفت عن العمل, كما تم اغلاق محطات نووية قرب منطقة الزلزال في اليابان.
يعد هذا الزلزال من أعنف الزلازل في تاريخ اليابان, منذ بدء توثيق سجلات الزلازل قبل 140 عاما. يذكر أيضا انه سبق ذلك الزلزال بيومين زلزال هونشو في الموقع ذاته تقريبا, وكان بقوة 7.9 على مقياس العزم الزلزالي . ادى الزلزال الى مقتل وفقدان وجرح اكثر من 15 الف ياباني, بالاضافة الى انفجارات في بعض المفاعلات النووية اليابانية, أدت الى تسرب بعض الاشعاعات النووية.
وهكذا بات القلق الانساني من الزلازل ومن تأثيراتها على مفاعلات الطاقة النووية مشروعا, ولم يعد الخوف من حدوث الزلازل فقط, بل من الخوف الناجم عن تسرب الاشعاع ومواده الى البيئة بعد كل زلزال أرضي يمكن ان يؤدي الى تدمير مفاعل نووي.

هول المخاطر

صارت المخاطر عن أي تسرب اشعاعي ناجم عن انفجار أو توقف في منظومات التبريد بسبب انقطاع التيار الكهربائي في أي مفاعل محتملة وقائمة في اية لحظة. وكما اكدته سوابق الحوادث النووية في تشرنوبيل وفوكوشيما سيكون الخطر مضاعفا و بلا حدود, ولا يعيق انتشار المواد المشعة, لا بعد المسافات أو تباعد القارات, ولا اتساع الأجواء فوق الكرة الارضية, شرقها وغربها.
ان جميع الناس المتواجدين ضمن منطقة زلزالية, أو أي منطقة تتعرض الى حالة زلزالية لسبب أو آخر, ومنها احتمال حدوث تجارب نووية باطنية ستكون حياتهم جحيما لا يطاق بسبب تداخل خراب الزلازل مع حدوث التلويث الاشعاعي الناجم عن تعطل المفاعلات النووية او دمارها أو انفجارها لسبب او لآخر .
من هنا لا بد من الاستعانة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في دراسة أوضاع كل المفاعلات النووية العاملة في المنطقة, خصوصاً مفاعل ديمونة الاسرائيلي ومفاعل بو شهر الايراني والمفاعلات الهندية والباكستانية, وحتى تلك المفاعلات الجديدة, التي هي قيد التخطيط والدراسات, أو أنها في مراحل التنفيذ والانشاء والانجاز في كل من بلدان الكويت والامارات العربية والسعودية والأردن, لكي توضع كل الاحتمالات على بساط البحث, ووضع اجراءات تنفيذية ووقائية لطمأنة دول المنطقة وشعوبها باتخاذ التدابير الوقائية التي تنصح بها الوكالة فى هذا الشأن, والزام الجميع بقوانين واجراءات السلامة النووية عند بناء المفاعلات النووية.

التطمينات والقلق المستشري

يوم الاربعاء 17 ابريل 2013, سارعت صحيفة الوطن القطرية فى افتتاحيتها الى التعبيرعن قلقها من احتمالات حدوث تسرب نووي من مفاعل "بو شهر" الايرانى, اثر الزلازل المتكررة التي اخذت تضرب ايران, ووصلت ارتداداتها الى كل بلدان المنطقة.
لم تعد التصريحات الايرانية الرسمية وأقوال ممثلي الشركة الروسية العاملة هناك, حول ضمانات وسلامة تدابير السلامة النووية في مفاعل بو شهر تقنع أحداً, في الوقت الذي اغلقت فيه ايران آذانها الصماء لأصوات جيرانها ونداءات المجتمع الدولي, ورفضها خضوع مفاعلاتها النووية للتفتيش والمراقبة الدورية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية, لذا فان القلق لدى بلدان الخليج العربي قد وصل ذروته هذه الأيام.
وحسبما أفادت به وكالة الانباء القطرية أيضا : ان هذه المخاوف تستند الى حقائق مهمة, لا ينبغي اغفالها, مؤكدة: أهمية دعوة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني للوكالة الدولية للطاقة الذرية وحثها على زيارة هذا المفاعل, والتأكد من ظروف تشغيله وسلامته.

