#1  
قديم 11-05-2012, 08:28 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,419
افتراضي تحسين جودة القرارات الاستثمارية باستخدام معلومات المحــاسبـــة الإداريـــــة


حمل المرجع كاملاً من المرفقات
إعـداد
أ.د. جبــرائيل جــوزيف كحـــالــه
جامعـــة العلــوم التطبيقيـــة الخـــاصــة
قـســــم الـمحــاسبـــــة
المـلــخص

في ظل المتغيرات الاقتصادية التي تتسم بظروف عدم التأكد والمخاطرة التي يعيشها العالم اليوم، نشأت الحاجة الى خلق مناخ استثماري يتسم بالمصداقية والملاءمة والشفافية في المعلومات المحاسبية، الأمر الذي يساعد على اتخاذ القرارات الاستثمارية ويكون مدعاة لجذب الاستثمارات ، وبالتالي تحقيق التنمية الاقتصادية ، خاصة وان اهتمام الاعلام المحاسبي يتركز أساسا في عملية القياس والإفصاح المحاسبي .
وعلى الرغم من اهمية المعلومات المحاسبية التاريخية التي تشكل حاليا المحتوى الإعلامي المحاسبي للتقارير والقوائم المالية ، فإن القدرة التنبؤية لهذه المعلومات المحاسبية التاريخية تبقى محدودة ، ويقتصر دورها على الاتجاه العام فقط .
وإزاء ذلك ، ومن منطلق الازمة الاقتصادية المالية التي يشهدها العالم حاليا ، فان الادعاء بأن معلومات المحاسبة الادارية تخص ادارة الشركة فقط بات ادعاء غير مقبول نتيجة للاوضاع التي تكشفت عن الأزمة . بل بات المنطق الصحيح والمقبول القول بأن معلومات المحاسبة الادارية تخص الاطراف الخارجية من مستثمرين ومقرضين ودائنين ... تماما كما تخص الادارة ، لما في ذلك من ضمانة لهذه الأطراف في المحافظة على حقوقهم .
ونتيجة لذلك ، اصبح من الاهمية بمكان تطوير المحتوى الاعلامي للتقارير والقوائم المالية ليصبح قادرا على توفير المعلومات المحاسبية اللازمة لترشيد القرارات الاستثمارية والائتمانية للمستثمرين الحاليين والمرتقبين من خلال :
1. توفير المعلومات المحاسبية التي تبين التوقعات المستقبلية لأرباح الشركة ، وتساعد على تقييم اداء هذه الشركة خلال الفترة المعدة عنها التقارير والقوائم المالية ، وبما يساعد متخذي القرارات الاستثمارية على اجراء التعديلات اللازمة على توقعاتهم وتقدير درجة المخاطرة وعدم التأكد .
2. توفير المعلومات المحاسبية التي تبين حجم وتوقيت التدفقات النقدية المستقبلية ، حيث يعتبر صافي هذه التدفقات مؤشرا على قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها الخارجية وعلى تمويل احتياجاتها التشغيلية مما يؤدي الى تحقيق الارباح وبث الثقة لدى المستثمرين على مصير استثماراتهم .
Summary:
Under the uncertainty that the world witnessed nowadays and with the rapid economic changes, the needs for an investment atmosphere featured by truthfulness, suitability, and transparency in the accounting information emerged. Such an atmosphere would create a temptation investment environment, which is expedient for the decision making. This, in turn, would lead to a high economic growth; especially accounting media rely heavily on disclosure and measurement.
In fact, the historical accounting information represents the accounting information contents for the financial statement reporting. However, the prediction power for this historical information is very limited although it provides the investors with an indicator for the general trend. From this perspective, especially with the current global financial crises, claiming that the information that is provided by the managerial accounting is an internal information and should not be published is unacceptable due to what the current financial crises revealed. It is rather, more acceptable and rational, with the current circumstances, to claim that the information which is provided by the managerial accounting is relative for the external users as it is for the internals, and therefore, should be published in order to maintain their rights and their investments.
Accordingly, it is vital to develop and improve the contents of the financial statements reporting in order to be able to provide the current and the probable investors with the accounting information that help in making decisions through:

