#1  
قديم 10-07-2017, 01:06 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي "التحديات العربية .. نظرة واقعية لرؤية تنموية


"التحديات العربية ,, نظرة واقعية لرؤية تنموية"
التحديـات البيئيـة
التحديـات الثقافيـة
التحديات الاقتصاديـة
التحديات التكنولوجية
الطالب/ محمد بن عبد الرحمن الجار الله.
المشرف د/ نبيل العربي
ملخص:
التحديات البيئية: تحدثت عن أهمية العنصر البشري والحفاظ عليه ثم بدئنا في طرح المعوقات التي تواجه البيئة العربية والعالمية ، ثم عن دور البحث العلمي والتربية والتشريع في الحد من زيادة هذه الملوثات البيئية ، ثم عن البيئة من منظور إسلامي ودورها في الحفاظ على هذه البيئة منذ قديم الأزل ، ثم عن بعض الحلول لمعالجة تلوث المياه ، وفي نهاية البحث صورة الوضع العربي.
التحديات الثقافية: بدأت بتعريف الثقافة ، ثم التحديات الثقافية التي تواجه الثقافة العربية في الوقت الراهن ، ثم تحدثت عن موضوع مهم ألا وهو الأمن القومي وأهدافه في تحقيق الاجتماعي الاقتصادي والسياسي ، ثم تحدثت عن دور خادم الحرمين الشريفين في حوار الأديان ، ثم عن دور أهل العلم والمعرفة في رفع الحجب التي تحول دون دخول الثقافة في المعترك اليومي العربي.
التحديات الاقتصادية: بدأت في هذا المبحث بتعريف علم الاقتصاد ، ثم تعريف النظام الاقتصادي ، ثم مفهوم اقتصاد المعرفة ودورة الفعال , ثم عرجت على التجارة والبورصة الالكترونية ودرها في تنمية الاقتصاد ، ثم تحدثت عن النظام الاقتصادي الإسلامي ،ثم عن مفهوم المشكلة الاقتصادية على مستوى الفرد والمجتمع ، ثم عن مفهوم التنمية الاقتصادية والدور البارز لهذه التنمية في الخروج من التخلف الاقتصادي ، ثم تحدثنا في النهاية عن أهم أهداف التخطيط للتنمية الاقتصادية.
التحديات التكنولوجية: بدأت في هذا التحدي عن تعريف كلمة التكنولوجيا ، ثم عن دور العلم والتكنولوجيا في تفعيل عجلة التقدم في عالمنا اليوم ، ثم عن الإسلام والتكنولوجيا الحديثة ،والتكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا ودورها في ترابط المجتمع ، ثم عن دور التكنولوجيا في تطوير الاقتصاد ، ثم ذكرت بعض الشروط لاختيار أنواع التكنولوجيا الملائمة ، ثم عن الهدف الأساسي لنقل التكنولوجيا ، وأخيراً عن أهم المعوقات التي سببتها التكنولوجيا أو تسببها بتأخر في استخدامها.
التحديات البيئية
إن الاهتمام ببيئة سليمة أصبح أمر يهم كل الشعوب والحكومات والهيئات على حد سواء ، فالإنسان أصبح اليوم عرضة إلى ضغوط بيئية متعددة الجوانب ، رغم أن الإنسان هو من ساهم بدور رئيسي في خلق بعض تلك الضغوط البيئية.
نبدأ بطرح أهم المعوقات البيئية التي تواجه المجتمعات العربية والعالمية:(1)
نوعية الهواء:
مع استمرار تدهور نوعية الهواء في المدن العربية بشكل مطرد. والمشاكل الصحية التي تعزى إلى تلوث الهواء الناتج من قطاع النقل وحده تكلف البلدان العربية أكثر من خمسة بلايين دولار سنوياً. وقد ارتفعت انبعاثات أكاسيد الكربون للفرد الواحد بشكل مطرد في معظم بلدان المنطقة في العقود الثلاثة الأخيرة. وهي تصل في بعض البلدان الخليجية إلى عشرة أضعاف المعدل العالمي. وقد سجلت نتائج المراقبة في مصر ولبنان وسورية مستويات تلوث بلغت أحياناً بين ستة وثمانية أضعاف المعدلات المقبولة.
ويوصى بإلغاء أشكال دعم المحروقات التي تشجع على التبذير،
وتحسين الكفاءة الحرارية من خلال التطور التكنولوجي، واستخدام موارد الطاقة المائية إلى أقصى الحدود، واستعمال مصادر الطاقة المتجددة، خصوصاً الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، على نطاق واسع، واستخدام أنواع الوقود الأقل تلويثاً، مثل الغاز الطبيعي. كما يدعو إلى تخطيط المدن بما يخفف الاختناقات المرورية، إلى جانب تشجيع النقل العام والإنتاج الأنظف في الصناعة.
المياه والتصحر والزراعة:المنطقة العربية تواجه موقفاً حرجاً في موضوع المياه. فباستثناء مصر والسودان والعراق ولبنان وسورية، يتوقع أن تعاني جميع البلدان العربية ضغطاً حاداً على المياه بحلول سنة 2025. ومن المحتمل أن يؤدي الاحترار العالمي المتوقع وما يتبعه من تغير مناخي إلى زيادة الضغط على الإمدادات المائية المتضائلة أصلاً. وإذ ينبّه إلى أن كفاءة استخدام المياه لا تتجاوز 50 في المائة، يدعو إلى سياسات وبرامج تؤدي إلى وضع حد للهدر، في الزراعة والصناعة والاستعمالات المنزلية، كما يشدد على ضرورة تكريس مزيد من الموارد لتطوير تكنولوجيات تحليه المياه المالحة المحلية.
وحيث أن التصحر يمثل التهديد الأكثر إلحاحاً للأراضي المنتجة في المنطقة العربية برمّتها، وينبّه إلى أن هذه القضية لا تحظى بالاهتمام الكافي. ويجدر بنا أن نشير إلى أن المبيدات والأسمدة تُستعمل على نطاق واسع في المنطقة العربية، ويُساء استعمالها في كثير من الحالات، إذ أن بعض الدول العربية تستعمل أعلى كميات الأسمدة لكل هكتار في العالم. ويثير الاستعمال المكثف للمبيدات والأسمدة مخاوف حول سلامة الغذاء كقضية صحية عمومية.وماهو مفقود في معظم البلدان العربية من فرض أنظمة وضوابط على بيع المبيدات وتداولها واستعمالها.