السذاجة الكويتية

ان الدول الخليجية العربية, وهي تعيش قلقا واضحا تعكسه ردود افعالها ازاء ما يجري في محيطها السياسي والزلزالي, ونظرا لجهل البعض بالعواقب الحقيقية الناجمة عن أي أخطار زلزالية, وما سينجم عنها من أحداث, كتعطل أو دمار أو انفجار أي مفاعل في المنطقة و بجوارها, فان بعضها تلجأ هذه الأيام الى الدعاية الساذجة والفارغة, كما هي الحال مع الكويت التي تحدث مسؤولوها الحكوميون عن استعداداتهم لمواجهة الاخطار الاشعاعية المحتملة, من دون تحميل الطرف الايراني مسؤولية العبث بمصير المنطقة, من خلال اندفاعه وتهوره في تنفيذ مشاريعه النووية, وأخطرها محاولات تشغيل مفاعل بوشهر المقابل لأراضيها رغم حالات اعطاله وتجاوزه العمر الافتراضي للتشغيل.
وهكذا نفت مصادر وزارية كويتية, وصفت بأنها رفيعة المستوى, ما يتردد عن حدوث تسرب اشعاعي في مفاعل بو شهر الايراني, مؤكدة أن الشفافية مطلوبة في مثل هذه الحالات. وفي تصريح منسوب للحكومة الكويتية أيضا - طبقا لصحيفة "الأنباء" : "ان الحكومة لديها استعدادات كاملة لمواجهة أي تسرب اشعاعي, والتعامل معه, وهناك لجان وطنية وأمنية وفرق التدخل السريع للتعامل مع مثل هذه الحالات. وأدعت الحكومة الكويتية أيضا: "أنه تم توفير الخبراء والمختصين الذين يشرفون على تدابير الجهات المختصة بالدولة, الى جانب أن الحكومة منذ سنوات اتخذت الاحتياطات الكفيلة, واستوردت أجهزة الاستشعار عن بعد للكشف المبكر عن أي اشعاعات نووية".
تناقض تلك التصريحات واقع معاش ومتواصل في المنطقة ومنذ قرابة 22 سنة عندما سكتت المصالح الكويتية, من وزارة الصحة الى الهيئة العامة للبيئة, عن أخطار الاشعاع الناجم عن التلوث البيئي والاشعاعي الواسع في جنوب العراق, وفي الكويت خصوصاً, وفي مناطق واسعة من شمال الجزيرة العربية; بفعل انتشار آلاف الأطنان من المواد النووية الخطرة, ومنها كميات كبيرة من أعتدة اليورانيوم المنضب في الأراضي العراقية والكويتية, كنتاج تدميري شامل عن عمليات قصف القوات الاميركية وحلفائها للقوات العراقية داخل الاراضي الكويتية, وتابعت قوات التحالف الثلاثيني عمليات القصف للأراضي والمدن العراقية بأعتدة تضمنت في مكوناتها اليورانيوم المنضب, وتلك الاسلحة التي تحمل مكونات ذات نشاط اشعاعي عال, وكذلك تعرضت الكويت الى انفجار مخزونات اعتدة اليورانيوم المنضب في حادثة معسكر الدوحة في الكويت في تسعينيات القرن الماضي, وما تبعها أيضا من عمليات قصف عند الغزو الأميركي للأراضي العراقية 2003, حيث كانت الأراضي الكويتية مخزنا للمواد والأعتدة المشعة لعدة سنوات استعدادا لغزو العراق وحتى بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق نهاية العام الماضي.

سياسة النعامة أو التجهيل?

