#1  
قديم 02-07-2013, 01:39 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,410
افتراضي دور المصطلح الغربي في معادلة احتواء الشرق


كايد هاشم ( الملحق الثقافي - جريدة "الدستور"، عمّان/ الأردن، 7/9/2007)

رغم أن قضية تعامل المستشرقين مع مصطلحات التاريخ الإسلامي، وكيفية فهمهم لها ونقلها إلى لغاتهم، لم تكن من القضايا الغائبة كليةً عن شواغل المثقفين العرب والمسلمين منذ عصر النهضة، خاصة بالنسبة لمنطقتنا، إلاّ أنها ظلَّت قضية منداحة في نقد السياقات الفكرية والمفاهيمية الاستشراقية وتلك المتأثرة بالمناهج الاستشراقيّة بشكل عام، أو في النقد والتصويب الجزئي والموضعي الذي كان – وما يزال – يقوم به المهتمون بالظاهرة الاستشراقية وتاريخها، أو على الأقل لدى بعض المتمرسين ممن يتصدّون لترجمة نتاجات المستشرقين من الدراسات والموسوعات وما إلى ذلك.

أما د. عصام سخنيني في كتابه الجديد "المستشرقون ومصطلحات التاريخ الإسلامي" – الصادر هذا العام ضمن منشورات دار جرير بعمّان، ويقع في (176) صفحة – فإنه يفرد البحث تخصيصًا وعبر فصولٍ خمسة لعرض الكيفية التي تعامل بها المستشرقون مع مصطلحات تاريخ الإسلام وتحليل هذا التعامل ونقده؛ متجهًا مباشرة في تحليله إلى محاولة تبيان الأسس والقواعد التي صاغ المستشرقون وفقها مُقابِلات تلك المصطلحات ومرادفاتها في لغاتهم، والعوامل التي أدت بهم إلى اختياراتهم في هذا الصدد؛ مؤكدًا "أن هذه الجزئية المحددة من عمل الاستشراق تلقي كثيرًا من الأضواء على موقفه من الإسلام وتاريخه"، وتكشف بوضوح طبيعة رؤية المستشرقين لهذا التاريخ ومكونات الرؤية نفسها/ "الأساس الذي قام عليه ذلك التعامل". وهذه نقطة تشكل مفصلاً مهمًا في منهجية نقد الاستشراق من الداخل، ومن خلال كشف عمقه الغائر وبذور تكوينه الأولى وأثرها في تعيين أبعاده. وهي منهجية لا شك أن إدوارد سعيد كان له الفضل الأكبر في صياغة قواعدها وابتكار أسلوب توظيف أدواتها في كتابه الأشهر "الاستشراق" 1978.

ولا يعني ذلك أن د. سخنيني يترسم طريق إدوارد سعيد حرفيًا، لكنه يفيد من تراكمية نقد البنى الاستشراقية بعامة كأي بحث عربي آخر في موضوع الاستشراق، ويتوسَّع في بحث الجزئية المتعلّقة بالمصطلحات التاريخية في إطارها الأشمل الذي "هو الخطاب الاستشراقي تجاه الإسلام … باعتبار الإسلام حاضنة مصطلحاته" الخاصة به، دون أن يغفل مسار البحث، حتى النهاية، الصلة العضوية بين دوائر ثلاث متداخلة: تبدأ بالدائرة الأصغر المتمثلة بفهم المستشرقين للمصطلحات التاريخية الإسلامية والتعامل معها بإيجاد المقابل أو المرادف أو البديل، مع ما يرافق هذه العملية من انحراف في المدلولات – عن سوء فهم أو سوء نية أو لغير ذلك – وما يداخلها من إسقاطات الموروثات والتأثيرات ثقافية والدينية الخاصة ببيئة الغرب نفسها، وبالتالي، في الدائرة الأكبر، تغريب المصطلح الإسلامي ونزعه من جذوره، والمباعدة بينه وبين مدلوله الحقيقي لصالح مدلول له خصائص تكوينية مختلفة تمامًا في البيئة الغربية الجديدة التي نُقل إليها. ثم الدائرة الكبرى والأخطر التي "تتجلى في صنع أطر فكرية (غربية) تحشر في محيطها ثقافات الأمم والشعوب التي خضعت للاحتواء الغربي، وتقصر فهمها بذلك على ما يمنحه الغرب لها من مفاهيم وتصوّرات". والاستشراق بوصفه "ظاهرة ثقافية غربية تنتمي إلى بيئة الغرب الثقافية بكل مكوناتها ومضامينها وتجلياتها، له مثل ما للغرب نفسه من أطر معرفية يأسر فيها ثقافات الآخر المغاير (وهنا بالنسبة له الإسلام وتاريخه ومصطلحاته)، ويمثلها وفق معاييره هو والتصوّرات التي ترسم إحداثياتها ثقافة الغرب نفسه".