تغير المناخ:
بالرغم من أن المنطقة العربية لا تساهم بأكثر من 5 في المائة من انبعاثات الغازات المؤدية إلى تغير المناخ العالمي، فإن تأثيراته على المنطقة ستكون قاسية جداً. فارتفاع مستوى البحر نتيجةَ ارتفاع درجات الحرارة يُحتَمل أن يتسبب بخسارة أجزاء جوهرية من الأراضي الزراعية في المنطقة العربية. فان ارتفاع مستوى البحر متراً واحداً فقط يحتمل أن يتسبب بخسارة 12 إلى 15 في المائة من الأراضي الزراعية في منطقة دلتا النيل، ويمكن أن يخفض مساحة الأراضي في قطر بنسبة 2,6 في المائة. كما أن ارتفاع درجات الحرارة سوف يزيد موجات الجفاف وتأثيرها في المنطقة، مما يهدد الموارد المائية والأراضي المنتجة.وخصوصاً أن تكرار موجات الجفاف ازداد فعلاً في بعض الدول العربية.
البيئة البحرية والساحلية:
البلدان العربية التي تمتد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي، وتشمل البحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج، لها خط ساحلي يزيد طوله
على 30,000 كيلومتر، منها 18,000 كيلومتر مناطق آهلة بالسكان. والبيئة البحرية والساحلية في المنطقة العربية يهددها التلوث والإفراط في صيد السمك وخسارة التنوع البيولوجي وتغير المناخ ومشاكل أخرى. والى جانب التلوث النفطي من الناقلات، يوجد هناك السياحة غير المنضبطة والتنمية الحضرية المكثفة هما المساهمان الرئيسيان في تدهور البيئتين الساحلية والبحرية في المنطقة.
إدارة النفايات:
العالم العربي ينتج نحو 300,000 طن من النفايات الصلبة كل يوم، ينتهي معظمها، من دون معالجة، في مكبات عشوائية. ويعالج أقل من 20 في المائة حسب الأصول أو يتم التخلص منه في المطامر، فيما يعاد تدوير ما لا يزيد على 5 في المائة. وإنتاج الفرد الواحد من النفايات الصلبة البلدية في بعض البلدان العربية، هو أكثر من 1,5 كيلوغرام في اليوم، مما يجعله من أعلى المستويات في العالم. لكن بعض المبادرات الواعدة التي يجري اتخاذها في مجال إدارة النفايات، مثل المبادرات التشريعية في مجلس التعاون الخليجي ومصر، فضلاً عن استثمارات في مرافق تستطيع فرز النفايات الخطرة والتعامل معها، وازدياد استثمار القطاع الخاص في صناعات إعادة التدوير، خصوصاً في السعودية والإمارات.




لا ننسى تأثير الحروب والنزاعات على البيئة، إذ يقترح إنشاء صندوق عربي لمساعدة البلدان في التعامل مع أسباب النزاع ذات الجذور البيئية، وأيضاً لمعالجة التأثيرات البيئية الأكثر إلحاحا للحرب. كذلك نوصي بمزيد من التعاون الإقليمي والدولي من أجل توفير القدرة على الإنذار المبكر وتقييم الروابط بين النزاع والبيئة، خصوصاً في المجالات التي لم تلق اهتماماً كافياً مثل تأثير الرؤوس الحربية المصنوعة من اليورانيوم المستنفد والألغام. وأخيراً مما تقدم يتبين أن هناك علاقة اعتمادية داخلية بين الإنسان وبيئته فهو يتأثر ‏ويؤثر عليها وعليه يبدو جلياً أن مصلحة الإنسان الفرد أو المجموعة تكمن في ‏تواجده ضمن بيئة سليمة لكي يستمر في حياة صحية سليمة. ‏
البحث العلمي والتربية والتشريع:
فالأبحاث العلمية البيئية الفعالة عامل أساسي في مكافحة التدهور البيئي. لكن معدل الإنفاق على الأبحاث العلمية كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي منخفض إلى أبعد الحدود في المنطقة العربية، بما يساوي 0,2 في المائة، مقارنة مع المعدل العالمي الذي يبلغ 1,4 في المائة، ويصل في اليابان إلى 4 في المائة. والمعدل في العالم العربي هو المعدل الإقليمي الأدنى في العالم بأسره. ويفضل بأن يتم استحداث قواعد معلومات علمية إقليمية وتقويتها،ترتبط التربية البيئية ارتباطاً وثيقاً بموضوع البحث العلمي البيئي على جميع المستويات. وقد تم اتخاذ عدد من المبادرات بهذا الخصوص في العالم العربي.وقد تم رصد 40 مركزاً بحثياً للدراسات البيئية، و27 برنامجاً جامعياً و24 برنامجاً للدراسات العليا حول البيئة. ومع ذلك، فإن هذه البرامج ما زالت في مرحلتها الأولى، وكثير من فروع المعرفة لا وجود لها، مثل التشريع والإدارة البيئيين، فضلاً عن دمج البيئة في خطط وبرامج ومشاريع التنمية. وفي مجال الإعلام البيئي، رصد التقرير نحو مئة نشرة دورية تحمل أسماء لها علاقة بالبيئة. لكن موضوع البيئة نادراً ما حَظيّ بمعالجة في العمق.
البيئة في الرؤية الإسلامية: (2)
على الرغم من غياب الذكر المباشر لمفهوم البيئة في الأصول الإسلامية يجد الباحث المدقق أن مفهوم الاستخلاف للإنسان هو خير رابط بين الإنسان والبيئة ، ويرتكز مفهوم الاستخلاف على قوام الإنسان بتحقيق العمران في الأرض ، مستعينا بالمسخرات المخصصة له _من الكائنات الحية والعناصر غير الحية مسترشدا بالسنن الإلهية في إدارة العلاقة المشتركة وهنالك العديد من الآيات الدالة على مدى الترابط بين الإنسان والكون.
