العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2020, 10:15 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي لماذا أقرّت إيران إسقاطها الطائرة الأوكرانيّة بصاروخ وأُوكِل “الخطأ” للقوّات الجويّة؟


لا يزال اغتيال الفريق قاسم سليماني، يُلقي بظلاله على الإيرانيين، ويُثير التّساؤلات عن الأهداف التي حقّقتها الولايات المتحدة الأمريكيّة من اغتياله، وفيما إذا كانت عمليّة الاستهداف الغادر تخدم إسرائيل بالأكثر، والتي احتاجت إلى عُملاء ومُخبرين كما تقول الأنباء الأخيرة، وهو ما ينفي بطبيعة الحال، النظريّة التي تقول إنّ سليماني كان يدخل، ويخرج إلى العِراق بعلم الأمريكيين، فعمليّة اغتياله اتّسمت بالغدر، ومعلومات المُخبرين في كُل من مطاريّ دِمشق، وبغداد، والاغتيال الذي جرى في محيط مطار الأخيرة (بغداد)، الأساس في إتمام مقتله.

إسقاطها الطائرة الأوكرانيّة “الخطأ” الجويّة؟ ukrain-iran-plan-532x385.jpg


بالنّظر إلى دور الراحل سليماني في دعم حركات المُقاومة باعترافها ماليّاً وعسكريّاً، وتواجد قادة “حماس” في جنازته، ووصفه بالشّهيد، وعودة العلاقات مع الإيرانيين إلى ما قبل الأزمة السوريّة، قد يكون اغتيال الفريق بتنفيذ أمريكي، قد خدم إسرائيل بالأكثر، باغتياله شخصيّاً، وليس ما بعد اغتياله، وبالنّظر إلى تصريحات رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي السّلبيّة، اعتبرت أنّ قتل إدارة الرئيس دونالد ترامب سليماني، لم تجعل البِلاد أكثر أمناً، فيما دعم مجلس النوّاب الذي ترأسه قراراً يَحُدّ من قُدرة ترامب على شنِّ حربٍ ضِد إيران.



حسَمت إيران الجدل، حول استهدافها جُنوداً أمريكيين في قاعدة “عين الأسد”، وأقرّت أنها لم ترغب في قتلهم، ولكنّها أرادت فقط استعراض القُدرة على الاستهداف الدّقيق، ولعلّها بالأكثر كانت تُريد إثبات القُدرات الصّاروخيّة البالستيّة الدّقيقة، والتي كان يُشكّك البعض بحقيقتها، وأنها ليست إلا مُجسّمات يجري عرضها، مع كل عمل عسكري تُجريه إيران على مدار سنوات، ولعلّ صور الأضرار التي أصابت القاعدة الأكبر في العِراق، وتحطّم المدرج، لهي الدليل على قُدرة تلك الصواريخ في تحديد أهدافها، وينفي مقتل 80 جندي أمريكي، وهو ما قد يُفسِّر اقتصار الرّد الأمريكي على “العُقوبات الفوريّة”.



حول عدم استهداف الجُنود الأمريكيين، لا تزال صورة القرار الإيراني غير واضحة المعالم، فالرأي الأوّل يقول إنّ المعركة هدأت لحظيّاً، وستتواصل على وقع الخلاف في الاتّفاق النووي، والرأي الآخر يرى أن الرّد كان كافياً، ووافياً، وجنّب العالم حرباً إقليميّة، وإيران تُدرك مدى التفوّق العسكري الأمريكي، وهي حريصة على مُقدّراتها، لكنّها جاهزة للرّد على القواعد الأمريكيّة المُجاورة، بدليل استعراضها للقوّة، أمّا فيما يتعلّق بالانتقام لسليماني، فلعلّ الأخير كما تُقدّر بعض الأوساط الإيرانيّة، لو كان على قيد الحياة لكان قد اتّخذ ذات قرار هذا الرّد تقديماً للمصالح، وبهذا الشّكل الذي ربّما لم يُلبّي تطلّعات المُتعاطفين والطّالبين للثّأر.



على هامِش اغتيال سليماني، بدأ التّركيز الإعلامي، والخليجي منه على وجه التّحديد، على حادثة سقوط الطائرة الأوكرانيّة التي سقطت بعد إقلاعها بدقائق من مطار الخميني، وهو ما جرى تقديمه في بادئ الأمر، على أساس أنه خطأ في الصواريخ الإيرانيّة، وتشكيك في قُدراتها، ثم تحوّل إلى اتّهامات دوليّة، يُراد منها وضع إيران في قفص الاتّهام، وحرف الأنظار عن جريمة مقتل سليماني بحسب التوصيف الإيراني، والتّقليل من مشهد استعراض القوّة، وتحديد ساعة الصّفر للرّد، واستهداف القاعدة الأمريكيّة بالعِراق، في مشهدٍ بات شبه مُستحيل في العالم العربي، ودول الاعتدال والتّطبيع.



تنبّهت إيران فيما يبدو، لمشهد توالي الاتّهامات، وما قد يترتّب عليه، وأقرّ قائد القوّات الجويّة في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زادة سريعاً بالخطأ، وتحمّل وقوّاته مسؤوليّة إسقاط الطائرة الأوكرانيّة “بالكامل”، وأكّد استعداد القوّات الجويّة لتنفيذ أيّ قرار يتّخذه المسؤولون.