ان كميات ضخمة من اليورانيوم المنضب التي تم استعمالها في المعارك ضد القوات العراقية, والتي تتراوح بين 300 - 800 طن هي الآن متناثرة في أنحاء مختلفة من تراب وأجواء ومياه الكويت ومعظم مناطق جنوب العراق. واذا كانت البصرة هي الجزء الصادم بالنسبة للقوات متعددة الجنسيات في عامي 1991 و2003, مما خلف هناك مقابر واسعة للدبابات والآليات العراقية المدمرة, وهي ملوثة بالاشعاعات الخطرة ومتروكة في العراء تجتاحها العواصف الرملية طوال اشهر السنة. وما زالت تلك المقابر الحديدية باقية الى اليوم في جنوب العراق وشمال الكويت وتحوي الكثير من السكراب والخردة المشعة, وهي تشكل خطورة داهمة على البيئة والانسان من دون ان تتخذ أي من الجهات العراقية او الكويتية أو الأميركية اجراءات فاعلة لمعالجتها.
ظلت الكويت تخفي دوما المعلومات التي تبين أضرار اليورانيوم على صحة الانسان; فوزارة الصحة الكويتية ذكرت مرارا أن أسلحة وأعتدة اليوارنيوم المنضب التي استخدمت في الحرب على العراق, لم يكن لها من أثر مضر على الانسان أو البيئة. ورغم أن حجم التلوث الاشعاعي الذي تعرض له العراق والكويت يفوق التلوث الاشعاعي الناتج عن قنبلتي هيروشيما ونياغازاكي, واذا ما أضفنا حجم وزن المقذوفات التقليدية التي ألقيت على القوات العراقية المنسحبة بين مدينة الكويت وخطوط الحدود شمال الكويت, وماى القي على العراق خلال عام 1991 من اعتدة مقدرة بنحو (141921) طنا (تعادل في تأثيراتها 7 قنابل ذرية من عيار قنبلة هيروشيما), حسب بعض الحسابات التي قدرها الخبراء النوويون. هذا مع العلم بأن حجم أسلحة اليورانيوم المنضب التي استخدمتها القوات الأميركية في حرب البلقان عام 1999 لا يزيد عن (13) ألف اطلاقة يورانيوم, حسب تقديرات معظم المصادر الغربية, والتي سببت حصول اصابات سرطانية كثيرة بين جنود حلف الأطلسي الذين استخدموا تلك الأسلحة.
ان الحجم الهائل والمكثف لأسلحة اليورانيوم الاشعاعية المحرمة دوليا, ومن مختلف الأنواع والعيارات التي استخدمت ضد الأهداف ة العراقية تسمح بتقدير مجموع وزن اليورانيوم المنضب الذي ألقي على العراق بين (350 ¯ 450) طنا, وتقدر مصادر أميركية متعددة, ومنها تقارير الخبير الأميركي (ديماسيو لوبيز) و (دان فاهي): أن مجموع الوزن الكلي لأعتدة اليورانيوم المنضب المستخدمة من قبل القوات الأميركية والبريطانية ضد العراق بلغ (700) طن, بما في ذلك كميات أسلحة اليورانيوم الهائلة التي تعرضت الى التفجير والاحتراق في حادث معسكر الدوحة غرب مدينة الكويت بتاريخ 11/7/1991 .
وحسب تقديرات أخرى تكون قوات الولايات المتحدة الأميركية قد اسقطت على الأراضي العراقية عام 1991 مئات الالاف من أطنان الأسلحة التدميرية المختلفة, منها ما كانت تحمل رؤوسا عالية القدرة على الاختراق تحتوي سبائك اليورانيوم المنضب, كانت حصيلتها المقدرة ب¯أقل التقديرات 340 طنا وأعلى تقدير بحدود 800 طنا من اليورانيوم المنضب, أُضيف اليها 2200 طن في العام 2003 خلال عمليات غزو العراق. وتطبيقا لدراسة البروفسور كاتسوما ياغاساكي وتقديراته التي يرى فيها: ان فعل وتأثير كل 800 طن من أعتدة اليورانيوم المنضب يكون كتلك التي استخدمت في تدمير العراق هو ما يعادل 83000 ضعف من مجموع المواد المشعة الناجمة والآثار الناجمة عن فعل قنبلة نياغازاكي التي أسقطتها الولايات المتحدة الأميركية في بداية اغسطس 1945.
وعلى هذا الأساس من الحسابات التقديرية للأضرار يكون المجموع الكلي لكمية أطنان اليورانيوم المنضب التي أسقطت على العراق 2540 طنا, بأقل تقدير, سيكون ما يعادل 285000 ضعف لتأثيرات قنبلة نياغازاكي الأميركية.

تصريحات الهيفي والمضحي

مع هذا كله فما زالت سياسة التكتم الكويتية على الاخطار مستمرة, تعكسها التصريحات الاخيرة, ومنها تصريحات نسبت الى وزير الصحة الدكتور محمد الهيفي: "ان الوزارة وضعت خطة طوارئ للحوادث الاشعاعية والنووية بالتنسيق مع الدفاع المدني ولديها استعدادات لأي تسرب من مفاعل "بوشهر". بدوره يذهب المدير العام للهيئة العامة للبيئة الدكتور صلاح المضحي الى التأكيد: "أن هناك 17 محطة لقياس درجات التسرب الاشعاعي" لافتا الى أن الكويت على تواصل مستمر مع وكالة الطاقة الدولية في هذا المجال, ومشيرا الى أن "مركز الزلزال الجديد يبعد نحو 1300 كيلومتر عن الكويت, وذلك يطمئن الى حد بعيد بخصوص تأثيراته على الكويت".
ويذهب المدير العام للبيئة في الكويت الدكتور صلاح المضحي الى القول: إن عددا من التقارير أفاد بأن مفاعل بوشهر محصن ضد الزلازل حتى 9 درجات بمقياس ريختر", مشددا على أن دول التعاون اتخذت اجراءات احترازية حياله لوقاية مواطنيها من أي آثار يمكن أن تحدث. ولا ندري ما هي تلك الاجراءات الاحترازية الواقية لحماية ابناء الخليج العربي من الكارثة الايرانية المحتملة في اية لحظة.
ان جنوب الكويت كان الأكثر تأثرا بالزلزال الذي ضرب ايران أخيراً, حيث شعر السكان في أغلب المناطق الجنوبية للبلاد بهزة استمرت لثوان في بعض المناطق, خصوصاً المناطق الساحلية, حتى أن البعض تحدث عن شعوره "بأن الأرض كانت تدور", وقال رئيس ادارة الهندسة الصحية بوزارة الأشغال المهندس محمود كرم - في مقر الوزارة بجنوب السرة - "شعرنا بالهزة بشكل واضح وأكثر وضوحا وشدة من الهزة التي أعقبت زلزال الأسبوع الماضي", كما تم رصد الهزة في مطار الكويت, الا أن مدير ادارة العمليات في الطيران المدني قال: "ان حركة الطيران كانت عادية جدا ولم نستشعر ما يستوجب تغيير توقيت الرحلات, سواء المغادرة أو الواصلة".
تساءلنا منذ سنوات في مقالاتنا العديدة ومنها: "الهولوكوست النووي الايراني -الأميركي القادم لا يحرق العراق وحده" وعن "احتمالات المغامرة النووية الايرانية في منطقتنا", سواء عند قصف المفاعلات الايرانية, كما تهدد بذلك اسرائيل والولايات المتحدة, أو عند تعرضها الى حوادث تخريب أو حتى عند اقدام البعض من دول الجوار النووية او دول أخرى على اجراء التجارب الباطنية تحت الارض او في اعماق البحار المحيطة بالمنطقة.

