إجعل شهر رمضان حجة لك عند الله تعالى

الله , تعالى , رمضان , إجعل

من أعظم النعم علينا أن يبلغنا الله تعالى شهر رمضان.
وأن يُعتَقَ رِقَابَنَا ورِقَابَ آبائنا وأمهاتنا وأزوَاجِنَا وذرياتنا من النَّارِ, والمُسلِمِينَ عَامَّةً.
لكن كيف العتق من النيران ؟
من عَرَفَ قَدْرَ شَهرِ رَمَضَانَ استَعَدَّ لِلِقَائِهِ وَسَأَلَ اللهَ تعالى أن يُبَلِّغَهُ إيَّاهُ, فإذا بَلَّغَهُ إيَّاهُ سَأَلَ اللهَ تعالى أن يَتَقَبَّلَهُ مِنهُ.
وهكذا كَانَ أَصحَابُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ - صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَسأَلُونَ اللهَ تعالى سِتَّةَ أشهُرٍ أن يُبَلِّغَهُم شَهرَ رَمَضَانَ, فإذا ما بَلَّغُوهُ وصَامُوهُ وأَحيَوا لَيلَهُ حتَّى أَتَمُّوهُ, سَأَلُوا اللهَ تعالى سِتَّةَ أَشهُرٍ أن يَتَقَبَّلَهُ مِنهُم.
شَهرُ رَمَضَانَ فُرصَةً للتَّقَرُّبِ إلى اللهِ تعالى وللاصطلاحِ مَعَهُ, فالسَّعِيدُ من اغتَنَمَهُ, والشَّقِيُّ من ضَيَّعَهُ.
إسألوا الله أن يوفقنا وإياكم ويشرح صدورنا للصيام والصلاة وتِلاوَةِ القُرآنِ وكَثْرَةِ الطَّاعَاتِ والصَّدَقَاتِ, وقبول الأعمال خالصة لوجهه الكريم
من أَحسَنَ لِرَمَضَانَ, وأحسَنَ استِقبَالَ رَمَضَانَ, وتَأَدَّبَ مَعَ هذا الضَّيفِ العَظِيمِ, فاجتَنَبَ المُحَرَّمَاتِ, ولَزِمَ الطَّاعَاتِ والقُرُبَاتِ,وأَكثَرَ من الخَيرَاتِ والأَعمَالِ الصَّالِحَاتِ, واستَقَامَ قَلبُهُ ولِسَانُهُ.
كَانَ شَهرُ رَمَضَانَ حُجَّةً لَهُ, وكَانَ قَائِدَاً لَهُ إلى جَنَّةٍ عَرضُهَا السَّمَاواتُ والأرضُ, لِيَكُونَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً.
جَدِيرٌ بِكُلِّ وَاحِدٍ فِينَا أن يَجعَلَ شَهرَ رَمَضَانَ حُجَّةً لَهُ عِندَ اللهِ تعالى, وذلكَ بالتِزَامِ هذا الدِّينِ الحَنِيفِ في جَمِيعِ شُؤُونِهِ من أَقوَالٍ وأَفعَالٍ وأَحوَالٍ.
جَدِيرٌ بِكُلِّ وَاحِدٍ فِينَا أن يَسمُوَ بِحُبِّهِ للهِ تعالى, وأن يُؤثِرَ طَاعَةَ اللهِ تعالى على طَاعَةِ كُلِّ مَحبُوبٍ سِوَاهُ, وأن يَتَحَقَّقَ بِقَولِهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبَّاً للهِ﴾
جَدِيرٌ بِكُلِّ وَاحِدٍ فِينَا أن يُتَرجِمَ هذا الحُبَّ في سَبِيلِ الوُصُولِ إلى مَرضَاةِ اللهِ عزَّ وجلَّ,
من خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾.
ومن خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾.
ومن خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.
ومن خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾.

المصدر: ملتقى شذرات