بعض الحلول لمعالجة تلوث المياه :
1-سرعة معالجة مياه الصرف الصحي ، قبل وصولها للتربة أو للمسطحات المائية.
2-دفن النفايات المشعة في بعض الصحاري المحددة.
3-والخطوة الجادة والحقيقية هو توافر الوعي البشري الذي يؤمن بضرورة محافظة على المياه من التلوث.
ومن المؤسف أني رجعت إلى أكثر من مرجع يخص هذا التحدي البيئي فكانت أكثر هذه الكتب والمؤتمرات والندوات التي عقدت بهذا الشأن، تتحدث عن المظاهر والمشاكل وخطورة هذه الملوثات البيئية ، وقل ما تكلم عن الحلول الممكنة لمعالجة هذا التلوث، وأتمنى في هذا الملتقى العربي أن نساهم في إيجاد حلول سريعة لهذه الظواهر المهددة للعنصر البشري.
وفي نهاية هذا البحث “فالوضع ليس قاتماً كلياً. فغالبية البلدان العربية لديها حالياً إما وزارة بيئة أو هيئة بيئة حكومية أو الاثنتان معاً. والمجتمع المدني والقطاع الخاص ينخرطان أكثر في الأمور البيئية، لكن بمستويات مختلفة من الفعالية. وقد بدأت بعض الجهات الحكومية المسئولة عن البيئة بوضع خطط إستراتيجية للإدارة البيئة. إن مصير المنطقة العربية مرتبط على نحو لا مناص منه بحالة بيئتها، التي تفرض على الدول العربية العمل معاً لمواجهة التحديات المشتركة، وللتعاون كجبهة واحدة في المبادرات البيئية العالمية. لقد تم تحقيق الكثير في المنطقة العربية في ما يتعلق بالوعي والمبادرات البيئية، لكن الأكثر ما زال مطلوباً”.
بعض الحلول التي يراها الباحث :
§تحديث شبكات الصرف الصحي ، والبدء في عمليات تطوير محطات معالجة مياه الصرف الصحي.
§إجراء حملات إعلانية مكثفة لتوعية المواطنين بخطورة دفن مخلفات ونفايات الشركات الصناعية.
§زيادة عدد الحدائق ومساحة المسطحات الخضراء النباتية.
§دعم الأبحاث والدراسات ومتابعة وتقييم نتائجها.
التحديات الثقافية
فالثقافة هي مجموعة النشاط الفكري والفني في معناها الواسع ، وما يتصل بها من مهارات ،أو يعين عليها من وسائل ،فهي موصولة بمجمل أوجه الأنشطة الاجتماعية الأخرى ،مؤثرة فيها متأثرة بها،معينة عليها مستعينة بها ، ليتحقق بذالك المضمون الواسع لها ،متمثل في تقديم شامل للمجتمع في كل جوانب سعيه الحضاري.(3)
كما ينظر لمفهوم الثقافة في الموسوعة الدولية وفقاً لثلاث زوايا : ـ (4)
الأولى : كمفهوم تطوري يتناول الخصائص التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية.

الثانية : كمفهوم وظيفي يشير إلى كل ما يتكون لدى كل جماعة إنسانية من أفكار وعادات وتقاليد وأدوات عمل وشروط مادية وأنشطة تميزها عن غيرها .
الثالثة : كأسلوب حياة يؤكد على أساليب التفكير والعمل وقدرته على تجاوز حدوده الزمانية والمكانية من خلال التخيل والإبداع والتأمل في معنى الحياة والطبيعة . ومن ثم تشكل معالم طرق الحياة التي تحياها المجتمعات البشرية كياناً من أساليب السلوك التي تقوم على معايير وقيم ومعتقدات واتجاهات و نتاجات فكرية ونظم اجتماعية واقتصادية وسياسية وتربوية وقوانين وأساليب التعبير وهو ما يطلق عليه الكيان الثقافي الذي يتكون من محصلة عناصر الثقافة في المجتمع ، وهذا الكيان ليس محصلة عناصر الثقافة فقط وليس حاصل ضربها أيضاً بل هو الطريقة التي تنتظم بها تلك العناصر لتؤلف كلا معيناً ، فرغم تواجد العناصر ، الثقافية في كل مجتمع إلا أنها تختلف في انتظامها ضمن بنيان الثقافة مثلها في ذلك مثل العمارات العديدة التي تقام من مواد واحدة إلا أنها تختلف في تصاميمها الهندسية.

إن من ابرز التحديات المصيرية التي تواجه الأمة والثقافة العربية والإسلامية اليوم التحدي الثقافي ، لما تشكله الثقافة من مرجع معرفي ونظري ، يزود الإنسان والمجتمع بالأفكار والرؤى والتصورات التي توضح له الطريقة وتنير له الدرب ، كما أن الأمة التي لا تبلور شخصيتها الثقافية وتلغي أو تهمش كينونتها المعرفية فإنها ستخسر مستقبلها إذ لا يمكنها كأمه وكيان تاريخي وحضاري أن تحقق التطور المعاصر بدون الشخصية الثقافية الواضحة والصريحة.
وإن عدم الوعي بهذه الشخصية، لا يخرج الأمة فقط من زمانها ومحيطها الخاص، بل يطردها من الزمان والعصر الذي تعيش فيه، مما يفرض عليها معارك وهمية شبحيه، لا تؤدي إلا إلى المزيد من مخاصمة الذات، وتبديد الطاقات وضياع الرؤية الصائبة.
ويمكننا اختصار التحديات الثقافية التي تواجه الثقافة العربية في الحقبة الراهنة في النقاط التالية: (3)
1- حضارة العصر، والآفاق التي اقتحمتها والمشكلات والأزمات التي تعانيها البشرية من جرائها.
2- في التخلف وعقليته، وآثاره العديدة، التي تكرس حالات اليباس والجمود واللامبالاة، وكل العناصر التي تؤدي إلى هامشية المجتمع واعتماده الكلي على غيره من الشعوب والمجتمعات.
