|
شذرات إسلامية مواضيع عن الإسلام والمسلمين وأخبار المسلمين حول العالم |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التاريخ الهجري ,,
واستدار الزمان (التاريخ الهجري) بدر بن نادر المشاري إهداء... إلى من يبتغون درب أسلافهم الرشيد.. إلى من أُعجبوا بثقافة الغرب فأرَّخوا بتاريخهم.. إلى أمة الإسلام أهدي هذه الكلمات.. وأقول تنبّهي.. {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ" رواه البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ ؛ ؛ إذن لمحمد عليه السلام فأعلم الله نبيه محمدًا عليه السلام بما أراد المشركون وأذن له بالهجرة. ومن ذلك الحين كلما استدار الزمان و استقبل المسلمون عامًا إسلاميًّا هجريًّا جديدًا تذكروا أجلَّ مناسبة عظيمة في الإسلام وهي هجرة النبي عليه السلام من مكة إلى المدينة الذي بها كوّن دولة إسلامية في بلد إسلامي مستقل يحكمه المسلمون. الهجرة هجرتان والهجرة الثانية هجرة بدنية وهي تتضمن الهجرة القلبية و هي الهجرة من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام، و تجب عند الحاجة إليها إذا لم يستطع المسلم إظهار دينه في بلاد الكفر ) وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا([ النساء: 100] . إذًا يا كل مسلم: § هاجِر من المعتقدات الباطلة والشرك بالله ، إلى تصحيح ذلك بالتوحيد الخالص الذي لاتشوبه شائبة. § هاجِر من ظلمة العصيان إلى نور الطاعة والإيمان. § هاجِر من كثرة الإقبال على اللذات والشهوات، إلى الخوف من مقام الرب ونهي النفس عن الهوى. § هاجِر من الجهل والقسوة، إلى العلم ونور البصيرة والرحمة. § هاجِر من الفوضوية والشتات في الأوقات، إلى التنظيم والترتيب والحرص على سائر اللحظات في طاعة رب الأرض والسموات. § هاجِر من إفلات الجوارح والأعضاء لتفعل ماتشاء، إلى ضبطها وحفظها عن الحرام وتحصينها بما أمر به الله. )وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً( [ الإسراء:36] "باختصار" فرقت بين الحق والباطل نبدأ بالمحرم أمة متبوعة والأمة الإسلامية يجب أن تجعل لنفسها وجودًا وكيانًا مستقليْن مستمديْن من روح الدين الإسلامي، وأن تكون متميزة عن غيرها؛ في كل ما ينبغي أن تتميز به من الأخلاق والآداب والمعاملات وغيرها لتبقى أمة بارزة مرموقة لا تابعة لغيرها هاوية في تقليد من سواها تقليدًا أعمى لا يجرُّ إليها نفعًا ولا يدفع عنها ضررًا، وإنما يظهر بمظهر الضعف والتبعية وينسيها ما كان عليه أسلافها، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. ) أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا([ النساء: 139] شهور العام الشهور الوهمية وقد سئل الإمام أحمد- رحمه الله- : إن للفرس أيامًا وشهورًا يسمونها بأسماء لا تعرف، فكره ذلك أشد الكراهة، ويُروى عن مجاهد أنه كان يكره أن يقال: أذار ماه وغير أحمد ومجاهد كثير من العلماء. بل طلب أكثر من مرة من المؤرخين بها إعادة النظر في الشهور الإفرنجية وتغييرها وقوبلت بالرفض والمعارضة من قبل الأحبار والرهبان ونحن أحق منهم بالتمسك بتاريخنا الإسلامي الهجري. لا تهنئة ولا عيد فكل عمل ليس له أصل في الشرع ولم يقم عليه دليل من السنة؛ فهو ابتداع المضلين، وهو من السبل المتفرقة التي تتفرق بمن اتبعها عن سبيل الله ) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ([الأنعام: 153]. الواجب علينا ومن رحمته بعباده أن جعل لهم ليلاً ونهارًا وجعل لكل منهما آيتين: آية النهار وهي الشمس، وآية الليل وهي القمر،جعل الليل ليسكنوا فيه، والنهار مبصرًا؛ ليبتغوا فيه فضلاً من الله ويطلبوا فيه معايشهم، وجعل كل نهار يتجدد بمنزلة الحياة الجديدة يستجد فيه العبد قوته ويستقبل عمله، ولذلك سمَّى الله النوم بالليل وفاة، واليقظة بالنهار بعثًا فقال تعالى: ) وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ( [الأنعام:60] ، ومن حكمته ورحمته أن جعل الشمس