- the availability of the accounting information that help in predicting the future income for the project and evaluate its performance for the reported period . In addition, it helps the decision makers to adjust their predictions and evaluate the degree of risk and uncertainty that they face.
- The availability of the accounting information that explains the future cash flows of the project, as the net cash flows is considered as an indicator to the capability of the project to meet its external liabilities and obligations, in addition to financing its operating requirements. This, in turn, would increases the investors’ income and enhances their confident toward their investments.







مشكلة الدراسة :

في ظل التغيرات الدولية والمحلية التي باتت تؤثر في النظام الاقتصادي سواء في الأردن أو غيره من دول العالم ، أصبح من الأهمية بمكان الاهتمام بالبعد الإعلامي المحاسبي باعتباره احد الأبعاد التي ترتكز عليها المحاسبة كأداة للتوصيل والاتصال لتوفير احتياجات المستثمرين الحاليين والمرتقبين وغيرهم ... من معلومات تساعدهم في اتخاذ القرارات الاستثمارية وغيرها ... وتعظيم قدرتهم على تحليل فرص الاستثمار المتاحة في الشركات المطروحة اسهمها في سوق الاوراق المالية، الأمر الذي يحقق جذبا لمدخرات الافراد في اتجاه تدبير رؤوس الاموال لتمويل الشركات .
لذلك ، فمن الاهمية بمكان توافر نظام معلومات محاسبي يسمح بتوفير القدر الكافي من المعلومات الملائمة لترشيد الاختيار بين البدائل الاستثمارية وبما يتفق وسلوك المستثمرين نحو المخاطرة ، استنادا الى مبدأ الافصاح عن المعلومات التي توفرها التقارير والقوائم المالية المنشورة والتي نرى عدم كفايتها وملاءمتها لاتخاذ القرار الاستثماري .
وهكذا برزت اهمية البعد الاعلامي المحاسبي لخلق مناخ استثماري يتسم بالمصداقية والملاءمة والشفافية يساعد على اتخاذ القرارات الاستثمارية خاصة انها قرارات تتعلق بالمستقبل . لذلك يجب عدم المبالغة في اهمية المعلومات المستمدة من النظم المحاسبية التاريخية ، بل يجب الاهتمام بالمحاسبة كنظام للاعلام والتوصيل والافصاح عن نتائج الاحداث الاقتصادية الماضية والحاضرة والمستقبلية الى مجموعة الافراد الذين سوف يستخدمون هذه المعلومات بطرق مختلفة ولأغراض مختلفة .
أهميــة الدراسة :
تعتبر المحاسبة – منذ ظهورها – اداة فعالة في تجميع وتشغيل وتوصيل المعلومات لإدارة الشركة وللأطراف الخارجية ، وذلك بهدف مساعدة الادارة في اداء وظائفها ولتزويد الاطراف الخارجية بالمعلومات اللازمة وبالشكل الملائم وبالصورة الصادقة والعادلة عن نتائج اعمال الشركة ومركزها المالي .
وفي هذا الشأن ، انصب اهتمام المحاسبة على وظيفة القياس المحاسبي الى ان ظهرت نظرية الاتصال او الاعلام ، فأصبحت وظيفة الاتصال المحاسبي وما تتطلبه من افصاح محاسبي تمثل الشغل الشاغل للمحاسبين والمنظمات المهنية ، حيث تهدف الى توصيل المعلومات التي تنتج عن القياس المحاسبي الى مستخدميها بالشكل الملائم وفي الوقت المناسب لمساعدتهم في اتخاذ قراراتهم التي ترتبط حكما بنظرة مستقبلية .
وليس من شك في اهمية مراعاة الاتساق والتوازن والملاءمة في المعلومات المحاسبية لتحقيق الهدف من الاعلام او الاتصال المحاسبي ، وتساعد المحاسبة الادارية ونظام المعلومات المحاسبية على ذلك ، حيث ان لهما دورا متميزا في حياة الشركات ونجاحها ، ويتزايد هذا الدور من خلال التطور الكبير في ثورة المعلومات لتوفير المعلومات المحاسبية الملائمة والتي تحقق الثقة من قبل المستثمرين، لذلك باتت وظيفة الاتصال واحدة من المهام الرئيسة للمحاسبة الادارية ، كما بات التوجه الى جعل هذا الاتصال واضحا ومفيدا الى اقصى حد ممكن واحدا من اهدافها .

