العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 05-26-2012, 11:57 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي بعد فوز جبهة التحرير.. الجزائر في مفترق طرق


التحرير.. الجزائر 1_201249_24566.jpg

أحمد عبد العزيز

جاءت نتيجة الانتخابات الجزائرية مؤخرًا لتَضَع البلاد في مفترق طرقٍ؛ فلا هي كانت ديمقراطية بشكلٍ حقيقيٍّ، ولا هي تركت الشعب يَسْتَعيد حريته واستقلاله على غرار الربيع العربي.. الأمر الذي يُنْذِر بنتائج لا تُحْمد عقباها، خاصةً بعد مطالبات كثيرة من قادة الأحزاب والتيارات المعارضة خاصةً الإسلامية منها بإلغاء هذه الانتخابات وإعادتها مرة أخرى خلال ستة أشهر؛ لأنه تَمَّ تزويرها، لدرجة أنَّ أحد قادة الأحزاب التي شاركت في هذه الانتخابات وصفها بانتخابات مبارك إشارة إلى الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وتَفَنُّنه في تزوير الانتخابات بمصر قبل الثورة، فقد أبقت نتائج هذه الانتخابات الحزب الحاكم في السلطة كما هو بعد فوزه بالمركز الأول يليه حليفه حزب التجمع ثم الأحزاب الإسلامية بـ18% وهي أقل نسبة يحصل عليها الإسلاميون في انتخابات جزائرية خلال السنوات الأخيرة.
(ويبدو أنَّ الأيام القادمة ستشهد مزيدًا من التوتر وربَّما الصدام بين المعارضة وعلى رأسها التيارات الإسلامية وبين النظام في الجزائر بسبب نتيجة هذه الانتخابات التي يرَى التيار الإسلامي أنَّها تَمَّ تزويرها على نطاق واسع في حين يرَى الحزب الحاكم أنَّها جاءت نزيهةً وشفافةً، مؤكدًا أنَّ فوز جبهة التحرير فوزٌ حقيقيٌّ وبيَّن وجهتي النظر المتعارضتين؛ حيث فقدان الثقة والمطالبة بالتظاهر وانتزاع الحرية وإعادة سيناريو الربيع من جانب التيارات الإسلامية وباقي المعارضة والنظام الحاكم الذي يرَى أنَّ ما حدث تحول كبير وتاريخي من جانب آخر.
ويبدو أنَّ هذه الدائرة المفرغة ستطول وأنَّ الجزائر ستشهد ملاسنات وصدامات بين الطرفين خلال الأيام القادمة، فمن جانبها شنَّت الأحزاب الاسلامية حملةً ضاريةً على نتائج الانتخابات، مؤكدين على وقوع عمليات تزوير واسعة خاصة أنَّ نتائجهم هذه المرَّة هي الأقل قياسًا لباقي الانتخابات السابقة.. الأمر الذي دفع بجمال بن عبد السلام رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة إلى المطالبة بإلغاء نتائج الانتخابات.
كما دعا ابن عبد السلام الفائز حزبه بـ 7 مقاعد فى الانتخابات إلى إجراء انتخابات تشريعية فى غضون الشهور الستة القادمة على أن تشرف عليها حكومة وحدة وطنية، مشيرًا إلى أنَّ حزبه بدأ الاتصالات مع الأحزاب الأخرَى من أجل بَلْورة موقف مسئول يَنْأى بالجزائر عن المخاطر. واعتبر رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة أنَّ عدد المراقبين غير كافٍ لتغطية مكاتب التصويت البالغة أكثر من 50 ألف صندوق.
ومن جانبها قالت لويزة حنون زعيمة "حزب العمال" اليساري: "إنَّ التزوير كان كاسحًا وهو بمثابة انقلاب على الإرادة الشعبية ودعوة غير مباشرة إلى الثورة على الأوضاع". وذكرت أنَّها "مُقْتَنِعة بأنَّ الشعب لن ينساق وراء ذلك لأنه واعٍ". وكشفت حنون عن اتصالات مع "تكتل الجزائر الخضراء " الذي يضمّ ثلاثة أحزاب إسلامية بغرض التشاور بخصوص ما اتَّفقت على وصفه المعارضة بأنَّه تزوير مفضوح لصالح حزبي السلطة. وحصل حزب العمال على 20 مقعدًا وبذلك تراجع نسبيًّا عن نتائج انتخابات 2007 التي أعطته 26 مقعدًا.