والقمر حسبانًا ففي الشمس معرفة الفصول وفي القمر حسبان الشهور ، حتى جعل السنة اثنا عشر شهرًا من يوم خلق السموات والأرض وهذا عدد أشهر العام الإسلامي الهجري. منها أربعة حرم. الأشهر الحرم أشهر الحج أيام وأحكام أيام فاضلة هو اليوم العاشر من الشهر المحرم، ويُسَنُّ صيامه لفعل النبي عليه السلام،"عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ يَبْتَغِي فَضْلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ لِيَوْمِ عَاشُورَاءَ أَوْ رَمَضَانَ قَالَ رَوْحٌ أَوْ شَهْرُ رَمَضَانَ " [رواه أحمد] ولمخالفة اليهود واتباعًا للسنة صُم يومًا قبله وهو اليوم التاسع، أو يومًا بعده وهو اليوم الحادي عشر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ. صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا "[رواه أحمد]. العشر الأولى من شهر ذي الحجة: والتي أقسم الله بها في القرآن بقوله: ) وَالْفَجْرِ ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ([الفجر: 1،2] ويُسَنُّ فيها الإكثار من الأعمال الصالحة؛ بل العمل الصالح فيها أحب إلى الله من غيرها قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلًا خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " [رواه أحمد]. فليكن لك حظ من الذكر والتهليل والتسبيح وسائر الصالحات، ويكفي أن فيها أعظم يوم طلعت عليه الشمس ألا وهو يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة ،ويُسَنُّ لغير الحاج صيامه؛ لقول النبي عليه السلام: " عَنْ أَبِي قَتَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَرَأَيْتَ صِيَامَ عَرَفَةَ؟ قَالَ: أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ صَوْمَ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ" [رواه أحمد]. وللحاج الابتهال والتضرع والدعاء وخير ما قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير . شهر رمضان: هو أفضل شهور العام كلها لماله من المزايا والفضل، و يكفي أن فيه ليالي العشر المباركة. عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ " [رواه مسلم]. وفيها أعظم ليلة وهي ليلة القدر ، التي هي أعظم ليلة في العام كله تكون في العشر الأخيرة من رمضان أخفاها الله لحكمة أرادها وحتى يجتهد العباد في قيامها، هي ليلة واحدة خير من ألف شهر، قال تعالى: )إنا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ([القدر: 1ـ5]. هذه أعيادنا صيام ست من شوال يوم الجمعة وفضائل هذا اليوم كثيرة ذكر ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد أكثر من مائة وثلاثٍ وثلاثين ميزة وفضلاً لهذا اليوم العظيم؛ فحري بالمسلم الإكثار من الأعمال الصالحة فيه. الأيام البيض أيام التشريق يومان تعرض فيهما الأعمال نفس في الشتاء ونفس في الصيف بدع وضلالات المولد النبوي: ففي الليلة الثانية عشر من شهر ربيع الأول يجتمع المبتدعة في المساجد والبيوت بقصد الصلاة على النبيعليه السلام بصلوات محدثة ويقرؤون مدائح للنبي عليه السلام تخرج إلى حدِّ الغلو بحجة عيد مولد النبي عليه السلام، وهذا العمل بدعي لا أصل له في الإسلام، والسبب لأنهم فعلوه من عند أنفسهم ولم يأمر به رسول الله عليه السلام ولم يفعله أحد صحابته ولا الخلفاء الراشدون ولا المسلمون في القرون الثلاثة المفضلة ولا التابعون لهم بإحسان ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، والصواب أن محبته وتعظيمه تكون في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته ظاهرًا وباطنًا، ونشر ما بعث به ومن أجله والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان. يوم عاشوراء: وقد جعله (الرافضة): يوم مأتم وحزن حيث إن الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ قتل فيه فخالفوا السنة في هذا اليوم وأحدثوا البدعة وفعل المحرمات من الندب والنياحة وضرب أجسامهم