وإذًا، يفتح كتاب "المستشرقون ومصطلحات التاريخ الإسلامي" بابًا واسعًا وضروريًا للمواجهة الفكريّة ومراجعة الخطاب الاستشراقي: مواجهة التغلغل المصطلحي المشوّه والمحرف والمشحون بأغراض التوسع والهيمنة والاحتواء، الذي نبع من كيفيّات تعامل الاستشراق مع مصطلحات بيئة الآخر المستهدف، لكنها مواجهة تقصي الانفعالية والرد المحكوم بالآنية وسخونة الراهن، لتلتزم بالمراجعة المبنية على الفهم الواضح وعلميّة النقد والتحليل، وصولاً إلى تلمس سُبُل إعادة الأمور إلى نصابها بالوسائل نفسها التي ادعاها الغرب والغلاة من المستشرقين، أي "العقلانية والحكمة والموضوعية والعلمية والالتزام بالمنطق"، بما في ذلك مواجهة ما وصفه المؤلِّف بوهم "التميُّز الذي رسم للغرب صورة فاقعة الألوان" لنفسه من هذه المزايا، مقابل صورة جعلها الاستشراق من مكونات تعامله مع التاريخ الإسلامي، ومؤداها أن الغرب "العقلاني والموضوعي والمنطقي (هو) الأقدر والأكثر كفاءة في تفسير هذا التاريخ وتمثيله من أصحابه الشرقيين غير المؤهلين بسبب ملكاتهم الذهنية على فعل ذلك بمنطق وعقلانية وموضوعية"، وهو ادعاء أظهر من يمثله برنارد لويس بعدائيته المعروفة للعرب والإسلام. ومعنى ذلك أن الطرف/ الشرق في معادلة "المركز والأطراف" عليه أن يتقبَّل وضعية التبعية لما اجترحه المركز/ الغرب عبر استشراقه!

وفق هذه المفاهيم يتدرّج المؤلِّف في بحثه "بمقدّمات منهجية في المصطلح والاستشراق"، من خلال النظر إلى المصطلح على أنه تكثيف لفظي يختزل "فكرة أو مبدأ أو مفهومًا أو نظامًا أو تصورًا أو نوعًا من العلاقة … أو ما هو شبيه بها"، والثقافة الحاضنة لتلك المقولات هي التي ينبثق منها المصطلح. لكن "أخطر ما تتعرض له المصطلحات هو تمثيلها بمعطيات ثقافة غير الثقافة التي أنتجتها. ففي هذه الحالة يُطوع المصطلح لمفهومات غريبة عنه، أنتجتها الثقافة المغايرة، لا تلتقي بالضرورة مع ما ذهب إليه أصحاب المصطلح الأصليّون ..".

وخطورة القضية لا تتوقف عند تغيُّر معنى أو دلالة ما أو حرفها إلى دلالة أخرى؛ بل الخطورة أشدّ في فهم المصطلح الذي يتعرض لشكلٍ من أشكال التغيير، وهو ما يوضحه د. سخنيني بأسئلة ثلاثة تدور حول توافر البيّنة لدى المتعامل من المدلولات الأصلية التي كان يحملها المصطلح كما نشأ في بيئته الأم، ومن التصوّرات التي أرادتها الثقافة التي أنتجت المصطلح في لغته الأولى؛ وموقف المتعامل من هذه الثقافة، أسلبيًا كان أم إيجابيًا أم محايدًا؛ والسؤال الأخير حول مدى تأثر المتعامل بانتماءاته الأيديولوجيّة والثقافية بعامة في أثناء العمل على فهم المصطلح.