زلازل.. بفعل فاعل

بعيدا عن نظرية المؤامرة, فان الاحتمالات الواردة في بعض المنشورات العلمية الرصينة ومنذ سنوات لا تستبعد حدوث بعض الكوارث الطبيعية بفعل فاعل, وعلى يد الانسان وآلاته العلمية وتجاربه ومغامراته. وفي مقالة سابقة لنا قدمناها غنية بالمعطيات والأرقام والتفاصيل وتحدثنا فيها عن " الاشعاع وواجهات السلم وحروب الصراع". أشرنا الى ان وسائل الحروب الجديدة مستقبلا, التي سوف لن تكون عسكرية مباشرة, بل يمكن أن تطبق فيها ادوات حروب علمية جديدة, لا عهد لنا بها من قبل, وهي ذات دمار شامل, ونتائجها لا عهد لنا بها ايضا من قبل. فظواهر الجفاف واسقاط الامطار والتصحر وهبوب الرياح وعواصف الغبار والتغيرات المناخية الكبيرة, وما ينتج عنها من ازمات وفيضانات ومجاعات وفقر وتدمير قد تمت في مناطق محددة من العالم, وجرى استبعاد مناطق أخرى, وتلك الظواهر باتت معروفة التقنيات والخبرات, وما ينشر عنها علنا أو يقال عنها همساً, تجاوز خانة الأسرار الخاصة بالأمن القومي للدول العظمى, وخصوصاً النووية منها.
ولا يستبعد البعض حدوث زلازل اصطناعية, أي من صنع يد الانسان وعبثه, اضافة الى الطبيعية. وحتى الطبيعية فان عوامل كثيرة يمكن أن تعجل بها, بفعل تدخل يد الانسان بها, حيث يمكن أن تثيرها أو تزيد من حدة اتساعها ودمارها. ومن هذه العوامل يمكن اجراء سلسلة من التجارب النووية الباطنية المتحكم بها وبنطاقها, ومنها جرت تحت اعماق البحار والمحيطات.

الأصابع الاسرائيلية

هناك عناصر اتهام للتخريب الزلزالي الذي تم في مواقع مختارة من الكرة الارضية, ينسبها البعض الى فعل تجارب نووية باطنية متحكم بها أو ترتبط بظاهرة " تسلا" الفيزيائية المعروفة في قدرتها على توليد اهتزازات ميكانيكية في التربة, ويمكنها الوصول الى حالة زلزالية خطيرة ومدمرة بشكل كبير.
ويقول البعض من الخبراء: ان الزلزال الآسيوي عام 2004 وما تبعه من "تسانومي" عارم نسب الى تجارب نووية باطنية اسرائيلية وهندية مشتركة, جرت تحت البحر, قرابة سواحل اندونيسيا, وتمت بمراقبة أميركية. والى الأسباب نفسها تثير تساؤلات البعض من المتشككين حول زلزال مرمر في تركيا, وما لليد الاسرائيلية من يد فيه.
كما ان هناك زلازل عالية الشدة على مقياس ريختر سٌجلت, كما في خليج مرمرة التركي وفي هاييتي وتشيلي وغيرها تٌنسب الى عبث تفجير نووي جرت تطبيقاته تحت الأرض وفي أعماق البحار بعد دراسات جيوفيزيائية وزلزالية ورصد فضائي عبر التوابع الارضية والأقمار الاصطناعية. ان المستقبل كفيل بفك رموز وأسرار ما يجري في عالمنا من كوارث تتجاوز المتوقع والمألوف عند البشر عبر الأجيال.

