قياس مستوى وعي المجتمع السعودي بالضمان الصحي

مستوى , المجتمع , الصحي , السعودي , بالضمان , قياس

عنوان البحث

قياس مستوى وعي المجتمع السعودي بالضمان الصحي

إعداد

د.عبدالإله بن سيف الدين ساعاتي

عميد كلية المجتمع المكلف بجامعة الملك عبدالعزيز

تقديم

تكتسب الأنشطة التأمينية مكانة هامة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية الحديثة فهي أحد المقومات الأساسية للنظام الاقتصادي وجزءاً أساسياً من حياة الأفراد والمؤسسات ، والدارس للأطر الفكرية والفلسفية التي تقوم عليها أنظمة التأمين الوضعية يلمس بوضوح تام الجوانب التجارية والأبعاد الاستثمارية والاتجاه نحو تحقيق الربح لدى شركات التأمين على الرغم من احتوائها على بعض المضامين ذات الطابع الاجتماعي من الناحية النظرية ، في حين يُعتبر تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي حيث يتم توزيع أعباء وتكاليف الخدمات الصحية على مجموع المنتفعين مما يضمن مشاركة الأفراد وأصحاب العمل والمجتمع .
ولقد أدى دخول نظام التأمين الصحي التعاوني كبديل عن أنظمة التأمين التقليدي إلى إحداث تغيرات اجتماعية واقتصادية متعددة ، ولأن الكثير من سكان المملكة ( مواطنين ومقيمين ) ليس لديهم إلمام بالضمان الصحي التعاوني الصادر بالمرسوم الملكي رقم ( م/10 ) في 1/5/1420هـ الأمر الذي يمثل مشكلة قد تؤثر على نجاح تطبيق النظام .
وعليه فإن تناول موضوع قياس مستوى وعي المجتمع السعودي والمقيمين بالضمان الصحي التعاوني يُعتبر ميداناً خصباً للدراسة ، وذلك للتعرف على جوانب هذا النظام ، حيث تمثل نظرة المجتمع المتمثلة في آراء المستفيدين من النظام ، وكذلك آراء القائمين على تنفيذه من مستشفيات وشركات تأمين من حيث الفوائد والإيجابيات والمشكلات المصاحبة له وأكثر الطرق ملاءمة للتأمين الصحي التعاوني موضوعاً للبحث .




1/1 - مشكلة البحث :
يعتبر موضوع التأمين الصحي التعاوني من الموضوعات التي فرضت نفسها على الساحة السعودية نظرا للحاجة إلى تطبيقه لتوفير بديل لتمويل الخدمات الصحية والمحافظة على جودة هذه الخدمات وتوفير التغطية الصحية للسكان ، وتفعيل دور القطاع الخاص في التنمية لتنفيذ سياسة الحد من الإنفاق الحكومي . ورغم الحاجة إلى هذا النظام والفوائد التي قد تعود من عملية تطبيقه ، إلا أن هناك مشكلة تواجه تطبيق هذا النظام وتتمثل في عدم إلمام الكثير من المواطنين والمقيمين بمفهوم الضمان الصحي التعاوني الذي سوف يطبق عليهم بصورة إلزامية ، وعدم درايتهم بأهدافه وإيجابياته وآليات ، وعدم معرفتهم بالتنظيمات القانونية التي تنظم العلاقات بين أطراف العملية التأمينية و حقوقهم وواجباتهم ، إضافة للقصور في الدراسات حول موضوع الضمان الصحي التعاوني ، عليه فان هذا البحث يسعى إلى تسليط الضوء على وعي المجتمع بالضمان الصحي في المملكة وقياس مستوياته وصولا إلى تقديم التوصيات للآليات المقترحة لرفع مستوى الوعي بهذا النظام .
1/2 - أهمية البحث :
للبحث أهمية من الناحيتين العلمية والعملية ، فمن الناحية العلمية تنبع أهميته في إثراء الجانب المعرفي في مجال التأمين بعامة وفيما يتعلق بالضمان الصحي بخاصة ، سيما وأن الأدبيات تشير إلى أنه لم يسبق إجراء هذه الدراسة من قبل مما يساعد على إجراء المزيد من الاستقصاء حول هذا الموضوع .
أما من الناحية العملية فيمكن لنتائج هذا البحث أن تسهم بصورة كبيرة في توضيح الفوائد والأسباب والمشكلات من تطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني من خلال قياس وعي المجتمع بهذا النظام والتعرف على آراء كل من المستفيدين من النظام ، ومقدمي الخدمة ، وشركات التأمين المشاركة في هذا النظام ، مما يساعد المسئولين على الإلمام بتلك الجوانب من خلال رسم السياسات الصحية الخاصة بالنظام ، و يكون للقطاع الخاص الاستفادة من هذه الدراسة لمعرفة الأثر الايجابي لتطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني .
1/3 - أهداف البحث :
يهدف البحث إلى تشخيص نظام الضمان الصحي التعاوني من حيث التالي :
1. تحليل نظام الضمان الصحي التعاوني في المملكة للتعرف على جميع مكوناته .
2. دراسة المشاكل التي قد تؤثر على تطبيق النظام الصحي التعاوني في المملكة .
3. التعرف على مستوى وعي المجتمع بالضمان الصحي ، وذلك من خلال المرضى والعاملين بالمستشفيات وشركات التأمين .
4. دراسة الانعكاسات الاجتماعية المتوقعة عند تطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني في المملكة .
1/4 - أسئلة البحث :