3- ويتجسد أيضاً التحدي في المستقبل وحاجاته، ومتطلباته وآفاقه، ودور الثقافة العربية والإسلامية في صياغة خريطة المستقبل.
حيث تنتاب العالم ومنذ فترة ليست بالقصيرة، الكثير من التطورات والتحولات في شتى حقول ومجالات الحياة. وأصبحت البشرية بأسرها تعيش مرحلة انتقالية، ومنعطفاً تاريخياً له تداعياته السلبية والإيجابية العديدة، وفي كل حقبة انتقالية، تواجه الأمم والشعوب، تحديات ومآزق حقيقة، تتطلب من الجميع التفكير العميق، والتخطيط المتواصل للخروج من هذه التحديات بنجاح واقتدار.
وبنظرة فاحصة إلى كل الحضارات والأمم التي تطورت، وحققت قفزات متقدمة في حياتها الحضارية، نرى أن شرط تقدمها وتطورها هو الوعي بالشخصية الثقافية للأمة كما أن الثقافة وممارسة التغيير الثقافي، هو الذي يخلق البيئة الاجتماعية المواتية والقادرة على الاستجابة الإيجابية والنوعية لتحديات العصر والمستقبل.
الأمن الثقافي: (5)وهو موضوع معاصر جدا في مصطلحاتنا الفكرية وهو يتعلق بفهمنا لهويتنا القومية وبمدى ثقتنا بمنظومتنا الثقافية القومية والوطنية وقدرتها على مواجهة التحديات التي يفرضها الانفتاح العالمي في مختلف الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وليس الهدف من الأمن الثقافي ثقافية مجردة ، أو مجرد الاختلاف والتميز عن الآخر ، بل الهدف هو التحليل إسهام الثقافة في تحقيق التقدم الاجتماعي الاقتصادي والسياسي ، الذي وحدة يرشح الهوية ويضمن الأمن الثقافي نفسه.
فالثقافة بمختلف منا شطها وأدواتها وآفاقها، قادرة إذا توفرت البيئة الاجتماعية المناسبة على مواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الفضاء العربي في الحقبة الراهنة.
ويجدر بنا ونحن نتحدث عن الثقافة العربية ، الإشادة بمبادرة خادم الحرمين الشريفين في تبنيه لحوار الأديان الذي اقترحه في الرياض ، واستضافته الأمم المتحدة في نيويورك ، إذ يبين مدى توسع الأفق لدى العرب والمسلمين في محاورة الأديان الأخرى ذات الثقافات المختلفة حيث قال خادم الحرمين انه على مر التاريخ، أدت الصراعات على القضاياالدينية والثقافية إلى حالة من عدم التسامح "وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة سالت فيهادماء كثيرة". وأضاف "أن الإنسان نظير الإنسان وشريكه على هذا الكوكب. فإما أن يعيشامعا في سلام وصفاء وأما أن ينتهيا بنيران سوء الفهم والحقد والكراهية". ، وكان الهدف من هذه الدعوة من خادم الحرمين هو تقارب هذه الثقافات إلى أدنى مستوى ، مع تأكيده حفظه الله على ثوابت هذا الدين القويم.
وفي هذا الإطار تتأكد مسؤولية أهل الفكر والقلم، في إزالة الحُجب والغيوم التي تحولدون التحديد ودخول الثقافة وخياراتها في المعترك اليومي للمواطن العربي، وحينما تتحول الثقافة إلى نسق ثقافي - اجتماعي، يمارس دوره، ويبلور مقاصدالناس حينذاك نستطيع القول أن عوامل التفاعل بين الثقافة والمواطن العربي قد توفرتوتحققت على المستوى العملي. ولذلك فإن انتشار الثقافة لا يتحقق خارج إطار الزمانوالمكان، ولا بمعزل عن أبناء المجتمع، وإنما لا بد من وجود مثاقفة ومفاعله، حتىتؤتي الثقافة ثمارها على الصعيد العام، وعليه فإن حضور الثقافة برموزهاوآليات عملها، يعد من الأمور الجوهرية التي تساهم في عملية الاستجابة الواعية علىالتحديات الثقافية التي تواجه العالم العربي والإسلامي.
لهذا فإن مجتمعنايعلي من شأن الثقافة والعلم، ويجعل تحقيقهما في الواقع الخارجي في سلم أولوياته،ويتحرك باتجاه تجسيد قيم العلم والثقافة في نظام علاقاته الداخلية، فإنه جديربالتفوق وقيادة المجتمعات وينبغي القول في هذا الصدد، أن بقاء المجتمع العربي فيحالة سكونية - راكدة، يوسع من دائرة الخلل في مسيرة المجتمع. لهذا فإن حضورالثقافة في النسيج
المجتمعي، هو الذي يبدد حالة السكون، ويقضي على الرتابة والجمودويؤسس لفعل تطوري لهذا فإن الثقافة كما يقول "توماس هوبز" في أحد معانيها تعني: عملاً يبذله الإنسان لغاية تطويرية.
لهذا لا يمكن أن تنمو الثقافة بعيداًعن عمليات الحراك الاجتماعي والحضاري وإنما دائماً الأرض الخصبة لنمو الثقافةونضجها هو التدافع الاجتماعي والحضاري، في هذه الأجواء تكشف الثقافة عن مكنوناتهاوتعبِّر عن ثرواتها وإمكاناتها. لهذا فإن الثقافة تشكل المضمون العقليوالنفسي، الذي يدفع الإنسان نحو العمل والتشبث بأسباب التقدم وعوامل الحضارة. وأنتقلص مستوى الحركة الذاتية وعمليات الدفاع الطبيعية التي توفرها الثقافة، هو الذييؤسس الأرضية المناسبة لهامشية المجتمع وعدم قدرته على بناء حاضره وصياغة مستقبلهوفق إرادته واختياراته الكبرى وبهذا يخرج المجتمع من الدورة الحقيقية للحياة، ويصبحميت الأحياء.