حصافة التكتم على السر

ونظرا لسرية مثل هذه الموضوعات وحساسية التصريح عنها فان التكتم سيبقى سيد الموقف. ان زلزال مرمرة وزلزال هاييتي وأحداث زلزالية اخرى في العالم سبق ان أثارت الشكوك حولها. وكان لدينا السبق في محاولة تحليلها والتحذير من مخاطرها والاقدام على تنفيذ حماقاتها النووية, خصوصا ان اسرائيل والولايات المتحدة عرفتا من بين الدول التي باتت متحكمة جدا وقادرة على تنفيذ تفجيرات نووية تكتيكية ومحددة بظرف ومكان معين.
لقد تدربت اسرائيل على تنفيذ التجارب الباطنية تحت الارض والبحر, وكذلك أكدت قدرتها ونجاحها في التغطية على تلك الاحداث باشاعة وتسريب الأخبار المموهة والحديث في أكثر من مرة عن احتمال حدوث الزلازل في هذه المنطقة او تلك, كما أجرت اسرائيل مناورات تعبوية في داخل مناطقها المدنية والعسكرية مرات عدة, وتحدثت مصادر اعلامها وتصريحات خبرائها النوويين عن اخطار تشمل شمال اسرائيل او جنوب لبنان أو حتى في بلدان الخليج العربي, كما جرى الحديث والتبشير ايضا عن احتمال حدوث تسانومي مرتقب في المحيط الهندي والبحر العربي والخليج العربي.

ماذا يجري في الخليج?

لا أحد يعرف حقيقة ما يجري في مياه الخليج العربي والمحيط الهندي الآن بعد أن توقفت أخبار القراصنة الصوماليين في تلك البحار, وكم من مرة وصلت الى السواحل الصومالية عشرات الأطنان من المواد المشعة في براميل جرفتها امواج البحر الى الشواطئ.
ما يجري الآن هناك عصي على الوصول اليه, خصوصا ان القوات الاجنبية والاساطيل الغربية والاسرائيلية استغلت ما سمي ب¯ "مكافحة الارهاب" ومطاردة "القراصنة الصوماليين" وبحجة حماية سفن وامدادات النفط والغاز, ففرضت سيطرتها الكاملة على أعالي البحار والمحيطات وكثير من الشواطئ والخلجان والممرات المائية في جنوب الجزيرة العربية والبحر الاحمر والمحيط الهندي والبحر العربي.
وما يجري فعلا هناك هل هي زلازل طبيعية? أم ارتدادات زلزالية ناجمة عن تجارب وتفجيرات نووية مجراة تحت البحر او تحت الارض في الجزر المنعزلة او الخالية من السكان?. وسواء اجريت تلك التجارب من قبل ايران أو من قبل خصومها, فان الخليج العربي قادم على أيام حرجة وسوداء, سواء بالتأثير المباشر لتلك التجارب أو ما ينجم من حدوث تسربات اشعاعية عن مفاعل بو شهر الايراني أو غيره, لكن مفاعل بوشهر الذي تجاوز عمره الافتراضي وسنوات تشغيله المقررة منذ فترة طويلة, يعاني من مصاعب كثيرة, ولا يمكن لعمليات الترميم او التطوير وال***** الروسية له كافية لمنع اية كارثة نووية مرتقبة في اية لحظة.

مفاعلات تجاوزت عمرها الافتراضي

ان كثيرا من القوى السياسية تعرف ان في بلدانها مفاعلات نووية قد تجاوزت عمرها الافتراضي منذ سنوات, ولكنها تخشى في قرارة نفسها, من حدوث كوارث نووية, ويعلم الخبراء النوويون ان بعض التعديلات الهندسية التي اجريت على بعض التصاميم والنماذج المعتمدة لبناء مفاعلات المستقبل لم تجر اختباراتها بعد بنحو تام من ناحية اجراءات السلامة النووية.
ان ما تعرضت له المفاعلات اليابانية من صدمات تكذب الكثيرين من المتفائلين في صلابة وكفاءة مفاعلاتهم التي هي اقل كفاءة من نظيراتها في اليابان.
وفي المقابل, يأخذ دعاة حماية البيئة بأيديهم دق ناقوس الخطر, ويقفون ضد مشاريع لانشاء محطات نووية جديدة, ويبررون رفضهم بتبعات ذلك بيئيا وصحيا واقتصاديا. وحسب مطالبهم التي ترى ان اضافات اخرى ستضاف الى اخطار الحوادث النووية تكمن في التخلص من آلاف الاطنان من النفايات النووية التي تفرزها المفاعلات ومحطات الطاقة الكهرونووية, ويدعون الى الحد من امكانيات التسرب النووي عن المدافن النووية ويفضحون كلفة معالجة النفايات وأخطارها, وهذه كلها مشكلات ستشكل تحديات كبيرة للمجتمع الدولي اضافة الى تلك البلدان التي تصر على السير في الطريق النووي لانتاج الطاقة.

