العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 07-28-2013, 04:30 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,202
افتراضي السريالية: تحلل من الواقع وانغماس في الخيال


السريالية: تحلل من الواقع وانغماس في الخيال
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-28-2013, 04:32 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,202
ورقة السريالية: تحلل من الواقع وانغماس في الخيال

السريالية: تحلل من الواقع وانغماس في الخيال
ــــــــــــــــــــــ

http://taseel.com/UploadedData/Pubs/Photos/_3120.jpg

لم يكتف أعداء الإسلام وأصحاب الفرق الضالة بتحريف دين الله تعالى الذي أنزاله على أنبيائه ورسله, بل راحوا يخترعون من المذاهب المنحرفة ما يزيد الناس بعدا عن الله تعالى, وما يفسدون به بقايا فطرة الله التي فطر الناس عليها.

ولم تقتصر هذه المذاهب المنحرفة على جانب من جوانب الحياة, بل شملت كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية وحتى الفنية, فظهرت الرأسمالية والاشتركية للجانب الاقتصادي, ودعوات تحرير المرأة ودعوى المدنية للنظام الاجتماعي والقانوني, والعبثية والسريالية وغيرها للمذاهب الأدبية والفنية. ورغم ظهور ونشوء معظم هذه التيارات والحركات في الدول الغربية النصرانية, إلا أن هيمنة تلك الدول واحتلالها لمعظم الدول العربية والإسلامية, ساعد بشكل كبير على انتقال هذه الأفكار إلى المجتمع المسلم, في محاولة منه لسلخ الهوية الإسلامية عن المجتمع العربي, وإبعاده عن مصدر قوته المتمثل بدينه, وقذفه في مجاهيل الجهل و الكفر والشهوات والأهواء.

والملاحظ في كل هذه المذاهب والمدارس والأفكار الضالة الباطلة, استخدامها للمصطلحات الجاذبة, والشعارات البراقة, التي ترسم شكلا غير حقيقي لما تدعو وترمي إليه, لإغراء المسلمين بقبولها واعتناقها, معتمدة في ذلك على ميول الإنسان ورغباته وشهواته, لتجد لها مستقرا وقابلية للاستمرار والانتشار.

فالزنا في قاموس هذه المذاهب فن, والربا فائدة, وتعري المرأة وفساد أخلاقها تحرير لها, وإطلاق الشهوات والرغبات للإنسان بلا قيود حرية فردية, ونبذ الدين وتركه وتنحيته عن التدخل في جميع شؤون الحياة علمانية ومدنية.

وتأتي السريالية -كنوع من أنواع المذاهب الأدبية الغربية– في هذا الإطار, لتضاف إلى قائمة المذاهب الفكرية المعادية للإسلام, ولتزيد من المصطلحات الوافدة الباطلة مصطلحا جديدا ومدرسة مبتدعة, تلبس لبوس الأدب و الفن والفكر, وهي بعيدة كل البعد عن حقيقة مضمون كل هذه المصطلحات, وليس لها منها إلا الاسم والرسم.

فما هي السريالية ؟؟!! ومن هم أبرز مؤسسيها ودعاتها ؟؟!! وما هي أهم الأفكار التي تدعو إليها ؟؟!! وما مدى تأثير هذه الأفكار على الإسلام ؟؟!! هذا ما سأحاول الإجابة عليه في هذا التقرير.

التعريف

السريالية: وتعني ما فوق الواقعية أو ما بعد الواقع, وهي مذهب أدبي فني فكري، أراد أن يتحلل من واقع الحياة الواعية، وزعم أن فوق هذا الواقع أو بعده واقع آخر أقوى فاعلية وأعظم اتساعاً، وهو واقع اللاوعي أو اللاشعور، وهو واقع مكبوت في داخل النفس البشرية، ويجب تحرير هذا الواقع وإطلاق مكبوته وتسجيله في الأدب والفن.
والسريالية تسعى إلى إدخال علاقات جديدة ومضامين غير مستقاة من الواقع التقليدي في الأعمال الأدبية إنما تستمد من الأحلام؛ سواء في اليقظة أو المنام، ومن تداعي الخواطر الذي لا يخضع لمنطق السبب والنتيجة، ومن هواجس عالم الوعي واللاوعي على السواء، بحيث تتجسد هذه الأحلام والخواطر والهواجس المجردة في أعمال أدبية, من خلال الرسم أو الكتابة أو المشافهة, وهكذا تعتبر السريالية اتجاهاً يهدف إلى أبراز التناقض في حياتنا أكثر من اهتمامه بالتأليف.