إننا نرى أن حضور الثقافة، بكل ما يعني مفهوم الحضور من معنىوآليات وآفاق، هو المهاد الضروري لمجابهة تحديات المستقبل الثقافية و الانعتاق منقيود الجمود والتخلف والانطلاق في آفاق نوعية إلى الأمام. فتحديات المستقبلالتي تواجهنا من جميع الجهات وفي كل الحقول والمجالات، هي بحاجة إلى مشروع ثقافيجديد، يأخذ على عاتقه تجميع وحشد الطاقات والكفاءات العربية والإسلامية، وتفعيلالإمكانات الذاتية على المستويات كافة، وذلك من أجل توفير القدرة الفعلية علىمواجهة هذه التحديات، وصياغة الواقع العربي على ضوء متطلبات المستقبل وحاجات الغد. والحضور الثقافي النوعي في الفضاء العربي، هو أحد الروافد الهامة التيتساهم في تأسيس القدرة العربية لاستيعاب التحديات القادمة لنا من العصر ومكاسبهالعديدة. كما أنه يخرجنا من حالة الدوران في حلقة مفرغة على المستوى الداخلي،ويجعلنا في قلب العصر، ونمتلك إمكانية التفاعل الخلاق مع كل شئونه وقضاياه.
وجماع القول: إننا لو أحسنا التعامل مع الثقافة كفعالية مجتمعية، تمتلك المؤهلات لتحشد الطاقات وتحريك الإمكانات. فإن هذا التعامل الحسن والحضاري سيقربنا من تطلعاتنا المستقبلية، ويوفر في مجالنا كل أسباب وعوامل القبض على كل مشروعات التنمية والتطوير والتقدم.

التحديات الاقتصادية
التعريف بعلم الاقتصاد:(6) ذلك العلم الذي يبحث للنشاط الإنساني عند التعامل مع المشكلة الاقتصادية ، التي تعني أن الموارد محدودة ونادرة نسبياً تجاه الحاجات المتعددة ألانهائية ، ومن ثم يدرس أي الاستخدام الأمثل للحصول على أقصى إشباع ممكن لحاجات الأفراد في المجتمع.
ثم لنتعمق أكثر ونتعرف على النظام الاقتصادي: عبارة عن مجموعة من القواعد والمؤسسات والمنظمات التي يختارها المجتمع كأسلوب ووسيلة لعلاج المشكلة الاقتصادية ويضع المجتمع الإطار القانوني لتنظيم وتحديد أشكال هذه المؤسسات وفقاً لعاداته وتقاليده وقيمه الأخلاقية والدينية.
مفهوم اقتصاد المعرفة:
ففي حين كانت الأرض، والعمالة، ورأس المال هيالعوامل الثلاثة الأساسية للاقتصاد العالمي وتنمو بمعدل 10 ٪ سنويا. وجديربالذكر أن 50 ٪ من نمو الإنتاجية في الاتحاد الأوروبي هو نتيجة مباشرة لاستخداموإنتاج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقد استخدم مصطلح اقتصاد المعرفة و مجتمعالمعرفةknowledge society and knowledge economy في الفصل الثاني عشر من كتاب The Age of Discontinuity لـPeter F. Drucker . وكثيرا ما تستخدم مصطلحات متعددةللتأكيد على جوانب مختلفة لاقتصاد المعرفة منها مجتمع المعلومات والاقتصاد ،والاقتصاد الرقمي ، وشبكة الاقتصاد الجديد أو اقتصاد المعرفة وثورة المعلوماتللإنتاج في الاقتصاد القديم، أصبحت الأصول المهمة فيالاقتصاد الجديد هي المعرفة الفنية، والإبداع،والذكاء، والمعلومات . وصار للذكاءالمتجسد في برامج الكمبيوتر والتكنولوجيا عبر نطاق واسع من المنتجات أهمية تفوقأهمية رأس المال، أو المواد، أو العمالة. وتقدر الأمم المتحدة أن اقتصاديات المعرفةتستأثر الآن 7 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
وبناء على ما تقدم فان اقتصاد المعرفة في الأساس يقصد به أن تكون المعرفة هي المحركالرئيسي للنمو الاقتصادي . واقتصاديات المعرفة تعتمد على توافر تكنولوجيات
المعلوماتوالاتصال واستخدام الابتكار و الرقمنه .وعلى العكس من الاقتصاد المبني على الإنتاج،حيث تلعب المعرفة دورا أقل، وحيث يكون النمو مدفوعا بعوامل الإنتاج التقليدية، فإنالموارد البشرية المؤهلة وذات المهارات العالية، أو رأس المال البشري، هي أكثرالأصول قيمة في الاقتصاد الجديد، المبني على المعرفة.وفي الاقتصاد المبني علىالمعرفة ترتفع المساهمة النسبية للصناعات المبنية على المعرفة أو تمكينها، وتتمثلفي الغالب في الصناعات ذات التكنولوجيا المتوسطة والرفيعة، مثل الخدمات الماليةوخدمات الأعمال.
التجارة الالكترونية:
هي عملية بيع أو شراء السلع والخدمات من خلال الشبكات الحاسوبية المفتوحة كالانترنت.
البورصة الإلكترونية:
بورصة اليوم والمستقبل لا تعرف السمسار التقليدي فكل شيء يتم بضغطة زر بيع وشراء واستبدال واسهم بالملايين تنتقل ملكيتها في لحظات معدودة.
