#1  
قديم 12-11-2012, 07:45 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي الخرافة سهلة العبور


الكاتب : نورة الشهري: أبها

أتطلع بالكثير من الدهشة لتجسيد (أبو سمبل) وسط علبة أنيقة جداً، ومزينة بالفوسفات المضيء، تحمل العلبة نقوشاً غريبة وصعبة التجاهل، نقشت باحترافية رفيعة في أعلاها، ربما كان شعاراً ما، لكن حقيقة أظن أن تلك العلبة صممت خصيصاً لدغدغة شعور ناظريها، علبة محظوظة جداً وفيها سحر لا يمكن فهمه. حصلت عليها بالمناسبة كهدية رخيصة المكونات أعتز بها كثيراً من إحدى الأستاذات المصريات، كان صندوقاً خشبياً متوسط الحجم، وقد جمعت به ما يمثل الحضارة الفرعونية. جيد جداً أن تقلب الحضارة الفرعونية بأناملك (أخناتون، حتشبسوت، زوسر، العقرب). ولفت انتباهي أكثر هذا الكف، والسبب كثرة ما يحوم حوله من اعتقادات سمعتها بنفسي، ورأيتها بنفسي كذلك، مع أن بعضهن ترتديه لمجرد الزينة فقط، لكن لا تزال الكثير من النساء يرتدينه لذات الأسباب والاعتقادات الخيالية، ويتزودن ببعض التمائم والأحراز، واعترفن بهدفهن من كل ذلك: وهو توفير الحماية من الشرور، لكن مع هذه القطع لاحظت وجود كف (خمسة وخميسة)، ولمن لا يعرفه هو كف فضي أو أزرق قد يمتد بسلسلة، وغالباً يزين صدور النساء المصابات بالوسوسة، واللواتي يحرصن على ارتدائه خوفاً من العين والحسد، معتقدات بأن أنعم الله ستنفد منهن في تلك اللحظة التي يخلعن بها هذا العقد.
وعلى كل، فالأمر لا يعد امتيازاً عربياً خالصاً، من الصعب حكر الخرافة على العرب، لأن شعور الشك والضعف والحاجة للحماية تشع من كافة الجينات البشرية، حتى وإن اختلفت هيئته وطرق ممارسته من مكان لآخر. مع أن هناك من تخلص منه سريعاً وإلى الأبد، ففي الصين مثلاً عندما استضافت أولمبياد 2008م، فعلت ذلك تحت إجراءات سرية، وقامت بابتكار تعويذات حظ وحماية خاصة للأولمبياد، منها دب باندا، وسمكة، وظبي التيبيت، وطائر السنونو، حتى لا تضيع منها فرصة تنظيم الأولمبياد، كذلك الهنود الحمر كانوا يعتقدون بتجسيد أرواح موتاهم في الطبيعة ذاتها وخصوصاً في الحيوانات القوية، وأنها تتدخل دوماً لحمايتهم لأنها (أجدادهم)، وهذا يفسر تقديسهم لتلك الحيوانات البرية بشكل مبالغ به، كما لا تخلو اليابان وهي بما نعرفه الآن من بعض التعاويذ والتمائم، خصوصاً إذا تجاوز الشخص الأعمار التي يتشاءمون منها، ما بين 19 وحتى 33 عاماً للنساء، و 25 إلى 42 للرجال، بعكس استبشارهم بالأعمار المتقدمة.
نحن في وقت حرج لا نؤمن فيه بالحقائق إلا بعد مرحلة شكوك وبحث مضنٍ وإعادة سبر الحقيقة عدة مرات لغرض التأكد من سلامتها، فهل من المعقول أن تجد الخرافة مكانها في رؤوسنا بهذه السهولة، وبشكل أسرع من الحقيقة؟
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الخرافة, العثور, سهلة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الخرافة سهلة العبور
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طريقة سهلة لحفظ كتاب الله صابرة شذرات إسلامية 0 12-13-2015 09:16 AM
صرخة النبوة في وجه الخرافة التوراتية عبدالناصر محمود دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 09-18-2014 08:26 AM
موقفنا من الخرافة ام زهرة مقالات وتحليلات مختارة 0 11-23-2013 01:48 AM
موقفنا من الخرافة ام زهرة الملتقى العام 0 11-23-2013 01:38 AM
عبادات سهلة لها أجر عظيم يقيني بالله يقيني شذرات إسلامية 2 07-16-2012 03:48 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:11 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59