الآراء والأفكار والمذاهب التي أثرت بالسريالية
تأثرت السريالية بآراء فرويد عالم النفس اليهودي في تحليله للنفس الإنسانية وخاصة تلك التي تتحدث عن اللاشعور والأحلام، والكبت ودعوته إلى تحرير الغرائز الإنسانية والرغبات المكبوتة في النفس البشرية، وإشباع الغرائز والرغبات إشباعاً حراً حتى لا تصاب بالأمراض النفسية كما يدَّعي.
ويمكن ملاحظة هذا التأثر الكبير بآراء وأفكار فرويد, من خلال كلام قادة السريالية وأبرز شخصياتها, ومنهم سلفادور دالي الذي تأثر كبيرا بكتاب (تفسير الأحلام) لفرويد, حتى قال عن الكتاب: هذا الكتاب كان لي أهم اكتشافاتي.
ولعل هذه الآراء تتلاءم مع دعوتهم إلى التحلل الأخلاقي في المجتمع البشري. وكذلك تأثرت السريالية بالفكر الماركسي الشيوعي ودعوته إلى الثورة لتغيير المجتمع، واستخدام العنف في سبيل ذلك, وبظهور المزاج الثوري حلت الفوضى السياسية والصراع الكامل محل النظام والانسجام.
وقد تأثرت السريالية أيضاً بحركة سبقتها تُدعى الدادية, والتي ولدت في زيورخ بسويسرا سنة 1916م, وهي حركة فوضوية تكفر بالقيم السائدة والمعتقدات والتقاليد الاجتماعية, وتدعو إلى العودة إلى البداية, ولذا عد النقاد أن السريالية وريثة هذه الحركة الدادية في أفكارها وتوجهاتها وأسلوبها.

