#8  
قديم 03-19-2012, 02:33 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي

لوان الخيل في التراث العربي

وردت ألوان الخيل في التراث نثراً، أكثر مما وردت شعراً. وقد أوردها عدد من الكتاب، يُعد أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب الإسكافي، المتوفى سنة 421هـ، في كتابه "مبادئ اللغة" من أشهرهم. وكذلك أوردها القلقشندي، والكلبي، ولعل الأخير هو أكثر من فصّل القول في ألوان الخيول العربية نقلاً عن أبي عبيدة. وهذا الاستقصاء الدقيق لألوان الخيل، وأوصافها وشّياتها، والوقوف على الاختلافات الدقيقة، التي لا تظهر للعيان بل للمختصين فقط، ليدُل على شِّدة عناية العرب بالخيل. وقد جعل العرب ألوان الخيل الرئيسية عشرة، هي: الدُّهمة، والخُضْرَة، والمَصّدأة، والكُمتة، والورْدة، والشّقرة، والصّفرة، والصِّنابية، والشّهبة، والبَلق. وكل لون من هذه العشرة يتفرع بدوره إلى درجات متفاوتة من اللون الرئيسي، وذلك على النحو التالي:
الدُّهْمة
هي السواد الخالص، والفرس الأدهم الخالص هو الذي تشتد خضرته حتى يَصْفى سواده، ويذهب ما يخالط الخضرة من الغبرة. ويُعد الأدهم الخالص أشد الخيل الدّهم سواداً، وأصفاها شَعْراً ولوناً. وتسمى الأنثى دهماء، والجمع: دهم ودهمان.
ومن مراتب الدهمة: الجْوُن، وهو أقل سواداً من الأدهم الخالص، ثمّ الأحم: وهو أقل سواداً من الجَوْن، إلاّ أنه أحمر المنخرين والخاصرتين، ويقال فيه: أدهم أحم، وأدهم أحمر. ويعقب ذلك الأكهب: وهو أقل سواداً من الجون، وتحمر منخراه، وتصفر شاكلته صفرة تشبه الخضرة، فيسمى: الأدهم الأحوى (أي سواد إلى الخضرة أميل). أمّا الأصبح فمثل الأحوى، منخراه أميل إلى الكمتة. والغيهبي: هو الأدهم الحالك السواد. والدَجُوجي: الأدهم الصّافي اللون.
قالت العرب "دُهمُ الخيل ملوكها" وقد روي عن الرسول ـ r أنه قال: ]خَيْرُ الْخَيْلِ الأَدْهَمُ الأَقْرَحُ الأَرْثَمُ مُحَجَّلُ الثَّلاَثِ مُطْلَقُ الْيَمِينِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ[ (رواه أحمد، الحديث الرقم 21518).
وقد وصف عنترة بن شداد، فارس العرب، فرسه الأدهم أثناء النزال فقال:
أشطانُ بئرٍ في لَبَان الأدهم.... يَدْعون عنتَر والرِّماحُ كأنها
أي يدعون عنتر لنجدتهم والرّماح لكثرة عددها، كأنها حبال الدّلو في صدر فرسه الأدهم.
ويقول أبو تمام:
كأنه قطعة من الغلس.... أدهمُ فيه كمتةُ أحمُ
الخُضْرة وما شاكلها
الخضرة، وما يماثلها في ألوان الخيل، هي: غبرة يخالطها دُهَمة حتى تضرب إلى الخضرة، وهي تختلف عن اللون الأخضر الذي هو لون الزرع والعشب وغيره، ذلك أن الخضرة هي السَّواد عند العرب، وليست الخَضَار. والأخضر من الخيل: لونه لون الخُضْرة، وهو "الديزج" عند الفُرس في قول بعضهم. والأخضر الدَّيزج: يكون لون وجهه وأذناه ومنخراه لون الرماد الأسود، وقد تسميه العرب الأدغم أيضاً. والأخضر الأحم: هو أدنى إلى الدُّهمة وأشد سوادا،ً غير أن أقرابه وبطنه وأذنيه مخضرة. والأخضر الأحوى: هو المُشَاكل للدُّهمة، وهو أقل سواداً من الجون. والأصحم من الخيل: هو الأخضر الذي فيه سواد إلى الصّفرة. والأطحل: هو الذي يعلو خضرته قليل صفرة كلون الحنظل، وقيل في الطحلة: إنها على لون الطّحال، وقيل: هي بين الغبرة والبياض، كما يُقال: إذا اشتد سواد الأزرق فهو أطحل. والأورق من الخيل: هو الأخضر الذي لونه كلون الرماد ودخان شجر الرمث، وهو الذي تخضر سراته وجلده كله، ويكون من حاركه إلى اصل ذنبه خط أسود، ويسمى ذلك الخط، منه ومن أي الألوان كان، الغمامة (القهامة)، أما الوُرْقَة: فهي سواد في غبرة.
والطخم من الخيل هو الأخضر، الذي لون وجهه ومنخريه وأذنيه لون الفرس، الذي يسمى الدّيزَج بالفارسية. والدّيزج من نعوت الخضر، وهو فارسي معرب، وهو أسود الظهر والقوام والناصية والعُرف والذنب، يخضّرُ بطنه وباطن أفخاذه وآباطه ومحجر عينيه، وقيل في الدّيزج: إنه الأسود في دُكْنة، ورأسه أشّد سواداً. والأربد من الخيل: هو الذي لونه دون لون الأكهب في السواد، وهو إلى الغبرة أقرب، يشبه لونه لون الرّماد. ومثله الأخضب والأرمد والطّلمة: نحو الرّبدة والرّمدة، هي غَبْرَة في سواد.
الصّدأة
الصّدأة في ألوان الخيل كُدْرةٌ صَفِرة تَضْرِبُ إلى السواد، وتعلو كل لون من ألوان الخيل ما خلا الدّهمة. والفرس منها أصدأ، والأنثى صدأء؛ ويقال في الصَّدْأة إنها شَقْرة يخالطها سواد، وقيل: هي سواد مُشرْب حُمْرة، وقيل: إنها لون بين الشُّقرة والدُّهمة. والأصدأ مثل الوِرْد والكُميت والأشقر، فهو فرع من درجات اللون الأحمر، إلاّ أن حمرته تُقارب السواد، وفيه صُفرة قليلة جعلت لونه أقرب إلى الصدأ.
الكُمتْة
حُمْرةٌ يداخلها سواد، ويستوي فيها المذكر والمؤنث. ويُفّرق العرب بين الفرس الكُميت والأشقر، بالعُرْف والذنب. فإن كانا أحمرين، فالفرس أشقر، وإن كانا أسودين: فهو كُمَيْتٌ. والأحم من الكُمْت هو الأقرب إلى السواد.
والأحوى هو الفرس الذي احمرت مناخره وأقرابه (القرب: الخاصرة)؛ ومراقه، وشعر جسده أقل سواداً من شعر الأحم. والأصحم: أظهرُ حمرة في سراته من الأحوى، غير أن حمرته ليست صافية. والمُدمّى من الكمت: هو الشديد الحمرة في صفاء اللون. والمذهّب: هو الذي خالط حمرته صفرة تشبه لون الذهب.
والكُمَيْت الأحمر مثل المُدمّى، إلاّ أنه أشد حمرة منه،الذي اشتدت حمرته واستوت في أطراف شَعْره وأصوله. والمحلف: هو أدنى الكُمْتة إلى الشّقرة. وقيل: هو الذي لم يخلص لونه فيختلف الناظرون إليه، فيقول بعضهم هو أشقر، ويقول بعضهم هو وهو وِرْد، ويقول بعضهم هو كُمَيْت. والكميت الأكلف: هو الذي لم تَصْفُ حمرته، ويُرى في أطراف شعره سواد أقرب إلى الاحتراق. والكميت الأصدأ: هو الذي فيه صدأة وكدرة وفيه صفرة قليلة شُهِّبت بصدأ الحديد. وتمدح العرب الفرس الكميت بصبره، وقوته، حتى قالوا في أمثالهم السائرة: إذا قيل إن الفرس الأحمر وقع من أعلى الجبل وسَلِم، صَدِّق". وقد ورد في كتاب الفروسية للرَّماح: أن رجلاً جاء إلى النبي ـ r فقال: إني أريد أن أُعدّ فرساً. فقال رسول الله ـ r]اشْتَرِ أَدْهَمَ أَرْثَمَ مُحَجَّلَ طَلْقَ الْيَدِ الْيُمْنَى أَوْ مِنْ الْكُمْتِ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ تَغْنَمْ وَتَسْلَمْ[ (رواه الدارمي، الحديث الرقم 2321). وقد أورد ابن الأثير في كتابه جامع الأصول في أحاديث الرسول، أن الرسول ـ r قال: ]عَلَيْكُمْ بِكُلِّ كُمَيْتٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ أَوْ أَشْقَرَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ أَوْ أَدْهَمَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ[ (رواه أبو داود، الحديث الرقم 2181). وقالت العرب: "دهم الخيل ملوكها وشقرها جيادها وكمتها شدادها".
أمّا في الشِّعر العربي فقد ورد الكثير في وصف الخيول الكُمْت، ومن ذلك قول الشاعر الجاهلي علقمة الفحل:
لبيع الرداء في الصِّوان المُكَعب.... كُمَيْتٌ كلون الأرجوان نشرته
الوِرْد
