رسائل شذرية بلا عنوان

( فسقى لهما ثم تولى إلى الظل )
إذا أحسنت لأحدهم فابتعد عنه، لا تحرج ضعفه، ولا تلزمه شكرك، وأصرف عنه وجهك
لئلا ترى حياءه عارياً أمام عينيك
" فسقى لهما ثم ( تولى ) "
لم يقل سبحانه ثم " ذهب " !
بل تولى بكامل مافيه ..
افعل المعروف و تول بكل ما أوتيت حتى ذلك القلب الذي ينبض بداخلك ﻻ تجعله يتمنى الشكر و الجزاء يكفيك أن يجازيك الكريم

‏قال الإمامُ ابنُ القيّم رحمه الله :
.
إنّما تحصلُ الهمومُ والغمومُ والأحزانُ من جهتين :
-
أحدهما : الرّغبة في الدّنيا والحرص عليها.
والثّاني : التّقصير في أعمالِ البرّ والطّاعة.
.
[عدّة الصابرين صـ٥١٢]

ما هِي أحبُّ الأعمال إلى الله ؟
مَن يعرِف ؟!
اقرأ الآن .. و تعلَّم و اغتنِم كما يجب
.
قال ****** -صلى الله عليه و سلّم :
{ أحبُّ الأعمَال إلى الله عز و جلّ :
1- سرورٌ تدخله على مسلم ،
2- أو تكشِف عنه كربة ،
3- أو تقضي عنه ديّنا ،
4- أو تطرد عنه جوعاً ،
5- ولَأَن أمشي مع أخي المسلم في حاجةٍ ، أحبُّ إليَّ مِن أنْ أعتكِفَ في المسجد شهراً <-
6- ومَن كفّ غضبه ، ستَرَ اللهُ عورته <-
7- ومن كظم غيظاً ، ولو شاءَ أنْ يُمضِيهِ أَمْضَاه ، ملأَ اللهُ قلبَه رِضًى يومَ القيامة <-
8- ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه
يوم تزل الأقدام <-
..وإن سوء الخُلق ليفسد العمل ، كما يُفسِْد الخَل العَسَل } <--
-صحيح الجامِع- (رقم176)

يزداد التعجب ويشتد الاستغراب من أناس يقرؤون سورة يوسف ويرون ما عمله إخوته معه عندما فرقوا بينه وبين أبيه،

وما ترتب على ذلك من مآسي وفواجع :
إلقاء في البئر،
وبيعه مملوكاً،
وتعريضه للفتن وسجنه،
واتهامه بالسرقة..

بعد ذلك كله يأتي منه ذلك الموقف الرائع : { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم }

يرون ذلك فلا يعفون ولا يصفحون ؟ فهلا عفوت أخي كما عفى بلا من ولا أذى ؟ ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟

منذ أن تفتح عينيك لتصحو، حتى تغلقهما لتنام، لا تعلق همتك بأمر من الأمور الدون، لا تنم على غلّ ولا تصحَ على شهوة، ولا تسع إلى طمع ولا تسابق إلى سلطة،
وإنما اجعل همك واهتمامك في الخير والبر والحق والصدق، والمروءة والمعونة قاصدا وجه ربك على الدوام .
Dr. Mostafa Mahmoud