#1  
قديم 03-19-2012, 02:27 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي الخيول العربية الأصيلة


المقدمة العامة

العربية an169.gif
الخيل من الثديات آكلة الأعشاب، ومن رتبة مفردات الأصابع، وتوجد في معظم بلدان العالم. وهي أنواع متعددة، تتفاوت فيما بينها تفاوتاً كبيراً في الشكل والحجم والسرعة. ويُعد الحصان العربي من أعرق سلالات الخيول في العالم وأغلاها ثمناً، ويرجع ذلك إلى عناية العرب بسلالات خيولهم الممتازة والمحافظة على أنسابها، مما جعلها أفضل الخيول الموجودة الآن في العالم، وأجودها على الإطلاق. فهي تجمع بين جمال الهيئة، وتناسب الأعضاء، ورشاقة الحركة، وسرعة العدو من جهة، وحدة الذكاء، والمقدرة العالية على التّكيُف، وسلاسة القيادة، وعلو الهمة، من جهة أخرى.
والحِصَان صديق العربي ورفيقه في الحاضرة والبادية، وله منزلة عالية وقيمة معنوية عظيمة في نفسه، لأنه مرتبط أشد الارتّباط بمعنى حياته ووجوده ومصيره. فالحياة في شبة الجزيرة العربية في الماضي، كانت تعتمد في بعض مظاهرها على السّلب والنّهب، بما في ذلك من الكر والفر، مما يستوجب الشّجاعة والفروسية والتميز في القتال. والحصان هو عدة العربي في الحرب، يشاركه فيها مشاركة فعالة، يكر على الأعداء ويصبر على المكاره، فلا يجفل ولا يكبو ولا يفر عن المعركة مهما احتدمت ومهما ناله من سهام. فالشجاعة التي اشتهر بها العرب أصبحت صفة ملازمة لخيولهم الأصيلة، التي تعودت على المواجهة والسيوف تلمع من حولها، وعلى صدورها تتكسر الأنصال على الأنصال.
وقد راض العرب خيولهم على القتال والنّزال، وعودوها على الثبات في الحروب فأصبح الإقدام صفة لها. وهم يفتخرون بسرعة استجابة خيولهم لمِا يراد منها، فهي تدرك واجبها كما يدركه الفارس نفسه، حتى أصبح الفارس وفرسه متلازمين. بل إلى الفرس يرجع الفضل في منجاة الفارس وبلائه. فالحصان عامل فاعل حاسم في الحرب، ونتيجة كل معركة تتوقف على خبرته ومعرفته بالحرب وثباته وجرأته، وسرعة حركته، وتبعاً لذلك يكون هلاك فارسه أو منجاته.
وقد جعل العربي حصانه جزءاً من نفسه، بل كثيراً ما كان يُقَدّمه على نفسه وأُسرته فيؤثره بالطعام والشراب ويبيت طاوياً. وما أكثر ما جاء في التراث عن إيثارهم الخيل على الولد والزوج، حتى إِن المرأة لتغار من تفضيل زوجها لحصانه عليها وتعلقه به.
ومما ورد في التراث من تفضيل الخيل على الولد والزوج، قول الشاعر عبيد بن ربيعة:
يُجَاعُ لها العِيَالُ ولا تُجَاعُ ...... مُفَدَّاةٌ مُكَرَّمَةٌ عَلَيْنا

فهو يُكْرم فرسه، ويفديه بنفسه، ويؤثره بالطعام حتى لو أجاع عياله من أجله.
كما يصف ثعلبة العبدي حبه لفرسه "عريب" فيقول:
أحبّ حبيبٍ وأدنى قريبِ
....... إنَّ عُرِيباً وإن ساءني
........ بشاكِي السلاحِ نهيبٍ أريب
سأجعل نفسي له جُنة
ويقول الأخطل:
فإنَّ العِزَّ فيها والجَمَالا أَحِبُّوا الخيل واصْطَبروا عليها ربطنَاها فشاركت العيالا إذا ما الخيل ضيَّعها رِجالٌ ونحذوهنّ في السَّفر النِعالا نصونُ الخيلَ ما دمنا حضورا
فهنا إشارة واضحة إلى مشاركة الخيل العيال في الطعام والشراب، وهي دلالة على إعزاز الخيل وإكرامها.
ومالك بن نويرة يقول:
وأسقيه محض الشَوْل والحيُ هاتفُ أعللُ أهلي عن قليلِ مَتَاعهم
أي يصرف عياله عن قليل الطعام الموجود، ويُقدمه لحصانه.
ويُنكر الأعرج الطائي غيرة زوجته من تعلقه بفرسه (الورد):
تلوم وما أدري عَلاَمَ تَوَجّعُ أرى أمَ سهلٍ ما تزال تَفَجَّعُ وما تستوي والوِرْدَ ساعة تَفْزَعُ تلُوم على أن أُعطي الوِرْدَ لَقْحَة نخيبُ الفؤاد رأسُها ما تَقَنَّعُ إذ هي قامت حاسراً مُشْمَعِلَّةً هنالك يجزيني التي كنتُ أصنعُ وقمتُ إليه باللجام مُيِّسِرا
أما خالد بن جعفر فيقول في فرسه حَذْفَة:
وألحفها ردائيَ في الجليد أسويها بجاري أو بِجُزْءٍ لها لبنُ الخَلِيَّة والصَّعود وأوصي الراعيين ليَغْبِقَاها جهاراً من زُهَيْرٍ أو أُسْيدِ لعل الله يفديني عليها
وقال شداد بن معاوية العبسي "والد عنترة":
إذا ما أوقِدَتْ نارُ الحروبِ جزى الله الأغرَّ جزاءَ صدقٍ وأحميه بِمُطَّرِدِ الكعوبِ يَقِينِي بالجبين ومَنْكِبَيْهِ
ولعل من أهم ما يميز الحصان العربي وفاءه النادر لفارِسه، فهو لا يدهسه أبداً إن سقط عن صهوته في حين تجده يدوس جماجم القتلى من الأعداء والجرحى، ويغرس سنابكه القوية في أجسادهم، وفي ذلك يقول عنترة:
وقد أخذت جَماجِمَهُم نعالا تدوسُ على الفوارسِ وهي تعدُو
بل هو يسعى للثأر والانتقام كفارسه تماماً، فلا غرو أن نرى العربي قد علّق التمائم على حصانه خوف الحسد والعين، مثلما يُعلقها على أبنائه.
وكما حفظ العربي نسبه واعتزّ به، حفظ كذلك نسب حصانه، وحرص على ألاّ تشوب أصالته شائبة حتى يبقى دمه نقياً ليعتز به أيضاً. وعلى الرغم من طبيعة الجزيرة العربية بصحاريها المترامية الأطراف، إلاّ أن العرب استطاعت أن تحتفظ بمُشجّرات مطولة بأنساب خيولها وأسمائها.
وقد تداخلت أسماء الخيول العربية الشهيرة مع أسماء فرسانها، حتى أصبح من العسير تمييز اسم الفرس من الفارس، حيث يقال: فارس الأبْجر، وفارس الجَوْن، وفارس النّعامة، فيُلقّب الفارس بلقب فرسه تعظيماً وتكريماً. وقد اشتُهر بعض فرسان العرب بحبهم للخيل واعتنائهم بها فنسبوا إليها مثل قولهم: "زيد الخيل"، والطُّفيل الغنوي، الذي أُطلق عليه "طفيل الخيل" أيضاً، مع أنه شاعر مشهور إلاّ أن حب الخيل غلب عليه فعُرف بها. واعتناء العرب بخيولهم والمحافظة على خصائصها المتميزة يفوق الوصف، مما جعل الحصان العربي الأنموذج، أو المثال في جمال الخيل وكمالها.