عندما نتحدث عن اقتصاد عربي فإننا نقصد وجود كيان اقتصادي مترابط نسبياً، بحيث تتأثر الأوضاع فيه بما يجرى في بقية أجزاء هذا الكيان. فالحديث عن اقتصاد عربي يعبر عن نوع العلاقات العضوية بين مختلف أجزاء هذا الكيان، ويظهر ذلك في زيادة حجم المعاملات البينية للسلع والخدمات بالمقارنة مع المعاملات مع العالم الخارجي، وفى السهولة النسبية لانتقالات عناصر الإنتاج، وفى التأثر المتبادل لتغيرات الأسعار أو السياسات الاقتصادية. وفى ضوء هذا التعريف المبسط، فانه يصعب القول إننا بصدد "اقتصاد عربي".(7)
قد يكون من السهل الحديث عن "العالم العربي" ككيان ثقافي، ولكن الحديث عن "اقتصاد عربي" هو من قبيل المجاز أو التمني. فالاقتصاديات العربية مجزأة، وهى قليلة الترابط الاقتصادي فيما بينها، حيث ترتبط كل دولة في المنطقة بالعالم الخارجي بأكثر مما ترتبط بالمنطقة. وحتى في الأحوال التي تزيد فيها العلاقات الاقتصادية البينية، فإنها كثيراً ما ترتبط بأوضاع عارضة أو غير مستقرة. فالواقع العربي، قد يمثل حقيقة تاريخية، أو جغرافيه، أو لغوية، أو حضارية أو غير ذلك، ولكن بالقطع لا يرقى إلى مستوى "الحقيقة الاقتصادية"، وإن كان ذلك لا يمنع بالطبع من إمكانية تحوله إلى مثل هذه الحقيقة إذا توفرت الظروف المناسبة .
ونحن بدورنا مسلمين عرب فإنه يشرفنا أن تعرف على النظام الاقتصادي الإسلامي:(8) وهو مجموع الأصول الاقتصادية العامة ، التي نستخرجها من القران الكريم والسنة المطهرة ، والبناء الاقتصادي الذي نقيمه على أساس تلك الأصول بحسب كل بيئة وكل عنصر ، وقد يعرف بحسب غايته وهدفه ومن ذلك بان "العلم الذي يوجه النشاط الاقتصادي وينظمه وفقاً لأصول الإسلام ومبادئه.
خصائص النظام الاقتصادي الإسلامي:
أولاً: النظام الاقتصادي الإسلامي جزء من نظام الإسلام.

ثانياً: التوازن في رعاية المصلحة الاقتصادية للفرد والجماعة.
ثالثاً: التوازن بين الجانب المادي والروحي.
رابعاً: الاقتصاد الإسلامي أخلاقي.
أهداف النظام الاقتصادي الإسلامي:
أولاً: تحقيق حد الكفاية المعيشية.
ثانياً: الاستثمار"التوظيف" الأمثل لكل الموارد الاقتصادية.
ثالثاً: تخفيف التفاوت الكبير في توزيع الثروة والدخل.
رابعاُ: تحقيق القوة المادية والدفاعية للأمة الإسلامية.
الحرية الاقتصادية المقيدة في النظام الإسلامي:
أولاً: تطبيق أحكام الإسلام في الحلال والحرام.
ثانياً: الالتزام بعدد من الواجبات الشرعية الاقتصادية.
ثالثاً: إذا تعارضت المصلحة الخاصة مع العامة ، تقدم المصلحة العامة.
مفهوم المشكلة الاقتصادية:(6)
تنشا المشكلة الاقتصادية بسبب الندرة النسبية في الموارد الاقتصادية وتعدد وكثرة وتنوع وتجدد حاجات أفراد المجتمع المراد إشباعها والتي أوجدت بدورها للإنسان منذ القدم.
المشكلة الاقتصادية على مستوى الفرد: تعني أن الدخل محدود والحاجات كثيرة ، ومن ثم هناك عملية اختيار ووضع أولويات وتضحية ببديل آخر ، فعندما يختار احد البدائل يضحي ببديل آخر.
المشكلة الاقتصادية على مستوى المجتمع: وهي تعني أيضاً أن الموارد محدودة والحاجات كثيرة ، ومن ثم لابد من الاختيار ووضع الأولويات ، ومن ثم التضحية فالموارد محدودة في المجتمع (في وقت معين) بالمقارنة بحاجات ورغبات أفراد المجتمع المتعددة والمتنوعة والمتكررة عبر الزمن ، ولذلك على الاقتصاد القومي أو المجتمع أن يختار ويضع الأولويات.
مفهوم التنمية الاقتصادية:(9)
لقد اهتم الكتاب الاقتصاديون بدراسة التنمية والنمو اهتماماتهم بدراسة التخلف ، وظهر فرع جديد مستقل من فروع النظرية الاقتصادية ، أطلق عليه اقتصاديات النمو ، واقتصاديات التنمية ، ويركز هذا الفرع على دراسة أسباب التخلف وسبل الخروج منه ، بإتباع استراتيجيات وسياسات معينة لتحقيق التنمية الاقتصادية.
ونحن في مجتمعاتنا العربية لازلنا ونحن على مشارف العام 2010 نعتبر من الدول النامية والنائمة والمتخلفة اقتصادياً ، ولازلنا في دولنا العربية نستورد أضاعف ما نصدره إلى الخارج ، بل إن بعض الدول العربية لا تصدر أصلاً فنحن بأمس الحاجة إلى مشروع التنمية الاقتصادية العربية فهو مشروع جبار لو تكاتفت جميع الدول العربية في تنفيذه.
أهم أهداف التخطيط للتنمية الاقتصادية في الدول العربية :
أولاً: تهدف الدول المختلفة إلى زيادة معدلات النمو الاقتصادي.
ثانياً: يهدف التخطيط إلى إقامة قاعدة صناعية كافية وصالحة لتكون نقطة انطلاق التنمية الاقتصادية العربية.
ثالثاً: يهدف التخطيط إلى علاج أو إزالة معوقات التنمية الاقتصادية العربية ومحدداتها.
رابعاً: يهدف التخطيط الاقتصادي إلى تكوين الفائض الاقتصادي ، واستقطاب هذا الفائض من مختلف قطاعات الاقتصاد القومي.
خامساً: يستهدف التخطيط الاقتصادي في الدول المختلفة تحقيق قدر كافي من التشغيل ، لتأمين فرص عمل لاستيعاب القوة البشرية المعطلة.
سادساً: يستهدف التخطيط إلى رفع مستوى استغلال الموارد الاقتصادية الطبيعية والبشرية ، إلى المستوى الأمثل.
سابعاً:كما يهدف التخطيط الاقتصادي إلى تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي والتخلص من التبعية الاقتصادية والسياسية للخارج.
