#1  
قديم 10-12-2019, 08:19 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,147
24 مواقف من التاريخ


مواقف من التاريخ
____________

(د. ياسر حسين)
_____________

13 / 2 / 1441 هـــ
12 / 10 / 2019 م
________________

التاريخ 554.png

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن دراسة التاريخ -خاصة سيرة الأنبياء- ضرورة في معرفة سنن الله الشرعية والكونية التي لا تبديل لها، (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) (فاطر:43)، وهذا مِن أهم ما تُعرف به السياسة الشرعية مِن السياسة الدنيوية عديمة المبادئ التي يتصور البعض أنه لا بد منها لمَن خاض عالم السياسة.

كما أن هذا من أهم ما تحتاجه الأمم والشعوب والجماعات، ويحتاجه قادتها في موازنة الأمور؛ فكم مِن قراراتٍ اتخذها قادة دمَّرت جماعتهم وأهلكت أمتهم، والمترَفون إذا تصدروا المشهد وصاروا صُنَّاع القرار دون وازعٍ مِن دينٍ أو حدودٍ مِن شرعٍ؛ فسقوا وخرجوا عن الشريعة فأُهلكت أممهم، قال -تعالى-: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) (الإسراء:16).

وكذلك مِن المخاطر الكبيرة في إهمال الموازنات أن يتخذ بعض القادة قراراتٍ متهورة خرقاء تؤدي إلى صدامات غير محسوبة العاقبة، وأحيانًا تكون محسوبة العاقبة ضد شعوبهم أو جماعتهم؛ تؤدي بهم إلى الخراب والدمار، وما الحرب العالمية الثانية منا ببعيدٍ؛ فقد دمرت دُوَلًا وانتهكت حرمات شعوب بما استوعب الشعب كله في الانتهاك والتدمير، بسبب عقلية خرقاء للقائد النازي "هتلر" ومَن اقتنعوا بفكرته الجنونية التي أنزلتْ أكبر المآسي بالبشرية؛ بقتل أكثر من 80 مليونًا من البشر، غير الخراب الذي حَلَّ بألمانيا وإيطاليا واليابان، بل ودول الحلفاء أيضًا!

لو تَأَمَّلنا قرار حُيي بن أخطب وكعب بن أسد في قصة الأحزاب في نقض العهد مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والدخول في المعركة لصالح الأحزاب المشركين الذين رجعوا وتركوهم لمصيرهم المحتوم الذي قصه الله علينا: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا . وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا . وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا) (الأحزاب:25-27) - لو تأملنا هذا القرار الجاهل الظالم مِن القيادة المُجرِمة؛ لوجدناه أدَّى إلى هلاك طائفتهم ومحوها مِن الوجود؛ لخطأ الحسابات، والجهل بسنن الله الشرعية والكونية، وقبل ذلك الكفر والتكذيب برسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وإن تَجَلَّد متخذ القرار وزعم أنها المَلحَمة التي كُتبت على بني إسرائيل؛ يحتج بالقدر ليتنصل من مسئولية القرار الخاطئ المدمر!

وكم مِن طوائف لا تتعلم مِن التاريخ، بل ولا تستفيد مِن دروس الأحداث التي مرت بها هي نفسها، ولا تزال تتخذ القرارات الخاطئة التي تُبنى على العواطف دون الشرع والعقل، والعاطفة الجاهلة تجني على أصحابها -وغيرهم- أشد الجنايات وأسوأها، وتهدم مستقبل أفراد وجماعات، وتضيع ما بأيديهم مِن نِعَم، وتحل أنواع الشرور مِن: الجوع، والخوف، وأنواع الضراء بعد الأمن والعافية.

ونحاول أن نستفيد مِن قصص الأنبياء -مما قص الله علينا في القرآن- بما نتعلم منه خيارات اتخاذ القرار المتسعة في الأحوال المختلفة، قال الله -تعالى- في قصة موسى والخضر -عَلَيْهِما السَّلَامُ-: (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا . قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا) (الكهف:71-72)، وقال في تفسير ما فعله: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) (الكهف:79).