تهويل اعلامي وترهيب نووي

لا بد من التنبيه هنا الى ان التهويل الاعلامي والترهيب النووي الذي يكتسح العالم اليوم بات جانبا من السياسات الدولية المعاصرة, فلا بد من الانتباه من مغبة محاولة تجاهل الاخطار النووية ومسبباتها, أو تبسيطها كما تظن حكومات الخليج العربية. ورغم ان الكل يعيش في هستيريا وشد رهيب للأعصاب نتيجة لأي حادث يرتبط بالزلازل او التجارب والتفجيرات النووية الباطنية السرية التي تلجأ اليها بعض الدول, الا ان المصادر الاعلامية الموجهة تقدم معلومات مفبركة وكاذبة بعيدة عن حقائق الامور التي تجري فعلا.
ونتيجة للكثير من التداول الصحافي المتعارض كليا مع الدقة العلمية ومع واقع الحقائق على الأرض, ولسكوت الكثير من الخبراء النوويين, بانتظار ما ستسفر عنه عمليات الرصد والمراقبة والتسجيل لمستويات الزلازل الحادثة في العالم او حتى التجاهل عن مستويات الاشعاع الناجم عن تسربات اشعاعية, ستكون مصادرها مستقبلا عديدة ومعقدة الرصد والتشخيص.
كما ان تقدير الاخطار المرتقبة بعد كل زلزال أو اية كارثة نووية في العالم, مهما كانت درجتها, سينجم عنه ايضا تفاوت في درجات القلق من بلد الى آخر, وعلى مستويات حكومية أو شعبية مختلفة, لذا لابد من الانتباه الى من جانبين مهمين هما: التضخيم والمبالغة بالأخطار من جهة, ومحاولة التجاهل والتقليل من الأخطار من جهة اخرى.

كارثة تشرنوبيل

وقبل الاجابة عن مدى وصول المواد المشعة الى اقاليم العالم الأخرى, لابد من المقارنة مع حادثة وكارثة تشرنوبيل التي تعتبر قياسية في أخطارها, وتعد من أسوأ الكوارث النووية من صنع البشر. ورغم ان التقارير العلمية المكتوبة عنها وبعد أكثر من ربع قرن, فما زالت المعلومات عنها شحيحة, وتنقصها الكثير من الشفافية والصراحة عن ما جرى فعلا, لأن جميع الاطراف الدولية ذات العلاقة بالكارثة قد عالجتها, حينها وبعدها, بردود فعل أكثرها كانت سياسية واعلامية, وأقل منها, كانت علمية وواقعية وصادقة في تسجيل تلك المخاطر.
وما بين مبالغات غربية بتضخيم الأهوال الى تجاهل سوفياتي شبه مطلق للأرقام الحقيقية للضحايا وحجم المخاطر تم اغتيال الحقوق على حساب تغييب الحقيقة. لا احد حتى الآن يستطيع احصاء كم هو عدد الضحايا بعد ربع قرن مر على كارثة تشرنوبيل.