إظهارًا للجزع على قتل الحسينt ويجعلون ذلك يتكرر في كل عام، ولا شك أن قتل الحسين مصيبة نزلت بالمسلمين ولكن المصائب لا تقابل بالجزع والبدع والنياحة واللطم فهذه من أمور الجاهلية لقول الرسول عليه السلام : " لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ. وإنما تقابل المصائب بالصبر والاحتساب والرضا بقضاء الله وقدره ولا يجعل لها ذكرى تتكرر كل عام وقد قتل في عهد رسول الله عليه السلام وزمنه عدد كثير من خيار الصحابة فما كان من النبي عليه السلام ولا من الصحابة إلا الصبر والاحتساب. و كذلك (النواصب) المتعصبون جعلوا يوم عاشوراء موسم فرح على الحسين وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الجهَّال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد ، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء ؛ كالاكتحال، والاختضاب ، وتوسيع النفقات على العيال ، ونحو ذلك مما يُفعل في الأعياد والمواسم ، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح . وكلا الفريقين أحدث في الدين ماليس منه. شهر صفر: لقد كان يعتقد أهل الجاهلية في هذا الشهر أنه شهر شؤم يمتنعون فيه من مزاولة الأعمال المباحة التي كانوا يزاولونها في غيره فأبطل ذلك النبيعليه السلام بقوله:" لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ " [رواه البخاري]، وهذا تشاؤم وتطير وهو نفي لما كان يعتقده أهل الجاهلية من أن الأمراض تُعْدِي بطبعها من غير اعتقاد بتقدير الله لذلك، وقوله ولا هامة (الهامة : البومة) ومعناه نفي ما كان يعتقده أهل الجاهلية فيها بأنها إذا وقعت على بيت أحدهم يتشاءم، ويقول نعت إلي نفسي أو أحدًا من أهل داري فيعتقد أنه سيموت هو أو بعض أهله تشاؤمًا بهذا الطائر . وكان أهل الجاهلية يتشاءمون بشهر صفر ويقولون: إنه شهر شؤم فأبطل النبي عليه السلام ذلك وبيَّن أنه لا تأثير له إنما هو كسائر الأوقات والأيام، ومن الناس إلى اليوم من يتشاءم بصفر أو ببعض أيامه، كيوم الأربعاء أو يوم السبت فلا يتزوج في هذه الأيام ظنًّا منه أن المتزوج لا يوفَّق، وهذا اعتقاد وظن باطل. شهر رجب: وفيه إحياء ذكرى الإسراء والمعراج بالاحتفالات وأنواع العبادات فتخصص ليلة السابع والعشرين فيه بالذكر والعبادة والأدعية ظنَّا منهم أن هذه هي ليلة الإسراء وهذه بدعة لا أصل لها، والإسراء والمعراج حق لكن لم يقم دليل على تحديد ليله ولا على شهره وحتى لو حددت وعرفت فمن الذي أذن لهؤلاء القوم إحياءها )آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ([يونس: 59]. قال شيخ الإسلام ــــ رحمه الله ـــ: "وقد أحدث الناس في هذا الشهر عبادات لم يشرعها الله ولا رسوله من ذلك تعظيم أول خميس منه وليلة أول جمعة منه فإن تعظيم هذا اليوم وتلك الليلة من رجب إنما حدث في الإسلام بعد المائة الرابعة، والحديث المروي في ذلك كذب باتفاق العلماء ولا يجوز تعظيم هذا اليوم؛ لأنه مثل غيره من الأيام" وقال الحافظ بن رجب: "فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به". نعم شهر رجب من الأشهر الحرم، لكن لا ينبغي لأحد أن يشرِّع فيه ولا في غيره إلا ما شرِّعه الله والذي ثبت لنا دعاء النبي عليه السلام كما في الحديث، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ:" اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ وَكَانَ يَقُولُ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ غَرَّاءُ وَيَوْمُهَا أَزْهَرُ". قَالَ النَّبِيَّ :عليه السلام "مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلَّا رُفِعَ مِثْلُهَا مِنْ السُّنَّةِ فَتَمَسُّكٌ بِسُنَّةٍ خَيْرٌ مِنْ إِحْدَاثِ بِدْعَةٍ" [رواه أحمد]. شهر شعبان: في كل عام من ليلة النصف من شعبان يرِّوج بعض الجهّال ومن يغتر بهم من العوام احتفالات بهذه الليلة ويخصونها بأنواع من الذكر والصلاة؛ لأنهم يزعمون أنها تقدّر فيها الآجال والأرزاق وما