الهدف من الدراسة :

تهدف هذه الدراسة الى ابراز البعد الاعلامي المحاسبي من خلال وظيفتي الاتصال والافصاح كركيزتين لدعم اتخاذ القرار الاستثماري . وكمطلب من مطالب الاتجاه المعاصر للمحاسبة كنظام للمعلومات باعتبارها نشاطا خدميا يمثل الاعلام المحاسبي واحدا من اهم محاوره .
وفي هذا الشأن ، فان نجاح الدور الاعلامي الخدمي يتوقف على مخرجات النظام المحاسبي الممثلة في المعلومات المحاسبية المنشورة بالتقارير والقوائم المالية وما يتبعها من تحليلات وتفسيرات من قبل المختصين تعد الاساس الذي تعتمد عليه كافة الاطراف الداخلية والخارجية عند اتخاذ قراراتها .
لذلك ، فمن الاهمية بمكان تطوير القوائم المالية باعتبارها رسالة اعلامية وأداة لتوصيل المعلومات المحاسبية بما يحقق المنفعة للمستثمرين الحاليين والمرتقبين وتقليل المخاطر التي قد يتعرضوا لها ، وذلك من خلال نشر وعرض معلومات المحاسبة الادارية التي تسمح لهؤلاء المستثمرين ولغيرهم تقييم كفاءة اداء ادارة الشركة وقدرتها على تكوين الارباح واتجاهات توزيع هذه الارباح في المستقبل .

منهجية الدراسة :

تعتبرهذه الدراسة نظرية تحليلية ، تعتمد في انجازها على المعلومات المستمدة من الكتب والمراجع العلمية المحاسبية ، وتحقيقا للهدف منها سوف نتناول هذه الدراسة من خلال النقاط التالية :
- البــعــد الإعـــلامي الــمحــاسبـي وأهــميــــة مــحتـــواه
- أثــر معــلومات الــتكلفة الـتاريخيــة في القرارات الاستثمارية
- أثــر معــلومات المحــاسبة الإداريـة في القرارات الاستثمارية
- أهمية القــائمــة المخطــطة للـــدخل على قـــرارات الاستـثمار
- أهمية القائمة المخططة للتدفقات النقدية على قرارات الاستثمار
- التقـارير والقوائــم المــاليــة الــدوريــة وقـــرارات الاستــثمار


البعد الإعلامي المحاسبي وأهمية محتواه :