ويتخذ المؤلِّف من القواعد المضمنّة في هذه الأسئلة مقياسًا لتوضيح درجات أو حالات من الخطورة ينطوي عليها التعامل مع المصطلحات، خاصة حين تتم ترجمتها في غير بيئتها التي نشأت فيها؛ مبينًا أن إحدى الحالات تتمثَّل في عدم وجود مطابق مصطلحي في اللغة التي يُنقل إليها مصطلح ما، "يحمل كل تلك الشحنة من المعاني والمقاصد" التي للمصطلح في أصله، فيلجأ المترجم إلى مصطلح يظن أنه قريب من الأصل في المعنى والدلالة … أو في حالة وجود خطأ في فهم المصطلح الأصلي كما ظهر في لغته الأولى، ناتج عن نقص في فهم تلك اللغة ودلالاتها، أو الوقوع في إشكالية فهم بسبب تعدد المعاني المعجمية لبعض الألفاظ … لكن الخطورة تتعاظم حينما يمثَّل المصطلح في غير لغته بموجب مكونات ثقافية خاصة بالبيئة الجديدة التي يُنقل إليها، وهذه هي الحالة التي تسمّى "تغريب" المصطلحات؛ إذ تحمل معاني ودلالات أخرى مستعارة من البيئة الثقافية التي نُقلت إليها، وقد تكون مختلفة تمامًا عن تلك التي حملتها في أصلها!

هذه الحالة الأخيرة هي التي ينصب البحث في حيثياتها في الكتاب موضوع الحديث، ذلك أن المستشرقين أوجدوا مصطلحات للتاريخ الإسلامي استخدموها في لغاتهم، دلوا بها على أفكار أو تصوّرات أو نُظم نشأت في البيئة الإسلامية/ العربية، بعضها – وهو الأقل برأي د. سخنيني – حالفه الصواب، بينما أكثرها يثير التساؤلات عن الدور الذي لعبته خلفية المستشرقين الثقافية في تمثيل مصطلحات التاريخ الإسلامي بلغاتهم وتقديمها إلى جمهورهم.

وهي تساؤلات مشروعة سبق للأستاذ محمود محمد شاكر في "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا" أن بيَّن مشروعيّتها حين تكلَّم على شروط المنهج الثلاثة: اللغة، والثقافة، والبراءة من الأهواء، وحلّل موقع المستشرق من شطري "جمع المادة" و "التطبيق"، ثم قال: "إنّ شرط "الثقافة" – ويعني تحديدًا الثقافة العربية الإسلامية – بقيودها الثلاثة – الإيمان، والعمل، والانتماء – ممتنع على "المستشرق" كل الامتناع"؛ بل جعله الأستاذ شاكر "أدخل في باب الاستحالة .."؛ مبررًا ذلك بتداخل الثقافة واللغة تداخلاً لا انفكاك له.

ومع حرص د. سخنيني بشكل واضح على غايته في الوصول إلى تفسير موضوعي لتغريب المصطلحات الإسلامية على أيدي المستشرقين، فهو لا ينكر عليهم ما قدموه من جهود جليلة في إحياء التراث العربي – الإسلامي في وقت كانت المجتمعات العربية تغط في نوم حضاري وثقافي عميق، ولم يغفل الإشارة إلى تخرُّج علماء من العرب في التاريخ والأدب على أيدي بعض المستشرقين، وكذلك الإشارة إلى عنايتهم بأعمالهم وتدقيقها، ما جعل الكثير من أعمالهم تلك مراجع للدارسين لها موثوقيتها، إلاّ أنه عمليًا يصل إلى تبرير قريب جدًا – مع اختلاف سياق البحث - من تبرير ما جاء به الأستاذ شاكر؛ بل يفصِّل تفصيلاً تطبيقيًا محكمًا ما توحي به عبارة "تداخل الثقافة واللغة" من خلال استنباط المعنى من بيئة المستشرقين في الغرب نفسه، الغرب الذي رسم صورة نمطية للشرق، وللإسلام وتاريخه، تشكلت بخطوطها العريضة منذ عصور أوروبا الوسطى، وما زالت هي هي دون تعديل مذ ذاك، بحيث غدت إحدى التكوينات العضوية قي ثقافة الغرب تجاه الشرق والإسلام، وهي أيضًا - بطبيعة الأشياء - الصورة التي انطبعت في ذهن المستشرق ربيب هذه الثقافة وصنيعتها، "فيكتب – بانحياز واعٍ لها أو بما تشكله لديه من مفاهيم وأفكار كمنت مستقرةً في لاوعيه – بما هو امتداد لتلك الثقافة وتعبير عنها".