اللّافت في الإقرار الإيراني، أنه تحمّل بالكامل المسؤوليّة، وأقر بوقوع الخطأ، وأنّ ذلك الإقرار كما يرصد مُعلّقون جرى بعيداً عن تحميل القيادة السياسيّة أيّ مسؤوليّة، فهو خطأ بحُكم توزيع المهام العسكريّة، يقع على عاتق القوّات المعنيّة بالدّفاع عن العاصمة طِهران، والدفاعات الجويّة بواقع تهديد الأمريكيين باستهداف 52 موقعاً كما أشار حاجي زادة، اعتقدت أنّ الطائرة الأوكرانيّة صاروخ كروز مُعادي على بُعد 19 كيلو متراً.



قائد القوّات الجويّة زادة، أشار إلى طلب قوّاته وقف كافّة الرحلات الجويّة في أجواء البلاد، ونظراً لإقلاع الطائرة الأوكرانيّة المنكوبة خلال حالة الاستنفار، يبدو أنّ طلبه هذا لم يجر تنفيذه، وعليه وقع هذا اللّبس بين الطائرة، والصّاروخ المُعادي، وعليه هناك طرف ثاني يتحمّل المسؤوليّة عن عدم تعميم حالة الاستنفار، فالبلاد في حالة شبه حرب، ولعلّ التحقيقات التي تعهّد بها الرئيس حسن روحاني، الذي تأسّف لخطأ القصف، ستكشف عن المسؤولين عن المأساة بحسب توصيف روحاني، ومُحاكمتهم.



تعويض أُسَر الضّحايا الذي أكّده الرئيس روحاني، ومُحاكمة المسؤولين عن الحادثة، لعلّه يضع خاتمة جيّدة، لقائمة اتّهامات، وقضيّة رأي عام دولي، كان يجري التّحضير لها، وتقطع الطّريق على اتّهامات بدأت القول، إنّ استهداف الطائرة جرى عمداً، مما يترتّب على طهران، عقوبات جديدة، وملف جديد في استهداف الأبرياء، ودخول أمريكا وكندا قبل الإقرار الإيراني بالخطأ، والتّرحيب الألماني بالإقرار الإيراني، ووجوب استخلاص طِهران التّبعات السليمة، دليلٌ في ذلك السّياق.



بعد أن هدأ غُبار المُعركة، والرّد والرّد المُضاد على خلفيّة اغتيال سليماني، بكُل الأحوال ستضع الحُكومة الإيرانيّة قائمةً بالدّروس المُستفادة والعِبَر، التي نتجت عن تصعيدٍ لدرجة الحرب، ولعلّه ليس عابراً أن يتحدّث حاجي زادة، وأن يُمرّر بين سطور إقراره بالخطأ، إشارته إلى إطلاق “العدو” صواريخ “كروز” نحو إيران بعد الهُجوم الصاروخي، وأنّ الدفاعات الجويّة استطاعت صدّهم، ومن بينهم الطائرة الأوكرانيّة المنكوبة التي التبست على الدّفاعات الإيرانيّة، فيما لم يجر الحديث أمريكيّاً عن إطلاق صواريخ “كروز”، فهل جرى تدميرها بالكامل، تساؤلات مطروحة.



بالعودة إلى التّحشيد الإعلامي، لا تزال المواقع الإيرانيّة الرسميّة، تنشر مقاطع فيديو، كان آخرها، عمليّة اقتحام الحرس الثوري للبيت الأبيض، وتفجيره، وخلال الفيديو يُحدّد الحرس، شخصيّات لاغتيالها، من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نِتنياهو، والأمير محمد بن سلمان، وينتهي الاقتحام بالفِعل، بمقتل ترامب، ونِتنياهو، وهو ما يطرح تساؤلات حول الغاية الإيرانيّة من الإصرار على استعراض تلك المقاطع، كما وظهور ابنة سليماني زينب مُجدّداً في خطبة الجمعة، ومُخاطبتها الحُشود باللّغة العربيّة، وحديثها عن والدها، وإن كان هُناك فصل جديد قد يُعاد فتحه، أم أنّ الأمر مجرّد حرب أعصاب نفسيّة، تُحّقق إيران بعض أهدافها الإعلاميّة، وربّما السياسيّة منه، يتساءل مراقبون.






المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
لماذا, للقوّات, مقرّب, الأوكرانيّة, الجويّة؟, الطائرة, بصاروخ, إيران, إسقاطها, وأُوكِل, “الخطأ”


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع لماذا أقرّت إيران إسقاطها الطائرة الأوكرانيّة بصاروخ وأُوكِل “الخطأ” للقوّات الجويّة؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لحظة ضرب الطائرة الأوكرانية بصاروخ إيراني عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 01-10-2020 08:01 AM
هل أسقطت الطائرة الأوكرانية بصاروخ إيراني ؟؟؟ Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 01-09-2020 09:38 PM
لماذا اختبأت المضيفة بخزانة الحقائب على الطائرة؟ عبدالناصر محمود أخبار منوعة 1 08-02-2019 04:10 PM
لماذا عاد هذا الطيار إلى الطائرة الروسية المحترقة؟! عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 05-09-2019 06:54 AM
الطائرة الماليزية أُسقطت بصاروخ عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 07-18-2014 03:52 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59