#85
|
||||
|
||||
تفسير قوله تعالى ( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ) الأنبياء - 24:
{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ } أي: حجتكم ودليلكم على صحة ما ذهبتم إليه، ولن يجدوا لذلك سبيلا بل قد قامت الأدلة القطعية على بطلانه، ولهذا قال: { هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي } أي: قد اتفقت الكتب والشرائع على صحة ما قلت لكم، من إبطال الشرك، فهذا كتاب الله الذي فيه ذكر كل شيء، بأدلته العقلية والنقلية، وهذه الكتب السابقة كلها، براهين وأدلة لما قلت. ولما علم أنهم قامت عليهم الحجة والبرهان على بطلان ما ذهبوا إليه، علم أنه لا برهان لهم، لأن البرهان القاطع، يجزم أنه لا معارض له، وإلا لم يكن قطعيا، وإن وجد في معارضات، فإنها شبه لا تغني من الحق شيئا. وقوله: { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ } أي: وإنما أقاموا على ما هم عليه، تقليدا لأسلافهم يجادلون بغير علم ولا هدى، وليس عدم علمهم بالحق لخفائه وغموضه، وإنما ذلك، لإعراضهم عنه، وإلا فلو التفتوا إليه أدنى التفات، لتبين لهم الحق من الباطل تبينا واضحا جليا ولهذا قال: { فَهُمْ مُعْرِضُونَ } (من تفسير السعدي)
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل " |
#86
|
||||
|
||||
قال الله تعالى فى سورة البقرة :
" اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ، أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) .. الله ولي الذين آمنوا ؟ أى إنه ناصرهم. ومحبهم ومجيبهم ومعينهم ، وبعد ذلك تستمر الولاية إلى أن يعطينا الجزاء الأوفى في الآخرة ، إذن فهو ولي في كل المراحل بالأدلة قبل الإيمان ، وولي. مع الإيمان استصحاباً وناصرنا على خصومنا وخصومه ، وفي الآخرة هو ولينا بالمحبة والعطاء فيعطينا عطاء غير محدود ، وولايته سبحانه لا تنتهي .. يخرجهم من الظلمات إلى النور : أى إنه سبحانه يخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان .. اللهم أملئ قلوبنا بالأيمان وكن ولينا فى الدنيا والأخرة يا كريم ..
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل " |
#87
|
||||
|
||||
تفسير قوله تعالى ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) الأنبياء - 23:
{ لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ } لعظمته وعزته، وكمال قدرته، لا يقدر أحد أن يمانعه أو يعارضه، لا بقول، ولا بفعل، ولكمال حكمته ووضعه الأشياء مواضعها، وإتقانها، أحسن كل شيء يقدره العقل، فلا يتوجه إليه سؤال، لأن خلقه ليس فيه خلل ولا إخلال. { وَهُمْ } أي: المخلوقين كلهم { يُسْأَلُونَ } عن أفعالهم وأقوالهم، لعجزهم وفقرهم، ولكونهم عبيدا، قد استحقت أفعالهم وحركاتهم فليس لهم من التصرف والتدبير في أنفسهم، ولا في غيرهم، مثقال ذرة. (من تفسير السعدي)
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل " |
#88
|
||||
|
||||
قال تعالى فى سورة الفرقان :
" يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا (28) ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29)" ، والخليل :هو الصاحب والصديق ، "لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني" : أي يقول هذا النادم : لقد أضلني من اتخذته في الدنيا خليلا عن القرآن والإيمان به ، وقيل : "عن الذكر" أي عن الرسول ، "وكان الشيطان للإنسان خذولا" قيل : هذا من قول الله لا من قول الظالم.. والخذل الترك من الإعانة ، ومنه خذلان إبليس للمشركين وكل من صد عن سبيل الله ، وأطيع في معصية الله فهو شيطان للإنسان خذولا ، وقال مالك بن دينار: إنك إن تنقل الأحجار مع الأبرار خير لك ، من أن تأكل الخبيص مع الفجار وقال تعالى فى سورة الزخرف : " الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ " أي كل صداقة وصحابة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة ، عداوة إلا ما كان لله عز وجل فإنه دائم بدوامه .. وصدق من قال : .وصاحب خيار الناس تنج مسلما * وصاحب شرار الناس يوما فتندما
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل " |
#89
|
||||
|
||||
تفسير قوله تعالى ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّه لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّه رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) الأنبياء - 22:
{ لَوْ كَانَ فِيهِمَا } أي: في السماوات والأرض { آلِهَةٌ إِلا اللَّه لَفَسَدَتَا } في ذاتهما، وفسد من فيهما من المخلوقات. { فَسُبْحَانَ اللَّه } أي: تنزه وتقدس عن كل نقص لكماله وحده، { رَبُّ الْعَرْشِ } الذي هو سقف المخلوقات وأوسعها، وأعظمها، فربوبية ما دونه من باب أولى، { عَمَّا يَصِفُونَ } أي: الجاحدون الكافرون، من اتخاذ الولد والصاحبة، وأن يكون له شريك بوجه من الوجوه. (من تفسير السعدي)
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل " |
#90
|
||||
|
||||
قال الله تعالى فى سورة هود :
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِ، نَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} وقال رسول الله صل الله عليه وسلم : " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن ".. وقال الحسن البصري رحمه الله : "استعينوا على السيئات القديمات بالحسنات الحديثات ، وإنكم لن تجدوا شيئا أذهب بسيئة قديمة من حسنة حديثة ، وأنا أجد تصديق ذلك في كتاب الله : {إن الحسنات يذهبن السيئات} " .. اللهم ارزقنا حسناتٍ تذهب سيئاتنا وتوبة تجلو أنوارها ظلمة الإساءة والعصيان ، اللهم آمين ..
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل " |
#91
|
||||
|
||||
تفسير قوله تعالى ( أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ ) الأنبياء - 21:
لما بيَّن تعالى كمال اقتداره وعظمته، وخضوع كل شيء له، أنكر على المشركين الذين اتخذوا من دون الله آلهة من الأرض، في غاية العجز وعدم القدرة { هُمْ يُنْشِرُونَ } استفهام بمعنى النفي، أي: لا يقدرون على نشرهم وحشرهم.. يفسرها قوله تعالى: { وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا } { وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ. لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ } فالمشرك يعبد المخلوق، الذي لا ينفع ولا يضر، ويدع الإخلاص لله، الذي له الكمال كله وبيده الأمر والنفع والضر، وهذا من عدم توفيقه، وسوء حظه، وتوفر جهله، وشدة ظلمه، فإنه لا يصلح الوجود، إلا على إله واحد، كما أنه لم يوجد، إلا برب واحد. (من تفسير السعدي)
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل " |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
وتفسير |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع آية وتفسير | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التحليل المالى (تحليل وتفسير القوائم المالية) - مراجعة نهائية | Eng.Jordan | عروض تقدمية | 0 | 11-05-2012 01:10 PM |