هي الحمرة الخالصة في الخيل، بينما الجلد وأصول الشعر سودوان، وفي وسط الظهر من الحارك (الحارك: ملتقى لوحتي الكتفين بين العُنق والظهر) إلى الذنب خطة صهباء، هي أقرب إلى السواد، تُسمى "القهامة". والوِرْد الأسود هو الذي تعلوه صفرة مشاكلة للون الكمتة المذهّبة تعلوها كدرة، وغمامته سوداء حالكة. والأغبس: هو ما تسميه العجم "السّمَند"، وعليه حمرة ليست بالصافية تخالطها شعرة من السّواد فيها حمرة، وقيل الغُبسة: بياض فيه كدرة كلون الذئب. والغترة في الألوان شبيهة بالغبسة يخالطها حمرة، ويقال الأغبس من الدواب هو الأدلم: قالوا الغَبْسةُ مثل الدُّلْمَة، وقيل في الأدلم إنه أسود.
وجاء في الوِرْد قول المرّار بن مُنْقذ واصفاً فرسه:
وكميت اللون ما لم يَزْبَئر....
فهو ورد اللون في ازبئراره
الشُّقْرة
حمرة صافية، يَحْمرُ معها العُرف والذنب، فإن أسودَّا سُميّ اللون كمَيتاً. وجمع الأشقر شُقر.
وقد قيل إن العرب كانت تتشاءم بالفرس الأشقر، فأراد الرسول ـ r إبطال هذا التشاؤم، فقال: ]يُمْنُ الْخَيْلِ فِي شُقْرِهَا[ (رواه أبو داود، الحديث الرقم 2182). وقد جاء في الأخبار أن العرب كانت تتشاءم بالأشقر بسبب سرعته المُفْرِطة في الحرب، ويروى أن لقيط بن زرارة كان في يوم جبلة، على فرس أشقر فجعل يقول: "أشقر إن تتقدم تُنحر وإن تتأخر تُعقر" فذهبت مثلاً. ذلك أنّ شُقْر الخيل سراعها، فالأشقر إذا جرى على سرعته المعهودة، كان في الحرب أول الخيل التي تصل إلى العدو فَيُنْحَرُ (أي يُقْتَل)، وإن أبطأ وتقهقر منهزماً، أتوه من خلفه فعقروه.
وقد قال الفرذدق في معنى المثل:
وتُضرب ساقاها إذا ما تولت.... وأصبح كالشقراء تُنْحر إن مضت
ولمالك بن الرّيب، في قصيدته التي رثى فيها نفسه، ذِكرٌ لفرسه الأشقر:
إلى الماء لم يَتْرُكْ له الدهرُ ساقيا....
وأشقر خنذيذ يجرّ عِنَانه
فالشاعر يتحسر على ضياع فرسه الأشقر، بعد موت فارسه، إذ لن يجدَ من يعتني بطعامه وشرابه، كما كان يفعله صاحبه في حياته.
وقد ورد في المثل: إذا قيل: أشقرٌ رُئي طائراً، صَدِّقن؛ وذلك لسرعته.
وقد روي أن الرسول ـ r بعث سرية، فكان أول من جاء بخبر النصر فارس الحصان الأشقر. وروي أيضاً أنه قال: ]عَلَيْكُمْ بِكُلِّ أَشْقَرَ أَغَرَّ مُحّجَّلٍ أَوْ كُمَيْتٍ أَغَرَّ[ (رواه أبو داود، الحديث الرقم 2182).
الشُهْبة
ليس في ألوان الخيل ما يُسمى الأبيض، فالشُهبة في ألوان الخيل هي البياض الذي غلب عليه سواد، فالفرس أشهب، والأنثى شهباء والجمع شُهُبْ. والحديدي هو الفرس الذي غلب على شُهْبته السّواد، كأنه في لون الحديد (انظر صورة الحصان الأشهب). وإذا شمل بياض الأشهب شعرات سود مفرقة، كثرت أو قلت، قيل فيه: أشهب أحم بسواد. وإذا شمل البياض شعرات حُمْر، على ما وصفت في السواد، قيل فيه: أشهب أحم بحمرة. وإذا غلب بياض الأشهب سواده، فهو الأشهب الكافوري نسبة إلى طلع النخل، وهو أيضاً الأشهب الواضح وهو أشد ما يكون من البياض، ولا يقولون فرس أبيض.
ويذكر بكتوت الرماح في كتابه "علم الفروسية وسياسة الخيل"، أن الحصان الأشْهَب من المراكب الفاخرة، ومنه جنس يقال له الدّبَاتي، هو أفره الخيل، وقد شبهه الأوائل بالبيضاني من الطّير، وهو منصوص عليه لدى القدماء بالفراهة واليمن وهو أزهاها قدراً، لأنه من مراكيب الملوك.
وقد ذُكر الأشهب كثيراً في الشعر العربي، مثاله ما جاء في معلقة امرئ القيس حين وصف فرسه الأشهب، الذي امتلأ صدره بدم الصيد:
عُصارةُ حنَّاءٍ بشيب مُرجل....
كأنّ دماءَ الهادياتِ بِنَحْرِه
أي أن حمرة دم الصّيد على صدر هذا الحصان الأشهب، كأنها خضاب حناء يضرب للسواد على شعرٍ علاه الشيب.
الصّفُرة
هي لونٌ صُفْرَته كالذهب، وربما كانت عليه شَعْرات سود تخالطها لكنها ليست غالبة عليها. ويكون عُرْف الحصان وناصيته (الشعر النابت بين الأذنين) وذنبه صُهْبٌ، وإلى البياض أقرب منه للصفرة. قال الأصمعي: لا يُسَمْى الأصفر حتى يَصْفَر عرفه وذنبه. وقال أبو عبيدة: الأصفر الناصع من الخيل هو الأصفر السّراة (السّراة أعلى متن الفرس)، تعلو متنه غمامة غَبْساء (الغُبْسة والغَبَس: لون الرّماد، وهو بياض فيه غَبْرَةٌ)، وهو أصفر الجنبين والمراق، تعلو أوظفته غبسة، وشعر ناصيته وذنبه أسود غير حالك. والأصفر الذي تسميه الملوك السهروي، هو الذي يكون بين الأصفر والسوسني، وعرفه وذنبه أصهبان أي السواد كلون المسك. والأصفر الأعفر من الخيل، وهو الأصفر الجنبين والعنق، وتعلو عفرة أسراته كلها متنه، وعنقه، وعجزه، وهي بياض ليس بالشديد، وجنباه ونحره وجرانه (باطن العنق) ومراقه ووجهه أصفر، وناصيته وعرفه وذنبه أسود فيه صَهب. وإذا كان العرف والذنب أميل إلى البياض فهو الأصفر الفاضح، وإذا كان العرف والذنب أسودين ليس فيهما صُهْبة، فهو الأصفر المطرف. والمطرف من الخيل هو الأسود الرأس والذنب، وسائره مخالف لذلك، أو أبيضهما وسائره مخالف لذلك. والأصفر المُدَنّر: هو الذي يشتد بياض ناصيته وعرفه وذنبه. ويقول الكلبي: "أن جلد الفرس إذا كان أسود أنبت الشعر أسود، وإذا كان أبيض صفت الصفرة وأنبت الشعر أبيض، وليس تخلص الصفرة إلا ببياض الجلد.
الصِّنابية
الصِّنابي من الخيل، هو الذي يخالط لونه شعرة بيضاء لا تختلط مع لونه، ولا تجتمع فتكون شهبة، ولا بلقاً، ويكون ذلك البياض أقل من الشهبة. ويقال فيه أدهم صنابي، إذا كان عمود لونه الدهمة، وكذلك في الكمتة والوِرْدة والشقرة فيدعى، بأي لون كان عموداً له، (كميت صنابي، وورد صنابي، وأشقر صنابي). وقيل في الصِّنابي هو الذي لونه بين الحمرة والصّفرة، منسوب إلى الصّناب وهو صباغ يتخذ من الخردل والزبيب، (والصِّباغ في قول الكلبي: الإدام المائع، ذلك أن الصناب إدام يتخذ من الخردل والزبيب).
البَلَق
البلق في الفرس وغيره، سواد وبياض، وهو ظهور البياض في أي لون كان من الألوان. والبلق في الخيل يُدْعى بما يخالطه من الألوان، يقال: كميت أبلق، وأشقر أبلق وكذلك في سائر الألوان. وإذا أصابت وجه الأبلق غُرَةٌ أو قُرْحَةٌ أو زُرْقة، دعي بجميع ما يصيبه من ذلك ثم تختم الصفة بذكر البلق. ومن البلق: الأبلق الأدرع: هو الذي ظهر البياض في جسده، وخلص من البياض عنقه ورأسه أو رأسه خاصة، وإذا كان في هامته بياض، وكانت عنقه مع ذنبه لا بياض فيهما فهو أيضاً أدرع، والأنثى درعاء والجمع درع. والأبلق المُطرف: هو الأبيض الرأس والذنب، وسائر جسده يخالف ذلك، كذلك إن كان أسود أو أحمر وسائر الجسد على خلافهما. وإذا ابيض الذنب كله وحده من غير رأس ولا عنق، فهو مطرف أيضاً، وقيل في المطرف إنه الأبيض الأذنين والقوائم والعرف والذنب، وسائر الجسد يخالف ذلك، وكذلك إذا اسود الرأس والذنب وخالفا سائر الجسد، فهو مُطرف أيضاً. الأبلق المُوْلع: الذي في بلقه استطالة، والأبلق المُلَمّع ليس فيه استطالة في بلقه، وقيل: هو الذي تكون في جسمه بُقع تخالف سائر لونه، أي لون كان. ويدعى المُلَمّع بلونه إذا كانت فيه لَمَعٌ مثل الدرهم وأكبر، فيقال: أدهم مُلَمَّعٌ، وكميت مُلَمَّعٌ، وأكثر اللمع تكون في الكفل.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-19-2012, 02:35 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي

خيل النبيّ مُحَمّد عليه السلام


اختلف الرواة في عدد خيله، عليه السلام كما اختلفوا في أسمائها وألوانها، ولكن المشهور منها والمتفق عليه، ستة خيول هي:

1. السَّكْب:


ومعناها في اللغة، الخفيف السريع الجري.

2. المُرْتَجز:


ويقال غيث مرتجز: ذو رعد، سمي بذلك لجهارة صهيله وحسنه.

3. لِزَاَزُ:


اللزز: الشدة. سُمي بذلك لشدته واجتماع خَلْقِهِ.

4. اللُحَيْف:


سمي بذلك لطول ذنبه، كأنه يلحف الأرض بذنبه أي يغطيها.

5. سَبْحَةَ:


من قولهم فرس سابح إذا كان حَسَنُ مدّ اليدين في الجري.

6. الِظَّرَبُ:


الظّرب: ما نتأ من الحجارة وحُدّ طرفه، وقيل هو الجبل الصغير، وسمي الفرس الظَّرَب تشبيها له بالجبل لقوته.

وحكي عن ابن خالويه قال: كان للنبي، عليه السلام من الخيل: سَبْحَة، واللْحيف، ولِزَاز، والظَّرِب، والسَّكْب، وذو اللَّمَّة، والسَّرْحَان، والمُرْتَجِل، والأدْهَم، والمُرْتَجز، وذكر في موضع آخر مُلاوح والوَرْد، واليَعْسُوب. وذكر غيره: ذو العُقَّال والسَّكْب، واللْحيف، ولِزَاز والظَّرب، وسَبْحة، والبَحْر، والشَّحَاء.

وعلى هذا فيكون المتفق عليه هو الخيول الستة الواردة أعلاه، بينما المختلف عليه:

1. ذو العُقَّال: والعُقَّال داء يُصيب أرجل الدواب، سمي به لدفع عين السوء عنه.

2. الشّحاءُ: الفرس الواسع الخطو.

3. ذو اللِّمة: اللِّمة شعر الرأس إذا جاوز شحمة الأذن، سميت بذلك لأنها ألمت بالمنكبين.

4. السِرحان: هو الذئب.

5. المُرْتَجِل: الذي يقتدح النار بزنده ويحفيها بين رجليه.

6. الأدهم: الدُّهْمة السواد. والأدهم: الأسود، والعرب تقول ملوك الخيل دهمها.

7. الوَرْد: لون أحمر يضرب إلى صفرة حسنة وقيل فرسين وردين: الكميت والأشقر.

8. اليعسوب: هو قائد النحل وذَكَرُها، ويقال للسّيد يعسوب قومه.

9. البحر: كثير العدو تشبيها له بالبحر.