يسعى البحث إلى الإجابة على السؤال الرئيسي وهو :

ما مدى وعي المجتمع السعودي بالضمان الصحي التعاوني ؟

وذلك من خلال الإجابة على التساؤلات الفرعية التالية :
1- ما هي المكونات الأساسية لنظام الضمان الصحي التعاوني بالمملكة ؟
2- ما هي الاختلافات الرئيسة بين نظام الضمان الصحي التعاوني بالمملكة ونظم التأمين الصحي المطبقة في الدول الأخرى ؟
3- ما هو مستوى وعي المستفيدين بالضمان الصحي التعاوني بالمملكة ؟
4- ما هي آراء مقدمي الخدمة الطبية حول نظام الضمان الصحي التعاوني ؟
5- ما هي الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة من تطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني ؟
1/5 - فرضيات البحث :
الفرضية الأولى : يوجد وعي كافي لدى المستفيدين بنظام الضمان الصحي التعاوني بالمملكة.
الفرضية الثانية: يوجد وعي كافي لدى مقدمي الخدمة الطبية بنظام الضمان الصحي التعاوني بالمملكة .
الفرضية الثالثة : لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مستوى وعي كل من المستفيدين ومقدمي الخدمات الصحية بنظام الضمان الصحي التعاوني بالمملكة .





2/1 - المكونات الأساسية لنظم التأمين الصحي :
عند التخطيط لأي نظام للتأمين الصحي يجب أن تؤخذ في الاعتبار ثمانية عناصر لمكونات النظام ، وإذا أهملت بعض جوانبه سيؤثر ذلك حتماً في فعالية وكفاءة هذا النظام ، ( شحاته ، 1997ص : 87 - 92 ) وتشتمل هذه العناصر على المكونات التانية :
1- تحديد المستفيدين ( التغطية السكانية ) :
يجب أن يراعى عند تحديد الفئات التي سيطبق عليها النظام التدرج في التغطية وفقاً لمدى توافر التمويل اللازم والمنشآت والتجهيزات والكوادر الصحية القادرة على تطبيق النظام بفعالية وكفاءة ، كما يجب أن يؤخذ في الاعتبار الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة في المجتمع .
2- تحديد مدى شمولية الخدمات المقدمة :
نظراً لأن تطبيق نظام التأمين الصحي في أي مجتمع يؤدي إلى تغيرات اقتصادية واجتماعية وصحية كبيرة فإن من المهم التدرج في التطبيق لضمان النجاح فأن يتم البدء بمجموعة خدمات أقل يمكن زيادة مدى شموليتها مستقبلا أفضل من البدء بخدمات أشمل يتعذر تقليصها فيما بعد . ويؤخذ في الاعتبار عند تحديد مدى شمولية الخدمات المقدمة أولويات هذه الخدمات مع وضع أولوية متقدمة لخدمات الرعاية الصحية الأساسية . كما يجب أن يراعى مدى تكلفة الخدمات الصحية (cost effectiveness ) ومدى توافرها أو إمكانية توفيرها .
3- تحديد تكلفة النظام :
تحديد تكلفة النظام على المدى القريب والمدى البعيد للوقوف على إمكانية تنفيذه والاستمرار فيه من عدمه . ويشمل ذلك حساب تكلفة مدخلات النظام وعملياته .
4- تحديد طرق التمويل :
هناك عدة طرق للتمويل وفقاً لظروف كل مجتمع ، ومنها :
1- ميزانية الدولة ( الضرائب العامة والخاصة ، والثروات الطبيعية ، والموارد الأخرى ) .
2- اشتراكات يتحملها الأفراد المؤمن عليهم .
3- اشتراكات يتحملها أرباب الأعمال .

حمل المرجع كاملاً من المرفقات

المصدر: ملتقى شذرات