#1  
قديم 03-12-2015, 08:27 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,139
ورقة بعض أساطير التحالف الإيراني


بعض أساطير التحالف الإيراني
ـــــــــــــــ

(ياسر الزعاترة)
ــــــــ

التحالف الإيراني 1_917526_1_34.jpg


عندما تأخذ دولة ما أو حزب أو قائد موقفا بائسا يتعارض تماما مع المبادئ التي يعلنها، فسيكون من الطبيعي أن يشرع في تدبيج الأكاذيب الرامية إلى تبرير ما يفعل، وهذا هو بالضبط ما حصل مع إيران وأتباعها في المنطقة منذ اندلاع ثورة سوريا وحتى الآن، وزاد الأمر سوءا مع أحداث العراق التالية بسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل ومناطق أخرى، وصولا إلى احتلال الحوثيين لصنعاء وسيطرتهم النسبية على اليمن.

من يتابع الإعلام الإيراني، وما يدور في فلكه من إعلام عراقي ولبناني يصاب بالدهشة من ذلك الكم من الهراء الذي يتدفق، ليس من خلال تقارير ورسوم وأخبار كاذبة وحسب، بل أيضا (وهنا المفارقة) من خلال تصريحات لسياسيين ورجال دين من العيار الثقيل، لا يُعرف كيف يقبلون على أنفسهم ترديد ذلك الهراء على مسمع ومرأى من العالم أجمع، فضلا عن نشره من خلال وكالاتهم الرسمية.

لا يخطب الجمعة في طهران أي أحد، فهي منبر للمحافظين يبثون من خلاله رسائلهم السياسية الأسبوعية، وحين يصل الحال بأكثر الخطباء هناك أن يرددوا بشكل أسبوعي أن التكفيريين أو تنظيم الدولة يتلقون الدعم من أمريكا والصهيونية والسعودية، فلا شك أننا إزاء ضرب من الهراء لا يقبله عاقل، لكنه المأزق الذي يستدعي الكذب كما سبق وأشرنا.

هذه القصة تحديدا، أي دعم تنظيم الدولة، ومن يسمونهم التكفيريين من قبل أمريكا والصهاينة والسعودية هي من أكثر الاساطير إثارة للدهشة، والتي لا تتوقف عن التردد من خلال منابر وتصريحات التحالف الإيراني، ولا نعتقد أننا في حاجة لأي منطق للرد على ذلك، ليس لأن السعودية هي أكثر المتضررين من هذه المجموعات التي تكن لها العداء، بخاصة تنظيم الدولة، بل أيضا لأن أمريكا هي من أنشأ التحالف لردعها. صحيح أن أمريكا لا تبذل ما يكفي من جهد على هذا الصعيد، لكن الصحيح أيضا أنه لولاها لما هُزم تنظيم الدولة في عين العرب، ولما حيل بينه وبين الوصول إلى بغداد، وما التلكؤ في الضربات سوى جزء من أدوات السياسة لأن أمريكا لا تريد إعادة العراق إلى إيران دون ثمن، والثمن المطلوب هو الاتفاق النووي، مع تفاصيل أخرى بكل تأكيد تتعلق بالحالة الداخلية ووضع العرب السنّة، وبالطبع من منطلق إدراك أن استقرارا لن يحدث من دون إنصاف تلك الفئة.

ثمة أسطورة أخرى هنا تتعلق بالأفكار، ونسمعها يوميا تتردد في إعلام وتصريحات التحالف الإيراني أيضا، وهي أسطورة أن التكفير والقتل يتبع الفكر الوهابي، وينهل منه، وبدأ ابن تيمية يتمتع بخاصية على هذا الصعيد، ربما لأن للرجل موقف خاص من الشيعة، مع أنه لم يكفر عوامهم.