التحديات التكنولوجية
إن من أكثر الألفاظ استخداما في يومنا هذا حتى من قبل المواطن العادي لفظ _التكنولوجية_ ويبدو بقدر ما يزداد شيوع استخدام اللفظ يزداد الغموض واللبس اللذان تكتنفانه ، فقد اكتسب لفظ التكنولوجيا الكثير من المطاطية ، وأصبح يعني أشياء مختلفة ، بل في أحيان كثيرة متناقضة حسب مستخدم اللفظ المذكور ، كما اكتسب لفظ _تكنولوجية_ قوة وسحرية متزايدة.(10)
كلمة التكنولوجيا(11): مصطلح مركب إغريقي الأصل حوته جميع دوائر المعارف في اللغات كافة ويتألف من كلمتين Techno وهي مجموع الحرف والفنون الإنسانية (مهارة الحرفة)، وlogos وهو المنطق الذي يثير الجدل (الحديث عن مهارة الحرفة)، وقد استعملت لأول مرة في انكلترا في القرن السابع عشر وكانت تعني دراسة الفنون النافعة ، إن الشيء الحديث في الموضوع هو اللفظ ذاته أما ظاهرة التكنولوجيا فهي قديمة قدم الإنسان وهناك اتفاق على المفهوم العام لهذه الكلمة بالرغم من اختلاف النصوص التعريفية لها
إن الأمة الإسلامية مطالبة بإنتاج التكنولوجيا وتطوير ذاتها حتى تتحقق لها الريادة على الأمم، ولكن إلى ذلك الحين لابد أن يكون هناك رشد ووعي لكيفية اختيار التكنولوجيا المناسبة.
الإسلام والتكنولوجيا الحديثة:
لم ولن يقف الإسلام يوماً في وجه التكنولوجيا والحديثة والتطور التقني الرهيب الذي نشهده يوماً بعد يوم، بل يشجع الإسلام على أن نستخدم هذه الوسائل في الاستخدام الصحيح والأمثل في ما يفيد الإنسانية، وأن نكون من روادها ومصنعيها
التكنولوجيا الحيوية؟
التكنولوجيا الحيوية هي التطبيق المعلوماتي الصناعي للتكنولوجيات التي يتم تطويرها أو استخدامها في العلوم البيولوجية. وخاصة تلك التي تتصل بالهندسة الوراثية. ويتفق الخبراء على أن العالم على حافة ثورة في هذا المجال. وتتمتع التطورات في مجال التكنولوجيا الحيوية بقدرات هائلة على إفادة الإنسانية. على سبيل المثال، من خلال إنتاج لقاحات لأمراض لم يكن لها علاج من قبل، وزيادة إنتاج الغذاء، والوقاية من أمراض وتشوهات وراثية عديدة. وتحمل ثورة التكنولوجيا الحيوية إلى جانب فوائدها إمكانات هائلة لإساءة الاستخدام.
التكنولوجيا وترابط المجتمع
وعلى الرغم من وجود سلبيات للتكنولوجيا وغزوها لعالمنا بقوة ؛ إلا أن هناك بعض المميزات لهذه [COLOR=**********]التكنولوجيا[/COLOR]التي ذكرها العلماء [COLOR=**********]في[/COLOR]أبحاثهم حول سلبيتهاوإيجابيتها.
وقد خرج لنا العلماء بدراسة أجريت أخيراً تؤكد في محتواها “أن وسائل الاتصال الحديثة تقرب بين أفراد الأسرة وذلك من خلال تحويلهم إلى شبكة اجتماعية مترابطة[COLOR=**********]في[/COLOR]خلاف للرأي السائد بشأن التأثيرات السلبية للإنترنت والهواتف المحمولة على الروابط الأسرية”.
اثر التكنولوجيا على الاقتصاد:
أصبح قطاع تكنولوجيا المعلومات عنصراً أساسيا[COLOR=**********]في[/COLOR]نمو الاقتصاد العالمي والعربي أيضاً , كما ساعدت على الاتصالات بين الحكومات بجانب إستخدامتها [COLOR=**********]في[/COLOR]العديدة من الجوانب الاقتصادية وجوانب العمل التجاري المختلفة .
والتكنولوجيا ليست إذن آلات أو تجهيزات تنتج وتستهلك كباقي وسائل الإنتاج، ولا هيسلعة تتمتع بدور عادي في تكوين رأس المال والرفع من مستوى القدرة الإنتاجية. التكنولوجيا هي أولا وقبل كل شيء عقلية إنتاج وعلاقات إنتاج بحكم السلوكياتوالمفاهيم التي تحكم نظام الإنتاج. وهي فضلا عن ذلك جزء من نظام اجتماعي وأخلاقي،وبالتالي من مجموعة قيم كالقيم السائدة في المجتمع التي تتأثر بها وتؤثر فيهاوتتفاعل معها.
العلم و التكنولوجيا يمثلان محور عجلة التقدم في عالمنا اليوم، والجديد في التكنولوجيا هو اللفظ ذاته فكلمة تكنولوجيا تمثل لفظا ثابتا ومعنى متحركا عبر مراحل التطور الحضاري، وبغض النظر عن التعريف الصحيح للتكنولوجيا لا احد يختلف حول التغيرات الكبيرة التي خلقتها التطورات التكنولوجيا السريعة والمتواصلة خلال هذا القرن.(12)
وحتى يتحقق للدول المتخلفة حرية اختيار أكثر أنواع التكنولوجيا ملائمة لها يجب أن تحقق بعض الشروط:
1ـ وجود المعلومات الضرورية والكافية عن البدائل التكنولوجية المختلفة.
2ـ معرفة التعديلات التي أُدخلت عليها ومدى نجاحها في التطبيق العملي.
3ـ الأماكن التي نجحت فيها وأسباب ذلك النجاح أو الفشل.
4ـ مدى ملائمة هذه التكنولوجيا مع ظروف البيئة المحلية وطبيعة التعديلات المطلوبة لتحقيق هذه الملائمة.
5ـ المعلومات الخاصة بالحجم الأدنى للمشروع ومشكلات.
