#1  
قديم 09-10-2014, 07:42 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,139
ورقة هدية الرئيس . بعيون إسرائيلية


هدية الرئيس السيسي.. بعيون إسرائيلية*
ـــــــــــــــــــــ

15 / 11 / 1435 هــ
10 / 9 / 2014 م
ــــــــــ

إسرائيلية ShowImage.jpg


كارولين جليك- جوريزاليم بوست
-------------------

كتبت كارولين جليك في صحيفة جوريزاليم بوست الإسرائيلية مقالًا بعنوان: “هدية الرئيس السيسي”، ثمنت فيه عرض الرئيس المصري الحالي حل القضية الفلسطينية عن طريق منح الفلسطينيين أراض في سيناء المصرية، وانتقدت رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لهذا العرض واعتبرت الرفض دليلًا على رغبة عباس في استمرار معاناة الفلسطينيين.

كما استنتجت الكاتبة أن هذا العرض من السيسي يؤكد التغير الاستراتيجي في موقف مصر وحلفائها (السعودية والإمارات) تجاه إسرائيل، وأن دعمهم لإسرائيل في الحرب الأخيرة على غزة لم يكن من قبيل الصدفة.

واستعرض المقال مزايا عرض السيسي بالنسبة لإسرائيل، كما أشار إلى التصريحات الأخيرة لنتنياهو بعد الحرب على غزة والتي قال فيها إن الأجواء الآن أصبحت أكثر ملاءمة للتفاوض بسبب تغير الموقف الإقليمي، واعتبرها المقال إشارة ضمنية لهذا المقترح المصري الذي قالت الكاتبة إن الولايات المتحدة كانت على علم به، لكن المقال لم يتناول أي إشارة لنفي الرئيس محمود عباس ومصر للأنباء التي أذيعت حول ذلك العرض المصري.

وفيما يلي أهم ما جاء في المقال:
------------------

“لقد حدث شيء غير عاديّ، حيث صرح رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في 31 أغسطس الماضي أمام جمهور من أعضاء حركة فتح، أن مصر قد عرضت إعطاء السلطة الفلسطينية حوالي 1.600 كيلو متر من أراضي سيناء المتاخمة لغزة، وأن مصر عرضت السماح لجميع من يسمون بـ “اللاجئين الفلسطينيين” بالإقامة في قطاع غزة الموسعة.
ولكن عباس قال لأتباعه في حركة فتح التي يتزعمها إنه رفض العرض المصري، وفي يوم الاثنين الماضي، أكد راديو الجيش السرائيلي تصريحات عباس.

فوفقًا لراديو الجيش، اقترح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الفلسطينيين إقامة دولتهم في قطاع غزة، وتوسيع الحكم الذاتي المحدود على أجزاء من يهودا والسامرة، وأنه في مقابل هذه الدولة، سيكون على الفلسطينيين التخلي عن مطلبهم بأن تنسحب إسرائيل إلى خطوط هدنة 1949، والتنازل عن القدس ويهودا والسامرة.

وقال السيسي إنّ أرض مصر في سيناء ستكون تعويضًا أكبر عن الأراضي التي سيتنازل عنها عباس، وقال عباس في كلمته أمام أعضاء فتح: “إنهم (أي المصريين) على استعداد لاستقبال جميع اللاجئين”، وإنهم قالوا له: “دعونا ننهي قصة اللاجئين”. ولكنه أصر على “أنه من غير المنطقي حل المشكلة على حساب مصر. ولن نفعل ذلك”.

وبعبارة أخرى، عرض السيسي على عباس وسيلة لإنهاء معاناة الفلسطينيين ومنحهم الاستقلال السياسي. ولكن عباس يقول “لا، انس موضوع الدولة، ودعهم يعانون”.

من ناحيتهم، يصر أجيال من القادة والاستراتيجيين الإسرائيليين، أن إسرائيل ليس لديها القدرة على تلبية المطالب الفلسطينية دون أن يؤدي ذلك إلى توقيع مذكرة موت إسرائيل. وأنه لتلبية الطلب الفلسطيني بإقامة الدولة، ينبغي على جيران إسرائيل في مصر والأردن أن يشاركوا.