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-19-2012, 02:28 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي

المعنى اللغوي للخيل

يذكر الدَّميري في كتاب "حياة الحيوان الكبرى"، "أن الحصان واحد الخيل والجمع أفراس، الذكر والأنثى في ذلك سواء، وأصله التأنيث، وتصغير الحصان "فريس"، وإن أردت الأنثى فتقول: فُريسه بالهاء. ولفظها مشتق من الافتراس لأنها تفترس الأرض بسرعة عدوها، وراكب الحصان فارس: أي صاحب فرس، ويُجمع على فوارس. وكنية الحصان: أبو شجاع وأبو طالب وأبو مدرك وأبو مُضِّى وأبو المِضّمار. والحصان فيه قدرٌ من الكرم وشرف النفس وعلو الهمة".
ويضيف الدَّميري أن "الحِصان" بكسر الحاء المهملة الذكر من الخيل، قيل: إنما سُمي حِصَاناً لأنه حصّن ماءه فلم يَنْزُ إلاّ على كريمة. والخيل: جماعة الأفراس لا مفرد له من لفظه، وهي مؤنثة، والجمع خيول. وتصغيرها: خييل؛ وسميت الخيل خيلاً لاختيالها في المشية فهو على هذا اسم للجمع".
وورد في كتاب "مبادئ اللغة" للخطيب الإسكافي أن الخيل "مؤنثة، وجمعها خيول، ولا واحد لها من لفظها. والحصان نتاج عتيقين عربيين: حصان وفرس. والهجين الذي أبوه عتيق وأمه ليست كذلك. والمُقْرِف الذي أمه عتيقة وأبوه غير عتيق. ويطلق لفظ الحصان على الذكر والأنثى، أما "الحِجْر" فالأنثى دون الذكر، وجمعها أحجار وحُجُور. كما يسمى ما ليس بعربي برذونا، وأما "الرّمْكَة" فهي البرذونة تتخذ للنسل، وجمعها رمك وأرماك. والشهري من البراذين ما كان بين المُقْرِف والبرذون. وسماء الحصان أعلاه وأرضه أسفله".
ويقول ابن منظور: إن "الحصان" يُطلق على الفحل من الخيل، ويُجمع على حُصُن. وأمّا الفرس، فواحد الخيل ومفرده، وجمعه أفراس، للذكر والأنثى، فلا يقال فَرَسَةٌ؛ وراكب الفرس فارس.
وورد في كتاب الخيل للكلبي: أن اسم الخيل مشتق من خال يخيل خيلاً، واختال اختيالاً، إذا كان ذا كِبْرٍ وخُيلاء، ذلك أن الخيلاء صفة في الخيل لا تكاد تفارقها. "سئل أعرابي بمحضر أبي عمرو بن العلاء عن اشتقاق الخيل، فقال: اشتقاق الاسم من فعل المسمى، فلم يعرف الحاضرون ما أراد، فسألوا أبا عمرو بن العلاء فقال: ذهب إلى الخُيلاء الذي في الخيل".
ومن أسماء الحصان السَّكب، أبوشُجاع، النَّهْد، الهِنَّبْر، الهِنْبر، أبوالمضاء، اليَحْمُوم. أمّا أنثاه فتُسمى الحِجْر، الحِجْرَه، الفرسة، النَّهْدّه. ويسمى ولده المُهْر (والأنثى مهرة)، والفِلْو، والفَلُوّ (الأنثى فَلُوَّة)، والسَّليِل. ويُسمّى صوت الحصان الصَّهيل، والصَّحير، والصَّهال، والنَّحيم.
وورد في كتاب "الأقوال الكافية والفصول الشافية في الخيل" للغساني، أنّ عروبة الخيل وأصالتها وقدمها، أمر تؤكده المصادر العربية والأحاديث النبوية الشريفة. وسميت الخيل عِراباً لأنها عربية منسوبة إلى العرب. وقد فرقوا بين النّاس والخيل، فقالوا في النّاس: عرب وأعراب، وفي الخيل عِراب، والإبل العِراب والخيل العِراب خلاف البخاتي والبراذين، ويقال: أعرب الرجل إذا ملك خيلاً عِراباً أو إبلاً عِرابا، أو اكتسبها فهو مُعْرِبٌ.
قال النابغة الجعدي:
صهيلاً يَبِينُ للمُعْرِب...... ويَصْهلُ في مثلِ جوفِ الطَّويَ
وقوله صهيلاً يبين للمُعْرِب، أي إذا سَمِعَ صهيله من له خَيِلٌ عِرَابٌ، عرف أنه حِصَان عربي. والتعريب: أن يتخذ فرساً عربياً، ورجل مُعْرِب: معه فرس عربي، وفرس مُعْرِب: خلصت عربيته.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-19-2012, 02:29 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي

أصل الحصان العربي

جاء في الأساطير الجاهلية أن الخيل فرت عقب انهيار سد مأرب إلى البراري وتوحشت. فخرج ذات يوم خمسة أعراب هم: جُذْران، وشُوَيّة، وسِّباح، والعجوز وشِّراك، إلى بلاد نجد، فشاهدوا خمسة من جياد الخيل وكرائمها، فاحتالوا لصيدها وكمنوا لها بالقرب من مورد الماء حيث نصبوا الفخاخ الخشبية. فلمّا سقطت في الكمين تركوها حتى أخذ منها الجوع والعطش مأخذاً، وهم في غضون ذلك يترددون عليها ويتقرّبون منها حتى تألفهم وتتعود عليهم، حتى استأنسوها وركبوها قاصدين مضاربهم. وخلال عودتهم نَفِدَ ما لديهم من زاد، وبلغ منهم الجوع مبلغاً، فاتفقوا أن يتسابقوا باتجاه خيامهم ويذبحوا الفرس التي تتأخر. ولكن عقب السباق رفض راكب الفرس الأخير ذبح فرسه، وأبى إلا أن يُعاد السباق. ثم تأخرت أخرى غير الفرس الأولى، فرفض فارسها ذبحها، وهكذا حتى رفضوا جميعاً ذبح خيولهم. وفي اليوم الخامس ظهر قطيع من الظباء، فأغناهم عن الذبح، وهكذا سَلِمَت الأفراس الخمسة. فسُميت الفرس التي كان يركبها جُدْران الصقلاوية، لصقالة شعرها، وسميت التي كان يركبها شُوَيَّة أم عرقوب لالتواء عرقوبها، أما فرس سّباح فقد أطُلق عليها اسم شويمة لشامات كانت بها، وسميت الرابعة كحيلة لكحل عينيها وكان يركبها العجوز. أمّا الخامسة التي كان يركبها شِّراك، فسميت عبيه لأن عباءة شِّراك سقطت على ذيلها، فظلت ترفعها بذيلها وتردها طيلة السباق.
ولم يخلُ كتاب أنساب الخيل لابن الكلبي من بعض الأساطير حول أصل الخيل العربية، إذ ذكر أن كل الخيول العربية ترجع في أصلها إلى زاد الرَّكب. وتزعم الأساطير أنه من بقية جياد سليمان، عليه السلام، وأن فحول الجياد العربية من نسله، وأن سليمان، عليه السلام، ورث عن أبيه عدداً من الخيل.
وقد حدّث الكلبي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، ما أنه قال: "أول ما انتشر في العرب من تلك الخيل أن قوماً من الأزد من أهل عَمّان قدموا على سليمان بن داود، عليهما السلام، بعد تزويجه بلقيس ملكة سبأ، فسألوه عما يحتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم، حتى قضوا من ذلك ما أرادوا، وهمّوا بالانصراف؛ فقالوا يا نبي الله: إن بلدنا شاسع وقد أنفضنا (نفد ما عندنا) من الزاد، فمر لنا بزاد يبلغنا إلى بلدنا، فدفع إليهم سليمان فرساً من خيل داود، وقال: هذا زادكم! فإذا نزلتم فاحملوا عليه رجلاً وأعطوه مطرداً (رمحاً) واحتطبوا وأوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد. فجعل القوم لا ينزلون منزلاً إلا حملوا على فرسهم رجلاً بيده مطرد، واحتطبوا وأوروا نارهم؛ فلا يلبثون إلا قليلاً حتى يأتيهم صاحبهم بصيد من الظباء والحُمر والبقر، فيأتيهم بما يكفيهم، وفضلاً عن ذلك اغتبطوا به فقال الأزديون: ما لفرسنا هذا اسم إلاّ زاد الركب؛ فكان ذلك أول فرس انتشر في العرب من تلك الخيل".
يُضيف ابن الكلبي أن أول فرس انتشر في العرب "زاد الركب"، فلما سمعت به بنو تغلب أتوا الأزدين فاستطرقوهم فنتج لهم الهجيس، فكان أجود من زاد الركب. فلما سمعت به بكر بن وائل، أتوا بني تغلب فاستطرقوهم، فنتج عن الهجيس الديناري، فكان أجود من الهجيس؛ ومن نسله أَعْوج والوجِيه وغُراب ولاحق وسَيِل".
مهما يكن من أمر، فإن الدراسات الحديثة تؤكد أن الحصان العربي هو وليد الصحراء، ونتاجها الطبيعي. وقد خضع في الصحراء لعملية انتقاء طبيعية صارمة، فلم يصمد أمام قسوة الطبيعة إلا الأجود والأقوى والأصلح من الخيول، حتى إِن بعض الخبراء بالخيل يرى أن كل سلالة كريمة من الخيل، لا تضمن لنفسها البقاء دون اختلاطها بالسّلالة العربية الأصيلة. و للاعتراف بالحصان على أنه عربي أصيل، فلا بدّ أن يكون منحدراً مباشرة من الصحراء العربية، حيث يحرص العرب على أنساب الخيل، فيعرفون كل فرس ومشجّرات آبائه. فهم لا يقفون عند الآباء فحسب، بل يحرصون على حفظ نسب الخيل من الأمهات، لأنها تحمل الصفات النقية الأصيلة. ومن اهتمام العرب بالخيل أنهم كرّسوا لها بعض مؤلفاتهم؛ مثل (أنساب الخيل) لابن الكلبي و(أسماء خيل العرب وأنسابها وذكر فرسانها) للغندجاني، و (كتاب الخيل) للأصمعي، وغيرها.
وقد اشتهرت كثير من الخيول بنسبتها إلى الجد الأكبر، وبقيت أنسابها متوارثة في مكان نشأتها في جزيرة العرب، فوق هضاب نجد ومنطقة عسير. فهذه المناطق كانت، وما زالت، من أخصب المناطق وأكثرها ملاءمة لتربية الجياد الأصيلة. وقد أكدت الكشوف الأثرية أن الحصان العربي أصيل في شبه جزيرة العرب، ولم يفد إليها من خارجها. وقد جاء في كتاب "الأقوال الكافية والفصول الشافية في الخيل" للغساني، أن عروبة الخيل وأصالتها وقدمها أمر تؤكده المصادر العربية، والأحاديث النبوية الشريفة؛ وأن الخيل سُميت عراباً لأنها عربية.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-19-2012, 02:30 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي

صفات الحصان العربي

يتمتع الحصان العربي الأصيل ببنية جسمانية متينة ومتكاملة، إلا أن صفاته الجسمية تختلف باختلاف المناطق التي ينشأ فيها. ففي الجزيرة العربية نفسها تختلف صفات الحصان من إقليم إلى آخر، ومن ثم تختلف هذه الصفات عن نظرائها في الشام والمغرب. وبالنظر في تاريخ الخيل عند العرب نجد أن الخيول النجدية هي أجودها وأعرقها، ويُرجع بعض أهل المعرفة بالخيل الصفات الجيدة التي تتميز بها هذه الخيول إلى مناخ الجزيرة العربية، خاصة هواء نجد الجاف. وتعتبر الخيول النجدية النموذج الكامل للحصان الأصيل، في الركوب أو السباق.
تمتاز الخيول النجدية بصغر الرأس، بل إن هذه الميزة هي أهم ما يلفت الانتباه في الحصان العربي الأصيل، وعليها يتوقف حسنه ومعرفة مدى أصالته وهمته. فرأس الحصان العربي الاصيل صغير الحجم، جميل التكوين، ناعم الجلد، خال من الوبر، قليل لحم الخد. وأحسن رؤوس الخيول العربية ما كان على شكل هرم؛ قمته إلى أسفل وقاعدته إلى أعلى، مع جمال وتناسق في الشّكل، فهو ذو جبهة عريضة تُزيّنها غُرَّة (بياض) في وسطها، وعينان واسعتان سوداوان جميلتان، بعيدتان عن الأذنين، يسترسل عليهما شعر الناصية فيقيهما من أشعة الشمس المحرقة. وقد أشار رسول الله r إلى أهمية شعر الخيل في قوله: ]لاَ تَقُصُّوا نَوَاصِي الْخَيْلِ وَلاَ مَعَارِفَهَا وَلاَ أَذْنَابَهَا فَإِنَّ أَذْنَابَهَا مَذَابُّهَا وَمَعَارِفَهَا دِفَاؤُهَا وَنَوَاصِيَهَا مَعْقُودٌ فِيهَا الْخَيْرُ[ (سنن أبي داود، الحديث الرقم 2180). ولذا نجد العرب يستقبحون جزّ نواصي خيولهم، وعادة ما يرسلونها إلى الجهة اليمنى من العنق، وأفضل النّواصي الطّويلة الصّافية اللون. وللحصان الأًصيل مخطم (مقدم الأنف والفم) دقيق، وأنفُ مستقيم به منخران واسعان مستديران، يساعدانه على استنشاق قدر أكبر من الأوكسجين في حال الركض. وعضلات خده بارزة، والمسافة بين الفكين عريضة، وفمه واسع الشدقين. والرأس في الأنثى أصغر قليلاً منه في الذكر. وتعلو الرأس الأذنان، وهما منتصبتان سريعتا الحركة وحسّاستان، يدل انتصابهما على حيوية الحصان وعنفوانه ونشاطه، بينما يُستقبح استرخاء الأذنين إذ يدل على عكس تلك الصفات، والأذن في الأنثى أطول قليلاً عنها في الذكر .
يتميز جذع الحصان العربي الأصيل بخصائص تركيبية تختلف عن سائر الخيول، وعليها تتوقف قوته وسرعته وصبره. فكاهله (ما بين الظهر والعنق) عالٍ حسن التركيب، دقيق في أعلاه. أما ظهره فقصير وعريض. وينفرد الحصان العربي بأن عدد الفقرات العظمية في ظهره، يقل فقرة واحدة عن الخيول الأخرى. وأفضل المتن (الظهر) في الخيل ما كان قوياً قصيراً مستقيماً، منحرفاً قليلاً من الخلف إلى الأمام. وكلّما اتسعت المسافة بين منكبي الحصان، كان ذلك دليلاً على ضخامة الصدر وحسنه، إذ بفضل ضخامة الصدر، يتوافر للحصان العربي مكان كاف لرئتيه الكبيرتين، وهذا يساعد على إدخال أكبر قدر من الأكسجين دفعة واحدة إلى الرئتين، مما يساعد بدوره على التّنفس بطريقة سهلة، ولذا يقطع الحصان العربي المسافات الطويلة في سرعة خارقة، دون أن يظهر عليه أثر التعب أو الإجهاد الشديدين.
أمّا البطن فيكون عادة متناسقاً مع الجسم، إلا أن بطون الإناث أكثر رحابة، والأضلاع متسقة تملأ فراغ الخاصرتين. ويغطي جسم الحصان العربي شعر لامع براق ليّن الملمس. ويقل عدد الفقرات الذيلية فقرتين عنه في سائر الخيول، بينما نجد الذيل مرتفعاً عند منبته. وقوائم الحصان العربي ذات عضلات قوية، ولا توجد بها زوائد قرنية غالباً، وهي تتصل بالكتفين المائلين إلى الأمام. ويتصل بها العضد ذو العضلات الصّلبة الذي يساعد في سرعة العدو. أما الساعد فأفضله ما كان قصيراً مستقيماً بارز الأوتار، ويستحب أن تكون الحوافر صغيرة صلبة وقوية. وساقا الحصان الأصيل مستقيمتان دون انحراف، وفيها قصر ومتانة.
وإلى جانب هذه السِّمات الجِسْمية للحصان العربي، فهناك ميزات أخرى يتفوق بها على سائر الخيول، منها:
1. اكتمال اللياقة ، فالحصان العربي قليل الأمراض، وسريع الشفاء من الجروح مهما بلغت، بل إن عظامه لتجبر عقب الكسور في سرعة ملحوظة.
2. الصّبر ، للحصان العربي قدرة عالية على تحمل المشاق تحت أقسى الظروف، والصّبر عليها ومواصلة السير.
3. الشّجاعة ، يتميز الحصان العربي بشجاعة فطرية تساعده على الثبات في المعارك، تحت صلصلة السيوف. وقد أدهش العالم، بشجاعته المنقطعة النظير، فهو لا يتأثر بالأصوات المهوّلة، بل يحتفظ بهدوء نادر. أما في الصيد فقد أثبت جدارته، إذ لا يخشى النّمر ولا الأسد، بل يُستخدم في الهند لصيد هذه الحيوانات الوحشية.
4. الذّكاء والوفاء ، يأتي الحصان العربي في مقدمة الخيول في العالم من حيث الذّكاء، وقوة الذّاكرة والوداعة، والوفاء لصاحبه، وهو حساس سريع الاستجابة لأدنى إشارة من فارسه، وفوق ذلك له القدرة على التكيف مع تقلبات المناخ من حرارة وبرودة.
5. الخصوبة ، ومن صفاته أيضاً أنه عالي الخصوبة، يستوي في ذلك الذكر والأنثى، فتقدمه في العمر لا يقلل كثيرا من خصوبته، ولا يؤثر في قدرته على التناسل.
6. عدم الشّراهة ، يكتفي الحصان العربي بالقليل من الطعام، فهو ليس شرهاً أو أكولاً، بل يبقى دائماً على أتم استعداد لأداء ما يطلب منه، ولا يفقد حماسه أبداً لقلة ما يقدم له من الكلأ. وأمعاؤه أقصر من أمعاء الخيول الأخرى.
7. صغر الحجم ، يتميز الحصان العربي الأصيل بصغر حجمه، مع شدة وصلابة. ولعل قدرة الخيول العربية الأصيلة على تحمل الصِّعاب والمشاق تتناسب وصغر حجمها، وأن كمية المياه الضئيلة في الأنسجة تساعد على صمود هذه الخيول أمام الصِّعاب. وقد تقلص حجم الحصان العربي الأصيل إلى أدنى حد، فلا يوجد لديه ما يزيد في وزنه أو حجمه بغير موجب، ولا يعود حجم الجسم بأكمله إلى العوامل الجغرافية وحسب، بل ناتج أيضاً عن التغذية التي يُقَدِّمها العربي إلى جواده الصّحراوي".
8. حبه للموسيقى ، للحصان العربي خاصة، يشترك فيها مع الخيول الأخرى، وهي حُبّه للموسيقى، وطربه لها. وهو يُعبر عن استجابته للموسيقى بخطوات حوافره، وبتمايل جسمه على نحوٍ موافقٍ لحركة الإيقاع الذي يسمعه.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-19-2012, 02:30 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي

سُلاَلاَت الحصان العربي

أثبتت الكشوف الأثرية الحديثة أن الحصان العربي أصيل في شبه الجزيرة العربية. وقد حرص العرب على إثبات أنساب خيولهم، كما حرصوا على حفظ شجر أنسابهم. وهناك مؤلفات كاملة موضوعها أنساب الخيل، مثلما فعل ابن الكلبي والغندجاني والأصمعي وغيرهم.
وتندرج تحت سلالة الحصان العربي الأصيل خمس فصائل رئيسية، يُعتقد أنها تنتمي للخيول الخمسة التي أسلفنا ذكرها عند الحديث عن أصل الحصان العربي، وهي: الِكحيلان، والصّقلاوية، والعَبيْان، والشِّويمات وأم عَرْقوب. وقد ساد هذا الاعتقاد حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث أظهر بعض الأوربيين، وفي مقدمتهم المستشرق "كارل رضوان" اهتماماً بالخيل العربية، فقسموا سلالاتها إلى ثلاثة أنواع رئيسية، يدخل ضمنها 20 فصيلة رئيسية، تتفرع بدورها إلى 240 فصيلة فرعية. أما فصائل الحصان العربي من جهة الأم فقد أرجعها الباحثون إلى 23 فصيلة تعود في معظمها إلى أنواع ثلاثة؛ هي: الكحيلان، والمعنّكي، والصّقلاوي، (قد تُبْدل الكاف قافاً في المعنكي فيصبح: المعنقي).
أ. الكحيلان
يُعتبر أفضل الخيول العربية المُخَصّصة للركوب. وجماله ذَكَري الطابع، فحتى إناثه لا تخلو من مسحة ذكرية جميلة. ويتميز بكبر حجمه، وضخامة عضلاته، ويغلب عليه اللون البُنّي. وتندرج تحت فصائله فروع عديدة، منها: الحمداني والهدبان والشِّويمان والرَوْضان والوَدْنان والعجوز والجّلابي والهيفي، والكروشان.
ب. الصّقلاوي
يعدُّ أفضل الخيول العربية لأغراض الاحتفالات، والمهرجانات، والاستعراضات. ويرجع ذلك إلى جماله الباهر الذي يتخذ الطابع الأنثوي حتى عند الفحول. ويمتاز عن الكِّحيلان برأسه الجميل، وجبهته العريضة، مع تَقَعُر واضح في جانبيّ الأنف، وهو أقل حجماً من الكحيلان. ومن أهم فصائله لجهة أمه: الصقلاوي والعبيان والجدراني والدّهمان والرِّيشان والطّويسان والموّاج والميلوا و الشيفي والجدراني بن سودان.
ج. المَعَنّكي
جواد ممتاز، أكثر ما يُسْتَخدم لأغراض العدو والسباق. ويمتاز بطول عنقه ورأسه. فاره الجسم، ضخم الحجم، إلاّ أنه خشن المنخرين، وعيونه صغيرة إذا قورنت بعيون الخيول العربية الأخرى. ويختلف عنها أيضاً بكثرة الزوايا في وجهه. وتبقى الخيول المعنكية أصيلة ما دامت محافظة على صفاء سلالتها دون اختلاط مع السلالات الأخرى، لأن الاختلاط في أي مرحلة من مراحل تطورها يُفْسِّد نسلها ويزيل أصالتها. وهو من السلالات العربية التي دخلت إلى أوربا، ومن أشهرها الحصان العربي "دارلي" وهو الجد الأكبر للسلالة المعروفة "بالثروبيرد"، الذي كان معنكياً حَدْرياً. ومن أهم فروعه: المَعَنّكي والجَلْفان والسّعدان، والسّمحان، وأبو عرقوب، والمخلّدي، والزّبدان، والسَّبيلي (نسبة إلى ابن سبيل) والحَدْري (نسبة إلى ابن حدر)، والكوبيشان.
ويُرجح العارِفون بالخيل، أنّ هذه الأسماء مستمدة من ألوانها أو شِّيات (علامات) بها. فالكحيلان سميت كذلك لسواد ما حول عينيها، كأنه كحل. والعَبْيان سُميت بذلك لأنها ردت عباءة راكبها بذيلها. والشّويمات سُميت كذلك لكثرة الشّامات في جسمها. والعرقوبيات لالتواء في عرقوبها. أمّا الصّقلاويات فسُميت بذلك لصقالة شعرها وسرعة عدوها.
ويذكر بوركهارت أن المماليك في مصر كانوا يُقَدِّرون سلالات الكحيل المنحدرة من الصحراء، وينفقون الأموال الطائلة لتوليدها محلياً في مصر وكانوا يتقيدون بالأساليب العربية في كل ما يتعلق بالخيل وتربيتها. كما عدّوا المعرفة بالخيل من علامات المكانة الاجتماعية الرفيعة. وكان أعظم شيء يُنفق عليه المال عندهم، هو إسطبل الخيل.
ويعتقد البدو أن خمس سلالات أصيلة من الخيل، تنحدر من خيل النبي ـ r المُفَضّلة، وهي: المُعنكية، والهويسه، والكحيلة، والصقلاوية والجلفة.