رغم الاهتمام العالمي بالوظيفة المحاسبية ، الا ان هناك امور كثيرة ما زالت محل نقاش في الفكر المحاسبي حول مدى فاعلية وملاءمة المعلومات المحاسبية للاستخدامات المتعددة وللنماذج القرارية المتباينة سواء كانت تشغيلية او استثمارية ، خاصة وان نطاق الاهتمام بالاعلام المحاسبي لم يعد قاصرا على فئة معينة في ظل ما يعيشه عالم الاعمال اليوم من تغيرات سريعة ومتلاحقة نتيجة التحولات الخطيرة في النظام الاقتصادي العالمي .
وليس ثمة شك في ان الاعلام المحاسبي في ظل هذه التغيرات العالمية والمحلية سوف يصبح له دورا فعالا في توجيه سلوك المستثمرين ، وذلك من خلال درجة المصداقية والملاءمة والشفافية والشمول للمعلومات المحاسبية التي تمثل المحتوى الاعلامي لوسيلة الاتصال بين الشركات والبيئة الداخلية والخارجية التي تعمل من خلالها ، على اعتبار ان المحاسبة هي مجموعة من الانشطة المنوط بها تحديد وقياس وتوصيل المعلومات المحاسبية عن النشاط الاقتصادي للشركة الى العديد من متخذي القرارات من داخل الشركة وخارجها .
لذلك يمكن القول ان البعد الاعلامي المحاسبي يرتبط بمفهوم الاتصال في المحاسبة بهدف التعريف بالشركة ونقل المعلومات عنها ، الامر الذي يؤدي الى تخفيض درجة عدم التأكد لدى مستخدمي هذه المعلومات . وعليه فان مفهوم الاعلام المحاسبي يرتبط بعدم التأكد ، حيث ان كمية الاعلام تؤدي الى الحد من عدم التأكد ، لذلك يمكن النظر الى كمية الاعلام كدالة لعدم التأكد ، بمعنى انه كلما زادت حالة عدم التأكد لدى متخذ القرار عند اختيار بديل معين كلما دعت الحاجة إلى ضرورة زيادة مقدار كمية الإعلام من المعلومات النافعة .
وأيضا ، يرتبط البعد الاعلامي المحاسبي بمفهوم الافصاح في المحاسبة الذي يتمثل في عرض وتوصيل المعلومات بشكل يجعل التقارير والقوائم المالية غير مضللة ومفهومة لدى مستخدميها باعتبارها أهم أدوات الاتصال المحاسبي .
هذا ، ويعتبر الاعلام المحاسبي وظيفة يتمثل مفهومها في التعريف الواضح بأداء الشركة الى كافة الاطراف المهتمة وبما يحقق الاتصال بين الشركة والبيئة الداخلية والخارجية التي تعمل خلالها ، وتستهدف خدمة الادارة والغير في مجال ترشيد القرارات بكل ابعادها ، ووسيلتها في تحقيق ذلك التقارير والقوائم المالية بكافة انواعها ، وتتمثل ضمانات فعاليتها في جودة المحتوى الاعلامي لهذه التقارير والقوائم وملاءمة مضمونها واسلوب العرض ومستوى الافصاح فيها والقدرة على التوصيل للموقف القراري واحتياجات المستخدم في هذا الموقف .
وعلى الرغم من اختلاف اهتمامات المستخدمين الاساسيين للمعلومات المحاسبية ، الا ان هناك احتياجات مشتركة فيما بينهم ، اضافة الى وجود حد ادنى من التجانس في المعلومات التي تخدم تلك الاحتياجات حيث تدور في معظمها حول المعلومات التفصيلية عن نتائج الاعمال والمركز المالي اضافة الى التدفقات النقدية والتقارير التحليلية الملائمة لتلك القوائم .
إن الاحتياجات الرئيسة لمعظم مستخدمي المعلومات المحاسبية متجانسة ، فجميع المستخدمين يحتاجون الى معلومات لتقييم المخاطر النسبية للشركات . لذلك فمن الاهمية بمكان تزويد هؤلاء المستخدمين بالمعلومات ذات الفائدة المتعددة والتي يمكن ان تتكيف مع الفائدة الخاصة . وفي هذا المجال اوضحت جمعية المحاسبة الامريكية A.A.A اهمية دور المعلومات الواردة في التقارير والقوائم المالية قائلة " بأن المعلومات المحاسبية تعد الوسيلة الرئيسة لتخفيض ظروف عدم التأكد التي يواجهها المستثمر الخارجي " .
ويؤدي الإعلام المحاسبي دوره عن طريق توفير المعلومات المالية والمحاسبية التي تمثل المحتوى الاعلامي لرسائل الاعلام المحاسبي ، والتي تؤدي الى كفاءة قرارات الاستثمار من خلال اعلام المستثمرين بالمعلومات اللازمة والملائمة التي تسهم مساهمة فعالة في تمكين هؤلاء المستثمرين من استقراء الايرادات المستقبلية ومدى التغير فيها ، اضافة الى اتجاه التوزيعات واحتمالات الفشل قبل وقوعه . وهكذا يكون الاعلام المحاسبي بمثابة الانذار المبكر الذي يقي المستثمرين من الوقوع في التضليل والغش .
وتبعا لذلك ، فان كفاءة وفاعلية الإعلام المحاسبي هي التي يمكن ان توضح اثر المحتوى الاعلامي للمعلومات المحاسبية في تحسين نوعية القرارات التي يخدمها . وايضا فان هذا المحتوى يلعب دورا هاما في تحقيق الكفاءة والفاعلية للقرارات الاستثمارية ، وبقدر ما تنجح هذه القرارات بقدر ما يتأكد نجاح الإعلام المحاسبي . لذلك ، ومن اجل الحصول على قرارات استثمارية عالية الكفاءة يجب ان يتم تزويد متخذ القرار بعلومات محاسبية تتصف بالملاءمة والموضوعية والمصداقية والشفافية ، على اعتبار ان المعلومات المحاسبية تعد من اهم المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الرشيدة .
ومن ناحية اخرى ، كلما كان التوصيل فعالا كلما زادت درجة استفادة مستخدمي التقارير والقوائم المالية من المعلومات الواردة فيها ، وتتحدد فاعلية التوصيل في التقارير والقوائم المالية بقيمة المعلومات التي تحتويها هذه التقارير والقوائم ، وتتحدد هذه القيمة وفقا لكمية ونوعية المعلومات التي تحتويها التقارير والقوائم ومدى قابليتها للقراءة والفهم والإدراك .