التحرير.. الجزائر 1_201257_25210.jpgوفى نفس السياق ندَّد عبد المجيد مناصرة رئيس الحزب الإسلامي المعارض المحسوب على حركة الإخوان بـ "برلمان يشبه برلمان الرئيس السابق حسني مبارك فى عام 2010.. مشيرًا إلى أنَّ البرلمان الجزائرى يغلق اللعبة السياسية في البلاد ويقضِي على التعددية ويقزِّم المعارضة. وحذَّر مناصرة من مصير شبيه بمصير مبارك وحاشيته بحكم انسداد الأفق السياسي بالجزائر، وأضاف أنَّ الجزائريين أداروا ظهرهم للتغيير؛ على عكس مناخ التغيير السائد بالمنطقة العربية.
من جهته دعا "تكتل الجزائر الخضراء" الإسلامي على صفحته في "فيس بوك " مناضلي الأحزاب التي تُشكِّله وهي حركة مجتمع السلم وحركة النهضة" وحركة الإصلاح إلى التقيد بقرارات القيادة وضبط النفس وانتظار التعليمات مركزيًّا وعدم الانسياق وراء النداءات المغرضة بعد التزوير الفاضح والتعتيم على النتائج الحقيقية التي تَمَّ استبدالها في الغرف الخاصة وإبعاد كل المراقبين وأعضاء اللجان من حضوره فرز الأصوات. وقال أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم، أهم حزب في "تكتل الجزائر الخضراء"، وقال الذي يضمّ أحزابًا إسلامية: "ما زلنا راسبين في السنة الأولى ديموقراطية (...) وحصل تراجع عن الديمقراطية نحو الاتجاه الأحادي".
وأضاف: "راهنا على أن يكون 10 آيار ربيعًا ينبت الأزهار، إلا أنَّ الربيع الجزائري صار مؤجلاً"، في إشارة إلى الربيع العربي الذي أوصل الاسلاميين إلى السلطة في تونس ومصر والمغرب. وكان تكتل الجزائر الخضراء أصدر بيانًا بُعَيد إعلان نتائج الانتخابيات قال فيه: "تأكَّد لدينا بأنَّ هناك تلاعبًا كبيرًا في النتائج الحقيقية المعلنة على مستوى الولايات وتزايدًا غير منطقي للنتائج لصالح أحزاب الإدارة".
واعتبر أبو جرة سلطاني أنَّ "هذه أغلبية لا تضمن الاستقرار ولا تساعد على بناء ديمقراطية تشاركية". واستغرب كيف أنَّ 31 ولاية من بين 48 تضمّها الجزائر لم يَفُز فيها التكتل الاسلامي بأي مقعد. وأعطى مثالاً مدينة البليدة (50 كلم جنوب غرب الجزائر) معقل حزب أبو جرة الذي لم يَفُز فيها بأي مقعد.
وأعلن التحالف الإسلامي أنه "سيتشاور" مع الأحزاب الأخرى "من أجل قراءة سياسية لهذه النتائج لاتخاذ ربَّما مواقف مشتركة".
كما ستعقد الحركات الثلاث الإسلامية اجتماعات "طارئة" لمجالس الشورى الخاصة بها.
وترَى بعض قوى المعارضة الجزائرية أنَّ الحزب الحاكم اعتمد أسلوبًا جديدًا فى التزوير، يقوم على تزوير نتائج بعض الدوائر وترك الأخرى بلا تزوير مع إرسال ضباط الجيش إليها كناخبين مدنيين، بما يجعل الشكل العام يشير إلى أن الانتخابات جَرَت بنزاهة ودون تزوير.
وقام النظام الجزائري بالعديد من الخطوات للتأكُّد من أن خطوته بالتزوير ستمرّ مرور الكرام، ولعل أوَّلها رفع أجور العاملين فى القطاع العام وزيادة الدعم بسَخَاء على المواد الغذائية، ودفع إعانات للشبان العاطلين عن العمل، استغلالاً للاحتياطي الكبير من النقد الأجنبي الذى يقدَّر بنحو ١٥٠ مليار دولار، مما مكن الحكومة من امتصاص قدر كبير من الغضب الشعبي.