يجري في العام ويظنون أنها هي المعنية بقوله تعالى:) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ( [الدخان:4] ويخصون اليوم الخامس عشر من شهر شعبان بالصيام ويستدلون بحديث روي في هذا، وهذا كله من البدع المحدثة؛ لأنه لم يثبت تخصيص ليلة النصف من شعبان بذكر ولا قيام ولا تخصيص ليومها بصيام، وما لم يثبت فيه دليل فهو بدعة في الدين ومخالف لعمل المسلمين المتمسكين بالسنة التاركين للبدعة قال بعض العلماء المحققين في هذه الليلة ومنهم أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي في كتاب الحوادث والبدع، وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم قال:(ما أدركنا أحدًا من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان ولا يرون لها فضلاً على سواها). وقال ابن رجب في كتابه لطائف المعارف: "وأنكر ذلك أي تخصيص ليلة النصف من شعبان أكثر علماء الحجاز منهم عطاء، وابن أبي مليكه، ونقله عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم وقالوا: ذلك كله بدعة وقال أيضًا: قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيها شيء عن النبيعليه السلام ولا عن أصحابه" وقال الحافظ العراقي: "حديث صلاة ليلة النصف من شعبان باطل" وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات. وأما صيام يوم النصف من شعبان فلم يثبت بخصوصه حديث عن النبي عليه السلام والحديث الوارد فيها ضعيف كما قال ابن رجب وغيره، والضعيف لا تقوم به الحجة، وأما زعمهم أنها الليلة التي تقدر فيها أعمال السنة (أي ليلة القدر) وأنها المعنية بقوله تعالى:) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ، فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم([الدخان: 3-4]، فهو زعم باطل قال ابن كثير ومن قال إنها ليلة النصف من شعبان كما روي عن عكرمة فقد أبعد النجعة فإن نص القرآن أنها في رمضان ثم قال عن الحديث المروي في ليلة النصف من شعبان وهو أن النبي عليه السلام قال:" تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل لينكح ويولد له وقد أخرج اسمه في الموتى" وقال هو حديث مرسل مثله لا يعارض النصوص؛ لذا على المسلم أن لايحدث في دين الله ماليس فيه وندعو الله كما دعا رسولنا عليه السلام:"اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ". شهر شوال: لقد كان أهل الجاهلية في هذا الشهر لا يتزوجون فيه وقد أبطل النبي عليه السلام هذا الاعتقاد فتزوج عائشة رضي الله عنها في شوال، وتزوج أم سلمة رضي الله عنها في شوال. عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ، وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي" [رواه مسلم]. قال ابن كثير رحمه الله:"وفي دخوله عليه السلام بعائشة رضي الله عنها في شوال ردّ لما يتوهمه بعض الناس من كراهية الدخول بين العيدين خشية المفارقة بين الزوجين وهذا ليس بشيء". خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ و الضعيف يغلبه الوهم وينتصر عليه الظن ولا يدرك المجد. لا يدرك المجــــد إلا سيــــــد فطن لما يشق على السادات فعّالُ ولا خامل جهلت كفاه مابذلت ولا جبان بغير السيف سأّلُ لولا المشقة ساد النـــــاس كلهم الجود يفقرُ والإقدام قتّالُ وقفة وتذكر قول صاحب القول المحمود في الحديث المسنود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ " [رواه أحمد]. لفته قطعت شهور العمر لهوًا وغفلـــــــة فلا رجبًا وافيت فيه بحقـــــــــــه ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي فهل لك أن تمحو الذنوب بِعَبْـــــرة وتستقبل العام الجديد بتوبــــــــــة ولم تحترم فيمـا أتيت المحـــــــــــرّما ولا صمت شهر الصوم صومًا متمما مضى كنت قوامًا ولا كنـــــت محرما وتبكي عليها حســــــــــرة وتنــــــــدماً لعلك أن تمحو بهـــــــا ما تقدما اللهم اجعل عامنا هذا وما بعده أعوام أمن وطمأنينة ـ ـ أعوام علم نافع وعمل صالح ـ ـ أعوامًا تسبغ بها علينا نعمك وترزقنا شكرها ـ ـ أعوامًا تصلح بها أحوالنا وتيسر به أمورنا وتجنبنا فيها الفتن ما ظهر منها وما بطن". ((فتاوى)) العمل بالتاريخ الميلادي هل العمل بالتاريخ الميلادي فيه تشبه بالنصارى، أم الأولى العمل بالتاريخ الهجري ؟ الجواب: لقد اقتصر المسلمون على تأريخهم الذي اتفقوا عليه من عهد عمر بن الخطاب الذي وضع لهم هذا التأريخ الهجري، حيث اختار مبدأه من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم- وعمل عليه المسلمون في كتبهم وسيرهم مع معرفتهم بتأريخ من قبلهم، ولم يزالوا كذلك حتى استولى النصارى على كثير من بلاد الإسلام، واستعمروهم واضطروهم إلى تعلم التأريخ الميلادي ، وأنسوهم التأريخ الهجري إلا ما شاء الله، فنقول: إن في العمل بالتأريخ الهجري تذكرًا لوقائع الإسلام وأحوال المسلمين في سابق الدهر، ثم هو أوضح وأبين حيث يعتمد على الأهلة التي ترى عيانًا ويحصل بمشاهدتها معرفة دخول السنة وخروجها، دون إعواز إلى حساب وكتابة، فننصح المسلمين أن يقتصروا على تأريخهم الذي كان عليه سلفهم، وأن يعرضوا عن تأريخ النصارى الذي لا يتحقق صحته، إنما هو مبني على نقل أهل الكتاب وهم غير متيقنين، حيث لم يثبتوا ذلك بالنقل الصحيح. ومتى احتيج إلى معرفة السنة الشمسية، فإن هناك التأريخ الشمسي الهجري وهو يعتمد الحساب، ويسير على سير البروج الاثني عشر التي ذكرها الله تعالى مجملاً كما في قوله تعالى: )وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا ( وعرفها الحُسَّاب وعلماء الفلك بالمشاهدة، ففي معرفتها ما يكفي عن الاحتياج إلى تأريخ النصارى، والله أعلم. من فتاوى فضيلة الشيخ:عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين يعتبر تشبهًا بهم هل التأريخ بالتاريخ الميلادي يعتبر من موالاة الكفار ؟. الجواب: الحمد لله لا يعتبر موالاة ، لكن يعتبر تشبهًا بهم . والصحابة رضي الله عنهم كان التاريخ الميلادي موجوداً في عصرهم ، ولم يستعملوه، بل عدلوا عنه إلى التاريخ الهجري . وضعوا التاريخ الهجري ولم يستعملوا التاريخ الميلادي مع أنه كان موجودًا في عهدهم ، هذا دليل على أن المسلمين يجب أن يستقلواعن عادات الكفار وتقاليد الكفار، لاسيما وأن التاريخ الميلادي رمز على دينهم، لأنه يرمز إلى تعظيم ميلاد المسيح والاحتفال به على رأس السنة ، وهذه بدعة ابتدعها النصارى ، فنحن لا نشاركهم ولا نشجعهم على هذا الشيء . وإذا أرّخنا بتاريخهم فمعناه أننا نتشبه بهم . وعندنا والحمد لله التاريخ الهجري الذي وضعه لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشد بحضرة المهاجرين والأنصار ، هذا يغنينا . انتهى فضيلة الشيخ: صالح الفوزان في كتاب المنتقى 1/257 . المصدر: ملتقى شذرات
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201) |
#2
|
||||
|
||||
السلام عليكم
أختي الكريمة نور جزاكِ الله خير الجزاء وتقبل منا ومنكِ وجعلها في ميزان حسناتك دمتِ بالف خير وكل عام وأنت بعافية وخير كثير
__________________
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التاريخ, الهجري |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع التاريخ الهجري ,, | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التاريخ الهجري المعتمد في الأردن يختلف عن ذلك المعتمد في السعودية | Eng.Jordan | الأردن اليوم | 0 | 12-05-2016 03:41 PM |
خطبة عن التاريخ الهجري | Eng.Jordan | شذرات إسلامية | 0 | 11-03-2012 10:12 PM |
التاريخ الهجري واستقلالية الأمة | Eng.Jordan | شذرات إسلامية | 1 | 05-30-2012 08:27 AM |
عوامل تحريف التاريخ الأموي تشويه التاريخ | تراتيل | شذرات إسلامية | 0 | 02-23-2012 04:36 PM |
برنامج المؤذن الجديد يدعم جميع الجوالات ومجانى ويعرض التاريخ الهجرى | Eng.Jordan | الحاسوب والاتصالات | 0 | 01-08-2012 05:14 PM |