ولكن ما الذي دفع السيسي لتقديم هذا العرض؟ وكيف نفسر هذا التحول الدراماتيكي؟ فبتقديم مساحة كبيرة من سيناء للفلسطينيين، فإنّ السيسي لا يتصرف من باب الإيثار. ولكنه يتصرف بدافع الضرورة. فمن وجهة نظره، ومن وجهة نظر حلفائه السنة غير الجهاديين في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أنّ الحملة الفلسطينية ضد إسرائيل هي أمر خطير.

وبينما يواجهون خطر إيران المسلحة نوويًّا، وصعود القوى الجهادية من تنظيم القاعدة إلى داعش إلى جماعة الإخوان المسلمين، لم يعد السنّة غير الجهاديين يعتقدون أن إطالة أمد الجهاد الفلسطيني ضد إسرائيل هو في مصلحتهم .

فمصر والأردن قد شهدتا بالفعل امتداد الجهاد الفلسطيني. ونفذت حماس هجمات في مصر. كما دمر الجهاد الفلسطيني لبنان والأردن تقريبًا، كما أن مصر والسعودية الآن يرون إسرائيل كحليفٍ حيويّ لهم في الحرب ضد الجهاديين السنة ونضالهم ضد إيران وطموحاتها التوسعية. فهم يدركون أن الإجراء الإسرائيلي ضد الجهاديين السنة والشيعة في حماس وحزب الله وإيران يخدم مصالح السنّة غير الجهاديين، وخاصّة بعد النزاع الأخير في غزة، كما أنهم يدركون أن الحملة الفلسطينية المستمرة ضد إسرائيل تعزز في نهاية المطاف أعداء مصر والمملكة العربية السعودية من الجهاديين مثل حماس.

وعلى ما يبدو، أن عرض السيسي لعباس هو محاولة لمساعدة الشعب الفلسطيني وسحب القضية الفلسطينية من أيدي الجهاديين الفلسطينيين.

ولكن رفض عباس عرض السيسي يؤكد انتماءه إلى الموروثات التي رسخها الزعيم الفلسطيني الحاج أمين الحسيني، والهدف الاستراتيجي المعلن لحزبه فتح وشركائه في الائتلاف في حماس. فمنذ العشرينيات، لم تكن الأهداف الرئيسة لقادتهم أبدا إقامة دولة فلسطينية أو تحسين حياة الفلسطينيين. ولكن كان هدفهم الوحيد على الدوام هو تدمير الدولة اليهودية.

عرض السيسي إنهاء معاناة الفلسطينيين وتوفير الأرض التي يحتاجها الفلسطينيون لإقامة دولة منزوعة السلاح. ولكن عباس رفض لأنه كان مهتمًا فقط بإيذاء إسرائيل حتى لو استمرت معاناة الفلسطينيين.

بالنسبة لإسرائيل.. كان اقتراح السيسي غير متوقع:

فأولًا وقبل كل شيء، فإنه يشير إلى أن القرار المصري السعودي الإماراتي لدعم إسرائيل ضد حماس في عملية الحافة الواقية لم يكن مجرد صدفة، بل كان جزءا من ملحمة التحول في التقييمات الاستراتيجية، وأنه إذا استمرت أنظمتهم على قيد الحياة، فمن غير المرجح أن تتغير تلك الاستراتيجية ما دامت إيران والجهاديين السنة مستمرون في تهديدهم.

وهذا يعني أنه للمرة الأولى منذ تحالفت إسرائيل مع بريطانيا وفرنسا ضد مصر في عام 1956، يمكن لإسرائيل أن تضع الخطط الاستراتيجية كجزء من التحالف.
ثانيًا، إن خطة السيسي جيدة بالنسبة لإسرائيل. فالسبيل الوحيد لتحقيق استقرار الوضع في غزة وهزيمة حماس وبقية الجيوش الإرهابية هناك سيكون من خلال توسيع غزة.

كما أنه إذا قبل الفلسطينيون عرض السيسي بحكم ذاتي محدود على يهودا والسامرة، فسينتهي التحدي الديموغرافي لإسرائيل. ونتيجة لذلك سيمكن لإسرائيل تطبيق قوانينها على المنطقة C، وضمان متطلبات أمنها على المدى الطويل وحماية الحقوق المدنية لجميع مواطنيها.