التأسيس وأبرز الشخصيات
ظهرت السريالية في أعقاب الحرب العالمية الأولى, حيث أصيب الإنسان الأوربي حينها بصدمة هزت النفوس وبلبلت الأفهام، نتيجة للدمار الكامل وإزهاق الأرواح بلا حساب، فنشأت نزعة جارفة للتحلل من القيم الأخلاقية – بدل أن تلتزم بالأخلاق لمنع القتل والإجرام- وتحرير الغرائز والرغبات المكبوتة في النفس البشرية– بدل تقييدها بالدين والأخلاق- وامتدت هذه النزعة إلى الفن والأدب مما أدى إلى ظهور المذهب المعروف بالسريالية في فرنسا سنة 1924م, وقد بدأت بالسريالية النفسية، ثم دخلت السريالية مجالات الأدب والاجتماع والفن.
ومن أهم و أبرز شخصيات السريالية :
1- أندريه بريتون 1896 - 1966م وهو عالم نفس وشاعر فرنسي يعده النقاد مؤسس السريالية, وقد رسخ مفهوم تحرر الصور والطاقة في اللاوعي, باعتبارهما الاهتمام الأول للحركة.
2- سلفادور دالي ولد سنة 1904م وهو رسام أسباني، ويعد من أبرز دعاة السريالية، وقد أضاف إليها إضافات كثيرة أبرزها: أسلوبه الذي تميز به, و الذي دعاه (النقد المبني على الهلوسة) وكان يؤكد دائماً أنه أقرب إلى الجنون منه إلى الماشي نوما, والمعرفة عنده تقوم على التداعي والتأويل.
وصفه كثير من معاصريه (سلفادور .....ذلك الاستعراضي المجنون) ولكنه كان يقول عن نفسه: (الفرق بيني وبين الجنون أنني لست مجنونا)
3- ثورنتون وايلور: كاتب مسرحي، ألف مسرحية جلد الإنسان بين الأسنان سنة 1942م، وهي مسرحية تجنح إلى الخيال والعنف الناتج عن اللاشعور عند شخصيات المسرحية.
ومن أهم بقية شخصيات ودعاة السريالية: بيكاسو وماكس إبرنست وجوان ميرو وغيرهم كثير.
أهم الأفكار والعقائد
1- الاعتماد الكلي على الأمور غير الواقعية: مثل الأحلام واللاشعور والخيال, وقد قام رساموا السريالية بتجسيد هذا الخيال والأحلام في رسوماتهم, التي اعتمدت بشكل كبير على الرموز والمرأة والخمر والنبيذ, في صورة للخروج من الواقع والحقيقة.
2- الكتابة التلقائية الصادرة عن اللاوعي، والبعيدة عن رقابة العقل، بدعوى أن الكلمات في اللاوعي لا تمارس دور الشرطي في رقابته على الأفكار، ولهذا تنطلق هذه الأفكار نشيطة جديدة.
3- إهمال المعتقدات والأديان والقيم الأخلاقية السائدة في المجتمع, والبحث عن برنامج وضعي (مادي ومحسوس) يصلح لتطوير المفاهيم الاجتماعية، لذلك تودد السرياليون للحزب الشيوعي، وبذلوا جهدواً كبيرة من أجل توسيع مجال تطبيق المادية الجدلية الماركسية.
4- الغموض في التعبير الأدبي أو الفني في مجال الرسم، هدفا ثابتا للسرياليين, فترى سلفادور مثلا يحيل الساعات الحديدية إلى مادة مطاطية تنثني على المنضدة, في لوحته التي سميت (إصرار الذاكرة), وترى الآخر منهم يمسك الفرشاة ليرسم وهو نصف نائم, ثم تنطلق الفرشاة على اللوحة دون حساب للتفكير, وما يخرج على اللوحة في هذه الحالة يكشف عن مخاوفنا الدفينة كما يزعمون.
5- ظهرت السريالية بأقنعة مختلفة، فتارة تظهر كمجموعة من *****ة، وتارة تبدو كعصابة من قطاع الطرق، وتظهر تارة أخرى كأعضاء في خلية ثورية فهي حركة سرية هدفها تقويض الوضع الراهن.
آثار المدرسة السريالية
لقد كان لهذه الأفكار ولهذه المدرسة الكثير من الآثار والنتائج الكارثية على المجتمع الأوربي أهمها:
1- شيوع الإباحية في الرسم والواقع: حيث يلاحظ في معظم اللوحات السريالية أن المرأة عنصر مشترك لدى رساميها, مما يعكس واقع مجتمعهم الذي يعيشون فيه, وكأن عقول المجتمع خلت من القيم الروحية, ولم يبق إلا اللذة الحسية والشهوة النسية, فهي عودة للإباحية في صورة أخرى.
2- انتكاسة العقل والحقيقة والواقع, حيث أهمل السرياليون العلم والحقيقة والواقع, وجنحوا إلى الخيال واللاشعور والوهم والأحلام.
3- أثارت السريالية جدالا عنيفا بين أقصى الكاثوليكية في الغرب وأقصى الشيوعية في الشرق, ولكنها أخذت في الانكماش والتقوقع بعد ربع قرن من نشوئها، حيث شعر دعاتها بعجزهم عن تحقيق أي هدف، وبعقم ثورتهم ضد القيم والمعتقدات الدينية، وإخفاقهم في إيجاد مسيحية جديدة، تخلص الإنسان من عذابه وضياعه -حسب زعمهم–
وتبعا لذلك تحول عددٌ منهم بعد الحرب العالمية الثانية إلى الشيوعية والإلحاد، وجُنَّ بعضهم وأدخل المصحات العقلية والنفسية، وتحول البعض الآخر إلى العبثية في الأدب المعبر عن انعدام المعنى العام وراء السلوك الإنساني في العالم المعاصر.
ولا يشك عاقل في خطورة أمثال هذه المدارس والأفكار على القيم الدينية والعقائدية, وبعدها الكلي عن قيم الإسلام ومبادئه وأركانه, بل وتناقضها مع معظم الرسالات الإلهية السماوية بلا استثناء, فبينما تدعو جميع الأديان والشرائع السماوية إلى التمسك بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة, نجد السريالية تدعو لعكس ذلك تماما, وفي الوقت الذي تظهر فيه واقعية الأديان وملاءمتها لطبيعة الإنسان, نجد السريالية تسبح في الخيال والأوهام, وتهمل أعظم نعمة أكرم الله بها هذا الإنسان, ألا وهو العقل الذي يمتاز به الإنسان عن الحيوان.
فهل بعد كل هذا يمكن لبشر أن يلتفت إلى هذه الأباطيل والأوهام ؟؟!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{التأصيل للدراسات}
ــــــــ
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الخيال, السريالية, الواقع, تحمل, وانغماس


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع السريالية: تحلل من الواقع وانغماس في الخيال
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حقيقة الحياء صابرة شذرات إسلامية 0 02-28-2016 08:48 AM
•خلق الحياء• صابرة شذرات إسلامية 0 06-05-2015 06:50 AM
فضل الحياء عبدالناصر محمود الملتقى العام 1 04-20-2013 10:27 PM
إمبراطورية الخيال Eng.Jordan أخبار ومختارات أدبية 0 12-12-2012 07:54 PM
الخيال Eng.Jordan الملتقى العام 1 11-19-2012 10:50 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:11 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59