أثر معلومات التكلفة التاريخية في القرارات الاستثمارية :

لن نتعرض هنا الى مناقشة التأصيل العلمي لأساليب أو نماذج القياس المحاسبي – هذا مجال آخر- ولكنا نشير فقط الى بعض الادلة التي تؤكد على ان معلومات التكلفة التاريخية ضرورية ولا بديل عنها عند قياس نتائج اعمال الشركة في نهاية فترة مالية محددة . ولعل اهم هذه الادلة ما يلي :
1. تتناسب التكلفة التاريخية مع مفهوم المحاسبة التعاقدية او التعهدية التي تقوم على ان الشركة تلتزم بعقود والتزامات طويلة الأجل مع الموردين والمستثمرين والعاملين فيها وغيرهم ... وتنشئ هذه العقود والالتزامات معاملات مالية ذات قيم محددة ومعروفة عند ابرام هذه العقود والاتفاقيات ، وبالتالي تكون التكلفة التاريخية اساسا ملائما لتسجيل هذه العمليات المؤيدة والمثبتة في المستندات .
2. تعكس التكلفة التاريخية خبرة الماضي التي لا يمكن تجاهلها أثناء التخطيط ورسم سياسات المستقبل ، فلا تكلفة الاستبدال ولا القيمة العادلة تعبر عما حدث في الماضي ، وبالتالي فان التكلفة التاريخية هي اصدق تعبير عن حقيقة ما حدث واساسا مناسبا لتوقع الاتجاه العام في المستقبل .
3. توفر التكلفة التاريخية بيانات تفصيلية تستخدم ليس فقط لاغراض تحديد الارصدة النهائية لعناصر القوائم المالية , وانما ايضا للرقابة وتتبع العمليات , وبالتالي امكانية تطبيق محاسبة المسؤولية .
4. ان استخدام التكلفة التاريخية في القياس المحاسبي يكون اقل تكلفة في تشغيل نظام المعلومات المحاسبي ، وخاصة من ناحية الخبرة والكفاءة المطلوبتين في المحاسبين . في حين ان استخدام الطرق الاخرى للقياس المحاسبي سوف يتطلب خبرات محاسبية وغير محاسبية عالية ونظام للمعلومات عن البيئة الخارجية المحلية والعالمية , وذلك كله يرفع من تكلفة انتاج المعلومات المحاسبية .