ويروى عن أسامة بن زيد، عن زيد بن طلحة التيمي قال: قدم خمسة عشر رجلاً من الرّهاويين[1]، وهم حي من مَذْحج، على رسول الله، عليه السلام فنزلوا دار رملة بنت الحارث[2]، فأتاهم رسول الله عليه السلام فتحدث عندهم طويلاً، فأهدوا لرسول الله عليه السلام هدايا، منها فرس يقال له المرْوَاح[3]، فأمر فَشُوِّرِ[4] بين يديه فأعجبه، فأسلموا وتعلموا القرآن والفرائض وأجازهم كما يجيز أهل الوفد.

حديثه عليه السلام عن الخيل

ورد في الحديث النبوي الشريف الكثير مما يحض على تكريم الخيول والعناية بها، وتشجيع اتخاذها وتملكها؛ فمن ذلك أن النبي، عليه السلام قال: ]خير مال المرء مُهْرةٌ مأمورة أو سكة مأبورة[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 15284) (سكة مأبورة: أي نخل ينبتُ على صفين ملقح).

وروي عن عتبة بن عبد السلمى، رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله، عليه السلام يقول: ]لا تَقُصُّوا نَوَاصِي الْخَيْلِ وَلَا مَعَارِفَهَا وَلا أَذْنَابَهَا فَإِنَّ أَذْنَابَهَا مَذَابُّهَا وَمَعَارِفَهَا دِفَاؤُهَا وَنَوَاصِيَهَا مَعْقُودٌ فِيهَا الْخَيْرُ[ (سنن أبي داود، الحديث الرقم 2180) (نواصيها: مقدمة رؤوسها، معارفها: شعر عنقها).

وروي أن رسول الله عليه السلام ]رُئِيَ يمسح وجه فرسه بردائه فسئل عن ذلك؟ فقال: إني عُوتبت الليلة في الخيل[ (موطأ مالك، باب الجهاد، الحديث الرقم 890).

وروي عن أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله عليه السلام ]مَا مِنْ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ إِلاَّ يُؤْذَنُ لَهُ عِنْدَ كُلِّ سَحَرٍ بِدَعْوَتَيْنِ اللَّهُمَّ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آدَمَ وَجَعَلْتَنِي لَهُ فَاجْعَلْنِي أَحَبَّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ أَوْ مِنْ أَحَبِّ مَالِهِ وَأَهْلِهِ إِلَيْهِ[ (رواه النسائي، الحديث الرقم 3523).

وفي الصحيح عن جرير بن عبد الله، رضي الله عنه، قال: ]رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْوِي نَاصِيَةَ فَرَسٍ بِإِصْبَعِهِ وَهُوَ يَقُولُ الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الأَجْرُ وَالْغَنِيمَةُ[ (صحيح مسلم، الحديث الرقم 3479).


[1] هم بنو رهاء من قبيلة مُذحَج.

[2] رملة بنت الحارث بن ثعلبة بن زيد، امرأة من الأنصار، من بني النّجار.

[3] المرواح مشتق من الريح وهو من أبنية المبالغة كالمِطْعام والمِقْدام، وقد يكون اشتقاقه من الراحة، يستريح به أو يستريح إليه.

[4] فَشُوِّرِ بين يديه أي عرض عليه، وأقبل به وأدبر به، والمكان الذي تُعرض فيه الدواب يقال له المشوّار.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-19-2012, 02:35 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي

الخيل في القرآن الكريم

أكرم الله عزّ وجل الخيل حيث ورد ذكرها في عدة مواضع من القرآن الكريم، واعتبرها من مصادر القوة والجاه ومتاع الحياة الدنيا.
يقول الله سبحانه وتعالى: ]زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ[ (آل عمران: 14). والخيل المسوَّمة كما قال ابن عباس "هي الراعية والمطهمة الحسان".
وأورد ابن كثير في تفسيره هذه الآية قول النّبي: ]ارْمُوا وَارْكَبُوا وَلَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا[ (سنن الترمذي، الحديث الرقم 1561).
كما قال تعالى مخاطباً إبليس، عندما سأل الله أن يجعله من المُنْظَرين ]وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولاَدِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا[ (الإسراء، 64) (واستفزز: ادعوا واستثير، بصوتك: قيل باللهو والغناء، ا*** عليهم بخيلك ورجلك: أحمل عليهم بجنودك خيّالتهم ورِجْلَتَهُم أي الراكبين والسائرين على أرجلهم).
وقال عز من قائل: ]وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ[ (النحل: 8).
كما ذكر الله سبحانه وتعالى، الخيل في خبر سيدنا سليمان، وكيف شغلته بجمالها والتأمل فيها عن الذكر والصلاة: ]إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَاب[ (ص: 31-32). والخيل الصافنات أي التي تقف على ثلاثة قوائم وطرف حافر الرابعة، أو هي الجياد السِراع.
وقال تعالى: ]وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[ (الحشر، الآية 6) (الفيء كلُ مال أُخذ من الكفّار من غير قتال؛ والوجيف هو عدو الفرس السريع).
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 03-19-2012, 02:36 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي

من قصص الخيل في التُّراث
وردت في التُّراث قصص كثيرة تعكس اهتمام العرب بالخيل، ومعرفتهم التامة بها، فمن هذه القصص ما يلي:
ـ
كان سليمان بن ربيعة الباهلي يُعرَّبُ الخيل ويُهَجِنَها (أي يحدد نَسَبَها أيها عربي أصيل، وأيها غير أصيل) في زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فجاءه عمرو بن معد يَكْرب بفرس كُميت، فكتبه سليمان الباهلي هجيناً، فاستعدى عمرو الخليفة عمر ضد سليمان، وشكاه له، فقال سليمان: ادع بإناء رجراج قصير الجدر، فدعا به فصُبّ فيه ماء، ثم أتي بفرس عتيق (أي أصيل) لا يُشَك في عتقه، فقدّم إليه الإناء فشرب منه ولم يشرع سُنْبُكَه (أي لم يثنِ طرفَ حافرِه)؛ ثم أُتى بفرس عمرو، فأسرع الفرس فنصب سنبكه ومد عنقه كما فعل العتيق، ثم ثنى أحد السنبكين قليلاً فشرب. فلما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك، وكان بمحضره قال: "أنت سليمان الخيل". وسبب ذلك أن في أعناق الهُجْن من الخيل قصراً، فهي لا تنال الماء على تلك الحال حتى تثني سنابكها، بينما أعناق العتاق طوال، فهي تشرب ولا تثني سنابكها.
ـ
ورد في قصص التّراث أن ملوك العرب بلغ من حزمهم، وبُعْد نظرهم إلى العواقب، أن أحدهم لا يبيت ليلة إلاّ وفرسه موقوف بسرجه ولجامه بين يديه، قريباً منه مخافة فُجاءة عدو، أو قضاء حاجة عاجلة. وكان للنعمان بن المُنذر فرس يقال له "اليحموم" يتعهده عشية كل يوم، وهو عمل يتفاخر به العرب ويتمادحون بقيامهم على الخيل، وارتباطها بأقبية بيوتهم وأخبيتهم.
ـ
وقال عقبة بن سِنان يصف خيلاً أُهديت إلى معاوية بن أبي سفيان: إنها لسامية العيون، لاحقة البطون (أي ضامرة)، دقيقة الآذان، أفتاء الأسنان (أي قوية دلالة على مقتبل العمر)، ضِخَام الرّكبات (قوية السيقان)، مشرفات الحجبات (عالية الظهور)، رحاب المناخر، صِلاب الحوافر، وقعها تحليل ورفعها تعليل، فهذه إن طُلبت سَبقَت وإن طَلبَت لحِقتَ.
ـ
وروي أن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه سأل مطر بن دراج: أي الخيل أفضل، وأوجز؟ فقال: الذي إذا استقبلته قلت نافر، وإذا استدبرته قلت زاخر (أي ممتلئ كالبحر الطامي)، وإذا استعرضته قلت زافر (عظيم الجنبين)، سوطه عنانه، وهواه أَمامه (أي لا يحتاج إلى زجر أو حثّ على العدو والسرعة).
ـ
ووصف الأعرابي فرساً فقال: إنه لَدَركُ الطالب (أن يدرك ما يطلبه)، ونجاة الهارب، وقيد الظباء (يدركها في سهولة ويسر كأنها مقيدة لا تستطيع الهرب)، وزين الغَناء (أفضل المال).
ـ
ووصف ابن القِرِيَّة (الكلبي) فرساً فقال: حَسَنُ القَدِّ، أسيل الخد، يسبق الطرف، ويستغرق الوصف (أي يجمع كل الأوصاف الحسنة).
ـ
وقال أعرابي لنخاس: أُطلب لي فرساً حسن القميص، جيد الفصوص، وثيق القصب نقي العصب، يشير بأذنيه، ويسدر بيديه، ويدس برجليه، ويبعد مدى نظره إلى أقصى أثره، كأنه موج في لجة، أو سيل في حدور.
ـ
وقد ورد في الأثر: "كان العرب لا يهنأون إلا بغلام يولد لهم، أو شاعر ينبغ فيهم، أو فرس تنتج" وقال أكثم بن صيفي "عليكم بالخيل فأكرموها فإنها حصون العرب". وقيل لبعض الحكماء: أي الأموال أشرف؟ قال: فرس تتبعها فرس في بطنها فرس" وقد قالت العرب أيضاً: أربع لا ينبغي لأحد أن يأنف منهن وإن كان شريفاً أو أميراً: قيامه من مجلسه لأبيه، وخدمته لضيفه، وقيامه على فرسه، وخدمته للعَالِم.
ـ
وقد تحاور عمرو وربيعة أبناء أحد ملوك حمير، فقال ربيعة: أي الخيل أحب إليك عند الشدائد إذا التقى الأقران للتجالد؟ قال: الجواد الأنيق، الحصان العتيق، الكفيت الغرنيق الذي يفوت إذا هرب، ويلحق إذا طلب، قال: نعم الفرس والله نعت، قال عمرو: فما تقول يا ربيعة؟ قال: غيره أحب إلي منه، الحصان الجواد، السلس القياد، الشهم الفؤاد، الصبور إذا سرى، السابق إذا جرى.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 03-19-2012, 02:37 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي

أشهر الخيول العربية في التُّراث

داحس والغَبْراء
يُعد الفَرسَان دَاحِس والغَبْراء من أشهر الخيول في التّراث، لأن حرباً اشتعلت بسببهما بين قبيلتين من أكبر القبائل العربية، هما عبس وذبيان. واستمرت الحرب مستعرة أربعين عاماً، حتى استحرّ القتل بينهم (أي اشْتَدّ)، فأصلح الحارث بن عوف وهرم بن سنان بين القبيلتين. ويقول الشاعر الجاهلي زهُير بن أبي سُلمى مادحاً الرجلين:
تفانوا ودقوا بينهم عِطْر مِنشم... تداركتما عبساً وذبيان بعد ما
الصّفا
تُعد "الصّفا"، فرس مجاشع بن مسعود السّلمي، وهي من نجل الغبراء، من الخيول المشهورة. وقد اشتراها عمر بن الخطاب بعشرة آلاف درهم. فلمّا غزا مجاشع بن مسعود، قال عمر: تُحبس منه في المدينة وهو في نحر العدو، وهو إليها أحوج! فردها إليه. (أي كيف تبقى الصّفا في المدينة المنورة ومجاشع يحتاجها للجهاد عليها).
أطْلال
ومن الخيول المشهورة كذلك "أطلال"، فرس بُكَيْر بن شداد الشُداَّخ. وكانت تحته يوم القادسية وقد أحجم الناس عن عبور نهرها وخندقها، فصاح بُكير: وثباً أطلال!! فالتفتت إليه، فقال: وثباً ورب الكعبة، وكان عرض النهر أربعين ذراعاً. فجمعت أطلال نفسها ثم وثبت، فإذا هي وراء النهر. فقال الأعاجم: هذا أمرٌ من السَماء، فانهزموا.
الحرون
فرس لمسلم بن عمرو الباهلي، والد قتيبة بن مسلم "القائد المشهور". وكان مسلم والمهلب بن أبي صفرة قد تزايدا على الحرون، حتى بلغا به ألف دينار. وليس في الأرض جواد من لدن زمن يزيد بن معاوية إلاّ يُنسْب إلى الحرون. وقيل إِنه سُميّ الحرون لأنه كان يسبق الخيل، فإذا فاتها حَرَنَ، وإذا لحقته نجا، ثم يَحْرِن مرة أخرى.
بَلْعَاء
فرس الأسود بن رفاعة الشيباني، باع سخلة منها"أي اشترى مهراً لا يزال في بطن أمه" بعشرة آلاف من خليفة بن واثلة. فَعَدّ لها ثم خرج من البصرة في زمن عمر بن الخطاب فاستخرجها من بطن أمها، فلما سار من البصرة إلى لَعْلَع، وهي قرية بين الكوفة والبصرة ماتت فرسه تحته، فقال بنوه: أهلكتنا، اشتريت فرساً بعشرة آلاف. قال: يا بني إني اشتريت لكم حسباً.
أعوج الأكبر
فرس لغنيِّ بن أَعْصُر، وسبب تسميته أنه شُدّ بحبل في الليلة الثالثة لولادته، فأصبح في صُلْبه بعض العوج، فسمي لذلك أعوج. وقد أُغير على الناس في يوم النِّسار، وأعوج مربوط إلى ثُمامة، فلمّا أغارت الخيل في وجه الصبح، جال صحبه في متنه ثم صاح به وقد نسي الوثائق، فاقتلع الفرس الثمامة فخرج يحف به كأنه حذروف[1]، فسار بياض يومه ثم أمسى يأكل جميم (نبت) قباء، وكان قد عدا مسيرة أربع مراحل.
الخطّار
فرس لبيد بن ربيعة العامري وقد طلبه عبد العزيز بن مروان، وهو أمير مصر من لبيد فامتنع عليه، فأغزاه أفريقية فمات بها. فبعث موسى بن نصير إلى عبد العزيز بن مروان بالخطار من جملة خيل أهداها إليه، وقد طالت مَعْرِفَتُه وذنبه. فلمّا تأمل عبد العزيز الخيل لم يعرف الخَطّار، فقال من يعرفه؟ قالوا: ابنة لبيد. فبعث به عبد العزيز إليها، فلمّا رأته قالت لمن أتاها به: إني امرأة فاخرجوا عني حتى اُنظر إليه. فلمّا عرفته قطعت أذنيه وهلبت ذنبه، وقالت "ماوية" لا يركبك أحد بعد أبي سَوِياً (أي تاماً صحيحاً)، ثم قالت: هو هو فخذوه لا بارك الله لكم فيه. فاتخذه عبد العزيز للفَحْلَةِ.
غَرَّاف
كان السَّميدعُ جاراً للبراء بن قيس بن عتاب، فأغار عليه قوم من بكر بن وائل، فحمل البراء أهله وركب فرساً له يقال له "غَرَّاف" فلا يلحق به فارس منهم إلا صرفه برمحه، وأُسر السَّميدع فناداه البراء: يا سميدع، فأجابه السميدع: يا براء أنشدك الجوار. وأعجب القومَ فرسُ البراء غَرَّاف فقالوا: لك جارك وأنت آمن واعطنا الفرس. فاستوثق منهم ودفع إليهم الفرس واستنقذ جاره. فلمّا رجع البراء إلى أخويه عمرو وأسود، لاماه على دفعه الفرس فدية لجاره، فقال البراء:
وأسودَ: أنْ لُوْما علي الغيب أودَعَا.... ألاّ أبلغا عمروَ بن قيسٍ رسالة مَلامَةُ من يُرْجى إذا العبءُ أضلعا.... وشرُّ عِوان المستعين على الندى سواي فقد بُدِّلتُ منه السَّمَيْدَعا.... فإن يكُ غرافٌ تبدَّل فارسا ومَدَّ بثديٍ بيننا غير أقطعا.... دعاني فلم أَوْرَأْ به فأجبته ولا تتركنيّ العام أحضر لعلعا.... وقال: تذكرْ سعيكم في رقابنا
خَصاف
فرس مالك بن عمرو الغَسّاني، كان فيمن شهد يوم حليمة، فأبلى بلاء حسناً، وجاءت حليمة تُطَيّب رجال أبيها من مِرْكن (إناء كبير)، فلما دنت من مالك قبّلها، فشكت ذلك إلى أبيها، فقال: هو أرجىً رجل عندي فدعيه، فإما يقتل أو يُبْلي بلاء حسناً. وهذا يدل على مكانة الفارس وفرسه. ويُسمى مالك فارس خصاف، ويُقال: أجرأ من فارس خصاف، بسبب هذه القصة.
سُلَّم
ورد خبر زَبَّان بن سيّار الفزاري وفرسه "سُلَّم"، التي نجا عليها زيد الخيل الطائي، عندما كان أسيراً في بني بدر. فقد أوقف زَبّان فرسه لزيد في واد بسرجه ولجامه، وتمكن زيد من النجاة عليه، غير أنه احتفظ بالفرس ولم يرده إلى زَبّان، فقال زَبّانُ:
وأدِّ كما أدّاك يا زيدُ سُلَّما.... مننتُ فلا تَكْفُرْ بلائي ونعمتي فإلاّ تؤدّوه يكن مُهْرَ أشأما... فقد كان ميموناً لكم ولغيركم
الشّيماء
فرس معاوية بن عمرو بن الشّريد السُلَمي، كانت غراء (أي ذات بياض في الجبهة)، ولمّا ركبها أخوه صخر ليدرك بثأر أخيه في بني مرة بن ذُبيْان، قال: إني أخاف أن يعرف القوم غرة الشيماء فيتأهبوا، قال: فجمّ غرتها (أي أخفاها)، فلمّا أشرف على أداني الحي رأوها، قالت فتاة لأبيها: هذه الشّيماء يا أبه، فنظر، فقال: الشّيماء غراء وهذه بهيم ( أي لا غرة لها) فلم يشعروا إلاّ والخيل معهم.
الحَمومُ
جاء خبر الحكم بن عرعرة النمري وفرسه "الحموم"، وهي من نسل الحَرُون، حين كتب هشام بن عبد الملك إلى إبراهيم بن عربي الكنانيّ، والي "اليمامة"، أن أطلب لي في أعراب باهلة من نسل الحرون. فقال إبراهيم للحكم: إن أمير المؤمنين كتب إليَّ أن أصيب له فرساً من نسل الحرون فخذ مني ثمنها فقال: إن لها حقاً ما تطيب نفسي عنها، ولكني أهب لأمير المؤمنين ابناً لها قد سبق الناس عام أول، فضحك الناس، فقال ما يضحككم؟ أرسلت أمّه عام أول في حلبة ربيعة وإنها لعقوق به (حامل) قد ربض في بطنها فسبقت، فبعث به إلى هشام. و"الحرون" المذكورة هي فرس مُسْلم بن عمرو الباهلي، والد أبي قتيبة بن مسلم الباهلي القائد المشهور.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 03-19-2012, 02:38 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي

من مُسَميّات الخيل عند العرب


بلغ من عناية العرب بالخيل أن أطلقوا على كل ما يتصل بهما اسماً، شمل أطوار حياتها وأصواتها ومشِّيها وعَدْوها، ولم تقاربهم في ذلك أي لغة أخرى. ومن ذلك ما أطلقوه على:
مراحل العمر
يسمى وليد الفرس أول ولادته"مُهراً"، ثم"فُلْواً". وبعد أن يبلغ من العمر سنة واحدة فهو"حَوْلي"، ثم في الثانية يسمى"جَذْعاً"، والثالثة"ثِنْيِاً"، فإذا أتم الثالثة ودخل الرابعة سمي"رَباعاً"، وفي الخامسة"قادحاً"، حتى يبلغ الثامنة، وهي نهاية القوة والشدة، ثم يأخذ في النقص إلى الرابعة عشرة، فإن تجاوزها إلى نهاية عمره يسمى"مُذَكّى". وعلامات هَرَم الخيل استرخاء جحفلتها (شفاهها)، واختفاء أنيابها، وأغورار عينيها.
المشي والعدو
وكما أطلق العرب أسماء على مراحل عُمْر الخيل، أطلقوا كذلك أسماء تصف أنواع مشيها وعَدْوها وجريها. فمن ذلك
الضّبرُ: إذا وثب الحصان فجمع يديه.
العَنَقُ: السير السريع، إذا باعد بين خطاه وتوسّع في مشيه.
الهَمْلَجة: إذا أن قارب بين خطاه، ومشى في سرعة وبَخْتَرَةٌ.
الاِرْتِجال: إذا راوح الفرس بين العَنَقِ والهَمْلَجة.
الخَبَبُ: إذا قبض رجليه وراوح بين يديه، واستقام جريه.
التقدي: إذا خلط العَنَقَ بالخبب.
الضَّبْعُ: إذا لوي حافريه إلى عضديه، وأسرع في سيره.
التَقْريب:إذا كان أثناء جريه يضع يديه ويرفعها في آن واحد، وهو ضربٌ من العدو.
العُجيلي: إذا جمع في جريه بين التَقْريب والخبب.
الإمجاج: أن يأخذ الفرس في العدو قبل أن يضطرم.
الإحْضَار: أن يعدو عدواً متداركاً، يتبع بعضه بعضاً.
الإرخاء: أشد من الإحضار.
الإهذاب: أن يضطرم في عدوه.
الإهماج: هو قصارى جهد الفرس في العدو.
وعلى ذلك يكون ترتيب العدو كالآتي: الخبب، فالتقريب الإمجاج، فالإحضار، فالإرخاء فالإهذاب، ثم الإهماج.
وهناك عددٌ من الألفاظ تُحدث أصواتاً يتواصل بها الفارس مع جواده. وهي تشملُ ألفاظاً للزّجر والإقدام والسّكون والحث على العدو وما إلى ذلك. ومما استعملته العرب في ذلك: يَهْياه، وهَلْ، وأرحب، وأقدم، وهب. وكان يُقال في تهدئة الفرس وكفه عن الحركة والمرح: هلاّ. ويفهم الجواد الأصيل كل إشارة أو صوت يصدر من صاحبه، كما يفهم الصفير عند شرب الماء. وقالوا في ذلك "عاتبوا الخيل فإنها تُعْتُب"، أي أدبوها فإن فيها قوة تُدرك بها العِتَاب أمراً ونهياً.