كارثة فوكوشيما

حتى حدوث كارثة فوكوشيما مارس 2011 كانت تشرنوبيل تعتبر الكارثة الأكبر عالميا, حيث صنفت تحت المعيار 7 بعد سنين من وقوع الحادثة, وربما أن الدول النووية وغيرها لم تأخذ العبر من ذلك بل دخلت أغلبها في سباق نووي محموم, واندفعت اغلبها في اخفاء الحقائق عن الرأي العام بعيدا عن المصداقية حول دقة اجراءات السلامة النووية في مفاعلاتها التجريبية والكهرونووية, خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتكاليف اسعار الطاقة وبدائلها ومقاولات بناء مفاعلات جديدة محسنة, وجرى السكوت عن تقادم المنشآت النووية وغض النظر عن مشكلات التخلص من النفايات النووية التي تطرحها المفاعلات. كل تلك المشاكل وضبابيتها لن يكون لها سوى البشر والبيئة ضحايا لحساباتها وتقديراتها الخطأ.
وبانتظار يوم 26 ابريل من كل عام, الذي اعلنته هيئة الامم المتحدة يوما عالميا لذكرى ضحايا الحوادث والكوارث النووية, انطلاقا من حادثة المفاعل النووي في تشرنوبيل عام 1986. لا بد لنا من انتظار وعلى أحر من الجمر النووي لمعرفة خلاصات دراسة وضع تشرنوبيل وفوكوشيما وغيرهما من المفاعلات النووية المعرضة للأعطاب, ومنها مفاعل بو شهر الايراني.
وردا على التصريحات التي رددتها البعض من المصالح الخليجية العربية وعن قدرات السادة الكويتيين حول امكاناتهم التعبوية لحماية السكان في الخليج في حالة حدوث تسرب أو حادث نووي خطير بمحطة ومفاعل بوشهر الايراني لا بأس أن نعيد التذكير بما سجل عن كارثة محطة تشرنوبيل بعد توقيف المفاعل عن العمل, لغرض ال*****, كما قيل ان الانفجار أدى الى قذف 190 طنا من المواد المشعة. وانتشر 8 من أصل 140 طنا من الوقود النووي للمفاعل في الهواء. وخلال أسبوعين, وبفعل الحريق الذي شب في المفاعل تسربت الكثير من المواد الضارة الى المحيط خارج المفاعل. وقيل حينه : " لقد تعرض الناس في تشرنوبيل الى الاشعاع الذري اكثر ب¯ 90 مرة من القنبلة النووية الاميركية التي القيت على مدينة هيروشيما اليابانية في العام 1945. وبسبب كارثة تشرنوبيل تم تلوث ما مساحته 160 الف كيلو متر مربع. وتطايرت سحابة نووية ناتجة عن الكارثة فوق الجزء الاوروبي من الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية واسكندنافيا, اضافة الى بريطانيا والجزء الشرقي من الولايات المتحدة الاميركية. وسقط ما يقارب 60% من النفايات الذرية على اراضي بيلوروسيا.
اذن تلك الحدود الاقليمية والعالمية لكارثة تشرنوبيل, وماذا كانت الحدود لكارثة فوكوشيما التي تجاوزت اخطار تشرنوبيل. سكت اليابانيون وصمت العالم المصنع عن الحديث عن الموضوع لكي لا يحرج اليابان. ولا ندري حتى الآن كم هو التقدير لكارثة فوكوشيما, هل تم ذلك لأهداف التهدئة لمخاوف العالم أم لغايات سياسية واقتصادية اخرى ستكشف عنها مستويات الاشعاع الحقيقية في يوم من الايام. لقد كان حجم الكارثة سواء في تشرنوبيل او فوكوشيما كبيرا, وكما أكدت الدراسات والمسوحات الجيولوجية أن المواد المشعة يمكن ان تصل وهي وصلت الى دول بعيدة وبآلاف الكيلومترات عن مواقع الاحداث النووية.

...اتعظوا

رغم هذا والى حد يومنا ليست لدينا بيانات دقيقة عن الأعداد الحقيقية للبشر الذين أزهقت أرواحهم و قضوا نحبهم بسبب التعرض المباشر للاشعاع أو غير المباشر نتيجة للتلوث البيئي بالاشعاعات المؤينة وانتشار أمراض السرطان التي لم ينحصر أثرها فقط بين أولئك الذين يقطنون في مناطق قريبة من منطقة الكارثة, بل تعداها الى مناطق أخرى, والى أجيال اخرى. وعلينا الانتظار سنوات حتى تتبين بلغة الارقام نتائج كارثة فوكوشيما. قبلها بربع قرن والى اليوم تتوارد عن كارثة تشرنوبيل تقارير متفاوتة في الاحصاءات الرسمية وغير الرسمية: فهناك حتى اليوم حالات سرطانية جديدة, قد سجلت بسبب هذا الاشعاع في دول أخرى كالسويد مثلا. وفي تقرير للأكاديمية الروسية للعلوم بين أن 270 ألف شخص أصيبوا بالسرطان في روسيا البيضاء وأوكرانيا وروسيا نتيجة لاشعاعات نووية, وأن 93,000 منهم مصيرهم الموت المحقق.
وعن حجم الأعداد الحقيقية, اتهمت منظمة "غرينبيس" (السلام الأخضر) الامم المتحدة بالتقليل من أخطار هذه المأساة بالقول انه : "من المروع أن تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتكتم على آثار أخطر حادث نووي في التاريخ البشري". وحسب احصاءات منظمة السلام الأخضر ايضا: " فان معدلات الاصابة بالسرطان في روسيا البيضاء قد ارتفعت بنسبة 40 في المئة خلال الفترة بين 1990 و2000" . وخلص التقرير الى نتيجة مفادها أن : "جيلنا رأى كيف بدأت الكارثة, لكنه لن يرى النهاية". وفي السياق ذاته, خلص تقرير آخر أعده باحثون مستقلون بتفويض من ريبيكا هارمز عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الألماني عن أثر الكارثة خارج دول روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء الى القول : "على الرغم من تعرض مناطق بروسيا البيضاء وأوكرانيا وروسيا لتلوث شديد فان معظم الغبار الذري المتساقط من انفجار مفاعل تشرنوبيل استقر خارج هذه الدول." وقد أشار التقرير ذاته الى أن "تسبب الغبار الذري المتساقط من تشرنوبيل في تلويث نحو 40 في المئة من سطح أوروبا", مؤكدا ان السكان خارج روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء واجهوا أيضا "وفيات سببها السرطان بمعدلات عالية.", وحسب هذه الدراسة فان ما بين 30 ألف الى 60 ألف حالة وفاة بالسرطان حصلت تقريبا بحلول نهاية القرن الحالي مرتبطة بكارثة تشرنوبيل.