ويبرز د. سخنيني مكونين رئيسيين يُلمَس تأثيرهما بوضوح في تعامل المستشرقين مع قضايا التاريخ الإسلامي: أولهما خلفياتهم الدينية؛ إذ استحضروا مفردات من الإرث الديني لأوروبا وجعلوها مساوية في المعاني والمدلولات لمصطلحات التاريخ الإسلامي. وثانيهما ثقافتهم التي ورثوها من أوروبا العصور الوسطى وحمّلوا تلك المصطلحات على مكوّناتها، وظهرت آثار التفسير الغربي للإسلام وتاريخه بنتيجة صنيعهم في ترجمات القرآن الكريم منذ كانت أول ترجمة أوروبية للقرآن في القرن الثاني عشر الميلادي على يدي الإنكليزي روبرت كتن - سنة 1134 – الذي ترجم القرآن إلى اللاتينية، وبعد ذلك توالت الترجمات التي يلاحظ أن بعض المسلمين من غير العرب أسهموا فيها. كما لعبت موسوعة الإسلام - التي أعدها وحررها مجموعة من المستشرقين وطُبعت أول مرة في منشورات E.J.Brill في لايدن بهولندا - دورًا قياديًا قي تثبيت المقابلات الاستشراقية لمصطلحات التاريخ الإسلامي.

ويواصل المؤلِّف بحثه في "رؤية المستشرقين للإسلام" من خلال "حاضنة مقابلاتهم لمصطلحات التاريخ الإسلامي"، فيتتبع خيط البحث في قضية الصورة النمطية للإسلام في الغرب، مع ما اتصل بها من قضية "تجريد الإسلام من أصالته وتمثيله بقوالب صنعتها الثقافة الغربية بمكوّناتها الدينيّة الخاصة، تمهيدًا لاحتوائه وفرض حالة التبعية عليه".

وأول مثل على ذلك يتبدّى في عدم إقرار ثقافة أوروبا العصور الوسطى، من حيث المبدأ للإسلام بهذه التسمية؛ بل جعلت مصطلح "المحمدية" بديلاً لها، نسبة إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ثم عمدت ثقافة الغرب إلى تجنب وصف "المسلمين" لتتجنب الاعتراف بديانتهم، فوصفتهم بمصطلحات إثنية، كتتار أو أتراك أو (Saracens) أو (Moors)، والغرض تجريد الإسلام من أصالته ووضعه في حدود ضيقة، والنظر إليه بالتالي على أنه شكل من أشكال الوثنية أو هرطقة يهودية أو مسيحية، وسيطرت هذه النظرة على صورة نبي الإسلام لدى كثير من الكتَّاب الغربيين؛ بل إن المستشرق الإنكليزي جورج سيل (1680-1736)، الذي قدم الترجمة الإنكليزية الأولى من القرآن الكريم عن العربية مباشرة، يزعم أن معلمي النبي كانوا من اليهود، ولا يستبعد في زعمه أن يكون تعلَّم من المسيحيين والمجوس! ولغيره من المستشرقين الذين يذكرهم الكتاب ترهات ومزاعم واختلاقات مشابهة تعتمد على لي أعناق المصطلحات الإسلامية، وفي مقدمتها مصطلحات القرآن الكريم، مثل القرآن؛ الصلاة؛ الزكاة والصدقة؛ الصوم؛ الحج؛ النبي؛ المسجد.