يعلم التحالف إياه أن هذا اللون من العنف لا ينشأ نتاج الأفكار، بل نتاج الظروف الموضوعية، وهي هنا في الحالة الراهنة، طائفية المالكي وبعدها دموية بشار الأسد، بينما كان هذا البرنامج كله في حالة تراجع قبل ذلك. دعك من هنا من جرائم المليشيات الشيعية التي لا يقول لنا أولئك من أي فكر ينهل أصحابها؟!!

الأسطورة الأكبر التي سقطت ولا زالت تتردد قبل ذلك، هي أسطورة المؤامرة على المقاومة والممانعة، ورمزها الأكبر بشار الأسد، بينما يُفتضح أمام العالم كله موقف أمريكا منه ورفضها التخلص منه، بل رفض المس به بأي حال، وصولا إلى مساعدته من خلال بعض الضربات، بدليل اعتراف بشار نفسه بأنه استفاد من تلك الضربات، وإن شكك كالآخرين في جديتها.

خدمة التكفريين للكيان الصهيوني هي أسطورة أخرى، في حين نعلم أن الكيان يخشاهم أكثر من أي أحد آخر، وبالطبع لأنه لا عنوان لهم يمكن الضغط عليه والتعامل معه، في حين يعلم الجميع أن مَنْ خدمه هم من وقفوا ضد الثورة السورية، وحوّلوا سوريا إلى ثقب أسود يستنزف المنطقة برمتها لصالح الصهاينة.

ثمة أساطير أقل شأنا تتبع ذلك، من بينها أسطورة دعم أمريكا لتنظيم الدولة، وإسقاط السلاح والمؤن له في العراق، وهي قصة تكاد تتكرر يوميا في العراق من قبل سياسيين وأمنيين، بل وصل الحال بنواب حد الحديث عن أدلة؛ لم يبرزوها لنا بطبيعة الحال.

الأسطورة الجديدة هي أسطورة الثورة في اليمن، وهي أسطورة لا تنطوي على كذب وحسب، بل تنطوي على قدر هائل من الوقاحة، إذ يعلم الجميع أننا إزاء أقلية لا تتعدى 10 في المة من السكان سيطرت على البلد بقوة السلاح، هو الذي كان يتلمس طريقه في تجاه استكمال ثورة عظيمة، وكان تحالف تلك الأقلية مع المخلوع الذي ثار اليمنيون ضده، هي الأكثر تأكيدا للفضيحة.

هكذا تتبدى فضائح هذا التحالف وأساطيره بشكل يومي، لكن القوم لا يتوقفون عن ترديدها، كأنهم يعتقدون أن كثرة ترديدها ستحوّلها إلى حقائق، مع أن هذا اللون من الكذب المفضوح لا يزيد الناس إلا ازدراءً لمن يكرره، وأن عاقلا لن يقبله، إلا أن يكون صاحب موقف مسبق تسكنه عقد مزمنة، بعضها طاعن في التاريخ.

من هنا، لم يعد من العسير القول، إن إيران وتحالفها قد أصبحوا في حالة عداء سافر مع غالبية الأمة، بل في حالة حرب حقيقية. والنتيجة أننا إزاء أقلية في الأمة تعلن الحرب على الغالبية، ولن تربحها بأي حال مهما طال أمدها، وإن تسببت في معاناة لا توصف للجميع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أساطير, التحالف, الإيراني


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع بعض أساطير التحالف الإيراني
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التحالف الأمريكي الإيراني على أهل السنة عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 05-25-2014 07:33 AM
أساطير شيعية.. عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 01-11-2014 09:42 AM
البابا فرانسوا في تصريح مفاجئ: لا وجود لجهنم وآدم وحواء مجرد أساطير Eng.Jordan أخبار منوعة 0 01-03-2014 11:57 PM
في فض أساطير المرحلة .. بقلم/ فهمي هويدي عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 11-05-2013 09:41 AM
أساطير يهودية عن مقبرة جبل الزيتون ورفض فلسطيني Eng.Jordan أخبار الكيان الصهيوني 0 06-11-2012 11:34 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59