أسماء أصوت الخيل
أطلق العرب على أصوات الخيل عدداً من الأسماء، مستمدة من طبيعة الصوت. فهي وصف له قوة وشدة، نشاطاً ومرحاً، حنقاً وغضباً وما إلى ذلك، مما يؤدي إلى تمثيل الصّوت في الاسم والإحساس به. فمن هذه الأسماء:
الشّخير: إذا خرج الصوت من فم الفرس.
النخير: إذا خرج الصوت من المنخرين.
الكرير: إذا خرج الصوت من الصّدر؛ وينقسم الكرير ثلاثة أقسام: أجش، وصَلْصَال، ومُجَلْجِل.
الصّهيل: وهو صوت الفرس في أكثر أحواله، خاصة إذا نَشِطَ.
الجَلْجَلة: أحسن أنواع الصهيل. وتخرج صافية مُسْتَدقَة.
الحَمْحَمْةُ: وهي صوت الفرس إذا طلب العلف، أو رأى صاحبه فاستأنس به.
الضَبْحُ: وهو صوت نَفَسُ الفرس إذا عدا، وقد ذكرها القرآن الكريم. وهو ليس بصهيل ولا حمحمة
النَثِيرُ: صوت الفرس إذا عَطَسَ.
البَقْبَقْةُ: الصوت الذي يخرج من جوف الفرس.
القبع: صوت يردده الفرس من منخره إلى حلقه، إذا نفر من شيء أو كرهه.
الجشّة: صوت غليظ كصوت الرعد.
أسماء الخيل في السباق
كانت العرب قديماً تُرْسِل خيل السباق مجموعات، تتكون كل مجموعة من عشرة خيول. ويسمى مكان السباق المِضْمَار، وكانوا يضعون عند آخر نقطة منه الجائزة على رؤوس قصب الرّماح؛ ومن هنا جاء قولهَم: "حاز فلان قصب السبق"، فمن وصل الجائزة أولاً أخذها.
وكانوا يرتبون الخيل في السِّباق، حسب وصولها إلى نهاية المِضْمَار، على النحو التالي:

السّابق أو المبرِّز أو المُجَلِّي، أولها وصولاً، ويمسحون على وجهه. ويقال إنه سمي "المُجَلِّي" لأنه جلّى عن صاحبه ما كان فيه من الكرب والشدة.
ـ

"المُصَلِّي"، الثاني وصولاً، لوضع جحفلته (شفته) على مؤخرة الفرس السّابق.
ـ

"المُعَفّى" و"المُسَلِّي"، الثالث وصولاً، لأنه سلَّى عن صاحبه بعض همه بالسبق حيث جاء ثالثاً.
ـ

"التالي"، الرابع وصولاً، لأنه يلي المُسَلّي.
ـ

"المُرْتَاح"، الخامس وصولاً، لأن راحة اليد فيها خمس أصابع.
ـ

"العاطف"، السّادس وصولاً، فكأنّ هذا الفرس عطف الأواخر على الأوائل، أي ثنَّاها.
ـ

"البارعالحظي"، السّابع وصولاً، لأنه قد نال حظّاً.
ـ

"المؤمّل"، الثامن وصولاً، لأنه يُؤَمّل وإن كان خائباً.
ـ

"اللطيم"، التّاسع وصولاً، لأنه لو أراد أن يدخل الحُجْرة، التي هي نهاية السّباق، لُطِم وجهه دونها ومُنع من دخولها، أو لأنهم كانوا يَلْطمون صاحبه.
ـ
"السُّكيت"، آخر الخيول وصولاً، وسُمي كذلك لأن صاحبه تعلوه ذلة وحزن ويسكت من الغم، وكانوا يجعلون في عنق الحصان العاشر حبلاً ويحملون عليه قرداً، ويدفعون للقرد سوطاً فيركضه القرد، ويُعيرّ بذلك صاحبه.
ـ

أسماء عتاق الخيل
حُظيت عتاق الخيل (أي كِرامها وذوات النسب الأصيل منها) في كلام العرب، بنصيب وافر من الأسماء، التي تدل على عتقها وكرمها؛ من ذلك:
اللهْموم: وهو الحصان الجيد الحسن الخَلْق، والصّبور في العدو، الذي لا يسبقه شيء طلبه، ولا يدركه من جرى خلفه.
العَنْجُوج: الجيد الخَلْق، الحسن الصورة، فيه طول.
الهَذْلول: الطويل القوي الجسيم.
الذيّال: الطويل الذيل.
الهيكل: العظيم الخَلْق، الحسن الطّلعة.
النِّهد: الجواد العظيم الشديد الأعضاء، عظيم الجوف.
الجَرْشع: العظيم الخلْق الواسع البطن.
الضّلوع والخارجي: الجواد العتيق، بين أبوين هجينين.
البحر: الكثير الجري الذي لا يصيبه التعب، وأول من أطلق هذا الاسم على الخيل الرسول r.
المُسَوّم: الذي لديه علامة ينفرد بها عن غيره.
السّابح: الذي يرمي يديه قُدماً إذا جرى.
المُطَهّم: التام الحسن الخَلْق.
المُجنَّب: البعيد ما بين الرّجلْين من غير اتساع.
الجموح: النشيط السّريع.
الهضب: كثير العرق.
الشّطب: الحسن القد.
العتيق والجواد: إذا كان كريم الأصل رائع الخَلْق.
المُعْرِب: إذا لم يكن فيه عِرْق هجين.
الطّموح: ما كان سامي الطرف حديد البصر.
السّكب: الخفيف السريع الجري، وبه سُمي أحد أفراس الرسول صلى الله عليه سلم.
ومن أسماء الخيل المستمدة من أوصافها أيضاً:
الصَّافِنات: جمع صافن، والحِصان الصّفون هو الذي يرفع إحدى قوائمه، ويضع سنبكه على الأرض ويقوم على ثلاث قوائم ليستريح بها.
الأعوجية: منسوبة إلى خيل كرام كانت في الجاهلية، منعوتة بالكرم والسّبق.
مُقْرب ولاحِقُ وأعْوجُ وداحس و ذو العُقّال وغُرِاب ومُذْهَبُ ووَجِيُه،وكلها خيول كرام كانت في الجاهلية، ونسبت إليها كرام الخيل.
العناجيج: واحدها عنجوج. ويقال فرس عنجوج كريم وسابق.
ولا يقال فاره إلاّ للحمار والبغل والبعير. ويُقال فرس جوادٌ للكريم، ونَهْد للعالي، وطَمْر للسريع الوثب، ومثله طمُوح، وسَابح، وسابحة للأنثى، ويُقال فرس عالي التّلِيل أي طويل العنق مرتفعه، و(التليل العنق).
ألفاظ الذم
أطلقت العرب على عيوب الخيل، الجسمية وغيرها، مسميات خاصة تدل عليها؛ فمن ذلك:
الفرس الأسفي: هو قليل شعر الناصية. (الناصية مقدَّم الرأس أو شعر مقدَّم الرأس إذا طال، وسميت بذلك لارتفاع منبتها؛ قال تعالى: ]كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ[ (العلق: 15-16)
والأغم: الذي يَكْثُر شعر ناصيته، حتى يغطي عينيه.
الأزور: الذي دخلت إحدى صفحتي صدره، وبرزت الأخرى.
الأصك: الذي تصطك ركبتاه وكعباه.
العضوض: الذي يعُض من يدنو منه،
النّفور: الذي لا يثبت لمن يقترب منه.
الجَموح: الذي لا يوقفه اللجام عن جريه.
الحرون: الذي يُثْبت قوائمه في الأرض، ويمتنع عن السير.
القموص: الذي ينفض راكبه حتى يُسْقطه.
أسماء مجموعات الخيل
أهتم العربُ بمجموعات الخيل، وأطلقوا عليها الأسماء التالية:
السَّرْبة: من 10 إلى 20 فرساً، وتجمع على سِرْب، قال ذو الرمة:
أطافت به من أمهات الجوازل سوى ما أصاب الذئب منه وسَرْبة
المَنْسر: من 20 إلى 30 فرسا،ً ويجمع على مناسر.
المَقْنب: من 30 إلى 40 فرساً، وتجمع على مقانب.
الَكْردُوس: من 40 إلى 50 فرساً، وتجمع على كراديس.
القُنْبلة: من 50 إلى 60 فرساً، وتجمع على قنابل، قال جرير:
له عيثر مما تثير قنابله ودُهْم كجنح الليل زرنا به العدى
أي خيولٌ سود كأنها قطعة الليل في شدة الظلام، ولهذه الخيول غبارٌ كثيف "عيثر" تبعثه حوافر أعدادها الكثيرة.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 03-19-2012, 02:38 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي

الخيل في الأمثال


وردت في الخيل أمثال عربية كثيرة، مما يدل على عناية العرب بالخيل حتى صارت مضرب المثل لديهم. قالت العرب:
ـ
الخيل ميامين: أي مباركات، من اليمن والبركة.
ـ
الخيل أعلم بفرسانها: يضرب المثل للرجل الذي يظن أن عنده غَناء (فائده)، ولكنه لا غَناء عنده. كما يُضرب مثلاً في العلم بالأمر ومعرفته.
ـ
ومن كلمات النبي r التي لم يُسْبُقْ إليها، قوله: يا خيل الله اركبي. (أي هذه الخيول وفرسانها خارجة لله، وفي سبيل الله).
ـ
أبصر من فرس: لحدة بصره.
ـ
اتبع الحصان لجامه: يضرب مثلاً للرجل الذي بدأ أمراً ولم يكمله.
ـ
أتعب من رائض مهر: لما يبذله من جهد في الترويض.
ـ
أسرع من فريق الخيل: كناية عن السرعة والانجاز.
ـ
أسمع من فرس بيهماء (تصغير أبهم، وهو حلكة اللون) في غلس (ظلام حالك). يُضرب مثلاً لحدة السّمع.
ـ
أشد من فرس: يُضرب مثلاً للصبر والقوة.
ـ
أكرم الخيل أجزعها من السوط: أي الفرس الكريمة تحرص ألاّ ينالها الضرب لأن فيه مذلة، فهي لذلك لا تحوج فارسها إلى استعمال سوطه، لأنها تُنجز ما يُراد منها دون أن تُدفع إليه. ويُضرب المثل للشخص الكريم الخُلق الحريص على ألاّ يُهان أو يُقرّع.
ـ
إن لكل جواد كبوة: أي عثرة، والمعنى أنّ الكريم أو الشريف ينبغي ألاّ يُذمّ إذا وقعت منه هفوة.
ـ
تركته على مثل خد الحصان: أي على طريق واضح.
ـ
جاء وقد لفظ لجامه: يُضرب المثل لعدم المبالاة والانفلات والتحدي التام.
ـ
جرى المذّكيات غلاب: المذّكيات من الخيل ما كمُلت قوته، وغلاب أي غالب على غيره، ويُضرب المثل للمتفوق الذي لا يدانية أحد.
ـ
الخيل تجري على مساويها: (مساويها أي عيوبها)، والمعنى أن الخيل، وإن كانت بها عيوب، فإن كرمها وعزة نفسها تحملها على الركض، وكذلك الرجل الكريم يحمل نفسه على المحمل الحسن، على ما به من هنات وعيوب.
ـ
ليس الفرس بجله وبرقعه (البجل ما يوضع على الدابة لتُصان به، والبُرقع: قناع الدواب؛ أو لِباسه)، ويُضرب المثل أن الرّجل بجوهره وليس بمظهره.
ـ
هما كفرسي رهان: يُضرب مثلاً للمتساوين في الفضل أو القوة.
ـ
إن العصا من العصية: والعصا اسم فرس أمها فرس اسمها العصية، ويدل المثل على عامل الوراثة، وأن الفرع يؤثر فيه الأصل.
وجاء في الأمثال الشعبية مرتبطاً بالخيل ما يلي:
ـ
عجزت الفرسان عنها، وتلقاها أبا الحصين.
أبو الحصين الثعلب، ويعني المثل: أنّ الأمرَ الخطير يعجز عنه الكبار، ويحاول الصغار القيام به.
ـ
الفرس من خيّالها، والمرة من رِجّالها. أي تُعرف جودة الفرس وأصالتها من أصالة فارسها، وكذلك تُعرف أخلاق المرأة ـ زوجة أو ابنة أو أختاً ـ من تصرف وليّ أمرها.
ـ
كرامة الفرس الأصيل ركوبها.
يعني إكرام الفرس في ركوبها وتدريبها، وهو الغرض من اقتنائها.
ـ
كنه كاسب الكحيلة.
كنه: كأنه، والكحيلة فرس من عتاق الخيل، أي كأنه فاز في السباق على الكحيلة، ويُضرب المثل لمن يُبالغ في شعوره بالزهو والعُجب بنفسه.
ـ
لِزْا الخيل يطلع السابق (أي أجهدها في العدو، ليُعرف السبّاق منها).
اللزا الميدان، واللز الاقتراب والالتصاق بالخيل الجارية. أي لا تحكم على الأمر أو الشخص إلاّ بعد الاختبار.
ـ
لولا خيلهم طرحناهم.
طرحناهم: أسقطناهم على الأرض، والخيل هنا رمز للقوة والمنعة.
ـ
ما ترفع الخيل من راب دمه.
أي أن الخيل لا تنجي من حانت منيته، أي لا منجاة من قدر الله.
ـ
ما يعرف للخيل إلاّ ركابه.
أي لا يستطيع القيام بهذا الأمر، إلاّ صاحبه المتخصص فيه.
ـ
مع الخيل يا شقرا.
أي مِثْل الفرس المسماه (شقرا)، والتي تتبع الخيل أين سارت؛ ويدل المثل على السلبية والإمعة، يُضرب للشخص ينساق مع كل رأي أو دعوة دون معرفة أو علم.
ـ
مُغَسّل ضرع الحصان.
أي أن من يَغْسل ضرع الحصان لا يسلم من نجاسة بوله، وأجرته على ذلك لا تكفي لطهارته. ويُضرب المثل لمن يضع نفسه في مواقف هو في غنى عنها.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الأصيلة, الخيول, العربية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الخيول العربية الأصيلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
منع فتاة محجبة من الدخول عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 08-28-2015 06:59 AM
الدخول الشكلي في الحكومات عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 08-21-2015 07:15 AM
الكيمياء .. بحث عن الجدول الدوري Eng.Jordan رواق الثقافة 2 02-03-2013 02:42 PM
هام جدا للمسلمين(الرجاء الدخول) حفيظة شذرات إسلامية 4 03-06-2012 08:43 PM
الخيول المتعبة لم تصل بعد Eng.Jordan أخبار ومختارات أدبية 1 02-11-2012 02:07 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59