فطنة أعرابي...

أعرابي , فطنة

دخل رجل على داود بن يزيد المهلّبي فقال له:
من أنت يا فتى؟
قال الأعرابي :
شاعر ، قصدتك بأبيات من الشعر،
قال داود ، مهلاَ قليلاَ، ثم دعا بقوس فأوترها وأشار إليه وقال له:
قل، فإن أحسنت أعطيتك الكثير،
وإن أخطأت رميتك بهذا السهم ، فتبسم الأعرابي وقال:

أمنت بداود وجود يمينه ... من الحدث الموهوب والبؤس والفقر
وأصبحت لا أخشى بداود نبوة... ولا حدثاناَ إن شددت به أزري
له حكم لقمان وصورة يوسف... وملك سليمان وصدق أبي ذرّ
فتى تهرب الأموال من جود كفه... كما يهرب الشيطان من ليلة القدر
فقوسك قوس الجود والوتر والندى... وسهمك فيه الموت فاقتل به فقري
**********
فضحك داود ورمى بسهمه مع القوس من يده،
وقال:
يا فتى العرب ، بالله ، هل كان ذكر القوس في الأبيات ؟
قال الأعرابي لا والله..
ففرح داود بذلك،
وقال ،
بالله أيّما أحب إليك؟
أعطيك على قدرك ، ام على قدري؟
قال الأعرابي:
بل على قدري ،
قال داود : كم على قدرك؟
قال الأعرابي: مئة ألف درهم،
فأمر له بها ثم قال:
ما منعك أن تقول على قدري؟
قفال الأعرابي :
أيها الأمير ، أردت أن أقول ذلك،
فإذا الأرض لم تساوي قدر الأمير ،
فطلبت على قدري!
فقال داود:
لله درّك ،
والله إن نثرك لأحسن من نظمك،
وأمر له بمئة ألف ثانية، وأمر أّّلا ينقطع عنه
*******
راقت لي
دمتم بخير

المصدر: ملتقى شذرات

صَاغَتِ الفِطْنَةُ البَديعَةُ فِيه أَنْفَسَ الدُّرِّ فِي قَلائِدِ تِبْرِ

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبق الزهر

صَاغَتِ الفِطْنَةُ البَديعَةُ فِيه أَنْفَسَ الدُّرِّ فِي قَلائِدِ تِبْرِ