كما إن خطة السيسي هي نعمة لإسرائيل أيضًا لأنها تكشف خدعة عباس. حيث تعتقد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أنه معتدل. ويصر اليسار الإسرائيلي أنه هو الشيء الوحيد الذي يقف بين إسرائيل والدمار.

لكننا هنا نراه يعترف علنا بأنه من منظور استراتيجي، لا يختلف عن الجهاديين، وأنه يفضل أن يرى شعبه يتمرغ في البؤس والفقر، بدون دولة خاصة بهم، على أن يرى حدوث شيء في صالح إسرائيل بأي شكل من الأشكال.

رفضُ عباس لعرض السيسي يوضح مرة أخرى أنه ورفاقه في حركة فتح هم المشكلة وليس الحل، وأن قرار الاستمرار في الثقة في منظمة التحرير الفلسطينية كشريك في السلام والاعتدال هو قرار أحمق وخطير. فهو يفضل رؤية حماس وإيران تزدهران عن أن يعيش مستقبلًا سلميًا مع إسرائيل، لذا فإن عرض السيسي يساعد إسرائيل من خلال إظهار عدم جدوى استراتيجية الغرب بدعم عباس.

ووفقًا لتقرير راديو الجيش، فإن كلا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإدارة أوباما قد اطلعوا على الخطة المصرية. وقال إن الأمريكيين يؤيدونها.

ولم يتم إعلان موقف نتنياهو بشأن الاقتراح المصري، لكن تصريحاته الأخيرة تشير إلى أنه ينظر إلى الاقتراح المصري كتغيير جذري قد يسهل انفراجة دبلوماسية. فخلال مؤتمره الصحفي، عقب وقف إطلاق النار في غزة منذ أسبوع ونصف مضت، سئل نتنياهو عن احتمال استئناف عملية السلام مع عباس.

وأجاب نتنياهو بشكل غامض أن آفاق عملية السلام هي أفضل الآن، في ضوء التحولات الإقليمية. وبعد إعلان الاقتراح المصري، يمكننا افتراض أن هذا هو ما كان يشير إليه نتنياهو في خطابه.

عرض السيسي، حتى مع رفض عباس هو هدية لإسرائيل. والتحدي أمام إسرائيل في الأسابيع والأشهر المقبلة هو تحقيق أكثر من ذلك، فإذا استطاع الأمريكيون إجبار عباس على قبول عرض السيسي، فإن كلا من إسرائيل والشعب الفلسطيني سوف يستفيدان.

عرض السيسي يدل على أنه بالنسبة للسنة غير الجهاديين، فإن إسرائيل ليست فقط هي المشكلة في الشرق الأوسط، وأن وجود إسرائيل قوية هو شرط أساسي لحل مشاكل المنطقة، وأنه هاهو زعيم عربي كبير على استعداد للوقوف مع إسرائيل حتى لو كان ذلك يعني تشويه سمعة منظمة التحرير الفلسطينية.

ونتيجة لذلك، فإن عرض السيسي يشكّل تحديًا للولايات المتحدة وأوروبا. فهو يظهر أنه إذا أرادت واشنطن وبروكسل حل الصراع الفلسطيني مع إسرائيل، فإنّها تحتاج إلى الوقوف مع إسرائيل، حتى لو كان هذا يعني التخلي عن عباس”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التقرير}
ــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الرئيس, بعيون, هدية, إسرائيلية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع هدية الرئيس . بعيون إسرائيلية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفيلم الوثائقي "الربيع المصري بعيون إسرائيلية" Eng.Jordan شذرات مصرية 0 06-28-2014 10:25 AM
أرسل هدية لمن تريد Eng.Jordan الملتقى العام 24 04-29-2013 11:19 PM
الإسلام بعيون غربية .. الخوف والتزييف Eng.Jordan دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 03-09-2013 05:55 PM
معاناة المسلمين الأمريكان بعيون أمريكية عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 04-30-2012 06:38 AM
الدعوة و هدية اللباس Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 03-25-2012 08:27 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59