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- في قصة موسى والخضر -عليهما السلام- قال: (فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَمَرَّتْ سَفِينَةٌ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ، فَحَمَلُوهُمْ بِغَيْرِ نَوْلٍ، فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ لَمْ يَفْجَأْ إِلَّا وَالْخَضِرُ قَدْ قَلَعَ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ بِالْقَدُومِ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ -أي: أجر- عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ، فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا، لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا، قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا؟ قَالَ: لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ، وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا) (رواه البخاري ومسلم، وهذا لفظ البخاري)، وفي الرواية الأخرى للبخاري أيضًا قال: (حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ وَجَدَا مَعَابِرَ صِغَارًا تَحْمِلُ أَهْلَ هَذَا السَّاحِلِ إِلَى أَهْلِ هَذَا السَّاحِلِ الْآخَرِ عَرَفُوهُ، فَقَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ الصَّالِحُ -قَالَ: قُلْنَا لِسَعِيدٍ: خَضِرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ-، لَا نَحْمِلُهُ بِأَجْرٍ، فَخَرَقَهَا وَوَتَدَ فِيهَا وَتِدًا، قَالَ مُوسَى: أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا؛ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا!) قَالَ مُجَاهِدٌ: مُنْكَرًا.

وروى محمد بن إسحاق في هذه القصة: "فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ يَتَعَرَّضَانِ النَّاسَ، يَلْتَمِسَانِ مَنْ يَحْمِلُهُمَا حَتَّى مَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ جَدِيدَةٌ وَثِيقَةٌ، لَمْ يَمُرَّ بِهِمَا شَيْءٌ مِنَ السُّفُنِ أَحْسَنُ وَلا أَجْمَلُ مِنْهَا وَلا أَوْثَقُ مِنْهَا، فَسَأَلا أَهْلَهَا أَنْ يَحْمِلُوهُمَا فَحَمَلُوهُمَا، فَلَمَّا اطْمَأَنَّا فِيهَا وَلَجَّجَتْ بِهِمَا مَعَ أَهْلِهَا أَخْرَجَ مِنْقَارًا لَهُ وَمِطْرَقَةً ثُمَّ عَمَدَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْهَا فَضَرَبَ فِيهَا بِالْمِنْقَارِ حَتَّى خَرَقَهَا، ثُمَّ أَخَذَ لَوْحًا فَطَبَّقَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهَا يُرَقِّعُهَا، قَالَ لَهُ مُوسَى: فَأَيُّ أَمْرٍ أَفْظَعُ مِنْ هَذَا! أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا... " (انظر تفسير الطبري، وتفسير ابن كثير).

الخَضِر ولي من أولياء الله تعالى -أو نبي من أنبيائه-؛ له الكرامات أو المعجزات الخارقة، ومعه نبي الله موسى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- كليم الله؛ الذي واجَه أعتى الملوك وأقوى الجيوش في زمنه -فرعون ذي الأوتاد-، ومملكة المصريين القدماء -وهي من أشد الممالك استقرارًا في ذلك الزمان- زالت بالكلية بفضل الله -تعالى- على موسى -عليه السلام- وبني إسرائيل، ورزق موسى فيها من الشجاعة والحنكة والمواجهة القوية للباطل ما لم يُرَ مثله لا قبل ذلك ولا بعده؛ إلا ما كان مِن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وواجَه الخَضر مشكلة المساكين -أصحاب السفينة- في مواجهة قرصان من قراصنة البحار؛ ملك ظالم يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا، والمساكين أصحابها أهل خير؛ يحبون أهل الخير، ويعرفون أولياء الله ويكرمونهم، ويأبون أن يأخذوا منهم أجرة، ويعرفون معنى العبودية والصلاح، ولا نشك أن ذلك الملك كان مُلكه وسلطانه أقل من فرعون؛ إذ لم يكن عنده من الكنوز ما يحوجه إلى غصب السفن وتَكَلُّف ركوب البحر مِن أجل ذلك؛ فهل فَكَّر الخضر في أن يُواجِه هو ومعه موسى وفتاه يوشع بن نون -قائد المستقبل وفاتح بيت المقدس بعد موت موسى وهارون، ومحررها من العماليق؛ سكانها المشركين إذ ذاك- والمساكين، هذا الملك الظالم، وأن يقاتله معتمدًا على قوة موسى وشجاعته وبسالته وتاريخه في قهر الجبابرة؟!