الفروق بين الكارثتين

حادثة تشرنوبيل نعيش فصولها الدرامية وبعدها جاءت كارثة فوكوشيما لتعيد لنا المعركة الاعلامية حول سيناريو تشرنوبيل, ولكن في مناخات دولية وسياسية واعلامية اخرى. واقع الكارثة وسجلها اليومي يسجل جملة من الملاحظات السريعة, منه :
اولاً : ان الفرق بين كارثتي فوكوشيما وتشرنوبيل, هو ان : "العزل في محطة فوكوشيما أقوى الى الآن من تشرنوبيل الذي انصهر بالكامل في حينها". وفوكوشيما تقع بين أكبر حادثين نوويين في التاريخ, ما بين حادث مفاعل تشرنوبيل في 1986 في أوكرانيا, وحادث ثري مايل أيلاند في بنسلفانيا في الولايات المتحدة في 1979. وتصنف كارثة فوكوشيما حتى الآن بأنها أقل حدة من تشرنوبيل, لكنها أقل أمن من حادثة ثري مايل أيلاند. وكانت التقارير تشير حينها الى أنه : اذا لم يُسيطَر على التسرب في فوكوشيما فسننتقل من حالة الانصهار الجزئي لقلب المفاعل الى انصهار تام, وعندها ستحل كارثة كبرى. وقد صدقت التوقعات وانهار المفاعل في سلسلة من الانفجارات وسقطت التقنية في فشل الامتحان العسير.
ثانياً : ان " آلاف أطنان المياه المشعة غمرت المباني والأنفاق تحت الأرض في المحطة, جراء محاولة تبريد المفاعلات. وفشلت حينها محاولتان لسد أحد الشقوق في المفاعل, الذي تتسرب منه مياه مشبعة بالاشعاعات, بواسطة الاسمنت, ثم بمزيج من مادة كيميائية ونشارة الخشب وورق الصحف. وبغرض التقليل من خطورة التسرب الاشعاعي الى مياه البحر, طلبت اليابان من روسيا ارسال مصنع "سوروزان" العائم, لمعالجة الحالة".
لم يتوقف التسرب حتى بعد صب الخرسانة في الفجوة, ما اضطر الشركة المشغلة للمحطة الى استخدام البوليميرات الكيميائية الماصة للمياه لتفادي تسرب المزيد من المياه الملوثة بالاشعاع الى خارج المحطة ثم تم صب المزيد من الخرسانة فوق البوليميرات الكيميائية واكتشفت الشركة المشغلة للمحطة النووية شرخا بلغ أكثر من عشرين سم في تجويف خرساني في مفاعلها رقم 2, وهو ما ولد ألف ملي سيفرت من الاشعاع في الساعة في الهواء داخل فضاء المفاعل, كما لم يستبعد خبراء الزلازل والطاقة النووية حدوث شروخ اخرى في جدر المفاعل أو احتمال حدوثها لو استمرت الانفجارات الناجمة عن توقف دورات التبريد وتوقف وصول التيار الكهربائي الى المحطة.

ذكر فان الذكرى..

نستعرض كل هذا للتذكرة وعلينا تخيل حال دول الخليج العربي والعراق وهي تعيش تحت كابوس الرعب النووي الايراني, سواء بحادث نووي عارض أو زلزال مدمر او حرب وقائية استباقية بين الدول النووية في المنطقة يتم فيها قصف المفاعلات النووية, وفي كل الحالات يكون العرب وأهل الخليج العربي هم جرذان التجارب وضحاياها.



المصدر http://www.al-seyassah.com/AtricleVi...6/Default.aspx
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
البروفسور, الخليج, العبودي, العراقي, العرب, الكاظم, جرذان, سيكونون, عبد, وأهم


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع البروفسور العراقي عبد الكاظم العبودي: العرب وأهل الخليج سيكونون جرذان التجارب النووية الإيرانية و...ضحاياها
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هاكر سعودي ينجح في اختراق موقع وزارة التجارة الإيرانية عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 06-11-2016 03:31 AM
تركي الفيصل يدعو دول الخليج لاكتساب المعرفة النووية عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 04-24-2014 06:33 AM
العساف: 20% نمو التجارة البينية بين دول الخليج ام زهرة أخبار اقتصادية 0 12-12-2013 06:51 PM
بسبب صورة الخميني والمراجع الشيعية الإيرانية عراك بالأيدي في البرلمان العراقي Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 08-26-2013 07:55 PM
دفن النفايات النووية الإيرانية في العراق Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 06-03-2013 11:30 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:17 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59