#1  
قديم 05-26-2012, 12:38 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي القس العجوز كارتر وشئون مصر الداخلية / أحمد أبو زيد


المختصر / هل تم تعيين القس الأمريكي العجوز كارتر رئيس أمريكا الأسبق مندوبا ساميا أمريكيا في مصر بعد الثورة؟.. سؤال وجيه يطرح نفسه بعد أن رأينا هذا العجوز يأتي إلى مصر زائرا فيصول ويجول، يقابل هذا ويجتمع مع ذاك، وينتقد ويوجه ويتابع وينصح، ويحاول إحداث فتنة بين الجيش والمجلس العسكري والشعب المصري. ولقد كتبت منذ أسبوعين موجها اللوم للمجلس العسكري والحكومة المصرية واللجنة العليا للانتخابات، لأنهم سمحوا للسفيرة الأمريكية في مصر بزيارة رئيس اللجنة وعرض مساعدات أمريكا المالية في الانتخابات المصرية، ثم قيامها بتفقد إحدى اللجان الانتخابية بمنطقة الدقي في المرحلة الثانية للانتخابات، وقلت أن هذا تدخل سافر في شئون مصر، وفرض نوع من الوصاية على الشعب المصري، وهو ما نرفضه جميعا، كمصريين أحرار، وكأصحاب حضارة تضرب في أعماق التاريخ، قبل أن تظهر أمريكا وشعبها إلى الوجود بآلاف السنين. وها هو التدخل الأمريكي السافر في شئون مصر ومحاولات فرض الوصاية الأمريكية علينا تتكرر، وبصورة أكثر سفورا وبجاحة، من قس عجوز غير ذي صفة إلا أنه كان رئيسا أمريكيا سابقا، فهل البرتوكولات السياسية بين الدول.. أي دول، تسمح بأن يقوم رئيس سابق بزيارات رسمية لمسئولين ومؤسسات سياسية رسمية، وقادة أحزاب ومفكرين وأجهزة إعلامية وفضائيات، ويناقش معهم شئون بلادهم الداخلية، ويوصي وينتقد ويوجه ويطالب بما لا شأن له به؟ هذا سؤال أنتظر الإجابة عليه من ساستنا وخبرائنا السياسيين، الذين صمتوا جميعا عن زيارة كارتر وصولاته وجولاته. ما الصفة التي جاء بها كارتر اليوم إلى مصر؟ هل جاء بصفته مواطنا أمريكيا كان رئيسا سابقا للولايات المتحدة؟ أم جاء كمندوب للإدارة الأمريكية الحالية مبعوثا من قبل أوباما أو غيره؟ أم جاء بصفته عميلا للمخابرات المركزية الأمريكية لمراقبة ما يحدث في مصر بعد الثورة، وبحث مستقبل المصالح الأمريكية في مصر، ومحاولاتها لفرض هيمنتها علي المنطقة؟ أم جاء بصفته مديرا لمركز كارتر، الذي أنشأه مع زوجته في مدينة اطلنطا مدعوما من كنيسته، بعد أن ترك السلطة، لنشر المسيحية ودعم الجهود التنصيرية في أفريقيا وغيرها من قارات العالم، وهو المركز الذي يجعلني أصر على نعته بـ "القس العجوز"؟، فقد أكد كارتر علي إصراره لتنصير كامل أفريقيا، وقال بالنص: "إننا نقوم بفتح صدورنا وقلوبنا للناس ونشر كلمة الله"، ولمركز كارتر نشاط في أكثر من ثلاثين دولة افريقية، وهو يتدخل بدعم مباشر من الحكومة الأمريكية في جنوب السودان دائماً برجاله وإمكاناته ومنصريه، ولم يخف كارتر اهتمامه بالسودان وبالذات الجنوب السوداني، وعبر عن ذلك صراحة. المهم أن كارتر استباح مصر، وجاء بصفة أو أكثر مما ذكرت عنه، فالتقي بالمشير طنطاوي وبعض قيادات المجلس العسكري، والتقى بقيادات 11 حزباً مختلفاً، كما التقى بستة من مرشحي الرئاسة في مصر، والتقى بممثلين عن شباب المتظاهرين. والعجيب أن جميع هذه المقابلات تمت بكل حفاوة وترحيب لهذا الزائر غير المرغوب فيه من عموم شعب مصر الأحرار، لم يغلق أحد ممن قابلوه بابه في وجهه، ولم يسأل نفسه: لماذا جاء هذا القس الأمريكي العجوز الى مصر بعد الثورة؟