وعلى الرغم من اهمية المعلومات المحاسبية التاريخية التي تشكل حاليا المحتوى الاعلامي المحاسبي للتقارير والقوائم المالية ، فان هذه القوائم والتقارير لا تصلح كمصدر معلومات للمستثمر حتى لو كان قادرا على فهمها طالما انها لا تقدم له – اصلا – ما يحتاج اليه من معلومات للاسباب التالية :
1. ان نتائج المقارنة بين نتائج السنوات المتلاحقة تكون غير سليمة ، لانها ترتكز على اساس لا يخلو من الشوائب والاخطاء ، فنتائج السنة أو السنوات الماضية التي تتخذ اساسا للحكم على نتائج السنة الحالية قد لا تخلو من مظاهر عدم الكفاية والكفاءة ، مما يضعف اساس الحكم ويجعله مرفوض اصلا . فقد تكون هناك اخطاء دائمة تتكرر باستمرار خلال الفترات الزمنية المتلاحقة وبصورة تؤدي الى اخفاء عدم كفاية استخدام الموارد الاقتصادية او عدم كفاءة الاداء .
ولا شك ، فان مقارنة نتائج اعمال فترة زمنية ماضية بنتائج اعمال فترة زمنية اخرى لا تكتشف هذه الشوائب والاخطاء لانها تتكرر في الفترتين بكميتها وقيمتها ونوعها ، او لانها تتكرر سلبا وايجابا بكميات وقيم وانواع متباينة يعوض بعضها البعض . وبذلك لا تظهر نتيجة هذه المقارنة اية فروقات جوهرية ملموسة تستدعي البحث والاستقصاء او تساعد في التقدير والتنبؤ .
2. يندر ان يعيد الماضي نفسه وان تبقى الظروف والعوامل التي سادت في فترتين زمنيتين او اكثر واحدة وثابتة . وبذلك تتعذر مقارنة نتائج هذه الفترات لانها تكون قد تأثرت بظروف وعوامل مختلفة ومتباينة . اضف الى ذلك ما يتسم به عصرنا الحديث من سرعة في التغير والتطور في جميع المجالات التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية ، الامر الذي يحتم ايضا التغير والتطور المستمرين في الظروف والعوامل المؤثرة داخل الشركة وخارجها والتي – بدورها – تؤثر على نتائج اعمالها وتجعلها غير قابلة للمقارنة مع نتائج الفترات الزمنية السابقة .
وعليه ، فاذا سادت الفترة الزمنية ظروف خاصة داخل المشروع او خارجه ، فمن العبث الحكم على كفاية وكفاءة نتائج اعمال هذه الفترة عن طريق مقارنتها بنتائج اعمال فترة سابقة لم تسدها نفس الظروف والاحوال ، او استخدام نتائج هذه المقارنة في التقدير والتنبؤ بنتائج المشروع لفترة لاحقة مستقبلية .
ومما تقدم نتبين أن القدرة التنبؤية للمعلومات المحاسبية التاريخية تبقى محدودة ان لم تكن معدومة ، وان النسب المالية المرتبطة بكل من قائمة الدخل وقائمة المركز المالي وقائمة التدفقات النقدية والتي امكن التوصل اليها لغايات تعظيم درجة الاستفادة الى ابعد حد ممكن من هذه القوائم تبقى مجرد مؤشرات للاتجاه العام لا يمكن الركون اليها لانها مبنية على معلومات تفتقد الى الاتساق والتجانس والموضوعية .
لذلك ، يجب ان تكون هناك وسيلة ادق للحكم على نتائج اعمال الشركة خلال فترة زمنية معينة تراعي فيها الظروف الخارجية العامة والظروف الداخلية التي احاطت بعمليات الشركة ، اي يجب ان تراعي هذه الوسيلة الاعتبارات التي سادت الفترة بصفة خاصة ورسمت احداث العمل وقررت طرقه واساليبه وحددت أهدافه ونتائجه التي يجب ان يسير عليها المسؤولون طبقا لهذه الاعتبارات .
وإزاء ذلك ، ومن منطلق الازمة الاقتصادية والمالية التي يشهدها العالم حاليا ، فان الادعاء بأن معلومات المحاسبة الادارية تخص ادارة الشركة فقط بات ادعاء غير مقبول نتيجة للاوضاع التي تكشفت عن هذه الازمة . بل بات المنطق الصحيح والمقبول – في رأينا – القول بأن معلومات المحاسبة الادارية تخص الاطراف الخارجية من مستثمرين ومقرضين ودائنين تماما كما تخص ادارة الشركة ، لما في ذلك من ضمانة لهذه الاطراف في المحافظة على حقوقهم .
لذلك فمن الاهمية ، بمكان تطوير محتوى التقارير والقوائم المالية باعتبارها رسالة اعلامية واداة للتوصيل المحاسبي بما يحقق المنفعة للمستثمرين والمقرضين والدائنين الحاليين والمرتقبين وتقليل المخاطر التي قد يتعرضوا لها . ويجب ان ينعكس ذلك في التحول من الافصاح الاعلامي السلبي بهدف حماية هؤلاء المستخدمين الى الافصاح التأثيري الذي يهدف الى توفير المعلومات التي تؤثر في سلوك واتجاهات مستخدمي المعلومات واصحاب المصالح من خلال نشر وعرض المعلومات التي تسمح بتقييم كفاءة اداء ادارة الشركة وكفاية استغلال مواردها وقدرتها على تكوين الارباح واتجاهات توزيع هذه الارباح في المستقبل .