لقد ذهب بعض المستشرقين في إطار حاضنة مُقابِلاتهم لهذه المصطلحات إلى أحكام ومصادرات مجحفة، فعزوها إلى أصول أو مُشابِهات لها من ألفاظ اللغات السامية، ووضعوها بصور مخادعة لا تصمد طويلاً أمام النقد. يقول د. سخنيني في الفصل الثالث وعنوانه "مصادرة المصطلح القرآني؛ خداع اللغة ومزاعم التبعية": إن المستشرقين تجاهلوا تمامًا "حقيقة أن اللغة العربية هي إحدى لغات عائلة ما تسمى باللغات السامية، التي تضم إلى جانب العربية (من اللغات الحية) العبرية والأمهرية (في أثيوبيا) والتجرينية (في أرتيريا) والآرامية (في بعض مناطق سوريا) التي اشتقت منها السريانية". ويُلحق قوله بذكر اللغات السامية القديمة التي تنتمي أيضًا إلى هذه العائلة، وهي: الأكادية؛ الأشورية؛ الفينيقية؛ الكنعانية؛ العمونية؛ المؤآبية؛ السبئية … وهكذا، فإن المستشرقين تجاهلوا التفسير الوحيد لوجود ألفاظ مماثلة في العربية لألفاظ من اللغات السامية تشترك معها في الجذر اللغوي، رغم أن معظم أولئك جاؤوا إلى البحث الاستشراقي من أصول تخصصاتهم في اللغات السامية، لكنهم استساغوا مبدأ "الاقتباس" لأصل المصطلحات العربية التي وجدوها مستعارة، بحجة أن مثل هذه المصطلحات لا أصل تاريخيًا لها (إتيمولوجي) في العربية قبل الإسلام، ولم تكن مستخدمة بألفاظها ومدلولاتها قبل أن يستخدمها القرآن الكريم أو النبي (صلى الله عليه وسلم)، متجاهلين أيضًا أن المصطلح عمومًا هو عملية توليد (generation) من فعل معروف بمعناه في معجم اللغة لكنه قد يتجاوز هذا المعنى المعجمي … ويضرب المؤلف على ذلك بعض الأمثلة، منها فعل "كفر"، الذي يدل في اللغة على معنيي "التغطية والستر"، لذلك قالوا عن الزَّرّاع "كافر" لأنه يغطي البذرة بالتراب، وكذلك الليل لأنه يستر بظلمته كل شيء. ومع هذا فإن هنالك مصطلحات كانت معروفة لدى العرب قبل الإسلام ببناها اللغوية التي وردت في القرآن الكريم. وطه حسين، الذي عدَّ القرآن أصدق مرآة للحياة الجاهلية، يؤكد أنه "ليس من اليسير أن نفهم أن العرب قد قاوموا القرآن وناهضوه وجادلوا النبي فيه إلا أن يكونوا قد فهموه ووقفوا على أسراره ودقائقه".

يزخر كتاب د. عصام سخنيني بأمثلة عديدة من المقابلات التي صنعها المستشرقون للمصطلحات الإسلامية، بما في ذلك تحليلها وتفنيدها بنفسٍ متروٍ، مما يؤلِّف نواة لمعجم نقديّ تحليليّ لتلك المقابلات، أصبح وجوده ضروريًا لفائدة شتى دوائر التفكير والبحث والمراجعة لمزيدٍ من فهم تعرّجات العلاقة بين الشرق الإسلامي والغرب، إنْ كان على صعيد الصدام الذي أشعل أواره هنتغتون وأمثاله، أم على صعيد الحوار والتفاهم الذي لم تغب المساعي فيهما من كلا الطرفين، رغم محاولات وأدهما القائمة على قدم وساق لصالح تقاطع أجندات دولية وإقليمية خاصة.



* * *
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
معادلة, المصطلح, الشرق, العربى, احتواء, دور


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع دور المصطلح الغربي في معادلة احتواء الشرق
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نيويورك تايمز: تفتيت الشرق العربي لم يعد شبحا بل أصبح حقيقة في العراق وسوريا Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 06-28-2014 04:27 PM
حماس تدعو إلى احتواء حالة الاحتقان بين الفلسطينيين و اللبنانيين عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 02-25-2014 07:48 AM
مصطلح الشرق الأوسط حلّ محل مصطلح العالم العربي Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 01-21-2014 10:12 AM
إقصاء منطقة الخليج العربي من معادلة أمن الطاقة الأمريكي Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 10-23-2013 09:30 AM
ما بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكيان اسمه الوطن العربي؟! Eng.Jordan مقالات 0 03-27-2012 12:03 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:40 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59