إلى غير ذلك من المعلومات التي تمكنها من دخول سوق التكنولوجيا وهي على معرفة كاملة بالسلعة التي يمكن شراؤها.
ولعل أهم ما يعاب على التكنولوجيا:
يقول المتخصص في علم النفس د.خضر البارون: إذا نظرنا إلى ابتعاد المثقف العربي عن القراءة والكتاب نجد هناك عدة عوامل منها، زيادة التكنولوجيا والتقدم العلمي والعولمة وكلها أمور جعلت القراءة بعيدة، فالعولمة تستطيع أن تحضرها بضغطة زر، والإنترنت يوفر قدرا كبيرا من المعلومات حول الموضوع الواحد. في السابق كانت الركيزة هي الاتصال بين الإنسان والآخر وتغير الحال هذا الزمان بالجلوس مع البلاي ستيشن والفيديو والقنوات الفضائية وغيرها من الوسائل الحديثة.
كل هذه العوامل أخذت الإنسان من القراءة وجعلته أسير التكنولوجيا، وكلما تقدّمت ثورة الاتصالات وزاد التبحّر في أوجه العلوم المختلفة والمتنوعة قل الارتباط بالكتاب والنفور من القراءة وحب المعرفة .
وفي الحقيقة ما وصل إليه حال المواطن العربي من انعدام ثقافة يمثل خطرا محدقا على المجتمع العربي بصفة عامة، ففي الكتاب فيض لا ينضب من المعلومات ويمكن الاستعانة بالانترنت في إعداد البحوث والرسالات العلمية التثقيفية السريعة لطلاب الجامعات والدراسات العليا ولكن يظل الكتاب الصديق الصدوق للإنسان ولا غنى عنه، فهو الذي يحمي المعتقدات والأفكار من أي مد خارجي يريد الإطاحة بثوابتنا.
التكنولوجيا والبطالة:
وأضاف “كما أن ضعف المستوى التكنولوجي وضعف نموه يسبب ارتفاع نسبة البطالة وخاصة بين خريجي الجامعات والمعاهد وضعف النمو الاقتصادي, مما يؤدي إلى هجرة العقول وزيادة [COLOR=**********]في[/COLOR]المديونية وهذا كله يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي مما يؤدي إلى عدم القدرة على التنمية الاجتماعية والإنسانية, و يرافق ذلك حدوث الكثير من الاضطرابات والمشاكل”.
وحيث تلعب نقل التكنولوجيا بين الدول النامية دورًا هامًا في تدعيم استقلالية تكنولوجيا الدول واعتمادها على ذاتها، وتدعيم قواها في التفاوض ومن ثم تنمية التكنولوجيا المناسبة لهذه الدول.
إن الهدف الأساسي لنقل التكنولوجيا ومعيار نجاحها يتمثل في تحقيق وضع أفضل في المستقبل يمكن الدولة المستوردة للتكنولوجيا من الاستغناء تدريجيًا عن الاستيراد وتحقيق الاعتماد على الذات ، ويعني هذا التحول من النقل الأفقي للتكنولوجيا إلى النقل الرأسي لها.



المراجع
(1)د.مصطفى كمال طلبة،د.نجيب صعب،البيئة العربية تحديات المستقبل،المنتدى العربي للبيئة والتنمية،المنامة،2008م.
(2)الرفاعي ، د. سلطان : التلوث البيئي (أسباب،أخطار،حلول) ، دار أسامه للنشر والتوزيع ، عمان ، 2009م ، (ص30).
(3) محفوظ ، محمد : الحضور و المثاقفة(المثقف العربي وتحديات العولمة) ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء ، 2000م،(ص19،106).
(4)Encyclopedia International ,New York , Grolier 1968 , Vol . 5 , p . p . 358 – 360
(5) حسن،ا.د.سمير إبراهيم،الثقافة والمجتمع،دار الفكر،دمشق، 2007م،(ص451).
(6)ا.د.عبد الحميد ، عبد اللطيف ، النظرية الاقتصادية (تحليل جزئي وكلي للمبادئ)، الدار الجامعية ، القاهرة ، 2000م.(ص18،29،55).
(7)human development report,undp,2002
(8) د.المرزوقي،عمر بن فيحان وآخرون، النظام الاقتصادي في الإسلام ، مكتبة الرشد ناشرون ، 2007م ، الرياض ، ط3 ،( ص13،68،61،115).
(9) د.خصاونه ، صالح ، مبادئ الاقتصاد2 ، الشركة العربية المتحدة للتسويق و التوريدات بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة ، 2009 ، القاهرة ، (ص338،374).
(10) د.كرم ، انطونيوس كرم ، العرب أمام تحديات التكنولوجيا ، عالم المعرفة ، 1978م ، الكويت ، (ص11).
(11) برتران جيل، ترجمة هيثم اللمع، موسوعة تاريخ التكنولوجيا، المؤسسة الجامعة للدراسات والنشر والتوزيع، 1996.
(12) د.علي ، فداء صفاء محمد ، الندوة العالمية الثامنة لتاريخ العلوم عند العرب "الجوانب المجهولة في تاريخ العلوم العربية".
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
"التحديات, مرئية, العربية, تنموية, واقعية, وغرب


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع "التحديات العربية .. نظرة واقعية لرؤية تنموية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نظرة من "ليبراليينا" للتحرش في بريطانيا عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 03-09-2017 08:34 AM
فلم "طريق العدو".. لتصحيح نظرة الغرب للإسلام Eng.Jordan أخبار منوعة 0 02-08-2014 08:16 PM
مصريون وعرب لـ"الجزيرة":جرائم السيسي فاقت القذافي وبشار..وفيلم عالمي لفضح الانقلابيين ابو الطيب أخبار عربية وعالمية 0 10-08-2013 05:31 AM
التّصغير في اللغة العربية نظرة في: الدلالة والتحليل الصوتي Eng.Jordan دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 06-30-2013 11:29 AM
نحو صناعة سياحية في إطار رؤية تنموية مستدامة ومسؤولة Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 03-21-2013 02:57 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:48 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59