كما أنَّ استباق «بوتفليقة» الانتخابات البرلمانية بإعلانه نِيَّته عدم ترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية المقررة عام ٢٠١٤، ساهم فى إجراء عمليات تزوير «مُطمئن» للانتخابات، فى ظلّ الرسالة الإعلامية التى تبثها وسائل الإعلام الجزائرية بأنَّ الشعب حصل على ما يريد من حرية «بدون تكلفة» كتلك التى دفعتها شعوب أخرَى فى المنطقة مثل المصري والليبي والتونسي.
غير أنَّ الداعم الرئيسي للنظام في توجيهه للانتخابات هو حقيقة أنَّ الحزب الحاكم و«بوتفليقة» نفسه يعدان بمثابة «واجهة» لحكم الجنرالات فى الجزائر، بما يجعل النظام ككل مطمئنًا إلى موقف الجيش، الذى كثيرًا ما يعدّ حاسمًا في الثورات في مختلف أنحاء العالم.
والجيش الجزائري متمسك بشدَّة بمنع وصول الإسلاميين إلى الحكم، وهو ما بدَا جليًّا في بداية التسعينيات من القرن الماضي عندما قرَّر حل حزب الإنقاذ الجزائري وإبطال نتيجة الانتخابات التي اكتسحها الحزب الإسلامي؛ حيث جرت هذه الانتخابات بطريقة ديمقراطية نتيجة لإجرائها بعد انتفاضة شعبية منادية بالديمقراطية عام ١٩٨٨.
وتبدو الأزمة التى تُواجه المعارضة الجزائرية أنَّ أي تحرُّك بالشارع سيكتسب بالأساس الطابع الإسلامى، خلافًا لبقية الثورات العربية التى اتخذت طابعًا شعبيًّا عامًّا، وهو ما سيجعل مواجهة الإسلاميين أيسر كثيرًا على الجيش، إذا ما فكّروا فى الخروج إلى الشوارع لبدء «الربيع الجزائري»، حيث إنَّ الإسلاميين كانوا القوة الوحيدة التى يعوَّل عليها فى الشارع الجزائري.
وعلى الجانب الاخر تحاول جبهة التحرير الفائزة بالانتخابات احتواء الموقف وتهدئة الأوضاع وإقناع الشعب بشفافية الانتخابات ونزاهتها من ناحية وبحرصها على الوحدة الوطنية من ناحية أخرى بعرضها عدم تشكيلها الحكومة وإسناد ذلك إلى الرئيس بوتفليقة وأنه هو المنوط بذلك والدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في مُحاولة للتخفيف من صدمة النتائج، ومن ناحيته أعلن بوتفليقة عن نيِتَّه اعتزال العمل السياسي وأنَّ الفترة الرئاسية الحالية هي الأخيرة بالنسبة له في محاولة منه لتهدئة الأوضاع، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستنجح هذه المحاولات في إخراج الجزائر من أزمتها الراهنة ومفترق الطرق الذي وضعت فيه؟

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مفترق, التحرير, الجزائر, بعد, جبهة, فوز, طرق


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع بعد فوز جبهة التحرير.. الجزائر في مفترق طرق
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بلحاج يدعو للدفاع عن حق جبهة الإنقاذ بالعمل القانوني في الجزائر عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 01-23-2017 07:53 AM
من انتفاضة التحرير إلى سياسات مبارك عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 09-28-2014 05:08 AM
الجيش يواصل غلق ميدان التحرير عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 07-30-2014 12:06 PM
إغلاق التحرير عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 07-01-2014 04:01 AM
حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم يفوز بالانتخابات التشريعية في الجزائر يقيني بالله يقيني أخبار عربية وعالمية 0 05-12-2012 08:45 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59