، ومن الذي أعطاه الحق في أن يتدخل في شئون مصر، فيطالب وينصح ويوجه؟. لقد حاول كارتر الوقيعة بين الشعب والجيش بتصريحات ليست من حقه، فادعى بعد مقابلته للمشير أن المجلس العسكري يريد الاحتفاظ ببعض الامتيازات بعد تسليم السلطة، وهو ما كذبه ونفاه المجلس العسكري. وتحدث القس العجوز عن استخدام العنف المفرط ضد النساء المتظاهرين، من قبل الجيش، وانتهاكات حقوق الإنسان في الأحداث التي وقعت مؤخرًا في مجلس الوزراء وشارع محمد محمود، وطالب بمحاسبة المسئولين عن ذلك. وهو أمر وان اتفقنا معه فيه فإننا نذكره بأن دولته هي زعيمة الإرهاب في العالم كله، وهي من ابتدعت انتهاكات حقوق الإنسان، في العراق وأفغانستان، وأنها تساند اكبر وابغض محتل على مدى التاريخ، وهو الاحتلال الصهيوني الذي يقتل ويبيد الفلسطينيين كل يوم تحت سمع وبصر العالم كله. المهم أن هذا القس العجوز تدخل في شئوننا الداخلية بشكل سافر، فتحدث عن أداء العملية الانتخابية وما فيها من أخطاء وسلبيات، وميزانية الجيش وما لا من امتيازات، ورقابة الحكومة المدنية على الجيش، المصري بالطبع لا الأمريكي، وسلطات المدنيين في الدستور الجديد، والنظام الجديد وهل هو رئاسي أم برلماني، وما يمكن أن يقع من مشاكل بين المجلس العسكري والشعب عند انتقال السلطة، وموقف الأحزاب المصرية من معاهدة كامب ديفيد، وهل ستحافظ على المعاهدة أن تنقضها؟. وطالب مرشحى الرئاسة بتوجيه جهودهم إلى كافة أطياف الشعب، ومن بينهم الإخوان، وأن يتوجهوا نحو المسيحيين. وهذا ما يجعلني أنهي مقالي بما بدأته به: هل تم تعيين كارتر مندوبا ساميا أمريكيا في مصر بعد الثورة؟.. أم أن ما حدث في زيارته لمصر وتدخلاته في شئوننا الداخلية هو أمر عادي من مسئول سابق، أمريكي أو غير أمريكي؟.. هذا ما أنتظر إجابة شافية عنه من ساستنا وكبرائنا القدامى والجدد.. فهل من مجيب؟
المصدر: الاسلام اليوم
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أبو, محمد, مصر, الداخلية, العجوز, القس, شيخ, وشئون, كارتر


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع القس العجوز كارتر وشئون مصر الداخلية / أحمد أبو زيد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الداخلية المصرية تعلن مقتل محمد كمال عضو مكتب إرشاد الإخوان ومرافقه Eng.Jordan شذرات مصرية 0 10-04-2016 10:37 AM
فيديو.. وزير الداخلية: أقسم بالله لا توجد ورقة واحدة تدين محمد مرسي Eng.Jordan شذرات مصرية 1 01-31-2014 10:49 AM
انشقاق العميد أحمد طلاس .. كاتم أسرار وزارة الداخلية السوريه Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 08-03-2012 02:08 PM
المراجعة الداخلية في ظل المعايير الدولية للمراجعة الداخلية Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 03-20-2012 12:25 PM
القس العجوز كارتر وشئون مصر الداخلية Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 1 02-11-2012 11:39 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59