أثر معلومات المحاسبة الادارية في القرارات الاستثمارية :

تعمل المحاسبة الادارية على توفير المعلومات التي تساعد الادارة غلى تخطيط مرتكزات عملها واعتماد سياسات مستقبلية لتحقيق اهدافها المرجوة ، ومن ثم فان الحاجة الى استخدام معلومات المحاسبة الادارية في اتخاذ القرارات الاستثمارية باتت ضرورة ملحة .
وتبرز أهمية معلومات المحاسبة الادارية في مجال القرارات الاستثمارية من خصائص الجودة التي تتوافر في هذه المعلومات كما نوضحها في الشكل التالي :


خصـــائــص جـــودة معلومـــات المحاســــبة الإدارية

المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc 11.doc‏ (144.5 كيلوبايت, المشاهدات 123)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
معلومات, المحــاسبـــة, الاستثمارية, الإداريـــــة, القرارات, باستخدام, تحسين, جوية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع تحسين جودة القرارات الاستثمارية باستخدام معلومات المحــاسبـــة الإداريـــــة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انعكاسات الالتزام بالإفصاح المحاسبي عن المسؤولية الاجتماعية على اتخاذ القرارات الاستثمارية Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 07-12-2016 12:14 PM
أثر نظم المعلومات المحاسبية المحوسبة في اتخاذ القرارات الاستثمارية Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 12-13-2015 06:47 PM
دورنظم المعلومات الساندة في تحسين فاعلية اتخاذ القرارات Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 02-11-2013 01:38 PM
جودة المنهج العلمي الجامعي وتقنيات التعليم المستخدمة في تحسين جودة مخرجات العملية التعليمية الواقع Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 11-05-2012 02:38 PM
أثر نظم المعلومات المحاسبية المحوسبة في اتخاذ القرارات الاستثمارية "دراسة تطبيقية على الشركات الأردنية" Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 01-29-2012 11:25 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59