ولعل الثورة ضد الملك الجبار الظالم توقف مأساة العشرات والمئات من أصحاب السفن المظلومين الذين يأخذ الملك الظالم سفنهم غصبًا؛ فهل قال لموسى -أو قال له موسى-: لماذا نقبل الضيم؟ وإلى متى لا نثور في وجه الظلم والباطل ونسعى إلى تغييره، وأن القوة لا تردعها إلا القوة؟!

لم يفعل الخضر ذلك، ولا لامه موسى حين عرف حقيقة الأمر، ولم يتهمه بالعمالة ولا الخيانة ولا الجبن، بل امتدحه الله على فِعله، وبَيَّن أنه بأمر الله فَعَله؛ ليتعلم موسى ويتعلم فتاه -ويتعلم مَن بعدهما مِن المؤمنين- ما يجب فعله في مثل هذه الأحوال.

عاب الخَضِر السفينة رغم وجود خطر غرقها الذي قللـه العبد الصالح باللوح الذي وضعه ليرقع به الخرق الذي فعله، وبَاشَر بنفسه المفسدة الأقل، وليس فقط أنه ترك غيره يفعلها ولم يُنكِر عليه، بل ولا أمر أهل السفينة بأن يفعلوا المفسدة بأنفسهم لينقذوا أنفسهم؛ لعلمه -والله أعلم- أن قلوبهم لن تطاوعهم أن يعيبوا سفينتهم الجديدة الوثيقة التي لا أحسن منها ويخرقوها؛ فتولى هو الخرق والعيب ليصرف الملك الظالم عنها، فإذا جاوزوه أصلحوا سفينتهم واستمروا في حياتهم وكسبهم بهذه الطريقة؛ وما ذاك إلا لأن المواجهة بين هؤلاء المساكين -ولو كان معهم موسى والخضر ويوشع بن نون- للمَلِك ليست مواجهة متكافئة ولا محتملة، بل نهايتها بالأسباب الظاهرة -التي هي مِن السنن الكونية- محسومة لصالح الملك؛ فلو واجهوه ضاعت عليهم السفينة، بل ضاعت عليهم أنفسهم لقتل الملك إياهم؛ إذ واجهوه وحاربوه وثاروا عليه.

وليس هذا ذُلًّا ولا جُبنًا، ولا ركونًا إلى الذين ظلموا، ولا خُنوعًا ومهانة، وبالقطع ليس عمالة ولا خيانة ولا نفاقا، ولا معاونة على الفساد، كما يحلو للبعض -في مغالاته- أن يصف موقف المخالفين له بذلك! مع أنه يرى المصائب التي ***ها لجماعته وطائفته -بل لشعبه وأمته-، والخسائر التي اجتلبها بلا مكاسب، والمفاسد التي تسبب فيها بلا مصالح، ولا يزال -على الرغم من كل ذلك- يصر على طريقته، وقد أُشرِب قلبُه الضلال فلا ينفك عنه، وامتلأ قلبه بالحقد والغل؛ حتى إنه ليتمنى زوال بلاده وخرابها! ويتمنى تَسَلُّط العدو الكافر عليها وسفك دماء أبنائها، وأن يضربهم العطش والجوع والخوف؛ فهل يرى أحد أن هذا مِن النصيحة في شيء، والتي جعلها الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هي الدين فقال -عليه الصلاة والسلام-: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ)، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: (لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ) (رواه مسلم)؟!

إلا أن المشكلة الأكبر في هذه المسألة، هي: اعتقاد أن هؤلاء المسلمين ليسوا بمسلمين؛ بل إما كفار أو طبقة متميعة لا حكم لها!

نسأل الله العافية، وهو المستعان وعليه التكلان.




__________________________________________________ __
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مواقف, التاريخ


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع مواقف من التاريخ
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مواقف ... صابرة الملتقى العام 0 10-02-2016 12:09 PM
واحدة من أعظم مواقف التضحية في التاريخ صابرة الملتقى العام 0 07-30-2015 06:55 AM
مواقف يحــــــي عباسي الأديب يحي عباسي 2 07-26-2015 03:42 PM
مواقف محمد خطاب الكاتب محمد خطاب ( فلسطين) 1 06-28-2014 04:38 PM
عوامل تحريف التاريخ الأموي تشويه التاريخ تراتيل شذرات إسلامية 0 02-23-2012 04:36 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59