سيمون تيسدال: غزة ستشعل المنطقة

المنطقة , تيسدال: , ستشعل , شيمون

الكاتب: المركز كتب في: أبريل 01, 2018 فى: ترجمات أجنبية
بقلم : سيمون تيسدال، ذَا غارديان

إن الأحداث التي يشهدها قطاع غزة المحاصر يمكن أن تؤدي إلى إشعال الشرق الأوسط، خاصة أنها تأتي في ظل غياب عملية سلام “صادقة”، وتحول موقف السعودية إلى “تأييد إسرائيل.

ما يجري في غزة يشبه إلى حد كبير ما جرى من مواجهات في عامي 2000 (انتفاضة الأقصى)، و2014 (الحرب على غزة).

يوجد سؤالاً يشغل المراقبين يتمثل في مدى قدرة هذه الأحداث على أن تشعل فتيل أزمة في الشرق الأوسط، وأن تجذب كلاً من سوريا ولبنان وإيران؟

قادة إسرائيل من اليمينيين (حزب الليكود الحاكم)، لا يرغبون، أو غير قادرين على التفكير بحل الدولتين، وهو ما يفسر الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الجيش.

وتختلف احتجاجات “يوم الأرض” هذه السنة عن سابقاتها، من حيث التوقيت والسياق؛ فهي تستمر ستة أسابيع، وتنتهي في الذكرى الـ70 للنكبة، بتاريخ 15 مايو المقبل (احتلال فلسطين 1948). كما أنها تأتي في وقت تعتزم فيه الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس باعتبارها عاصمة لـ”إسرائيل”، في وقت تتجاهل فيه مطالب الفلسطينيين.

وتؤكد المواجهات السابقة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها غالباً ما كانت تؤدي إلى نتائج سلبية على عموم المنطقة. باختصار فإن موسم جني النقاط الساخنة صار يلوح في الأفق”.

أكبر قلق من مواجهة جديدة يتمثل في حزب الله اللبناني، عدو إسرائيل وحليف إيران، والمهيمن على المنطقة الحدودية مع إسرائيل”.

ويتمثل التهديد الرئيسي بالنسبة للجنرالات الإسرائيليين في مخزون حزب الله من الصواريخ القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى”. وهذه الصواريخ يبلغ عددها أكثر من 130 ألف صاروخ، إضافة إلى أكثر من 50 ألف مقاتل، الكثير منهم ما زالوا يقاتلون في سوريا.

وإذا ما استمرت المواجهات في غزة واتسعت رقعتها، فإنه يتوقع “أن يحاول حزب الله التدخل، خاصة في ظل وعود إيرانية بمساعدة الحزب في أي مواجهة جديدة”.

وبينما تؤكد إيران دعهما للحزب اللبناني مراراً وتكراراً، فإن “إسرائيل تتوعد بأنها ستستأصله في أي مواجهة”.

لا فائدة من انتظار موقف من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، فبعد أن اجتمع ليلة الجمعة في جلسة طارئة، لم يستطع أن يخرج حتى ببيان مشترك.

موقف السعودية- التي سبق لها أن تقدمت بمبادرة السلام العربية- ووقوفها هذه المرة مع المعسكر المؤيد لـ”إسرائيل” والمعادي لإيران، وهو نفس موقف مصر.

ويعتبر حث السعودية للأمريكيين للتدخل كوسيط مضيعة للوقت؛ بعد أن أظهر الرئيس دونالد ترامب نفسَه كمتحيز وليس كوسيط في هذا النزاع وذلك عندما أعلن في 6 ديسمبر، القدس المحتلة عاصمة لـ”إسرائيل”، وينتظر تنفيذ قراره بشأن نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى المدينة المقدسة في شهر مايو المقبل.

ولكل هذه التداعيات عزم ترامب على إنهاء الاتفاق النووي مع إيران في مايو المقبل، وهو أمر إذا ما حصل فإنه سيطيح بكل الأوراق في الشرق الأوسط.

المصدر: ملتقى شذرات