وأما السُّلالات الخمس، التي يُعتد بها عند أهل نجد اليوم فهي: الكَحيلاء، والعبيه، والصّقلاوية، والدّهماء والهَدْباء.
وتختلف السُّلالات الأصيلة عند أهل نجد عنها عند البدو، إذ إِن النجديين لا يعدون المعنكية والجلفة من نسل السُّلالات الخمس، بل هم يعتزون بنسل الهَدْباء والدّهماء كثيراً، ولا يستعملون أبداً نسل المنحدرة من أصل الكحيل فحولاً، خلافا للبدو.
ويرى بوركهارت أن هذه السلالات الخمس تتفرع إلى شعب كثيرة. فكل فرس جميلة سريعة العدو منحدرة من سلالة من تلك السلالات الخمس، يمكن أن تصبح أصلاً لفرع جديد يسمى أفراده باسمها، ولهذا فإن أسماء السلالات العربية في البادية لا تحصى.
وتتقسم سلالات الخيل المعاصرة إلى الآتي:
1. الخيول النجدية
وتعد أعرق السلالات، وهي طويلة الأعناق، صغيرة الرأس، جميلة القوام، قليلة لحم الوجه والخدين، دقيقة الآذان، عريضة الأكفال، رحبة البطون، غليظة الأفخاذ، وهي قوية جداً وسريعة تلوح على وجهها علامات الجِّد.
2. الخيول الحِجَازية
صلبة الحوافر، متينة الأرساغ (الرِّسخ الموضع المُسْتدَق بين الحافر والساق)، وذات أحداق حسناء سوداء، وليس لبدو الحجاز إلاّ عدد قليل من الخيل.
3. الخيول اليَمَنِيَّة
غليظة القوائم، تميل أعناقها إلى القصر، وهي مدورة الأبدان، خشنة، خفيفة الأجناب، ذات حدة في أكفالها. ولا توجد باليمن أنواع جيدة إلا الخيول المجلوبة من نجد. ويُعتقد أن مناخ اليمن غير مناسب لتربية الخيل.
4. الخيول المِصْرِية
دقيقة القوائم، طويلة الأعناق والأرساغ، جيدة الحوافر، قليلة الشعر، حديدة الآذان، ويحتفظ عرب بني رشيد ومعزّى في صعيد مصر بسلالات من الخمس.
5. الخيول الشَّامية
وهي جميلة الألوان، واسعة العيون، كبيرة الأحداق، لينة الحوافر، جباهها صلعاء، ويُعتقد أنها من أفضل السّلالات وأنقاها اليوم.
6. الخيول المغربية
عظيمة الأعناق، عالية الوجوه، ضيقة المنخرين، غليظة القوائم، مدورة الأوظفة، طويلة السبيب.
ويضيف بوركهارت إلى هذه السلالات العربية سلالتين، هما:
أ. الثامرية وهي من نسل الكحيلان.
ب. النزاحي وهي من نسل الهدباء.
ولا يشير البدو في الصحراء عادة إلى شجرة نسب خيولهم العربية، وذلك لمعرفتهم التامة بأصول خيولهم وأنسابها كما يعرفون أصولهم وقبائلهم. ولكن حينما يأخذون خيولهم إلى أسواق المدن مثل البصرة أو بغداد أو حلب، أو دمشق أو المدينة المنورة، أو مكة فإِنهم يحملون معهم شجرة نسب مكتوبة يعرضونها على المشتري
وفي مركز الخيل العربية في الجنادرية قرب مدينة الرياض تصدر شهادة للخيل العربية. ويُثبت في الوجه الأول للشهادة اسم المملكة العربية السعودية وشعارها، واسم المركز، واسم الحصان، ورقمه، وتاريخ ميلاده، ولونه، وأوصافه. فيُذكر اسم الأب ولونه ورقمه، واسم الأم ولونها ورقمها، واسم المربي أو صاحب الحصان، ويُكتب في أسفل هذا الوجه تاريخ إصدار الشهادة. وأما في الوجه الآخر فيثبت الرقم وصورة تخطيطية للجانبين الأيمن والأيسر للجّسم، والوجه، وأشكال القوائم من اليسار والخلف واليمين والأمام. ويذكر نسب الأب ونسب الأم، وتوقيع من تولى إعداد هذه المعلومات .
وإصدار الشهادات للخيل ليس أمراً مستحدثاً، بل هو عُرف قديم سار عليه البدو. فعند ولادة كل مهر أصيل، يجتمع عدد من البدو ويكتبون شهادة تُثبت اسم أبيه وأمه وصفاته المميزة، ولا يذكر عادة أسماء جدود المُهْر في هذه الوثيقة، لأن أصالة نسبّي الأم والأب تكون معروفة مشهورة لدى أفراد القبيلة. والكثير من الخيل تنتمي لدى البدو إلى أصول معروفة مشهورة، بحيث يمكن أن تثبت نقاوة دماء المئات بل الآلاف منها. وتكتب شجرة النسب غالباً في قطعة صغيرة من الجلد، وتغطى بقماش مشمع، وتعلق برقبة الفرس أو الحصان
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-19-2012, 02:30 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي

الصِّفات الجمالية المطلوبة في الحصان العربي

يستحب أهل الخيل في الحصان العربي الصفات الجمالية الآتية:
v شكل الرأس كالهَرم، مع صغر حجمه وتناسقه.
v اتساع المنخرين، مع استواء قصبة الأنف من مستدقها، ورقة عرضيها وسهولتهما.
v طول الناصية (الشعر النابت بين الأذنين) مع لين شكيرها. (الشكير: الزغب أو الشعر الخفيف).
v صفاء العينين واتساعهما مع شِدَّة سوادهما، وحِدّة النظر وبعد مدى الطَّرْف. كما يُستْحب في العَيْنَين النْجلُ (السعة)
والكَحَلُ (السواد)، وضيق النقرتين اللتين فوقهما، وبُعد ما بينهما والأذنين من أعلى. أما الحاجبان فيستحب فيهما الدقة.
v عرض الجبهة وخلوِّها من اللحم، ولصوق جلدها بالعظم.
v طول الأذنين، مع انتصابهما وحدتهما من أصولهما.
v رحابة الشِّدقين(الشِّدق: زاوية الفم من باطن الخَدَّين)، وحدة الأسنان.
v طول العنق ورقة مذبحه وسالفتيه (السَّالِفَة، الجمع: سوالف، وهي مقدمة العنق)، وشدّة تركيب العصبتين اللتين تحت منبت عرفه
('العرف: الشعر النابت في رقبة الفرس.') من كاهله (الكاهل: أعلى الظهر مما يلي العُنق).
v قصر العضدين (بين الكتف والساعد)، ووظيفي اليدين والظهر والساقين.
v طول الذراعين، وغلظهما وعبالتهما (الامتلاء) من أعاليهما.
v عرض أوظفة (بين العرقوب والساق) الرجلين، وعبالتهما وعرض الفخذين.
v عظم الحوافر وكبرها وارتفاع حواميها، وحدة سنابكها وبُعد إلية الحافر من الأرض.
v طول البطن وصلابة جِلْدَه.
v كبر الصدر وضخامته وارتفاعه، مع سعة جلده.
vطول شعر الذيل مع قصر العسيب (منبت الذنب)، وكثرة الشعر في الُثَنن (الشعيرات التي في مؤخّر رجل الفرس).
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-19-2012, 02:31 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي

شِّيات (علامات) الحصان العربي
أكثر شِّيات الحصان العربي بيضاء، وإذا وقع البياض في الوجه ووسط الجّبهة، يسمى "غُرّة"؛ وجمعها "غرر". ولا يطلق هذا الاسم إلاّ إذا كانت الغُرّةُ أكبر حجماً من الِدْرهم، لأنها إن كانت أصغر تسمى "قَرْحَة". وتكره العرب القرْحة إذا لم يصاحبها بياض في الأعضاء الأخرى للفرس. والغُرر أنواع:
Ø النّجمة
وهي لطخة صغيرة من الشعر الأبيض على جبين الفرس، وتعد أول مراتب الغرر.
Ø الشّادِخة
لطخة من الشعر الأبيض أكبر من سابقتها، تغطي الجبهة بأكملها، وتسمى أحياناً الطّلعة البهية.
Ø السّائلة
إذا ملأت الغرةُ الجبهة وامتدت إلى قصبة الأنف، أو سالت على أرنبة الفرس على شكل جدول ضيق.
Ø الشّمراخ
إذا نزلت الغُرّة؛ إلى قصبة الأنف، ولم تبلغ الجَحْفَلة (الشفة).
Øالمُبَرّقعة
إذا غطت الغرة وجه الفرس كله، ويقال له مبرقع.
Ø المُغْرِبة
إذا كسا الشّعر الأبيض أشفار العينين، ويُسمى الفرس المُغرب.
Øالمُنْقَطعة
وتسمى غُرّة منقطعة إذا بلغت محل المرسن وانقطعت. أو كانت بين العينين والمنخر، وهي من أفضل الغرر.
Ø السّارحة
إذا غطت الغرة الوجه كله عدا العينين.
أما التَّحجيل، وهو الشعر الأبيض، يكون في قوائم الفرس في أجزاء منها محددة. ولا يُطْلق التَّحجيل على الشِّية، ما لم تكن في رجل الفرس؛ إذ أن الكلمة مشتقة من الحِجْل وهو الخُلْخَال، الذي تلبسه النساء. فإن كانت قوائم الفرس الأربع بيضاء، سُمِّي "محجل الأربع"، وإن كان البياض في ثلاث، فهو محجل ثلاث مطلق واحدة. ويُستحب في هذه الحالة أن تكون رجله الأمامية اليمنى غير مُحَجّلة، أي بلون جسمه، وهو "المُطْلَق" ويسمونه "مطلوق اليمين". وإذا كان البياض في قائمتين فهو محجل الرجلين. وإذا كان البياض في يد ورجل من خِلاف، كأن يكون في الرِّجل اليسرى، واليد اليمنى، أو العكس فيطلق عليه الفرس "المشكول"، وهو ليس بمحبوب. وإذا بلغ البياض العرقوبين، والركبتين، يُسمى "الفرس مُسَرّولاً". وهو أعصم إذا كان البياض بيديه دون رجليه. وإذا كان البياض في يد واحدة فقط فهو "أعصم اليمنى"، أو "أعصم اليسرى". أما إذا كان البياض برجل واحدة فيسمى الفرس "أرجل". وقد ورد باب كامل في كتاب مبادئ اللغة لأبي عبد الله محمد بن الخطيب الاسكافي، (المتوفى سنة 421هـ)، عن الشيات والأوضاح في الخيل.
ومن شِّيات الرأس ما يلي:
Ø فرس أصقع: أبيض أعلى رأسه كيفما كان لون جسده. وأقنف: أبيض القفا، ولون سائر جسدِّه كيفما كان. وموقف أبرش أعلى الأذنين، كأنهما منقوشتان ببياض. وفرس أذرأ: منقوش جميع الأذنين ببياض. وفرس مُوَشّح: أبيض ما بين الأذنين إلى البطن. وأرخم وأغش: أبيض جميع الرأس.
Ø ومن شيات الناصية(الناصية: مُقدّم الرأس، أو شعر مُقدّم الرأس إذا طال): ناصية صفحاء: قد شاب أعلاها. وسعفاء: قد شابت كلها، والفرس أسعف. وصبغاء: خلص بياض جميعها، والفرس أصبغ، وناصية مُعَمّمة، وفرس معمم، أصعد (ارتفع) بياضها إلى منبتها وما حولها من الرأس. وناصية شعلاء، وفرس أشعل ابْيَضّ جانب من ناصيته.
Ø أمّا النّياشين والنخلات والنقشات، فهي أسماء علامات تشبه الدوائر، تنشأ من نمو الشعر المختلف الاتجاه على سطح جلد الفرس. وبعضها يتفاءل به العرب، وبعضاً آخر منها قد يدعو إلى التشاؤم، مثل الدائرة التي تكون أعلى كتف الفرس على الحارك (الحارك: أعلى الظهر مما يلي العنق ويُسمى الغارب والكاهل)، وتمتد إلى أسفل وتدل ـ في اعتقاد بعضهم ـ أن صاحب الفرس سيموت على ظهره. ويتفاءلون بدائرة العمود، وهي قريبة من العُرْف في موضع القلادة من الفرس. ودائرة الصدر يراها بعضهم مصدر تفاؤل بالكسب والغنى، وكذا دائرة السَمَامة (السَمَامة: دائرة مستحبة في عُنق الفرس) في وسط العنق، ودائرة الحزام في موضع الحزام من الفرس، ويعتقد بعضهم أنهما مصدر فأل بالخير الوفير. أما دائرة الهقعة (هَقَعَ الفرس كواه) التي توجد عادة تحت الأبط، فيتفاءلون بها لطول العمر.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الأصيلة, الخيول, العربية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الخيول العربية الأصيلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
منع فتاة محجبة من الدخول عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 08-28-2015 06:59 AM
الدخول الشكلي في الحكومات عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 08-21-2015 07:15 AM
الكيمياء .. بحث عن الجدول الدوري Eng.Jordan رواق الثقافة 2 02-03-2013 02:42 PM
هام جدا للمسلمين(الرجاء الدخول) حفيظة شذرات إسلامية 4 03-06-2012 08:43 PM
الخيول المتعبة لم تصل بعد Eng.Jordan أخبار ومختارات أدبية 1 02-11-2012 02:07 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:12 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59